قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع

نبرته كانت جافة، باردة كعادته، من هى حتى يعقد معها صفقه!
- وما هى تلك الصفقة؟
كانت نبرتها متسائلة مستهزئة، ليجيبها وهو ما زال على جلسته
- ستكونين مساعدة خاصه بى تهتمين بكل شىء خاص بى سواء فى المنزل أو فى الخارج
بدت نبرته واثقة جامده يضعها للمرة الثانية أمام الأمر الواقع، دون أن يرجع لها!
- وماذا سأستفيد؟
- الكثير يا عزيزتى، الكثير.

عزيزتى! رغم كونها خرجت تلقائية منه إلا شعرت بقلبها الذى بدأ يدق بعنفوان، زجرت نفسها على الفور عندما لاحظت تعبيراته الغامضة تدقق على معالم وجهها
- وإن رفضت!
- لا يوجد سبب للرفض
احتنق وجهها من ذلك الجلف البارد لتراه يجلس على المقعد الذى يقابلها وعيناه تنبعثان ذلك البريق الذي يوترها
- تضعنى أمام الأمر الواقع، وتجبرنى على الموافقة؟

ارجع ظهره للخلف وعيناه تتفحص جسدها بوقاحة قال وهو يضع بأصبع السبابة أسفل ذقنه
- ملابسك ليست سيئة ولكن يجب ترتدي ملابس أكثر عملية حينما نكون فى الخارج!
- ليس لك أن تتدخل بما أرتديه
كانت تحذره وهى تشير بأصبع السبابة فى وجهه، وجدته يقترب منها بوجهه، لترجع برأسها للخلف بحركة عفوية حتى ارتطم رأسها بمقدمة المقعد،
أحاط بذراعيه على جانب رأسها وعيناه مثبته على عيناها.

- يحق لي التدخل فى كل شيء فى كل تفصيلة صغيرة فى حياتك، منذ أن وضعتى قدمك على ذلك القصر فلن تستطيعى الفرار منه،
أنفاسه الساخنة تلفح صفائح وجهها، لتغمض عينيها وتنحني برأسها الى الأسفل، لن تتفوه بشيء ذلك أسلم لها، لن تضمن
ماذا سيفعل وهى قريبة منه بشكل مهلك لها ولقلبها الذى ينبض بعنف،
توقفت عن التنفس من اقترابه، يلعب جيداً على أعصابها،.

تخشاه! كلا، بل ستكون كاذبة إن لم تخشاه، سطوته جاذبيته ووسامته، ثلاث عوامل تجعله يتحكم فى حياه الاخرين، لكن لم تنتهى الحرب بعد!

لم تصدق أنه بعد أن وافقت على مضض، يطلب منها أن تراجع الاوراق فى حجرته
شهقت بفزع عندما وجدت كومة كبيرة من الأوراق والملفات موجودة على مكتبه
تساءلت بتوجس
- هل من المفترض أن أنهى تلك الأوراق اليوم؟
- فى الحقيقة نعم، اريده بعد أن أعود تكونين قد أنهيت عملك
هتف بها بجمود وهى تراه يأخذ سترته مستعد للرحيل
- هل سأكون بمفردي؟
وجدته يقترب نحوها يهتف بعبث
- وهل تريدينى أن أكون بجوارك؟
- كلا.

نطقتها على الفور دون أن تفكر ولو لدقيقة، لتجده يدنو نحوها هامساً فى أذنها
- عندما أعود أراك قد انهيتى عملك يا قطتى
عبس معالم وجهها وهى تراه يبتسم بعبث ثم يخرج من الحجرة لتظل بمفردها،
نظرت إلى كومة الأوراق من جهة وإلى الباب من جهة أخرى
استشاطت غضبا وهي تسبه بكل الألفاظ التي تعرفها،.

لم تشعر بالوقت وهي تحاول أن تضبط الاوراق ثم تبدأ مهمتها وهي عبارة عن تعدل الأوراق بالتسلسل ومراجعتها، لن تنكر انهم بين كل الوقت والاخر يبعث حارسه الذي رأته المرة السابق وبعض المشروبات وآخر مرة قد قدم لها طعام صحى!
رغم امتعاضها على أكل الأرانب كما تفوهت به إلا أنها أكلته على مضض عندما شعرت بمعدتها التى تصرخ منادياً الطعام،.

ظنت انه لن يهتم بها أحد عندما تجلس فى تلك الغرفة، وعقلها مازال يتساءل لما حتى الان لا ترى خادمين فى منزله!
غفت وهى تستند برأسها على مكتبه، لتنتفض على أثر رنين الهاتف وهى ترى شقيقتها تتصل بها، ليست مستعدة للشرح، رفضت المكالمة وهى تبعث بعدها برسالة تطمئنها انها ستعود إلى البيت قريباً
قامت من مجلسها وهى ترى الوقت تجاوز الخامسة ليلاً، أين هو؟ لما لم يأتي حتى الآن؟

تشعر بالخوف إن خرجت من تلك الغرفة ورأت الحوائط البشرية أمام وجهها،
مرت عدة دقائق لترى بعدها الباب يفتح وهى تزفر براحة عندما وجدته تلك المرة هو، اشفقت عليه عندما رأت ملامحه المجهدة والإرهاق بادى على قسمات وجهه،
حمحمت وهى تجذب إنتباهه وقالت بجدية
- لقد أنهيت عملي، يجب ان اذهب
جلس على الاريكه بإرهاق وهو يخلع سترته قائلا وهو يضع يديه على رأسه
- تستطيعين الذهاب.

نبرته واهنة، ضعيفة، تقدمت نحو الاريكة التي يجلس عليها وقالت باهتمام
- سيد زين هل انت بخير؟
لم تستمع رده، انخفضت بوجهها نحو معالم وجهه المرهقة، غالق جفنيه ويعبث بشعره الكثيف وقميصه الذى لا تعلم كم زر تركه مفتوح لتظهر عضلات جسده الرياضية، اشاحت بوجهها سريعة وهي تغض بصرها،
سمعت بعض الهمهمات لتقترب بتوجس نحوه وهى تحاول ان تسمع بوضوح،
ابتعدت على الفور عندما فتح جفنيه فجأة لتقول بتلعثم.

- سأبحث عن أحد لكى يهتم بك
غمغم بجمود رغم نبرته الهادئة
- لا تقلقي سأعتنى بنفسى، اذهبي إلى حمزة إنه ينتظرك
لا تعلم لما لا تريد الرحيل!، أخذت حقيبتها لتغادر الغرفة، ولا تعلم لما تشعر بالقلق نحوه؟
استقلت السيارة فى طريق عودتها إلى منزلها، عقلها مشغول به، أصبح يستحوذ تفكيرها كلياً
شعرت بصوت حمزة وهو يهتف ببشاشة
- وصلنا يا انسه
شكرته فى هدوء و قبل أن تترجل من السيارة هتفت بتلعثم.

- استاذ زين شكله مرهق جدا وتعبان، ياريت لو ي...
صمتت عندما وجدته يطالعها بنظرة غريبة، ليبتسم ببشاشة بعدما لاحظ وجنتيها التي توردت من الخجل
- حاضر
ترجلت من السيارة وهي تضرب بكفها على جبهتها وهي تزجر نفسها ما تفوهت به، ليس لها دخل ان كان مرهقا ام لا؟، ولما توصي سائقه لكي يهتم به؟، ماذا سيعتقد السائق بها؟
صعدت إلى منزلها وهناك زوج من العيون تراقبها بألم...

أغلقت باب المنزل لتتفاجأ بوجود والدتها وسارة أمامها، نظراتهم لا تبشر بالخير إطلاقا! سيبدأوا جلسة التحقيق معها اليوم، الآن!
- كنت فين لحد دلوقتي؟
هتفت بها سعاد بجمود
تطلعت إلى سارة بتوعد، صاحت والدتها بحده
- سيبى اختك وقوليلي كنتى فين؟
خلعت حجابها والقته بأهمال على اول مقعد رأته وقالت بهدوء
- فى الشغل
قطبت والدتها جبينها لتصيح سارة وهى تضع يديها على خصرها.

- لا والله، انا اتصلت ب ندى وقالتلى مجيتيش عندها النهاردة
جلست على المقعد بأرهاق وهى تفرك جبينها، قائلة وهى محتفظه ب نبرتها الهادئة
- بشتغل سكرتيرة عند رجل أعمال، تمام كده، انا تعبانه تروح انام ولو عايزين اى تفاصيل بكره الصبح هشرحلكم كل حاجة
ثم قامت من مجلسها بتثاقل لتتوجه نحو غرفتها وهي تشعر بالآلام فى ظهرها بسبب ذلك اليوم المشؤوم، لتترمى على الفراش بارتياح وتغط في نوم عميق.

منذ عقد قرآنهم وهو لم يهاتفها ولو لمرة واحدة، تحبه منذ الصغر، لكنه لم يعشقها هى، يعشق الأخرى،
تنهدت بحزن وهي تتطلع إلى هاتفها للمرة الالف، تريده أن يهاتفها لو لمرة واحدة فقط، يكفيها هذا،
توقعت عندما تجبره عن الابتعاد عنها سيتوقف عن حبها، لكن ما حدث العكس، قلبه ما زال ينبض لها،
ما زالت تتذكر عيناه التي التمعت ووجهه الذى ابتسم بسعاده عندما رآها،.

ما كان عليها أن تستمع لوالدتها ابداً، لعبة رخيصة حيكوها من وراء ظهره، لتجد نفسها فى الخاسرة الوحيدة بعد ان ظنت هي التي سوف تربح فى النهاية!
وجدت والدتها تدلف إلى غرفتها لتهتف بحده
- قومى يا بت اتحركى كده علشان ورانا حاجات لازم نشتريها مورناش وقت!
هتفت بضيق
- مكانش لازم نعمل لعبه عليه، خسرناه شغله وخلينا يداين بمبلغ كبير ولو مدفعش يتسجن
وبدأت الدموع تنهمر على وجنتيها.

- انا غلطت لما وافقت على اللعبة اللى عملناها، ودلوقتى بدفع تمنها
مصمصت حسينه شفتيها بأمتعاض
- انا رايحه اعمل فطار للحاج، والاقيكى جهزتى علشان ورانا مشوار طويل يا عروسة
كعادتها لا تستمع لها ولا مشاكلها ولا تشاركها همومها، تنهدت بحزن وهى تتطلع إلى هاتفها للمرة الاخيره.

كانت تهاتفه وقد بدأ اليأس يحتل معالم وجهها لتسمعه يهتف ببرود
- نعم!
- إزيك يا يوسف
- كويس، خير!
نبرته جافة، جامدة
أغمضت جفنيها والدموع بدأت تتجمع نحو مقلتيها
- كنت بطمن عليك
خرج صوتها ضعيفا بعض الشيء والدموع تتساقط بغزارة
تأفف بضيق
- طيب انا مش فاضى سلام
ثم أغلق الهاتف فى وجهها، لترتمي على الفراش تبكي بمرارة،.

لن تستطيع ان تصل إلى قلبه حتى بعد أن أصبحت زوجته، يوجد بينهم فجوة عميقة، ولا تعلم إن كانت ستدق قلبه ام لا؟!

دلف إلى حجرة سيده بعد ان اوصل الطبيب للخارج، وبعث بأحد الحراس لجلب العقاقير اللازمة، لم يستغرق سوى دقائق معدودة وهى يرى الحارس قد جلب العقاقير، دلف إلى غرفته حاملا فى يديه كوب ماء والعقاقير فى يده الاخرى
وجده مسطح على الفراش والإعياء بادى على قسمات وجهه قال حمزة بحنو
- ستأخذ تلك الادوية الآن وسأقوم بأعداد الحساء لك
ابتسم زين بوهن هاتفاً.

- كلا لقد تأخرت يا حمزة ستقلق زوجتك عد إلى منزلك و سأهتم بالأمر
وضع حمزة القرص فى فمه ثم يعطيه الكوب
ارتشف زين الماء ثم عاد إلى يتسطح على الفراش هتف حمزة بعتاب
- ما كان عليك يا بنى أن تذهب إلى الموقع وتشرف بنفسك، فقد أصبتك شمسنا الحارة وأصبحت قعيد الفراش
- يجب علىّ الإشراف على العمل بنفسى
ربت حمزة على يد زين بحنو ابوى ليبتسم زين وهو يهتف بعبث
- هل سنظل نتحدث هكذا ولن تعد لى الحساء؟

- لقد أخبرتك من قبل ان يكون هناك خادمين ليعتنوا بك وبالمنزل، منذ ان اتيت هنا وانت ترفض ان يمس احد قدم ذلك القصر ما عدا،
صمت عن الحديث ليجد معالم وجهه لم تتغير ليهتف بغموض
- انت تعلم ان ذلك المنزل عزيز علىّ وهى دلفت إلى ذلك القصر لانها اصبحت مساعدتى الشخصية
- فقط!
هتف بها حمزة بمراوغة ليهز زين رأسه بالإيجاب...

- كن متحفظاً معها إنها ليست مثل تلك الفتيات فى مجتمعك الغربى!، انت لا تلاحظ عندما تأتى إلى وجنتيها مشتعلتان من الحمرة! ماذا تفعل لتلك المسكينة؟
غمز زين بعينيه ليهتف بنبرة ذات مغزى
- وماذا تظن برأيك زين يفعل مع الحسناوات!
- تأدب قليلا، إنك تتحدث مع رجل فى مثل عمر والدك
ضحك زين بملء فمه وهو يهتف بشقاوة.

- لقد كنت تريد ان تعلم ماذا افعل مع الفتاة وأخبرتك لذلك لا تلومنى، وهيا عد لى الحساء يبدو أن الحديث لن ينتهى،
علم حمزة انه لا يريد أن يستمر في الحديث، ربت على كفه بحنو ابوى
- سأعد الحساء...

استيقظت لتجد الساعة تجاوزت الثامنة، شقيقتها ليست فى المنزل، هذا رائع، ووالدتها تذهب فى ذلك اليوم إلى السوق،
انتفضت من فراشها وهى ترقص بسعادة، ستؤجل وصله التحقيقات، دلفت إلى الحمام وهى تغير ملابسها التي ارتدتها منذ البارحة وتبدل بملابس أكثر عملية، كما طلب البارد!
لا تعلم لما تنفذ أوامره دون ان تعترض!

توجهت نحو غرفة ابيها لتجده مثل عادته كل يوم جالس على الفراش يقرأ المصحف لتقبل رأسه ووجنتيه وهي تبتسم بسعادة
- صباح الخير على أحلى وأجمل أب فى الدنيا
أغلق إبراهيم المصحف ووضعه بجانبه قائلا وهو يضيق عيناه
- ااه، لطالما الدخله ديه يبقى انا كده مش مطمن
أجابت ببراءة
- أنا يا بابا!
عبست ملامحها بوجه طفولى مضحك ليضحك والدها ويقول
- قولى يا بنتى، ما انا عارفك انتي واختك مش بستريح بدخلتكم ديه!

نظرت يمينا ويساراً وكأن أحداً يراقبهم لتهمس بجانب اذنه
- اصل انا اشتغلت سكرتيرة
قطب إبراهيم حاجبيه
- وانا اكون اخر من يعلم؟! امتى حصل الكلام ده!، سعاد محكتليش انك اشتغلتي ليه؟
- ما انا اشتغلت امبارح، وظيفة طلعتلى فجأة وطبعا وافقت، ماما يا دوب عرفت بليل ومتعرفش تفاصيل، ياريت بقى سارة تبطل شغل المفتش كرومبو علشان انا اللى بكون متضررة فى الاخر، فلما ماما تيجى عايزاك تزوغنى.

- المهم إنك تكونى مرتاحة، مع إنى معترض على كونك سكرتيرة عند حد؟
امسكت وجنتيه بحب
- ما الواحد لازم يصعد السلم من اوله، اومال هنوصل للتوب ازاى؟، يا حبيبى يا بيبو متقلقش انا مرتاحة فى الشغل الناس كويسين معايا
ليس هناك مانع إن كذبت بعض الكذب البيضاء أمامه، لا تريد أن تقلقه وهو فى حالته تلك؟، تخشى إنفعاله، تخشى إن أصابه شيء!
ربت إبراهيم على يديها
- شركة إيه ديه بقى؟
- تسمع عن زين الحديدى؟

صمت إبراهيم لعدة ثوانى وهو يفكر فى ذلك الاسم ليهتف
- مش ده الاجنبى المشهور ولا ده تشابه فى الاسماء؟!
هزت رأسها بالنفي
- ايوه هو الاجنبى المشهور، انا بقى بقيت سكرتيرة عنده، فتح شركة في القاهرة من فترة بسيطة، ادعيلى بقى يا بابا ربنا يوفقنى
- ربنا يوفقك يا ليان يا بنتى، يا بنت سعاد
كان يهتف بها بحنان ابوى، فتحت سعاد باب الغرفه فجأه وهى تهتف بوجوم
- كويس انك صحيتى!

قامت من فراشها و تتوجه نحوها وتطبع قبلة على وجنتيها
- صباح الفل يا ست الكل ورايا شغل بقى ها، وهتصل لما اخلص، يلا سلام
ثم غادرت الغرفة، بل المنزل بأكمله
ضربت سعاد بكفيها بتعجب
- مالهم البنات اليومين دول!

وصلتها رساله نصية من السائق حمزة وهو يخبرها بأنه سيمر فى نفس المكان لتوصيلها بعد دقائق قليلة،
توجهت نحو أحد المطاعم الشعبية الخاصة ببيع الفول والفلافل ثم ظلت تنتظره حتى وصل بعد دقائق قليلة من انتظارها،
كان سيترجل من السيارة، لتنظر له بعتاب فلن يتوقف عن فعل تلك الحركة ابداً، استقلت السيارة وهي متوجهه نحو القصر.
ظلت تأكل بشراهة فلم تستطع أن تأكل جيداً البارحة بسبب طعام الارانب الذى قدموه لها،.

انتبهت على زوج من الاعين تتابعها بفضول لتهتف بخجل
- سورى، مفطرتش على الصبح
ثم ناولته احد اللفائف وهى تهتف بمرح
- بص سندوتش الطعمية ديه بتاعت عم رضا مفيش زيها
تناول منها اللفافة بعد الحاحها الشديد لأخذه، لتقرر قطع ذلك الصمود وتهتف
- على كده بقى يا عم حمزة حضرتك شغال مع استاذ زين من إمتى؟
- ياااه من زمان من قبل ما يتولد حتى.

اومأت برأسها فى تفهم وظلت تتطرق معه فى مواضيع شتى حتى وجدت السيارة توقفت أمام باب القصر،
ترجلت فى هدوء وهى تدلف إلى القصر وما زال الحارس في موضعه، ليدلف بها إلى إحدى الغرف العلوية ثم يغلق الباب كعادته،
غرفة نوم! ماذا تفعل فى غرفة نوم؟ ظلت تدور بعينيها باحثة عنه لتشهق بفزع وهى تراه يخرج من المرحاض ولا يغطيه سوى المنشفة،.

استدارت برأسها للخلف وهى تخرج من الغرفة سريعاً واستندت بجوار الباب وما زال عقلها يعيد بذاكرتها ما حدث منذ قليل،
وضعت بكفها على موضع قلبها تهدأ من خفقاته المتسارعة، تحسست بيدها الاخرى وجنتيها لتشعر بسخونه بشرتها،
انتفضت عندما وجدته يفتح باب غرفته وقد ارتدى ملابسه وقد أصبح وجهه أكثر نضارة عن ليلة أمس،
ابتسمت بعملية وهى تشيح برأسها
- صباح الخير
- صباح الخير
كعادته نبرته جافه، ليهتف بلهجه آمره.

- حضري لي وجبة الإفطار
- نعم!
هتفت بها باستنكار شديد، وجدته يقترب منها ويدنو نحو أذنها
- ستهتمين بأمرى في المنزل وخارجه، هيا اعدى لى الطعام
- أنا لست خادمتك يا هذا!
نطقت بها بحنق وعيناها تشعان بالغضب...
وجدته يقترب نحوها بمكر وهى تحاول ان تبتعد عن حصاره فخلفها الحائط وأمامها جسده وذراعيه يحيطان جانب رأسها.

- ومن قال إنكِ خادمة! إنك مساعدتى الخاصة جداً، ستطيعين أوامري دون ان تتفوهى بأي حرف، كونى قطة لطيفة معي
ثم همس بعبث وانفاسه تلفح صفائح وجهها
- وربما احتاجك فى الحمام!
اتسعت حدقتى عيناها ذعراً لتضربه على صدره بقوه
- ايها السافل، عديم الأخلاق
لم يهتز له شعره امسك بذراعيها بيد واحده ويسحبها إلى صدره،
- يبدو إنكِ تريدين أن تعاقبى على شتمك لى، رغم أننى حذرتك أكثر من مرة عما سافعله بكِ.

ازداد عدد نبضات قلبها فى تلك اللحظة، عيناه تلمعان بذلك البريق الذي يخيفها، وجهه قريب من وجهها وعيناها تحتلان معالم الخوف والصدمة،
كان يميل برأسه ناحيتها وشفتيه تميل نحو خاصتها وهى ساكنة بين ذراعيه بعد محاولات فاشلة من التحرر من قيده!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة