قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع والعشرون

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع والعشرون

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع والعشرون

لما سعادتها لا تكتمل، كيف استطاع أن يلفظها امامها كيف؟!
تساءلت بحيرة وهى تراقب عيناه الجامدة وجسده المتصلب، اشاحت بجسده عنها وهى تعدل من ثوبها وهمست بألم
- تمزح صحيح
وجوابه كان فى سرعة البرق وهو يقول بخشونة
- كلا
- ماذا؟

شفتيها ترتجف، وهى تصيح لعقلها ليس ذلك زين ليس هو؟ ليس ذلك الحنون الذى يعلمها ابجديات العشق و جعلها تصل الى السماء وتتمسك بنجمة لم تتوقع فى مخيلتها ان تمسكها فى قبضة يديها، لتهوى فجأه الى سابع ارض انتفضت من فراشها وعقلها لا يفكر سوى الهروب منه، لا تود رؤيته تلك اللحظة
يد قوية سحبتها الى موضعها مرة اخرى، لتجلس على الفراش بقلة حيلة وعواصف هوجاء تعتري خلجاتها صاحت بغضب
- ابتعد يا زين لا أود رؤيتك الآن.

اغمض جفنيه لعده لحظات و كما كان متوقع رده فعلها، فتح جفنيه وقال بجمود
- ماهذا الهراء، لنتحدث كالعقلاء ولا تتهربى
كتفت ذراعيها وبأقصى جهد تحاول جاهدة ألا تذرف دمعة واحدة امامه، قالت بألم
- توقف من فضلك ارجوك اخرج الست منذ قليل تخبرنى الا ننجب طفل هيا غادر
امسك من كتفيها وهو يقول بجمود ظاهرى
- اسمعى لا اريد ان ننجب اطفال فى الوقت الحالى.

ضحكت، ضحكة ساخرة لا تتناسب أبدا مع تلك الأجواء المشحونة بعواصف كئيبة وقالت
- وهل انا من اتحكم يا زين كل ذلك بمشيئته
تمتم بصوت خفيض وانامله بدأت تقوم بفعل أشياء وقحة
- اعلم ذلك
اشاحت بيديه على الفور من جسدها وقالت بسخرية يتخلله الألم، كأنك قمت بنثر الملح على الجرح
- الى متى عامان ام اكثر
انتظرت اجابته وهى تتفرس معالم وجه الجامدة الجليدية، وقت إجابته طالت لتنهض من الفراش وهي تمتم بصوت خفيض التقطه أذنيه.

- علمت الاجابة
أعادها للمرة الثانية للفراش بقوة اعنف من المرة السابقة، لم تتألم الآلام التي في داخلها اكبر بكثير من الآلام الجسدية، تجمعت العبرات نحو مقلتيها وقالت بصوت متحشرج
- ظننت اننا اجتزنا الماضى معا لكن يبدو اننى اخطأت
أحاط جسدها بذراعيه وهو يكبلها بقوة وصاح بجمود وهو يفيقها من دوامتها
- ليان.

لكن هى لم تكن معه، كانت فى عالم آخر، تراه كطيف الخيال، مرآه عاكسة لا تستطيع ان تلمسه، حروفها غير مرتبطة ببعض لكنها جاهدت في إخراج حروفها ظاهرة وهى تتلوى من جسده الصلب الذي يأسرها
- كان يجب على الا اكون متسرعة في الحكم، انا وانت ما زلنا فى بداية الطريق من يعلم ربما تحدث أشياء تجعلنا نفترق.

صاح بغضب من تلك المجنونة، فراق!، هل هي واثقة انهم سيفترقون مرة أخرى بعد تلك الايام المجونة وجعلته يمسك ب نجمة عالية في السماء
- ماذا تهذين
انتحبت بصمت وهي تقول بمرارة
- لست اهذى، حسنا اتعلم انا لا اريد اطفال ايضا حياتنا معقدة ووجود شىء يربطنى بك ستجعل الحياة لن تسير بشكل جيد
لحد الان يكفى، صاح هادرا بعنف وهو يهزها من كتفيها بقوة حتى شعرت أنه سيخلعه
- اللعنة ما تلك الهرائات اخبرتك اننى لست مستعد لذلك.

تقابلت نظرات عينيه الداكنة من ثورة انفعاله ببندقيتها الحزينة، رسالتها كانت معاتبة مؤلمة وهو يشعر كأنه يستقبل بخناجر نحو موضع قلبه الذي ينبض عشقا بها بزوجته الشرقية، صوت صفير حاد اخترق اذنه بعد حديثهم لتلقي هى قنبلتها الموقوتة قائلة بسخرية
- ومن يعلم ربما لن استطيع الانجاب.

شدد من ضغط ذراعيه على كتفها، تصلب جسده وهو عاجز عن الرد لوهلة، لماذا يندم الآن لقد اخبرها انه لا يريد اطفال، اختار وقت ومكان غير مناسبين ابداً، كان ناقشها حيث عودتهم
زمجر بعنف وأسنانه تصطك بقوة
- ليان توقفى
رغم جسدها الذي ارتجف من نظراته المرتعبة، رغم ذراعيه التى تشعر وكأنه ينتزع لحم منها، رغم انها هى الجانب الأضعف عاطفيًا وجسديًا صاحت بعنف لا يتناسب ابدا مع كل الضعف الذي احتاجها.

- لماذا اتوقف ها اخبرنى، انا لست مثلك لست متكتمه واحاول الاحتفاظ بداخلى لا يوجد لدى تلك القوة الرهيبة التى تمتلكها انهار لو حاولت الصمود
ظنته سيثور، أو يعاقبها او ان يفعل اى شىء، يغادر مثلا لكن ذراعيه بدأت ترتخي ثم ما لبث أن تنهد بحزن
- هل تظنيني جماد اشعر بالغرق يا ليان هل تتخيلى اجيبينى أخشى الفقدان يا ليان ارتعب منه.

كل حرف يخرج من جوفه يشعره بأنه يخرج كل ما يجول في صدره، كلمات عادية للغاية لكنه تعبر عما يحدث من براكين وثورات لا تخمد ابداً
اعتقل خصرها بذراعيه ثم دنا منها وهو يضع رأسه على صدرها، أغمض جفنيه وهو يتأوه بصوت خفيض عندما مدت أناملها وهي تعبث بخصلات شعره، شدد من معانقه خصرها بقوه حتى شعرت ان عظامها ستتحطم لكنها لم تصدر أى صوت.

طبعت قبلة على جبينه وهى تهمس نحو الذى غفى كالطفل الصغير الذي يريد معانقة والدته عند النوم
- اتفهمك.

نظرت الى المرآه وهى تتفحص ثوبها الأحمر، لا يدع للمخيلة شيئا، أغمضت جفنيها وهى تجلس على الكرسي المقابل للمرآة وهمست بحنق
- غبية غبية هتفضلى طول عمرك كده
فتحت جفنيها وهى ترى صورتها أمام السطح العاكس، المشكلة بها هى وليست فى الرجال، هى السبب التى تجعل بمن له قيمة ولا قيمة له بالاقتراب منها،
ماذا سيظنها الآن، تحاول إثارته وتغويه؟!، سيفكر عقله كذلك بالطبع بسبب مشاكسته على نعتها بالطفلة.

لم تكن لترتدي ذلك الثوب الذي اشترته من ضمن مقتنيات جهاز العرس لشقيقتها، تذكرت حنق والدتها حينما اخبرتها انها تريد شراءه حينما رأته معروض فى احدى المتاجر، لكن لماذا جلبت ذلك الثوب والثوب الآخر؟!

تحاول جاهدة تذكر مناسبة لجلبهم معها في سفرها، زفرت بتأفف وهي تقوم من المقعد وتنظر للمرأة، ليطرق رأسه في الحائط لا يهمها رأي احد، كانت ترتدي ذلك الثوب فقط وهى كانت متأكدة من عدم مجيئه أو وجوده، ارتدته للاحتفال رغم رفض ليان الا انها اصرت وارتدته،.

مجرد فكره او اقتراح وهى تخبرهم بأن الجميع مجتمعون انها ستقوم بوضع اغانى هادئة وأخرى صاخبة لكي تغير ذلك الوضع الكئيب و الروتينى فى المنزل، رفضت الجده وعم زيدان وعم حمزة لكن مع وجود علياء استطاعت ان تستميل قلب والدها وهي استطاعت أن تستميل حمزة وتبقى الدور الجدة لتقوما بوضع ليان أمام المدفع وياللعجب وافقت الجدة...

كان يعاملها عم زيدان وكأنها ابنته لم تظهر أي علامة من الحنق او التكبر او العنجية من ذلك الرجل الثرى ذو الملامح الجذابة، تشبهه علياء كثيرا اما الآخر رغم اختلاف حدقتي اعينهم لكن تشعر أن شيء شرقي يتغلف نحو طابعه المتحررة،.

زجرت نفسها بعنف، أفيقي يا فتاة ماذا تظنين إنه قبطان ماجن يكبرها بسنوات كثيرة، لن يفكر بها وان فكر سيفكر في جسدها فقط، يكفى تلك النظرات الحارقة وانامله التي تريد بترها عندما احتضن خصرها،
خلعت ثوبها بعنف وألقته على الارض باهمال والتقطت منامة هادئة تشبه الأطفال وتوجهت نحو الفراش
شردت نحو سقف غرفتها وهي تقنع نفسها كلها عدة أيام وستعود مرة أخرى لموطنها الدافىء الحبيب،.

لن ترى العائلة سوى في المناسبات فقط وذلك ان حدث، وانتى يوجد لديك مستقبل ستنتبهين إلى عملك ستقومين بفتح معرضك الخاص وبعدها يأتى عريس الغفلة، سيكون بملامح مصرية مثل ابطال الروايات،
زجرت نفسها للمرة التي لا تعلم عددها بعد تلك الكارثة التى حدثت لها، ستتوقف عن قراءة تلك الروايات الوردية
همست بها بأصرار شديد قبل ان تستسلم لسلطان النوم.

المياه تنهمر علي جسده بقوة، يحاول إخماد تلك النيران التي اشتعلت بسبب تلك المغوية
استند بكلتا ذراعيه على الحائط وهو يخفض برأسه للأسفل،
سب نفسه بعنف من كل الأفكار الدنيئة التى تدور فى خلده، وما هو الثوب القادم هل سيكون ارجواني ام ابيض؟!
- يا الهي حقا يكفى ذلك أصبحت تفكر فى لون الثوب القادم
ضم قبضته وهو يضرب الحائط بعنف وأنفاسه تتثاقل بشده وصورة الثوب لا تبارح مخيلته،.

خرج من المرحاض ويلتف حول خصره منشفة تقدم نحو المرآة وهو يتأمل صورته العاكسة
سيصل للعام الثلاثين ولم يتزوج بعد، لن ينكر انه يحتاج الى امرأه فى حياته لكنه ليس مؤهلا بعد، لم يجد مرسى النهاية
من بين كل النساء اللاتي عرفهن لم تمس واحدة منهن شيء في داخله، ربما لأنهن تعلمن انها من اجل المتعة فقط وان الفترة مؤقتة؟!

ارجع بخصلات شعره للخلف وهو يتنهد بحرارة التقط ملابسه وهو يرتديها فى عجاله ليخرج للشرفة وهو يشعل لفافة التبغ علّ ذلك يوقف عقله عن صورة صاحبة الرداء الاحمر،
لا يريد التهور معها لأسباب عدة، شرقية، تعتبر من العائلة، ما زالت طفلة وايضا لن تدعه فرصة واحدة للاقتراب لقد صفعته حينما اقترب منها، تربيتها وعاداتها وتقاليدنا مختلفة عنه لذلك هى مستبعدة نهائيا وخصوصا انها لا تصلح ان تكون حبيبته...

استند على حافة سور الشرفة وعيناه تراقبان النجوم، ضيق عيناه قليلا وهو يرى النجوم أشد توهجًا وبراقة جعله يتمتم
- وانت يا عزيزي من ستكون هى نجمة القطب الخاصة بك.

كل شخص جالس فى مقعده لكن عقله فى وادى اخر،
خرجت ليان بصحبة علياء وشقيقتها لرؤية القرية، الطبيعة تجلب الدفىء والراحة والاسترخاء، تلك الأشياء ستساعدها لفترتها القادمة،
ابتسمت عندما وجدت سارة تمسك بذراعها و يديها الآخر تتمسك بعلياء
كان الطريق كله ما بين مزاح علياء وسارة وهي تجيب باقتضاب وتبتسم لكي تخفي توترها
صاحت سارة وهى ترفع الكاميرا الموضوعة حول عنقها
- هيا يا فتيات لنلتقط صورة.

ما بين المرح والطعام والتصوير قضى يومهم سريعا ليحل وقت العصرية وهن جالسات بجوار البركة
تحمست علياء وهي تقوم من على الارض
- حسنا يا فتيات سنقوم بلعب لعبة
التفت سارة وليان باهتمام ل تتساءل ليان بتعجب
- لعبة ماذا؟
- مجرد أسئلة هيا سأبدأ
هزت علياء كتفيها بلا مبالاة وقالت
- مجرد اسئلة هيا سأبدأ بك ليان كونك اصبحت من عائلة الحديدى كيف تصفين لنا الزواج
ابتسمت بتردد وهي ترد ببساطة
- مسؤولية.

ارتفع حاجبي علياء وقالت في دهشة
- فقط
اومئت ليان مجيبة
- نعم مسؤولية وتحمل
هزت سارة رأسها بلا مبالاة وكأنها متوقعة الاجابة، التفتت علياء لسارة وقالت بمشاكسة
- حسنا لننتقل الى الشقيقة الاخرى سارة ماذا ستختارين الحب ام الصداقة
دون أدنى تردد أو استغراق بعض الوقت للتفكير اجابت
- صداقة
مالت شفتى علياء بشبح ابتسامة صغيرة وهى ترد بمكر
- ماكرة الصداقة تتحول تدريجيا الى الحب.

لم كل تلك العائلة تفكيرها منحرف؟ همست بها ليان فى خفوت دون ان تسمعها سارة التى جلست بجوارها،
حركت سارة رأسها بدون علامة ثم قالت بخبث
- حسنا حسنا وانت يا علياء كونك عارضة أزياء هل يوجد شخص هنا ام هنا
ضحكت بقوة ثم ما لبثت ان هدأت فى ضحكاتها وهي ترد بابتسامة
- للاسف لا، رغم كونى عارضة ومن الطبيعى ان يكون لى حبيب لكن ابى يقف لكل لمن يتقدم نحوى بالمرصاد ان تقدم خطوة نحوى فإنه يلعب بعداد عمره.

ابتسمت الشقيقتان على حماية الاب لأبنته، قالت سارة وهى تجس نبضها من كل تلك التحكمات التي يصدرها الأب في سبيل حماية ابنته
- السيد زيدان هذا رائع، لمن الا تشعرين انه يخنقك و يقيد حقوقك
تريثت علياء قليلا قبل ان ترد
- فى الواقع فى بداية الامر كنت اكرهه بل لا اطيقه لكن بعد ذلك اعتدت عليه، بل اصبحت جميع زميلاتى تحسدن علىّ بسبب وجود شخص كوالدى يخشى علي إن اصابنى مكروه.

التقطت سارة عدة حصوات صغيرة لتقذفها فى البركة، صموت خيم المكان حولهم وكل واحدة منهم شاردة، انتشلتهم علياء من شرودهم وقالت بمكر
- ليان لما انتى شاردة
همست فى خفوت وكأنها تحدث نفسها
- اتعلمين عندما تزوجت زين توقعت ان عائلته ستثور وتغضب كون اننى شرقية وليست من عالمه لكننى تفاجئت من تقبلكم جميعا لى وكأنكم كنتم تنتظروننى
ضحكت علياء ضحكات مجلجلة وهى تقول بصدق.

- فى الحقيقة نعم كنا ننتظرك يا سيدة ليان الحديدى، اتعلمين جدتى تقول حينما يتزوج زين ستنحل لعنة عائلة الحديدى
ابتسمت كلتا الشقيقتان، لتصيح سارة فجأة وكأنها تذكرت شيئا ما
- بمناسبة الجدة هل حقا تزوجت رجل مصرى؟!
برقت عينا علياء بوهج وابتسامة حالمة زينت ثغرها، لتجلس على الأرض وهي تسرد قصة قديمة طال عليها الزمن.

- نعم كانت تخبرنى عن قصة حبهم العظيمة والخالدة، كان ذلك منذ زمن بعيد حيث هناك شاب شاعر مصرى جاء الى قرية جدتى بالصدفة والتقى بها فى حقول القمح وهنا تبدأ المفرقعات النارية نظرة ابتسامة لقاء والنهاية بالزواج ولكن للاسف القس لم يوافق على ذلك الزواج حتى وقتها حاول أهل القرية قتله، لذلك هربا الحبيبان الى بلدة اخرى لكن اصحاب النفوس السيئة لم يهدأ لها بال حتى ان يقتلوا ذلك الرجل وبالفعل مر فترة قصيرة على زواجهم وقُتل ليلا وهو فى طريقه العودة للمنزل، أبلغت جدتى الشرطة لكن لم يحدث شىء للجانى فقد اختفى كالزيبق وهكذا انتهت حب القصة العظيمة.

تمتمت ليان بألم
- يا للقسوة
عبست ملامح سارة بألم، ليست الحياة وردية كما كانت تعتقد، صدمة ألجمت لسانها عن التحدث
رنين هاتف علياء انتشلها من شرودها لتجيب علياء ببساطة
- الو خالد نعم عزيزى سنعود خلال دقائق لا تقلق
بعد انتهاء المكالمة القصيرة التفت اليهم وهي ترفع حاجبها الأيسر بتساؤل لتنفجر الشقيقتان فى الضحك تحت نظرات علياء المندهشة
- ماذا لما تضحكان؟
التقطت سارة انفاسها المسلوبة وهي ترد.

- لما لم يفكر عم زيدان بتغير اسمائكم لانكم حينما تنطقون اسمائكم اشعر اننى سأموت من الضحك
ابتسمت علياء ببرود واجابت بحنق طفولي
- ظريفة للغاية هيا بنات لنعد للمنزل
تمسكت ليان بكف سارة وعى تلاحظ هناك خطب ما بها، همست فى خفوت
- مالك
هزت سارة راسها بالنفي وردت فى خفوت
- هبقى احكيلك بعدين
هل تطور موضوع ذلك السمج معها؟، بفضل زين اصبحت تقصر فى حق شقيقتها حتى برغم انهما يعيشان تحت سقف واحد.

اغلقت باب غرفتها بهدوء وهى تخلع حجابها لتلقيه على طاولة التزيين بلا مبالاة وكنزتها الأخرى شاركت حجابها وعقلها يعمل ويفكر كالطاحونة فى شقيقتها التى اختفت معالم وجهه البراقة، منذ ليلة وضحاها تغيرت ليست تلك المندفعة والمجنونة حينما اتت اليها
- تأخرتى
صوت رجولى صارم جعلها تشهق بفزع وترتد عدة خطوات للخلف، وضعت راحة يديها على صدغها وهي تلتقط انفاسها،.

رفعت عيناها نحو الجالس على الفراش وذراعيه معقودتان على صدره، تمتمت ببرود
- تعلم انني سأقضي اليوم فى الخارج
- لما لم تأخذى هاتفك
صاح بها بجفاء، ووصلة التحقيقات لن تنتهى، اول مرة تراه يأخذ وضع الشرطى والسارق، ردت بهدوء وهى تحاول تمرر الليلة على خير
- لقد نسيته
صاح بتعجب وهو يقفز من على الفراش ويتقدم نحو الساكنة التى تتسع عيناها ذعرا من نظرات الشرر التي يوجهها نحوها
- نسيتيه؟!

لف ذراعيه حول خصرها وهى تشعر بتذبذبات تنتقل اليها
- زين انا متعبه اريد النوم
احتضنها نحو ذراعيه وانامله تفك ازار قميصها ليطبع قبلات متناثرة حول عنقها إلى صدرها
- ما بكِ؟
همس بها أمراً وليس سؤالا، حاولت أن تبعده عنها لكن ذراعيه كانت ك الكماشة، القى قميصها على الارض لتشهق بقوه وهى تراه يتوجه نحو بنطالها
ابتعدت عنه بسرعة تحت نظرات عيناه الغير مبشرة بالخير و همست بتردد
- اخبرنى انت اولا ما بك.

لم يرد بل لم يكلف عناء الرد على سؤالها، نظراته الوقحة تتفحص جذعها العلوي الشبه عارى بنظرات جعلت وجنتيها تشتعلان من الخجل، فكرت بالفرار وبالفعل لم تخونها ساقيها تلك المرة لتسرع متجه نحو المرحاض.
ابتسم بخبث وهو يراها تتحول كالفراولة الناضجة، ما زالت تخجل منه رغم لياليهم، انطلق بسرعة الفهد وهو يسحبها من ذراعها قبل أن تصل الى باب المرحاض، الصقها نحو الجدار وأشرف عليها بطوله الفارع قائلا بنفاذ صبر.

- كفى حقا ماذا تفعلين
أغمضت جفنيها وهي تمتنع عن النظر اليه، حدقتي عينيه الوقحة ستقتلعهم فى يوم من الايام ردت فى خفوت
- حسنا يبدو ان الحديث سيطول ولكن اجعله حينما استيقظ
انفرجت شفتيها قليلا وهى تحاول التقاط انفاسها بسبب الحيز الصغير التى اصبحت محتجزة به بفضله، يلفح انفاسه الهادرة فى وجهها و جفنيها ما زالت مغلقة
- زين.

تمتمت بها بتردد وهى تلاحظ صمته الذى طال وقته، فتحت جفنيها لتراه أصبح عاري الصدر، كيف، ومتى، واين؟ منذ قليل كان يرتدى قميص
احتضن وجهها بين كفيه وهو يهتف بنبرة اعتذار لمستها قلبها
- اسف على ما قلته امس ولكن ليلة أمس شعرت بالفزع والقلق ان تكرر ما سيحدث لطفلى مثل ما حدث لى
تحجرت الدموع عند مقلتيها وهى تنظر الى عيناه التى تبوح بما لا يستطيع لسانه ان يقوله، مؤلمة منكسرة حزينة ضائعة.

تعلقت ذراعيها حول عنقه هامسة بتوسل اكثر كونه رجاء
- زبن بالله عليك توقف ما الذى تقوله لتلك الدرجة انت يائس، انا وانت بخير وان كنت لا تريد اطفال فى الوقت الحالى انا متفهمه وسأنتظر، لكن عدنى ارجوك ان لا تتركني لا تخبيء شيئا فى صدرك
دون ادنى تردد همس بصوت اجش
- اعدك.

وقبل ان تهتف بشىء ابتلع حروفها بين شفتيه، وسحبها معه الى دوامته دوامه عشقه التى لا تنتهى، احتوى جسدها بقوة ل يصدمها بقبلاته المجنونة المتملكة العنيفة دون أن يترك لها ثانية لتتنفس
- احبك
تمكنت الهمس فى اذنه متحررة من بين شفتيه فى لحظة خاطفة
ليرد بصوت اجش وهو يتطلع الى عيناها لدقائق قبل ان يعود لمهاجمته
- وانا ايضا احبك ليانى.

اغلقت باب غرفتها وهى تلقى بحقائب البلاستيكية على فراشها، عضت شفتيها السلفى بخجل نحو ملابس الخاصة بالعروس لا تصدق انها سترتدي تلك الاشياء امام زوجها، كانت تشعر بالامتنان انها لم تذهب بمفردها، ساعدتها سعاد و سميرة في ذلك اليوم رغم رفضها بشراء تلك الأشياء الفاضحة إلا أن سعاد زجرتها بعنف وهى تتابع النظر الى باقى الثياب فى المتجر...

رنين هاتف انتشلها من شرودها التقطت هاتفها وقبل ان ترد استمعت الى صوته الحانى
- رجعتى
ردت بهمس وهى تتفحص الثياب بخجل
- اه لسه من شوية
قال بخبث ونبرة صوته تنخفض شيئا فشىء
- اشتريتى ايه اوعى يكون اللى فى بالى
شهقت بقوه وهى ترتمى الثوب الارجوانى من يديها وصاحت بعنف
- شهاب اتلم على الصبح
صوت ضحكات رجولية قوية هزتها وارسلت الرجفة إلى أنحاء جسدها، ليهدأ صوت ضحكاته شيئا فشىء وقال بجمود.

- ندى انا قررت انقل لمحافظة تانية
- محافظة تانية!، فين؟ وليه مقولتليش
صمتت بعده لحظات وهى تقول بحزن
- طب وبابا؟
- سيادة اللوا عارف
والدها وافق هو ايضا، لا تريد تركه في تلك الفترة، ستنشغل بحياتها الجديدة ووالدها سيكون بعيدا عنها
- بابا هيفضل لوحده يا شهاب
لاحت ابتسامة دافئة على شفتيه وهو يرد بحنان
- هنيجى نزوره كل اسبوع
استسلمت بيأس وهي تعلم أنه يحاصرها بكل شىء
- طيب يا شهاب وامتى هنسافر؟
- بعد شهر العسل.

كادت ان ترسل تحية قبل ان تغلق هاتفها لتجده يهتف اسمها بلوع
- ندى
همهمت بنعم دون ان ترد ليتابع وهو يهتف بصوت اجش زلزل كيانها
- بحبك
أغلقت هاتفها دون ان تجيبه وهي تلقيه على فراشها دون اى مبالاة، تفحصت الثياب الفاضحة بخجل لتسرع بتخبئتهم قبل مجىء والدها،.

اغلقت باب خزانتها وهى تزفر براحة لتقفز نحو فراشها وعيناها محدقة نحو السقف وابتسامة بلهاء تزين ثغرها، سمعت صوت سميرة وهى تخبرها بقدوم والدها، انتفضت من فراشها وهي ترد بصوت مرتفع
- ايوه يا سميرة جاية.

تسير في حديقة الجدة بدون هدف، حل الظلام على القرية لتجلس على الأرض في طرف بعيد عن الأعين، أسندت رأسها على الشجرة وهى تحدق نحو الفراغ صوت رنين هاتفها من رقم مجهول جعلها تتوجس خيفة ان يكون هو ذلك السمج،
وضعت هاتفها على اذنها لتستمع الى صوته القذر، انتفضت فجأه من مجلسها وصاحت بهدر وعيناها تحدقان شررا تقسم ان رأى حالتها سيفر من خشية ان تقتله.

- انت ايه معندكش دم ها، كل شوية تتصل بيا ليه افهم بقى يا حيوان ما تتصلش بيا تانى اوعى تكون فاكرنى مليش سند ولا اخاف من مركز عيلتكم لا يا بابا فوق كده واعرف انت بتتكلم مين انا بحذرك يا كريم مكالمة تانية حقيرة زي دي يبقى انت اللى فتحت ابواب جهنم فى وشك
اغلقت هاتفها بعنف وهى تشعر انها ترغب فى قتل احدهم، خللت بأصابعها خصلات شعرها الثائرة وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة،.

مرت عدة لحظات وانفاسها تعود لحالتها الطبيعية، خطت بخطوات شبه راكضة الى منزل الجدة وهى تدعو فى سرها الا يراها احد، اصطدمت بجسد قوى وهى صاعدة نحو الدرج
اختل توازنها ليسحبها ذلك الجسد ليصبح كدعامة لجسدها
همست بدهشة وهى لا تتوقع ذلك الشخص الذي يمسك يديها بقوة
- عمو زيدان
شاحبة وانف محمر وخصلات شعرها غير مرتبة تبدو وكأنها خارجة فى نوبة بكاء حادة، هتف بقلق
- مالك يا بنتى.

لم تكن تريد رؤية أحد، كانت تجري بأقصى جهد كي تختبئ فى غرفتها تبكى فى صمت دون ان يسمعها احد، ان استمرت لدقيقتين هنا ستنفجر فى البكاء،
جاهدت في إخراج صوت واثق وشفتيها ترتعشان
- مخنوقة بس مش اكتر عن اذنك
ربت على ظهرها وهو يقول بنبرة دافئة
- لو عايزه تقولى حاجه انا زى والدك
هزت رأسها بإيجاب وقبل ان تقول شيئا ما، بترت عبارتها مع صيحة زيدان القوية
- خالد.

واخيراً شخص نطق اسمه بصورة صحيحة، كل حرف يخرج منه ببطء وحزم، التفتت نحو لتتفاجئ بمظهره الغير مهندم
يرتدي بنطال جينز شاحب و يعلوه قميص ترك معظم ازاراه حتى منتصف بطنه العضلى وفى يديه حامل سترة بأهمال، اشاحت بوجهها وهي تستغفر من مظهره المهلك لها، اللعنة يشبه احد ابطال الروايات بمنظره العابث وصدره القوى الذى يدل على أنه يمارس رياضة عنيفة،
تمتم بصوت عميق جعل جسدها يرتعش بقوة.

- مساء الخير معذرة سأصعد لغرفتى
متى اصبح قريب منها لذلك الحد وكأنه يهمس فى اذنها هى فقط، حراره باعثة من الخلف جعل جسدها يحترق من قربه ورائحة عطره المغلفة برائحة التبغ ورائحة رجوليته أخرج عطر خاص جدا له هو فقط، لم تنفر ولم تشمئز من تلك الرائحة،.

حانت منها التفاته نحو وجهه لتجده حدقتي عيناه الزمردية منطفئة يبدو ان صاحب تلك العينان لم يذق طعم النوم منذ ليلة امس وملامح مجهدة صعد الدرج بخفة ولم يلتفت حتى للخلف،
- اتغير الولد ده
سمعت صوت والده وهو مستاء من وضعه العجيب
قالت ببساطة وشرود وهى تعبر عن حالها هى قبل ان تعبر عن حالة الاخر.

- مفيش حد بيفضل على حاله يا عمو طبيعى كل واحد فينا هيتغير حتى لو حاول يحط قناع فى وشه كل يوم ويقول للناس انا كويس هيجى يوم والاقنعة ديه هتتكسر ويبان الوش الحقيقى
نظرات اعجاب من الاخر التقطتها عيناها، ليقول وهو يعيد لحوار القديم قبل ان يأتي القبطان
- ها مقولتليش مالك حصل ايه
ردت بصدق
- انا محتاجة اتكلم بس لسانى مش قادر ينطق، تصبح على خير يا عمو
ربت على كتفيها بحنان وهى تراه والدها الآخر أمامها.

- طيب يا حبيبتى تصبحى على خير وقت ما تحبى تحكى اوعى تترددى لو لثانية مفهوم
وصحبت كلمته الاخيرة وهو يرفع اصبع السبابة نحوها بطريقة كوميدية لتهز رأسها وهى تجيب قبل ان تهرع لغرفتها الآمنة
- مفهوم.

شاردة محدقة نحو الفراغ، قليلة الكلام تتجنب الاختلاط مع زملائها فى العمل، تلك أصبحت عادتها بعد ما الحادثة.
شعرت بوجود شخص يجلس فى المقعد امامها نظرت اليه بابتسامة باهتة قبل ان يقول
- ما الأمر جاسمين جالسة صامتة كل ذلك الوقت
ردت بشرود واناملها تلعب فى قدح القهوة
- لا شيء افكر في الانتقال لبلد اخرى
اتسعت عيناه صدمة قبل أن يقول بدهشة
- إلى أين تذهبين يا فتاة بعد ما حققتيه هنا اتريدين العودة.

همست بألم وهي تجاهد في إخفاء دموعها التى تحجرت عند مقلتيها
- كمال الامر صعب حقا ليست بتلك السهولة اريد البعد
همسها كان مؤلم، رجته أن يتوقف عن الحديث لكنه لم يستمع بل قال بجمود
- ستعودين الى موطنك
هزت رأسها نافية
- كلا لن أعود لقد اصبح هذا موطنى ايضا ربما سأقوم بأخذ عطلة طويلة قبل العودة للعمل.

مسحت دموعها التى انحدرت الى وجنتيها ليخرج منديل من العبوة الموضوعة على الطاولة وهو يتساءل بألم أخفاه ببراعة او هى التى لم تستمتع الى نبرته المؤلمة
- هل احببتيه حقا
- حب من طرف واحد كمال طرف واحد فقط سأعود للمنزل طاب مساؤك
قامت من مقعدها وهي تسحب حقيبتها لتسير مبتعدة شبه راكضة خارج المقهى، راقبها بعينيه المؤلمتين حتى ابتعدت عن مرمى بصره وهو يزفر بحنق من وضعه الميؤوس منه.

تنهد بألم وهو يغلق جفنيه لثوانٍ قبل ان يستدير ويعود الى عمله
- وانا ايضا جاسمين حبى من طرف واحد.

ليلة دافئة هادئة حظتها مع زوجها بعد عودته من السفر، استلقت على فراشها وهى تحدق نحو السقف بشرود، تأخر حملها بعد شهور طويلة من زواجهم، ستحدثه في ذلك الأمر صباحاً...
اصوات اشعارات من هاتفها استرعى انتباهها، فتحته بملل لتنظر الى صاحب الرسالة المجهول عبر تطبيق الواتس آب.

انحبست انفاسها من الرسائل التى تتساقط كالمطر، جحظت عيناها وهى تمرر بالرسائل بأنامل مرتجفة وعقلها يخبرها ليس هو بل شخص يشبهه ليس ذلك الشخص هو حبيبها زوجها صاحب الدقة الاولى من ينام بجوارها ويحتضنها بحميمة من يتذمر بعبوس ان لم تعطيه قبلة الصباح والمساء ليس زوجها الذى ظل يبث مشاعره المحمومة منذ عودته من السفر،.

سمعت صوته وهو يتساءل بريبة عن سبب تصنمها وهى تنظر الى هاتفها، التفتت اليه بعيون شرسة وهى تندفع نحوه
- يا حقير يا خسيس
حاول ان يلتقط ذراعيها بصعوبة وقال بدهشة نحو التى تغيرت فجأه من معاملتها وليست تلك القطة الوديعة التي كانت تحتضنه بسكينة بين احضانه
- ليلى اهدأى
زمجرت بعصبيه وهى تدفعه بعنف
- ابتعد عني ايها الحقير لا اريد ان ارى وجهك مرة اخرى
هدر بعنف وهو يلتقطها. بين ذراعيه وكبل جسدها بقوة
- ليلى.

التقطت أنفاسها وهي تحاول الفكاك من حصاره لكن جسده كان الاقوى، نظرت اليه بعتاب والم وهى تقول بصوت هادىء ك هدوء قبل العاصفة
- غادر الان اذهب الى عاهرتك
لم يتوقع ان يحدث ذلك الامر بتلك السرعة، تلك الحقيرة ستدفع ذلك الثمن جيدا، وضع بكفيه نحو وجنتيها هاتفا بصدق
- ليلى كان فى لحظة ضعف منى
ضحكت بسخريه وهى تبعده عنها بقوة وصاحت بقوة
- وهل انا قصرت من واجباتى آدم هيا اجبني
همس بألم
- كلا.

ذرعت الارض ذهابًا وإيابًا وهى تود قتله وقتل تلك العاهرة التى بعثت بصور المخلة والفاضحة على هاتفها، ستقتلها تلك العاهرة اولا ثم ستقوم بتعذيب حبيبها ستعذبه ستريه النجوم فى منتصف النهار ثم تقتله،
راقبها وهي تجول يمينا ويسارا تهذي بكلمات لم يفهمها وهى تشد شعرها بسخط، توقفت للحظات ونظرات عيونهم كالحرب المشتعل
يرجوها ان تسمعه وهى لم تعبأ بنظراته ابدا
صاحت بجمود ظاهرى وقلبها يتألم فى كل كلمة تقولها.

- لم أتصور في يوم من الايام انك ستفعلها، تخوننى ادم انا
- ليلى اقسم لك حقا تلك الليلة لم اكن فى وعى
لم تعبأ الى صوته الذى يطعن الى قلبها كالخناجر ولم تنظر إلى وجه الذي شحب فجأه
عضت شفتيها السفلى وقالت بضعف
- كيف حدث ذلك وانت منذ قليل كنت...
تركت كلماتها معلقة، لم تستطيع أن تكمل عبارتها، لم تستطيع لسانها خانها عن المتابعة،.

اطرق برأسه للأسف وداخله يتوعد ويشتعل لتلك الحقيرة همس بتردد وهو يحاول استمالة رأسها الصلبة
- ليلى استمعي إلى، لم اخونك اقسم لك لم أشعر بما حدث صدقيني كنت غير واعى
ضحكت باستهزاء، عقدت ذراعيها على صدرها وصاحت بصوت صقيع ثلجى تخبره انها لم ولن تتأثر بكلماته
- متى حدث ذلك؟
- منذ اسبوع.

إذا حدث وهو كان سفره، وهى كالحمقاء التي كانت تعد الليالى لمجيئه وتجهزت ليلة عودته لتصبح كالعروس امامه، طار كل شىء فى مهب الريح بعد تلك الليلة المشحونة بالعواطف والمشاعر الجامحة وقالت بجمود
- طلقني آدم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة