قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والعشرون

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والعشرون

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والعشرون

هل شعرت من قبل أن حواسك تبدأ تتوقف عن عملها؟
هل شعرت من قبل أن هناك خطر قادم نحوك وما زالت اطرافك متجمدة عن الحركة والفرار
هل شعرت من قبل ان كل حواسك الداخلية تصرخ وتثور ولكن يظهر تعبير متبلد علي وجهك لا يقارن ابدا بالطوفان الذي بداخلك،.

دنا بوجه وهو يقترب الي شفتيها المكتنزتين برغبة، رغبة فقط يريد تذوقهم ثم يبتعد، نظر إليها نظرة واحدة فقط الي بنية عينيها المذهولة فقط اتساع حدقتي زادت شيء فشيء حينما لفح انفاسه امام وجهها
ازدرد ريقة بتوتر ليدنو مقتربا اكثر لكى يرتوي شهد شفتيها وكأنها اكسير الحياة،.

حبست انفاسها بعدما تنفست انفاسه الهادره، عيناه وااااه من عيناه دب في قلبها الرعب وهي ترى تحول زمردتيه إلى اللون الداكن، كل ذلك حدث في ثوانٍ قليلة مجرد ثواني مرت كالدهر، واخيرا استجمعت شتات عقلها وجمعت اكبر قوه مختزنة الى كفها تسقطها على وجنتيه،
لم تكن قوية لكن حارقة، لم يكن صوتها ظاهرا لكن كانت كصفارات القطار في أذنيه، اسودت عيناه وشبح الشيطان متراقصة في مقلتيه.

هبت واقفة وهي تهرب من الوحش، شهقت بفزع حينما وجدت قبضة فولاذية اعتصرت ذراعها وسحبتها بقوة لترتطم بصدره العريض
حاولت الفكاك الفرار منه وهي تصرخ بعنف
- ابتعد عني ايها الحقير القذر
كلمة واحدة فقط جعلتها تتحول إلى قطة وديعة امامه منكسره
- اخرسي.

صاح بها بانفعال وثورة طوفان الذي يقوم باقتلاع ما امامه، أغمضت جفنيها وهي تحاول اختفاء ارتعاشها منه صيحته الغاضبة العاصفة، تريد البكاء الان لكن ليس أمامه ليس هو تحديدا من تظهر ضعفها، تصلبت ملامحها وهي تجاهد في اخفاء عيناها التى اصبحت مشوشة نتيجة وجود طبقة رقيقة لتزمجر بغضب
- انت مجرد حثالة.

أظلمت عيناه الزمردتين، لون بعث في قلبها الضعيف الرعب هل سيقتلها ملامحه أصبحت كهيئة قطاع الطرق، شهقة أخرى صدرت متألمة عندما غرز بأنامله على جلدها، لقد اصبحت اسيرته يتفوق عليها ببنيته العملاقة وساعديه القويتين وهي كعصفور صغير بين يدي طائر جارح.

كيف تجرأت تلك التي لا تصل لمستوى طوله، لم يفعلها احد من قبل أن يتجرأ ويخاطبه بذلك الاسلوب بل وان يصفعه ايضاً، يحاول جاهدا ان لا يظهر صورة المتوحش امام اعينها المذعورتين، تلك سليطة اللسان خائفة منه هو؟!، شعور بالحنق تملكه هو لم يضربها كل ما اراده بشدة منذ لحظات شفتيها يريد أن يتذوقهما،.

اغمض جفنيه لعده ثوانٍ وهو يستمع بقربها له خصرها الذي يشعر انه سيسحق عظامه، رائحتها الشرقية، خصلاتها الغجرية التي تتضارب في وجهها بفعل الهواء جعله يصاب بالهلاك، فتح جفنيه ليقابل اعينها المرتعدة مما جعله يجز علي اسنانه وهو يشدد في كل حرف
- كلمة اخري وسأقوم بتسليك تلك البالوعة التي تخرج من شفتيك المغريتين
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تزيح ذراعه بغلظة
- ابتعد عني
اقترب يدنو منها وهو يهمس بجانب اذنها.

- تذكري شيئا واحدا ايتها الطفلة سأقوم بأخذ سثأرى منك
حديث اعين صامت دار لعدة لحظات، أول رجل يقترب منها بدرجة مهلكة، أول رجل يمسك خصرها، اول رجل يريد أن يقبلها، اول رجل اول رجل ظلت تهذي وهي تنطلق راكضه تختبيء من تلك الأعين الزمردية الخبيثة، لو كانت يدها تساعدها لقامت بصفعه مرة أخرى، لكنها لم تقدر، خافت ووجدت الفرار هو أفضل وسيلة حتى لا يبتلعها،
- سارة انتي كويسة.

انتفضت وهي تسمع الي صوت محمد القلق ويبدو من ملامحه وهيئته الغريبة وهو يرتدى ملابس لم تعلم ما اسمها!، ابتسمت بضعف وهي تهز برأسها
- تمام الحمدلله
زفر براحة وهو يراها امامه بصحه عافيه، حينما رأي عودة الفرس وحيدا تلبسه شيطان وخشي أن يحدث لها شيئا لكن عندما أخبره السائس بأن خالد ذهب لإنقاذها تنفس الصعداء، هي مخطئة بل كان هو المخطئ لأنه لم يخبرها عن حالة الفرس، والسؤال يبقى كيف فعلتها؟ كيف امتطت الفرس؟

- السايس اول ما قالي اللي حصل
قاطعته وهي تهتف بشيء آخر لم تتوقع لسانها أن ينطقه، تجبره علي عدم ذكر ماحدث او هي التي كانت شاردة ولم تنتبه لحديثه
- دكتور هو انت ممكن تتضايق لو حدل بدل حرف ال ح ل ه
يعني مهمد بدل من محمد
عقد حاجبه بتعجب من سؤالها توقع أن تسأله عن حالة الفرس، كان سؤالا غبيا ساذج بالنسبة لها لكن الاجابة تهمها بشدة
رد ببساطة لم تكن تتوقعها مع نظرة عيناه المذهولة وانعقاد حاجبيه
- لا اطلاقا.

اعادت السؤال مرة أخرى ولا تعلم كيف زلت لسانها عن ذلك السؤال الغبي
- متأكد؟
- لا ببساطة اتعودنا بس ليه بتسألي؟
هي الاخرى لا تعلم الاجابة غمغمت ببساطة وهي ترجع خصله شاردة للخلف
- لا سؤال مش اكتر عن اذنك
واستدارت مغادرة تعود ل قوقعتها ستقوم بصنع المزيد من الاقنعة وعقلها سيعمل علي فقدان الذاكرة لما حدث.

- تلك الغبية كيف تجرأت على صفعي، س أسود حياتها لن اتركها سأخذ بثأري من تلك المغوية
كان كالمجنون وهو يذرع الأرض مجيئاً وذهاباً والفرس كان يتابع ما يحدث بهدوء ولم يصدر اي شيء وكأنه يخشي غضب سيده مثلما فعل مع الفتاة منذ قليل،.

كانت بين يديه كان قادرا علي عقابها او تقبليها أي شيء من افكاره الدنيئة كانت في قيد التنفيذ، لكنه لم يرغب لم يريد، شيء داخلي جعله يرفض رغم جسدها الغض الذي جعل الجحيم تتفاقم في أوردته.

طفله نعم لكن في جسد امرأه، عقل طفله شرسة جامحة تدعوك لترويضها زفر بحنق و شيء يضيق صدره عندها شعر أنه لن يقدر التحمل أكثر من ذلك، الرحيل هو انسب حل له، لكن منذ متى كان الفرار حلا؟! هل سيترك كل شيء ويعود لقوقعته مرة اخرى، يترك عائلته بسببها هي تلك الطفلة كلا لن يفعل أبداً، هو الذي كان يعتمد على مواجهه الأمر ماذا دهاه الآن؟
مر ببصره نحو الفرس الذي لونه يشبه لون درجة عيناها البنية،.

زمجر بسخط وهو يخرج ويتحرر قبل ان يتلبسه لعنة ومن من؟ من امرأة شرقية!

الماضي عاد ينبش في الحاضر ويؤثر على المستقبل، عيناها الخضراء المستفزة تتحداها بقوة للصمود يوجد شبه كبير بينها وبين الأمر، لا تستطيع حتى لفظ اسمه لا تعلم اهو بنائا علي امر زين الذي صرخ في وجهها يوما الا تنطق اسمه او تكون خيانة وهى تفكر فى رجل آخر!.

كيف انخدعت له كيف، هل للدرجة كانت مغفلة عن نظرات رجل راغبة؟ كلا لم تراه حاولت ان تمسكه بالجرم المشهود لكن حديثه وعيناه الصافية التي كانت تنظر بأخوية وليس برجل ينظر الي امرأة، لم تظهر شيء في نواياه الدنيئة أين كان عقلها اين هي بعاداتها وتقاليدها الشرقية...

هل كانت للدرجة متهاونة معه تحاول التذكر ان جعلته يلمسها ولو بالخطأ لكن ذاكرتها لم تتذكر اي شيء، لمعت عيناها ببريق حازم وهي تنفض غبار ذكرايات الماضى، فان كان هناك يوجد شيء مشترك بينها وبين زين انهما وقعا في نفس الفخ فى تلك العائلة المسمومة بمنتهى السذاجة ولكن هذا كان الماضي
كتمت تعبير الغيظ والحنق ورغبتها فى جر شعرها المستفز الأشقر لتكتف ذراعيها وقالت ببرود.

- معذرة هل قلتي انتي سلبتي قلبه كلا انا هي التي فعلت
ضحكت بيث ضحكات خبيثة مرغمة صفراء وهي تجيب بأقتضاب
- هذا واضح بالطبع
جسدها المتخشب اصبح مرن وقدماها توجهت نحوه هو عيناها تنظران له بمحبه بعشق جارف وخجل يتورد وجهها من ليلة امس
- حبيبي
ابتسم وهو يلتقط كفها بين يديه ويلثم قبلة دافئة دغدغت جسدها، مزاجه اصبح رائق وهو يراها كما هي محمرة الوجه ناضجة، شهية، مغرية، جذابة، مهلكة لعقله وقلبه الذي يدوي باسمها.

هل يشم الآن رائحة حريق؟! نعم تلك الاعين القاتمة تنظر اليهم بحقد لم تستطيع اخفاؤه ببراعة مجرد ثانيتان فقط ظهرت تلك الصورة الحقيقة لها لتعود لملامحها الاصلية الباردة وهي تقول بضيق
- اسفه على قطع لحظاتكم العاطفية يا سيدة ليان الحديدى ولكنني في أمر هام هنا
- انتهت مقابلتنا.

كلمتين فقط كانت هي الحاسمة وهو حتى لم يكلف بعينيه للنظر إليها، بل عيناه اصبحت اسيره تلك المشاغبة التي امامه وتشاكسه وتلعب بالعاب خطره، هل تلعب في ازرار قميصه ماذا تفعل ذلك أمام التى اصبحت كمدخنة القطار؟!، وحينما تنظر له بتلك نظره الجرو اللطيف، قرصها بخفة في وجنتيها لتتأوه وهو ما زالت بأناملها الماكرة تعبث في جسده،.

صاح فجأة مناديا الخادمة ليجدها أمامه في ثوانٍ نظر الي الشيطانة التي حتى لم تكلف عناء بمغادرة الغرفة وأن يختلي بزوجته، قال بهدوء ونبرة باردة لم تغادره
- اوصلي السيدة الي الباب
سحقت شفتيها السفلي من وقاحته، زفرت بسرعة وهي تري الخادمة تأمرها بالخروج، هل كان يحتمل وجود خادمة ايضا تقوم بطردها بطريقة لبقة ومهذبة
- حسنا يا سيد زين تذكر جيدا انني لن اتركك لست انا بيث التي ستهزم في اول معركة.

ملامحه كانت جامدة صلبة وهو يرى إغلاق الباب خلفهم، ليعود ببصره نحوها، ليانه التي تنظر إلي منتظرة أن يفصح عما يجيش في صدره ورغم ذلك لم يقوم سوى ان يطبع بقبلة في جبهتها ويعتقل خصرها بين ذراعيه ويعتصرها بين ذراعيه
- هل انت بخير؟
همست وهي تحاول بمجهود شاق بل جبار الا تصدر شهقه مؤلمة كي لا يبتعد
أجاب وهو يزفر بحرارة
- نعم.

كلا يوجد شىء خاطىء، تملصت بهدوء من بين ذراعيه لتنظر اليه، تتأمله بتمعن وبوضوح لترى تفاصيل كثيرة ناقصة عكس المرة السابقة،
عيناه مجهدتين رغم تصلبهم تري ضعف فيهما وجه شاحب يوجد به بوادر المرض همست بضعف
- لماذا تكذب انظر الى عيناك تخبرني انك موجوع ماذا بك ارجوك لا تخفى شيئا سأموت حقا ان عدت الي عادتك القديمة.

تأوه بألم وهو يغمض جفنيه كيف يخبرها عن ماضٍ سبق أن قاله لها من قبل، في الواقع هو بخير بخير مجرد تلك الكوابيس التي ظن أنها انتهت عادت مرة اخرى
- احضنيني
لهجه امر اكثر من كونها رجاء، ولكنها لبت طلبه وها قد عدنا لنقطة الصفر.

ارتشفت الجدة القهوة بتلذذ وهي تشعر بتلك المرة الجو الاسرى مترابط، رغم عدم مشاركة خالد الطعام معهم لكن ستنظر الي نصف الكوب الممتلئ لقد حلت عقدة واحد وستحل بعدها باقي العقدات
شعرت بأنها مراقبة، لتلتفت نحو الاخر الذي كان ينظر اليها بعبوس
عقدت حاجبها بتفكير وهي تقول
- ماذا لما تنظر الي هكذا؟
ضحك زيدان وهو يقول بنبرة ذات مغزى
- سيدتي ألم يحن الوقت بعد لننتقل للخطة الأخرى
- خالد.

هذا هو ما بدر في ذهنها وهي تنطق ذلك البحار حينما عاد بملامح واجمه عكس المرة السابقة
وضع زيدان القدح علي الطاولة المستديرة امامه ورفع ببصره نحو السماء وهو يقول بنبرة ساخرة مؤلمة
- كل شخص في تلك العائلة كبر ويوجد في داخله عقدة نفسية فجميعنا نجتمع نحو نقطة مشتركة وهي الماضي
مطت الجدة شفتيها بعبوس وقالت
- لكنك تغلبت عليها يا سيد زيدان وزين ايضا تغلب
ضحك زيدان ملء فاه وهو يرد بغموض.

- لا تخدعك المظاهر يا سيدتي
- ماذا؟
رغم دهشة الجدة لكنه رد ببساطه وهو يعقد ذراعيه على صدره
- ربما زين اخرج مخزواناته الداخلية لكن يبقى السؤال هل يمكن لشخص كان متكتم طوال حياته أن يقوم فجأة تغير مسار حياته وبدلا من الخفاء الجهر؟! لا اظن ذلك سيتطلب منه مخزون شجاعة اخرى لكى يواجه.

زيدان محق تلك النقطة ربنا لم تضعها في بؤرتها نستها او بمعنى ادق تناستها لكن يبدو ان زيدان يريدها ان تنظر لذلك الجانب مرة أخرى يخبرها ان جولاتها لم تنتهى بعد
همست بقلق وهي تخشى قدوم ليان فى تلك اللحظة
- ان سمعتك ستقلق
هز زيدان ذراعيه بحركة لا معنى لها وهو يقول
- كلا لما تقلق كل ما عليها ان تحتويه أن تنتشله من الشرود من حقها أن تعلم ما يؤرقه ما يؤلمه حتى تستطيع ان تساعده لا أن تقف مكتوفة الايدى.

وسؤالها رغم علمها بالاجابة لكنها تريد سماعها منه
- هل عدنا للبداية يا زيدان!
- لم نعد لقد بدأ زين ان يخطو حياته ولاول مرة يكون حاملا مسؤولية شخص آخر زوجته اشياء قديمة حمية شرقية استطاعت أن تخرجها من ذاته، الطريق ما زال طويلا يا سيدتي
اهتز قدحها وقد أصابتها الرعشة وهي تهتف بجمود
- حسنا وماذا عن خالد؟
ضحك زيدان بسخرية ضحكة مريرة وهو يغمغم
- خالد وزين وجهان لعملة واحدة.

وضعت قدحها على الطاولة وسارعت وهي تصيح بثبات انفعالي تكاد تحسد عليه
- كلا إن كان زين يستطيع ببراعة أن يخفي مشاعره فخالد لا، حين يغضب خالد فيصبح كالوحش الذي سيلتهم من أمامه
- اتفق معك وعلياء ايضا تحتاج من يعطيها حنان ام لم استطيع انا علي اعطائه، تريد اب مثالي قبل زوج
انعطف الحديث إلى جانب لاتريده، تنهدت بقلة حيلة علي حياتهم الفوضوية وردت بعبوس ونبرة لائمة
- زيدان ما الذي تقوله أنت اب رائع.

مرارة مؤلمة وهو يشعر بضيق تنفسه، أغمض جفنيه بأسى وهو يردد
- لا نخدع انفسنا كنت أب فاشل استطعت بصعوبة أن أخذ أبنائي ولكن بعد متي؟ بعد ان اصبحا يافعين وقد ارسخت والدتهم عقيدة بلاد الغرب
قاطعته مسرعة
- لكن يظل العرق الشرقي يسير في أوردتهم
ابتسم زيدان وهو يهتف بإعجاب
- عجبا حقا يا سيدتي من يراك الآن يقول انك شرقية اصيلة
عبست ملامحها وهي تهتف
- هل نسيت انني تزوجت رجل شرقي من قبل.

- نعم اعلم زوجك المثالى والذي للاسف قتل بعد عام من زواجكم
ابتسمت بدفء لذكرايات دافئة مرت أمام نصب عينيها وهي تهمس بشرود
- لم استطيع ان انجب طفلة منه للأسف، ثم تزوجت برجل اخر وانجبت صبية رائعة و احبت و تزوجت مصري لا اصدق مرت كل تلك السنوات لكي اري حفيدى اطالني الله في العمر حتى ارى طفل صغير لزين وخالد وعلياء
انعقد حاجبا زيدان وصاح بدهشة
- خالد! اظن ان الامر سيطول قليلا.

ميزت نبرة السخرية من حديثه، لترد بثقة لا تعلم من أين مصدرها
- توقف لا تيأس انا متأكده سيأتي اليوم ويخبرك انه يحب فتاه
ازداد انعقاد حاجبي زيدان وعيناه اتسعت بصدمة أكثر
- خالد وحب سيكون ذلك أمر ممتع
كانت على وشك ان ترد عليه لتأتي علياء وهى تنادى
- جدتي
التفت الجدة وهي تتسائل
- آليا ما الأمر؟
ردت بتهذيب وهي تنظر إليهم ويبدو أنها قاطعتهم من حديث سرى من طريقه صمتهم المريب
- السيد حمزة في الخارج يريد أن يقابلكم.

جالسًا على مقدمة سيارته وهو ينظر نحو الفراغ، منطقة ساكنة لا زحام لا بحر لا عمل مجرد هو والطبيعة، نجوم متلألئة ساطعة بقوة في منظر جمالي بديعى، اعتاد بوظيفته ان ينظر للنجوم في كل ليلة لكن لا يعلم لما اصبحت اليوم متوهجة أكثر!

اشعل لفافة تبغ آخر وهو يطلق الدخان في الأفق، ضوء قوي من سيارة انتشلته من خلوته واصبح هناك شريك آخر معه هز رأسه يائسا وهو يعلم صاحب السيارة من صوت صرير السيارة العالي الذي شق سكون الملتف حولهم،
التفت ببصره نحو الذي ترجل من سيارته وهو يصفع الباب خلفه بقوة لا تتناسب أبداً وهو يجلس بجواره بهدوء عكس ثورته الداخلية مجرد الهدوء هو قناع مزيف،.

انعقد حاجبا خالد بعبوس نحو الذي يزفر بحنق يشعر وكأنه تنين ينفث نيران مستعرة داخله هتف بسخرية وهو يدخن
- ماذا لماذا جئت هل تشاجرت مع زوجتك مع أن الساعة أصبحت التاسعة مساءا
لم يرد عليه بل قال بلا مبالاة
- كنت اعلم انك هنا
ابتسم خالد مجرد ميل خفيف في شفيته ورحب بحرارة لا تتناسب في وضعهم الغريب
- مرحبا يا ابن العم.

نظر زين الي لفافة التبغ المشتعلة وصاحبه الواجم، حاله هو ايضا لا يختلف كثيرا عنه، مد يده وهو يهتف بخشونة
- أعطني
صاح خالد بدهشه نحو زين، يبدو غريبا تلك الأيام منذ متى وهو يدخن، إلا ان كان يمر بحالة نفسية مؤلمه أو في اشد ثورانه
- منذ متى؟
- احتاجها الان.

أجاب بنفاذ صبر وهو يلتقط لفافة تبغ ويشعلها، يود أن يخرج كبته بطريقة ما، يريد ان يفجر تلك الثورانات المستعرة في داخله لقد جاء الماضى جاء وهو يحمل رسالة خطيرة له، دق ناقوس الخطر وهو سيمر بأيام عصيبة الفترة القادمة، لم يستطيع ان يهنىء بإجازته لتأتي تلك الحقيرة بعد سنوات طويلة جدا من هروبها ك اللصة، اختارت الهروب بدلا من المواجهة، جبانة والآن تأتي أمامه تسأل عن شقيقها منذ متى هي تهتم بأحد؟!، اختفاء شقيقها كان مجرد دافع وحافز للعودة.

كلاهما في وادي آخر رغم وجود جسديهما معًا، فكر خالد للحظات منذ متى اجتمع مع ابن عمه اخر مرة يتذكرها منذ سنوات عديدة ربما في مرحلتهم الجامعية قبل ان تأخذ كل شخص في دوامه بعيد عن الجو الاسرى، لكن منذ متى هو تذوق الجو الحميمي و دفء الأسرة؟ هل يعنى اجتماعهم في منزل جده زين ستجعله يشعر فعلا انه في جو دافىء أسرى، كلا يوجد شيء ناقص ليشعر بدفء العائلة بل عدة اشياء حتي تكتمل، لكن ماذا ذلك الشيء أو تلك الأشياء لا يعلم.

- هل هاتفتك؟
قالها زين وهو يحدق في الفراغ أمامه، تنهد خالد وهو يقول
- من؟
ارتفع حاجب زين باستنكار وهو يغمغم بسخرية
- ايف عزيزى ومن غيرها
رد بوجوم وهو يشعل لفافة اخرى بشراسه
- نعم
صمت آخر مر وكلاهما يحدقان في السماء ليقطع تلك الخلوة خالد وهو يتسائل بسخرية
- وما الذي جاء بك الى هنا انت؟
لم يجيب كما توقع، استرسل ببرود ظاهري وكأنه يقرأ صحيفة أخبار الصباح
- يبدو انه متعلق بالتي جاءت اليوم.

تجمد جسده لثواني لا تعد، ليلتفت إليه وهو ينظر ملامح الأخرى التي تتطلع اليه ببرود
- لا تنظر الي هكذا لقد رأيتها مصادفة قبل خروجي
انعقد حاجباه لعدة لحظات ثم مالبث أن تساءل بنبرة ذات مغزى وهو يرمي لفافة التبغ على الأرض
- ماذا حدث في الاسطبل اليوم.

لطالما يحسد زين علي كمية البرود الرهيبة وقناع الثلجي الذي يرتديه في أشد اصعب حالاته بعكسه هو، رغم انهما يحملان الصفات الكثيرة المشتركة لكن عند تلك النقطة يختلفان فيها
رد بلا مبالاة وهو يدخن بشراهة ونبرة ساخرة لم يستطيع ازالتها
- هل سنعقد جلسة تحقيق الان!، العمال اخبروك بالاخبار الكافية والوافية لا داعى للسؤال
صمت للحظات بهدوء وهو يحدق به ملامحه ثابتة جامدة مثله ولكن إلى متى سيستمر!

- آخر مرة امتطيت الفرس حينما كنت في الجامعة، أمر شجاع منك علي فعلها لكن لنسأل لما انقذتها رغم انه هناك العديد من العمال القادرين على انقاذها
قال باندفاع و سرعة وتهور نحو ذلك البارد الذي يبدو لم يتأثر بالفاجعة التي كانت ستحدث
- كان سيقتلها
لكن الاخر لم يهتز به شيئا بل همس بخشونة
- تعلم ان الفرس يعاني مشكلة في نظره ورغم ذلك يحفظ كل بقعه في المزرعة كان سيتوقف قبل أن يصل إلى الحافة.

حينها زمجر بغضب وهو يلوح أمامه بانفعال وحرقه
- يا مجنون اخبرتك كانت ستموت الفرس لم يخفف من سرعته حينما اقتربا من نهاية المزرعة
رفع زين حاجبه باستنكار ثم تمتم ببرود
- لكنه لم يفعل
- ميئوس منك
صمت ثالث احاطهما وكلاهما لا يعلما ماذا سيفعلان أو ماذا سيقولان، توجد الكثير من الاشياء مكنونة في الصدر لا يستطيع او يتجرأ احد منهم ان يخرجها في تلك اللحظة
- كيف تشعر انك تحب شخص ما.

تعجب من إلقاء ذلك السؤال وخصوصا من خالد!، هل هو ايضا اصيب بداء الحب؟!
انعقد زين حاجبه وهو يهمس بسخرية التقطتها اذن خالد بوضوح
- القبطان خالد يسألني عن الحب يا لسخرية القدر
- لقد تفاجأت حينما اخبرتنى انك تريد الاستقرار، هل احببتها ام كان ذلك مجرد مرسى راحة
نظر إليه بوجه ممتقع وقال ببرود
- لن ارد عليك لكن حينما تشعر يا صديقي بالحب سيتهدم كيانك كليا وستغزوك بكل أسلحتها لتتوغل بكل خبث نحو روحك.

انجذب من التعبير الحب هدم كيان هل هذا ما فعلته زوجته هدمت كيانه الثلجى؟!، رد بإعجاب ساخر
- تعبير رائع ومجمل ومفيد من السيد زين
- كل شخص يصف حبه على طريقته الخاصة يا رجل لست أنا من يقول كلاما معسولا مثلك
قالها وهو يرفع حاجبه يخبره أنه يعلم ما يحدث رغم المسافات البعيدة عنهم هو في البحر والآخر في البر، استقام في جلسته وهو ينفض ملابسه بطريقة عدم اشغال عقله، وصاح ببرود
- هيا لنغادر.

- انت يا استاذ رايح فين
صاح بها رجل في منتصف الستينات من العمر بحدة شديدة وهو يرى خروج ابنه في منتصف الليل
سكن جسد الشاب بعده لحظات وهو مستعد المواجهة، التفت اليه ببطء وهو يرد ببساطة
- رايح اسهر يا مرتضي بيه
- بفلوسي
وضع كفيه في جيبي بنطاله وهو يهمس بصوت خفيض
- ابتدينا
هدر مرتضى بحدة شديدة حتى ارتجت ارجاء المنزل حولهم
- لما بكلمك تبصلي، امتى هتفوق يا كريم بيه من الوحل اللي انت فيه.

لم يهتز له شعره مما قاله بل هتف مؤكدا
- انا عاجبني في الوحل، عن اذنك
- ولد تعال هنا
صاح بها مرتضى آمراً وهو يراه متوجها نحو باب المنزل، سكن جسده للمرة الثانية وهو يسمع الي تقريع والده مساء كل ليلة اصبحت عادته كل مساء يسمع الي ذلك الشريط الذي لن ينتهي
- بدل ما انت مستهتر كده شوف اخوك شايل مسؤولية الشغل معايا ومتجوز وعاقل وراسى.

لم يشعر سوى انه يصيح بعنف امام وجه والده ولأول مرة يفعلها سيندم نعم سيندم ولكن لاحقا
- قصدك اخويا راشد اللي هو مبيطقش مراته اصلا وصممت انه يتجوزها علشان مصلحة الشركة، هو اه مش بيرفض اوامرك وبيضحي بسعادته، لكن انا لأ يا مرتضي بيه انا مش من فئران تجاربك علشان اترمى واتجوز واحدة واتستر علي فضيحة واحدة اللي كل واحد في مصر شاف صورها وهي لامؤاخذة
- كريم.

صوت هادر قوى يبعث الرعب وهو يهتف اسمه بحدة وغلظة في آن واحد، استدار نحو صاحب ذلك الصوت وهتف ببرود ظاهرى
- اهلا يا راشد بيه كنا لسه بنتكلم عنك، عن اذنك عندى مشوار مهم
غادر كريم تحت نظراتهم الاولي ساخطة والاخرى نادمة، تنحنح راشد وهو يقول
- اتفضل يا بابا طلبتني
همس مرتضى بهذي
- كريم عايزه يفوق
عبس ملامح وجهه من كريم، جاء في ذلك الوقت المتأخر بعد عمله من اجل اخيه المتهور.

- جبتني علشان موضوع كريم رغم ان حضرتك عارف ان مفيش فايدة فيه، انا راجع البيت حضرتك عايز مني حاجه
استدار مغادرا هو الآخر لكي ينعم بنوم عميق قبل أن يبدأ في وصلة عمل لا يشعر سوي نهاية اليوم بأن جسده قد تيبس من الجلوس لساعات في مكتبه
- راشد، آسف يا بنى
همسة خرجت من فم والده أدمى قلبه، استدار وهو ينظر الى والده ورد بمرارة قبل أن يغلق الباب
- الوقت اتأخر يا والدى.

عادا الى المنزل ليتفاجأ خالد وهو يرى زيدان والجدة وشقيقته يرقصون بمرح ولأول مرة يشهد التاريخ منزل الجدة تحول إلى ساحة رقص ايام الستينات، تصلب جسديهما وهما ينظران لبعضهما بدهشة ثم ينظروا نحوهم كل شخص منغمس في الرقص وكأنه يحلق في عالم آخر غير الذي فيه،
صاح خالد بسخرية وهو يهز رأسه يائسا
- هل هذا حفلة لإعادة الشباب؟!
- ظريف للغاية.

قالتها الجدة وهي تلكز ذراعه بغلظة تساءل زين وعيناه تبحثان عنها عن زوجته
- جدتي أين ليان؟
ابتسمت الجدة وهي ترى عيناه الشغوفة بها ردت بأبتسامة تزين ثغرها
- في غرفتها
لم تكمل كلمتها حتى انطلق صاعدا الى محبوبته، التفت نحو الآخر وهي تحثه على المشاركة
- خالد تعال لتشارك معنا
هز رأسه رافضا
- جدتي اا.

بتر عبارته عندما وجدها أمامه ترقص مع والده، صوت الموسيقي اختفى جدته لم يسمع صوتها ضحكات علياء وهي تراقص حمزة لم يسمعها، كل ما يسمعه صدى صوتها هي التي مثل صوت كروان، انسيابها وهي تتراقص برشاقة مع والده رغم صغر سنها جعله يرفع حاجبه الايسر للحظات ثم اخفضها مرة أخرى، فستان آخر ولم يكن ذلك الاسود اللعين بل كان احمر نارى كالجحيم، هل تلعب على وتر اعصابه تلك الشرقية؟

إن كانت ترغب فى ذلك، فسوف يرفع لها القبعة محيا لها على ادائها، لقد أصابته بمقتل، جال ببصره متمعنا في فستان آخر من أين تجلب تلك الثياب الوقحة التى تثير اى رجل مثله؟!، هل هى معتادة على ارتداء تلك الملابس، ولكن ماذا عن هيئتها اول مرة رآها؟، أغمض جفنيه وهو يريد ان تعود حالته الطبيعية فتح جفنيه ليسمع صوت ضحكتها المدوية حينما تركت والده و أصبحت بين ذراعى حمزة والجدة اصبحت معهم تتحرك ببطء لكن شفتيها تبتسم بأتساع اعينها لامعة بفرحة من المؤكد كانت تلك فكرة الطفلة،.

قدماه تحركت نحوها وهو يراقب خصلاتها الغجرية المتحررة المتمردة كحال صاحبتها، كان وقتها وقت تبادل الأطراف وقبل ان تتوجه نحو والدها مرة اخرها اعتقل خصرها بين ذراعيه بقوة لتصبح اسيرته للمرة الثانية،
شهقت بفزع حينما وجدته بكل جرأه يثبت كلتا ذراعيه على خصرها وعيناه متحديتان ان تتفوه بأي شيء خاطىء، كان يراقصها وهى مرغمة وشدد من التحام جسديهما معاً.

متهجم الوجه ثابت التعبير لكن نظرة عيناه لم ترحمها ولو للحظة، تحاول بكل هدوء ان تبتعد و تتملص منه بهدوء لكنه كان الاسبق في ان يشدد ذراعيه بقوة عل خصرها بل يرفعه حاجبه الايسر ان استطاعت ان تقول شيء أمامهم.

عيناها غير قادرة على النظر اليهم استسلمت يائسه وهى ترقص مرغمة واعينها محدقة في نقطه وهميه، تركها فجأه واستدار مغادرا بعد دفء وشعور لذيذ تسلسل خيالها، انحنت برأسها للأسفل وغادرت هي الاخرى تصعد هاربة من أعينهم المتفحصة.

اما الاربعة لم تنقطع عنهم تلك الدقائق القصيرة، علياء صورت ذلك المقطع ستحتفظ به فى وقت مناسب، حمزة كان مندهشا منذ ما حدث أما الزوجان الاخران من الاعين كانتا خبيثة ماكرة لتتطلع إليه الجدة وهي تؤكد له حديثها معه، اما هو كان يأمل فقط ان يكون حدس الجدة صحيح تلك المرة.

- ليان
همسها بلوع وهو يتفحص الغرفة كالطفل الذي يبحث عن والدته، ارتخت ملامحه وهو يجدها تقف أمام المرآة تمشط شعرها المبلل، ناعمة كهرة لطيفة، ردت في خفوت
- مرحبا بعودتك
أظلمت تعابير وجه، نبره جافة لم يعدها من قبل ولم تكن تلك التي تهمس له بكلمات ناعمة ليلة أمس، تتصرف بطبيعية وهي تنثر العطر علي ثوبها المحتشم للغاية لا يظهر منها شىء سوى فتحة عنق مثلثية
قال بفتور وهو يراها تتوجه نحو الفراش
- ما بك؟

استلقت على الفراش وهمست فى خفوت
- لا شيء
- لماذا انتِ هنا وليس في الأسفل؟
حديث بارد ليس له طعم، لا يوجد به دفء مثل عيناها البندقية ولا حياة مثل تورد وجنتيها، تعامل معه بعملية بحته للغاية وكأنها موظفه وليست زوجته
ابتسمت ببرود وهي تلاحظ تعابير وجه الغير مبشرة اطلاقا، وهمست
- شعرت بالتعب قليلا لذلك استأذنت تصبح على خير
- معذرة.

صاح بها بدهشة وهو يجلس على الفراش امامها، بل و نزع الغطاء عنها وسحب كتفيها لتصبح فى مواجهته، تمللت بملل زائف
- الوقت تأخر غدا سأتجول انا وعلياء وسارة في القرية في الصباح الباكر
رد ببرود وهو يشتاق الى كل شىء بها عيناه تجوبان عيناها التى تكذب عليه، حمقاء لا تعلم انها حين تكذب او تخفى امر ترمش عيناها ثم يصحبها رعشة خفيفة لا يلاحظها سوى صاحب النظر الثاقب
- دون أن يكون لي خبر مسبق.

نظرت اليه قليلا مجفلة وهي ترمش بعينيها عدة مرات، ليس مزاجه رائق اليوم ومع ذلك تمتمت ببساطة
- لقد اخبرتك للتو
- بهذه البساطة
رفعت حاجبها بتسلية وهى ترى حنقه بدأ يتصاعد و يتفاقم، اقتربت منه ببطء وهي تطبع قبلة دافئة علي كلتا وجنتيه، قبلة معاتبة يستشعر بها لكن تحمل رسالة انها معه بكلتا أحواله،.

شهقت وهي تراه يعتقل خصرها بقوة ويسحب بجسدها نحو جسده، كتم شهقتها وهو ينهال منها يرتوى شوقه الذي لن ينضب ابداً، وهو يهمس بين قبلاته
- اشتقت لكى
تائهة بين امواج عشقه، تحيا معه وتموت بدونه، أصبح يشغل تفكيرها هو فقط، همس بين انفاسه الملتهبه بصوت أجش
- لا اريد ان ننجب طفل.

خرج من السيمفونية صوت نشاز، رمشت بعينيها عدة مرات متتالية وهي لا تصدق طلبه، لا تخدع نفسها بل كان امر لا يقبل للنقاش، هل ستظل طوال حياتها لعبة في يديه؟!
كلماته كانت كالفتيل الذى سيحول تلك النيران والبراكين من المشاعر الجياشة الى حرب لن ينتهي سوى بإعلان الفائز.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة