قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والعشرون

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والعشرون

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والعشرون

أريد قبلة دافئة
تدغدغ مشاعري
اريدك بجواري
أريدك أن تضمني بقوة إلي صدرك
أريد أن أغفو على دقات قلبك
أريدك أن تهدهدني كالطفلة الصغيرة في أشد أوقات ضعفي
أريد نظرة حب كلا بل نظرة عشق تشع من عيناك الأسرتين
ببساطة أريدك بجوارى يا معذب فؤادي
- هيا اريد معرفة لما تريدني أن أصبح ملكك رغم انك تعلم شخصاً اخذه قبلك أم تلك كانت خطة ايضا منك.

أعادت سؤالها للمرة الثانية، ترددت كثيراً وهي تسأله، سؤالها شق السكون حولهم، لم لا يجيب صمته يقلقها، هل هذا هدوء قبل العاصفة!
- بما انك ذكية للغاية ما الداعي للانتحار
غمغم بها بسخرية وهو يريح ظهره علي الأريكة واضعا الساق فوق الأخرى
ابتسمت ببلاهة وداخلها شىء واحد فقط تحطيم فكه العلوي وتدمير أسنانه البيضاء المستفزة، بهدوء أجابت.

- انا غبية لست ذكية بما فيه الكفاية، اخبرتني انه توجد دماء شرقية تسري في اوردتك والشرقي يترك المرأه الخائنة يا سيد زين لكن انت فعلت عكس ذلك، ما زلت متحيرة شرقي انت ام غربي
- كلاهما
رفعت حاجبيها بتعجب لإجابته الواثقة ولم يتردد ولم ينتظر لثواني ليجيبها، زادت ابتسامتها بلاهة وهي تهتف بمجاملة
- جيد للغاية، لنقل انني وافقت على عرضك
قاطعها وهو يغمز بخبث
- ليس عرضا أنه من واجباتك.

رمشت بأهدابها ذلك الرجل وقح بل وقح للغاية، ألا يستطيع أن يزين كلماته أمامها
- بغيض للغاية وفظ
إبتسم وصاح بمكر
- وانتِ تحتاجين لمن يقوم لسانك وسلوكك
حاولت إيجاد الرد السريع مثل الذي يتملكه، قامت من مقعدها وهي تجد لا جدوى الحديث معه
- لن تقدر سأظل كما انا، علي كلا استمتعت بالخسارة سأخلد للنوم
- وواجبك
أجابها بكل عنجهية وغرور يليق به وهو ما زال مسترخي في جلسته
- لا اظن انك تريدها سيد زين.

سارت بخطوات منظمة نحو الباب، فتحت الباب بهدوء وقبل إغلاقه سمعته يهتف
- ليان لم يُصبك شيء
زين زياد الحديدي أنت حقا رجل يستحيل أن يتوقعك أحد، إرتسمت إبتسامة عاشقة تزين ثغرها لتطل برأسها نحو وقالت بثقة
- اعلم يا حارسي
أغلقت الباب خلفها وانطلقت راكضة نحو غرفتها وقلبها منتعش، تشعر أنها علي وشك أن تطير مثل أوراق الشجر التي ترقص بصخب مع نسيم عليل في وقت الربيع،.

أغلق جفنيه وهو لا يصدق لقبه الجديد الذي أخرجته من شفتيها، وتلك النظرة الناعسة وشفتيها المنفرجتين، ما الذي تفعله؟! تلعب وتستغل تلك النقط في صالحها جيداً، تمتم وإبتسامة تشق ثغره
- ماكرة انتي يا زوجتي.

رمت بالأوراق والكتب وكاميرتها بعنف شديد، سحقت شفتيها بغضب ذلك الوغد الذي يدعي كريم ستقتله حتماً، هل جن هو؟ كيف يخبرها أنه يريد ان تكون خليلته وشريكته في الفراش بدون اي عقد بينهما، مجرد انها لم ترتدي حجاب و ملابسها متحررة بعض الشيء لكنها ليست فاضحة يأخذ الشباب فكرة سيئة، توعدت للوغد بعقاب شديد ستفعل له فضيحه تجعله يخفض رأسه للتراب
- سارة.

رفعت رأسها فور أن سمعت إسمها، أخفضت برأسها أرضا وتمتمت بحنق
- شهد ابعدي من وشي دلوقتي عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي
جلست شهد بجوار سارة، ربتت علي ظهرها وهي تعلم جيداً سارة ما إن تراها تغيرت مائة وثمانون درجة لايوجد سوى شخص واحد من فعلها
- كريم لسه لازق
نفخت وجنتيها بضيق وصاحت بغضب
- لازق بغرا امير، ابو شكله ده هوريه
سحبتها شهد فور ما وجدتها تقوم من مجلسها، غمزت بشقاوة.

- اهدي كده ده احنا يدوب خلصنا الامتحانات عايزين نفرفش ونخربها السنة ديه
ابتسمت بتكلف وهي تتوعد لذلك الحقير
- ما انا هخربها فعلا بس علي دماغه
زفرت شهد بيأس علي عند ورأس سارة اليابس
- ابعدي عن كريم الهندي انتي مش عارفة ولا عارفه عيلته اللي الحكومة متقدرش تقرب منه، عيلته ماسكين البلد يا سارة فوقي وبطلي هبل
رغم شعورها بالرعب الذي جري في اوصال جسدها خرج صوتها ثلجي.

- تصدقي كده خوفت، طيب انا هطفش من البلد الغم ديه علشان نرتاح من اشكال كريم وعيلتهم اللي بتخاف منها الداخلية
هزت شهد كتفها بلا مبالاه
- ايه رايحه ماليزيا مثلا
رفعت سارة حاجبها من نبرة السخرية لترد بلا مبالاة
- انتي طايلة اصلا يلا بقي هاتي شلة البنات علشان نتفسح ونروح اي كافيه وهعملكم فوتوشسيشن for free
قفزت شهد من مجلسها بسعادة
- حبيبي يا اسو
ابتسمت سارة بخبث
- انا قولت انتي جايه ورا كاميرتي.

لكزتها شهد علي ذراعها غير عابئة من ينظروا اليها والي طريقة الأطفال التي تتعاملان بها
- سارة مبتقيش رخمة
تراقصت حاجبي سارة
- هو انا مقولتلكيش ما انا رخمة فعلا
قامت من مجلسها بكل عنجهية وكبرياء وهي تلقي بأوامرها وكأن أمامها خادمة
- خلاص بقي اتفضحنا في الجامعة اتفضلي شيلي اوراقي وكتبي وانا احصلك
- خدامتك انا!
- تصدقي انا غلطانه انا راجعة البيت
استوقفتها شهد وهي تجدها تجمع أشيائها بالفعل.

- بيت مين يا ماما لا خليكي هنا البنات جاية وبيقولوا محضرين بروجرام هايل
تفقدت الكاميرا بتوجس إن أصابها خدش، زفرت براحة عندما وجدتها كما هي
- محسساني ان احنا خلصنا الكلية
وببساطة ردت شهد
- سنة خلصت هتجر اللي وراها
سكون غلفهم لفتره ليست بقصيره، لتشقه شهد بصخب وهي تشير بيدها نحو إتجاه معين
- أهم البنات يلا نتحرك
سبقتها شهد وهي تتحرك نحوهم، استوقفتها سارة وهي تزفر بيأس
- والكتب!
- شيليها مع نفسك يا اسو.

توعدت لها بل للفتيات إضافه للحيوان كريم ولكن كريم في كفه والفتيات في كفة أخرى
- حاضر والله مها هصوركم اصلا وديني حلفت وشوفوا بقي.

- عاملة ايه؟
نطقتها ندى وهي تتواصل مع صديقتها عبر الحاسوب، تمتمت ليان بابتسامة هادئة
- تمام وانتي ايه الاخبار؟
تنهدت ندي براحة وكأن حملا ثقيلا وضع علي صدرها انزاح
- حددنا معاد الفرح
- مبروك كان نفسي ابقي موجوده معاكي.

كان تقصد كل حرف منها فعلا، أصبحت تكره وضع البيت الساكن لا تتحدث مع أحد سواه عندما يأتي من العمل ولا غرابة الأمر دائما تجده عند الخامسة عصراً بدل من الوقت المتأخر وبالطبع تجد الخادمة ملاصقة لظهرها أغلب الوقت، وحينما يعود يدردشان في بعض المواضيع المملة كنوع من إضاعة الوقت...

تذكرت في يوم وجدته ينام بجوارها وأخبرها أنه من ذلك اليوم سينام بجوارها، وافقت علي مضض وقلبها كاد يرقص من الفرح لكن إختفت إبتسامتها عندما تجده في كل مرة يتحسس جسدها بخبث، تزجره في كل مرة ثم يسحبها كالمغيبة في أحضانه وهو يشدد من معانقتها نحوه، ما وصلت إليه نعمة ستحافظ عليها تلك المرة لن تتهور مثل المرة السابقة
أفاقت من غيمة الشرود علي صوت ندى.

-بس ايه فتره الغياب ديه كلها ديه ساره وطنط وعمو قلقوا عليكي لولا ان جوزك طمنهم كنتي هتلاقي عيلتك قدام باب بيتك، بس قوليلي جو باريس كان عامل ازاي قضيتوا اليومين حلوين ولا نكدتي علي وشوه
ابتسمت بهدوء
- لازم يكون فيه نكد، مصرية بقى بحب انكد
ضحكت ندى بأستمتاع وهي تتخيل مشهد نكد يجري أمامها، البطل زين والبطلة ليان
- حتى مع الأجنبي
إغتاظت منها حتي هي تعامله كشخص غربي ردت بعبوس
- مصري علي فكرة.

- فرقت يعني نصه مصري بس برده ليه نص اجنبي بقولك ايه مفيش حد من النوعية ديه هناك بس يكون مش مرتبط
اتسعت عيناها دهشة ثم ما لبثت أن انفجرت في الضحك
- شهاب لو يسمعك
حمحمت ندى وهي تلتفت يميناً ويساراً
- عيب ده لسارة
- سارة برده
نبرة ليان جعلتها مفضوحة لتستمر في الادعاء
- احم احم اه هكدب عليكي
تنهدت ليان وهي لم تقتنع بأي كلمة قالتها
- ماشي يا ستي
حذرتها ندى وهي تشير بأصبعها نحو العدسة
- اوعك متجيش فرحي.

ضحكت ليان وهي لا تصدق أنها تضحك ظنت أن الحياة تحولت للون الرمادي أمامها لكن الله لا يخيب حسن ظن عباده
- قبلها بأسبوع هتلاقيني في وشك
وضعت ندي هاتفها علي وضع الصامت عندما اعلن عن مكالمة لحبيبها لتغمز بمكر
- طب انا بقي هقفل سلام
وقبل أن ترد ليان إلتقطت أذنيها إلي صوت زين الذي يناديها، صمتت لعدة لحظات انها المرة الاولى التي يناديها كان دائما يبعث بالخادمة!، مهلا أنه في غرفة الملابس.

- حبيب القلب ده اللي بينادي
سمعت صوت ندي الخبيث، توعدتها في سرها
- شيلهالك يا ندي
وانطلقت متوجه نحو غرفة الملابس كي تتفادي اي كوارث تحدث!

- ماذا؟
نطقتها بتعجب وهي ترى لا يوجد بشيء هام يستدعيها، انه يرتدي ملابسه، هل تساعده في ارتدائها؟! نطقتها بسخرية.
أشار لربطة العنق أمامها، قلبت بعيناها وهي لا تصدقه ندائه من أجل أن تعقد ربطة عنق
- لا تخبرني أنك لا تعلم كيفية عقد ربطة عنق
تمتم ببساطة
- هل رأيتني من قبل ارتديها
رفعت حاجبها باستنكار تعلم أنه في معظم الأوقات لا تجده يرتديها سوى...!
- ومن يفعل ذلك وقت الحفلات.

أجاب بصدر رحب لأسئلتها المستفزة، لما كل النساء تتحدثن أكثر من العمل، بمجرد أن يريدها فعل شيء يجيب أن تأتيه بالتفاصيل الوافيه، كان توجد بعض النساء الثرثارات مثلها، لكنها ليانه مختلفة عن النساء يحب ثرثرتها، يحب مراقبة شفتيها التي تتصاعد وتهبط بسرعة
- جدتي
- زين
هتفت باسمه وهي لا تصدق أن جدته تساعده على عقد ربطة عنقه، تخشي أن تكون إحدي حيله مثلما يفعل حينما ينام بجوارها
- لا امزح ليان لا اعلم حقا.

تأفف بحنق وضيق صبي جعلها تبتسم بمرح قالت بمشاكسة
- لكن إن كذبت عليّ لن أرحمك
توجهت جواره وهي تفعل له شيء عظيم ستفتخر به، رفعت أنامل قدميها حتى تصبح مقاربة لطوله
ابتسمت بتوتر والمشهد تكرر أمامها لكن يوجد شيئان هي الأن معه في غرفته وثانيا هي زوجته إنتهت وهي تحمد ربها أن لم يفعل شيئاً
- ها قد انتهينا
- عجيب في المرة السابقة استغرقت أربع دقائق وخمس عشر ثانية أما الآن في ثلاثين ثانية.

تمتم بها بتعجب وحنق داخلي كان يريدها أن تصبح قريبة منه أطول فترة ممكنة، أفكار منحرفة تراوده الآن والوقت والمكان مناسب لكن عليه أن يتريث قليلاً
- هل كنت تعدها بالدقائق
صحح قائلا
- الثواني!
إرتدي سترته وهتف بعملية
- سأذهب وبعدها سأعود واراك جاهزة سنذهب القرية
اتسعت أعينها فرحة أخيرا ستتخلص من الجلوس بمفردها بين أربعة جدران
- حقا سنذهب الي الجدة.

أومأ بالإيجاب تصلب جسده فجأة حينما وجد جسدها الدافئ يلتصق به في الخلف تحتضنه بحميمية شديدة، ازدرد ريقه بتوتر وهو يخرس عقله
رددت بدون وعي بحماس طفل
- يعيش زين احلى خبر سمعته
تداركت ما قالته لتبتعد عن جسده وحمرة تزين وجنتيها ما فعلته
- معذرة هل تضايقت
ابتسم وهو يربت على وجنتيها المتوردة
- كلا الاهم انني اراك سعيدة نبرة السعادة وعيناك البراقتين اهم شىء.

ااه هل يوجد زوج بمثل ذلك الحنان، هل هذا هو زين؟! انحرج بالطبع لن يقول انه تضايق، وتعلم انه لن يقولها
- لن اكررها، في وقت انفعالي اتناسى دائما
ضحك وهو ما زال يربت علي وجنتيها بحنو
- جربت منه عزيزتي هيا اجهزي بعد ساعتين سأنتظرك اسفل البناية
خرج من غرفة الملابس ليتوجه نحو باب الغرفة نادته باسمه المفضل
- زياد
توقف جسده عن الحركة ليلتفت خلفه وهو يراها تودعه وتهتف بامتنان
- شكراً.

اكتفى بهز رأسه ليتابع سيره ويخرج من غرفته يوجد لديه إجتماع هام للغاية؟!

- اتفضل بقى اشرحلي بالتفاصيل مين ليان وورد
هتفت بها هند بنفاذ صبر، هزت رجليها بعصبيه وهي تستمع إلي رده البارد
- ماضي واتقفل
هدرت به ببعض العنف
- متلفش وتدور يا يوسف لأنه لو كان اتقفل مكنتش قعدت اسبوع حابس نفسك في اوضتك
بنظرة واحدة أخرسها، أشاحت بوجهها للجهه الأخري وهي تنفخ وجنتيها بضيق
- جاهزة انتي
أشعل لفافة تبغ صارت من ضمن أهم أشيائه لشخصية يوسف الجديدة
- اتفضل.

أطلق الدخان المخزن في صدره إلي الهواء الطلق، لا يعلم من أين يبدأ لكن يعلم النهاية جيداً وهذا ما يخشاه!
- الموضوع ببساطة كنت بحب بنت جاري ليان وقولت ان انا هتجوزها وفعلا اتجوزنا وعملنا كتب كتاب وقت استعدادي للفرح اتزنقت في فلوس لجئت لرشيد والد ورد الله يرحمها.

وكان معروف عنه انه بيساعد اي شخص محتاج مضيت على وصل امانه واخدت الفلوس وفجأه ظهر وش رشيد الحقيقي وهددني بالوصلات يا اما أطلق ليان، كنت مجبر على أني اسيبها، القدر كان ضد ابقي انا وليان مع بعض، مرجعش الأوراق بعد ما طلقتها ورجع ابتزني تاني علشان اتجوز بنته ورد، كنت مصدوم منه ورفضت بس، هو مسك من الحته اللي بتوجع اووي، ورد ازاي! اللي كنت بعتبرها زى سارة اختي بتحبني، لمحتلي بحبها ليا في فترة خطوبتنا بس انا صديتها في كل مرة، قولتلها انا مقدرش احبك قلبي كان لسه متعلق بليان، واكتشفت وهي في وقت غضبها ان هي وامها خططوا لده او نقول الام هي العقل المدبر، كنت عارف ورد واخلاقها جدا عقلي مكنتش متصور ان ورد البريئة يطلعلها قناع مليان شر وحقد من جوا، وفجأه قررت تنفصل وقالت طلقني وطلبت مني اني اسامحها وكأنها لأخر مرة هتشوفني وفعلا كنت ناوي اقولها اني مسامحها بس اللي عملوه فيا صعب حاولت اسامحها بس معرفتش لساني خذلني، سافرت وجيت اسكندرية وابعد عن القاهرة، ببعد علي قد ما اقدر عن الذكريات، وفجأه لقيتك انتي شبه ليان بس روحك هي هند اتشديت فعلا لشكلك اللي شبه قلبي اللي حبها بس انا برده حبيتك يا هند، جيه موضوع مرض ورد زي الصدمة اترددت كتير اروحلها ولا لأ، رجلي كل مرة كانت بتخذلني اني اشوفها، كان نفسي اشوفها للمرة الاخيرة بجد واقولها اني مسامحك، ورد هي الوحيدة اللي اتأذت من الحدوتة كلها، انا مش وحش يا هند حطي نفسك مكاني لمرة واحدة، شهاب بيتهمني اني انا الوحيد اللي غلطان بس برده هي غلطت.

أغلق جفنيه بألم ليسترسل بضعف
-ليان واتجوزت شخص تاني وسافرت و ورد وماتت واديني انا هنا
جففت هند عبارتها بكف يديها وسحبت حقيبتها دون أن تتفوه بحرف واحد وسارت مبتعده عنه وهو يراقبها بألم، توقفت عن السير للحظة لتعود مرة آخري لديه.

- عمرك ما حبتني يا يوسف انت محبتنيش انت حبيت ان شبه حبيبتك، اه انتوا الاتنين غلطتوا بس انا حاجه واحدة بس عايزة اعرفها، قولي كلام اللي كنت بتقوله ليا وقت فترة خطوبتنا علشاني انا ولا عشان هي، بتتخيلها هي مش كده؟!

إنتظرته أن يرد لكن صمته جعلها تعلم الاجابة، استدارات مغادرة وهي تلعن حظها، كلما تظن أن الدنيا تفتح لها أبوابها تجده أن كان مجرد باب موارب يجعلها فقط تنظر للنور خلفه لكن حين الوصول للداخل يد قوية تمنعها وتسحبها لتظل هي في الظلام، وحيدة، بائسة، مستسلمة لمصيرها المجهول.

خلع ربطة عنقه وسترته والقاه على الأريكة بأهمال وتوجه نحو الغرفة المظلمة، فتح الحارس الباب الحديدي وابتعد جانباً...
دخل زين إلي الغرفة الكئيبة بطلاء اسود ولا يوجد بها نافذة، فقط ضوء خافت يُعلن فقط عن وجود جسد مكبل علي الحائط بملامح غير واضحة أثر الدماء والكدمات، ليس فقط في وجه بل ايضاً جميع انحاء جسده، امال تيم برأسه نحو الذي يشرف عليه بقامته الطويلة بكل غرور وشموخ ابتسم زين بتهكم.

- أخبرني ما رأيك في اقامتنا
- فاخرة للغاية
سار عدة خطوات وهو يرى نظرة الرعب من أعين تيم، تفقد زين الإصابة من أثر طلقة علي كتفه برضي إلتئم جرحه، لا مشكلة سيسبب جرح آخر له، بثقة ووعيد هتف
- وانتظر عزيزى كيف كانت جولة الضرب ارجو انها اعجبتك
خرج صوت تيم متحشرج وهو يرد بسخرية
- وما بعدها هل ستقومون بشنقي او رمي في قاع المحيط.

ضحك زين بقوة، ضحكته ساخرة بل شيطانية وذلك الجانب لا يراه فقط إلا من اقترب أحد من إحدي خصوصياته، كأنثي الأسد التي تظهر مخالبها وهي تدافع عن ابنائها من الوحوش في الغابة
- لا ذاك ولا ذاك كل يوم ستتمنى الموت لكنك لن تطيله كل يوم سأبعث لك الطبيب في النهار وفي الليل سنمارس أشياء شنيعة للغاية.

صمت للحظات وهي يري نظرته المرتعدة التي ارضته، ببساطة لقد كسر أنف تيم الشامخ، صاح بصوت عالي ليجذب انتباه الحارس في الخارج
- ابعث مارتكس يا ستيوارت
غمغم الحارس بإيجاب ليسرع بجلب ماتركس كما أمر سيده، عدة ثوانٍ وإستمع تيم الي صوت نباح كلب، اقشعر جسده بخوف وصوت نباح الكلب يقترب منه رويداً رويداً
- كلب
ابتسم زين ببرود
-نعم لقد علمت انك تخشي من الكلاب لذلك أوصيت بجلب كلب من المانيا خصيصا لك.

أمسك زين بالطوق وجثى على ركبتيه وهو ينظر إلى الكلب الذي روضه تحدث بهدوء وعيناه مثبته على الكلب الشامخ الذي يتعدى طوله مائة سم، كلب بذلك الطول جعل تيم يتلوى بجسده، بتوجس استمع إلى ما قاله زين
- مارتكس عزيزى تعلم ما عليك فعله بالنسبة للعدو
هز الكلب برأسه وهو يومئ برأسه على أمر سيده، إلتفت إلي تيم وهتف بابتسامة زائفة
- ليلة سعيدة تيم.

خرج من الغرفة وامسك بربطة عنقه وسترته وغادر بضمير مستريح ولم يلقي بالاً للذي يصرخ كالنساء في الداخل
- تعلم يا ستيوارت ما عليك فعله
أومأ الحارس بإذعان
- نعم سيدي.

- شهاب متهزرش بابا بره
قالتها ندى وهي ترى أفعال شهاب الغير لائقه بالمرة وهو في منزلهم، يخبرها أنه يريد قبلة بريئة فقط حتى تطفىء نار شوقه، لكزته بخفه على صدره وهي تجلس مبتعدة عنه تاخذ احتياطها وحذرها منه
- ولو برده مش هبعد
غمز بها بوقاحه وهو يدنو منها، أشاحت ذراعيه عن خصرها وصاحت بشيء تعلم أنه سينقلب مائة وثمانون درجة
- بعت الظرف ليوسف.

وحدث كما توقعت إبتعد عنها وقد تخشبت ملامح وجه، ارتمي بجسده على الأريكة المقابلة لها وامتنع عن الرد
- شهاب من فضلك
بتردد هامس اقتربت منه وهي تحضن كلتا كفيه وتبتسم بحنو
غمغم بضيق وهو يسبه بأفظع الألفاظ
- متجبيش سيرة الزفت ده
ارتعدت قليلا من كثرة السباب الذي يلقيه عليه، زادت من ضمها ليديه وهي تعتمد الأسلوب الناعم
- شهاب ورد ادتلك امانه وهي عارفة انت الوحيد اللي هتوصلها الأمانة ديه.

تأفف بضيق من إلحاحها على فتح ذلك الموضوع
- بعتله الظرف إمبارح يا ندى
قفزت نحو حضنه وهتفت وهي توزع بقبلات هادئة علي وجنتيه
- حبيبي كنت حاسه
اللعنة ما الذي تفعله الآن!، رغم أنه يعلم أنها تصدر عفوية منها ورغم محاولاته العديدة أن تتوقف عن فعلها لأنه لن يضمن ما الذي سيفعله معها تضرب كلامه بعرض الحائط، تثاقلت أنفاسه عندما دفنت بوجهها عند عنقه همس بصوت متحشرج
- ندي.

همهمت بنعم وهي تضع كفها على موضع قلبه تشعر بثورانه الداخلي، كان علي وشك أن يزيحها وهما في وضع فاضح ليجد صوت أيمن يصيح بغضب زائف
- سيادة المقدم
إبتعدت ندي علي الفور وهربت منه وهي تطأطأ برأسها للأسفل، نظر إليها شهاب بسخرية ثم استقام في جلسته وهو يتحدث ببراءة
- سيادة اللواء بنتك هي اللي لزقت فيا
ونبرة ندى كانت نبرة مستنكرة قائلة بغضب
- شهاب
نظر أيمن إلي ندي بوعيد وهتف نحو الأخر الواقف بلا مبالاة.

- تعالي يا سيادة المقدم وحسابنا بعدين يا ندي
خرج من الباب ليتبعه شهاب وقبل أن يخرج من غرفته استدار نحو ندى ليجذبها من خصرها وهو يسحقها بقبلة عنيفة بعض الشيء، إبتعد لاهثا ليطبع قبلة بجانب شفتيها وتركها ورحل متوجهاً خارج غرفة الصالون،.

كانت مصدومة مما حدث منذ ثوانٍ قليلة، لثاني مرة يقبلها في عقر بيتها ولسانها يصيبه الخرس عند حضوره وجسدها يصاب بالشلل عند اقترابه لا هي قادرة على أن تزيحه ولا هي قادرة علي أن تضمه، زفرت بحنق وهي تدب على الأرض متمتمه بسخط
- ماشي يا شهاب.

هبطت علي الفور عندما أخبرتها الخادمة أنه ينتظرها بالأسفل، وضع الحارس الحقائب في الحقيبة الخلفية للسيارة، رغم برودة الجو في ذلك الوقت من العام إلا أنها وجدته خالع سترته وربطة عنقه ويتكئ بجذعه العلوي علي السيارة، ما إن رآها تتقدم نحوه إعتدل في جلسته وهتف وهو يفتح باب السيارة لها بلباقة
ابتسمت بمرح ونظرت إلى الساعة في هاتفها وغمزت بأعجاب
- في موعدك بالثانية.

تطلعت إلي السيارة الذي لا يوجد بها سائق تمتمت بتعجب
- هل سنذهب بمفردنا
دنا نحو وهمس بنبرة ذات مغزى جعل وجنتيها تشتعلان من الحمرة
- نعم قررت أخذ عطلة ليس لها وقت محدد.

إزدر ريقها بتوتر من نبرته، ماذا يقصد بحديثه معها؟! صعدت السيارة وهي لا تفكر سوي في شيء واحد فقط أنها ستجلس أطول فترة ممكنة مع الجدة وتتجنب نظراته الوقحة، ولكن ماذا عند وقت النوم؟!، رأسه يابسة وربما يخجلها أمام الجدة برغبته أن ينام بجوارها، تمتمت بصوت خفيض يكاد يسمع
- حسناً.

توجه نحو المقود وانطلق بسيارته تشق زحام لندن في ساعة الذروة متوجه نحو قرية جدته، أغلقت النافذة التي بجوارها وهي تشعر بالبرد الشديد رغم ارتداء سترة صوفية وجهت ببصرها نحوه لتجده يرتدي قميص خفيف ومن الواضح أنه لم يتأثر بالبرد، دفنت بيديها داخل جيب سترتها وهي تقطع السكون
- ما هي هواياتك؟
أجاب وبصره لم يشيح عن الطريق وحمد ربه انهم وصلا الى الطريق الزراعي
- لا شيء محدد سوي انني هزمتك في الشطرنج.

نفخت وجنتيها بضيق وهو دائما يتعمد مشاكستها بعد هزيمتها في لعبة الشطرنج
- بغيض حقاً
صاح بجمود ولهجه آمره
- ليان توقفي عن سبي ولا سأقوم انا بقصه
أشاحت بوجهها للطريق وهي تراقب المنظر الطبيعي، زاد الجو برودة عندما غابت الشمس، وفجأة توقفت السيارة وركنت على إحدى جوانب الطرق، نبهت حاستها الانثوية من خطر قادم! هل سيعاقبها حقاً أي عقاب وهما في طريق خالي من المارة ولا توجد سيارة تمر في نفس الطريق.

استدارت إليه عندما وجدته يسب بعنف وهو يضرب على المقود بغضب، تمتمت بتساؤل
- ماذا حدث؟
أجاب ببساطة وهو يريح رأسه على المقعد
- نفذ الوقود
اتسعت عيناها صدمه، ستموت من البرد بالتأكيد، وجهت نظرها إلى الطريق ثم تمتمت بتوجس
- ماذا؟، ونحن في هذا الطريق؟!
أخرج الهاتف من جيب بنطاله وغمغم ببساطة
- سأتصل بالسائق.

أخذت وضع التذمر بدلا من الهدوء، والغضب والانفعال بدلا من التفكير في وضعهم ليس ذلك فقط بل وضعته في دائرة الاتهام في تقصير عمله
- كيف لم تتأكد من وجود وقود كافي
وضع الهاتف على أذنه منتظرا رد السائق، نجح بصعوبة بالغة وهو لا يخرج غضبه امام وجهها
- أخبرت السائق أن يجهز لي سيارة كيف لي ان اعلم انه لم يملأ السيارة بالوقود الكافي.

ارتعد جسدها فور ان سمعته يتوعد للسائق ويلقي عليه بالسباب اللاذع، نفث عن غضبه أمام السائق ولكن ماذا ذنبه أن يلتقي كل ذلك، يكفي فقط أن يحذره ويخصم راتبه لا أن يطرده بسبب فعلته،
تمتمت بتساؤل عندما رمى الهاتف على التابلوه بضيق
- ماذا سنفعل حينما يأتي
سؤالها خرج سخيف لكن ماذا تفعل لا تحب ذلك الهدوء الذي يبعث بالرعب
- ننتظر.

أجاب باقتضاب لتعلم أنه يرفض الحديث معها، احتضنت جسده بواسطة ذراعيها تجلب بعض الدفء، إن كانت تشعر بالبرد حينما تسير السيارة الآن تكاد تموت بسبب لفحات الهواء البارده
- يبدو هذا هو الحل الوحيد
رفعت بساقيها التي شعرت كأنها لوح من الثلج و جلست متربعة على المقعد، ولسانها يردد أن كل شيء سيصبح بخير،.

فكرت أن تفتح حقيبة السيارة لكن قدميها لن تساعدها ابداً وهي بغبائها تعلم أنها لن تجد شيئا يدفئها، لم تتوقع أن يخونها الطقس كل ما جلبته كان مناسبا للصيف سوي سترتها الصوفية التي ارتدتها عندما شعرت أن الجو انقلب في الصباح.
شعرت بشيء يوضع على ظهرها، استدارت له لتجده يضع سترته علي جسدها، ابتسمت بهدوء عندما أردف
- ستشعرك بالدفء
شكرته بامتنان وهي توجه ببصرها نحو الطريق
- شكرا.

عدة دقائق مرت كالجحيم، لا توجد أي سيارة مرت في الطريق
نظر إليها وهو يشعر بالعجز عندما يراها تنتفض في كل مرة رغم أنه أحكم غلق النوافذ، الجو ليس بارداً لتلك الدرجة لكنها يبدو أنها لم تعتاد علي الجو بعد، بعد فترة ستصبح معتادة على الطقس المتقلب
سحبها من ذراعها وهو يهتف بحزم
- تعالي
- إلى أين؟

ما كان عليها أن تسأل وهي تجد نفسها جالسة على ساقيه وذراعيه مثبته على خصرها، كتم ابتسامته حتى لا تثور في وجهه وهو يرى إرتعاشة جسدها بسبب البرد، أصابه القلق إن كانت تشعر بوادر المرض.
- حضني
إبتسمت بتوتر وقبل أن يسحبها لحضنه وجدته يحل أزرار قميصه ليصبح جزعه العلوي عاري، كتمت شهقتها وهي تضع كفيها على ثغرها بصدمة
- زين ماذا تفعل؟
صاح بسخط من سؤالها
-سأبعث بالحرارة لجسدك هيا توقفي عن الحديث الذي لا فائدة له.

ترددت كثيراً من فعلها، لكنه أسرع وهو يجذب بعنقها ويضعها على صدره، توردت وجنتيها من الخجل لا يصح فعل ذلك، زجرت نفسها إنه زوجها لا تستطيع أن تمنعه من الأقتراب،
تخشي عليه أن يصبه برد وهو عاري دفنت وجهها عند عنقه واراحت بكفها على صدره العاري بتردد
- ألا تشعر بالبرد
غمغم بصوت متحشرج وهو يعلم أن لن يصبر أكثر، إنها بين ذراعيه تراوده الكثير من الأفكار المنحرفة
- سابقاً.

عضت شفتيها السفلى بإحراج وهي تعلم قصده، بعتاب أنثوي هتفت وهي تشعر بحرارة جسده التي تنتقل إليها
- زين
غمغم بسخط علي حالته الميؤس منها
- اصمتي
تلك المرأه التي بجواره يريد أن يلتهمها، صوتها المبحوح وهي تهتف بأسمه بأغراء، وأناملها التي تخونها وهي تتحسس صدره كل ذلك بمثابة نار لن تخمد،
امسكها من عنقها لتقابل وجه لفح بأنفاسه الحارة وبنبرة راغبة هتف
- هل تسمحي لي ان اقبلك؟

تصاعدت دقات قلبها، وتيرة أنفاسها تعلو وتهبط بسرعة، إحتقن وجهها من الخجل وهي تحاول أن تبتعد عن رائحة عطره التي أصابتها بالأسترخاء والخدر
- إن كنتي لا تريدين فقولي لا، أما إن لم ترفضي سأعلم أنك موافقة
إنتظرها أن ترفض لكن وجدها ساكنة، أزاح حجابها ورماه جانباً لتنفرد خصلاتها الفحمية، أحس بأنفاسها الساخنة وبعض الكلمات الغير مرتبطة التي تخرج من شفتيها،.

أمسك بذقنها ودنا يلتقط شفتيها بكل حميمة، يبث لها كل أشواقه، كان يؤجل فتره قربه منها حتى يطمئن عليها لكنه اقترب منها كالمغيب، مفتون بها، أقل شيء يرضيه يكفي فقط أن يرى بسمتها.

حررها من حصاره لعده ثوانٍ كي تلتقط أنفاسها المسروقة ليتبعها حصار آخر جعلها تحيط بعنقه وتبادله شغفه بشغف أكبر، لا تعلم كيف تنساق وراء عناقه الملتهب ما زالت جاهله في تلك الأشياء، وكيف بدون تخبره أنها ترغب به ايضاً، ولكن أين البرد الذي كانت تشعر به منذ قليل؟ اختفى أثر البرد وحل محلها مشاعر ملتهبة
- سيدي.

تكسرت السيمفونية الهادئة عندما سمع طرق على نافذته، وقبل أن تهرب منه ضم جسدها نحوه، دفنت بوجها عن عنقه وهي بالكاد تلتقط أنفاسها، أما هو فلم يكن في أفضل حال عنها صاح بغضب للواقف في الخارج
- اللعنة عليك انتظرني.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة