قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والعشرون

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والعشرون

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والعشرون

هل عندك شكٌ أنّك أحلى امرأةٍ في الدّنيا؟
وأهمّ امرأةٍ في الدّنيا؟
هل عندك شكّ أنّي حين عثرت عليك، ملكت مفاتيح الدّنيا؟ هل عندك شكّ أنّي حين لمست يديك تغيّر تكوين الدّنيا؟
هل عندك شكّ أنّ دخولك في قلبي هو أعظم يومٍ في التّاريخ، وأجمل خبرٍ في الدّنيا؟
هل عندك شكّ في من أنت؟
يا من تحتلّ بعينيها أجزاء الوقت يا امرأةً تكسر،
حين تمرّ، جدار الصّوت لا أدري ماذا يحدث لي؟
فكأنك أنثاي الأولى.

وكأنّي قبلك ما أحببت
نزار قباني
من يصدق انه يصبح كالمراهق لا وبل يطلب منها ان يُقبلها وهما في منتصف الطريق، يسرق منها قبله هادئة سريعة لكنها مع الوقت تحولت إلى قبلة محمومة يبث فيها عذابه وشوقه، عذاب الشهور الحالكة التي مرت عليه،.

وقع صريعا في هوي المرأه الشرقية، رغم انه يعلم انها ليست معادلة عادلة كونه أنه تعرف علي الكثير من النساء قبلها، لكنها هي من سرقت ما لم تستطع النساء الأخريات على فعله، لقد سلبت راحه نومه وسلبت عقله قبل قلبه، أصبح بلا عقل ولا قلب مشتتاً كلما حاول الأقتراب منها يبتعد وهو يزجر نفسه انها تستحق رجلا أفضل منه يكون هو أول رجل في حياتها كما ستكون هي المرأه الوحيدة في حياته، ولكن القلب وما يهوى، من كان يصدق مجرد مشاعر وعواطف تجذبك لشخص لا وبل تعلن ملكيتك علي نصفك الآخر ومن اقترب من ملكيتك فيا عزيزي لقد وقعت تحت رجل لا يرحم وفتحت أبواب جهنم بيديك،.

هو بشرقيته المختلطه بغربيته جعله شخصيته فريدة من نوعها، لطالما تهافتت عليه النساء لكي يحظين بذلك الرجل، معذرة يا نساء العالم فهناك من سرقت قلبي.
إستقلا للسيارة الثانية التي جلبها السائق وانطلقت السيارة صوب القرية.

إختلس النظرات إليها وهو يركز نحو شفتيها التي تورمت أثر عناقه الساحق، لم ترحمه ظلت تأكل شفتيها وهي تنظر إلى النافذة تتحاشى النظر إليه إلى ما فعله، وكأنه فاحشة او خطيئة لقد قبل زوجته اين المشكلة ولم تكن عارية بل كانت بملابسها! والطريق كان خالي ولم يكن يدري أن السائق سيأتي في وقت قصير للغاية، زجر نفسه معنفاً بل هو لم يشعر بمرور الوقت معها،.

رغم أن السائق لم يبدي اي ردة فعل علي ما حدث سوي زين وهو يتوعد له بالكثير من الأشياء حتى صارت لم تعلم كم عددهم!، شهقت فجأه عندما شعرت بيده تتحس فخذيها
أرسلت بأشارة تحذيرية له عن التوقف لكن قابلها ببرود وأنامله تصعد وتهبط جعل جسدها الخائن ينساق وراءه...
لما جسدها يضعف من مجرد لمسه، سحقت شفتيها وهي تكتم صدور اي شهقه حتي وصولهم للمنزل ولن تمر ما حدث مرور الكرام، ستنتقم منه بأي طريقة ممكنة.

أصدرت الجدة ترحيب حار وهي تحتضن ليان
- إشتقت لكي جميلتي
تهللت أساريرها من الترحيب الحار التي اصدرته الجدة تحمد ربها ان عائلته دعمت زيجته، ردت بمحبه
- وانا ايضا جدتي
غمزت بعيناها للواقف الذي احتضن زوجته من خصرها
- أخبرني زين انكما سافرتما إلى باريس كيف كانت الرحلة
غمغم زين بجمود عندما شعر تخشب جسدها بين ذراعه
- جيدة يا جدتي سنصعد للغرفة
وافقت علي الفور وهي تصيح الخادمة حتي تضع الحقائب في غرفتهم
- بالطبع.

بعد عده دقائق، شكرت الخادمة بود لتغلق الباب خلفها وهي تستعد أن تلقي سباب اللاذع للذي يجلس على الأريكة بأريحية...
تخشب جسدها عندما شعرت بأنفاسه الحارة التي تخترق أذنيها، كيف آتي بتلك السرعة؟ وكيف لم تستمع إلي صوت خطواته؟ أكان ينتظر خروج الخادمة!
عند تلك النقطة استدارت لتصبح في مواجهته وتبدلت عيناها المتوعدة بأخري خجله عند رؤيته لجزعه العلوي العارى.

راقب نظراتها الخجوله وهي تنظر إلي جسده ثم عيناه، إن كان هناك بعض التمرد علي عيناها، لكن لغة جسدها تخونها في كل مرة، أزاح حجابها وألقاه جانباً وهي كانت كالمغيبة بمجرد لمسه، يريد أن يمارس بعض الجنون معها مثلما فعل منذ قليل، ذلك السائق قطعه من أهم لحظات حياته، مرر على خصلات شعرها بافتتان، مد أنامله ليخلع سترتها الصوفية لكنها كانت تعلم بحركته لتهمس بصوت متحشرج وهي تحاول أن تضع مسافة فاصلة بينهما.

- ابعد يدك لن اسامحك علي ما فعلته
إبتسم بخبث وهو يري شفتيها المرتجفتين وجسدها الذي يحاول بأقل قدر ألا يستجاب للمساته المجنونة، لم يرحمها ابداً كان يمرر بأنامله من عنقها إلي نهاية خصرها
- لقد سألتك من قبل وانتي وافقتي
أزاحت يديه ببعض العنف وهدرت ببعض شرارات الغضب لكن خذلها صوتها وهو يخرج متذبذب كحالتها
- لم افعل
هتف بتصميم وثقة وهو يسحب سترتها لتصطدم بصدره العاري
- بلي صمتك كان موافقة، هل نسيتي؟

لقد كانت غلطة وتهور منها، لم تصدق انها كانت تبادل القبل مع زوجها في طريق عام، كان هو متهور في فعلها وهي انساقت خلفه بدون اي ذرة عقل، ولكن هل يكون عقلها حاضرا في حضرته؟!
- لا جدوى من الحديث معك ولن تنام بجواري
تملصت من حصاره وهي تتوجه نحو الفراش، شعرت بيده تسحبها إليه مرة اخري وهو يعقد حاجبيه متسائلا بعدم فهم
- معذرة!
بإصرار زائف وعناد وعقابا هتفت بجمود
- نعم عقابا على ما فعلته نام في أي غرفة.

توجه بها نحو الفراش و ارقدها واعتلاها، تقطعت انفاسها وهي تراه يقترب نحوها بخطوات يخبرها إن كانت تريد الابتعاد سيفعل، لكنها لم تفعل.
- لياني.

هتف بها ببحة مميزة جعل جسدها ينبض بقوة، أخرج ياء الملكية لأول مرة أمام وجهها، هي ملكه له كل شيء بها يملكه، المرأه الوحيدة في حياته التي شعر نحوها بالتملك وأشياء لم يصدق أنها مغروسة به، أخرجت به كل شيء ظن أنه دفن مع رحيل عائلته، نظر إلى وجهها الذي اصطبغ بالحمرة المحببة إليه، تباً تبدو شهية للغايه يريد أن يتذوقها وهو واثق إن تذوقها لن يشبع منها ابداً.

تقابلت عيناها الدافئة بزرقته كانت تشع بريقاً مختلفة مع بركان قهوتها اللذيذة همس بصوت متحشرج وهو ينظر إلي شفتيها التي يوجد بها بعض أثار جنونه في الطريق
- احبك
اتسعت ابتسامتها وهي تهمس بصوت مماثل له
- وانا ايضا
كان علي وشك تقبيلها لكنه تراجع عندما اخبرته وانا ايضا ، الماكرة، عبست ملامحه وهو يقول بتصميم
- قوليها
همست بحب وأعينها تلمعان بوميض لا يظهر فقط سوي للعاشق
- احبك يا حارسي.

تقطعت عباراتها عندما إلتقط شفتيها، يكافئها على اعترافها للمرة الثالثة أمامه، عمق قبلته عندما انفجرت شفتيها، مدت أناملها تعبث بشعره الذي دائما تجده مصفف بعناية، اول مرة تتجرأ للمسه شعثت شعره وقد أدت مهمتها بنجاح، ترك شفتيها وهي تلتقط أنفاسها المسروقة ليجول بقبلاته على وجهها وردد وتمتم بشغف
- أعشقك ليان.

إبتعد عنها وهو يلتقط انفاسه بصعوبة، وحالها لم تكن أفضل منه، استلقي جوارها وهو يحتضنها بحميمة وخبئها بين أضلعه، من بين انفاسها المتأججة همست بصوت واهن
- زين لم ابدل ملابسي
قبل رأسها ودفت بوجه بين خصلات شعرها ورد بصوت لا يقبل النقاش
- لا يهم.

أغلقت هاتفها بعدما قرأت فصل من روايتها المفضلة، تمتمت بضيق زائف أين هي؟ هل ستحصل على الحب مثل تلك الروايات، عاشت في سحابة وردية رغم إصرار ليان بالابتعاد عن تلك الروايات وعدم قراءتها، دائما تخبرها أنها لن تجد احد من مواصفات احلامها او بطل من ورق يخرج من سطور روايتها، لكن يوجد لديها أمل صغير ستعيش حالة حب ولكن أين هو ذلك النصف الأخر، جاء الرد من صوت تبغضه بشدة
- اهلا يا مزة.

اعتدل من إتكاءه عن سيارته الفاهرة وهو يخلع نظارته الشمسية لتظهر عيناه الرمادية والتي هي مفتاح سر لتقع قلوب الفتيات العذاري في حبه،
زمجرت بعنف وهي لا تصدق هل تقبل دعائها لتقع في هوي ذلك الأستاذ الكازانوفا
- كريم.

لا ينكر أنه أعجب بها تلك الفتاة ذات الخصلات الغجرية، بها نكهة الأطفال في تعاملها مع صديقاتها، دقق بنظره الي ملابسها التي كانت عبارة عن بنطال جينز ضيق أبرز مفاتن ساقيها بسخاء ويعلوه كنزة صوفية منسدلاً علي كتفها الأيمن يبرز بشرتها البرونزية و شامة صغيرة التقطها عيناه، فهو كريم الهندي لن تضيع عليه تفصيلة صغيرة،
احتقن وجهها من نظراته الملتهبة، إقتربت منه وصاحت بأنفعال
- انت اتجننت بتعمل ايه تحت بيتي.

انفعالها جعلها شعرها يتراقص مع أمواجها العاصفة، كيف لم يلاحظها من قبل نزل بناظريه للأسفل وهو ينظر إلي شفتيها المطلية بلون أحمر يدعوك للاقتراب غمز بخبث
- وحشتني قلت اجيلك
رمشت بأهدابها عدة مرات وهي تنظر لذلك الوقح، هل كان يوجد أبطال بتلك الوقاحة عند قراءتها لإحدى الروايات؟! وقبل ان حتي تجيب علي سؤالها يجب ان تعلم لذلك الوقح درساً
- والله طب امشي بالذوق بدل ما ارزعك كف يوديك لأسوان.

دنا منها وهو يمهس في أذنها
- وماله يا مزتي هو انا اطول ايدك ديه تلمس خدي
ضربت علي الأرض بانفعال تكره صوته وخصوصا كلمة مزة ذلك المصطلح البذىء الذي يخرج من شفتيه
- انسان حقير مستفز
هتفت بها بحنق لتستمع الي رده الذي صدمها
- وانتي جامدة وعايزك
يريدها! جزت علي أسنانها بغيظ وهي تراقب المارة بحذر
- أما أنت سافل
- عارف
نفخت وجنتيها وهي تلعن نفسها على أنها تحدثت معه
- انا غلطانه ان بتكلم مع اشكال زيك.

صاح بجدية لا تتناسب هيئته العابثة وهو يعيد وضع نظارته
- اسمعي بقي انتي هتكوني ليا بالغصب برضاكي مفرقتش، وسلام بقى واشوفك بقي على السنة الجاية يا حلوة
صعد داخل سيارته وهو يدير المحرك ليستمع الي ردها المستفز
- ده في المشمش
أخرج رأسه حرك شفتيه بهمس أريدك، وستكونين لي ، ركزت نحو شفتيه وهو تتطالعه بتركيز نحو كل حرف يخرج منه وقبل أن ترد انطلق بسيارته ليثير عواصف الغبار حوله.

نظرت إلي السيارة التي أثارت العواصف مثل عواصف الغضب التي تحتلها
- حقير طب والله لانا افضح الكاتبات اللي بتكتب رومانسي، ده منظر حد يتحب ده والله لافضح كل كاتبة بتكتب النوعية زي الحيوان كريم علي الجروبات كلها مش هعتق واحدة فيهم
وانطلقت نحو عقار منزلها وهي تنفث غضبها علي مواقع التواصل الاجتماعي.

إستيقظت وهي تفرك عيناها بنعاس، للحظة نست أين هي؟ ولكن استعادت ذاكرتها عندما دققت نحو الغرفة، قامت من مضجعها بكسل واتجهت نحو المرحاض لتزيل خمول جسدها وتستعد بنشاط ليومها الجديد.
إرتدت عدة قمصان قطنية تحت بلوزتها الصيفية، ستطلب من الجدة أن تعطيها شال ليدفئها بسبب الطقس البارد.

نزلت من الدرج وتوجهت غرفة الطعام لتجد زين جالس يقرأ احدي الكتب بتركيز وفي يديه حامل فنجان من القهوة، الوضع الهادئ آثار ريبتها حمحمت وهي تجذب انتباهه
- صباح الخير
ابتسم بهدوء وهو يضع فنجانه على الطاولة الصغيرة بجواره
- صباح الخير
تقدمت نحو بتردد لا تريد أن تقطع خلوته
- أين جدتي؟
أجاب ببساطة وهو ينظر نحو الشرفة
- في الحقل
علق بصره نحو الواقفة بتردد ابتسم بدفء وهي يشير نحو المقعد المقابل له.

- اجلسي اريدك في شيء هام
جلست بإذعان وهي قلقه من نبرته الجادة رغم ابتسامته الدافئة، هل قرر هجرها؟، هل يريد أن يتركها؟ ستموت إن قال أنه يريد الانفصال، كلا لن تسمح له بأن يتركها
- نعم
حمحم بجدية وهو يضع الكتاب جانباً
- ليان هل تريدين البقاء معي؟ هل حقا تريدي أن تصبحي بجوارى واي خيار تختارينه سأنفذه.

رغم جديته في الحديث لكنها ميزت نبرة خشية الفقدان من صوته، بدلا من أن يسألها هل تريدينني البقاء يرد أن يخبرها أنها لن تبتعد عنه لا يريد أن يضغط عليها يريدها وهي واعية لتأخذ ذلك القرار.!
ابتسمت وهي تبتعد عن الاجابة
- لقد تغيرت
لم يكن منتظر تلك الاجابة يشعر بأنه عروقه تغلي كالمرجل، هل ستوافق ام ترفض وإن رفضت ماذا سيفعل؟، سيجعلها تجلس معه رغما عن أنفها
- معذرة
تمتمت ببساطة وهي تسترخي في جلستها.

- الشخص الذي أمامي مختلف عن الشخص السابق
لم يحد عيناه عن جسدها، يراقب كل تفصيلة صغيرة بها انحنائها المتعمد أمامه وهي تسقط بتعمد المفرش ثم تعود وهي تعبث بخصلات شعرها
- زياد السابق كان بغبائه سيخسر أهم ورده في حياته
غمغم بها بصوت متحشرج ليبعد بنظراته عنها
عبست ملامحها من فعلته
- محق
صمتت قليلا ثم قالت بجمود
- اريد السفر الي مصر خلال أقرب وقت ممكن.

صعق من جوابها، هل لتلك الدرجة تريد العودة لموطنها، وماذا عن ليلة أمس والسيارة وغرفتهم؟ هل فعلت ذلك بدون وعي منها وندمت على فعلها، استقام في جلسته وأجاب ببرود رغم إشتعاله داخليا كالجمر
- سأنفذ رغبتك
ذلك المجنون هل سيغادر؟ ماذا فهم؟!، استوقفته وهي تمسكه من ذراعه لتقترب منه بخطورة وهي تلعب بأزرار قميصه
- زين ستكون بجواري
رفعت أنامل قدميها حتى تصبح مقاربة لطوله لفت ذراعيها حول عنقه وتمتمت.

- اريد ان اكون معك وان سمحت لي ان اشغل حيز ولو صغير في عالمك
ورده لم يكن سوى قُبلة عاصفة اقتلعت حصون قلبها، رفع جسدها نحوه وهو يحيط بكلتا ذراعيه خصرها، احتواها بشوق وهو أخيرا يتنفس براحة، وجد ضالته.
إبتعد عنها لثوانٍ لتلتقط أنفاسها وجنتيها وشفتيها مثل الفراولة الطازجة دنا ليلتقط شفتيها لتجيبه بصوت متقطع
- زين ستأتي الجدة في أي وقت.

لم يعبأ بأي شيء لا الجدة ولا اي شخص سيقطع عنه تلك اللحظة، سيمتلكها الآن منذ عامان ونصف وهو يحلم أن تكون بجواره
صعد الدرج متجها نحو غرفته بتعجل، و أوصد الباب خلفه حتى لا يزعجه احد، همس بحرارة وشفتيه تخرج بها شوق دفين
- كلا لم اعد استطيع التحمل ليان
حاولت أن تستعطفه، ستموت خجلا من نظرات الجدة لها عندما تعلم ما سيحدث
- زين
قاطعها وهو يلتقط شفتيها مرة أخرى لتذوب معه في دوامته
- لا وقت للحديث الآن.

وضعها على الفراش وانامله اتخذت طريقها لتجريد ملابسها، كانت تحلق في آفاق وهو معها همس بصوت متحشرج وهو يبتعد عن شفتيها ليقبل عنقها
- ابعديني يا ليان ان كنتي لا تريدي
ضمته بين ذراعيها وهي تعلن الأشارة الخضراء له، قبلها بشكل محموم وفقد كل سيطرته على مشاعره، وقته الآن لإخراج كل تلك المشاعر المختزنة، غاب عقله عن العمل واستمع إلى ذلك صاحب النبضة وكيانه إنساق ليتذوق جسدها الأنثوي لأخر قطرة!

قبلات محمومة تنتقل من كتفها ثم عنقها إلي شفتيها، إلحاح عنيد مثل صاحبه لتستيقظ وهي تري هيئته الجديدة بالنسبة لها بشعره المبعثر و صدره العاري تمتم بصوت آجش
- استيقظي يا كسولة أصبحنا في الساعة الثامنة مساءا
توردت وجنتيها وإحتقن جسدها خجلا تحت نظراته الماكرة، شدت الغطاء عليها ثم ما لبثت أن إتكئت جالسة مذعورة وهي تتحكم بلف الغطاء حولها
- ماذا؟!، جدتي، ماذا ستقول؟
نزع الغطاء وهو يغمز بنبرة ذات مغزى.

- لا تقلقي لقد صعدت منذ فترة واخبرتها انك ما زلتي نائمة
شهقت بقوة وهي تتمسك بالغطاء الذي يسترها عن عينيه التي ستلتهما حية، زين لن يترك الأمر هكذا بالطبع قال شيئا لها، والا لكانت وجدتها بينهم، كانت ستسأله عن نومها لكل تلك الفتره، نظرت إليه بعدم تصديق بسبب زرقاوته البراقة
-لا اصدقك
تمتم ببساطة وهو يداعب شعرها
- حسنا اخبرتها بذلتي مجهودا شاقا ونمتي
تمتمت بصوت مختنق وهي تجده يطبع قبلات دافئة علي عنقها.

- لا اصدقك حقا
تشعر أنها على وشك البكاء تنشق الأرض وتبتلعها من نظرات الجدة وما زاد الطين بله وهو يهتف بخبث
- الجدة ستبدأ بوصلة التحقيق عن وجود حفيد يا لياني
شهقت بقوة عندما وجدته نزع الغطاء بالقوة والقاه على الأرض، لف بذراعيه يضمها بقوة وهي تكيل بالضربات في أي منطقة سانحة لها
- ابتعد
تأوهت عندما زاد من ضم جسده إليها وصاح بلهجة لا تقبل النقاش
- ابدا.

خبأت بوجهها عند صدره، تقسم انها ستموت من الخجل، ربت على ظهرها العاري وهمس
- هل تعلمين صديقتك جاسمين جاءت لي منهارة وهي تخبرني أنها هي السبب ولست انتِ واخبرتني ان باب المتجر عيبه الوحيد انك لا تستطيعين فتحه من الداخل
اعتصرت عيونها بقوة وهي تحاول أن تبتعد تلك الحادثة المشؤومة وردت بألم
- متى جاءت؟
- حينما كنتي في المشفى
تساقطت عباراتها وبدأت تستعيد صورة الحادثة أمامها إبتعدت عنه وهتفت بصوت متحشرج باكي.

- هل علم الجميع؟
ضم وجهها بكفيه وهو يهمس بدفء جعل اوصالها ترتخي
- ليلي و جاسمين فقط
تمتمت بحزن
- انني حقا حزينة علي جاسمين الفتاة عاشقة له
غرز بأنامله على خصرها تتأوه بألم صائحا بغضب
- كلا ذلك الرجل لا يستحق الحب من احد
ندمت على ما قالته، انغرس أكثر على جلد جسدها لتتأوه بضعف ودموعها قد خانتها
- زين انني اتألم
قبل عنقها قائلا بأسف وغير دفة ذلك الموضوع
- اسف، هل تعلمين كم مرة احلم ان تكوني جواري في ذلك الوضع.

رفعت حاجبها بتوجس ليسترسل بمكر
- منذ ان رايتك في المرة الأولى
انصعقت من وقاحته
- منحرف
مسد على وجنتيها وهتف بهدوء
- تحتاجين لقص ذلك اللسان حبيبتي
كانت علي وشك أن تقول شيء لكنها كتمته في داخلها، حثها هو على إخراج ما في داخلها لتهتف بخوف وقلق من المستقبل المجهول
- سأقلق من تقلباتك
طبع عدة قبلات على عنقها وهمس بصوت أجش جعل جسدها يرتعش
- لا تقلقي كوني بجواري لا اريد سوى ذلك
- حسنا.

تمتمت بها بيأس، ليهتف نبرة بهدوء
- ليان ابعدي أي هواجس ستحطم مستقبلنا
تمتمت بإيجاب
- لن افعل زين، لن افعل
بنبرة رجل عاشق وليس زين الرجل البارد المغرور العاشق
-لقد تغيرت يا لياني سأحرص على أن تكون بدايتنا صحيحة
هزت رأسها وهي تطبع قبلة علي وجنتيه ثم صاحت فجأه
- لكن ما فعلته الامس لن اسامحك عليه ابداً.

ضحك بقوة على عبوسها الطفولي جعلها تبتسم ببلاهة وهي تنظر إليه بهيام، كبل جسدها جيداً حتي لا تستطيع الفرار منه
- اعدك انه سيتكرر عده مرات ولن اكتفي بالطرقات بل وفي المرحاض ايضا واي مكان يجول فى خاطرى
صاحت بيأس من وقاحته التي لن تنتهي
- هذا زين الذي اعرفه
دنا نحو شفتيها ليأخذها معه إلي عالمه لكن كل شىء إنقطع وتبخر بسبب طرقات قوية علي الباب وصوت الجدة تهتف بضيق وكأنها تعلم ما يفعلان في الداخل.

- زياد ليان هيا كفاكما، آليا وحمزة ينتظركما بالاسفل
سب زين تلك اللحظات التي تقطعه عن زوجته ليزفر في حنق وهو يسحب الغطاء من الارض ودثرها جيدا حتى تستطيع الوصول للمرحاض،
عدة دقائق والجدة تنتظرهم في الأسفل، أرسلت علياء غمزة ماكرة وكأنها تسألها علي الاوضاع لتهز الجدة رأسها بإيجاب ثم تعود تسلط ببصرها على الدرج حتى وجدتهم أمامها
تحاشت النظر للجدة لتنظر إلى حمزة وابنائه ولأول مرة تراهم،
- مرحبا.

رحب بها حمزة بحبور وهو يعرفها على ابنائه
- اهلا احب اعرفك بأبنائي
أشار إلي شخص طويل القامة تقريبا عمره في السادسة والعشرون ذو جسد ضعيف نحو ما يرتدي نظارة طبية
- الدكتور البيطري محمد وهو يعتني بالجياد التي في الحظيرة
هل يوجد جياد؟! لم تكن تعلم تلك المعلومة من قبل هزت رأسها مرحبة لينتقل حمزة وهو يعرفها على الشاب الاخر
- و ده كامل لسه بيدرس حقوق
وانتقل الي الطفلة المراهقة وهو يحتويها بدفء.

- بنتي رغد وديه بقي اخر العنقود عندها ١٦ سنة
رحبت بهم بأبتسامة هادئة
- تشرفنا
توجهت علياء نحوها وهي تحتضنها باشتياق
- اشتقت لك يا ليان
ضربت الجدة بعصاها علي الأرض وصاحت بحدة زائفة
- هيا العشاء.

إستيقظ من نومه وهو يري فتاه عارية تنام بجواره، أشاح برأسه بلا مبالاة ليتوجه نحو المرحاض الملحق بالغرفة، عدة دقائق وخرج من المرحاض ولا يستره سوى منشفة موضوعه على خصره، إلتقط ملابسه الملقاة على الارض وهو يرتديه بهدوء متذكراً ليلة أمس الجامحة، من يصدق القبطان يقيم بعلاقات عابرة مع جميع واجناس بنات حواء.
صوت أنثوي جعله يستدير إلى صاحبة الصوت
- خالد.

مع لكنتها الأميركية وصوت الخاء الذي ابدلته بالهاء، يجعله يكره اسمه أكثر ومن سماه؟!والداه!
- ماذا؟
تقدمت نحوه بخطوات انثى راغبة وهي تلف بالغطاء بأحكام، هل هكذا تغريه، نعم اغرته أنه يمكن أن يستمتع معها في ليلة أخرى وليس أكثر من ذلك!
- لما لم تعد تحبني.

همست بها بعتاب وهي تداعب ازرار قميصه، نظر إليها مطولا وهو يدقق في ملامحها الصارخة بالأنوثة خصلات نارية وأعين زرقاء يجعلها فاتنة وجسد ناعم إستمتع به ليلة أمس، هل سمع نبرة عتاب منها؟ هل تعرفه؟ هي لم تراه سوي من شهر حينما تقابلت عيونهم عندما رأها ترتدي ملابس السباحة في الباخرة، وعن اي حب تتحدث؟!
، كلاهما يعلمان جيدا انه لا يوحد حب وهو اخبرها انه لن يعطيها شيء بالمقابل وهي كفتاه ساذجة وافقت.

أزاح ذراعها ببعض العنف وهتف بجمود
- حب؟! معذرة عزيزتي لا يوجد حب في قاموسي وخصوصا مع فتاة نامت بجواري
استرسلت الفتاة بنبرة انثوية مغوية
- تعلم انني فعلت ذلك لأنني احبك
عقد حاجبيه وقال ببرود
- معذرة ولكنني لست الرجل الأول بالنسبة لك
هذا هو خالد الحديدي!، جميع صديقاتها حذرنها ألا تقع في شباكه لكنها للأسف غبية ومغفله كهر ساذج، صاحت بغضب
- اللعنة عليك انا اكرهك.

عقد ذراعيه على صدره، لما جميع النساء هكذا!، يتصرفن بدرامية لم يضحك علي واحده منهن كل شيء كان برضاهم، وبلا مبالاة قال
- قولي شىء غيره
ضربته على صدره ببعض العنف
- بغيض وحقير وعديم الاخلاق
أمسك ذراعيها بعنف وهدر بها بصوت غاضب وهو يهزها
- جينا لقد بدأت انفذ صبري منك هيا خذي ملابسك وغادري الان لا اريد ان يرى احد من العمال في الباخرة.

تركها وهو يشمئز منها كأنها وباء، جزت على أسنانها بغيظ وهي تلتقط ملابسها وترتديهم على عجاله
- هذا ما يهمك الناس
عقصت شعرها وهي تخرج من غرفته وتغلق الباب بعنف لم يهتز جفنه وإستدار مغادرا الغرفة متوجها نحو قمرة القيادة
توقف عن سيره عندما إستمع إلي صوت صديقه وهو يهتف بصوت مرتفع
- يا سيادة القبطان لم تدع أي فتاة في تلك الباخرة ارحمهم قليلا.

إبتسم بهدوء وهو يوجه ببصره نحو صاحب الصوت يراه يتكئ بذراعيه علي وعيناه محدقتان المحيط الشاسع المياه في كل الاتجاهات لا يوجد حركة سوي الباخرة التي تشق صمت الطبيعة
- وماذا افعل كل الفتيات يرتمين تحت قدمي
ما زال صديقه محدقاً نحو المحيط الواسع الأزرق غمغم برزانة
- لقد قاربت على الثلاثين الن تجد زوجه؟
ضحك خالد بسخريه من التي ستقبل ان تتزوجه، هل سيفعل مثل ابن عمه زين ويختار زوجة شرقية؟!

- عزيزى الزوجه يعني انني سأرسي بقاربي ولكنني لم ازر جميع البلاد بعد
هز صديقه رأسه بيأس من أفعال خالد المجونة وقال
- حسنا كما تريد اتمنى حقا رؤية تلك التي ستعجلك تستقر
زفر خالد بحرارة فهو يريد أن يرسي ويستقر رد متمنياً
- وانا ايضا.

- يا بت بطلي بقي الزفت اللي بتقريه ده وركزي معايا
صاحت بها ندي بيأس والغضب يعتري ملامحها
ردت ساره بنفاذ صبر وعيونها مثبته على الهاتف
- يا ندي استني بس البطل هيبوس البطلة
اتسعت أعين ندي صدمة من وقاحتها
- ايه، انتي يا بنت بتقري الحاجات ديه ازاي
نفخت سارة وجنتيها لتغلق هاتفها وتضعه جانباً
- اهو اتفضلي
ارتعشت يدي من قروب موعد الزواج لتفكر يديها بتوتر
- فرحي قرب.

عقدت سارة حاجبيها وردت بلا مبالاة وهي لعاشر مرة تسمع حديثها
- مبروك
اغتاظت ندى من برود سارة ولكن ماذا تفعل فهي الوحيدة المقربة لها بعد ليان
- متبقيش باردة بقي فرحي فاضلة ٣ شهور وانا قلقانة
- بصي اهدي كده مش اشتريتي حاجات العروسة
ختمتها سارة وهي تغمز بوقاحة لتقذف ندي بحقيبتها في وجه سارة التي تفادتها بسهولة
- يا قليله الادب
- عيب يا كبير الروايات عادت ليا بالنفع.

قامت ندى من مقعدها و انحنت نحو الأرض تلتقط حقيبتها وتعود إلي مقعدها كأن شيئا لم يكن وهي غير عابئة بنظرات الجميع، هتفت سارة بحالميه
- بصي انا حددت بطلي يكون طويل عشان انا طويلة عيب يبقى قصير
جزت ندى على أسنانها بغيظ
- اكيد
تنهيدة حارة خرجت من شفتيها لتتابع وهي تتخيل حبيبها.

- ويسلام بقي لو عينيه كده زمردي او زرقا اوخضرا او عسلي بصي مش هتفرق انا عايزة احس كده بالانجذاب اول ما اشوفه واغرق بقي في قهوته او بحره او اي حاجه
- ها وايه كمان
شردت بعقلها وهي تتخيل اول لقاء بينهم هل يكون في الشاطىء ام في المطعم
- عارفه كده يكون جسمه رياضي وشعره ناعم بس كده ووظيفته تكون مرموقة نخليه ضابط امن دولة ولا دكتور
- انا بقول زبال.

هوت من الغيمة الوردية وعالم احلامها الوردية لتقع علي ارض الواقع المؤلم وهي تستمع لرد ندي الساخر
- ندي انا مبهزرش
عقدت ندى ذراعيها على صدرها وقالت ببرود
- عايزة تتجوزي وانت لسه يدوب عندك ١٩ سنه
- ايه يا ندى اهدي انا بفكر بعد خمس سنين وبعدين ماله لو اتجوزت بدري ديه نص دفعتي مرتبطة والنص التاني بيحبوا في بعض وانا وشلتي بس اللي سناجل
صاحت ندى بنفاذ صبر حتى لا تفتك بها أمام جميع من في المقهى.

- امشي من وشي علشان مقولش لشهاب
عبثت سارة بخصلات شعرها وهتفت بنبرة ذات مغزى
- فين ايام وقت ما كنتي بتطلبي مني PDF، نسيتي ولا افكرك
- اسكتي ده انتي فضيحه.

- مرحبا بك سيد زيدان
هتفت بها ليان بنبرة رسمية وهي تراه اول مرة، طويل القامة رغم الشيب الذي كسى رأسه لكنه ما زال شابا يافعاً بشرته بيضاء وعيناه عسلية تشبهان عيون علياء ملامح علياء تشبه كثيرا ملامح والدها
اكفهر معالم زيدان بصدمة
- سيد زيدان!، زين هل تعامل عمها بتلك الطريقة
تمتمت في آسف
- اسفه
صافحها بحرارة وهو يربت على كتفها وكأن شيئا لم يكن.

- مرحبا بك بنيتي هل تعلمين كنا بأنتظار ذلك الرجل أن يتزوج منذ ان تخطي الثالث والثلاثون وقد أصبنا انا وجدته بالاحباط من ألا يتزوج واخشي من ابني الآخر أن يفعل مثله، لكن أخبريني كيف يعاملك ابني
تمتمت ببساطة وهي تنظر نحو زين بعيون تمتلىء بها العشق
- مثل الاميرة
ابتسم زيدان وهو يزفر براحة حمحم وهو يقطع حديث الأعين
- هل تعلمين لما نحن جميعا نجتمع في ذلك الوقت
هزت رأسها نافية ليجيب زيدان بحرارة ولوع علي ابنه.

- نحن دائما نجتمع في ذلك الوقت حين اقتراب موعد قدوم ابني القبطان
إبتسمت بدفء لتنحسر ابتسامتها عندما سمعت زيدان وهو يصيح بأنفعال
- ذلك الوغد لم اراه منذ عامان سأحرص انه سيتزوج قبل سفره هل لديك عروس مثلك
قاطعه زين وهو يحتضن ليان بين ذراعيه بدون خجل امام عمه
- عذرا عمي ولكن لا يوجد سوي ليان واحدة
حاولت التملص منه بهدوء لكنه شدد من معانقته لترد بخجل.

- حقا كنت اريد ان افيدك لكن لا يوجد لدي واحدة جميعهن مرتبطات
غمغم زيدان بأسف
- يا خسارة، اريدك يا زين في غرفة المكتب
ثم استدار متوجها نحو غرفة المكتب، همس زين بمكر وهو يدنو يلتقط شفتيها خلسة
- هل شعرتي بمرور الأسبوع؟
اتسعت عيناها ذهولا نظرت حولها حتى تتأكد من عدم وجود أحد لتهتف بابتسامة صفراء
- نعم لأنه كان يوجد شخص يحبسني طوال الاسبوع في الغرفة.

عقد حاجبيه ثم غمغم بخشونة وهو يطبع بقبلات متفرقة على عنقها، منذ ليلتهم الأولى أصبح لم يريد مفارقتها، يريدها بجانبه، يتأكد أنه لا يحلم طوال الايام السابقة، يتحسس نعومة بشرتها وجسدها الدافىء وهي بين ذراعيه، تبدو ناعمة كقطعة السكر التي تذوب في القهوة، يستيقظ كل صباح وهو يشاكسها ويرتوي من شهد شفتيها كلما ظمأ
- ماذا لياني، اراك اصبتي بالضجر؟!
ازاحته ببطء خشية أن تمسكهم الجدة متلبسين بفعلتهم.

- اريد الخروج لا ارى الجدة وعلياء سوي وقت الإفطار
حملها بخفة متوجها بها نحو غرفتهم وهمس نحو أذنها بشغف عاشق
- اشتاق إليك لياني
للحظة نست ما يحدث، الزمان والمكان، لطالما هو بجوارها لا تريد شيئاً صاحت فجأه
- زين، عم زيدان ينتظرك
همس بخشونة وهي يرقدها على الفراش
- سينتظر حبيبتي
استسلمت وهي بين ذراعيه الدافئة، ليدور حديث أهم وهو حديث المشاعر ولم يعد هناك شيء يقال!

- انا هقعد في المكان ده طوول عمري ومش هتزحزح
هتفت بها سارة بإعجاب شديد وهي ترى المنظر الخلاب الذي أسرها، تذكرت منذ عدة أيام عندما بعث لها زوج اختها تذكرة سفر لتقضي عطلتها مع شقيقتها، تجربة فريدة وجديدة وهي لأول مرة تستقل طائرة ومن درجة رجال الأعمال وبالطبع لم تنسي ان تلتقط صور سيلفي عديدة وتنشرها على تطبيق إنستغرام ..

حينما وصلت كان ينتظرها سائق ليتجه بها نحو قرية جدته، وقبل أن يدخل السائق إلي البوابة اخبرته انها ستسير قليلاً، نظرت إلي المساحة الخضراء الشاسعة بانبهار، رغم برودة الجو عكس دفء مصر لكنها كانت مستمتعة بالطقس.

بدأت تلتقط بعدستها عدة صور، أسرها منظر الطيور التي تحلق في السماء كانت تحاول بعدستها أن تلتقطهم لكنها زفرت بحنق وهي تحاول الرجوع للخلف لتلتقط الصورة بشكل اوضح، لم تنتبه أثناء رجوعها للخلف لذلك الراجل المنحني بجزعه وهو يعدل رباطه حذائه.

اصطدمت بجسد شخص بشري حاولت ان تحافظ على توازنها ولكنها للاسف وقعت فوق جسد ذلك البشري، تسارعت انفاسها وأنفها التقط رائحة عطر ذكوري وقبل أن تبتعد سمعته يصيح بغضب بلكنته البريطانية
- اه يا غبية الا ترين امامك
وضعت كلتا كفيها علي صدره وعدلت من جسدها لكي تلقي بسباب لاذع لذلك الأجنبي العديم الأخلاق لكنها وجدت نفسها تنطق
- انت طلعت من انهي رواية.

تطلعت إلي ملامحه الغربية بانبهار شعر بندقي كثيف وحاجبين كثيفين وانف شامخ وعيناه ااه من عيناه الزمردية من اين اتي هذا الملاك؟ هل هو رجل طبيعي وبتهورها تحسست لحيته المهذبة للتأكد انه حقيقي وليس بطل خرج من سطور روايتها،
إنصعق خالد من تلك المجنونة أشاح بيدها عنه وهتف بغضب
- ماذا هل جننتي؟
- كمان بتتكلم انجليزي يا حظك الحلو يا سارة.

اشاح بجسدها بعيدا عنه لينتصب واقفا من مجلسه وهتف بسخط وهو ينفض ملابسه المهندمة
- هي يا طفلة انتي
طفلة ذلك الوسيم يراها طفلة هل بسبب هيئتها، انتصبت واقفة وهي تصيح بانفعال
- طفلة! انا في التاسعة عشر وتقول لي طفلة
دنا نحوها وهو ينظر إلي رأسها إلى أخمص قديمها باستهزاء
- يوجد فرق عمر كبير بيننا لذا الزمي حدودك
ارتجفت من نبرة صوته واقترابه الغير بريء بالمرة، ابتعد وهو يلتقط بحقيبة ظهره بتساؤل هتف.

- هل انتي ابنة خالة ليان
كزت على أسنانها بغيظ ما زال مُصر علي إنها صغيرة
- انها اختي
هم بالحديث ليجد صوت شقيقته تصيح بعدم تصديق
- خالد
هالد عندها انفجرت سارة ضاحكة وهي تضرب كفوفها بعدم تصديق
- هالد حقا اسمك مشكلة يا رجل بل كارثه انت عربي لم لا تتحدث بالعربية
هدر بعنف عند تلك النقطة، هو القبطان خالد الحديدي تقوم فتاة لا تصل حتى لكتفه وتهزأ به
- لا تحشري أنفك فيما لا يخصك يا طفلة.

احتضنته علياء وضمته بقوة وهي تطبع قبلات كثيرة علي وجنتيه، حمحمت سارة وتصاعدت حمرة وجنتيها وهي تخمن انها حبيبته
ابتعدت علياء عن ذراعيه ثم توجهت نحو سارة وهتفت
- انتِ سارة صحيح
أومأت برأسها
- نعم
- انا آليا شقيقه ذلك القبطان
رحبت بها علياء بحرارة شديدة وكأنها صديقة منذ نعومة أظافرها، وعقلها منشغل في وسيمها الوقح وبصوت عالي هتفت ما يدور في خلدها.

- يا بخت اللى هتجوزك حد يطول يتجوز المز ده، بس عليه لسان عايز قطعه
صاح خالد وعلياء في آن واحد
- ماذا؟
أشاحت بوجهها عن نظرات ذلك الوسيم وهو ينظر نحوها نظرة رجل لإمرأه تعلم تلك النظرة جيداً لطالما رأتها في أعين كريم، هتفت وهي تبتعد عنهم وتهرب من صاحب الأعين الزمردية متوجه نحو المنزل
- لا شيء لا شيء
راقبها خالد حتى اختفت عن مرمى بصرهم، إلتفت إلي شقيقته وهتف بسخرية
- هل تعرفي تلك الطفلة المزعجة.

عقدت علياء حاجبيها
- طفلة!، بربك الفتاة ليست قصيرة القامة
قال بلا مبالاة
- اعلم لكن انظري لملابسها ترتدي بنطال واسع وكنزة صوفية وشعرها على هيئة جدائل
عض شفتيه السفلي وهو يحدث بصوت خفيض لم تسمعه علياء
- مع اني متأكد ان داخل تلك الملابس الفضفاضة جسد أنثوي صارخ
انتشلته شقيقته من أفكاره المنحرفة وهي تتمسك بيده ويتوجهان نحو المنزل، قالت علياء
- خالد متي ستعود للندن
- بعد أسبوع
صفقت علياء يدها بمرح.

- يبدو أن ذلك الاسبوع سيصبح مسلي للغاية اخي
- وانا شبه متأكد من ذلك عزيزتي وسيصبح أكثر إثارة بوجود الطفلة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة