قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني

انحبست أنفاسها من مجرد رؤيته، لقد عاد مرة أخرى!
ماذا يريد منها مرة أخرى؟، لقد تركها محطمة، وانشطر قلبها إلى أشلاء، تركها قبل موعد الزفاف بشهر و تقدم لخطبة ابنة خالتها!..
ازاح كفه عن فمها وهو يتطلع إليها بنظرات مشتاقة، زمجرت بغضب وهى تضم قبضتها وتضربها على صدره
- انت حيوان ايه اللى بتعمله ده!
- وحشتينى
اتسعت حدقة عيناها بصدمة لتصيح بانفعال
- وحش لما يلهفك، انا مش طايقة ابص فى وشك حتى.

قام باحتضان ذراعيها فى محاولة بائسة لتهدئتها، لتزيح ذراعيه وهى تشعر بالتقزز
- ابعد يا حيوان!
احاط وجهها بكفيه وهمس بنبرة حانية
- انا يوسف يا ليان، حبيبك وخطيبك وجوزك.

كفى! حبيبها؟ كلا لم تحبه كان مجرد حب مراهقة، خطيبها؟ يا ليتها لم توافق ابدا، زوجها؟ لقد عقدوا القران وقام بفسخه قبل الزفاف دون أن يخبرها لماذا؟

ليأتى بعدها بمرور ستة أشهر ويتقدم لخطبة ابن خالتها، لقد جرحها، طعنها بدم بارد، والآن بعد مرور عام يتودد إليها، وهى قد حذفته من حياتها وعقلها كلياً وهو يهتف بعبارات رومانسية، إشتياق كانت تتأثر بها فى مرحلة مراهقتها، لكن الآن بدت باهتة، لا طعم لها.

- روح قلها لبنت خالتى وقسماً بالله يا يوسف لو عملت كده تانى لأهعملك محضر واخلي سيرتك في المنطقة كلها.

هتفت بها بغضب واعينها تزداد قسوة، تحدى، إصرار، ركلت قدميه ليتأوه بوجع لتنظر له بتشفى وهى متوجهه نحو منزلها!

أغلقت باب منزلها، شاردة، وضعت الدواء على الطاولة وهى تتجه نحو غرفتها هى وشقيقتها ولم تستمع الى صوت نداء شقيقتها
- يا بنت انتى ياللى سرحانه
نطقت بها ساره وهي تلوح بكفها، رفعت ليان ببصرها الى شقيقتها وقد بدأت الدموع تتجمع نحو مقلتيها..
اسرعت سارة وهى تحتضنها بلهفه
- ليان، ايه اللى حصل يا حبيبتى؟
مجرد ما إن نطقت بأسمه، حتى تغيرت ملامح سارة للغضب وقالت بجمود
- ايه لسه بتحبيه مش قادرة تنسيه؟

اسرعت بتخبئة وجهها نحو عنق سارة وهى تبكى بمرارة، لم تحبه، كانت ساكنة جامدة عندما بعث لها ورقة الطلاق وهو يخبرها لا اريدك، توقعت ان تبكى ليالى مثل العشاق الذين أجبرتهم الظروف على التفرق، لم تسقط دمعة واحدة..

ما جعلها تبكى، كرامتها التى هدرت، نظرات الجميع وكأنهم يتهمونها أنها هى السبب، يوجد عيب بها، نظراتهم تقتلها تجعلها تتمنى الموت..

- لا مبحبهوش، جرحنى يا سارة نظرات الناس ليا كل يوم بتحسسنى ان انا معيوبة، وفى الاخر بعد كام شهر يروح يخطب بنت خالتي ويجى يقولى دلوقتي وحشتينى..
زمجرت سارة بغضب
- والله لاوريه الحيوان ده
ابتعدت ليان عن حضنها وهى تجفف دموعها بكف يدها لتسقط ببصرها على الفراش الثانى لملامح شخص، ازدادت نبضات قلبها عندما بدأت تدقق في ملامح الصورة...

إلتقطت اللوحة بيدين مرتجفة وهي تتطلع الى ملامحه صاحب الوجه، إنه هو! ابتلعت ريقها وهى تنظر الى عيناه همست بلا وعى
- عينيه مش داكنة يا سارة، عينه فيه بريق غريب اول مرة اشوفه
ندمت على ما تفوهت به وهي تطالع ملامح سارة التي هتفت بخبث
- الله ايه بقى الحكاية؟ ده انتى كنتى مركزة بقى على عنيه!
- مفيش حاجه.

قامت بوضع اللوحة على الفراش مرة أخرى، كيف رسمت شقيقتها ملامحه فى دقائق قصيرة!، لو أخذت تدقق في ملامحه لأكتشفت كل يوم تفصيلة جديدة لم تكتشفها بعد..

نهرت نفسها وهى لا تعلم لماذا يشغل عقلها بتلك الطريقة التى بادت تزعجها، تعلم انها لن تراه مرة أخرى، بل متأكدة من ذلك
لتنطق إسمه بشرود وهي تدقق في كل حرف من إسمه!
زياد، معزوفة هادئة وهي تتهجأ إسمه..

ملامحه غريبة للغاية ولكن كيف اسمه زياد!..
- والله شكل الجدع ده عملك سحر
نطقت بها سارة بشقاوة، سحر؟، لقد وقعت فى سحره نعم، كيف ومتى لا تعلم؟

على الرغم من نظراته العابثة إلا أنها لا تعلم عندما تعلقت عيناها بعينيه كان يخبرها بشيء بنظراته وكأنه يوصل لها رسالة، وهى حتى الآن تحاول فك تلك الشفرة، وكأنها مسألة رياضيات يصعب حلها.

زجرت نفسها، كيف تتعلق به لتلك الدرجة على الرغم من عدة سويعات فقط رأته! حياته عابثة ايضاً مختلفة تماما عن حياتها الشرقية..

تنهدت بقلة حيلة، لن تكون بينهم اى صلة ببعضهم!، أفكارهم، طبيعتهم، طباعهم، تصرفاتهم مختلفة
بل هما كالشرق والغرب والذى من الصعب ان يتحدا معاً
...
ظلت تنظر ندى على الصور الزفاف من الحاسوب بانبهار
- ايه يا بنتى ده ايه، بجد احسدك القاعة ولا فى الاحلام، لو حد كان منزل الصور ديه كنت قلت مش ممكن فرح زي ده يكون فى مصر.

كانت تستمع ليان بملل وهى تقلب بهاتفها على احد مواقع التواصل الاجتماعى، جحظت حدقتى عيناها البندقية مما جعلها تنتفض من مكانها
- بصى شوفى كده!
اخذت ندى الهاتف من ليان وهي تنظر باهتمام لتهتف بدهشه
- ازاى حصل كده؟ عدد المتابعين على اليوتيوب زادوا تلات اضعاف ازاى؟
- مش عارفة بجد!

هتفت بها بشرود وهي تحاول كيف حدث ذلك؟، كانت أعداد المتابعين تزاد بمقدار معين كل يوم، بين ليلة وضحاها تزداد أعداد المتابعين لثلاثة أضعاف عددها، اخذت تقلب هاتفها لعدد المشاهدات التى ارتفعت بنسبة مهولة، ثم أخذت تتابع الاحداث على موقع الفيس بوك لتجد خبر جعل قلبها يتوقف من النبض!
صاحت ندى بصدمة وهي جالسة بجوارها
- اللى قريته ده بجد؟
ثم تابعت بسعادة.

- ايوه بقى وبقيتى تريند ١ فى مصر، هتقابلى زين الحديدى بنفسه.

عقلها شل تماماً عن التفكير، توقعت ان لن يفى زياد بوعده عندما أخبرها انه يستطيع ان تجعله بعمل لقاء صحفى، يبدو هناك علاقة قوية تربط بين زين و زياد، ربما أصدقاء!

صاحت بحسم
- مش هروح اعمل اللقاء
اختفت ملامح السعادة على وجه ندى ليحتل معالمها الصدمة
- انتى بتهزرى يا ليان، انتى عارفة مجرد مقابلته هتوصلي لفين بعد كده، مش بعيد القنوات الفضائية تقدملك عروض إنك تعملى برنامج خاص.

هزت رأسها بالنفي وهي تتابع
- برده مش هروح، انتى عارفه من اول ما عملنا قناه على اليوتيوب و احنا واخدينا كترفيه وتسلية، انا اصلا مش مذيعة ولا عايزة ابقى كده كانت مجرد هواية ومش عايزة اطورها.

صاحت ندى بانفعال
- ليان فوقى بلاش عبط، متبقيش انانية متفكريش بنفسك انا عارفة انك مش خايفة بس، لا مرعوبة من الفكرة، الناس ديه رغم انهم فى عايشين فى عالم تانى غير عالمنا مش معناه برده منحلمش نوصل لده، انتى خايفة من ايه؟ ده انتى هتعملى مقابلة عشر دقايق ومش هتشوفيهم اصلا ولا حتى هتقابليهم بالصدفة.

ثم استطردت بحنو
- فكرى كده ممكن بعد المقابلة ديه هنوصل للعالمية، فكرى فى عمو إبراهيم يا ليان محتاج عملية وكل يوم بنتأخر كل ما فرصة نجاح العملية بتقل.

بابا هتفت بها بشجن، صديقتها ندى محقة فى كل ما قالته، لكن شعور بداخلها يخبرها أن المقابلة لن تمر مرور الكرام، كل ما تذكرت زين الحديدى جسدها يرتجف من مجرد اسمه، تقسم انها ان قابلته وجهها لوجه سيغشى عليها، اسمه يبعث بقلبها الرهبة، ولكن لماذا وافق على مقابلتها؟ انها لم تتخرج من كلية الإعلام، هى مجرد خريجة فى كلية إدارة الأعمال، وبعد تخرجها هى وصديقتها ندى التى تعرفت عليها منذ العام الاول فى الجامعة وعدم قبولهم فى اى مقابلة للعمل، قامت بإنشاء قناة لمقابلة بعض الفنانين وبعض الابطال الاولمبيات...

انتبهت على رنين هاتفها وهى تجد رقم مميز لتجيب على الفور..
ظلت ندى تطالع ليان وهى تتحدث بتوتر، كانت كلامها قليل ولكنها استنتجت أن من حديثها باللغة الانجليزية انه بتحديد موعد المقابلة..

نظرت إليها بفضول بعد ما انتهت من المكالمة وهى تتطلع الى ملامح وجهها الجامد لتهتف بتحفز
- ها طمنيني هما؟

هزت رأسها بالايجاب وقالت
- ايوه بس شروطهم غريبة!
...
ظل يقلب فى الصور القديمة، له ولفتاه اصغر منه بحوالى اربعة اعوام، ابتسامتها كالحياة بالنسبة له، يتذكر تلك الصورة جيداً التقطتها والدتها فى عيد مولدها السابع...

صورة تتبعها صورة، ويزداد حنينه إلى الماضى بتلهف، لقد خسرها للأبد حبه الوحيد، حب طفولته خسره بسبب دين لعين!
انتبه على وجود والدته وهو تحيط بوجنتيه وتمسح دموعه، دموع حسرة، دموع ألم، دموع فقدان
- انسى يا يوسف ده افضل ليك.

ضحك بتهكم وهو يعيد بأنظاره للالبوم الذكريات
- مش قادر يا أمى، ضيعتها من ايدى كنت خلاص كام اسبوع وهتبقى فى بيتى مراتى، ده انا يوم كتب الكتاب بوستها على راسها، ولا لمست ايديها غير مرة واحده وانا بلبسها الدبلة، ولا حضنتها، خزنت كل حاجه لما تكون فى بيتى، كنت بخاف عليها اكتر من نفسى لحد يجرحها او يهينها من كلام الناس لو شافتنا مع بعض احنا داخلين او طالعين..

صمتت للحظات وهو يلتقط انفاسه، وقلبه المتحطم بحاجه إليها، بسماع صوتها
- بس انا جرحتها عذبتها ارتكبت اكبر غلطة فى حياتى لما سيبتها..
لغايه دلوقتى فاكر الليلة المشؤمة اللى بقت بتجيلى فى الكوابيس كل يوم!

ضمته لصدرها وهو لم يتوقف عن التحدث، ظلت ترتل عليه بعض من آيات ذكر الحكيم لتهدئته وهي تدعى وتناجى ربها بأن ينزع حب ليان من قلبه!
...
ساكنة بين دفء ذراعيه، يبث داخل أذنها بكلماته المعسولة
كلماته تداعب روحها، انوثتها
التقطت هاتفها وسط إعتراضته هاتفه بتوسل.

- انتظر قليلا عزيزي، لقد منعتني لمدة أسبوع من عدم وجود هاتف
تذمر بعبوس وسط توسلها والحاحها الذى جعله يوافق على مضض
- حسنا عشر دقائق وتغلقي هاتفك
دنت نحو وجنتيه طابعه قبلة هادئة بعثرته وجاهد لمحاولة عدم التهور لمدة عشر دقائق فقط...
كانت تعبث بهاتفها بملل إلا بعد فترة وجدها تصنم معالم وجهها ليسألها باهتمام وبدأ يعتري معالم وجهه بالقلق
- ما الأمر يا ليلى؟

اعطته هاتفها لينظر الى هاتفها بأهتمام ثم ما لبث أن هدأ سألها بلا مبالاة
- وما في الأمر؟ لا أجد أي شيء يعتري الاهتمام.

بدأت تتصاعد أبخرة الغضب
- انت تمزح بالتأكيد، ليان ستعقد لقاء صحفى مع زين! وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تتحدث عنها الآن وأنت تخبرنى أنك لا تجد أى إهتمام فى ذلك الخبر؟
حاول امتصاص غضبها
- إ حبيبتى، لا يوجد كل ذلك داعى للغضب.

زمجرت بحنق وهي تعبث بهاتفها
- بلى يدعى كل ذلك، سأتصل بزياد أريد أن أعلم هل حقاً هل تلك مزحة من مزحاته أم يتحدث بجدية!

حاول التحدث ليجدها خرجت من غرفتهم متوجهه نحو الشرفة، ليسب آدم ذلك الزياد بداخله فقط قام بتحطيم وأفسد ليلته ومخططاته.

توجه نحوها ووجدها جالسة على المقعد تهز ساقها بتوتر و بنفاذ صبر
- ماذا، هل رد؟
رمت هاتفها على المنضدة بأهمال وهى تهتف بحنق
- كلا لم يرد ولا ليان ايضا!

احتضن وجهها بكفيه وهتف بهدوء
- ماذا الذي يضايقك عزيزتى؟ انتِ من تحدثتى لزياد واخبرتيه ان ليان تود عمل لقاء صحفى مع زين ما المشكلة إذاً؟
أجابت وهى تهز رأسها يمينا ويسارا.

- مهما شرحت لن تفهمني
ثم اشاحت بذراعيه وهى تلتقط هاتفها مرة اخرى لتجد يد منعتها بقوة وهو يهتف بصوت ماكر
- كلا عزيزتى لن تهربى منى تلك المرة!
...
عادت إلى منزلها لتجد حالة الهرج والمرج نحوها وجدت خالتها حسينة وابنة خالتها ورد تجلس بابتسامة مشرقة..

تابعت طريقها إلى غرفتها ملقية السلام، مصمصت حسينه شفتيها بتعجب
- شوف البت ولا كأنها بتسلم على غُرب
لتؤيدها ورد هاتفه بغيرة دفينه
- عندك حق يا ماما، بتبصلى من تحت لتحت بعد ما يوسف اتقدملى وهى بتحاول توقع ما بينا.

ضربت حسينه بكفها على صدرها بشهقة كعلامة مستنكرة
- يا حبيبتى يا بنتى ربنا يبعد عنك عين الناس الحسودة
نطقتها بعلو صوتها لكى تستمع القابعة بالداخل..
قامت سارة بوضع الشاي على الطاوله وهى تبتسم ابتسامة بلهاء
- الشاى يا خالتو
تبرمت حسينه بحنق
- مالك يا بت بتبصيلى بقرف كده ليه وكأنك بتطردينا من البيت
هتفت سارة بدهشة
- انا! لا البيت بيتك طبعا يا خالتو
أخذت حسينه الكوب وهي ترتشفه لتهتف بامتعاض.

- وايه الشاى اللى يسد النفس ده
قامت من مجلسها وكأن حية لدغتها
- انا عارفه انى كل ما باجى هنا وانتوا مش مستحملينى انا وبنتى كلمه
بنبرة حزينة مصطنعة تابعت
- كده يا بنتى ده انا حتى خالتك!

كانت تنظر سارة بدهشة وهى لا تجد الفرصة للرد لتجد ورد هى الاخرى قامت من مجلسها وشاركت فى الحديث بعد فترة من صموتها
- احنا كنا جايين علشان نعزمكم على كتب الكتاب اخر الاسبوع بس واضح كده انكم مش طايقنا.

وهرولا الاثنتان خارج المنزل بعد أن ألقى بقنبلتهما أمامها، هتفت ليان وهي تتساءل بفضول
- ايه اللى حصل؟

ضربت سارة بكفوفها فى حالة تعجب وهى تنظر الى أثر الباب
- قال كتب الكتاب اخر الاسبوع.

هتفت ليان بلا مبالاة وهي تعود أدراجها الى غرفتها
- ألف مبروك
سمعت سارة صياح والدتها من المطبخ لتهتف بصوت عالى
- نعم يا ماما جايه.

ثم أخذت تبرطم بكلامها
- ياربى يعنى ماما تتحجج بمقابلتهم وتقول مواعين والغدا والاخت اول ما شافتهم جريت على الاوضه وافضل انا الوحيدة فى وش المدفع
سمعت صوت والدتها للمرة الثانية صائحه بغضب لتهرول ناحيه المطبخ مسرعة
- ايوه يا ماما جايه!
...
اليوم موعد مقابلتها مع زين الحديدى، جسدها يرتعش من مجرد اسمه وتتوتر عندما يقترب موعد مقابلته..

انتبهت على صوت بوق السيارة التى ستتجه الى المكان القابع به..
نظرت الى السائق لتجد رجل فى عمر والدها بشوش الوجه وتعجبت مرة اخرى؟ هل إختار سائق مصرى؟ لماذا؟

مجرد أسئلة تدور داخل خلدها وهي موقنة انها لن تعرف تلك الإجابات، حانت منها التفاته نحو السيارة الفاهرة لتتسع عيناها بإعجاب كتمت شهقتها بصعوبة لكي لا تفتضح، قارنت سيارتها بتلك الفاهرة، لا مجال للمقارنة إطلاقاً، سيارة كتلك تتعدى المليون او المليونين تقريباً.

أسرع السائق بفتح الباب الخلفى لتبتسم بتوتر وهى تستقل السيارة ليعود السائق مرة أخرى الى خلف الموقد وهو ينظر من المرآة نحوها
- هنوصل خلال ساعة او ساعتين بالكتير، البيه قاعد فى قصره والقصر بعيد عن المناطق السكنية ولو روحتى لوحدك ممكن تتوهى..

ازدادت معدل ضربات قلبها وهى تستمع الى حديث ذلك البشوش، منطقة بعيدة! وفى عرينه! ستذهب بقدميها إليه نحو عرين الاسد!

أمسكت بالملف وهى تحتضنه نحو جسدها وهى تدعى أن يمر ذلك اليوم بخير..

ساعتان وقد أصابها الملل بعد أن أبتعدت السيارة عن المدينة وتتوجه إلى أحدى المناطق البعيدة عن السكان، ظلت تقلب عينيها بملل وظلت تعبث بهاتفها لكى تضيع ذلك الوقت..

انتبهت على بوابة ضخمة وإذا بالابواب تفتح إلكترونياً، ابتلعت ريقها وهي تنظر الى كم عدد الحراسة بالداخل، يكفى الجثتين اللذان فى الخارج، ومن الاحمق الذى سيذهب الى منطقة بعيدة!

ظلت السيارة تسير حول ربع ساعة الى أن توقفت نحو باب القصر، نظراتها تجوب ذلك المكان بانبهار المكان عبارة عن تحفة فنية..

اعترضت عندما هم السائق بفتح الباب وترجلت من السيارة وهى تغلق الباب خلفها لتصعد ثلاث درجات وتقوم بالنقر على زر الجرس..

أغلفت جفنيها وهي تحاول تعيد تركيزها، المكان حولها أشبه بالجنة، القصر برغم انه عتيق إلا أنه يعطيه جاذبية وفخامة والنافورة الضخمة القابعة أمام القصر، أسرت عيناها أول مرة..

فُتح الباب بواسطة أحد رجال الحراسة وهو يشير بالتقدم، لم يتفوه ولو بكلمة فقد كان تسير خلفه بشرود وما زالت تضم الملف نحو صدرها وكأنها تستمد الحماية منه وهى تنظر أرضاً..

انتبهت أنها تدخل احدى الغرف وأغُلق الباب خلفها..
لتنظر نحو المكان الواسع بتوجس والنافذة تطل على الخضرة..

كان يوجد شخص متكىء على المكتب يتحدث بنبرة هادئة الى الهاتف وهو يوليها ظهره نحو النافذة..
انتهى من الحديث وهو يضع الهاتف بجانبه ثم يلتفت إليها وهو يهتف بعملية بحته ويجلس فى مقعده
- تفضلي بالجلوس آنسه ليان.

اتسعت حدقة عيناها البندقية صدمة وذعراً وهى تنظر إليه!
إلى زين الحديدى! لتسقط الملف الذى تضمه إلى صدرها وتتبعثر الاوراق على الارض!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة