قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الثامن عشر

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الثامن عشر

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الثامن عشر

في احد المطاعم الراقية
جلست ليلى امام نوران وهي تقول:
ماذا حدث...؟ تبدين متضايقة للغاية...
اجابتها نوران:
بسبب تميم، انا متعبة للغاية بسببه...
انت تحبينه، وهو يحبك، عودا سويا، ماذا تنتظران...؟!
قالت نوران:
لا اعلم، ولكنني اشعر بأنه تغير في الاونة الاخيرة، كأنه لم يعد يهتم بي...
ومن أين جاءك هذا الاحساس...؟!
ردت نوران موضحة:
لا يتحدث معي الا فيما يخص العمل، لا يحاسبني على تصرفاتي...
يبدو انه قد مل...

صاحت نوران باستنكار:
مل...!
ولما استغربت هكذا...؟! اي رجل مكانه سوف يمل...
شعرت نوران بالقلق مما قالته ليلى، هل يعقل ان يمل تميم منها...؟
الان دعيني اخبرك بخبر سار للغاية...
انتهبت نوران الى ما قالته ليلى فسألتها بلهفة:
خبر سعيد، قولي هيا...
قالت ليلى:
لقد فسخت خطبتي...
صفقت نوران بيديها وقالت:
واخيرا...
لقد كان حملا ثقيلا وتخلصت منه...
قالتها ليلى براحة ثم اردفت:
عقبالك انت ايضا حينما تعودين الى تميم...

من يسمع حديثك عنه لا يصدق انك لا تتحدثين معه منذ عام كامل..
ردت ليلى بجدية:
ما فعله تميم بي سيء للغاية، لهذا لم اتحدث معه ابدا، ولكن هذا لا ينفي حقيقة انه يحبك
اومأت نوران راسها بتفهم فهي تدرك ان ليلى معها كل الحق فتميم استغلها لتحقيق مخططاته بعدما ارسل اياد اليها...

دلف نزار الى غرفته ليجد نغم تضع ملابسها في حقيبة سفرها..
تأملها قليلا قبل ان يقول:
يبدو انك اتخذت قرارك...
توقفت نغم عما تفعله ثم قالت بجدية:
اذا كنت تحبني دعني ارحل...
ابتسم بتهكم وقال:
لم اتوقع منك ان تكوني انانية بهذا الشكل...
انا لست انانية، انا واقعية فقط...
معك حق، يبدو انا الذي خيالي بشكل كبير...
اغلقت سحاب حقيبتها ووضعتها جانبا ثم اقتربت منه وقالت:.

اعذرني نزار، لكن انا بحاجة الى الانفراد قليلا والتفكير بكل شيء، اشعر بضغوط كبيرة علي...
هز رأسه بتفهم ثم قال:
وانا لن اجبرك على البقاء معي، انت طالق...

كانت تركض في احد الشوارع القريبة من منزلها، تمارس رياضة الجري كما اعتادت ان تفعل صباح كل يوم، اقتربت من منزلها اخيرا حينما لمحت سيارة تصف امامه ليهبط منها اياد، خلع نظارته الشمسية واخذ يتأملها بعينيه وهي تقترب منه...
توقفت امامه وقالت بضيق:
ماذا تفعل هنا..؟!
اجابها:
جئت لاتحدث معك...
زفرت انفاسها ضيقا وقالت:
ماذا تريد مني يا اياد...؟ لقد قطعت علاقتي بك و..
قاطعها:.

سمعت انك فسختِ خطبتك من ذاك الابله...
ردت بنزق:
وما علاقتك انت بهذا...؟ نعم فسختها، لكن هذا لا يغير شيئا من وضعنا...
ليلى انا اعرف بأنني اخطأت بما فعلته، لكنني اعتذرت منك كثيرا، و انت انتقمتي مني بما فيه الكفاية...
اشاحت ليلى وجهها بضيق بعيدا عنه الا انه ادار وجهها اتجاهه وقال:.

ليلى انا احبك، احبك كثيرا، كان بإمكاني ألا اخبرك بأي شيء، حتى تميم لم يكن ليخبرك بشيء كهذا، لكنني لم ارغب بان نبدأ حياتنا بكذبة، اردت حينها ان اخبرك بكل شيء، بخطة تميم التي اوصلتني اليك، اردت ان اكون صادقا معك..
ادمعت عينا ليلى وهي تستمع لكلامه، تحبه وما زالت كذلك لكنه اخطأ في حقها، استغلها لصالح تميم، لعب بمشاعرها...
لو كنت بمكاني، هل كنت ستسامح...؟!

لم يعرف اياد بماذا يرد، بينما ابتسمت هي بالم وقالت:
أرأيت...؟ لا جواب عندك، ما كنت لتسامح يا اياد...
تحركت مبتعدة عنه الا انه لحقها ووقف امامها قائلا:
لقد فعلت المستحيل لتكوني لي، ومستعد ان افعل ما تريدين، فقط سامحيني فانا لا استطيع العيش بدونك...
مسحت ليلى دمعة خائنة تسللت على وجنتيها ولم ترد بينما اردف اياد:.

لقد عاقبتني بما فيه الكفاية، ارتبطت برجل اخر، هجرتني لعام كامل، عام كامل وانا اتعذب في بعدك، عام كامل وانا اموت قهرا حينما اراك معه، ألا يكفيك كل هذا...؟!
اقترب منها اكثر وصرخ بصوت عالي:
احبك، والله احبك...
لم تشعر بنفسها الا وهي تحتضنه بقوة، احتضنته واخذت دموعها تهطل على وجنتيها بغزارة، ضمها اليه وشدد من احتضانه اليها وهو يتمتم:
اسف حبيبتي، اسف على كل شيء...

ابتعدت عن احضانه بعد لحظات ليحتضن وجهها بكفي يده ويهتف:
احبك ليلى، احبك فوق ما تتصورين...
هم بتقبيلها فدفعته بعيدا عنها وهي تقول بخجل:
نحن في الشارع، هل تريد ان تفضحنا...؟!
احاط كتفيها بذراعيه وسار بها نحو منزلها وهو يقول بخفوت:
لندلف الى الداخل اذا، هناك نأخذ راحتنا...

فتحت نوران باب منزلها لتتفاجئ بتميم يقف امامها...
ابتلعت ريقها بتوتر ثم ما لبثت ان فسحت له المجال ليدخل...
دلف الى الداخل وتقدم ناحية صالة الجلوس بينما اغلقت هي الباب وتبعته...
جلس على الكنبة الموجودة هناك ثم اشار لها قائلا:
اجلسي...
جلست امامه وتسائلت:
تفضل...
تنحنح تميم ثم قال بنبرة جادة:
نوران لقد جئت لنتحدث سويا ونضع حدا لما بيننا...
رمشت نوران عينيها بتوتر قبل ان تقول:
ماذا تقصد...؟

اجابها تميم موضحا:
نوران انا احبك واريدك، انت المراة الوحيدة التي احبها، لقد اخطات بحقك، واعتذرت لك، عام كامل ونحن مطلقان، اردت الطلاق ومنحتها اياك، لكن الان يجب ان نضع حدا لما يحدث بيننا، اما ان تسامحيني ونعود سويا او...
سألته بتوجس:
او ماذا...؟!
رد بجمود:
او ننفصل نهائيا وكلا منا يسير في دربه...

اشاحت نوران وجهها بعيدا عنه بينما نهض هو من مكانه واقترب منها، انحنى بجسده امامها، ادار وجهها ناحيته وقال بحب:
صدقيني انا احبك، نوران انا اخطأت كثيرا في حقك، لكن انا ايضا كنت اعاني بشدة، كنت محبوسا في دائرة انتقامي، النيران كانت تشتعل داخل صدري...
تحدثت نوران اخيرا:
موافقة ان أعود اليك لكن بشرط...
سألها تميم بحاجبين معقودين:
شرط ماذا...؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة