قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل العشرون

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل العشرون

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل العشرون

يشعر لأول مرة بالقلق الذي يساوره منذ أن تزوجها، قلقه يزداد عندما تذهب لمقابلة ذلك اللعين! يشعر بالخوف عليها، نظرات ذلك اللعين على زوجته لا تطمئنه على الاطلاق!
وهى كالحمقاء تتخذه صديقاً لها!، غبية لا تعلم نظرات تلك الرجال عندما يرونها، جمالها الشرقى وطباعها الشرقية يجعل الرجال الغربيون يلتفون حولها، وكأنها حلوى مغلفة يتهافت عليها الأطفال!

وهى المغفلة تقول انها لا تمتلك اى صفات للجمال!، حمقاء، غبية لا تعلم أنها إمرأة فاتنة.
تعلم انه يضع لها رجال لمراقبتها كلما تذهب إلى أصدقائها ولا تتفوه بشيء، منذ متى وهى تصادق رجال؟
يعلم عنها ادق تفاصيل حياتها مصادقة الرجال خط أحمر، لماذا تغيرت عندما تزوجته؟، اهذا إنتقام منها ام تمرداً، كاد عقله أن يجن بسبب تصرفاتها الغير معهوده والتى سوف تجعل قلبه يتوقف عن النبض!

تتصرف تصرفات هوجاء، وحمقاء! وهي لا تعي ما مقابل ما تفعله، وذلك تيم سوف يقتله يوما ما ان لم يتوقف عن ملاحقة زوجته، وهى تدافع عنه، حتى دون مراعاة مشاعره وأنه زوجها
هل لتلك الدرجة عمياء!

وهى تصفه انه بارد المشاعر مثل رجال الغربيين، غبية بل مشاعره تتقاذف كحمم بركانية وغيره شرقية تتآكل وتنهش قلبه، يكفى لذلك الحد سيقوم بوضع ذلك التيم بآخر البلاد ولكن قبل ذلك سينتقم منه، أشد إنتقاماً على كل ليلة مؤرقة سببها له!
يزداد غضباً عندما يعلم انها تقابل ذلك الاحمق بل كاد ان ينفجر امامها ويلكم وجهها الناعم
- سيد زين
إنتبه على صوت مساعده وهو يخبره أن الاجتماع سيبدأ بعد دقيقتين.

توجهه إلى غرفة الاجتماع وما زال عقله مشغولا بالاخرى، مجرد بعدها عنه يجعله نصف عقل وبحضورها يفقد عقله بأكمله!
رنين هاتف قطع ذلك الاجتماع وهو يلتقط أذناه وهو يستمع إلى آخر شىء من الممكن ان يتوقعه زوجته ذهبت اليه مره اخرى غير عابئة بتهديداته وذلك الأحمق الذي عينه يخبره انها ذهبت لمتجره وقد طال وجودها بل أن مصابيح المتجر أغلقت، ويسأله ايتفقد الأمر أم لا؟

إن كان يغضب ويثور فقط عندما يتقابلان فى إحدي المقاهي ماذا عن مكان منعزل وهما بمفردهم، سيقتل ذلك التيم حتماً عندما يراه،
خرج من شركته بسرعة لم يتوقعها، ولم يبالى بالعملاء ونظراتهم المندهشه ولا حتى بمساعده الذي كان يحاول لحاق سرعته الفائقة.

وخلال دقائق فقط وكاد أن يتسبب بالعديد من الحوادث بسبب سرعته الفائقة التى تخطت ال٢٠٠ وصل إلى المتجر بأعين قاتمه وانفعالات جسده التي توحي بالغضب بل بركاناً على وشك الثوران وهو يخرج سلاحه الذى يحتفظ به دائما دلف الى ذلك المتجر...

هوى قلبه عندما وجدها متكومة على الارض مغشى عليها وحجابها ملقى و ملابسها الممزقة، وذلك التيم ملقى على جانب آخر برغم كل الكدمات والدماء التي تنزف من كل مكان فى جسده إلا أنه محتفظ بنظرة شيطانية موجهه له!

إرتفعت أقصى درجات غضبه وقلبه توقف عن النبض لعدة ثواني، وعقله يصور له صور لا يريدها أن تكون حقيقه، يريد أن يستيقظ من الكابوس، ولكنه بدا واقعيا عندما رأى أحد الرجال يهاتفه ويتحدث بنبرة مقلقة وهو يلاحظ سيده الذي سيقوم بارتكاب جناية الان له وللملقى على الأرض وهو ما زال يبتسم وحديث الاعين دائر بينهما
- سيدى.

هتف بها وهو بالكاد يستطيع الوقوف أمامه، ليوجه زين ببصره نحوه ونحو التيم بنظرات أرعبت الحارس وهو يوقن أن الليلة لن تمر مرور الكرام! وستنتهى بموت أحدهم أو كلاهما!

جالساً لا يشعر بالذي جواره، منفصل عن العالم كلياً، عيناه مرتكزتان نحو الفراغ، كان يوجد قدر صغير لشفائها، رحيلها عن العالم بتلك الصورة المؤلمة سببت له فتح جرح ظن أنه إلتئم، رحيل والدته منذ أن كان صغيراً يتبعها الأن ورد شقيقته الصغري، ومن التالي يا ترى؟! عقله يفكر وهو يعلم الإجابة، لن ترحل ستظل معه هي الوحيدة التي ستدفعه لأستمراره على الحياة، ساعات جالس بدون أن تشتكي له أي عظمة، انسحب المعظم عائدين إلى المنزل، من يربت على كتفه بشفقه ومن يواسيه، ومن يسأل عنه وما صلته بالمرحومة، إستمع لردود عجيبة من بعض الرجال من قال انه حبيبها ومن قال انه خطيبها، ما ذلك الهراء؟!

لا يحتاج شفقة من أحد، لم يطلبها منهم من الأساس، إن كانوا يظنون أن تلك النظرات المشفقة سيجعلهم يشعرون بتحسن، كاذب بل تلك النظرة تجعلك تشعر بسكاكين تنغرز نحو قلبك المحطم.
يود أن يلكم أولئك البغضاء، هل جاءوا للعزاء أم فضح عورات الجميع، ألا يوجد احترام للميت؟ بدل أن يتحدثوا مثل النساء يدعوا لها بالرحمة والمغفرة ثم ينطلقوا بإدراجهم للمنزل.
شعر بيد ناعمة تربت على كتفه، التفت ببصره لصاحبة اليد.

غمغمت ندى بحزن علي حالته
- شهاب
دفء عيناها كانت كالدواء، اللسان عجز عن الحديث ولكن ماذا عن العيون؟!
انتفض فجأة من مجلسه لتتراجع ندي علي أثرها هدر بصوت جامد
- ندي بتعملي ايه هنا؟ و ايه اللي جابك!
رغم ضيقها التي سارعت بأختبائه وكتمته بسبب حالته، ردت بصوت خافت
- كنت بطمن عليك
لو كان في وضع آخر ومكان وزمان مختلف كان إعتصرها بين أضلعه، جاهد في إخراج نبرته هادئة لكن خرجت عنيفة بعض الشيء.

- برده ميحصش تيجي هنا كنتِ رنتي عليا
عقدت ذراعيها على ظهرها وردت بجفاء
- مش بترد علي موبايلك طنط عيزاك ف،
بترت عبارتها عندما شعرت بتخشب جسد شهاب وأعينه تقدحان منها الشرر
- الحيوان ده اللي ايه اللي جابه
استدارت للخلف لترى من ذلك الحيوان ، بللت شفتيها بتوتر لتسارع بأمساك عضده قبل أن يندفع الأسد نحو الفريسة
- شهاب اهدي من فضلك مش عايزين مشاكل
زمجر بغضب وعيناه تندلع فيهما حريق هائل وهو يراه يقترب منه.

- الحيوان ده هقتله
- البقاء لله
تمتم بها يوسف بألم وهو يمد يده نحو شهاب ثم إلي والد ورد،
ضحك شهاب بسخرية مما أثار انتباه الجالسين بجواره
- يااه انت لسه فاكراها لا بجد كتر خيرك يا استاذ يوسف، انت عارف انت احقر انسان شفته على الأرض
إبتسم يوسف برسمية، جز على أسنانه بغيظ مكتوم
- من فضلك اتكلم باسلوب احسن من كده
عادت ضحكات شهاب مرة أخرى، وبصوت غاضب.

- هو انا لسه قولت حاجه، عارف اللي سبتها ديه بجد خسارة انها تموت كان المفروض تبقى انت مكانها لأنك إنسان *** وأحقر منك مشوفتش، ديه كانت في وقت مرضها تسألني عنك وانت بخير ولا لأ وانت ولا هامك، اكيد عرفت مرضها زي ما عرفت موتها مجتش زورتها ليه، مخففتش عنها ألمها ليه وهي طول الوقت بتسألني هيسامحني يا شهاب علي اللي عملته؟ هيجي مش كده؟ هيجي ويقولي انا سامحتك، مش عايزة منه حاجة غير يقولي انا سامحتك، كنت كل يوم استنى إذا كنت هتشرف يا بيه ولا لسه، ومع الايام بطلت ما تسأل عرفت الإجابة مرضتش حتي تبصلي وماتت ومات آخر ذرة امل معاها.

تحولت النغمة الصاخبة المزعجة إلي نغمة حزينة كئيبة، أخفض والد ورد رأسه للأسفل بحزن علي فقدان زهرته، أغمض شهاب جفنيه بألم لتربت ندى على كتفه هامسه
- شهاب
نبرتها تخبره توقف، اهدأ، لكن نيرانه لم تخمد بل زادت إشتعالا عندما سمع رده
- كنت هاجي بس ان،
- يوسف.

صوت أنثوى انتشل من المعركة التي ستحدث بين شهاب ويوسف، والجميع متخذ وضع المشاهدة وكأنهم يشاهدون مسرحية هزلية!، اتسعت عين ندي دهشة من صاحبة الصوت ورددت ببلاهة وهي لا تصدق من أمامها
- ليان!

فتحت جفنيها ببطء وهي تسترجع آخر ما حدث معها قبل أن يغشى عليها، عده لقطات جرت أمام عيناها لما حدث لتنتفض من فراشها على الفور وكأن عقرب لدغها تنظر حولها بتوتر للمكان، إنها فى منزلها، فى غرفتها، كيف!

هل كانت تحلم بحلم مزعج أم ماذا؟، شهقت بفزع عندما قابلتها زوج من الأعين القاتمة التى تعلم جيداً لا تظهر الا في أشد حالات الغضب، لتزحف للخلف بحركة تلقائية وهى تجده يتقدم نحوها واضعاً يديه في جيبي بنطاله
ارتطم ظهرها بمقدمة الفراش لتجده يميل نحوها وأعين تتطلعان إليها بنظرة نارية جعلتها ترتعش من مجلسها
- لماذا يا ليان؟

عضت شفتيها السفلى بألم وهي تنكمش حول نفسها أكثر وأنفاسه الهادرة تحرقها تلسع بشرتها، لتبكى بقهر وهى تحتضن بكفها على وجهها وصوت شهقاتها يأخذ وتيرته في العلو،
لم يتأثر إلى منظرها المزرى، ولا صوت شهقاتها التى تدمى القلوب، هتف بغضب وهو يمسكها من خصلاتها بقوة آلمتها.

- هيا اخبريني لما فعلتى ذلك؟ لقد حذرتك لمرات عديدة أن تبتعدى عنه ولكن كيف وعقلك الغبى يرفض اي شيء اقوله، إنظرى إلى أين وصلتى بسبب عقلك المتهور!
إبتعد عنها وكأنها أصبحت ملوثة أو شيء معدي يمنع الاقتراب منه، قال ببرود
- حقاً كفى لقد سئمت
توقفت عن البكاء وصوت شهقاتها التي ترتفع تصمتها بكفيها، تطلعت إليه بصدمة وبخوف شديد، وهى تطمئن قلبها أن ما حدث لم يكن سوى كابوس، كابوس مزعج يؤرق مضجعها.

هتفت بتوجس وبصوت جاهدت أن يخرج من جوفها، وهى تتطلع اليه، بشرته شاحبة كالموتى! وجهه المرهق كأنه لم ينم منذ ايام وشعره الاشعث!، وانفعالات جسده التى يتحكم بها بصعوبه وهو يضغط على كفه بقوة حتى ابيضت سلمياته،
- ماذا تقصد؟
- انت تعلمين ماذا اقصد جيدا، يا مدام!
قالها بسخرية شديدة، وهوى قلبها ذعراً وهى تجده خرج من الغرفة صافقاً الباب بقوة جعلتها تنتفض من مكانها،.

أغلقت جفنيها بيأس وكأن آخر شيء يبقيها على الحياة رحل وتركها تتعذب بمفردها، نار تآكلها عن عدم معرفة ما حدث لها!، هل خسرت شرفها حقاً!، الشىء الوحيد التى تحافظ عليه الفتاة الشرقية قد آضاعته بسبب غبائها!

أول مرة ينطق مدام لتسقط دمعة حارة، أخذت تلتفت حول تنظر إلى اى شىء حاد، لتتعلق عيناها نحو المرآة التى تهشمت قامت من علي فراشها وكأنها منومة مغناطسياً تتجه نحو إحدى شظايا المرآة التقطتها من الأرض وقد حددت مسارها الاخير للحياه!
لا يوجد شىء آخر يجعلها تظل على قيد الحياة بعد أن خسرته، زين!

ما زال يعيد تفكيره ما تفوه به أمامها، ما كان عليه أن يبدو قاسى وبارد معها، وسط انفجار بكائها كان قلبه يدعوه أن يحتضنها بذراعيه ويبث داخل أذنها بعبارات تطمئنها، ولكن ذلك العقل اللعين كان صامداً لم يتزحزح عن التراجع ولو لثانية، سيذيقها بعض العذاب مثلما فعلت، إن كان فى بدايه الامر يتعامل معها ببرود وتجاهل، سوف يجرحها مثلما جرحته بدم بارد، ولكن للقلب رأى آخر!

افاق من شروده على صوت صراخ الخادمة من الطابق العلوى ليدرك أنه قادم من غرفته، انتفض من مكانه وقلبه سوف يأتى بسكته قلبية بسببها...
دلف إلى الغرفة ليجدها ملقاة على الأرض والدماء تدفق من رسغها، توقف عقله عن التفكير كلياً، وجسده تيبس عن الحركة
لا يعلم كم من الوقت مر عليه وجسده وحدقتى عيناه متسعتان بذهول، بصدمة، وجسده المتخشب رافض اى استجابه لعقله الذى عاد مرة أخرى بعد ثوانى من حالة الصدمة.

تقدم نحوها ببطء شديد عكس ثورانه الداخلي، ليجثو ببطء حاملاً إياها بين ذراعيه القويتين ولا يعلم كيف فى ثوانى قليلة وضعها داخل السيارة ويسرع نحو المقود، وبأقصى سرعة إنطلق نحو المشفى،
وكأن الذى كان متيبساً منذ قليل لم يكن هو الذى يركض ويعدو وكأنه يسابق الريح!

كانت محظوظة للمرة الأولى لمنجاتها!
كانت تبكى بصمت وهي تنظر الى قطعة القماش الملفوفة حول رسغها،
لماذا جعلها تبقى على قيد الحياة؟ لما انقذها؟
رغم حالة الاكتئاب الذى بداخلها إلا انها متيقنة بداخلها انه حارسها الشخصى، رغم العديد من الرجال الذين كلفهم لحراستها ولو على بعد مسافه إلا أنها تشعر بالاطمئنان فى حضوره وإن كان توجد مسافات بعيدة!

فى داخلها يقين أنه انقذها فى المرة السابقة مثل اليوم، لا تتجرأ على سؤاله يكفى عيناه الكفيلتان بأخراسها، وإن لم يطمئنها فهى المتهورة رفضت الانصياع إليه منذ البداية
لتتحمل نتيجة خطئها وتهورها.
جسدها يئن من الوجع، تشعر بالآلام رهيبه فى عظامها، تأوهت بألم عندما عدلت من وضع جلوسها لموضع أكثر راحة،.

انتفضت على صوت صفع الباب، تعلقت بعينيها نحو بتلهف، باشتياق، تدعوه ان يضمها الى صدره، يطمئنها ويزيل الهواجس اللعينة التى تؤرق مضجعها...
ساكنا كالجماد يراقب أعينها المتوسلة التى لا ترحم قلبه،
ليهتف بسخرية
- ماذا يا مدام، هل قررتى حقا الانتحار؟ هل لتوك ادركتى حجم الأضرار والخسائر التي ارتكبتيها
أغمضت عينيها بألم، لن يكف عن كلامه الذي ينخر قلبها ولو قليلاً يكفيها ما ارتكبته بسبب تهورها،.

شهقت بألم عندما وجدته يقبض على عضدها لتتوسل بألم
- دعني ارجوك
- كلا لن ادعك ليان اقسم لك اننى سأقوم بأخذ ثأرى منك
ارتعدت وجسدها يرتعش خوفاً وهى تراه يوصد باب الغرفة وهو يطالعها بتلك النظرات التى تربكها ولم تستطع فك شفراته حتى الآن، فك أزرار قميصه ويرميه أرضاً وهو يهتف ببرود
- ها قد حان الوقت لأخذ ثأرى!
- زياد!

هتفت بها بهمس وتوسل عيناها تفيضان ألم وقهر، تصلب جسده من الاسم تنهد بألم وقد غير مخططاته بمجرد نطق إسم شخص عزيز على قلبه والداه.

- أحببتك من كل جوارحي ليان، كنتِ انتي هي الشعاع الأمل لأصلح حياتي الفاسدة، إخترتك زوجتي وأنا واع كنت مخطيء بسبب بعدي وجفائكي عنكِ لن ألقي باللوم عليكي كنتي تنتظرين من الحديث معك، أبى مصري الأصل من أثري العائلات في مصر درس في جامعة لندن وهدفه فقط الحصول على الشهادة لكن لم يكن في الحسبان أن يلتقي بأمى ويقع في حبها، بعد إنتهاء الجامعة تقدم أبى لطلب يديها لكن جدي رفض أن يتزوج إمرأه أجنبية ليست من نفس معتقداتهم ولا ديانتهم، لكن ذلك لم يجعل أبى يتراجع ولو للحظة وتزوج أمي رغم رفض جدي وعاشا في لندن، وحمزة كان في مثل عمر أبى برغم أنه كان يعمل سائق لجدي سافر مع والدي لكي يكون بجواره صلة الصداقة بين حمزة وأبي كانت متينة وقوية، جئت أنا لأكون نبتة عشقهم أمضيت فترة طفولتي حتي سن العاشرة و تعرفت على أختي الصغيرة ليلي كانت جارتنا في المنزل المقابل لنا، أمي كانت تعشق مصر وكل شيء يخص بها، لم يكن هناك جدال في الديانة كوني مسيحياً أو مسلماً، لم تعترض علي كوني مسلماً، كانت مختلفة حقاً عن جميع نساء الغرب،.

صمتت لعدة لحظات وهو يرفع بصره نحوها ليجدها تتابع حديثه باهتمام ودموعها تنزل بصمت، استرسل وهو ما زال يفتح صفحات ماضيه
- قرر أبي أن نذهب لمصر زيارة لجدي، كان وقتها مريض ويلفظ أنفاسه الأخيرة أمى كانت متحمسة لأنها للمرة الأولي التي ستزور مصر وتتعرف على عائلة أبي وبالفعل ذهبنا وأقمنا في إحدي الفنادق المتوسطة، عندما زرت جدي كنت خائفاً أن يرفضني لكن منذ أن رآني إبتسم وتمتم بكلمات عربية لأبي لم أفهمها.

ضحك بسخرية علي حاله
- غريب حقاً أليس كذلك من المفترض أن أكون أتحدث بالعربية، لكن للأسف أبى كان مشغول في عمله وأمي أيضا حتي يكسبان لقمه العيش أما أنا حينما أعود للمدرسة أذهب لمنزل ليلي حتي يحين موعد مجىء والدتي،
ما زال يقلب في دفاتره القديمة وينفض التراب وكأن الأحداث التي يحكيها حدثت أمس.

- منع جدي المال من أبي لمده تسع سنوات، كان يعاقبه أو يختبره لا أعلم، بعد عدة أيام ذهبنا إلي القصر في مصر، قصر جدي في الأصل، وتوالت الأيام حتى جاء اليوم المشؤوم، وقتها أمي أخبرتني أنها ستذهب مع أبي للعيادة حتى تتأكد من وجود أخ او أخت في المستقبل، فرحتي لم تسعني لن أكون بمفردي، كنت أفكر حين عودتهم ماذا سافعل إن كانت فتاة هل ستلعب معي كرة القدم أم ستجبرني على العاب الفتيات وقلت ربما يكون صبي، انتظرت كثيرا مجيئهم ونمت وأنا أنتظرهم حتى جاء صباح اليوم التالي جاء عمي زيدان وأخبرني بطريقة غير مباشرة أنهم توفوا أثر حادث فقدت النطق أثر الصدمة، لقد توفوا عائلتي ثلاثة أفراد، اليتم شعور مؤلم حقاً قررت العودة إلى قرية جدتي وإستمريت لشهور وجدتي كانت تحاول التحدث معي لكنني لم أكن معها، كتمت دموعي في داخلي الالام والجرح الذي سببه قلبي لقد دفنته، وحينما نطقت كانت أول كلمة إسم والدي زياد، جدتي كانت سعيدة أبلغت عمي زيدان ليأتي، عدت للمدرسة مرة أخري في لندن وعمي وجدتي معي، لم أتقبل الوضع حين عودتي من المدرسة اري عائلة زملائي في إنتظارهم في ساحة المدرسة، لن تصدقي وقتها كمية نصل الحادة التي طعنت قلبي قررت الإنتقال إلى مدرسة داخلية حتى لا أشعر بالنقص مثل أي طفل، نكون متساوين في كل شيء، رفض عمي وجدتي لكن ذلك لم يمنعني أن التحق بمدرسة داخلية، كرست سنواتي في الدراسة حتى التحقت بالجامعة.

وهنا بدأت نقطة التغير في حياتي، أطلقت كل شىء، فعلت كل شىء، مثل الشخص الجائع إذا نظر إلي وليمة طعام، شربت، كونت علاقات نسائية لا تحصى بعدد شعيرات رأسي حتى بدأت لا تذكر أسمائهن، حتى جاءت بيث
اتسعت عيناها دهشة هل هذه حبيبته، هل أيضا توفت!
إلتقط أنفاسه وهو لا يصدق أنه يفتح لها مذكرات حياته في ذلك الوقت.

- كنت في المرحلة القبل الأخيرة وهي في عامها الأخير وهي الوحيدة التي امتنعت عن وجود علاقة بيننا، أصبحنا أصدقاء توغلت إلى، استطاعت أن تخرج زين القديم الطفل اليتيم، شعرت أنها ستكون مثل والدتي، شعرت أنه الحب، لكنها كانت ماكرة لئيمة مخادعة، كانت تأخذ جميع أخباري وعلاقاتي بالنساء لتنشرها في جريدتها، الحقيرة كانت صحفية وفضحتني على جميع جرائد لندن، تخيلي ما كتبوه عني وكل السنوات الجهد والتعب لشركة عمي وهي تأخذ طريقها للمجد والشهرة لحظة ثوانٍ ستتحطم، تلقيت الصدمة الثانية، الأولى كانت من رحيل عائلتي والثانية التي اعتبرتها حبيبتي، وقررت أن أبذل جهدي أستعيد شركة عمي وها نحن الأن من شركة إلي ناطحة سحاب ومن أكبر مؤسسة للتجارة العالمية، محيت صفحة بيث من حياتي وقررت عدم فتح قلبي مرة أخري لأحد وعدم الثقة بأي إمرأة، حتى وجدت ليلي تعلن عن سفرها لمصر، مصر التي اعتبرتها خط أحمر بالنسبة لي بسبب ما حدث، لم تستمع إلي ندائي وذهبت حاولت مهاتفتها لليوم التالي لكن وجدت هاتفها مغلق، ذعرت إن تكرر لها ما حدث لعائلتي، وقتها بعثت برجال حتى يبحثوا عنها واستمرت ليلتان وأنا اقول هل رحلت ليلي التي كانت بمثابة اختي الصغيرة، حمدت ربي حينما هاتفتني واخبرتني عن العائلة الكريمة التي ضيفوها في منزلهم، هنا توقفت لعدة لحظات هل يوجد شخص يدخل بيته للغريب، وحين عودتها لم تسلم وهي تحدثني عنكِ في كل مرة، وعن والداك شعور بالحنين والاسرة الدافئة فتح جرح جديد لقلبي، رأيت صوره لك بالصدفة مع ليلي وانتم امام الاهرامات، عيناكٍ الدافئتين هي التي جذبتني إليكي، قلبي أرادك لكن عقلي قال توقف ستجرح مرة آخري.

وبقيت في صراع لوقت طويل، لن أفعلها لن أنجذب مرة اخرى لفتاة، لا اريد ان اتسبب بجرح ثالث، ولكن قلبي لم يتأثر، عامان وكل ليلة اراكِ بين أحضاني وتتلمسين شعري بنعومة كما كانت تفعل والدتي، زواج ليلى في مصر جعلني متحير أذهب أم لا وفي النهاية ذهبت وبداخلي يخبرني شيء سيء قادم لي، رغبتك وأنتي تريدين عمل لقاء صحفي معي هي النقطة الاتصال بيننا، اما الباقي فأنتِ تعرفينه، صفقة العمل، زواجنا الذي لم اكن اتوقعه، أنا آسف ليان.

ابتعد عنها على الفور لا يريد أن تري ضعفه الذي يمقته، إلتقط قميصه من الأرض وارتدي فى عجالة وتركها بمفردها،
كتمت شهقتها بكفيها وهي تنتحب بمرارة، فصاحب أول دقة يتركها بمفردها بعد أن أخبرها بما يجيش في قلبه، إعترف بحبه لها و الاوان قد فات!

فتح شهاب الصندوق الذي أخبرته محاسن أنها ترسلها لشهاب إن ماتت ورحلت، وجد عدة أظرف ومكتوب بها إسم كل شخص مقرب في حياتها، والدها، والدتها، عم إبراهيم، سعاد شهاب، ليان، سارة وأخيراً يوسف
كان علي وشك أن يحرق الظرف لكن يد ندي منعته، هدر بغضب وهو يركل بقدميه في الهواء
- كتباله رسالة للحيوان ده
- شهاب اهدي من فضلك، أظن هو كمان المفروض ياخد رسالته
جز على أسنانه بغيظ.

- ولا بيقولك كان هيجي بيضحك على نفسه ولا عليا وطلع البيه خاطب ولأ وكمان مين واحدة شبه ليان
امتنعت ندي عن الرد، محق في كل كلمة، لن تجادله الأن، وجدته يفتح الظرف الخاص به لتنسحب بهدوء وتجعله يختلي بنفسه.

يريد أن يسحقها بين ذراعيه، هتفت باسم زياد لأول مرة،
اسمه وهى تناديه يوجد به سحر عجيب، أخبرها حياته منذ طفولته حتى مقابلتهما معاً، عاد فتح قلبه للمرة الثانية أمامها هي، ولكن ما فائدة ما قاله أمامها، فكل شيء أصبح تحصيل حاصل!
استقل سيارته ليتوجه بها نحو الذي أطفأ شعلة زوجته، حبيبته
ترجل من السيارة في إحدى المستودعات ليهرول الحارس نحوه
- سيدى
- أين هو؟

عيناه غائمتان، نار داخلية تجرى بأوردته، سيحرقه يقسم انه سيفعلها!
توجها إلى الداخل ليجدا جثة مازالت على قيد الحياة،
فتح جفنيه بألم وما إن وجده حتى إبتسم بمرارة
- اهلا بالسيد زين حقا اشكرك على ضيافتك لى
دنا نحوه وهو يمسك من تلابيب قميصه الممزقة هاتفا بنبرة شيطانية
- لن أرسلك إلى ربك بتلك السهولة يا ***
- مهما فعلت يا زين فإن ما ستفعله بى لن ينسيك ما حدث.

رغم الالام جسده و الدماء التى تسيل من جبهته إلا انه يريد ان يرى إنكساره، ضعفه
- اتعلم رغم اننى لا احب الفتيات الشرقيات ولكن ما إن رأيت زوجتك حتى أصبحت مهوس بها، لقد كنت اتخيلها وهى نائمة بجواري، أدفن وجهي في عنقها ورائحتها المسكرة ستجعلنى اذوب بها، جسدها الناعم وعيناها الدافئتين وشعرها الذى تخيلته الالاف المرات لكن ما إن رأيته حتى فتنت به!

ظل يستمع إليه دون أن يعقب والبركان على وشك الانفجار لا محالة
نظر له تيم بسخرية وهو يطالع وجهه الذي بدأ يصطبغ باللون الأحمر واضطرابات جسده خير دليل أنه سيفتك به
- يبدو انها ايقظت بك دماء الرجال الشرقيين هنيئاً لها
أخذ يلكمه فى وجه وجميع أنحاء جسده، وهو يبتسم فى خفوت، سحبه من تلابيب قميصه وصاح بتوعد وعيناه ينطلقان منها شرر الغضب
- أقسم لك أني سأجعلك تندم على ما فعلته معها وما تفوهت به.

والآخر كان كالمغيب وهو ينظر له بابتسامة يستفزه بها
- لم أندم ولو للحظه يا رجل عندما كانت بين ذراعى
كان الحارس يتابع ما يحدث بقلق، وعندما وجد سيده يخرج سلاحه يشهره نحو رأس الملقى ارضاً، اتسع أعين الحارس ذعراً
- سأقتلك يا تيم!
ودوى صوت طلقه نار و استقرت نحوه حتى عم الصمت للمكان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة