قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

مر الوقت بطيئا على نوران وهي تنتظر تميم ان يدخل اليها، كانت تريد ان تتحدث معه، تفهم منه...
ظلت جالسة على سريرها تطالع الساعة منتظرة منه ان ينهي الحفلة ويأتي اليها...
ظلت على هذه الحال لاكثر من ثلاث ساعات حتى فتح الباب ودلف منه تميم الى الداخل...

نهضت من مكانها على الفور بينما تقدم هو منها بخطوات بطيئة، كان يبدو سكرانا ورائحة المشروب تنبعث منه بقوة، تطلعت اليه نوران بملامح مشمئزة بينما ازداد هو اقترابا منها حتى وقف امامها وهم بتقبيلها...
دفعته بعيدا عنها بنفور قبل ان تقول:
ابتعد...
الا انه كان مصرا على الاستمرار فيما يريده...
دفعته مرة اخرى بقوة اكبر فكاد ان يقع ارضا لولا انه تماسك في اخر لحظة...

هذه المرة شعر بغضب شديد منها ومن تصرفها معه فاحاط جسدها بيديه واخذ يبثها قبلاته على مختلف انحاء وجهها بينما هي تضربه وتحاول دفعه بكل ما تملكه من قوة...
اريدك والان...
قالها بنبرة جادة لا تقبل مزاح بينما اخذت هي تحاول ابعاده عنها قدر المستطاع بلا فائدة فهو اقوى منها...
فجأة مسكت قدح الماء الموجود على الطاولة و ضربته في الطاولة نفسها لينقسم الى نصفين قبل ان تضعه على رسغها وتقول:.

سوف اقتل نفسي اذا اقتربت مني...
تراجع تميم الى الخلف بسرعة قبل ان يرفع كفيه بوجهها ويقول:
حسنا توقفي، لا تتهوري وتفعلي بنفسك شيء...
اياك ان تقترب والا اقسم لك بأنني سوف اقطع شراييني امامك...
قالتها بانفاس متهدجة وصدرها يعلو ويهبط من شدة الانفعال...
لن اقترب منك، فقط ارمي الزجاجة من يدك...
قالها بنفس النبرة الجادة الذي استخدمها مسبقا وهو يخبرها انه يريدها...
رمت نوران الزجاجة ارضا ليتنفس تميم الصعداء...

سارت نوران بسرعة متجهة خارج الغرفة غير منتبهه للزجاجة المرمية ارضا لتجرحها الزجاجة في قدمها...
صرخت بألم ليركض تميم بسرعة ناحيتها وهو يسألها بلهفة:
ماذا حدث...؟!
اجابته وهي تشير الى ذاك الدم الذي خرج من قدمها:
قدمي، لقد جرحتها الزجاجة...
اخذ يتفحص قدمها بيديه قبل ان يقول:
لنذهب الى المشفى...
هزت نوران رأسها نفيا وقالت بدموع:
لا يوجد داعي لهذا، سوف يخف الام تدريجيا...
سألها تميم بقلق:.

هل انت متأكدة بأن الزجاجة لم تدخل بها...؟!
لتجيبه نوران:
نعم متاكدة...
نهض تميم من مكانه وقال لها:
انتظري لحظة..
ثم خرج مسرعا من الغرفة واتجه خارج الغرفة ليعود بعد لحظات وهو يحمل بيده قطن ولاصق جروح وبعض المعقمات...
اخذ تميم يعقم مكان الجرح جيدا ثم قام بتغطية الجرح بلاصق الجروح...
نهض بعدها من مكانه ثم مد يده لها لتستند نوران عليها وتنهض هي الاخرى من مكانها...

صرخت بألم ما ان مست قدمها المجروحة للارض لتتفاجئ بتميم يحملها من مكانها متجها بها نحو السرير...
حاولت ان تتحدث الا ان نظرة قاسية منه كانت كفيلة باخراسها...
وضعها على السرير ثم اخذ بيجامته من خزانة ملابسه وارتداها لينام بجانبها تاركا اياها تطالعه بنظرات متعجبه من هذا التصرف الغريب الذي صدر منه ناحيتها...

في صباح اليوم التالي
استيقظت نوران من نومها لتجد السرير خاليا بجانبها...
نهضت من وضعيتها المتمددة على الفور ثم تركت السرير واخذت تسير بخطوات متعرجة ناحية خزانة ملابسها، اخرجت فستان صيفي اصفر اللون ارتدته ثم قررت ان تهبط الى الطابق السفلي علها تجد تميم هناك فتشكره على ما فعله البارحة وتستفسر منه عن مغزى كلامه الذي قاله...

هبطت درجات السلم بخطوات بطيئة وهي تشعر بألم خفيف في قدمها مع كل درجة تعبرها بسلام...
وجدت الخادمة امامها والتي كانت تبدو مرتبكة على غير العادة..
عقدت نوران حاجبيها متسائلة:
ماذا هناك يا سهيلة...؟!
لتجيبها سهيلة بتردد:
الانسة مروة تريد مقابلتك...

تذكرتها نوران على الفور فانقلبت ملامحها الى الضيق الشديد الا انها تماسكت وتقدمت برأس مرفوع الى داخل غرفة الجلوس لتجد مروة هناك تجلس على احد الكراسي واضعة قدما فوق الاخرى...
مرحبا...
قالتها نوران بعد ان مدت يدها لمروة التي وقفت بدورها ومسكت يدها على مضغ...
جلست نوران على الكرسي المقابل لها ثم نادت على سهيلة والتي جاءت فورا...
وجهت نوران حديثها الى مروة قائلة:
ماذا تحبين ان تشربي...؟
لتجيبها مروة:.

اشكرك، لا اريد اي شيء...
ردت نوران باصرار:
انت في بيتي، ويجب ان أضيفك شيئا...
لترد مروة بضيق ظهر على ملامحها بوضوح:
قهوة سادة...
ذهبت سهيلة لتعد القهوة بينما تحدثت مروة بنبرة ساخرة:
تتصرفين وكأن البيت بيتك، هذا جميل جدا...
أليس هو بذلك...؟!
تسائلت نوران بتهكم لتجيبها مروة بثقةة:
مؤقتا، ما ان ادخله انا حتى اصبح سيدته...
من بعدي...
قالتها نوران بتحدي قبل ان تكمل:.

سوف اظل انا اول امرأة دخلت هذا البيت، واول من اصبحت سيدته...
اشتعلت عينا مروة غضبا لتنهض من مكانها وتقول بصوت جهوري غاضب:
ان كنت تظنين بأنني سأتنازل لك عن خطيبي فأنت مخطئة، تميم خطيبي وحبيبي وأنا لن اتنازل عنه مهما حدث..
ردت نوران عليها ببرود وهي ما زالت جالسة على كرسيها:.

ومن قال باني أريدك ان تتنازلي عنه، خذيه كله اذا اردت، تميم اخر همي، ولست انا المرأة التي تحارب من اجل رجل، ولو مهما كان، انا انتظر من يحارب لأجلي وليس العكس...
شعرت مروة بمغزى كلماتها فصرخت بها:
ماذا تقصدين...؟!
وضعت نوران قدما فوق الاخرى ثم قالت بجدية:
كلامي واضح للغاية ولا يحتاج الى تفسير...

انت غبية، تميم تزوجك فقط كي يحقق غايته التي انتظرها لسنين طويلة، هو فعل كل هذا من اجل الشركة والاسهم، هو لم يتزوجك من اجل سواد عينيك...
حاولت نوران الحفاظ على رباطة جأشها وعدم التأثر بما قالته فيبدو ان مروة تعرف الكثير عن تميم وربما تساعدها في فهم ما يخصه...
ردت بمكر:
انت كاذبة، تميم تزوجني لانني اعجبته...
قهقهت مروة بسخرية قبل ان تقول باستهزاء:.

يا لك من مسكينة، عن اي حب تتحدثين أيتها البلهاء...؟ تميم تزوجك انتقاما من والده، والده الذي قتل والدته مسبقا...
انتفضت نوران من مكانها ما ان سمعت ما قالته مروة، اخذ جسدها يرتجف برعب قبل ان تقول بعدم تصديق:
انت تكذبين، عمي لا يفعل شيئا كهذا، وتميم لم يتزوجني لهذا السبب، هو تزوجني منعا للفضيحة و...
قاطعتها مروة:.

ألم اقل لك انك مسكينة، هل تظنين بأن تميم شهم لدرجة انقاذك من هذه الفضيحة، لا تكوني غبيه يا فتاة، تميم فعل كل هذا انتقاما من عمك ووالدك، فهما الاثنان تسببا بانتحار والدته و...
صمتت مروة فورا وتجمدت في مكانها ما ان سمعت صوت تميم الصارم ينادي باسمها..

حل الصمت في ارجاء المكان، اخذت نوران تقلب بصرها بين مروة المتجمدة امامها وتميم الغاضب...
وجدت بعدها تميم يتقدم ناحيتهما قبل ان يمسك مروة من يدها ويجرها خلفه...
ولج تميم بها الى داخل مكتبه ثم اغلق الباب خلفه جيدا...
التفتت مروة اليه وقالت بنبرة متوسلة:
سامحني ارجوك، اعرف بأنني اخطأت و...
قاطعها بجمود:
لقد اخطأتَ كثيرا، اكثر مما تتخيلين...
تميم انا...

الا انه لم يسمح لها ان تكمل بقية حديثها حيث اخرج خاتم خطبتها من اصبعه ووضعه في يدها...
تطلعت الى الخاتم الموضوع في يدها بملامح مصدومة قبل ان تهز رأسها نفيا وتقول:
كلا، لن اسمح لك بهذا، تميم انا احبك، اقسم لك أنني لم اقصد ما قلته...
اخرجي...
قالها بحدة الا انها استمرت تهز رأسها نفيا وهي تقول بنبرة باكية:
ارجوك دعني اشرح لك، هي من استفزتني، اقسم لك...
يكفي...

صرخ بها بصوت جهوري غاضب قبل ان يقبض على ذراعها ويجرها بعنف خارج مكتبه بل خارج منزله باكمله وهو يقول:
لا اريد ان ارى وجهك هنا مرة اخرى...
ثم اغلق الباب خلفها غير ابه بتوسلاتها وبكاءها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة