قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

ولكن لدي شرط واحد لاتمام هذه الزيجة...
قالها تميم بجدية جعلت الجد ينظر اليه بريبة قبل ان يسأله:
وما هو شرطك...؟!
اجابه تميم:
أن يبقى الزواج سري لا يعلم احد به سوى انا وانت وهي حتى اقرر انا الاعلان عنه...
ولماذا تضع شرطا كهذا...؟!
سأله الجد متعجبا من شرطه فرد تميم بإيجاز:
والله هذا شيء يخصني لوحدي، انه شرطي الوحيد ولن اتراجع عنه اطلاقا...
لك ما تريد...
قالها الجد ثم نهض من مكانها واردف:.

سوف اخبر دينا بقرارك، وبعدها سوف نعقد القران فورا...
اومأ تميم رأسه ثم تنهد بصمت قبل ان يتراجع بظهره الى الخلف، اخذ يفكر جديا في هذه الخطوة الجديدة من حياته، لقد وضعه جده على المحك، جده الذي يدرك مدى رغبته في الحصول على ملكية شركاته...
لقد اختار الطريق الصحيح لموافقته...

ورغما عنه اخذ يفكر بنوران وردة فعلها، هي بالتأكيد لن توافق على شيء كهذا، لا يعرف لماذا شعر بإنقباضة قوية في قلبه حينما اخذ يفكر بها وبردة فعلها...
وضع رأسه بين يديه بقلة حيلة وهو يدعو ربه بداخله ان يمر هذا الامر على خير...

بعد مرور يومين
دلف تميم الى داخل احدى الشقق السكنية تتبعه دينا، اغلق الباب خلفه والتفت اليها ليجدها تطالعه بنظرات فرحة، عيناها تلمع من فرط السعادة...
لقد تم عقد قرانهما اليوم بحضور الجد الذي قرر السفر للراحة والاستجمام بعدما اطمئن على حفيديه تاركا لهما تلك الشقة ليبدئا بها حياتهما الزوجية...
جلس تميم على الكنبة في تعب بينما اقتربت دينا منه وجلست بجانبه واضعة كف يده على كتفه متسائلة:
تبدو متعبا...

اجابها تميم وهو يتنهد بصمت:
للغاية، صداع قاسي يؤلمني
نهضت من مكانها واتجهت الى خلف الكنبة واضعة كفي يدها على جانبي جبينه، ثم اخذت تفرك بيديها على جانبي جبينه ليسترخي تميم في جلسته وقد بدأ شعور الراحة يتسرب اليه...
هل اصبحت افضل الان...؟!
سألته دينا بعد ان توقفت عن المساج ليهز رأسه ويقول:
افضل بكثير، اشكرك...
منحته ابتسامة عذبة قبل ان تقول بحب:
انا في الخدمة دائما...

بادلها ابتسامتها ورغما عنه اخذ يفكر بها، لما لم يعد يشعر بالحب ناحيتها...؟ ألم تكن دينا حب حياته الذي تمنى الحصول عليها يوما...؟ حب حياته الذي تخلى عنه في سبيل انتقامه...؟! هل كان حبها وهما..؟
ومشاعره كاذبة...؟!
لماذا تغيرت مشاعره نحوها بهذه السرعة وباتت لا تؤثر به ولا تعني له شيئا...؟!
شعرت دينا باضطرابه فمسكت كف يده البارد وضغطت عليه ليعود بانتباهه إليها فتسأله:.

ماذا يحدث معك يا تميم...؟ تبدو وكأنك محتار في أمر ما...!
هز تميم رأسه نفيا وقال بسرعة:
كلا، كما اخبرتك انا متعب قليلا...
ما رأيك ان تدلف الى غرفة النوم في الداخل وتنام قليلا...؟!
قالتها دينا بنبرة حائرة فهي تشعر بضياعه ليرد تميم:
كلا، يجب ان اذهب الان الى الشركة...
سوف تذهب الان...؟!
قالتها بصدمة لينهض من مكانه بسرعة ويقول:
اسف دينا، ولكن لدي الكثير من الاعمال، اراك لاحقا...

ثم خرج بسرعة هاربا منها تاركا اياها تطالع آثره بعينين دامعتين وقلب تشتت من فرط الالم والحيرة..

دلف تميم الى الفيلا ليسأل الخادمة عن نوران فتخبره انها في غرفتها...
ارتقى درجات السلم متجها الى الاعلى، دلف الى الغرفة بخطوات راكضه ليجد نوران جالسة على سريرها تقرأ في احدى المجلات والتي نهضت بسرعة ما ان رأته يتقدم نحوها بهذا الكل ففوجئت به يرفعها بين ذراعيه ويقبلها بلهفة...

بادلتع قبلته بالرغم من صدمتها مما فعله في بادئ الامر، ظل يقبلها لفترة طويلة حتى شعرت بالاختناق فابتعد عنها لتأخذ نفسا عميقا، اخذ يتطلع الى شفتيها المتورمتين برغبة ثم عاد وقبلها من جديد...
ظل يقبلها مرارا وهي تتجاوب معه، اخيرا ابتعد عنها وقال من بين انفاسه اللاهثة:
اسف...
علام تعتذر...؟!
سألته نوران بعدما افاقت من نشوة المشاعر التي سيطرت عليها، لم يجبها على سؤالها وانما قال بمشاعر تمكنت منه:.

احبك نوران، احبك للغاية...
صدمها اعترافه بالحب للمرة الثانية، ولكن هذه المرة كانت تختلف عن التي قبلها، فهذه المرة شعرت بصدقها، شعرت انه بالفعل يحبها...
مدت يدها تحيط وجنته بها تتحسسها بحنان فأمال شفتيه ناحية كف يدها يقبله برقة، ثم ابعد كف يدها عن وجهه وعاد يقبلها بنفس اللهفة والرغبة...
ابتعدا عن بعضهما اخيرا لتتسائل نوران بحيرة محاولة السيطرة على الوضع قبل ان يتمادى تميم في افعاله:.

ماذا يجري يا تميم...؟ تبدو اليوم غريبا...
مسح تميم وجهه بكفي يده ثم قال بارهاق:
انا متعب قليلا...
شعرت نوران بالقلق الشديد ما ان سمعت ما قاله فسألته بخوف ظهر واضحا في نبرة صوتها وعينيها:
ماذا بك...؟ هل انت مريض...؟!
لا اعلم، اشعر بقليل من التعب...
قالها وهو يتمدد على السرير لتقترب نوران منه وتنام بجانبه فتتفاجئ به يحتضنها بقوة وهو يقول بصوت دافئ:
كان عمري عشرة اعوام حينما انتحرت والدتي...

رفعت نوران بصرها ناحيته وقالت بتردد:
كيف انتحرت...؟!
اجابها:
رمت نفسها من الطابق السادس...
صمت لوهلة قبل ان يردف:
كنت ذاهب الى زيارتها، احمل لها باقة من الورد الذي تحبه، كنت متلهف للغاية لرؤيتها، لكنني لم اجدها، لقد ماتت قبل ان اراها واضمها واشم رائحتها...
شعرت نوران بالدموع تغرق وجنتيه فترقرقت الدموع في عينيها قبل ان تجهش في بكاء مرير...

مسح تميم دموع بسرعة ثم نهض من مكانه واحتضنها بين ذراعيه واخذ يربت على ظهرها ويقول:
اهدئي يا نوران، انا اسف، لم اقصد ان اضايقك...
ابتعدت نوران عن احضانه واخذت تمسح دموعها بكفي يدها قبل ان تقول من بكاءها:
انا اسفة، لكنني انفعلت قليلا...
طبع تميم قبلة على جبينها قبل ان يضمها اليه ويتمدد مرة اخرى على السرير وهو ما زال يحتضنها...

ولاول مرة تشعر نوران براحة وامان غريب بين ذراعيه، تنهدت بحرارة واغمضت عيناها مستسلمة لهذا الشعور الرائع الذي غزاها...

دلف نزار الى داخل شقته وهو يحمل بيده الكثير من الاطعمة، اخذ يصيح على نغم لتأخذ منه الاغراض لكنه لم يجد اثرا لها، شعر بشيء ما غريب يحدث، وضع الاكياس على ارضية الغرفة وتقدم ناحية الغرفة التي تقطن بها، فتح الباب ببطئ ليتفاجئ بشخص ما يقفز امامه واضعا مسدسا على رأسه بينما نغم مقيدة على كرسي موضوع في منتصف الغرفة والعديد من الاشخاص يحيطون بها...

تطلع نزار الى نغم المقيدة امامه بملامح باهتة وقد سيطر الخوف عليه بشدة، لا يعرف اذا كان خوفا على نفسه او عليها، لكنه في تلك اللحظة شعر بنيران تندلع داخل صدره وهو يتخيل ان يأخذوها معهم او يؤذوها...
شعر بشخص ما يتقدم ناحيته من الخلف لكنه لم يستطع الالتفات بسبب المسدس الموضوع على رأسه...
تقدم الرجل منه ووقف قبالته قائلا بلهجة متهكمة وهو يشير الى نزار بيده:
انت اذا البطل المنقذ للانسة الصغيرة...

صدرت همهمات غير مفهومة من نغم بسبب تقييد فمها فاقترب الرجل منها وازال الشريط اللاصق الموضوع على فمها لتقول بسرعة غير مبالية بأي شيء يدور حولها:
اتركه، لا ذنب له، انا من جئت اليه، هو حتى لا يعرف من انا وما قصتي...
وتدافعين عنه ايضا...
قالها الرجل وهو يقبض على شعرها بكف يده ليصرخ نزار به:
اتركها، اياك ان تلمسها...

وحينما اراد الاندفاع نحوها غير ابه بالمسدس الموضوع على جانب رأسه كان الرجال قد تحركوا بسرعة وقيدوه ليصرخ بهم ان يتركوه...
مرت اللحظات عصيبة على الجميع، نزار يصرخ بهم ان يتركوه وذلك الرجل ما زال قابضا على شعر نغم وهو يحاول اجبارها على التحدث عن علاقتها بهذا الشاب...

لحظات قليلة وتفاجئوا بالشرطة تقتحم المكان، والذي يبدو انها كانت تراقب ما يحدث منذ بداية الحدث، سيطرت الشرطة على المكان والقوا القبض على خطيب نغم وجميع الرجال الذين معه والذين استسلموا فورا دون ادنى مقاومة منهم...
تقدم نزار بسرعة ناحية نغم وحررها من تلك الحبال التي تقيد جسدها، نهضت نغم بسرعة من فوق الكرسي وضمته بشكل فاجأه للغاية ورغما عنه بادلها ضمتها...

ابتعدا عن بعضهما حينما وجدا الضابط يتنحنح بحرج...
قال الضابط بجدية:
يجب ان تأتيا معنا لتسجلا افادتكما بخصوص ما حدث...
تسائل نزار باستغراب:
لكن كيف عرفتم انهم هنا...؟ وكيف جئتم في الوقت المناسب وقبضتم عليه...؟
رد الضابط مجيبا على تساؤلاته:
الانسة نغم هي من ساعدتنا...
التفت نزار الى نغم متعجبا مما قاله الضابط فهو لم يكن يعلم ان لديا اتصال بالشرطة بينما قالا نغم موضحة:.

في تلك الليلة التي جئت بها اليك، كنت قد ذهبت مسبقا الى الشرطة، طلبت منهم المساعدة، واعطيتهم ملفات تخص هذا الحقير تثبت تورطه في العديد من الجرائم، حينها طلب مني الضابط ان اساعده في خطته للقبض عليه...
قاطعها الضابط مكملا:.

وكان مجيء الانسة نغم الى هنا من ضمن الخطة ايضا، كما أننا من اخبرنا الرجل بمكان نغم، وضعنا كمين له دون ان يشعر، وقد ساعدنا احد رجاله المقربين في هذا، حتى استسلام رجاله كان بتوصية من الرجل الذي ساعدنا بعد ان وعدناهم بتخفيف العقوبات عليهم...
تطلع نزار الى نغم باستنكار شديد فهو لا يصدق ان مجيئها اليه كان من ضمن خطة وضعتها الشرطة...
وما ضايقه اكثر انها لم تثق به وتخبره بهذه الخطة...

شعرت نغم بضيقه مما سمعه فاخفضت رأسها خجلا بينما قال الضابط بتحذير:
لكن كما سمعتي من قبل يا انسة، انت لا يجب ان تبقي في البلد هنا، هذا الرجل له العديد من الانصار والشركاء وبالتاكيد لن يمرروا ما حدث على خير...
قال نزار بتوجس وخيفة:
هل من الممكن ان يؤذوها...؟!
اومأ الضابط برأسه واردف:
بالطبع، لذا يجب ان تترك البلد هنا باقرب وقت...
ولكنني لا اعرف احد خارج هذا البلد...
قاطعها نزار بسرعة:.

تعالي معي، نعود الى البلاد...
تطلعت اليه نغم بحيرة ليقول الضابط بسرعة:
لا يوجد وقت للتفكير انسة نغم، قدما افادتكما وسافرا فورا...
ولكن كيف سأسافر معك وانا لا اعرف احدا هناك...؟!
اجابها نزار محاولا فض حيرتها:
انا معك واهلي هناك ايضا، سوف تتعرفين عليهم و...
قاطعته بارتباك:
وسوف تعرفني عليهم بصفتي من...؟! ماذا ستخبرهم عني...؟!
ليرد نزار عليها ببساطة:
صديقتي...
قالت نغم بضيق:.

انت تعرف العادات في بلدنا، كيف بالله عليك تخبرهم بأني صديقتك...؟! ماذا سيقولون عني...؟!
هز نزار رأسه بحيرة لتقول نغم بعد تردد:
هناك حل واحد يجعلني اذهب معك...
فيسألها نزار بسرعة:
ما هو...؟!
لتجييه بسرعة لا تعرف من اين جلبتها:
زوجتك، ان اصبح زوجتك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة