قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس عشر

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس عشر

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس عشر

تناولت القهوة منها وهي تبتسم بتوتر، جلست ليلي على المقعد المقابل وهتفت
- ها قد وصلنا للصالون الخاص بي، لا أعلم لما فعلتي كل ذلك كنا بعد الحفل ذهبنا مباشرة للصالون
أرتشف القهوة ببطء، ردت بهدوء وهي تضع الكوب بين يديها
- يجب علي فعل ذلك لتضليلهم هذه هي الطريقة الوحيدة لعدم معرفة زين لخطواتي
لا تعلم كيف تفكر تلك الحمقاء ولا تعلم ما الغرض لفعلها ذلك، ضيقت عيناها وهي تهتف بنبرة مستنكرة.

- أتعلمين ماذا سيحدث لتيم، هل هو كبش فداء يا ليان؟
عضت شفتيها السفلي بأسي وهي لا تعلم كيف وصلت لتلك الحالة، زفرت بحرارة وهي تعود مرة آخري ترتشف القهوة
- إنني حزينة حقا، أعلم أن زين سيثور بعض الشيء لأنه يكرهه ويكره الصحفيين بشكل عام
ثم استرسلت وتغير نبرتها الضعيفة بنبرة آخري جادة حازمة
- والآن لنتحدث في موضوع هام وحساس للغاية يا ليلي أريد منك وعداً ألا تخبرين بأحد ما سأقوله
اتسع بؤبؤ ليلي، وهتفت بفضول.

- يا فتاة أخبريني لقد أصبحت فضولية
صمتت لبرهة وهي تطالع نظرات ليلى الثاقبة، يا الله ماذا ستخبرها، تعلم تفكير ليلي المنحرف لكن هي الوحيدة التي ستساعدها،
أطرقت برأسها أرضاً وهي تعبث بكوب قهوتها هتفت بخحل وبدأت وجنتها تتصاعد بالحمرة
- هل تستطيعين اممم عمل تلك العلامات على العنق تعلمين ما أقصد!

اتسعت أعين ليلي ذهولا، لم تتوقع أبدا ولم يجل بخاطرها هذا الشيء، توقعت شيئا آخر ومع ذلك لم تمتنع إطلاقاً من إطلاق كلماتها التي تحتوي بين طياتها الكثير من الخبث والمكر
- يا ماكرة ماذا الذي تريدين الوصول إليه بسبب تلك الأعمال
زجرتها ليان ببعض العنف وتمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها بدلاً أن تخبرها
- ليلي توقفي هذا أمر جاد للغاية لا يتحمل المزاح هل تقدرين علي فعلها أو لا.

أرجعت ليلي خصلاتها الشقراء للخلف وهتفت بزهو
- بالطبع أستطيع فعلها، أتعلمين لقد فعلتها من قبل لآدم لكي يتزوجني
لم تسمع لذلك التصريح من قبل، كانت منذ بداية علاقتهم تخبرها أن حبيبها لم يقدم لطلب يديها علي الرغم من سنوات معرفتهم لم يتجرأ لقولها، غمزت بمكر
- وتقولين أنني أنا المحتالة
ردت ليلى.

- أعلم أعلم لم أجد شيئا آخر لأحرك ذلك الساكن أمامي لقد أخرجته من شعوره وتحول إلي رجل متملك لمحبوبته أصبح في كل ليلة يسألني من ذلك الرجل الذي تجرأ ولمسي وأنا يجيبه بكل برود لا دخل له لأن ذلك الرجل سيتزوجني رأيته لأول مرة عيناه تشع غضباً و أخبرني أنني الوحيد الذي سيتزوجك وفعلا قد تزوجنا، لكن ما دافعك انتِ لفعلها؟
تنهدت ليان وهي تضغط على شفتيها.

- جدتي أفعل ذلك بسبب جدتي أتتذكرين الأسبوع الفائت تلح علي في كل مرة أن نصبح أنا وزين زوجين، لا أعلم كيف الجدة تجرأت على قول ذلك أمامي حاولت في كل مرة أن أعدلها عن ذلك القرار ولكن رأسها يابسة فلم أجد سوى ذلك الحل المؤقت
وسؤالها كان بمثابة القنبلة في وجهها
- وماذا عن زوجك؟
هزت رأسها نافية وبنبرة واثقة
- كلا لن يراه بالطبع، عند رحيله في الصباح سأذهب لجدتي و أرتدي أي شىء يبرز عنقي حتى تهدأ.

ضحكت ليلى بأستماع وهي ترد بمشاكسة
- أيتها المخططة منذ متي أنتي تفكرين بكل ذلك الخبث والمكر
زفرت ليان بقلة حيلة
- هيا ليلي سيتأخر الوقت أريد العودة للمنزل بأسرع وقت ممكن
قامت ليلى من مقعدها لتأتي بحقيبتها وتعود مرة أخرى لديها هاتفه بحزم
- لكن صدقيني إن رأي زين لن يحدث خير إطلاقا وخصوصاً أن آخر ما قابلتيه اليوم هو تيم.

شعور من الندم والقلق يساورها كلما تذكر زين، لكن هي مضطرة علي فعلها، منعت ذلك الصوت الداخلي الذي أمرها بالتوقف عن فعل تلك الحماقات وتواجه، لكنها جبانة، جبانة للغاية
- اصمتي وابدأي لما أنتي متشائمة لذلك الحد قلت لكي لن يراه سأزيله عند المساء
عقصت ليلي شعرها وهتفت
- حسنا حسنا سأعطيكِ كريم لإزالته
قضت عدة ساعات وليلي تعمل بجهد حتى هتفت وهي تبتعد زافرة براحة
- وأخيرا لقد إنتهيت صدقيني لن يشك أحد إنها مزيفة.

تطلعت ليان إلي المرآه برضي، هتفت بأمتنان
- أشكرك يا ليلي
ثم تسائلت بقلق خوفاً إن سرق الوقت
- كم الوقت الآن
أجابت بلا مبالاه وهي تنظر للساعة المعلقة على رسغها
- الحادية عشر مساءا
اتسع بؤبؤ بندقيتها بهلع
- يا إلهي لقد تأخرت
قامت من مقعدها وهي تلتقط حجابها، أمسكتها ليلي من رسغها بقوة لتجلسها
- إنتظري نص ساعة ليجف ذلك الجزء الأخير وسأبعث بسيارة أجرة إلى منزلك.

ابتسمت بسعادة ف ليلي هي الوحيدة التي تهون عليها كل الضغوط التي تمر بها
- ليلي حقا شكرا لكِ
ردت ليلى بضيق زائف
- لا يوجد شكر للأصدقاء يا حمقاء ولكن طمئنيني ما سيحدث غداً.

سردت له ما حدث كل شيء لم تترك شيئا لتلمع عيناها هامسة بصوت متحشرج
- لقد إكتشفت في التو واللحظة كم أنت تثق بي يا سيد زين
إبتعدت عن حصاره وهي تتوجه عدة خطوات نحو الفراش إلتقطت حقيبتها وهي تخرج بعلبة صغيرة،
وضعت جزء على مكان إحدي العلامات فركتها قليلا لتحتفي العلامة وأصبعها صبغ باللون الأحمر
- وهذا لزيادة التأكد إن كنت لا تصدقني.

خانتها دموعها لتنحدر إلى وجنتيها، ارتمت على الأرض وهي جالسة كالقرفصاء، دفنت بوجهها بين راحتي يداها
- والآن أرجوك أخرج
لبى ندائها وهو يخرج صافقاً الباب بقوة، صوت شهقاتها أخذ وتيرته في العلو، كتمت شهقاتها حتى لا يستمع أحد، قامت من علي الأرض وهي تزيل العلامات الباقية و تتوجه نحو الفراش إرتمت بضعف وهي تغلق جفنيها.

أخذ يزرع الأرض مجيئا وذهابا، يسب ويلعن غبائه تلك الغبية تخبره أنه لا يثق بها؟، يخشى عليها إن حدث لها شيئاً، مجتمعها مختلف الأفكار مختلفة، مجتمعها الشرقي هنا لا أساس لوجوده، سيجرحها أحد بسبب دينها ومعتقداتها.
إنها ما زالت جديدة في ذلك المجتمع الغربي، خلل بأصابعه على خصلات شعره، فرك عيناه بأرهاق ليجلس على الأريكة بثقل...

كان حتماً سيجن بل طار آخر ذره عقل عندما وجد تلك العلامات من رجل آخر غيره، كان ردودها المستفزة تجعله يوشك علي قتلها كلا ليس هي فقط بل حاول شخص الاقتراب من إحدي ممتلكاته.
عاد لشروده مرة آخري ليتذكر حديثها، ستحب رجل غيره، يهتم بها ويحبها وتكون هي أول مسؤلياته
عاد وكرر الجملة مرات عديدة، ستحب رجل غيره!

اللعنة لقد أخبرته بطريقة ملتوية أنها تحبه!، لم ينتبه لتلك الكلمة كل ما مركز ببصره عليه تلك العلامات على عنقها.
لسانها يحتاج لقص لعدم التفوه بتلك الترهات، قبل البدء في شيء عليه اولاً عليه أن يتخلص من ذلك الصحفي الأحمق.

بين اليقظة والنوم، تتقلب يميناً ويساراً، شعرت بصوت فتح الباب، لم يكن سواه علمت بسبب وجود عبق رائحته التي غلف المكان بأكمله،
توجه نحو الفراش وهو يلتقطها بين ذراعيه، دفن وجه بين خصلات شعرها وهمس
- أعلم إنكِ ما زلتي متيقظة
لم تقدر علي النظر إليه، بلعت ريقها بتوتر وهي تراه يربت علي خصلات شعرها، لقد فاجئها اليوم.

- وأعلم أنكِ واقعة في حبي، أتعلمين أخشي فقدانك بشدة يا ليان، انتي لا تعلمين ما الذي فعلتيه به عندما دخلتي حياتي قلبتها رأساً على عقب
تريث قليلا ويديه تضمان جسدها بقوة، يتنفس عبق رائحتها،
- أعطيني القليل من الوقت ليان.

توقعته أن يتركها لكن ما زالت يديه مكبلتين، تعترف نعم واقعة في حب ذلك البارد، وأخبرته بدون وعي منها ودون أن تعلم عواقب ما قالته، يريد القليل من الوقت حسناً ستعطيه القليل من الوقت، لا يوجد أمامها سوى الصبر.
غلبها النعاس فجأة لتنام ورأسها موضوعه على مضخته الثائرة، لا تريد أن يكون حلماً لا تريد أن يكون هلاوس أو يصور لها العقل شيئا، تمنت وترجت أن يكون كل شيئاً حقيقي.

لاحظ أنتظام تنفسها لينحني نحو شفتيها يسرق قبلة تمناها في أحلامه، قبلته طالت وأصبحت عميقة متطلبه، يحاول الأبتعاد وألا يتهور لكن لم ينصاع لذلك، أصبح شغوف بها فهي دائه ودوائه
إبتعد لاهثا وهي يتحسس بأنامله شفتيها ليعود مرة آخري في عناق جامح لا يريدها أن تستيقظ، شل جسده عن الحركة عندما وضعت أحاطت يداها بعنقه وهي تضمه إليه.

يراودها دائما في أحلامها، يأتيها كل يوم دائما يسرق شفتيها في قُبله تذوب بها روحها، لكن تلك المرة تشعر بها حقيقة ليس حلماً، نبهت بجميع خلايا جسدها للأفاقه.
إتكئت بجذعها على الفراش تلتفت يميناً ويساراً لكن لا أثر لوجوده إختفى كالزيبق، تحسست بأناملها لشفتيها، لتهب من فراشها علي الفور منتفضة وهي تتوجه نحو المرآه.

شعرها أصبح أشعث، عنقها أصبح يحمل بصمته لقد دمغ وصك ملكيته علي جسدها، ياإلهي لم يكن حلماً؟ لقد كان حقيقة،
لن تري الجدة أي شيء ستموت من الخجل إن جعلتها ترى أي شيء.

نظرت إليهم الجدة بمكر وخبث، ليان التي تتحاشى النظر إليها
- ما بكِ يا صغيرتي الجو حار اليوم إخلعي ذلك الوشاح على عنقك
سقطت الشوكة على طبقها وهي تنظر إلي زين من جهه ومن جهه أخري إلي الجدة نظراتهم تلمعان ببريق ملئ بالمكر وابتسامة هادئة
- كلا جدتي أشعر بالبرد قليلاً
ضحكت الجدة باستمتاع وهي ترى وجه ليان الذي إصبطغ بالحمرة
- يبدو أنكِ طوال الليل لم تنامي.

هبت من مقعدها على الفور، لن تستطيع سماع تلك الكلمات المخجلة، ركضت نحو الدرج وهي تختبيء بين نظراتهم الماكرة
عادت ببصرها نحو الذي يأكل بهدوء
- كيف تسير الأحوال يا زياد
رد باقتضاب وهو يشرب كوب الماء
- علي ما يرام جدتي
دنت منه هامسة
- إذا متي ستأتيان بطفل صغير؟
رفع ببصره مستنكراً، منذ عدة سنوات تلح عليه بالزواج والآن لن تتركه حتي يأتي طفل
- جدتي
تمتمت بتساؤل وخيبة أمل ظاهرة على معالمها.

- ماذا ألم يحدث شيئا البارحة؟
- يوجد لدي عمل معذرة علي الذهاب
قام من مقعده وهو يلتقط سترته متوجها للخارج نظرت الجدة للدرج ثم نحو باب المنزل
هامسه
- إهربا بقدر ما تشاءان لكنني لن أترككما
صاحت للخادمة لكي تأخذ بالاطباق إلي المطبخ، قامت من مقعدها وهي تضرب بعصاها مصطنعة التفكير
- والآن ما هي خطتنا القادمة؟

- جيد أنكِ أتيتي اليوم أخبريني ماذا حدث البارحة؟ هل علم زين
هتفت بها ليلي عندما سحبتها من يديها إلي حمام السيدات
وضعت ليان بأصبعها على شفتيها وهمست
- اششش اخفضي صوتك ستقومين بفضحي
لم تعبأ ليلى بكل شيء لتتابع بفضولية
- لم يغلق بي جفنا منذ ليلة البارحة ها أخبريني
تمتمت بضيق
- لقد رأي زين
اتسعت أعين ليلي دهشة لتهتف بثقة
- اللعنة كنت أعلم ذلك
مطت شفتي ليان بضيق
- هذا لأنك فتاة متشائمة.

أغلقت باب الحمام الخارجي لعدم دخول أحد ويقتحم خلوتهم، زجرتها بضيق وهي تعود مرة أخرى
- اصمتي ها وماذا حدث بعد ذلك؟
تمتمت ليان ببساطة
- توقع أنه من تيم
كتمت شهقتها وهي تضع كفها على شفتيها، لتمتم بعدم تصديق
- يا إلهي سنقول الآن لتيم وداعا
هزت ليان رأسها نافية وهي تبرهن وتطمئن نفسها قبل طمئنتها
- لن يحدث شيء له لقد كان غاضبا وثائرا
رفعت ليلى حاجبها باستنكار وأردفت
- هل تراهنيني؟
- ليلي توقفي.

بأعين متفحصة ومترقبة هتفت
- أنتِ لا تعلمين زين عندما يقول شيئا فأنه سيفعله
صمتت قليلاً وهي تستوعب حجم الكارثة التي بها، لتعود مرة آخري وهي تردف بثقة زائفة
- لكنه علم أنها مجرد خدعة وتيم لم يكن الليلة السابقة
هتفت ليلي بثقة
- ألم تقولي لي أنه يكرهه ويكره الصحفيين
غمغمت في خفوت
- نعم
- لذلك سيفعلها
تعلم أن زين يستطيع فعلها، لكن الأمر كانت خدعة فقط تمتمت بشك
- هل أنتي متأكدة؟
وبنبرة واثقة أجابت.

- مائة بالمائة عزيزتي
بلعت ريقها بتوتر، لا تعلم ما مصدر الثقة التي تأتي بها ليلي، هدأت من روعها وهي تفتح صنبور المياه وضعت بقطرات المياه على وجهها، لن يحدث شيء، لقد كان منفعل وغاضب لكنه لن يفعلها.

طرقت باب غرفته وفتحتها هاتفه بأبتسامة
- أيها الأشقر المدير يطلبك
ترك ما في بيده وقام من مجلسه يهتف بضيق زائف
- تعلمين إسمي أليس كذلك، إذاً توقفي عن نداء ذلك اللقب
ضحكت جاسمين وهي تنظر إلي معالم وجه الحانقة
- ليست مشكلتي أنك أشقر، والآن إذهب إلي مدير التحرير يريدك الآن
مط شفتيه بعبوس وأردف بتساؤل
- منذ متى المدير يطلبني
تأففت بضيق.

- هلا توقف عقلك قليلا عن التخمين، لن ينتظرك المدير النهار بأكمله ولن أضيع وقت استراحتي معك سأذهب للمقهى هل تريد أن أجلب لك شيئا
تمتم بابتسامة راضية
- كلا شكرا لكِ
توجه نحو غرفة المدير، طرق الباب عدة طرقات متتالية، ليستمع صوت المدير الجهورى وهو يأذن له بالدخول
- سيد ويليام لقد طلبتني
هتف بها بعملية وهو يتوجه نحو مكتبه
- إجلس من فضلك
غمغم بها بهدوء، جلس تيم بأعين مترقبة وشيء داخلي يخبره أن هناك خطأ.

- لقد خدمت الجريدة عدة سنوات وأظن قد حان الوقت لتنتقل وترتقي إلى جريدة أفضل
اتسعت أعين تيم ذهولا، الجريدة قررت الاستغناء عن خدماته صاح بانفعال وهو يهب من مقعده
- ماذا؟ سيدي أنا عملت في تلك الجريدة منذ ثمانِ سنوات، هل في ليلة وضحاها قررت الاستغناء عني
رد المدير ببرود وعملية
- اعلم يا سيد تيم لذلك قررنا بوضع مكافأة لك لنهاية خدمتك معنا
إبتسم تيم بسخرية وتهكم، مكافأة نهاية خدمة! ما تلك المزحة؟

خطي بخطوات ينفث عنها النيران نحو الباب، أمسك بمقبض الباب ليرحل قبل أن يلقي بكلمات لاذعة أمام أحد سمع صوت المدير يهتف بعملية
- وأظن عليك التوقف يا تيم العبث مع رجال الأعمال
إذا هو الذي فعلها، لم يكن سواه زين الحديدى، لقد إستخدم سلطته وقوته لطرده من العمل،
همس بوعيد، لم ننتهي بعد يا سيد زين، لم تنتهي المعركة بتلك السهولة، لست بخصم ضعيف حتي أجر أذيال الخيبة والاستسلام من أول جولة.

عدة أيام كانت ممتنعه الخروج من غرفتها، تأكل بصعوبة تتجنبه، كلما حاول الحديث معها تتحجج بالنوم،
طرق باب غرفتها ودخل بهدوء
- سميره من فضلك عايز أتكلم مع ندى شوية
أومأت بإذعان وضعت بالصينية علي الطاولة وهتفت بحزن على حالة الندي
- حاضر
أغلقت سميرة الباب خلفها، ليجلس علي الفراش وهو يهتف بهدوء
- إيه هتعملي زي كل مرة عايزة تنامي وب
قاطعته بتوسل وهي تشد الشرشف حول جسدها.

- بابا من فضلك أنا عايزة تعبانه وعايزة أنام
صاح بغضب وانفعال من هيئة صغيرته الجديدة
- متبقيش جبانة وواجهيني من إمتي بتتهربي من مشاكلك
هتفت بهدوء وهي تنظر إلي عيناه
- بابا إنت قلتلي إتجوزت إنت وماما إزاي
ضيق عيناه وفهم ما ترمي إليه إبنته
- إيه اللي دخل ده في موضوعنا
ضحكت بوجع وهي ترد.

- مش ملاحظ انه فيه تشابه ما بينا بس فيه إختلاف في العمر والشخصيات يعني حضرتك والداك رفض إنك تتجوز واحدة من القاهرة وإنت برضو رفضت
يعلم ما تحاول ترمي إليه، هل ستكرر ما حدث منذ خمس وعشرون عاما
- ندى عايزة توصلي لايه
تطلعت إلي ملامحه المتوترة وأجابت ببرود خارجي عكس تلك النار التي تحرقها.

- ولا حاجه متقلقش انا مش هعملها مش ههرب بالعكس أنا مستنيه إنك تحكيلي موضوع مروان هل ده ليه حكاية بموضوع سفرنا للبلد، إيه هو الجد قرر يربط بنت ابنه علشان متبعدش عنه ولا إيه؟!
لا تعلم كيف إنقشع برودها، تحول برودها إلى إنفعال غاضب وصوت متهكم
- ندى إهدي واعرفي إنتي بتقولي إيه
صاح والداها بانفعال، إلتقطت أنفاسها وهي تنظر إليه بألم.

- ما انا هادية يا بابا انا كل اللي مستغرباه لما قولتلك انه جاي رحبت بسم لاتفاحىء بأنه تقول في وشه إنها في حكم المخطوبة مقولتليش ليه يا بابا مأخدتش رأيي ليه زي ما بنعمل زمان قبل كل مرة
تريثت قليلا وهي تنظر إليه، تحتاج إلي تبريرات، دائما تشيح ببصرها عنه، تجمعت العبرات نحو مقلتيها وهتفت بجمود
- بعد إذنك يا بابا انا محتاجه انام.

اليوم اصطحبها إلي حفل مفاجئ، حفلة بسبب وجود صفقة مشتركة بين شركة زوجها وشركه أخري، تكره النفاق والمجاملات، يداه كانت محاطة بخصرها طول الوقت، لم يجعلها تبتعد عنه مقدار إنش واحد،
شردت في وقت الظهيرة عندما جاء تيم وأخبرها أنه طرد من عمله، لم يتفوه بأي شيء آخر كانت عيناه فقط تحملان نظرات الأتهام لها أنها هي السبب،
آلمتها تلك النظرة لم تستطيع الجلوس معه أكثر وعيناه تحملان تلك تقتلها،.

عادت إلى المنزل لتتفاجأ بوجود صندوق كبير مخملي الملمس، وكارت صغير يخبرها أن تتجهز عند المساء
تكرر المشهد مثل المرة السابقة، استدعت ليلي والجدة كانت جالسة معهما طوال الوقت تنظر لها بابتسامة هادئة،
نزلت الدرج بخطوات بطئية لتجده في أبهى حله، هيئته خطفت أنفاسها، قلبها يقرع كطبول الحرب.

ما فاجئها وآثار دهشتها أنه قبل جبهتها أمام نظرات ليلى والجدة، تغير معاملته أثار دهشتها، تخشى أن يكون هذا هدوء ما قبل العاصفة.
أفاقت عندما شعرت بصوته يهمس بجانب أذنها، صوته الرجولي ورائحه عطره دمرتها، ستخبره أن يتوقف وضع تلك الرائحة
- انتظريني خمس دقائق وسأتي
انصاعت وهي تهز برأسها، حالة من الهذيان و اللاوعي أحاطتها
توجهت نحو الحمام لكي تنتعش وتفيق من تلك الحالة،.

نظرت إلي المرآه لا تعلم لم ابتسامتها اليوم متسعة، أعينها تلمعان ووجنتيها متوردتان
خرجت من الحمام وهي تنظر يميناً ويساراً، تبحث عنه، اتسعت ابتسامتها بعد فترة من البحث عنه، كان يتحدث مع رجل بعملية شديدة
ابتسامتها اختفت، لتصعق من هول ما رأته وهي تري امرأة فائقة ومتفجرة الأنوثة بذلك الفستان النارى الذي يحدد أدق تفاصيل جسدها تعانق زين بحميمية وشفتيها تتوجه نحو خاصته أمام أعين الجمع!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة