قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع عشر

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع عشر

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع عشر

اتسعت عيناها صدمة، لقد قبلها كانت تنتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر، لكن يقبلها وهما في السيارة وبعدها يخبرها أنها ملكه!
كلا، توقفت السيارة عن الحركة إذاً وصلا للمنزل.

ترجلت من السيارة وأغلقت الباب بعنف وشياطين الدنيا تحوم حولها، كانت تنتظر زوجها يبثها بكلمات معسولة يعبر لها عما يجيش في صدره عن عشقه لها ثم يقبلها، لكن ذلك الزين، سبته في داخلها وهي تدلف إلى الشقة تحت نظرات الجدة التي ما زالت مستيقظة حتى ذلك الوقت
- يا ليان أخبريني ما بك؟
تمتمت بحنق وهي تجز علي أسنانها بغيظ متوجه نحو غرفتها
- كلا جدتي لم يحدث شىء تصبحي على خير.

أغلقت الباب خلفها بعنف لتنتفض على آثره الجدة،
جعلت حجابها ورمته بعنف لتتطالع بوجهها في المرآه تحسست شفتيها التي تورمت من أثر عناقه الساحق، أغمضت جفنيها وهي تعد للعشرة لا تضمن نفسها إن رأته مرة أخري ستنجرف بمشاعرها أم تكون له بالمرصاد؟!.
صاحت بعنف وهي تضرب بقدمها علي الأرض متوجه نحو الحمام.

ما الذي فعله معها؟ يا إلهي لم يكن مخططاً لفعل ذلك في الوقت الحالي، كل ما أراده هو إصمات شفتيها المغريتين،
أرجع برأسه للخلف مستنداً على الأريكة، إبتسم بسخرية وهو ما زال يتذكر عندما أخبرها أنها ملكه، ملكه فقط، تعبير قاتل حقاً.
طعم شفتيها ما زالت عالقه علي خاصته، إنتبه على صوت الباب ليعلق بنظره وهتف بهدوء
- ماذا جدتي؟
توجهت نحوه الجدة وجلست بجواره.

- لا يعجبني وضعكم يا زياد، أريد أن أراكم كأي زوجين طبيعين أنت لا تعلم كم أنا متلهفة لكي أرى أبنك قبل أن أموت
لاحظت امتناعه عن الرد، تنهدت بيأس وهي تقوم من مجلسها
- الفتاة تتسرب بين يديك يا زين
نبرتها جامدة وهي تهتف بأسمه، تقابلت أعينهما للحظات لتغادر وهي تطرق بعصاها أرضا، وقد يئست من الحديث معهم ستنتقل للخطة البديلة، ابتسمت بخبث وقد اهتدت إلى فكرة لتقربهم.

أسبوع ممل قضته في القرية، لا أحد يتحدث معها اطلاقا سوى عمها توفيق، تظل زوجة عمها طوال الفترة ترمقها بنظرات مشمئزة، والجد ممتنع عن الحديث لم تراه يتحدث معها كأنه يتجنبها ويتجنب النظر إليها، واليوم ستعود للقاهرة بعثت برسالة قصيرة لشهاب وهي تخبره بعد عدة ساعات أنها ستصل للعاصمة.
صعدت هي و أيمن السيارة لتتحرك السيارة متوجه نحو العاصمة
- قوليلي انبسطي
ابتسمت ببلاهة
- إتبسطت لحد الملل
تمتم أيمن ببساطة.

- إن شاء الله هنرجع وهنزورهم في فترة جاية
اتسعت أعين ندي صدمه وأجابت
- نروحلهم تاني، لا لا لا لا انا ما صدقت إن أحنا مشينا تقولى نرجع تانى ده محدش فيهم بيوجه كلام معايا إلا عم توفيق
تنهد أيمن بحرارة
- انا عارف يا حببتي بس المرة الجاية هيكون موجود بنات خاله مروان ودول تقريبا قد سنك
هتفت ببرود وهي تعبث بهاتفها
- بنات خالته مروان يا بابا انا مش طايقة السمج ده فما بالك ببنات خالته.

تذمرت وهي تتحدث بصوت خفيض بعيدا عن مسامع والدها، لن تعود مرة أخرى لن تعود، فتلك الأيام كانت أشبه بكابوس.

هتفت سميحة بقلق واضح بعد خروج الطبيب من غرفة العمليات
- طمني يا دكتور بنتي مالها
تنهد الطبيب بأسف
- واضح يا فندم إنك متعرفيش مرض بنتك وخبته علي حضرتك، للأسف هي مريضة كانسر وواضح إنها أهملت ومهتمتش بيه لحد ما إنتشر المرض في معظم جسمها
هوت تلك الكلمات بمثابة صاعقة، إبنتها الوحيدة قرة عينيها سترحل وتتركها، مريضة بالسرطان ولم تخبرها، بكت بحرقة لتهمس بأمل
- يعني مفيش علاج.

- للأسف العلاج مش هيأثر معاها المرحلة اللي وصلتلها متأخرة جدا
لم تستكمل باقي حديث الطبيب لتسقط على الأرض فاقدة الوعي
فكما تدين تدان عباراه من ثلاث كلمات فقط، لكنها قوية ومخيفة ومع ذلك النفس البشرية بطبيعتها متمردة، شريط أعمالك السيئة تمر عليك في لحظة واحدة وكأنك تعيشها، دائما عقاب الرب أشد وأقوي من عقاب الإنسان.

شهقت بفزع وهي تنظر إلي ملابسها، أين ملابسها الفضفاضة؟، توردت وجنتيها من تلك الملابس المخجلة التي أمامها، إنها الجدة الوحيدة التي تفعل ذلك،
صاحت الجدة بهدوء وهي تقتحم غرفتها
- ننتظرك أكثر من نصف ساعة ولم تأتي تعلمين ان المواعيد أمر مقدس بالنسبة لي
جيد ان الجدة قد جاءت إليها، أمسكت بمنامة حريرة وهي تهتف يضيق
- ما ذلك يا جدتي؟
تفحصت المنامة وردت ببساطة
- منامة حريرة حمراء ستبدين فاتنة بها
- جدتي.

صاحت بها بسخط، لترمي بالمنامة في الخزانة، أشارت بأصبعها نحو الملابس
- ألقي نظرة جدتي كل تلك الملابس عبارة عن ملابس لا تخرج من باب الغرفة
- جيد إرتديهم وكما أخبرتك لا يوجد أحد غريب هنا كلنا هنا نساء والرجل الوحيد في المنزل هو زوجك
زوجي، زوجي، زوجي إنها لا تشعر بتلك الكلمة لما لا تفهمها هتفت ببرود
- أتعلمين أمرا لن أرتديهم أبداً، سأرتدي البناطيل والقمصان إحتفظي بالجلباب لكِ.

ضربت بعصاها أرضاً وهتفت بحده وهي تشير بيديها نحو إحدى المنامات
- أرتدي ذلك الأزرق
أزرق! كلا سيعتبرها دعوة منها، تعلم تفكير الرجال، يكفي ما حدث البارحة هتفت الجدة بقسوة لا يليق مع عمرها
- دقائق واراكِ ترتدي ذلك الثوب
غادرت من الغرفة وقد زالت ضيقها وحل محلها إبتسامة خبيثة لتهتف للخادمة
- جهزي الفطار يا عزيزتى.

ضربت بقدمها على الأرض بيأس، الجدة تشبه زين، كلاهما وجهان لعملة واحدة، إلتقطت المنامة وهي تسحق شفتيها بغيظ مكتوم، أزرق جدتي أزرق، ظلت تلعن نفسها لأنها قامت بجلب تلك الحقيبة معها.

كان يتناول طعامه في صمت، رفع ببصره عندما رآها تتجه نحوهم اتسعت عيناه دهشة، ما هذا الذي ترتديه؟!
منامة زرقاء داكنة ذو حمالات رفيعة بالكاد يغطي مؤخرتها، وخصلات شعرها الفحمية قررت أخيراً ان تطلق سراحهم، جسدها يسير في نعومة مع خصلات شعرها، ألحان هادئة تعزفها جسدها ليشاركها خصلات شعرها في الرقص.
اللعنة ما الذي تحاول فعله في ذلك الصباح؟

جلست بهدوء وهي تلقي الصباح متحاشية النظر إليه، وجنتيها تزداد إحمراراً لم ترتدي تلك الأشياء من قبل، تشعر بعينه المصوبتين اتجاهها، أ تنظر إليه؟، كلا كلا لن تستطيع فعلها نظرة عيناه كفيلة بجعلها تتصنم وتتخشب إن أقترب منها، هل عيناه مثل المنوم المغناطيسي؟ يجذبك إليه ولا تشعر بشىء سوى أنك تنساق ورائه.
ابتسمت الجدة بظفر، لقد حققت مبتغاها ونجحت في المرحلة الأولي، يبدو أنها ستعود إلي الحيل القديمة.

راقب إحدي حمالات منامتها التي سقطت من علي كتفها، لتكشف جزء ليس بهين من جسدها وهي متحاشية النظر إليه ويبدو أنها لم تلاحظ ما حدث،
هب من مجلسه علي الفور وهتف بجمود
- سأذهب للعمل
تابعت الجدة خروجه وكأنه يسابق الأشباح بأبتسامة خبيثة، لتلقي ببصرها نحو التي كانت تأكل بلا مبالاة لخروجه.

- كده يا ورد تخبي عليا
هتف بها إبراهيم بوهن وهو يشعر بأنه يفقد إبنته
ردت ورد ببسمة صغيرة تعتلي ثغرها
- صدقني كان ده افضل حل
احتضنتها سارة وهمست بوعيد للذي يعلم كل شىء وخبأ عنهم
- بس أشوف شهاب ومش هسيبه في حاله
- مس ورد مس ورد
ركض الصغير نحوها وهو يحتضنها، تلقته بين ذراعها وهتفت بتساؤل
- إنت جيت إزاى وجيت مع مين؟
- جيت مع ماما منى
تعلقت ورد بنظرها إلى منى التي كانت واقفة عند مقدمة الباب.

- محمد أول ما عرف صمم إنه يجي
هتفت بها مني بابتسامتها البشوشة، ليعود الطفل محدثاً
- مس ورد إنت مش هتمشي وتسيبني مش كده
تلعثمت في الحديث ولم تجد ما تقوله لترد سارة بمشاكسة
- ما سارة موجودة
- لا انا عايز مس ورد علشان بعد كل رسمة بتديني شوكلاته
- مصحلجي حقير
همست بها سارة في خفوت بعيداً عن مسامع مني، لتضحك ورد باستمتاع وهتفت وهي تربت على شعر الطفل
- كله إلا محمد يا سارة ده حبيبي من جوا.

تشبث الطفل بمعانقة ورد وأخرج لسانه مغيظاً سارة
- شوفي الولد بيطلعلي لسانه
هتف إبراهيم
- يا بنتي سيبي الولد في حاله
هزت رأسها نافية وهي تتعمد مشاكسة الطفل تحت نظرات مني الباسمة و ورد المتألمة لانها ستفتقدهم للأبد.

- توقعت عدم حضورك
هتف بها تيم وهو يقوم من مقعده، جلست ليان على المقعد وهي ترد بأبتسامة هادئة
- لقد تأخرت نصف ساعة فقط، ولكن أين الجميع؟
- كمال منشغل في بعض الحسابات وجاسمين اعتذرت وسلمي ما زالت في مداومتها وليلي خرجت منذ قليل
تمتمت بهدوء
- إذا لا يوجد غيرنا
- نعم، هل تريدين احتساء شاي اام قهوة
- كلا كلا أريد عصير برتقال
كانا يتحدثان في شتى المواضيع لم ينتبهان لمرور الوقت، صاح تيم.

- يا إلهي لقد تأخرت نصف ساعة سيوبخني المدير
ردت ببساطة
- هل عملك قريب من هنا
- يبعد شارعين عن المقهى
قامت من مجلسها و هتفت بحماس
- جيد طريقنا واحد لقد رأيت محل للحلوى قريب من المقهي سألقي نظرة عليه
خرجا من المقهي وسارت بجواره، كان السائق علي وشك التقدم منهما والتحدث إلا أنها زجرته بعيناها وتابعت السير وكلاهما في وادي آخر، همست بعبوس وهي تقف أمام المتجر
- إنه مغلق
- أتعلمين يا ليان أنك تشبهين الأطفال.

عقدت حاجبيها وتساءلت
- وهل هذا بمعنى جيد أم سيء؟
حك ذقنه متمتماً ببساطة
- لا بالمعنى الجيد بالطبع، نادراً ما أقابل فتيات ما زلن يحتفظن ببرائتهن حتى رغم مصاعب الحياة
لاحظت تغير نبرته، وعيناه تتفحصها بتمعن، نظرت للخلف لتجد السائق على بعد عدة خطوات بينهما
- علي الذهاب الآن
إبتسم تيم وهو يودعها، لتعود بخطواتها أمام المقهى، صعدت السيارة وهتفت بعنف
- لا تفعلها مرة أخرى أتفهم
رد السائق بعملية.

- السيد زين هو من أخبرني
صاحت بعنف
- لا يهمني ما يقوله، لا تتجسس على أفهمت.

وضعت بكوب القهوة على مكتبه، كان غارقاً في أعماله، تنهدت بيأس لأنه لم ينظر إليها كل تلك الساعات التي قضتها في المرآه وهي تتزين له لن تذهب هباءاً،
استدارت نحوه وجلست على فخذيه هامسة بجانب أذنه
- حبيبي
سمعت همهمته لتمرمغ بوجهها نحو عنقه طابعه بقبلة هادئة جعلت جسده يتشنج، همس بخطورة
- ليلى حفاظاً علي السلامة العامة إذهبي
همست بأغراء
- وماذا سيفعل زوجي إن لم أذهب
- سأقوم
بتر باقي الكلمات وهو يتمعن إليها.

- تلك الأشياء لا تنفذ نظرياً
شهقت بفزع عندما قام بحملها بين ذراعيه متوجها نحو غرفتهما لتطلق عدة ضحكات رنانة هاتفه بأغراء انثى يليق بها
- والعمل؟
- يوجد شيء أهم من العمل عزيزتي.

تفحصت ملابسها وهي تتنهد بيأس لقد قامت الجدة بأزالة باقي ثيابها، لم تترك الجدة أي شيء سوى تلك الثياب الفاضحة، أغلقت باب الخزانة بعنف لتتوجه نحو غرفة الجدة،
فتحت باب الغرفة لتجدها نائمة تغطي في نوم عميق، أو متصنعة النوم!
عادت لغرفتها مرة أخري وهي تدور كالنحلة، الجدة نامت قبل موعد العشاء، قررت الجدة الهروب وعدم المواجهة.
نظرت للمنامة الزرقاء التي ارتدتها في الصباح، التقطتها ورمتها على الأرض بعنف.

ماذا ذنب المنامة لا تعلم؟ فتحت الخزانة مرة أخري وهي تبحث المنامة آكثر إحتشاماً، إلتقطت منامة سوداء وتوجهت نحو المرحاض.
خرجت وهي تجفف شعرها لترتمي على الفراش بوهن، لا تستطيع النوم، يجب التحدث معه عن ذلك السائق لا تريد أحدا أن يتجسس ويراقبها؟ هل لتلك الدرجة لا يثق بها؟
اعتدلت في موضع الجلوس، تشعر بالملل حتي بعد عودتها، أمسكت بهاتفها لتهاتف ندي، لم تجيب عليها.

رمت بالهاتف وقررت النزول لغرفة مكتبه، ما زال الوقت باكراً لعودته، فتحت باب الغرفة بهدوء وجالت ببصرها حول المكان مرة آخري
مكتبة ضخمة توجد بها العديد من الكتب والتي ترجح بأنها أثرية، إلتقطت إحدي الكتب والتي تتحدث عن السياسة وتفحصتها بتعمن و عقل شارد
- جيد إنكِ هنا.

صوته العميق ذبذبتها، أغلقت الكتاب وأعادته بهدوء إلى مكانه لتغادر من الغرفة غير مستعدة للحديث معه، أمسكها من عضدها وسحبها لصدره العريض لتشهق بفزع وهي تشيح بذراعه عنها
- إبتعد
- منذ بضعة أيام تخبريني بأن أقترب واليوم تقولين أبتعد
همس بها بجانب أذنها ويداه أخذت طريقها إلي خصرها ليثبت بها بقوه، وجه أصبح قريب من وجهها، توردت وجنتيها وبدأ معدل الأوكسجين يقل تدريجياً، تستنشق زفيره الحار
- دعني.

- لماذا يا ليان تقابلين ذلك الصحفي
ردت بهدوء
- إنه صديقي
تأوهت بألم عندما غرس بأنامله على خصرها هدر بعنف وانفاسه الهادرة تحرق جلدها
- ليس صديقك يا ليان، إبتعدي عنه
تشعر إنها علي وشك فقدان وعيها، عقلها لا يصدق إنه إقترب منها، لكن أين تلك الفتاة الشرسة التي ستمتنع أن حاول لمسها، لم اختفت عندما حاصرها يهيبته وعبق رائحته تغلف روحها وتحطم حصون قلبها، يجبرها ويملي عليها وهي عليها السمع والطاعة، هتفت بضيق.

- وهل أنت ستملي عليّ من أقابلهم ومن لا
- نعم إن إذا اطررت لفعلها سأفعلها
لذلك الحد كفي، أشاحت بذراعيه من على خصرها وهتفت
- كلا يا زين
- زياد
همس بها بتصميم وهو يعيدها مرة آخري إلي أحضانه ليتحسس بأنامله على خصلات شعرها الفحمية، همست بتعجب
- ما بك؟ لما تغيرت
- إنكِ غريبة حقاً حينما ابتعدت تخبريني لماذا إبتعدت وحينما اقترب تتسائلين لماذا إقترب، قولي لي هل تريدينني أن أبتعد أم أقترب؟

امتنعت عن الرد، لا تريد أن تتفوه بأي حماقة وهي بذلك قربه الذي طار بآخر ذرة من عقلها
- إبتعدي عنه يا ليان
هزت رأسها نافية وهي تزفر بحنق
- كلا كلا كلا
غرس بأصابعه علي خصرها لتسحق شفتيها بألم، وهي تستمع لحديثه اللاذع.

- ماذا تريدين بقربه أخبريني، يبدو أن نظرات الرجال عليك تعجبك كثيراً، هل تريدين أن تلهث الرجال خلفك ها؟ هل يرضيكِ غرورك عندما يتفحصونك الرجال بشهوة ونظراتهم الحارقة تجردهم من ملابسك هيا أخبريني؟
وردها كان صفعة قوية علي خده الأيمن، لا تعلم كيف فعلت ذلك لكن حديثه طعنها، هل يظنها عاهرة؟
انكمشت حول نفسها وهي تراه يدفعها نحو الحائط ويحصرها بهيبته،.

تحاشت النظر إليه تستمع إلي صوت هدير أنفاسه التي تحرقها ومن المؤكد عيناه حالكتين، لقد صفعته، لا تعلم كيف يداها تجرأت على فعل ذلك؟، ولا تعلم كيف تجرأ على نطق تلك الأشياء المقززة أمامها، طعنها بدم بارد، عضت شفتيها السفلي بألم وهي تشعر بالمرارة الذي إحتل فؤادها.

رفعت بوجهها لتقابل عيناه، ملامحه قاسيه نظرته أرعبتها بعثت في قلبها الرعب والذعر ارتجف جسدها وهي تراه ضرب بقبضته بالحائط بجوار أذنها، لتغمض جفنيها وهي تبتلع ريقها بتوتر
- زين انا
تلجلجت في الحديث، لتجده بدون سابق إنذار إختفى كالزيبق
هرولت وهي تحاول بأن تلاحقه لتتجمد قدماها عندما سمعت إغلاق باب المنزل بعنف.

سمعت صوت طرقات على الباب بنغمة معينة لتهتف بصوت مسموع
- إدخل يا شهاب
فتح شهاب باب الغرفة وهو يتقدم نحوها حاملاً باقة من الزهور
- انت كمان جايبلي ورد لا انا كده هتغر
- أصل الورد ميجيش للورد
ضحكت بمرح
- طب خلي ندي كده تسمعك هتعلقك على باب بيتهم
صمتت قليلاً وهي تتنهد بحزن
- كان نفسي لو عندي وقت أكبر أشوف النونو اللي هيجي منك أو من ليان وأشوف سارة مين المجنون اللي هيتجوزها.

- يا ستي لو علي سارة ف أنا أؤكد لك اللي هيتجوزها هتكون أمه داعيه عليه
هتف بها بمرح لتعبس ورد بملامحها
- ايه داعيه عليه؟، بالعكس ده ألف من يتمناها هتكون رزينه جداً في إختيار شريك حياتها
رد بمزاح
- إحنا قلبنا ولا إيه مش من شويه كنتي بتقولي مين المجنون اللي هيتجوزها، عموما يا ستي حبيت افرحك آخر الأسبوع هتقدم لطلب إيد ندى
صفقت ورد يداها بمرح
- بجد الف مبروك
- حيلك حيلك حيلك أنا بقولك لسه هتقدم مش وافقوا.

هتفت بزهو وهي تغمز بعيناها بخبث
- ايه يا حضرة المقدم هو في حد يرفضك
- ما هو ده اللي مخليني أقلق
- متقلقش أنا واثقه جداً ومتفائله، مش ندى وافقت خلاص المفروض تكون واثق وانت داخل
ثم استطردت
- بس أستاذة مني قالتلي إن في عصفورة بلغتها بمرضي
رد باستنكار زائف
- تقصديني أنا؟
هتفت بتصميم و بنبرة مرحة
- وهو في غيرك يا سيادة المقدم، بقلك إيه أفتح التلفزيون في مسلسل تركي جديد بدأ وعايزة ألحقه
ضرب شهاب بكفوفه.

- ربنا يهديكم.

أصبحت الساعة الثالثة صباحاً ولم يأتي، لم يغلق لها جفن، كيف تغلق وهو ما زال في الخارج؟
تخشى مكروه أصابه، تخشى إن حدث له شيء، يقتحم في خلدها أسوأ تخيلات عنه،
تعيش في حالة التوتر الترقب والانتظار، تريد أن تطمئن فقط بعودته وستذهب للنوم.
لم تشعر بمرور الوقت وهي ما زالت علي نفس جلستها، كأن الزمن توقف للحظات سمعت صوت فتح الباب وإغلاقه، لتجده أمامها قفزت من فراشها وتوجهت نحوه هامسة بلوع.

- زين أنت، أنت بخير حمد لله، حمدلله
إرتدت للخلف عندما خرجت من أنفاسه رائحة كريهة، وضعت كفها على شفتيها وهمست بصدمة
- يا إلهي أنت أنت
وقبل محاولة للفرار منه سحبها من خصرها لتصبح بين ذراعيه
- هل لمسك أحد غيري
تشعر بالنفور، يداها تتخذ طريق الدفاع همست بحدة وأعينها تتسعان بصدمة من، من وقاحته!
- زين هل جننت ما الذي تقوله؟
أرجع بظهرها للخلف حتى إصطدم ظهرها بالجدار، أنامله أخذت طريقها بالتحسس في شفتيها.

- أخبريني هل تذوق أحد تلك الشفتين غيرى؟
رمشت بعيناها عدة مرات وهي ما زالت غير مستوعبة ما يقوله! هل جن!
- زين توقف
- واللعنة أخبريني
انتفضت على أثر صياحه، طأطأت برأسها أرضا وهمست بصوت جاهدت في إخراجه
- لا
دنا بوجهه نحو وجهها، رفع بوجهها أمامه وهو عيناها تهربان منه وجسدها يتفاعل بنفور كرد فعل طبيعي من لمساته.
تحسس جسدها بنعومة، انتفضت كالمذعورة من آثر لمساته التي كانت بمثابة الشوك الذي يخترق جلدها.

- زين أنت ثمل توقف أرجوك
أصمت شفتيها بسبابته هامساً بخطورة
- لا وقت للحديث الآن
ابتلعت ريقها بتوتر، وهي تنظر إلي عيناه، عيناه الداكنة الراغبة جعلتها تتوتر وتتصاعد حمرة وجنتيها
لمس شفتيها للمرة الثانية، يقبلها بعمق، بنهم، بشوق لتذوقهما مرة أخرى،
عقله مشوش غير حاضراً، ينساق إلي عقله المغيب بأنه يريدها ويمتلكها، لم يشعر بمحاولاتها البائسة في الابتعاد عنه، كان منغرساً في إرتواء نفسه قبل ارتوائها.

إبتعد لاهثاً وهو يراها تلتقط أنفاسها بصعوبة، جفنيها مغلقتين، يريد أن يعلم بتأثيره عليها
- افتحي جفنيك
همس بها آمراً، اشمأزت ملامحها وهي تستنشق أنفاسه المختلطة بالخمر، فتحت جفنيها أثر همسته الأمره
- زين ما تفعله خاطىء أر
قاطعها صائحا بعنف
- إنتي زوجتي ليان.

جذب خصلات شعرها برفق نحوه، عاد لتقبيلها مرة آخري، لم يرتوي بعد، ما زال ظمأن يريد أن ينال شهد شفتيها كل مرة، قبلاته شرسة عنيفة متملكة، يقبلها وكأنه للمرة الأخيرة يقُبلها.
حملها بين ذراعيه ليتوجها نحو الفراش، يسمع همساتها وهي تناديه بأسمه بين كل قبلة والأخرى، ما يجب عليها أن تناديه بأسمه بتلك الأثارة وهو يقبلها، دماء حار وتدفق هائل يسري في أوردته، وهمساتها كالهواء الرقيق في موسم الربيع.

أغلقت جفنيها وهي تكتم دموعها وتنتحب بصمت، هل تنال أول قبلة في السيارة والأخري وهو ثمل، حظها العاثر أوقعها مع رجل جذاب وسيم غريب الأطوار.

استسلمت بيأس عندما زادت قبلاته جنوناً وهي تدمغ بعنقها وتعود مرة آخري لشفتيها، لا تستطيع إيقافه يفوقها جسديا وإن كان ثمل، جسده يكبل جسدها ويمنعها من الحركة كالغريق الذي يتشبث بآخر ذرة آمل، لا تستطيع أن تبادله، لا تستطيع مبادلة عناقه الجامح وهو في تلك الحالة، إن بادلته ستشمئز من حالها أولا قبل أن تشمئز منه.

يبتعد ويقترب مثل المد والجزر، لا تفهمه ولا تفهم نهجه، فتحت جفنيها وأتسعت أعينها صدمة وشل لسانها عن التحدث عندما سمعت تمزق ثوبها! مناماتها تمزقت وسط عناقه الملتهب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة