قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والعشرون

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والعشرون

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والعشرون

كلمة طلاق، قوية عنيفة زلزلته، لم يتوقع انها استطاعت بل تجرأت على قولها، جزء داخلى فى عقله لم يصدق ما قالته يشعر بالتبلد وعدم الشعور انه فى خطر،
وجميع الارسالات العصبية اصبحت تتراقص فى خلايا جسده، ليست تلك ليلى التي يعلمها جيدا،
ضحكت باستهزاء وصوت ضحكتها الساخرة ترتج فى أنحاء غرفتهما، معذرة غرفتها هي
هزت كتفيها بلا مبالاة وهمست بأسف زائف
- اسفه على الدراما المصرية تلك هيا اخرج الآن.

خرجت آخر كلمتين قوية صارمة لا تقبل النقاش، نظر إلى صدره العاري والى بنطاله الداكن بشرود، ليعود النظر الى وجهها الذى غادر به أى لمحة او جزء من الحياة
- ليلى
همس لها بصوت أجش يحاول افاقة تلك المجنونة، هل تريده ان يغادر والساعة أصبحت في الثانية صباحًا مزحة سيئة،
ضربت على ارضية الغرفة الرخامية وهى تصبح بنفاذ صبر
- اخرج من منزلي هيا.

لم تهتز عضله فى فكه سوي ملاحظتها لاهتزاز في حلقه وهو يبتلع غصة مؤلمة، كتفت ذراعيها وهى تكاد تجن من صموته
- لن تخرج إذن، حسنا
توجهت نحوه و شياطين الأنس والجن متلبسة أمامها لتسحبه بحده متجهة به نحو باب المنزل، لغرابة الامر كان يسير معها مستسلما يائسا، فتحت باب المنزل ودفعته بعنف هادرة بغضب
- اذهب الى عاهرتك ايها اللعين.

اغلقت الباب خلفها بقوة اهتزت لها جدران المنزل لكنها لم تهتم ولم تكترث بصوته الغاضب الحانق
- ليلى توقفى عن هرائك وافتحى الباب
استندت بظهرها على باب المنزل وهى ترد عليه بنفس صوته الغاضب يصبحه المكر
- لن افتح عزيزى وظل فى مجلسك حتى يأتي الجيران ويعلمون أن زوجته طردته المنزل لأنه خانها.

ضحكت فى خفوت وهى تستمع الى انفاسه الحارة وهو يسب ويلعن فى ضجر، رفعت حاجبها بتسلية وقد قررت ان تقضى باقى ليلتها عند مقدمة باب منزلها وغدا ستشعل حرب باردة له ولتلك العاهرة.

فرقت شعرها إلى جديلتين تشعرها انها في روضة الاطفال، وضعت الكاميرا حول عنقها وفي يديها تحمل لوحة رسم، قررت اخيرا ان ترسم أمام الهواء الطلق، شمس ساطعة بتوهج يبعث الدفء اللذيذ مثل موطنها، والطبيعة هنا آسرة بشكل لم تصدقه بعيدة عن عالم الحديث لندن ، فهي أمام الطبيعة والطبيعة فاتحه لها ذراعيها تحثها على الاقبال...

حركة انتحارية تفعلها و قدميها تتجه نحو الإسطبل، تفعله كنوع من كسر الرهبة، تريد ان لا تخشى شيئا، وما أن لمست قدميها الاسطبل، هزت رأسها بيأس وهى غير قادرة على النظر الى الجياد ولا تطيق سماع أصواتهم،
رأت الطبيب وهو يصب كامل اعتنائه على الفرس الذى كان على وشك ان يقتلها، تقدمت نحوه بخطوات خفيفة بالكاد تستمع الى صوت رقع اقدامها، صوت صهيل الفرس المعترض وهو يثقب بنظراته الحادة نحوها اجفلها.

التفت محمد سريعا الى الشخص الزائر ويبدو أن الفرس لا يحبذ وجودها معه
أشاحت بوجهها عن نظرات اعينه المتسائلة المندهشة من وجودها
- دكتور محمد اخبارك ايه
أجاب وهو على نفس حالة الاندهاش
- تمام الحمدلله، جايه تشوفيه
أشار بحاجبه الى الفرس العدوانى خلفه، هزت رأسها نافية وهى تقول بصراحة
- الصراحة بعد اللى حصل حرمت نهائى هشوف من بعيد لبعيد
هم بقول شيء ليقاطعه صوت انثوى يهتف بدلال غير مقصود
- محمد هل الفرس جاهز.

مع إبدال حرف الحاء هاء سحقت اسمه ببساطة شديدة، هزت سارة راسها بلا مبالاة ولا تعلم تلك العقدة التي لازمتها عندما اتت الى هنا، اسماء عربية ولكن لا تنطق بشكل صحيح، خلل او فيروس غربي أصاب المكان بالعدوى،
هتفت بدهشة لكون الوقت ما زال مبكرا للغاية
- علياء، هل استيقظتى مبكرا؟

لعبت بخصله شاردة حول اصبعها وهي تمتم ببساطة وابتسامتها الصافية المشرقة تستطيع ان تقتل مئات الرجال من حولها، بل رجل واحد ينظر اليها بنظرة رجل لأنثى
- نعم سأمتطي الفرس اليوم
عضت شفتيها السفلى بخبث وهى تزحف للخلف ببطء شديد، لا تريد ان تفوت لقطة واحدة، نظرة او ابتسامة او هيام من الشخص الذى تستطيع القول ان هناك لمعة غريبة رأتها فى عيناه
- حظا موفقا لكم، سأسير قليلا فى المزرعة.

ابتسمت بهدوء وهى تستدير للخلف وكم كانت تود أن تلتقط تلك اللقطة التى حفرت فى عقلها، ويبقى السؤال هل ستجد احد ينظر إليها هكذا؟، الروايات الوردية لم تكذب بوجود تلك الطائفة لكن كونها في سطور الروايات ووكونك تراها على مسرحية الواقع شيء آخر، تتلذذ بوجوده ك عصير برتقال طازج في أحر أيام الصيف
- سارة.

هتاف من الخلف جعلها تتوقف عن السير، لتسدير للخلف وهي تطالع صاحب الصوت الرجولي ولم يكن سوى محمد الذي استرسل ببحة هادئة
- خلى بالك من نفسك
ابتسمت باتساع وهى تهز رأسها بالإيجاب، ليلحقها لمحة أو خطفة سريعة الى التى وقفت متصلبة الوجه، انطفاء العينين، تبلد وشفتين مذمومتان بعبوس واخيرا تضم قبضة يديها بعصبية،
تمتمت فى خفوت وقدميها تتجهان الى اللاموقع محدد
- عشاق عارفة النظرة ديه.

تنهدت بإرتياح وهي تجلس على حشائش ارض المزرعة، اخذت ركن بعيد كي تستمتع وهى ترى الجياد تتحرك برشاقة دون أن تقاطعهم، خلعت الكاميرا من حول عنقها لتضعه جانبا ثم أخرجت هاتفها من جيب بنطالها ل تستأنف الرسمة التى لم تنتهى بعد،
بقلمها الرصاص كانت تخطط فى اللوحة البيضاء، ثوانٍ حتى اندمجت، بأصابع رشيقة تلعب بالقلم ك العازف المحترف يلعب على البيانو.

ظل رجل من خلفها ورائحة عطره القوية ازكمت انفها، أخرجها من متعتها وشغفها، غمغم صاحب اللكنة البريطانية بصوت عميق ذبذب جميع اوتارها الحساسة وتخشب جسدها حينما وجدته ينحنى بجسده نحوها
- ماذا تفعلين يا طفلة؟
ابتسم بمكر وهو يلاحظ تصنمها، صدمها بوجوده هنا، نظر الى اللوحة البيضاء التى بين فخذيها ثم يعاود النظر الى هاتفها.

التقط هاتفها فى خلسة وهو يتعمد دفن أنفه بين جديلتها اليمنى ثلاثة ثوانى استغرقها فى سحب هاتفها وانفاسه الحاره تلفح عنقها ليتسقيم واقفا ببرود وبكل وقاحة يتفحص هاتفها،.

أغمضت جفنيها بقوة وهى تزجر نفسها من رائحة عطره التى تسللت الى روحها، فتحت جفنيها لترى الهاتف قد اختفى، ذلك المخادع الحقير، هبت من مجلسها وهي تستدير نحوه لترى اعينه الوقحه تنظر اليها نظرة تمنت لو انها انشقت الارض وبلعتها، مدت يديها وهى تجز على أسنانها بقوة
- اعطني هاتفى
هز رأسه نافيا باستمتاع وهو يراقب اصطباغ وجهها بالحمرة
- كلا يا قصيرة القامة
عقدت حاجبها بعبوس شديد وقالت بازدراء.

- معذرة من تلك قصيرة القامة ان طولى مناسب بل انت مثل عامود الكهرباء
اتسعت عيناه ذهولا، عامود كهرباء!، هل تلك الغبية تعلم جيدا عن من تتحدث! نظر الى هاتفها بابتسامة خبيثة قال
- بسبب لسانك سأحذف الصور
وفي لمحة خاطفة توجهت نحوه لم يتردد ثانية وهو يرفع بهاتفها للأعلى بواسطة ذراعه الأيمن، تمسكت بذراعه الأيسر هاتفه بتوسل
- كلا كلا توقف حقا اسفه لا تحذف صور ستضيع اعمالى يا رجل.

نظر الى يديها التى تمسكت بساعده بغموض، رفع حاجبه بمكر وهو يراها هى التى اقتربت منه بل تمسكت به، تضغط على ساعديه بخفه تحاول استمالته،
نفضت يديها سريعة تحت نظراته المبهمة، نظراته الوقحة لم تبتعد ولو لثانية، ابتلعت غصة في حلقها بصعوبة لتخفض برأسها للأسفل وودت لو بترت يديها بدلا من ان تتقدم لفعل ذلك الشىء بكل سذاجة.

اخفض ذراعه الايمن وقلب فى صور هاتفها بتركيز، توقفت يداه عن الحركة وهو يضيق عينيه إلى ما يراه، صدمة، بل ذهولا من تلك الصور التى تحتفظ بها
صاح باستهزاء وهو يتابع تقليب الصور
- اعمال ماذا وأنتِ تنظرين الى شاب عارى
رفعت وجهها نحوه ثانيه واناملها ترتجف، يا الهى ما تلك الفضيحة، ان اخبرته انها تقرأ روايات وردية وان تلك الصور هى ابطال الروايات لن يصدقها، بالتأكيد لن يفعل، هل يظنها فاسدة الأخلاق!.

صاحت بحنق وهي تراه يعبث بهاتفها بأريحية
- ليس عارى كليا بل عارى الصدر
تأففت بضيق وهي لم تستمع لرده بل عينيه مركزتان بدقة على هاتفها وانامله تلعب برشاقة على لوح هاتفها
همست بتوسل وبداخلها مشاعرها تجلى كمرجل ستصفعه ذلك الوقح
- توقف يا خالد من فضلك، اخبرنى ماذا تريد فى مقابل ان تعطينى هاتفى دون ان تحذف صور.

تقوست عضلة فكه وهو يستمع إلى اسمه الذي صار كترنيمة هادئة، خالد، بحرف الخاء، اول مرة يستمع الى اسمه ينطق صحيحا من فتاة،
أغمض جفنيه وصدى صوتها يتردد في اذنه، فتح جفنيه وهو ينظر نحوها بنظرات غامضة ثم يعود بالنقر على هاتفها وهو يقول بجمود
- لقد حذفت الصورة وسأحذف باقى صور الشباب فى هاتفك الا اذا
ترك باقى عبارته معليه وهو ينظر اليها بخبث، لتسارع هي بلهفة
- إلا ماذا
- يقولون انك رسامة.

سمعت نبرة هازئة وهو يقولها، عقدت ذراعيها على صدرها وهى تجيب بإقتضاب
- نعم
- ارسمى نفسك بدلا من ان ترسمى صور الشباب ذو العضلات الضخمة
عقدت حاجبيها بعبوس، هل يقول شباب ذوى عضلات ضخمة؟!، الا يوجد لديه مرآه ليرى نفسه، يشبهم يشبه ابطال الروايات الوردية بطوله وعرضه ونفس الخبث التى تتأجج من حدقتيه الزمردية
نفضت رأسها من تلك الافكار العنيفة الغبية التى تقتحم عقلها الضعيف، هتفت ببرود.

- لكن احتاج لمرآه او اعطينى هاتفى
اكل المسافة الفاصلة بينهم وهو يدنو نحو اذنها هامسا بخشونة
- سأكون مرآتك
رمشت بأهدابها الكثيفة عدة مرات وأذنيها لا تصدق ما سمعته، انفجرت براكين من اوردتها وتصاعدت حمرة وجنتيها بخجل من معنى حديثه،
ابتعد ببطء وهو يراقب تشتتها، ولسانه يردد بكلمة واحدة فقط، شهية
نظف حلقه وهو يصيح بلهجة آمرة
- اجلسى.

أذعنت لطلبه على الفور وكأنها دمية وهو مالكها يحركها كيفما شاء ووقتما يريد، رغم حنقها
ورغبتها فى قتله، لكنها استسلمت بسهولة دون حتى ان تعترض، جلست على الحشائش الخضراء مرة آخرى وقامت بطى الصفحة السابقة وامسكت بقلمها ببرود وهي تنتظر وصفه لها
جلس على الارض فى مقابلتها بأريحية شديدة دهشتها، وضع هاتفها فى جيب بنطاله وهو يتأملها بصمت.

صمت طال لعدة دقائق طويلة، تتهرب النظر الى عيناه وهى تلعب بقلمها فى محاولة فاشلة من عدم اهتمامها من تدقيق نظره عليها،
انفرج شفتيه ببطء وهو يلاحظ وجود شامه بجانب فكها الأيمن، تبدو ناعمة وهشة للغاية برغم استعراضتها الوحشية امامه، ابتسم ببطء وهو يقول
- بشرة سمراء جذابة، وحاجبان معقودان كالاطفال معظم الوقت ووجنتين نضرتين تشتهين لأكلهم.

توقفت اناملها فجأه عن الرسم عند كلمه اشتهاء، رمت اللوحة بعصبية بجوارها وهبت واقفة من مجلسها وهي تقول بانفعال
- خالد، انت وقح، اتعلم انا المخطئة.

لثانى مرة يسمع اسمها من بين شفتيها، رغم نبرتها الخانقة لكن اسمه يقسم انه يوجد به سحر خاص، لعنة تلك الشرقية وضعتها على اسمه ليصبح دقيقا فقط الى شفتيها وهو لا يعلم ماذا تقول أذناه صمت عن الحديث بعد سماع اسمه، وضع بطىء لشفتيها التى تعلو وتهبط دون توقف، هل هي لتلك الدرجة ثرثارة،.

زفرت بحنق وهي تلتقط انفاسها بعد وصلة سباب لاذع امام وجهه وللعجب لم تراه يغضب أو ينفعل، هل سد أذنيه أم أنه لم يعبأ بتهديها السخيف
راقبت وجهه الجامد الذى لم يبدى اى ذرة انفعال، صاح بجفاء وهو يشير بسبابته إلى الأرض
- اجلسي مكانك
وقبل أن تصيح في وجه ذلك الوقح، الجمتها نظرته الغاضبة، جلست كقط وديع وهى تمسك بقلمها مرة آخرى وتضع اللوحة على فخذيها وتخط بهدوء على اللوحة.

ابتسم بظفر وهو يراقبها ترسم بهدوء، حمحم بجدية
- إلى أين وصلنا نعم تذكرت، انف صغير وشفتين ناضجتين لدرجة ان
همست فى سرها وهي تضغط بأناملها على قلمها
- لا انت تقول على نفسك يا رحمن يا رحيم
كيف يفعلها، هل يغازلها، تلك ليست مغازلة ابداً، القت باللوحة أمامه ليلتقطها بين يديه بسهولة وهو يهتف برزانة لا تليق مع عبثه
- سأحذف الصور طفلتى.

تصاعدت دقات قلبها وهى تلتقط كلمة الملكية بين شفتيه، اول مرة قلبها يدق بتلك الصورة السريعة، ومعدتها تبعث بذبذبات لأول مرة اخفضت جفنيها وهي تهمس بتوتر
- احذف الصور لا اكترث
هل يهددها ام يبتزها؟، لا يهم، عقلها توقف عن العمل وتركت العنان لقلبها ينساق إلى مشاعر جديدة لم تختبرها سوى معه
أغمض جفنيه وهو يتأوه بصوت خفيض، ان استمر لحظة أخرى أمامها سينقض عليها.

اخرج هاتفها من جيب بنطاله ولحسن حظه أنها لم تضع فى هاتفها كلمة مرور، مثلما تلعب على اعصابه سيفعله لها
دقق النظر الى صورة شخص ثم وجهه امام وجهها وهو يهتف بلا مبالاة
- حقا انظري إلى ذلك الرجل الاشقر يبدو ضخم للغاية لا اعرف لما انتم الفتيات تلتفتون الى اشخاص ضخمة الجثة؟
لم تجد الرد المناسب لسؤاله، شحب وجهها وبدأت تفقد توهج وجهها تحت نظراته الماكرة.

عاد يقلب فى هاتفها وهو يتوقف عند صورة معينة ويعود لتكرار فعلته مرة أخرى
- وذلك انظري إليه عيناه حادتان تثير الرعب ويوجد شعر غزير فى صدره بطريقة مقززة
همست بتوسل وبودار الاغماء بدأت تندفع الى عقلها بقوة
- توقف حقا من فضلك
رفع حاجبه باستنكار وهو يتابع النظر إلى الصور، هتف ببرود وهو يوجه الهاتف امام وجهها
- لم انتهى، وذلك ذو الشعر الاسود وسيم لدرجة معقولة ولكن انظري إلى ساقيه نحيلتان مقارنة بجسده الضخم.

همست بتوسل أضعف ويداها خانتها من التقاط هاتفها بين براثن ذراعيه
- ارجوك
توقف وهو يلاحظ تحول تلك الثمرة اليانعة الحصاد إلى أخرى مخيفة، بنظرات اعينها المتوسلة وشحوب وجهها بطريقه ارعبته وشفتيها التى تحولت للزرقة وكل ذلك يعود بفضله
شتم فى سره وهو يعاود الاستمرار فى اللعبة
- هيا هيا لنتابع طفلتي
هزت رأسها نافية وهى تلتقط الكاميرا وتضعها حول عنقها.

- كلا تشبيهاتك منحرفة قم برسمها انت، تفضل ذلك القلم واللوحة لك
تشجعى سارة امامك الفرصة للهروب، استدارت للخلف وهى تنطلق مبتعده عنه، توقفت قدميها عندما صاح بصوت مرتفع
- ولما ارسم وفى يدى الأصل
لم تفهم ما يقصده، اى اصل هل يقصد هاتفها؟! ليحتفظ به، ام يقصد معنى خفى خبيث، هزت رأسها نافية وهي تتابع هروبها دون حتى ان تلقي بنظرة خاطفة اليه،
راقب سيرها الأقرب للركض، وسيرها المتعثر ليضحك فى خفوت وهو يتمتم.

- مجنونة
نظر الى اللوحة والقلم، ل يلتقطهم وهو يتابع سيره بلا مبالاة.

طرقات حذاء كعب عالى يصطحبها عطر انثوى فواح، جعله يتوقف للحظة وهو يترك ما في يده ليرفع بصره نحو الواقفة أمام غرفة مكتبه
قام من مجلسه وهو يبتسم بهدوء
- مرحبا بك سيده بيث تفضلى
تقدمت بكل عنجيه ودلال لتجلس على المقعد وهى تهتف ببرود
- لسنا هنا للتعارف سيد اليكساندرو انا هنا لهدف محدد
اظلمت تعابير وجه وهو يعود للجلوس على المقعد، ما زالت بيث كما هى، لم تتغير رغم مرور السنوات، هتف بعملية وهو يلتقط مذكرة.

- تفضلى
صمتت لعدة لحظات، لتلقى بنقبله فى وجهه
- شقيقي لقد تم خطفه بواسطة زين الحديدى
وقع القلم بين يديه على سطح مكتبه، مجرد اسمه زلزله هو شخصيا، غمغم ببرود
- سيدتى كون انك تتهمين شخص مرموق وله صيت سيورطك في مشاكل لا نهاية لها
كما توقعت يقف امامها مرتجف من مجرد ذكر اسمه، رغم صداقتها معه التى استمرت لعدة سنوات إلا أنها تعلمه جيدا يبتعد عن المشاكل التى ممكن ان تورطه، ضربت بيدها على سطح مكتبه قائلة بحدة.

- انا متأكده انه تم اختطافه
رفع حاجبه الأيسر وهو يتمتم ببرود
- وهل يوجد لديك دليل
- نعم اصحاب المتاجر وزملائه فى العمل
هز رأسه بحركة لا معنى لها وهو يرد
- حسنا سنقوم بعمل استجواب لهم لكن صدقينى ان لم يحدث شىء، دعينى اخبرك انك تلعبين فى عداد عمرك
رعشة خفيفة سيطرت جسدها كليا، قامت من مجلسها وبنبرة واثقة قالت
- لا أهتم، انني واثقة.

غادرت غرفته وطرقات حذائها يكون صدى فى اذنه، أمسك بسماعة الهاتف، نقر على عدة ارقام وانتظر لبرهة حتى سمع صوت شخص يرحب به، صاح بجمود
- اريد ان اطلعك على آخر الأخبار.

غرفة باردة، كئيبة لا يوجد بها حياة سوى من شخص يتنفس باضطراب لكل ما تعرضه بوحشية فى تلك الأيام الماضية المرعبة، خارت قوى جسده من المقاومة واستسلم للموت فى كل مرة، لكن يبدو ان الموت لم يكتب له بعد،
نظر بتشويش إلى الشخص الذي هرع نحوه بسرعة وهو يخرج من حقيبته الأدوات الجراحية، همس بهذى وهو يجاهد فى فتح عيناه
- منذ متى تعمل تحت يدين زين؟

توقف الطبيب لبرهة لسؤاله، لكنه لم يعبأ بالرد عليه وهو يتابع عمله بتركيز
اعاد سؤاله بصيغة مختلفه وهو يهمس بهذيان حينما شعر بالإبرة التي انغرست فى مسام جلده
- حسنا لنقل ما هو الثمن الذي قبضته؟
ساعات وقد انتهى من عمله، زفر براحة وهو يخرج من الغرفة الكئيبة يلتقط أنفاسه
- هل انتهت سيدى
صاح بها ستيوارت بتساؤل، ل يهز الطبيب رأسه بالإيجاب
- نعم.

نظر الطبيب الى ضخم الجثة بضيق، لعنه ولعن صداقته ب زين ليتورط فى تلك المصيبة معه، صاح بحدة
- أخبر سيد زين ان يهدأ قليلا، لقد كان على وشك أن يفارق الحياة ليلة أمس وبالكاد استطعت أن انقذه وليس كل يوم تهاتفني لآتى
هز ستيورات رأسه ببساطه وهو يوجه نحو الخارج
- حسنا يا حضرة الطبيب سأخبره تفضل سيدي
امسك ستيوارت هاتفه وهو يبحث عن رقم رب عمله، انتظر عدة لحظات ليسمع رد من الطرف الآخر،.

- سيد زين اريد بأخبارك شىء هام.

التقط هاتفه للمرة التى لا يعلم كم عددها وهو يلاحظ تزايد معدل المكالمة اليوم عن المعدل الطبيعى، أجاب فى جمود وهو يستمع الى حارسه الشخصى
- حسنا حسنا ثلاثة أيام اتركه، وتابع مثلما اخبرتك
اغلق هاتفه وهو يزفر بحدة، كما توقع بدأت بيث تنبش في البحث عن شقيقها المفقود، أخذ حذره من كل شيء ومن كل هفوه ستصدر لكن ما زال غير مطمئنا، سيترك اللعبة على نار هادئة ثم سيعيد استئنافها،.

أخفض رأسه قليلا وهو يمسد جبينه بأرهاق، كم من الوقت هو صار على تلك الحالة مغمض الجفنين ويحاول أن يبتعد عن التفكير؟، لا يعلم
سمع همسة خفيفة وهو بين الوعى واللاوعى
- زين
ارتعبت فجأه من وجه الشاحب ومن اعينه الداكنة، بلعت ريقها بتوتر وهى تهمس فى خفوت
- مابك لقد تغيرت فجأه
وآخر شيء كان يوده، هو ان تراه فى حالته تلك، غمغم بضيق
- لا شىء
سدد طعنة فى قلبها بدم بارد، ابتسمت بألم وهى تحاول المزاح.

- حسنا جدتى قامت بعمل وليمة اليوم بيديها هيا اسرع
لم يبتسم، لم تتغير تلك النظرات العدائية، جسده صلب متحفز كالثور يحتاج فقط النظر الى رقعة حمراء وسينطلق هائجا، صاح بجفاء
- خمس دقائق وسأتى
هزت رأسها يائسة وهى تستدير مغادرة غرفة مكتبه، انزلقت الدموع بصمت وهي تهمس
- برده مصمم تطلعني برا الدايرة يا زين.

ستدعه حتى يأتى ويتحدث معها، لن تفرض عليه ولن تجبره على الاعتراف رغم انه وعدها انه سيخبرها لكن يبدو انه استعملها كي تصمت،
استمعت الى صياح الجدة منادية اليها
- ليان
ردت بصوت مرتفع وهى تتحرك بسرعة نحو الجدة
- قادمة...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة