قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والعشرون

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والعشرون

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والعشرون

دفنت وجهها بين ثنايا عنقه، رائحه عطره الموشومة برائحته الرجولية تُسكرها، عدة لحظات لحظات فقط وهي تحاول إستعادة تنفسها الي الحالة الطبيعية، وجهها الذي اصطبغ باللون الأحمر لا يجب ان تراه الجده، وضعت راحة يديها على مصدر مضخته، تذبذبت دقات قلبها وهي تعض شفتيها السفلي بإحراج من كلمته، دائما يضعها في مواقف محرجة وهي غبيه جسدها يذوب بسرعة من مجرد لمسه، لمسه واحدة فقط تذوب متلهفة لتلك الدوامة التي تقتلع كل حصونها الثابتة.

ابتسمت الجده وهي تلاحظ ارتباك جسد ليان وجسد الآخر المتحفز للانقضاض على فريسته، عضلات فكه السفلي المتشنجة وذراعيه الملتفين حول خصر زوجته كالكماشة، زادت عينيها ببريق خافت وهي ترى محاولات زوجته الفاشلة للتخلص من حصاره ويبدو أن الأخر لم يكتفي بل هبط الي وجنتيها ويوشم بأسمه في كلا وجنتيها.

حمحمت الجدة وهي لا تعلم لما اصبحت نبرتها هادئة، جاهدت ان تخرجها حازمة لكن حنجرتها خانتها لتخرج بصوت ناعم وابتسامتها من الأذن للأذن
- أراك أصبحت كاللص الذي يختلس قبلات من زوجته، غرفتكما خالية اذهبا تفعلان بها ما تريدانه.

نظره مثبت على زوجته، ليانه، تلك الجميلة الخجولة وعيناها تحاربان النظر إليه، تستفزه تلك الحركة مد يده وهو يمسك بذقنها ليرفعها اليه، بندقية عيناها العميقة ظهرت لمعته المحببة إليه ليشي بتأثرها من قُبلته، زادت احمرار وجنتيها علي ما قالته جدته، عيناها معاتبتين على ما فعله، أما شفتيها فكانت ترتجف بشده
سحب هواء عميقا ليرد لجدته و عيناه مثبته نحوها، عيناه توجد بها لمعه المكر والتحدى.

- أتعلمين يا جدتي انتي محقه يوجد لدينا غرفة فارغة، لا تنادينا وقت العشاء جدتي يوجد لدي اجتماع طارىء مع زوجتي
شهقة خافتة خرجت منها وقبل ان تنطق معترضه وجدته يحملها بين ذراعيه في ثوانٍ قليلة معدودة وانطلق خارجا قائلاً بعجاله تحت تذمراتها الطفولية
- اراك جدتي في الصباح التالي.

ضحكه خافته صدرت من الجدة وهي تتبع آثارهم، لتهز كتفيها بلا مبالاة وهي تجاهد معرفة لماذا توجهت للمطبخ؟، حينما يأست من التذكر خرجت من المطبخ متوجه نحو غرفتها.
تنهدت براحة وقد أنهت مهمتها على أكمل وجه، كل ما ارادته ان يحب فتاة و يذوب بها عشقا، كادت أن تفقد الأمل من حياته ونهجه، كيف لم تلاحظ نظراته العاشقة من قبل، كيف استطاع بتلك البراعة أن يخفي كل ذلك، ذلك الزياد حقا لن تستطيع.

لذلك ستنتقل الآن وتركز نحو الذي يشبه زين لن تدعه ولن تتركه حتى يقع في حب احد من فتيات القرية أو هو الذي يحدد تلك التي س تسلب قلبه.

ظلت تتلوي وهي تحاول الفكاك من حصاره، اغلق الباب خلفه متوجها نحو فراشهم، احمرت وجنتيها خجلا وهي تجده يزيح حجابها ويلقيه بأهمال على الأرض لتتبعها حركات يديه الرشيقتين وهو يحل أزرار قميصها، مال بوجه نحو صدغها وهو يلثم بعده قبلات عميقة ليخلع قميصها ويرميه هو الآخر مع صديقه، تأوهت بضعف وهمست بين قبلاته المحمومة
- زين.

أغمض جفنيه وهو يستمع الي اسمه، لا يعلم هل اسمه اصبح كمعزوفة عاطفية أم هو الذي يتخيل، التقط انفاسه المسلوبة وبخشونة أجاب
- يوجد لدينا أمر هام حبيبتي
كان يجذبها بكل قوة إلى عالمه، ذلك العالم الذي لا يوجد سواهم، براكين من العشق و طوفان من المشاعر المتدفقة لا تعلم النار ام الماء هو الذي سيفوز كلاهما يتحديان بقوة لتتكون طبقة عازلة وهي تفيق من ثورة مشاعرهم.

- هل تعلم ماذا ستقول الجدة بل الجميع حينما يعلمون اننا لن نحضر في وقت العشاء
ربت على وجنتيها الناضجتين يود أن يلتهمهم بل يلتهمها هي كلها
- لا وقت الآن أريدك نبضات قلبك هي التي تتحدث
همهمت باعتراض في محاولة فاشلة يائسة وهي تحاول ان تشرح له، لكن اصمت شفتيها ولم يكن هناك حديث آخر،.

ارقدها على الفراش واعتلاها وهو يرتشف كل قطرة من نهر عسلها كما أخبرها كان يريد حديث القلب هو الذي يتولى دفة الحديث وحدث ما أراد.

أغمض جفنيه بأسي، شيء ثقيل يجثم قلبه وهو يتطلع الي قبرها واسمها يعيد اشياء قديمة لم ينساها، جثى على ركبتيه بانهيار تام، فقد كل شيء حياته جديدة او هكذا ظن،
نبذته هند وتركته في منتصف الطريق، مرت ثلاثة نساء في حياته وكل وجع يكون أعمق من السابق
هل حياته ستسمر في الشقاء والوجع فقط، حياته رمادية كئيبة لا يوجد نسمة هواء ناعمة تشق تلك الكآبة في حياته،.

علق بصره مرة أخرى إلى قبرها، ابتسم ساخرا لا يعلم لماذا جاء إلى هنا؟ وكيف؟ وما النتيجة
كل تلك الأسئلة تتضارب عقله بسرعة لم يتخيلها، أغمض جفنيه بأس ربما ما كان عليه أن يظل حيا هو الآخر
هل يفكر في الانتحار هو الآخر؟!، لن تكون مشكلة لا يوجد شخص يهتم به سوى والدته، ولكن ما ذنب والدته كيف يتركها وحدها في ذلك العالم،
نفض تلك النقطة السوداوية وهو تعب و سأم من وضعه، ومع ذلك تمتم باختناق
- مسامحك يا ورد.

استقام في جلسته وهو ينفض الاتربه العالقه على ملابسه، ربما تلك نقطة بداية، ربما قسوة قلبه هي كانت المشكلة من البداية؟، عقله يحلل ويفكر وفي النهاية الي اين توصل؟، لا شيء مثل كل مرة.

- تسلمي يا سعاد
هتف بها ابراهيم بامتنان وهو يريح جسده المتشنج على الفراش
شهقت سعاد مستنكرة وهي تعدل الوسادة على رأسه وقالت
- الله هو انت بتطلب من الغريب يا حاج.

يشعر بالاختناق من مكوثه في البيت، كانت اعصار المنزل تهون عليه رحيل ابنته الأخرى، كل يوم تقوم بسحبه خلسة للتنزه قليلا ثم يعودان قبل مجىء سعاد، كان ذلك السر يحتفظان به خوفا من علم سعاد، ولكنها غادرت هي الأخرى حتى برغم مرور وقت قصير لكن بمغادرته الفتاتان يشعر أن حياته اصبحت بلا معنى، لاذعه كئيبة ليست لها الوان ناعمة ك ليان ولا صارخة ك سارة.

- تعرفي مش متعود علي البيت الهادئ شعنونة البيت وحشتني هي والمسكرة
لفظ المسكرة الأسم الحركي ل ليان، توقف عن نداء ذلك الاسم بسبب تعليقات السخيفة لأولاد الحي وهم يستهزئون باسمها، وايضا سارة كانت تشاكسها بذلك اللقب وتقول يا مسكر ياللي مدوخ البقرة
لاحت ابتسامة راضية على شفتي سعاد وهي تستجمع ذكري قديمة لهم تنهدت وهي تستفيق من شرودها العميق.

- رغم ان سارة بتتعبني وتخليني ساعات اشد في شعري بس بجد كانت عاملة حس للبيت، أما المسكرة البيت انت عارف اني كنت رافضة الموضوع في الاول يا ابراهيم
لن تنتهي ابدا من حديث في ذلك الموضوع، رغم رفضها وضيقها لكن في كل مرة هي تطمئنهم انها بخير تصمت لعده لحظات ثم تعود مرة اخري الي اسطوانتها قديمة،
صاح برزانه وهو يعقد ذراعيه على صدره
- ليان عايشة مستقرة مع جوزها عايزة ايه تاني.

أجابت وبدأت تتجمع الدموع عند مقلتيها
- بنتي بعيدة عني يا إبراهيم جزء من قلبى متعلق هناك وانت عارف وقت ما غابت فجأه كان قلبي واقع بين رجليا ازاي
هو ايضا كان يشعر أن هناك شيئا خاطئا بسبب فترة انقطاع اتصال ليان لهم، لكنه اخفي ذلك يعلم زوجته حق المعرفة ان اخبرها هو ايضا انه يشعر بالقلق ستقوم بحجز تذاكر السفر وتتوجه الى منزلهم، لكنه بدا صامتا هادئا حتى أتت مكالمة زين التي اثلجت صدره، هتف بجمود.

- زين اتصل وقال انهم في شهر عسل
هزت سعاد راسها نافيه وشيء داخلي يخبرها هناك شيء سيء حدث لها
- برده مش هصدقه ولا هصدق انا قمت مفزوعة من النوم البنت حصلها حاجه واحساسي عمره ما هيخيب
زفر بيأس وهو يعلم أنه سيتجادل معها حتى بزوغ الشمس، قرر تغيير دفة الحديث وهو يتعمد وسيلة الألهاء ليجدها أصبحت تتحدث بدرامية
- وسارة برده سافرت انا مش عارفه لما تتجوز وتستقر هعمل ايه؟

رفع حاجبيه بدهشة واستنكار أليست منذ عدة أيام كانت تخبر سارة بالنص ابقي قابليني مين ده اللي هيتجوزك ، غمز بمكر وهو يقول بنبرة ذات مغزى
- هيفضالنا يا جميل انت
شهقت مستنكرة وهي تضرب براحة يدها على صدغها وهي تقول بجدية
- يالهووي عليك يا حاج احنا كبرنا خلاص
مال شفتيه وهو يغير مجرى الحديث كليا
- المسلسل فاضله قد ايه ويبدأ
قطبت حاجبيها بعبوس وهتفت بحدة كأم تزجر طفلها وتعاقبه.

- مسلسل ايه بس يا ابراهيم انت هتاخد الدوا وهتنام وقت النوم جه
تمتم بنبرة خفيضة كي لا تسمعه زوجته
- انا مش عارفة استحملتوها ازاي ديه.

رمي لفافة التبغ على الأرض وسحقها بقدمه وهو يزفر بحنق، لا يعلم كم عدد السجائر التي شربها حتى ذلك الوقت، شيء في داخله يضايقه بل يجعله ينفجر، يقف على حافة البركان
سحب اكبر كمية من الهواء لتملىء رئتيه ثم زفر بتمهل،.

نظر الي الماسورة الحديدة المقتربة من شرفة شقيقته، لاخت عليه ذكرى قديمة عندما كان يتسلق الماسورة كاللص ويذهب الى غرفة شقيقته لأرعابها ليلا، لاح عليه عقله بأن يعيد ويجدد تلك الذكريات القديمة،.

نظر إلى الساعة المعلقة على رسغه و هتف بحماس رائع الساعة الآن الثانية عشر منتصف الليل، ثانية فقط وهو يعدل عن قراره لكن شيء داخلي طغي علي ذلك الرفض وبدأ بالفعل يتسلق برشاقة حتي وصل الي شرفتها زفر بنجاح وهو لا يصدق كيف فعلها، ماذا إن رآه أحد؟! يبدو وكأنه عاشق يتسلل الى غرفة حبيبته،.

هز رأسه يائسا، حاسة الاذن كانت قد قطعت أحاديث أفكاره المجنونة، موسيقى؟ هل اخته مستيقظة؟ وما تلك النغمات؟ اقترب ببطء من نافذة شرفتها الداكنة، ما ذلك الصوت؟ لأول مرة يستمع إلى تلك الألحان الغريبة، النافذة غير محكمة الغلق وجد أن هناك شق صغير تسلسل علي أطراف أصابعه ليري تلك المجنونة المسمى بأخته،
- اللعنة.

همس بها بصوت خفيض وسقط فكه السفلي من اخر شيء ممكن اي يتوقعه او يجول بخاطره طفله تلك الطفلة، كلا كلا ليست طفلة أنثى ناضجة مكتملة لا يشوبها شيء، تلك الانحناءات اللعنة كيف؟ كيف؟، تلك الشرقية المغوية، عض شفتيه السفلي وهو يراقب خصرها الذي يتمايل بكل رقة ونعومة مع تلك الاغنية التي تليق برقصها، ثانية اثنان عشرة حتى تذكر اسم تلك الرقصة التي بعثرته رقص شرقي نعم هو ذلك الرقص الذي يثير الرجل، لكن لم يكن يهتم به لم يكن يتأثر ولكن تلك الطفلة، تباً لها.

اشياء تدفقت في داخله، سخونة تسري في اوردة جسده لأول مرة تحدث له، عيناه كانت كالفهد التي تراقب فريستها، حبس انفاسه عندما وجدها تنحني وخصلات شعرها الغجرية تلامس الارض لتعتدل وهي تعيد تتمايل بخصرها المنحوت، دقق ببصره إلى ما ترتديه، اغمض جفنيه لعده لحظات وهو يستوعب تلك الكارثة التي فعلها،.

ثوب أسود ملتصق كجلد ثاني لها، وذو شقين جانبين يظهر ساقيها المهلكتين، وخصلات شعرها الغجرية التي تلامس مؤخرتها، اللعنه اللعنه اللعنه
فتح جفنيه وهو يتحكم في وتيرة أنفاسه المرتفعة بسبب تلك الشرقية المغوية، ما زالت ترقص بافتتان واغواء غافلة عن عيناه التي لمعت بوهج غريب يلمع لأول مرة، لكن أين اخته؟ لا يعلم بل ظن انه لم يراها كل تركيزه منصب على الشرقية.
- تلك الطفلة الفاتنة اللعنة عليها.

زفر بحنق وهو يشد خصلات شعره بقوة حتى كاد أن يقتلعه من جذوره، عاد مرة أخرى إلى الماسورة ليهبط منها بسرعة وصورة ذلك الثوب يقسم انه لن يغادر مخيلته ولو طالت الليالي، توجه نحو غرفته بخطوات رشيقة وفجأه نسي ذلك الضيق والعبوس الذي يكتم جسده، تبقى فقط صاحبة الثوب الأسود وخصلاتها الغجرية المهلكة له،.

استلقي على الفراش وظل يتقلب فيه كمرجل، نار اشتعلت في داخله كيف لتلك الطفلة يوجد لديها انحناءات مهلكة، ماذا ان اصبحت انثى يافعة، عض شفتيه السفلي وافكار دنيئة اقتحمت مخيلته
- لم اكذب حينما قلت انها تمتلك جسد أنثوي صارخ.

كان يداعبها ثم يعود يقبل ما طالت شفتيه ذراعها، وجنتيها، عنقها، شفتيها، كانت تتملل وهي تشيح بيديه ثم تلتفت بجسدها الناحية الأخرى لتنكشف ظهرها العاري، اتسعت اعينه ببريق خفي ليسحبها نحو خصره وهو يشدد من خصرها اليه ابتسم وهو يلمس جسدها الدافىء بين ذراعيه يستشعر نعومة جسدها
- لياني
همهمت وهي تحاول ازاحة ذلك الذي الجسد المُلح علي استيقاظها
- زين توقف اريد النوم
- لقد حظيتي به منذ ساعتان ونصف.

رغم محاولتها الفاشلة للنوم استيقظت أثر أنامله التي تداعب ذراعها رمشت بعينيها عدة مرات حتي تنظر إلى الساعة التي تجاوزت الواحدة صباحا، عبست ملامحها بسبب مواعيد نومها التي تغيرت بفضله،
ابتسمت بضعف وردت
- يا لكرمك حقا.

داعب خصلات شعرها السوداء بأفتتان، كان طوال فترة نومها يراقب بها ادق التفاصيل التي لم يكتشفها بعد، شفتيها تكون منفرجه قليلا وتتخذ وضع الجنين اثناء نومها اما خصلات شعرها المهلكة كانت تثيره كل مرة كان يزيح خصلاتها عن وجهها، همس بنعومة
- هيا حبيبتي استيقظي
نظرت اليه بعبوس شديد وقالت بنعاس وهي تفرك عيناها حتي تستطيع إزاحة الخمول من جسدها
- اريد النوم زين
تنهيده عميقة خرجت منه سحب جسدها نحو صدره وقال.

- هل تعلمين حينما رأيتك لأول مرة امامي ماذا حدث لى؟
يا إلهي ذلك اللقاء، وعيناه التي كانت تحرجها، فلاشات سريعة حدثت امام عينيها وردت بضيق
- كنت بغيض للغاية وبارد وجلف وكنت اريد ان احطم فك أسنانك البيضاء المستفزة
اتسع عيناه دهشة مذهولا من كل تلك الصفات المتعددة، هل كانت تسبه بكل تلك الأشياء غمغم ونبرة صوته كان يوجد بها الصدمة
- يا الهي هل كنت سىء لتلك الدرجة!

لعنت لسانها الذي يخرج دائما دون أن تعود لأستشارة عقلها مرة اخرى، كان سيلقي كلمات معسولة لتأتي هى مثل الدبش تصديه بقوة
- اعذرني حقا لكنك كنت لا تطاق
ابتسم وهو يرى عينيها اللامعتين ونبرة صوتها المعتذرة،
- لم اصدق حينما رأيتك كنت اراك مرتبكة وخافضة برأسك طوال الوقت.

تشعر بأن تلك الأحداث حدثت منذ يومين، تتذكر كل شيء ادق التفاصيل ابتسمت بنعومة وهي لا تصدق كيف كان اللقاء الأول انحسرت ابتسامتها عندما تذكرت طيف المرأه الأنثوية التي بجانبه
- وماذا عن تلك المتشبثة بك والتي أسرعت باحتضانك يوم المطعم
لاحظ غيرتها بوضوح، لم تخفي ذلك في نبرتها المندفعة والحانقة، امسك بذقنها لتتقابل اعينهم وهمس بصدق.

- نتالي انها مجرد صديقة والتي في المطعم كانت صديقه ايضا لم يكن بيننا أي شيء ليان، لقد اخبرتك منذ أن رأيتك أول مرة توقفت عن فعل أي شيء، كنت اريد ان اكون لائق بك
برقت عيناها بوميض محبب له، لم يكذب عليها منذ ان رآها حتى اعتزل نساء العالم بأكمله لتكون هي الوحيدة من يرغب بها أن تكون نصفه الآخر، هتف وابتسامه عاشقه لم تفارقه.

- عيناك كانت مرتبكتان ووجنتيك توردت لا اعلم كنت اريد في تلك اللحظة أن اعتصرك بين ذراعي، واول مره حينما رأيتك في القصر والأوراق التي سقطت على الأرض
غمغمت بضيق زائف وهي تحاول ان تقلد نبرة صوته
- لقاء تافه
ضحك ضحكات رجولية رنانة جعل قلبها يشعر بالاطراب واشياء تداعب معدتها، قرص وجنتيها بخفه وبعبث قال
- لا تنسين حبيبتي
نفخت وجنتيها وهي تتعبث بيدها عشوائية
- بالطبع كنت بالكاد تحكمت في اعصابي.

شهقت بخفوت عندما اعتلاها وأصبحت هي اسيرته غمز بعبث
- اعلم ذلك لكن لا اعلم لما كنت احب ان اطالع حنقك وشفتيك التي تصبح مضمومتين تحثني على تقبيلك
ارتفعت وتيرة انفاسها وتحول وجهها وجسدها الظاهر امام عيناه علي لون وردى، أغمضت جفنيها وهي تعض شفتيها السفلى بخجل تحت نظراته المثبتة نحوها وهمست بتوسل
- زين ارجوك توقف اخجل من حديثك
برقت عيناه ببريق لامع وما زال يسترسل في لقاءاتهم الغريبة.

- عندما تلامست ايدنا بالخطأ رأيت تصلب جسدك في الحقيقة كنت بارعا في اخفاء تعابير وجهي لكن كانت تلك بمثابة شعلة لي، ثم رؤيتك لذلك الشاب في الشركة كنت اريد ان اطرده لكنني غيرت ما طرأ فى عقلى لذلك قررت على ان اخطفك قبل ان يقوم احد بأختطافك قبلى
عبست بملامح طفولية وصاحت
- لكنك كنت تحدثني بكل تعنت وغرور وتخبرني انك ستتحكم بي
قاطعها بنبرة رجولية عميقة جعلتها تتخشب للحظة
- سأتوغل بين انفاسك لياني اعدك بذلك.

ازدادت تورد وجنتيها حتى شعرت انها على وشك الاختناق من حديثه ومن سطوته عليها، رفعت عيناها لتقابل زرقاوتيه التي أدمنت النظر إليهما همس بخشونة وهو يقبل وجنتيها
- ليان هل تريدين حفل زفاف اعلم انني قمت بأختطافك من موطنك دون حتى ان نقوم بعمل حفل للعائلتين
هزت رأسها نافية و تعلقت بعنقه وهمست بخجل
- لا اريد سواك زين
- هل انتي متأكده؟
عاد سؤاله بشك، لتعيد وهي تهز رأسها نافيه دون تردد ودون أن تفكر للحظة،.

هل هو اناني في تلك اللحظة؟، نعم، رغم رفضها لكن هو يعلم كيف يكون يوم الزفاف هو يوم العمر، لطالما كره من حديث ليلى عن ما ستفعله في زفافها، واستعدات وتخطيطات لا تبدأ حينما يأتي الخاطب بل عندما تكون صغيرة طفلة، لكن سيعوض تلك الايام السابقة سيعوضها بالتأكيد.
- هل اخبرتك من قبل اننى احبك؟
ردت وهي تغمز بمكر
- الان كلا، لكن إن كنت تقصد منذ فترة فنعم.

إبتسم قبل أن يسبحها معه إلى دوامته وهي ترفع راية استسلامها في كل مرة.

- توقفي توقفي لقد تعبت
تنهدت سارة بتعب وهي تلتقط انفاسها المتأججة من فرط مجهود الجبار الذي بذلته، لطالما كان الرقص والرسم والتصوير شغفها في الحياة، منذ أن كانت طفلة كانت تحب ان تقلد الراقصات الشرقيات لكن مع رفض والدتها و والدها دفنت تلك الرغبة بداخلها لكن حينما تشعر بالضيق او الكبت تغلق باب غرفتها بالقفل ثم تقوم بتشغيل الالحان الشرقية وترقص بتناغم على الحانها،
هتفت وهي ترجع خصله شاردة للخلف.

- إن علم شخص سيكون بها ذبح الرقاب
هزت علياء رأسها بالنفي وهي تخبرها بأشارتها سيظل ذلك سر بينهم، لا تعلم كيف سألت سارة إن كانت تعلم الرقص الشرقي ام لا لتتفاجئ برد الأخرى وهي تخبرها انها تعلم، انتظرت قليلا في غرفتها عندما اخبرتها انها ستأتي ب عدتها لكي يبدأوا حفلتهم المسائية لم تستغرق سوى دقائق بالكاد تعد لتجد انها ابدلت ملابسها بشيء آخر يناسب لرقصها الشرقي،
ردت بثقة.

- لا تقلقي لايعلم احد لكن رقصك رائع بالمناسبة اريد ان اتعلم
- الوقت تأخر الآن سأعود إلى غرفتي ونتحدث في الصباح
ترددت علياء قليلا
- لكن
قاطعتها ساره وهي تفتح الباب بتعجل خشية ان يراها احد بهيئتها الفاضحة
- هيا سأراك في الصباح
في أقل من ثوانٍ معدودة عادت الى غرفتها لتخلع ثوبها وترتدي شيء أكثر راحة، جمعت خصلات شعرها على هيئة كعكة فوضوية واستلقت على الفراش وجسدها يأن طلباً للراحة،.

رنين هاتفها جعلها تتوجس خيفة لتمسك هاتفها وهي تري رقم دولي من مصر يهاتفها، الح المتصل مره واثنين وثلاثه حتى ردت بتوجس
- الو
صوته بعثرها وجعل قلبها ينقبض فجأه من حديثه وذلك اللقب البذيء
- ايه يا مزه لسه صاحيه لحد دلوقتي معقول بتفكري فيا وانتي مسافرة برة مصر
لم يخرج من شفتيها سوى اسمه وهي تشهق بصدمه كيف علم هاتفها بل كيف علم أنها خارج مصر؟
- كريم
ونبره الآخر كانت واثقة جليدية
- ايوه انا.

أغلقت هاتفها علي الفور وهي تلقيه بأهمال، رفعت ساقيها الى صدرها ودفنت برأسها وهي تسبه بكل الألفاظ التي تعلمها
- وقح حقير زباله.

في الصباح التالي،
لم تنعم بالنوم جفاها وهي تتقلب علي الفراش كمن يجلس علي جمر مشتعلة، توجهت نحو اصطبل الخيل خلسة دون ان يراها احد وما زال الوقت باكراً، تنفست الصعداء حينما رأته يصهل مرحبا بها بقوه من رؤيتها، وضعت سبابتها على شفتيها وهي تحاول ان تخفض صوته والغريب في الامر ان صهيل الفرس بدأ في الخفوت، اقتربت منه وهي تربت على ظهره بنعومة وهمست ببريق طفولي
- ايه رأيك ناخد جولة؟

لاحظت حركة الفرس كتعبير على موافقته، كيف علم ما تريده؟ هل شعر بها؟، ما ذلك الغباء انها حتى لم تركب الفرس من قبل، روح من المغامرة دفعتها لتعتلي صهوة الفرس بدون اى تردد، وكزته بقدميها لينطلق بسرعة فاجأتها خارج الإسطبل متوجها نحو المزرعة الشاسعة.

ابتسمت بمرح وهي تراقب منظر الطبيعة الجمالي والهواء النقي يلفح وجهها، تمسكت اللجام بقوة وتطايرت خصلاتها تشعر وكأنها مثل الطائر الذي يحلق في الأفق البعيد لا يوجد لديه أي حدود تردعه في التحليق في الأفق،
أرادت أن تبطئ من حركة الفرس لتجد عصيان الفرس منها وهو يصهل مزمجرا بغضب ولم يكتفي بذلك بل زادت من قوة سرعته متوجه نحو حدود المزرعة لم تمنع من خروج صرخه مستغيثة وهي تغمض جفنيها أن الهلاك قادم لا محالة،.

لاحظ خالد حالة من الهرج والمرج عند الاسطبل ليتوجه بسرعه وهو يهتف للسائس بحدة
- ماذا حدث؟
ازدر ريق السائس بتوتر، آخر ما يتوقعه هو وجود سيده في ذلك الوقت المبكر
- لقد أخذت السيدة الصغيرة الفرس، وانت تعلم ان هناك مشكلة في ذلك الفرس منذ المرة السابقة
- اللعنة
وبدون أي تردد اعتلى صهوة فرس وهو يلحق تلك الطفلة الغبية و ينقذها من براثن غضب الفرس.

اشياء سوداوية اقتحمت عقلها، لتنتبه فجأة لوجود صهيل فرس آخر، طرفت بعينيها نحو الآخر الذي أصبح في محاذاتها وهو يصيح بحدة
- اقفزي هيا
هزت رأسها نافية فكلا الخيارين انها ستموت ستختار الطريقة الاهون، كيف يطلب منها ان تقفز ليست بارعة في ركوب الفرس استطاعت بصعوبة ان تعتلي صهوة الفرس كيف يريدها ان تقفز للفرس الاخر.

لاحظ خالد اقتراب نهاية المزرعة، نهاية حدود المزرعة تعني وجود ما يشبه بطريق مسدود أي أن الفرس والغبية سيموتان وهما يسقطان من التل المرتفع الى بحيرة القرية،
نظر نحوها ليجدها تغمض جفنيها وهي مستعدة للهلاك القادم قبضتها ارتخت من اللجام ودموعها تتساقط بحرية
انطلقت صرخة آمره وهو يراقب المسافة المنعدمة
- اللعنة ايتها الغبية اقفزى.

انتفضت تحت صيحته الآمرة أفلتت اللجام لتلقي بنفسها فوق صهوة فرسه، التقطتها ذراعيه يضمها بقوة بينما دفنت هي بوجهها عند عنقه تبكي وتتنتفض بين تارة والاخري بصمت، شد لجام فرسه ليبطأ الفرس من حركته المتسارعة حتى توقف، ألقى ببصره نحو الفرس الآخر الذي توقف عند حافة التل ليعود مرة أخري يسير ببطء وغرور متوجها نحو الإسطبل غير مكترث لما حدث منذ قليل،.

زفر براحة وهو يمسك بخصرها بدون تردد لينزلها من الفرس، ارتمت على الأرض بوهن وقدميها ويديها خارت و اعصابها انفلتت
سمعت صوته العميق وهو يربت علي ذراعها
- اهدئي اهدئي
انفجرت في البكاء وهي تخفي وجهها بين كفيها وهي تهذي بكلمات غير مرتبطة حتى اجهشت في البكاء وهي تحاول ان تتنفس
- كنت، كنت، علي وشك.

كانت رقيقة ضعيفة امامه ود ان يجذبها لحضنه وهو يربت علي ظهرها لكنه يخشي ان تنفعل راقبها وهو تمسح وجهها بقوة ثم ما تلبث ان تنفجر في نوبة بكاء آخر،
يود أن يرحل لقد أنقذها لقد انتهت مهنة الفارس المنقذ لكنه جثا بجوارها ليتصنم جسده عندما وجدها تحتضنه بقوة واصابعها تغرس قميصه بشدة
اللعنة تلك الطفلة ماذا تفعل به؟!، حاول ان يبعدها ويزيحها برفق وهو يهتف برقة
- اهدئي لم يحدث لك شيء.

حرقة توغلت صدره واشياء تضاربت بقوة في داخله و تداعب أنفه بعطرها الشرقي، ازدرد ريقه بتوتر وهو يحاول تناسى ما حدث ليلة أمس ما زال يتذكر جسدها الفتاك وثوبها الذي لم يبارح عقله،
- شكرا
همست بها وهي تبدأ في استعادة وعيها تدريجياً، هل تحتضن الوسيم؟ رغم انه لم يبادر هو الآخر ويحتضنها سوي عندما قفزت من الفرس، ابتعدت بخجل وقد تصاعدت حمرة وجنتيها وهي تتطرق برأسها للأسفل،.

شعرت بيده التي لمست ذقنها ليرفعها نحوه اقترب منها بخطورة حتي كاد انفه يلامس طرف أنفها، اتسعت عيناها صدمه وقد شلت يداها وجسدها عن الحركة، ماذا يفعل؟ هل سيُقبلها؟!

كانت تركيزه منصب نحو الأوراق الغير منتهيه، لم يغلق له جفن منذ الليلة السابقة يخشي أن يأتيه الكابوس ويخشى ان تساله ليان مرة اخرى؟ تعمد استيقاظها حتى الرابعة صباحا ليتركها تنعم بالنوم بينما هو التقط ملابسه وتوجه نحو المطبخ لكي يرتشف القهوة،
ساعات طويلة استغرقها في مكتبه وهو يحاول بقدر الامكان ان ينجز اعماله المتراكمة.

رنين هاتف جعله ينظر إلى الساعة التي أصبحت السابعة والنصف صباحا رد علي الهاتف بضيق
هتف الحارس بقلق واضح وهو يستمع الي زفرات حانقة من سيده
- سيدى هناك من تريد مقابلتك
صاح بجمود وهو يريد أن يقتل ذلك المتطفل الذي جاء في وقت مبكر
- من؟
تخشب جسده عندما علم الهوية، صمت دون رد إجابته طالت عن الوقت المحدد المسموح بالاجابة، وقبل أن يبادر الحارس بشىء قاطعه صوت الزين البارد
- ادخلها.

دقائق مرت عليه كالدهر ماذا تريد تلك اللعينة، اعتصر قبضته وهو يحاول أن يتحكم في اعصابه والا يتهور و يقوم بصفعها او ترافق شقيقه في المخزن
صوت حذاء كعب عالي الذي يطرق بقوة على أرضية مكتبه انتشله من شروده، رائحه عطر أنثوي صارخ جعله على وشك التقيؤ، طرقه اثنان ثلاثة حتى أصبحت في مواجهته همست ببحتها المميزة
- مرحبا عزيزي زين
قطب حاجبه وهو يرفع بصره لتصطدم عيناه الباردتين بأخرى خضراء ماكرة
- ماذا تريدين؟

سؤاله كان مجرد هدوء قبل العاصفة لترد بكلمة واحدة وهي تستند بكلتا ذراعيها على حافة المكتب وتنحني بجسدها نحوه
- شقيقي
ظهرت عليه علامات التعجب والاستنكار وقال
- معذرة!
اقتربت بجسدها نحو وجه وهمست بصوت يشبه فحيح الأفعى
- انت الوحيد الذي تعلم اين هو لا تتلاعب معي ابدا
علت نبرتها بحده جعلت زرقاوته تصبحان حالكتين مظلمتين، وعلي الرغم من رغبته في تحطيم رأسها رد ببرود يحسد عليه كلا بل كان بارعا فيه.

- لقد اخطاتي يا آنسه في العنوان
تصاعدت بركان غضبها وهي تطرق بحده على سطح مكتبه وقالت بحنق
- لقد علمت من سيدة تعمل في المتجر المقابل لمتجر تيم ان هناك عربة سوداء اختطفته
كان على وشك الانقضاض عليها و يزهق روحها لكن صوت طرقات الخفيفة التي علم صاحبتها جعلته يتراجع عن رأيه،
دلفت ليان بأبتسامه تزين وجهها المشرق وقالت
- زين وقت الفطور.

لاحظت وجود شحنة سيئة في الغرفة، لتنظر الي المرأة صاحبة الرداء الأحمر، واللعنة انحنائها نحو المكتب ماذا تفعل تلك في مكتب زوجها!
- زين من تلك المرأة؟
هتفت بها ليان ونظرها مثبت نحو المتفجره الانوثه
رفعت الشقراء حاجبها الأيسر بمكر وهي تقيمها من رأسها إلى أخمص قدميها باشمئزاز طغي علي ملامحها الفاتنه، لفت خصله شقراء حول اصبعها وردت بنبرة تحمل الخبث والكثير الكثير من الكره والحقد.

- ادعي بيث عزيزتي من سرقت قلب زوجك للمرة الأولى
صدمة، بل صعقه شلت جميع اطرافها، مررت ببصرها نحو زوجها المتهجم الوجه و بابتسامه بارده هزت رأسها مرحبه بالثعلبة الشقراء.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة