قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع عشر

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع عشر

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع عشر

عالم الرجل من قش، و عالمك الداخلي من نار، تكفي نظرة واحدة حقيقية منك أحيانا لتشعلي كل شيء
فادي عزام
استدارت بوجهها للخلف لن تستطيع أن تري تلك الوقاحة أمام مرمى بصرها، تناولت أحد العصائر الموضوعة على الطاولة لتتوجه إلي مكان أكثر هدوئاً،
لا تعلم كيف الوقت مر عليها وهي تنظر نحو الفراغ، يوجد شيء خطأ!، يوجد شيء غير مكتمل في الصورة، تسعى جاهداً لمعرفة ذلك الجزء المفقود منها ولكن بلا فائدة،.

استدارت للخلف لتتفاجأ بوجود الحارس أمامها وهو يتمتم براحة
- سيدتي انتِ هنا
هزت رأسها إيجابا وهي ترد بتعجب
- نعم هل يوجد مشكلة!
- كلا تفضلي السيد زين كان يبحث عنك
توجهت معه وهي تسير بخطوات بطئية للغاية حتي وصلت إلى المرآب
كان يضع بكلتا كفيه في جيبي بنطاله ويتكئ بجزعه العلوي على السيارة وما إن رآها حتى إستقام وهتف
- أين كنتِ؟
غمغمت في خفوت
- كنت في ركن هادىء لم أتحمل الضجيج.

لم تمنع عيناها من تفحص وجهه إن كان يوجد به أي أثار من تلك الحقيرة، توقفت عن التمعن في وجهه عندما تقابلت أعينهم للحظات عيناه كانت متسائلة،
ابتسمت في خفوت وهي تطأطأ برأسها للأسفل وتصعد السيارة، لا تريد أن يفهمها بأي شكل خاطىء، لا تريد أن تدمر أي شىء، لا تريد أن تسأله عن تلك الفاتنة؟ قلبها سيتألم، سيؤلمها أكثر إن أخبرها أنها من الماضي، لذلك عزمت أنها لن تسأله أبداً عن الماضي.

إجتمع الجميع ما عداه كعادة كل يوم، ما بين المزاح والضحك، رغم مرور وقت قصير علي معرفتهم إلا إنها تشعر أنها تعلمهم منذ وقت طويل للغاية، نظرت للمقعد الفارغ بشرود، لم يأتي منذ أسبوعان، ما الذي يريد أن يوصله لها؟، أنها السبب؟!
هتفت بتساؤل
- أين تيم؟
تطلعت إلى نظراتهم الحائرة، لترد جاسمين بلا مبالاة
- يبحث عن العمل
- لقد مر أسبوعان ولم يجد وظيفة! لكن هذا لا يمنعه للمجيء.

صاحت بها بتعجب، لتتولي ليلي الرد عن جاسمين
- ليان، تيم يمر بفترة سيئة تعلمين أن عمله كان يعتبر كالشغف بالنسبة له ولكن الآن كونه عاطلا وتغير الروتين الخاص به يجعله مشوش وغير متزن سيأتي في الغد أو بعد الغد لا تقلقي تيم قوي أليس كذلك جاسمين؟
نطقتها بحماس زائف وهي تغمز لجاسمين، بللت جاسمين شفتيها وهمست مؤكده
- بالطبع لا تقلقي
- يا بنات لم أخبركم ماذا حدث بعد أن أخبرني أنه يطلب رقمي.

ذلك الصوت الذي خرج من فم سلمي جعلها تصمت وهي تطالع أعين ليلي وجاسمين الهاربة.
كانت تتحدث سلمي بسعادة بسبب وجود شخص أبدي إعجابه بها، لم تستمع إلي باقي التفاصيل لأن عقلها كان شارداً من جهة زين ومن جهة أخرى تيم، ماذا فعل زين له؟

ظلام دامس يعم المكان ولا يوجد بصيص نور فى أنحاء شقته بأكملها، إستطالت لحيته بشكل شنيع وهيئته أصبحت كهيئة إنسان يعيش في الغابة، انعزل عن الجميع، لم يكن يريد أن يصبح سلبي بتلك الدرجة لكن قواه قد خارت قلبه توقف عن الحياة، يعيش أيامه بالطول والعرض، حتى أصبح لا يعلم كم الساعة الآن وما هو اليوم؟
قام من مقعده عندما سمع صوت رنين جرس على الباب متواصل، أمسك المقبض وفتح الباب بأعين ناعسة.

- واخيراً فينك يا عم من الصبح
نطقتها سارة بشقاوة وهي تشيح بذراعه الذي عرقلها من الدخول،
جالت ببصرها إلى المنظر الكارثي وشقته التي أصبحت كمدخنة قطار قديم لا يفعل شيء سوى تغطية المكان بالأدخنة سعلت بقوة وهي تمتم بسخط
- ايه ده إنت بتشرب ولا بتستحمي سجاير
أزاحت الستائر المغلقة ليبدأ الضوء بالتسلل للداخل استنشقت هواء الصباح بانتعاش
- علفكرة أنا جيت قبل محاضراتي علشان هتوصلني بعربيتك للكلية بتاعتي.

جلس علي المقعد وهو يلتقط لفافة من التبغ وهتف بخشونة
- سارة أنا مش ناقص صداع لو في حاجه مهمة جاية تقوليها قولي غير كده إتفضلي
تمتمت بضيق وهي ترمي بحقيبتها على الطاولة
- حيوان وغبي وهتفضل طول عمرك كده معندكش ذوق، عقابا بقي هننزل نفطر ونروح
صاح بغضب وهو يرمي باللفافة في المطفأة التي امتلأت ببقايا السجائر
- سارة لمي لسانك
- يلا قوم كده ضبط نفسك وإحلق البتاع ده، عشان عايزاك في موضوع مهم.

نطقت بها بتقزز وهي تشير بأصبعها نحو لحيته التي جعلتها تشعر أنها تشاهد أفلام من العصور الوسطى
تنهد شهاب بضيق وهو يقوم
- بس صدقيني مش هرحمك لو اكتشفت ان فيه موضوع تافه نزلتني عشانه
عضت شفتيها السفلي تكتم ضحكتها بصعوبة، تطلعت إلي وجهه الغاضب وهيئته التي شبيه بالهنود الحمر
يحتاج فقط إلي فرو أي حيوان وسيكون مريع.

جلس على المقعد بتأفف شديد وكما توقع تلك الصغيرة تتحدث في مواضيع لا تخصه بصلة، تحدثه عن كليتها وإختباراتها ثم تنتقل إلي مواقف طريفة وهو حتى الآن لا يعلم لما أذعن لطلبها
- يا شهاب ركز بس إسمع النكتة دى هتعجبك والله
هتفت بها سارة وهو تتمسك بصعوبة في محاولة عدم الضحك، ارتشفت الماء ببطء وحمحمت بجدية عندما رأت نظرات شهاب التي تحرقها.

- مرة فيه واحد حب واحده، بس للأسف الواحد محاربش علشان يكسب حبه معندهوش لا جرأه ولا شجاعه علشان يكمل، إنسحب من أول معركة المهم بقي تفتكر ديه نهاية حكايتهم، اقدر أقول اه ولأ في نفس الوقت اقول لأ علشان الواحد ده انا متأكده انه هيرجع تاني يكمل معركته ومش هيسيبها إلا لما يفوز، وأقول اه علشان الواحدة ديه اللي بيحبها هيكون كتب كتابها آخر الأسبوع.

أظلمت عيناه فجأة وهب من مقعده على الفور لتتمسك بذراعه وهي تمنعه من آي تصرف متهور
- إهدي بس يا عم أنا لسه مخلصتش
أزاح بيديها عن ذراعه وهتف بقسوة
- سارة سيبيني دلوقتي
بنبرة مستعطفة هادئة قالت
- يا شهاب لو سمحت الأنسان وقت غضبه ممكن يعمل تصرف يندم عليه طول حياته
جز علي أسنانه بغيظ
- إنتِ مش عارفة إنتِ قولتي إيه! بتقوليلي كتب كتابها آخر الأسبوع خلاص هي كمان استسلمت ووافقت ولا هي كانت عارفة وموافقة.

- شوفت أهو ده أنا اللي خايفة منه، غضبك وتهورك ممكن يضيعوك في لحظة إهدي بس وإسمعني.

تلألأت الدموع من مقلتيها وهمست بفرح
- بجد متعرفيش بتوحشوني قد إيه
مسحت ساره دموعها وابتسمت
- إضحكي ده إنتِ لسه كلمتيني إمبارح
- وحشتوني جداً
عبست سارة بملامحها وهتفت
- خلاص إنزلي مصر
تلعثمت ليان
- بس أنا يادوب هكمل شهر
رفعت سارة حاجبها باستنكار
- لا والله، المهم طمنيني نينا واللي واكل الجو عاملين ايه؟ مرتاحة هناك؟
- تمام نينا بتسلم عليكِ، وكويسة تمام ومرتاحة والدنيا ماشية تمام
تنهدت سارة براحة.

- بس متنسيناش ها، حاولي تنزلي مصر علشان بجد وحشتينا، يلا بقي سلام علشان ألحق محاضرات بكره
أغلقت الحاسوب وتنهدت بضيق، والدها ووالدتها دائما
يخبرانها متى ستعود؟ كيف ستعود وبالكاد مضي شهر بمفردهم،
هي أيضاً تشتاق لهم وبقوة ولكن كيف ستكون ردة فعله إن أخبرته أنها تريد العودة إلي موطنها، علاقتهم تحتاج إلي المزيد من الوقت وبالكاد هي تخطت العقبة الأولي من حياتها،.

رنين هاتف من رقم غريب جعلها تتسائل صاحب ذلك الرقم، وضعت الهاتف على أذنها وهتفت بتساؤل
- مرحبا؟
صوت ضجيج من الخط المقابل وصوت فتاة تهتف بصوت عالي بالكاد إلتقطت الحروف من أذنها
- ليان لقد إشتقت لكي، لحظة، لحظة لا تخبريني أنك لا تعلمين من أنا
صوتها ليس غريب، ولكنه مميز هتفت بأبتسامة
- علياء
ضحكت علياء وهي تصعد السيارة.

- آليا، نعم إنها أنا أريدك أن تعلمي أنني قد عدت إلي لندن، في الصباح سأتي للمنزل لكي أدردش معك
رغم غرابة الأمر هتفت
- حسناً
أجابت علياء بمرح
- رائع سأقابلك غداً
أغلقت هاتفهاً ووضعته جانباً، نظرت للساعة المعلقة على الحائط لتجدها الثانية عشر، لم يأتي إلي الآن!.
سحبت الشرشف وتدثرت جيداً، أغمضت جفنيها لأن غداً سيكون يوم حافل للغاية.

صعد إلي غرفتها بل غرفتهم في الحقيقة، آخر مرة شعر بدفء جسدها عندما أخبرها أنه يحتاج لوقت،
توقع أن ترفض أو تثور لكنها وافقت لا يعلم إذا كانت موافقتها بعد يأس أم أنها كانت تنتظرها،
فتح الغرفة بهدوء ليجد الظلام يغلف المكان، خلع حذائه و ألقي سترته جانباً، فك أزرار قميصه العلوية وتوجه نحو الفراش،.

سينام بجوارها الليلة بضع ساعات فقط ثم سيقوم حتى لا تستيقظ هي على غفلة، لا يعلم لما يخشي أن تستيقظ وتراه كاللص الذي يخشى أن يراه الضابط،
سحب جسدها نحوه، وضع بيديه على خصرها ودفن بوجهه في عنقها، رائحتها تجعله يشعر بالراحة والطمأنينة،
هي مصدر سلام آمني لداخله، لم يكن يعلم أن صاحبة أعين البندقيتين ستجعله يشعر بتلك الراحة بعد كل تلك السنوات الماضية المؤلمة،.

دائما هناك شخص يكسر قوانينك التي وضعتها دون أن تستطيع منعه
ردد العبارة بابتسامة هادئة ليشدد من معانقة جسدها نحوه وهو يهتف بعبارات مطمئنه، لن ترحل، لن ترحل، لن يدعها ترحل.

- إنك تمزحين لما لم تذهبي إلى تلك الحقيرة وجذبتيها من شعرها
صاحت بها ليلي بانفعال أمام نظرات ليان المتألمة
تأففت بضيق عندما رأت محاولة ليان الفاشلة في أن تتحكم في دموعها
- إتركي دموعك يا فتاه، أنتي تغارين عليه إذا لما لم تذهبي وتلتصقي به لما هربتي؟
إنهارت ليان وصورة تلك الحية لا تغادر أبداً من خيالها
- لا أعلم كنت أخشي بشده، أنتي لم تريها تلك كانت فاتنة أما أنا كنت ك،
- واللعنة اصمتي.

تريثت ليلي قليلاً وهي تنظر إلي حالة ليان المتدمرة أمامها
- أنتِ جميلة للغاية لكن ينقصك الثقة
انهارت ليان لتمسح دموعها بكفيها كالطفلة الصغيرة
- تقولين هكذا لتواسيني أنت لا تعلمي كيف كانت تلك الجذابة الحقيرة بذلك الفستان
ضربت ليلي بكفها علي جبهتها هزت رأسها يائسة
- حسناً هذا لن ينفع
تريثت قليلا وقالت ببعض الأسف.

- ليان أنا آسفه علي قولها ولكنك غبية أتعلمين لو كنت مكانك كنت اقتلعت خصلات شعرها ثم أمسكته منذ ذراعه وقبلته بدلاً منها
اعترضت ليان هاتفه
- ليلي لم أقل أنه قبلها بل هي التي كانت قريبة من شفتيه لا أعلم إن قبلته أم لا؟!
ارتفع حاجبا ليلى باستنكار
- معذرة ولكن مشكلتك في القبلة فقط وليست أنها هجمت بجسدها عليه
تنهدت ليان وزفرت بقلة حيلة.

- حسنا أعلن راية الأستسلام، أكره أن تقبله إمرأه ولو من وجنتيه وأكره أن احتضنته إمرأه وأكره أن تقترب منه أي إمرأه وأكره إن إبتسم لأي إمرأه ولو بابتسامة باردة وأكره جميع العاملات معه في الشركة هل أنتي سعيدة الآن؟!
اتسعت ابتسامة ليلي بحالميه
- إنك ذائبه به يا فتاه مثل السكر الذي يذوب في القهوة
- أعلم ولكن هل هذا يجعلني أفرح أم أتوتر
- بالطبع تفرحين أين التوتر؟
مطت شفتيها بعبوس
- حقا لا أعلم.

همت ليلى بالحديث ليقاطعهم صوت ذكوري يهتف بهدوء
- مرحبا يا فتيات
وبصوت واحد متعجب ومستنكر قالتا
- تيم
جلس تيم علي مقعده المخصص وهتف بأبتسامة هادئة
- يبدو أنكم لا تريدون رؤية وجهي
نفت ليلى رأسها وهبت من مقعدها
- كلا كلا لقد تفاجأت قليلا سأذهب إلي كمال وسأتي فوراً
تتطلعت ليان إلي ليلي حتى إختفت عن مرمى بصرها، هتف تيم بأبتسامة هادئة
- كيف حالك ليان؟
- كيف حالك أنت
غمغم في خفوت
- جيد نوعا ما
ردت باستنكار.

- نوعا ما!؟
- نعم كما تعلمين أنا شبه عاطل عن العمل، حتي الآن لم تتقبل أي جريدة لتوظيف، وصاحب الشقة يريد أجرته وإلا سيقوم بطردى لا أعلم كيف تلك الأشياء حدثت في ليلة وضحاها
سترسم إبتسامة بلهاء لا يوجد غير ذلك، تعلم أن زوجها فعل ذلك ولكن ما هو السبب؟!
- سيكون كل شيء بخير
رد بيأس
- أتمني ذلك حقاً.

عادت للمنزل لتجد الجدة وعلياء يتسامران بمرح وصوت ضحكات تنفلت من بين شفتي علياء، حمحمت بهدوء
- مساء الخير
صاحت الجدة
- مساء الخير هيا تعالي
تقدمت نحوها وجلست على الأريكة، اتسعت ابتسامة علياء
- جيد أنكِ أتيتي كنت سأذهب بعد قليل غداً سيكون حفلة لمصممي الأزياء وطبعاً ستكونين أنتي حاضرة
عضت شفتيها السفلى بإحراج
- لكن
قاطعتها بنبرة حاسمة.

- كلا كلا سأقوم بعمل عرض لي غداً لن أسمح بوجود أي إعتذارات لقد أخذت موافقة زين بصعوبة
حثتها الجدة على الموافقة
- إذهبي يا ليان
ردت بتوتر
- لكنني لن أندمج
تعلم جيداً ما يجول في خاطر ليان إبتسمت في حبور
- لا تقلقي ستحضرين عرض الأزياء وإن شعرتي بالضجر في الاحتفال بعد العرض ارحلي
استسلمت بيأس من محاصرة علياء التي لا تقبل الرفض
- حسناً
صفقت يداها بمرح
- رائع حسنا تجهزي أريدك أول الحاضرين غداً خلف الكواليس.

أومأت ليان راسها بإيجاب لتسترسل علياء
- جيد حسنا سأذهب أنا إلى اللقاء.

ﻻ تقع في الحب، لان أي شيء يقع ينكسر
أصبحت تلك مقولتها المفضلة، ماذا فعلت بالحب وماذا أضاف لها؟!، مجرد الوجع والحزن وانشطار قلبها
عضت شفتيها السفلي بألم وهي تتطلع إلي هيئتها في المرآه، إنها عروس، تلك الليلة التي حلمت بها أن تكون مع حبيبها شهاب
ولكن أين حبيبها إختفى كالزيبق، هاتفت سارة لتكون الوحيدة من تساندها وتدعمها في حالتها،
ولسانها يردد دائماً سامحك الله أبي تريدني أن أتزوج بذلك السمج مروان!

اقتحمت سارة خلوتها وهتفت
- يلا يا عروسة، المأذون جيه
غمغمت بانزعاج وهي تري اللامبالاة علي وجه سارة
- سارة أنا مش عارفة إنتِ جايبة كل البرود ده من فين
مطت سارة شفتيها بعبوس
- يعني أنا أصوت وأعمل عزا ولا إيه؟
أوصدت عيناها بألم، لا مجال للتراجع الآن ستتزوجه
- شهاب عرف
بللت سارة شفتيها بتوتر، وهي ترى نظرة الأمل في أعين ندى
- الصراحة اه.

سمعت صوت والدها وهو يأمرها بالخروج، تحجرت الدموع عند مقلتيها، شعرت بيد سارة التي تطمئنها سارت بجوار سارة بخطوات بطئية إليهم، في كل خطوة تخطوها تشعر أن روحها تنسحب من جسدها.

حفلة كأي حفلة مملة لكن المختلف أن عدسات الصحفيين تلتقط الصور في كل ثانية، عارضات أزياء ممشوقات القوام، مصممين عالمين يتحدثون أمام أعين العدسات بابتسامة متكلفة،
كان زين محقاً لعدم موافقته للذهاب إلى تلك النوع من الحفلات، على الرغم أن كل تلك الحفلات كئيبة لكن تلك شعرت أنها على وشك الأختناق، وستفعل مثل كل مرة تبتعد عن أعين الجميع وتراقب زوجها عن كثب.

سمعت صوت خطوات كعب عالي يتوجه نحوها، ورائحة عطر أنثوي صارخ وصل إلي أنفها
استدرات بجسدها لتقابل إمرأه أقل ما يقال أنها خرجت من إحدي الصحف الخاصة بالموضة،
دققت النظر إليها قليلاً، ذلك الوجه لم يغب عنها، أين رأتها، أي حفلة رأتها؟!
اتسعت عيناها دهشة، إنها تلك الحقيرة صاحبة الفستان الناري، هل تسحبها من شعرها كما قالت ليلي؟!
- إنظرى جيداً يا عزيزتى أين أنتِ وأين هو، يجب عليك معرفة الفارق بينكما جيداً.

بهتت للحظات وهى تستمع الى تلك الشقراء الفاتنة وهما منزويان بعيداً عن الأشخاص
استرسلت الشقراء بسخرية:
- أنا حقاً لا أعلم كيف بعد مرور كل ذلك الوقت لم يتركك مثلما يفعل مع باقى النساء!
امتنعت عن الرد، لتنظر الشقراء إلى تلك الساكنة المتجمدة أمامها متنهدة بحزن.

- لا أريد أن أحطم أمالك يا عزيزتى ولكن هذا هو زين الحديدى، لا تستطيع اى امرأه الصمود أمام كتلة الوسامة والجاذبية، لديه طرقه الخاصة ليجعلك انتِ تتمنين أن تصبحي بفراشه وليس هو
اتسعت حدقتي ليان بصدمه، ضحكت ليان بسخرية
- رائع حقاً كل يوم اكتشف به صفة جديدة تجعلني أصاب بالدهشة
غمغمت الشقراء
- هذا هو زين الحديدى عزيزتى، ولكن كون انه ظل معك تلك الفترة الطويلة يوجد احتمالين فقط!

تطلعت ليان للشقراء وهى تحثها على متابعة الحديث لتسترسل الشقراء بسخرية
- إما إنه لم ينم معك وهذا إحتمال مؤكد بنسبة تسعون بالمائة او أنه قرر أن يمضى حياته معك وهذا احتمال ضعيف جداً، لأن زين لا يوجد في قاموسه الحب ابداً، لذلك لا تنخدعي إذا عاملك بلطف.

الوقحة، تلك الحقيرة كيف تجرأ وتتحدث معها هكذا؟!، إنها تتحدث معها بأريحية عن ذلك الموضوع المخجل وهى المسكينة كلما تتذكر قبلاته تخجل وتبدأ وجنتيها بالاحمرار.
جزت على أسنانها بغيظ لتلك الوقحة أمامها
- كفى لا أريد أن أستمع لهرائك أيتها الوقحة
ضحكت الشقراء باستمتاع وهي تنظر الى تورد وجنتين ليان
- اوووه عزيزتى انك خجلة من حديثى هذا؟! لقد تأكدت فعلا انه لم ينم معك
- قلت توقفي
ابتسمت الشقراء بمراوغة.

- حسناً حسناً سأتوقف ولكن تذكري شيئا واحداً لا تكونى حمقاء إن جال بعقلك الاخرق ذلك أن تهربى منه أو مثلا تمنعيه من أخذ حقوقه الزوجية، لانه بلا شك سيأخذه منك يا عزيزتى وأيضا ستكونين مستمتعة بين ذراعيه الدافئتين، زين يستطيع فعل ذلك بسهولة.

حقاً يكفى هكذا الحقيرة ما زالت تتحدث معها بأريحية نحو موضوع تخجل حتى أن تفكر به وبكل وقاحه تقول بطريقة غير مباشرة أنها نامت معه في الفراش ليست هى وحدها بل العديد من النساء ايضاً، و بدون اى مقدمات تحركت من مكانها فورا واتجهت نحوه بنظرات متوعدة له.
سارت بقدمين تقسم أنها ينفث عنها النيران، وجدته يحادث احداً ويبدو انهما مشغولان بسبب عدم ملاحظتهم لوجودها قاطعت حديثهما بجمود وبابتسامة دبلوماسية.

- عذرا سيدى لمقاطعتك ولكننى أريد أن أتحدث مع زوجى لدقيقتين
ابتسم الرجل وهو يومىء رأسه ثم تحرك بهدوء مبتعداً عنهم
رفع أحد حاجبيه بتساؤل، مطت شفتيها بعبوس
- لقد مللت من تلك الحفلة السخيفة أريد العودة إلى المنزل، الآن
توقعت أن يرفض ويطلب منها الانتظار قليلا بل حدث العكس تماما فى دقيقتين وجدت نفسها فى السيارة والسائق يقود متحركاً نحو المنزل.

ظل حديث الشقراء يدور فى ذهنها بطريقة لم تستوعبها لتسقط دموعها بأريحية بعد أن حمدت ربها انها لم تبكى أمام تلك الحقيرة، تمتمت بسخط
- أنا فعلاً غبية
- ماذا قلتى؟
تطلعت اليه بغضب وهتفت باشمئزاز غير واعية انها تتحدث بالعربية
- انا ازاى كنت عامية للدرجة ديه
أمسكها زين من ذراعها وصاح بجمود
- اهدئي وعودى إلى رشدك واخبرينى ما الذى حدث لكِ؟
أشاحت بكفيه عنها وبنبرة مشمئزة قالت.

- أنا لم أعد اتحملك يا زين ابعد يداك النجسة عنى
نظر لها بذهول وهي تعيد تهذى بكلمات عربية لم يفهمها صاح بصرامة
- كُفى عن هذيانك هذا! واحمدى ربك اننى مررت ما فعلتيه ذلك اليوم
- أنا لست أهذي وثم لماذا طردت ذاك الشاب لقد اصبح متسولاً فى الشوارع لا مأوى لديه ولا عمل وكل ذلك بسبب سطوتك.
أظلمت عيناه، أما زالت تتحدث معه بعد ما حدث، نار داخلية جعلته يلتهب، أمسك فكها بقسوة.

- وما زلتى تقابلين ذلك اللعين! كيف أتتك الجرأة للتحدث معه مرة اخرى بعد ما فعلتيه؟
لقد قلب الطاولة ببساطة وبسرعة لم تستوعبها، إنه على وشك أن يتهمها!
- أنت تعلم جيدا السبب كما أنني لست عاهرة لكى أقوم بتلك الاشياء المشينة وانا لم اقوم بعمل شيء مشين لأعاقب عليه
ثم تابعت بسخرية غير مبالية لألامها،.

- بل أنت يجب عليك ان تخجل من نفسك عما تفعله، تلك الوقحة تخبرني بأنجازاتك العظيمة مع النساء، انها حتى لا تخجل من نفسها وهي تتحدث بكل ثقة أنها نامت بجوارك
إزادات شهقات بكائها لتضربه بكف يديها على صدره بقوه جعله يترك فكها ويتراجع للخلف قليلاً
- أنا أكرهك بشدة يا زين أكرهك بشده لا أريدك فى حياتى ابداً
أمسك كفيها بيد واحدة وصاح بانفعال
- توقفى عن هرائك الآن إننا لسنا فى المنزل.

- لا يهمني أين نحن، أنا لا أطيق وجودك بجانبى
ثم استرسلت بحسم
- طلقنى
كتمت شهقتها وهي تضع كفها علي شفتيها، لم تريد أن تنطق بذلك، كيف أخبرته أنها تكره كيف فعلتها تخبره أنها تكره ولا تريد رؤيته مرة آخري ولا تطيق رؤيته في حياتها؟!
تلك المخادعة الحقيرة لقد جعلتها تنطق بما لا تريده، هل حقا قالت طلاق؟! تريد الانفصال عنه وقد بدأت الحياه بينهما تسير بشكل شبه طبيعي؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة