قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل التاسع عشر

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل التاسع عشر

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل التاسع عشر

موافقة ان أعود اليك لكن بشرط...
سألها تميم بحاجبين معقودين:
شرط ماذا...؟!
اجابته:
تعيد الى نزار وليلى حقهم الشرعي من اسهم شركة والدك، وكذلك حق جدك في شركاته، وتنسى موضوع انتقامك بشكل نهائي..
مستحيل...
قالها وهو ينهض من مكانه بعصبية لتنهض هي بدورها من مكانها وتقول باصرار:
هذا كل ما لدي، اما ان انفذ ما طلبته او تنسى موضوع عودتي الى الابد...
انت تضعين شرطا صعبة للغاية وهذا ليس عدلا..

اذا العدل في ان تسرق حصص اخواتك وأموالهم...
هذا حقي...
قاطعته بحدة:
ليس حقك يا تميم، كن صريحا واعترف بهذا...
صمت تميم ولم يرد بينما وقفت نوران امامه وقالت:
لقد قلت كل ما عندي، القرار لك..
رماها بنظرات باردة لا توحي بشيء ثم خرج من المنزل وهو يكاد ينفجر من شدة الغيظ فلا يصدق ان نوران وضعته على المحك...

مرت ثلاثة ايام وتميم يفكر فيما قالته نوران، يشعر بالضياع، لقد وضعته امام خيارين لا ثالث لهما، اما هي او الشركات...
دلف اياد اليه فوجده جالسا امام مكتبه سارحا في افكاره التي لا تنتهي كما اعتاد ان يراه في الثلاثة الايام الاخيرة...
تقدم منه وجلس على الكرسي المقابل لها متسائلا:
هل ما زلت تفكر في نفس الموضوع...؟!
اجابه تميم:
وهل يوجد شيء اخر يجب ان افكر به..؟!
قال اياد بجدية:.

الموضوع لا يحتاج تفكير، انت تحبها، اذا ضحي بالقليل من اجلها...
زفر تميم انفاسه بضيق فيبدو ان لا احد يفهمه هنا...
اردف اياد:
نوران تستحق ان تضحي من اجلها...
رماه تميم بنظراته الجامدة قبل ان يقول:
نعم هي تستحق ولكن...
ولكن ماذا...؟!
سأله اياد بحيرة ليجيب تميم:
لا اعلم، حقا لا اعلم...
شعر اياد بمدى حيرة صديقه وتردده، هو يعذره فما يمر به ليس سهلا...
تنهد بصمت وقال:.

فكر في كلامي جيدا يا تميم، نوران تستحق ان تضحي بالكثير من اجلها، تستحق ان تفعل اي شيء لتسامحك...
اذا اعطيت كل شخص حقه فهذا يعني ان نزار سوف يتحكم في شركة والدي كما يريد، وسوف نعود الى نفس المشكلةة...
نهض اياد من مكانه واتجه ناحية تميم الذي يدور في ارجاء الغرفة بحيرة ثم قال:.

نعم سيحدث هذا ولكن انت لديك فرص كثيرة، بامكانك ان تبيع حصتك من الاسهم وتؤسس عملا خاص بك، وانا سوف اساعدك بكل تأكيد، ماذا قلت...؟!
هز تميم رأسه قبل ان يقول:
دعني افكر اكثرر واقرر ما يجب ان افعله...

بعد مرور اسبوع
فتحت نوران باب منزلها لتجد تميم امامها، تجمدت في مكانها بينما وقف هو يراقبها للحظات قبل ان يمد يده لها بكارت صغير ويقول:
هذه دعوة زفافي، سوف اتزوج الاسبوع القادم...
جحظت عيناها لا اراديا مما سمعته، اخذت البطاقة منه واخذت تتأملها باندهاش قبل ان تستعيد وعيها فتهمس بخفوت:
مبروك...

ألن تقرئي اسم العروس...؟!
تطلعت نوران اليه بعينين ترقرقت بهما دمعات خفيفة ثم فتحت بطاقة العرس لتتفاجئ باسمها فيه بجانب اسمه...
فغرت فاهها بدهشة فالصدمة شلت كيانها باكمله، رفعت بصرها ناحية تميم المبتسم بسعادة، هزت رأسها بحيرة وهي ترفع البطاقة في وجهه فأومأ برأسه موكدا عليها ما رأته...
لم تشعر بنفسها الا وهي تلقي بنفسها داخل احضانه والدموع اخذت تجري على وجنتيها...

شدد من احتضانه لها وهو يتمتم بعشق تملك منه:
حبيبتي، اهدئي...
ابعدت وجهها عن احضانه ليحيطه بكفي يده ويقبله بحب، اخذ يقبل جبينها وانفها ووجنتيها ثم التقط شفتيها بقبلة عميقة...
ابتعدا عن بعضهما اخيرا ليقول بجديةة:
الان يجب ان تجهزي نفسك، الزفاف بعد اسبوع...
اومأت نوران برأسها متفهمة ثم قالت:
معك حق، لا تقلق سوف اجهز كل شيء...
انا يجب ان اذهب الان...
قالها وهو يعدل ملابسه لتسأله نوران:
إلى اين...؟!

اجابها بغموض:
مشوار مهم يجب ان انتهي منه...

وقف تميم امام فيلا والده يناظرها بتمعن شديد، تلك الفيلا التي دخلها لمرة واحدة، يوم توزيع التركة الخاصة بوالده، يومها هب شجار عنيف بينه وبين نزار الذي علم بان تميم يملك اغلب اسهم الشركة، الامر الذي دفع الاخوين للانقضاض على بعضيهما، ولولا تدخل اياد والموجودين لقتل احدهما الاخر بكل تأكيد...

دلف تميم الى الداخل بعد ان فتحت الخادمة له الباب، طلب منها ان تنادي نزار، بالفعل هبط نزار من غرفته واتجه الى صالة الجلوس، جحظت عيناه بصدمة من وجود تميم امامه...
نهض تميم من مكانه واخذ يتأمل نزار بدهشة، كان يبدو متعبا للغاية، ملامحه منهكة، لحيته نمت كثيرا، وعيناه حمراوتان...
ورغما عنه شعر بالشفقة من اجله، مد يده ناحيته قائلا:
كيف حالك...؟!
وعلى غير العادة التقط نزار كف يده ورد تحيته...

جلس الاثنان مقابل بعضهما قبل ان يخرج تميم ورقة مطوية من جيبه ويعطيها لنزار الذي سأل:
ما هذه...؟!
اجابه تميم موضحا:
هذه ورقة تنازل عن حصتك في شركة والدي...
ولكن لماذا...؟!
سأله نزار مدهوشا ليرد تميم بجدية:
لانه حقك، وانا اخذته اجبارا عنك...
تأمل نزار تميم بعينين مصدومتين فاخر ما توقعه ان يقول تميم كلام كهذا، ابتسم تميم بخفة وقال:
لا تنصدم هكذا يا نزار، انا لست سيئا الى هذا الحد...
ثم اردف بجدية:.

شركة والدي حقنا نحن الإثنين وحق ليلى ايضا، لهذا انا اطلب منك ان تديرها معي، نشترك نحن الاثنان في ادارتها، واذا ارادت ليلى ان تديرها معنا فلا مانع لدي...
قال نزار:
انا لن اديرها معك يا تميم...
لماذا...؟!
سأله تميم متعجبا ليرد نزار:.

لانني سأسافر الى الخارج، انا بحاجة لان ابقى بعيدا قليلا، من الممكن ان اعود بعد فترة واشاركك الادارة، ومن الممكن ايضا ان يعجبني الوضع هناك وابقى في الخارج، انا لست متأكدا من اي شيء...
على راحتك، متى ما اردت ان تعود فشركتك بانتظارك...
نهض تميم من مكانه فنهض نزار هو الاخر، قال تميم بجدية وهو ينوي الخروج من المكان:
اراك على خير ان شاء الله...
اوقفه نزار قبل ان ينوي التحرك ثم قال:.

سامحني تميم، اطلب من نوران ان تسامحني ايضا...
رماه تميم بنظرات مشفقة قبل ان يضما بعضيهما، ابتعدا عن بعضيهما بعد لحظات فربت تميم على كتف نزار وقال:
جميعنا سامحناك، انت فقط عد الى طبيعتك، وسوف تجدنا في انتظارك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة