قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل السابع عشر

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل السابع عشر

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل السابع عشر

دلف تميم الى احد النوادي الليلية ليجد اياد هناك في انتظاره، جلس بجانبه وطلب من النادل ان يجلب لهم المشروب الذي يفضله...
اليوم سنوية والدك...
قالها اياد وكأنه يريد تذكيره بهذا لييرد تميم عليه بضيق:
فهمت، لا داعي لتذكيري بهذا في كل لحظة...
ما بك..؟ تبدو منزعجا...
سأله اياد بقلق ليرد تميم:
لست منزعجا، ولكن اشعر بالتعب من كل شيء يدور حولي...
هل حدث شيء بينك وبين نوران...؟!
منحه تميم ابتسامة ساخرة وقال:.

كلا، الوضع بيننا كما هو لم يتغير ابدا...
والى متى سوف يظل الوضع هكذا..؟!
اجابه تميم بحيرة:
صدقني لا اعرف، نحن نلعب لعبة القط والفار يوميا، كلانا يعاند الاخر ويحاول اثارة غيرته...
انت السبب، لم يكن يجب عليك ان تطلقها...
نعم معه حق، هو السبب، لقد ظن انه بطلاقه لها سوف يحصل على رضاها واحترامها، ما زال يتذكر كل شيء حدث بينهما بعد وفاة والده...

انهيارها بين يديه، الحالة النفسية السيئة التى دخلت بها، مساندته لها ووقوفه بجانبها حتى استردت عافيتها وتحسنت نفسيتها، لم يتركها لحظة واحدة، كان بجانبها طوال الوقت، يخبرها بحبه ولها وايمانه بها، يطلب منها ان تكون اقوى، وحينما تحسن وضعها واستعادت عافيتها قررت نفيه من حياتها، طلبت الطلاق واصرت عليه، وحينما رفض هددته بالانتحار، حينها قرر ان يطلقها ويمنحها حريتها عسى ولعل تعود اليه بعدما يثبت له حبها وعشقه الخالص لها...

افاق من أفكاره حينما وجد النادل يقترب منهما ويضع كأسي المشروب اماميهما...
لا تفكر كثيرا، كل شيء له حل باذن الله...
لكنني مللت، مللت من الانتظار...
قالها تميم بتعب وقلة حيلة ليقول اياد بجدية:
لهذا انت يجب ان تتخذ موقفا حاسما معها...
تطلع اليه تميم بعدم فهم بينما اكمل اياد موضحا:
امامك طريقة واحدة فقط ومحاولة اخيره...
ماذا تقصد...؟!
اجابه اياد:
ارتبط بغيرها، حينها فقط سوف تندم وتفعل المستحيل لتعود اليها...

دلفت نوران الى منزل عمها بخطوات متوترة، كانت لا ترغب في المجيء لولا اصرار ليلى عليها، دلفت الى صالة الجلوس لتجد العديد من السيدات هناك، البعض من الاقارب واصدقاء العائلة، اضافة الى زوجة عمها وليلى ونغم...
استقبلتها ليلى فورا وحيتها بحرارة وكذلك فعلت زوجة عمها اما نغم فحيتها باقتضاب...

نغم تكرهها ولا تعرف لماذا...؟! بالتأكيد هي تظن انها ما زالت تحب نزار وترغب به، لا تدرك انها تكرهه اكثر من اي شيء، يكفي انه هو من حطم حياتها ودمرها...
جلست نوران على احد الكراسي الموجوده مخفضة بصرها نحو الاسفل متجنبة بعض نظرات المدعوين وهمساتهم كما تفعل دائما منذ تلك اللحظة التي تركها بها نزار يوم زفافها...

مرت اكثر من نصف ساعة لتنهض نوران من مكانها وتتجه خارج الصالة، كانت تشعر بالاختناق الشديد من كل شيء، توجهت الى المطبخ لتشرب القليل من الماء، ما ان دلفت الى المطبخ حتى تفاجئت بنزار هناك والذي رأها هو الاخر، كادت ان تخرج من المكان الا انها توقفت في مكانها حينما وجدته ينادي باسمها...
نعم...
قالتها وهي تتطلع اليه بنظرات باردة، اقترب منها وتمتم:
هل تسمحين لي بالحديث معك قليلا...؟!

كانت نظراتها وملامحها ساكنة لا توحي بشيء...
ردت اخيرا عليه بعد تردد طويل:
تفضل...
ابتلع ريقه ثم قال:
نوران، انا اسف، اسف على كل شيء...
منحته نفس النظرة الباردة وقالت:
علام تعتذر بالضبط...؟!
رد نزار:
اذيتك كثيرا، اعترف بهذا، ولو قضيت عمري كله اعتذر لك لن أوفي ما فعلته بك...
ابتسمت نوران بتهكم ثم قالت:
وهل يجب ان اغفر لك لمجرد انك طلبت مني السماح...؟!
نوران...
قاطعته بسرعة.

لقد اعتذرت وقلت ما لديك، دعني اقول ما لدي...
صمتت لوهلةة ثم اردفت:
انت دمرتني، طعنتني بالصميم، اهدرت كرامتي، انا لن اغفر لك، لو مهما اعتذرت ومهما فعلت سأظل طوال حياتي ادعو عليك وأناجي ربي ان يأخذ حقي منك...
همت بالخروج الا انه قبض على ذراعها قائلا بنبرة باكية متوسلةة:
نوران ارجوكي...
ارجوك انت اتركني وشأني...
نوران انا خسرت كل شيء، ابي و الشركة وزوجتي، لم يتبق لي شيء لم اخسره...

هطلت الدموع من عينيه لكنه استمر في حديثه:
ذنبك يقيدني طوال الوقت، يخنقني...
رمته نوران بنظرات كارهة قبل ان تقول بتشفي:
تستحق هذا و اكثر...
ثم حررت ذراعها من قبضة يده وخرجت تاركة اياه يبكي لوحده بصمت...

بعد مرور اسبوع
وقفت نوران امام المراة تتأمل ثوبها القصير بانتصار، اليوم سوف تشعل غيرة تميم اكثر واكثر، انها تفرح لا اراديا حينما تشعل غيرته...
خرجت من الغرفة لتجد والدتها ترميها بنظرات غير راضية قبل ان تهتف بها:
ما هذا الذي ترتدينه يا نوران...؟ انه قصير للغايةة...
ردت نوران بلا مبالاة:
انه جميل للغاية ويعجبني...
قالت الام بضيق:.

انا افهم جيدا ما تريدين فعله، ولكن الى متى سوف تظلان تلعبان لعبة القط والفار هذه...؟!
اجابتها نوران وهي تجلس على طاولة الطعام:
حتى يتأدب جيدا على ما فعله...
قالت الام بجدية:
انك تظلمينه كثيرا، لقد اعتذر منك مرارا...
الان اصبحت اظلمه، ألم تكوني اول من شجعني على الطلاق منه...؟!

نعم كنت، ولكن حينما رايت حبه لك واهتمامه بك بعد وفاة عمك ادركت انه يعشقك، كما انه مر بمشاكل كثيرة منذ طفولته الامر الذي جعله يحمل العديد من العقد داخله...
صمتت نوران ولم تعلق بينما اكملت الام:
لقد مر عام كامل على طلاقك منه، وانت تدورين في نفس الحلقة المغلقةة، اما ان تعودي له او تتركيه الى الابد، ألا يكفي انك تعملين معه...؟!

ومن كان السبب في هذا...؟ أليس هو...؟ بعدما منع جميع اصحاب الشركات من توظيفي لديهم، كان يظن انني سأخاف العمل معه حتى لا اضعف امامه، لكن اثبت له العكس، فانا اعمل لعام كامل معه دون ان اضعف ولو لمرة واحدة...
تأففت الام بضيق وقالت:
انتما لستما بحرب لتفعلي كل هذا، يا ابنتي العمر يتقدم وانت تكبرين، عليك ان تجدي حلا نهائيا لوضعك هذا...

كانت نوران تدرك جيدا ان والدتها معها كل الحق فيما قالته، لكنها بالفعل لا تعرف ماذا تفعل، هي تحب تميم بشدة، ولكن تشعر بانه لا يستحق حبها، هذا الشعور يسيطر عليها، ولا تعرف مالحل المناسب له...
نهضت من مكانها وحملت حقيبتها تحت انظار والدتها المنزعجة ثم خرجت من المنزل دون ان تتناول طعامها حتى...

دلفت نوران الى مكتبها، وضعت حقيبتها على سطح المكتب واتجهت الى مكتب تميم لتجده خاليا على غير العادة، خرجت من مكتبه وجلست على مكتبها وهي تنتظره ان يأتي، مرت اكثر من ساعتين وهو لم يأت، اتصلت به لكنه لم يرد عليه، بعد لحظات جاءتها رسالة هاتفية منه يخبرها فيها بأنه لن يأتي الى العمل اليوم...

كادت ان تبكي من شعور الاحباط الذي سيطر عليها، لقد جهزت نفسها وانتقت هذا الفستان مخصوصا ليراه، اتصلت بليلى واخبرتها انها تريد مقابلتها، حملت حقيبتها وخرجت من مكتبها ومن الشركة باكملها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة