قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع

بمجرد أن نطقت بأسمه رفيقها، والدها، اخيها، صديقها، سندها، حاميها، حتى كادت ان يغشى عليها من الصدمة، واسوأ الأفكار يقتحم ذهنها
كان فى الصباح فى صحة جيدة قبل أن تذهب مباشرة الى عملها الذى يستنفذ طاقتها ببطء ويرهق روحها.
لا تعلم كيف بدأت الدموع تتهاطل بغزارة على وجنتيها هتفت بصوت ضعيف واهن يكاد يسمع
- بابا حصله ايه؟

صوت بكاء ونحيب عالى تسمعه من شقيقتها كانت تحاول ان تخرج هى الاخرى كلماتها بصعوبة شديدة وكأنها تحاول عملية النطق
- احنا رايحين على مستشفى **** عربية الاسعاف وصلت
وهذا آخر ما تلقته لتجد شقيقتها تغلق الخط، بدأت تشعر بأن روحها تنسحب ببطء ووجهها بدأ يفقد بريقه ليصبح شاحب كالموتى، ونظرات عينيها زائغة، ضائعة!
- ليان يا بنتى ردى عليا طمنينى.

بدا صوته وكأنه ينادى على بعد مسافة بعيدة، لم تشعر بالسيارة التى توقفت على جانب الطريق، ولا بحمزة الذى ترجل على الفور وفتح الباب الخلفى وهو يتحدث بقلق وخوف
- بابا يا عم حمزة
هتفت بها وهى تشعر انها فقدته للأبد همست بتوسل وكأن عقلها بدأ يستوعب تلك الفاجعة
- ارجوك بسرعة على المستشفى.

كل ثانية والأخرى تتأفف بضيق شديد وهى تنظر إليه كيف يتحدث مع والدها براحة، وكأنه جالس فى منزلهم!
همست فى خفوت وهى تنظر إلى الساعة التى تجاوزت السابعة ليلاً
- وناوى حضرته ينام معانا بالمرة
تعلم جيدا انه سمع همسها بسبب انها جالسة فى المقعد القريب منه ووالدها الجالس فى مواجهته وهى تجد عيناه تتسع بمكر وابتسامه غامضه تحتل شفتيه.

- طب عن إذنك يا عمى، استأذن بقى انا علشان ورايا شغل بدرى الصبح وكمان طولت فى القعده معاكم
اجابت فى همس وهي تقضم اظافرها
- لا كتر خيرك اعتقدت انك معندكش دم.

احتضنه ايمن بقوة وهو يخبره بأن يكرر زيارته مرة آخرى، ارتسمت ابتسامه صفراء على ملامح وجه ندى وكأنها تودعه، لم تستطيع ان تنفذ ما جال بذهنها بسبب تحذيرات والداها الكثيرة ان لا تتهور، وما إن اغلق والدها الباب حتى اطلقت تنهيدة عميقة وهى تذهب الى غرفتها لتنام وتريح اعصابها بسبب كثرة حديث والدها وذلك المدعو مروان وإصرار ابيها ان تكون معهم حتى وان كانت لا تشارك فى الحديث، نوم دافىء بعد ذلك اليوم الحافل.

عادت إلى منزلها بابتسامة راضية، حتى وإن كانت لن تحيا بدونه فيكفيها أن لا تسبب جرح له بعد الآن، يقولون العاشق يضحي فى سبيل من يحب، وها هى ضحت بحبها الذى كان عبارة عن حب من طرف واحد فقط!
قصتهم انتهت، وما زالت تتذكر حديث والدها الروحى ان من يحب سيظل يعافر حتى يصل لنصفه الآخر.

وهى بالفعل ستنتظر من سيجعلها تنسى حبها له! ربما يكون حبها مجرد افتتان فقط، هزت رأسها بيأس وهي عازمة على ان تغلق تلك الصفحة السوداء.
لم تكن خبيثة وماكرة يوما ما، اخذت تنجو ربها فى سرها وهى تتمنى ان ينزع حبها له من قلبها، يكفيها الأشخاص الذين تسببت فى آذيتهم،
- كنت كل الوقت ده بره بتعملى ايه؟
صوت والدتها حسينة كان غاضبا، ابتسمت وهي تريها إصبعها الخالى من الخاتم.

- كنت علشان ده، صفحه واتقفلت يا ماما يلا عن إذنك هنام
أخذت تخطو خطواتها نحو غرفتها وهى غير عابئة بما تتفوه بها والدتها من عبارات غاضبة.
استدارت إليها قبل أن تغلق باب غرفتها
- وعلى فكرة بقى انا اديته وصلات الامانه علشان متفكريش تقرصى بيها ودنه
ظلت تدندن باستمتاع وهي تغلق باب غرفتها وترتمى على فراشها، غير عابئة بألاعصار الذى يحدث فى الخارج.

وما هى فترة حتى تبدلت معالم وجهها من الفرح للعبوس ثم بدأت فى نوبة البكاء بدون سبب.
امسكت بهاتفها على الفور وهى تمسح صورته الوحيدة التى تزين هاتفها وعقلها يخبرها لم يهاديكِ حتى تتذكرين له ذكرى، لم يُقبلك حتى تشعرى بملمس شفته، لم يحبك حتى تتألمى، لم يعشقك، إنه يكرهك، أخرجيه من اعماق قلبك لتستريحى
همست وكل ذرة فى قلبها تشتاق إليه
- يا رب.

عقله بدأ يفكر بها!، فالذي حدث إليه لم يكن يتصور أنه سيحدث إطلاقاً، تنهد بيأس وهو يحاول ان يفك شفراتها، بات لم يفهمها، معقده كمسألة لوغاريتمات يصعب على الطالب حلها!
استشف الصدق من حديثها اليوم وما زال عقله يرفض ان يسامحها،
بسببها هى وجد نفسه فى الصباح اليوم التالي فقد وظيفته بدون سبب وكان لديه ديون كثيرة بسبب تجهيزات زواجه من ليان.

وجد قدميه تذهبان إلى والداها بسبب ثرائه وهو يساعد الجميع بسبب طيبته وعطفه.
يعلم عقله تهور فى تلك اللحظة وهو يذهب إليه وهو ظنه أنه مثل والده إقترض النقود منه فى مقابلها توقيع وصلات امانه كنوع من ضمان حقه وهو مازال يتذكر جملته عند تردده فى التوقيع
- متقلقش يا بنى انا عمرى ما هحاول اذيك بس اعتبر كأنك مشفوتهاش وانا يا بنى مش عايز منك فلوس ديه ترجعالهى.

وهو بكل سذاجه وقع وهو يخبره بأن سيعيد له ماله بس يجب عليه ان يصبر قليلا، وتفاجأ بعدها بتهديدات منه إنه لم يأتي بالمال فسيعطى الوصلات للشرطة لتزجه إلى السجن.
وقد انكشف قناع الحقيقة وما كانت طيبته وعاطفته سوى قناع زائف يضعه على وجهه لينخدع الناس به، انصعق وهو يخبره عن شروطه حتى لا يزجه إلى السجن.

يأس ولم يجد سوى أن يوافق على شروطهم وهو يخسر حب طفولته ليعقد قرانه منها ليخبره فى النهاية ما أن يتزوجها سيقوم بحرق تلك وصلات الامانة امام وجهه.
اغلق جفنيه وهو يميل بجذعه على سيارته الحديثة التى امتلكها بعد ان عاد لوظيفته مرة اخرى وتفاجأ بترقيته ليصبح من موظف فى البنك إلى مدير البنك.
بدأت تتساقط عليه الأموال من حيث لا يدرى بعد أن تقدم لخطبتها، همس فى خفوت
- ورد.

ملامحها جميلة هادئة وهى اسم على مسمى كالورد يأسرك إليها منذ الوهلة الاولى وعندما تقترب منها وتمسكها فأنها تصيبك بشوكتها، فقربها نار وبعدها نار
عقله اصبح مشتت وهو يحاول ان يهدأ من تخبطاته، غابت عنه ثلاثة أسابيع ليتفاجأ باتصالها وهي تخبره بأنها تريد رؤيته، عقله ما زال يتذكر وهى تدنو امام اذنه وتقبل وجنتيه غير عابئة بالجميع، أن تسامحه!

كيف يغفر لها، لا يستطيع أن يغفر لها بسهولة وكان عقله غافل على ان حفل زفافهم سيعقد بعد شهران من الوقت الحالى!

خطت بخطوات شبه متعثرة ما إن وصلت السيارة إلى المشفى
تشعر بنخز فى قلبها، تخشى فقدانه، لن تسامح نفسها إن حدث له شيئا.
وجدت شقيقتها ووالدتها يحتضنان بعضهما وكأن كل منهما يستمدان قوة من الأخرى، ركضت إليهم فورا لترتمي فى أحضانهم.
أخذت تحاول فى تهدئتهم وان كل شىء سيصير على ما يرام ووالدها قوى لن يصيبه اى شىء، كانت تهدئهم وهى تريد من يهدئها،.

قامت من مجلسها على الفور وتبعها والدتها وشقيقتها وهى ترى الطبيب يخرج من غرفة العمليات قائلا بعملية
- الحمدلله إننا لحقناه على آخر لحظه هيتنقل للعناية المركزة لمده ٢٤ ساعه علشان نطمن ميكونش فيه مضاعفات مع إن ديه تانى مره تحصل خلال فتره قصيرة وانا بلغتكم بضرورة اجراء عمليه فى اقرب وقت.

رأى انسحاب الدماء من ثلاثتهم وعدم مقدرتهم على الحديث، لتستمع إلى صوت حمزة وهى قد تناسته للحظة وقد شغلها امر والدها وهو يهتف بجدية
- تمام يا دكتور جهز الاوراق
قال الطبيب وهو يهز رأسه
- اتفضل معايا
ذهب حمزة والطبيب تحت نظراتهم المنصدمة، لتمسح سارة دموعها وتهتف بتساؤل وخرج صوتها متحشرجاً
- مين ده يا ليان؟
- ده عم حمزة اللى حكيتلكم عليه.

ارتمت سعاد على المقعد وهى تشعر بالالام فى جسدها وهى تهتف بصوت حازم ولكنه خرج ضعيف واهن
- روحى يا ليان شوفى فى ايه؟
اومأت رأسها فى تفهم وهى تكاد تهرول لكى تلاحقهم وتفهم ما الذى يجرى؟ سيساعدها عم حمزة؟ كيف؟! انها اموال طائلة لا تستطيع ان تجعله يتكفل بعالج والدها وتقف هى صامته،.

- ليه يا عم حمزة حضرتك عارف المبلغ كبير جدا انا مقدرش اسدده
هتفت بها وهما جالسان على احد المقاعد ليهتف حمزة بعبوس
- ايه يا بنتى اللى بتقوليه ده هو فيه حد بيرجع فلوس ابوه بعد ما بياخدها
هزت رأسها بالنفى ثم تابعت بتوسل
- يا عم حمزة انا مقدرش اوافق ديه تحويشه عمرك كلها من بداية ما اشتغلت، اخدها انا طب مفكرتش فى اولاد حضرتك ومراتك؟ لما يعرفوا ان فيه واحده غريبة اخدت كل فلوس والدهم.

هم ان يرد عليها ليجد هاتفه يرن ليلتقطه ويرد فى هدوء
- لا تقلق عشر دقائق وستجدنى انتظرك
اغلق هاتفه وهو ينظر إلى ليان لتهتف وهى تعلم المتصل
- اتفضل يا عم حمزة
قام من مقعده وهو يهتف فى حنو
- عايزة حاجه يا بنتى
هزت رأسها بالنفي وهى تهتف بأبتسامة هادئة
- شكرا يا عم حمزة بس بلغ استاذ زين انى مش هقدر اجى بكره
اومأ رأسه بأيجاب وهتف
- هعدى عليكى بكره اشوفك لو احتاجتى حاجه، وياريت فكرى يا بنتى فى كلامى تانى.

- لما تأخرت يا حمزة كل ذلك الوقت، تعلم اننى اكره الانتظار
هتف بها زين بجمود وهو يجلس فى المقعد الخلفى للسيارة
تمتم حمزة بحزن
- لقد مرض والد ليان لذلك ذهبت بها المشفى ولذلك اعتذرت عن المجىء غداً
- وماذا اصبحت حالته؟
هتف بها زين بتساؤل ليغمغم حمزة وهو يتحرك بسيارته إلى القصر.

- لا اعلم سيظل فى العناية المركزة لمده اربعة وعشرون ساعة، ولكنه يحتاج إلى ان يجرى عمليه فى الخارج والمبلغ طائل لذلك قدمت لها المساعدة ومع ذلك رفضت
هز زين رأسه وامتنع بعدها عند الحديث، ليمسك هاتفه ويبعث برسالة قصيرة إلى شخص ما ثم اخذ يتابع ببصره إلى الطريق.

بدأت تقص على والدتها وشقيقتها وهى تشعر بالتحير والتشتت، لقد جاء أخيرا من يقدم يد العون لمساعدة والدها، ولكن كيف يساعده وهو لم يراه من قبل!
لقد أصبح العالم غريبا، فالغريب اصبح قريب و القريب اصبح غريب!
ظلت تمسد رقبتها وقد بدأ النعاس يتسلل إلى جفنيها
- هنعمل ايه يا ماما؟
- بكره هيحلها من عنده، خدى اختك وارجعوا على البيت وانا هفضل هنا لحد الصبح
هتف بها سعاد بنبرة جامدة، لتهز سارة رأسها نافيه.

- انا مش هتحرك من هنا مقدرش اسيبه ولا اسيبك لوحدك
قاطعتهم سعاد وقد شعرت بأن ليان رغم الإرهاق الذي يكسو ملامحها لن تتزحزح هى أيضا
- انا اللى اقوله يتنفذ خدى اختك يا ليان وروحوا على البيت قبل ما الوقت يتأخر
أمام إصرار والدتها جعل سارة توافق على مضض وهي تقوم من مقعدها لتأخذ بيد شقيقتها ويرحلا وعلى الرغم من أنهما متشابكي الأيدي ولكن كلا منهما فى واد آخر بعيد عن عالم الواقع!

ليلة مؤرقة قضتها ونوم متقطع، انتظرت حلول الصباح حتى قامت من فراشها وتستعد للذهاب إلى ابيها الروحي
إنه يعلمها جيدا، إنها مثل الكتاب المفتوح أمامه، حتى بعد أن خطفت زوج ابنتها توقعت ان يثار عليها، لكنه وجدت نظرة حزينة عاتبة وكأنه يخبرها ابنتى لا تفعل ذلك!
ارتدت ملابسها على عجاله وهى تحاول ان لا تحتك بوالدتها فى الصباح.

ظلت تتسحب ببطء وهى ترى الأوضاع هادئة بالطبع والدتها لن تستيقظ ما زالت الساعة السابعة صباحا،
وما إن وضعت يديها على باب المقبض حتى شهقت وهى تضع يديها على صدغيها بسبب صوت والدتها الجهوري
- ماشيه بتتسحبى زى الحرامية كده ليه على الصبح؟
توترت من ذلك الوضع المشحون ونظرات والدتها لا تبشر بالخير إطلاقا
- لا ابدا رايحه اعمل مشوار الصبح بدرى وهرجع البيت على طول
توسطت حسينه بيدها حول خصرها.

- مش متحركة من هنا غير لما افهم ايه اللى هببتيه امبارح ده؟ انتى عارفه فاضل كام على فرحكم، علشان تقوليلى سيبتوا بعض إنتى عايزة الناس تاكل وشنا ولا ايه؟ ومتفتكريش بعملتك المهببه انك تاخدى وصلات الامانه وتديهاله ان انا سكتلك
عقدت ورد يديها على صدرها وهتفت بلا مبالاة
- والله انا مش هاممنى كلام الناس وياريت تتصلوا بيه علشان ننهى كل حاجه وده قرار نهائى يلا سلام ورايا مشوار.

ثم استدارت وفتحت باب المنزل وخرجت صافعه الباب بقوة لتكز حسينه أسنانها بغيظ
- ماشى يا بنت بطنى.

ظلت تصعد الدرجات فى عقار منزل خالتها فى هدوء حتى وصلت إلى طابق معذبها نظرت إلى باب منزله لبرهة، ثم اشاحت رأسها واكملت صعود الدرجات الى الطابق الذى يليه، وهى قررت منذ الأمس أن لا تفتح تلك الصفحة مرة أخرى.
ظلت ترن على الجرس مرات متتالية وهى تتعجب من عدم فتح خالتها الباب حتى فتحت سارة...

هوى قلبها ذعرا وهى تنظر إلى معالم وجهها، عيونها منتفخة وجهها شاحب للغاية وشعرها مشعث، دق ناقوس الخطر لتهتف بتوجس
- عمو إبراهيم حصله حاجه؟
احتضنتها سارة وهى تهتف بنحيب
- بابا فى المستشفى يا ورد
عقلها لم يصدق ما تفوهت به، اتسعت عيناها من الصدمة قالت بلهفة وبدأت الدموع تتجمع نحو مقلتيها
- طمنينى هو عامل ايه دلوقتى؟ وليه محدش اتصل بيا وقالى إنه فى المستشفى
جففت سارة دموعها بكفها وهى تهمس بصوت واهن.

- هو فى العناية المركزة دلوقتى، وليان بتجهز جوا علشان هنروح المستشفى، كنا من الصدمة مش عارفين نتصرف ولا نعمل ايه؟
ربتت ورد على ظهرها لتجد ليان هى الاخرى تقدمت نحوهم وهتفت بجدية جاهدت فى ظهورها
- يلا بينا
وبالفعل استقلت الفتيات سيارة ليان منطلقة إلى المشفى وقلوبهم عالقة فى ذلك الشخص القريب والبعيد فى آن واحد.

لم تشعر بمرور الوقت، بدأ الليل يسدل ستائره واخيرا زفرت براحة عندما أفاق والداها احتضنته بقوة ثم تسحبت ببطء لتخرج من المشفى بأكملها.
جلست على احد المقاعد خارج المشفى، وظلت تتابع إلى سير المارة بشرود وما زال عقلها يفكر فى حل تلك الازمة!
الاحساس بالعجز يقتلها فى اليوم ألف مرة لترجع برأسها إلى ظهر المقعد وتغلق جفنيها وهى تفكر فى عرض عم حمزة.
أفاقت على رنين هاتفها لترد فى بصوت متحشرج
- ايوه يا عم حمزة.

لحظة صمت دامت لمدة ثوان قليلة لتهتف بإستسلام
- حاضر جايه
قامت من مقعدها لتتوجه نحو سيارته القابعة أمام باب المشفى...
توقفت امام باب السيارة دنت قليلا وهى تتحدث من النافذة، هتف حمزة بأبتسامة هادئة
- ازيك يا بنتى عاملة ايه و اخبار الوالد ايه دلوقتى؟
غمغمت فى خفوت
- بابا الحمدلله فاق
انشرح اسارير وتابع حمزة بلهفة وهو يشير باصبعيه لكى تصعد
- معلش يا بنتى بس زين بيه طلب منى انى اخدك لأنه عاوزك فى موضوع مهم.

عقدت حاجبيها فى تعجب وتساؤل لما يريدها
- متعرفش هو عاوزنى فى ايه؟
رفع كفيه علامه على أنه لا يعلم
- معرفش يا بنتى، بس هو قال انى اخدك عايزك فى موضوع مهم
وافقت باستسلام وهى تجلس فى المقعد الخلفي كما يخبرها دوماً على الرغم من رفضها من الجلوس فى المقعد الخلفي وعدم وجود رب عملها،
بعثت برسالة لشقيقتها انها ستخرج لنصف ساعة وستعود إليهم.

ترجلت من السيارة أمام بوابة شركته،
وظلت تسير بهدوء حتى دخلت الى الشركة ولم يعترض رجال الأمن على دخولها!
دلفت إلى الشركة وهى تجد سكون عم المكان وقد غادر الموظفون بأكملهم، بلعت ريقها فى توتر من القادم وهى تستقل المصعد.
يديها اصبحت ترتعش ما إن توقف المصعد عند الطابق المنشود، سحبت نفس عميق وزفرته على مهل وهى تهتف بقوة زائفة لن يحدث شىء، كل شيء سيصير على ما يرام.

طرقت الباب عدة طرقات خافتة، لتستمتع إلى صوته وهو يأمرها بالدخول
امسكت بمقبض الباب وفتحته فى هدوء، ظلت تقدم رجل وتؤخر الأخرى وهى معلقه ببصرها إلى الأسفل هتفت فى هدوء
- تفضل يا سيدى لقد اخبرنى عم حمزة انه يوجد امر هام تريدنى ان تخبرنى به.

انتظرت رده لعدة ثوانى لترفع ببصرها نحوه لتجده عيناه مثبته عليها، تحدق بها بقوة جعلت جسدها يسرى به شراره كهربية نظراته المثبته على جسدها تجردها من ملابسها وكأنها تقف عارية أمامه.
عضت شفتيها السفلى بغيظ و بدأت تتصاعد حمرة وجنتيها بغضب
- ماذا؟

قام من مجلسه وهو يتقدم نحوها فى خطوات هادئة واضعا كفيه فى جيب بنطاله، أشاحت برأسها جانبا بسبب ذلك القميص اللعين الملتصق بجسده مبرزا عضلات جسده الرياضية وقوة بنيته
ظلت تخطو للخلف بخطوات بطيئة يصحبها خطواته التى تتقدم نحوها وكأنه فهد على وشك الانقضاض على فريسته.
شعرت بشيء بارد يحتضنها من الخلف، ولم يكون سوى الحائط وقبل محاوله الفرار وجدت ذراعيه تستندان على جانب وجهها ونظراته ما زالت غامضة.

اغلقت جفنيها وهى تشعر بأنفاسه التى تحرق جلدها ونبضات قلبها تدق بعنفوان تكاد تقسم انه يستمع إلى صوت نبضات قلبها بسبب قربه ووضعهم الفاضح بالنسبة لها
هتفت بتلعثم وهي تفتح جفنيها وتشيح النظر إلى زرقاوة عيناه التي توترها
- سيدى لا يصح ما تفعله معي، ماذا إن فتح الباب فى اى لحظة ووجدنا فى ذلك الوضع
مال بوجهه قليلا إليها وهتف بنبرة ذات مغزى.

- لا تقلقي لن يجرؤ احد على ان يفتح ذلك الباب، غير أنه لا يوجد أحد غيرنا
ثم تابع بصوت اجش آمر
- تزوجينى
نظرت اليه بصدمة شديدة تحاول استيعاب ما قاله، يريد أن يتزوجها؟ لما؟! تعلم جيداً إنها لا تملك اى مواصفات قياسية ليتزوجها، جسدها نحيل بعض الشىء و بشرتها خمرية وجهها رقيق بداية من اعينيها البندقية الواسعة ثم انفها الدقيق وشفتيها المكتنزة، لا يوجد لديها أى عامل من عوامل الجذب للرجال وخصوصا زين الحديدى،.

هتفت بصدمه وما زال عقلها غير الان لا يتقبل تلك الفكرة
- سيدى انك تمزح بالتأكيد
قاطعها بصوته الرجولي هاتفاً بثبات وهو يبتعد عنها عدة خطوات
- لا يا عزيزتي إنني لا أمزح
بللت شفتيها واخذت تعدل حجابها بشرود هامسه
- لماذا انا؟ لماذا تريدنى ان اصبح زوجتك
ليهتف بجمود واعينه الزرقاء الثابتة على جسدها
- لانكِ مجرد صفقة رابحة بالنسبة لى.

اتسعت عيناها بذهول، حاولت اخراج لسانها من جوفها للرد على ذلك الوقح أمامها، ولكنه أبى أن يخضع لها، صفقه رابحه! يريد أن يتزوجها لأنها صفقه رابحه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة