قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

بعد مرور اسبوعين
استيقظت نوران من نومها لتجد الفراش خالي بجانبها، لقد اعتادت طوال الاسبوعين الماضيين ان تنام بين احضان تميم، وتستيقظ قبله، لكن اليوم يبدو انها تأخرت بالنوم واستيقظت بعده...
نهضت من فوق سريرها وعدلت من بيجامتها قبل ان تدلف الى الحمام لتأخذ حمام سريع...
العلاقة بينها وبين تميم باتت رائعة للغاية، طوال الاسبوعين الماضيين بدئا يتعرفا على بعضيهما...

عرفت الكثير من الاشياء عنه، طباعه، ما يحبه، وما يكرهه، وفهمت بعض ما حدث في الماضي...
هو ايضا تعرف عليها عن قرب، احب شخصيتها اكثر وتلك التفاصيل الناقصة والتي لم يعرفها في بادئ الامر...
كل شيء كان يسير معهما بشكل رائع، يتصرفان طوال اليوم كزوجين حقيقيين وفي اخر الليل ينامان وهما يحتضنان بعضيهما كأي زوجين يعيشان حياة طبيعية...
خرجت نوران من الحمام وهي تلف شعرها بمنشفة وكذلك جسدها...

خلعت المنشفة من فوق شعرها واخذت تجففه بالسشوار ثم سرحته، خلعت بعدها المنشفة التي تحيط بجسدها وارتدت فستان صيفي قصير اخضر اللون لاق بشدة عليها وخصوصا على عينيها ذات اللون الاخضر...
خرجت من الغرفة بحماس شديد فاليوم اجازة وتميم سوف يكون موجود بالتاكيد، سوف يقضي اليوم معها بطوله...
هبطت على درجات السلم بسرعة واتجهت الى غرفة مكتبه فوجدتها خالية...

عقدت حاجبيها بتعجب فهو غالبا ما يقضي وقته فيها، اتجهت الى المطبخ فوجدت الخادمة هناك تعد طعام الافطار، سألتها عن تميم فأجابتها بانه خرج منذ قليل بعد ان جاءه اتصال من احدهم دون حتى ان يتناول فطوره...
ازداد قلق نوران اضعافا فما السبب الذي جعل تميم يخرج بسرعة من المنزل ومن يكون الشخص الذي اتصل به وخرج بسرعة لاجله...

في هذه الاثناء رن هاتفها بنغمة تدل على وصول رسالة، فتحت الرسالة فورا والتي كانت من رقم غريب غير مسجل على هاتفها لتتسع عيناها بصدمة مما قرأته:
زوجك يخونك مع اخرى، واذا اردت التأكد فهذا عنوان الشقة التي يلتقيان بها...

دلف تميم الى شقة دينا والتي اغلقت الباب خلفه ثم سارت وراءه متجهة نحو صالة الجلوس...
التفت تميم إليها ليسألها بضيق ظهر واضحا في صوته وملامح وجهه:
خير يا دينا، ماذا تريدين مني في هذا الوقت المبكر جدا...؟!
اجابته دينا بسخرية:
وهل يجب ان اكون اريد شيء لأرى زوجي العزيز...
زفر انفاسه بضيق قبل ان يسألها بنفاذ صبر:
بالله عليك تحدثي واخبريني، ماذا هناك..؟!
تسائلت دينا بصوت حزين:.

هل ما زلت تتذكر بأني زوجتك يا تميم أم نسيت...؟!
رد تميم بصوت غاضب عالي:
ما هذا الهراء...؟ هل جلبتني الى هنا بهذا الوقت المبكر لتسأليني سؤال سخيف كهذا...؟!
قالت دينا بصياح ودموع هطلت من وجنتيها لا اراديا:
لأنه يبدو انك نسيت هذا، اسبوعين كاملين لا اراك فيهما الا لدقائق معدودة، دقائق وتذهب عائدا إليها، تتركني لوحدى في هذه الشقة الواسعة دون ان تسأل عني حتى، دون ان تخاف علي...

صمتت للحظات قبل ان تكمل بمرارة:
انت حتى لم تلمسني الى الان، وحينما احاول الاقتراب منك تنهض بسرعة كمثل الذي لسعته حشرة فيهرب منها...
شعر تميم بالشفقة من اجلها فيبدو انه ظلمها كثيرا دون ان ينتبه...
دينا انا لا اعرف ماذا اقول حقا، ولكن...
قاطعته وهي تمسح دموعها:.

لا تقل شيئا، انا فقط اريد معرفة شيء واحد فقط، لماذا تزوجتني...؟ ولا تكذب علي وتقول بأنك تزوجتني لتحبني، انا لست غبية واعرف انك لم تعد تحبني منذ وقت طويل...
شعر تميم بالحيرة ولم يعرف بماذا يجيبها، هل يخبرها بأن زواجه منها زواجه مصلحة، تزوجها لأجل أسهم الشركة التي يرغب في الحصول عليها؟!، أم يخترع سبب اخر...؟!
قالت دينا بتهكم:
هل الجواب يحتاج هذا الوقت الكبير من التفكير...؟! سأخبرك انا اذا بالجواب...

اخذت نفست عميقا قبل ان تقول:
انت تزوجتني من اجل الحصول على اسهم الشركة، التي حلمت طويلا بأن تتملكها وتصبح باسمك...
سيطر الذهول على تميم الذي سألها بعدم تصديق:
كيف عرفت..؟!
لتجيبه ببساطة:
عرفت منذ اول يوم...
ولماذا وافقت...؟!
اجابته بحسرة جلية:
لأنني ظننت انك ما زلت تحبني، ظننت أن بمقدوري ان استعيد حبك...
انا اسف دينا، لم اكن اريد ان اخذلك...
لماذا...؟ هل أحببتها...؟!
سألته بالم ليرد بحيرة واضحة:.

كلا، او بالاحرى لا اعرف...
منحته إبتسامة مريرة قبل ان تقول:
بلى أحببتها، ونسيتني...
دينا ماذا افعل لك، كيف بإمكاني ان أريحك...؟!
تساؤله كان صادقا فهو مستعد ان يفعل اي شيء ليريح قلبها الذي انكسر على يده...
اغمضت عيناها للحظات قبل ان تقول بألم:
فقط ارحل، ارحل واتركني لوحدي...
هز تميم رأسه متفهما وقد شعر بحاجتها للبقاء لوحدها فخرج من الشقة...

انهارت دينا باكية وقد سيطر اليأس والوجع عليها، جذب انتباهها كأس زجاجي موضوع على الطاولة حملته ورمته ارضا ليتحطم الى قطع حملت احداهما ووضعتها على رسغها واغمضت عيناها مستسلمة لنهاية اختارتها بذاتها...

كان يركض بسرعى داخل رواق المستشفى بعدما جاءه اتصال يخبره بأن دينا في صالة العمليات بعدما حاولت الانتحار...
وصل اخيرا الى مكان الصالة ليجد الطبيب يخرج من غرفة العمليات فيسأله بسرعة:
كيف حالها...؟!
هز الطبيب رأسه بأسف شديد:
وضعها خطر للغاية، لا اظن انها ستفيق منها...
هب تميم في الطبيب بغضب:
ماذا تقول انت..؟ افعل اي شيء، تصرف، يجب ان تنقذها...
حاول الطبيب امتصاص غضبه فقال:.

صدقني فعلنا كل ما بوسعنا، لكن الحالة وصلت متأخرة، على العموم كل شيء من الممكن ان يحدث، قد يحدث الله معجزة وينقذها من الموت...
جلس تميم على احد الكراسي الموجوده في المرر بانهيار بينما تطلع الطبيب اليه باسف شديد قبل ان يتركه ويتجه الى مكتبه...
وضع تميم رأسه بين كفيه وقد سيطر الشعور بالذنب عليه، ماذا سيفعل اذا ماتت دينا...؟! كيف سيتحمل ذنب كهذا طوال عمره...؟!

شعر بشخص ما يقف قبالته ليرفع بصره ناحية الشخص فيجد نوران امامه تسأله بنبرة حزينة:
ماذا قال الطبيب...؟!
الا انه لم ينتبه لسؤالها بل نهض من مكانه وسألها بذهول:
ماذا تفعلين هنا يا نوران...؟!
لتجيبه بابتسامة مريرة:
انا من جلبتها الى هنا يا تميم، بعدما علمت بكل شيء...
اتسعت عينا تميم بصدمة ليسألها برعب من ان تكون عرفت بحقيقة زواجه من دينا:
ماذا عرفت..؟!
اجابته بألم طغى عليها:.

لقد اخبرتني دينا بكل شيء قبل ان تفقد وعيها...
وجملتها كانت بمثابة صفعة قويه جعلته يفيق من كل شيء، لقد فهم الان وفي هذه اللحظة انه خسر كل شيء، نوران ودينا، وماذا سيخسر ايضا...؟!
همت نوراه بالتحرك مبتعدة عنه الا انه قبض على ذراعها قائلا بنبرة متوسلةمحاولا منعها:
نوران لا تذهبي، ابقي بجانبي من فضلك، لا تتركيني لوحدي...
حررت ذراعها من قبضته بقوة فاجئته وقالت من بين دموعها:.

اتركني وشأني بالله عليك، لا تطلب مني ما هو فوق مقدرتي...
ثم رحلت وتركته وحيدا يصارع الوقت يناجي ربه ان ينقذ دينا فهو لن يتحمل ان يشيل ذنبها طوال حياته، لن يتحمل ابدا...

دلفت نوران الى منزل والدتها وهي تحمل حقيبة ملابسها معها...
ضمتها والدتها اليها بسرعة وقالت:
واخيرا فعلتيها يا نوران، كان يجب ان تفعليها منذ اول يوم...
ثم تطلعت الى ملامح وجهها الباكية فسألتها بقلق شديد: .
ماذا حدث يا حبيبتي...؟! لماذا تبكين...؟! ماذا فعل بك هذا الحقير...؟!
انهارت نوران بين احضان والدتها وبكت بعنف، اخذت والدتها تربت على كتفها وهي تقول بنبرة أجشة:.

بعيد الشر عنك حبيبتي، لماذا تبكين يا روحي...؟ لا تخيفينني بالله عليك..
ابتعدت نوران من احضانها وقالت بنبرة متعبة:
تعبت يا امي، تعبت كثيرا، لم يعد بمقدوري التحمل اكثر من هذا..
احتضنتها والدتها مرة اخرى ثم رفعت عيناها الى الاعلى وهي تدعو بصوت عالي:
ليلعنكما الله يا تميم ونزار، ليذيقكما الالم والوجع، ماذا فعلتما بأبنتي...؟!
ازداد شهقاتها اضعافا ما ان ذكرت والدتها اسميهما...

ظلت على هذا الحال لفترة ليست بقصيرة قبل ان تنهض من مكانها وتمسح دموعها قائلة بصوتها المبحوح:
سوف اذهب الى غرفتي لأنام قليلا...
هزت رأسها متفهمة وقالت:
حسنا حبيبتي، نامي وارتاحي قليلا بينما اعد لك طعام الغداء...
ذهبت نوران الى غرفتها بينما رفعت والدتها يديها الى السماء وقالت:
ليكن الله بعونك يا نوران، ليكن الله بعونك يا ابنتي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة