قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع عشر

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع عشر

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع عشر

وما كنت أؤمن بالعيون وسحرها حتّى دهتني في الهوى عيناك
توقفت حركة عقارب الساعة، توقف الزمن لعدة لحظات، ليظلا هما يتأملان بعض بعيون مشتاقة شغوفة.
لم ترمش عيناها ولو لثانية تريد أن تشبع عينيها وهي تتأمل ملامحة الجاذبة بعشق،
إبتعدت عنه ببطء وهي تزيح ذراعه المثبته خلفه ظهرها لتنحني نحو الارض وهي تلتقط الأكياس الملقاة بإهمال على الأرض والباقي علي الفراش،.

إنتهت بوضعهم في الخزانة لتلتفت نحوه، لتجده ما زال متخشب في مكانه فقط حدقتي عينيه تتحرك بجرأة على فستانها،
إزدر ريقها بتوتر، وهي ترى تحول حدقتي عينيه إلي لون داكن،
وأخيراً وجدته يتحرك لكن مهلا!، لما يتقدم نحوها، هل ستظل ثابته في مكانها أم تتراجع،.

قدميها خانتها بدلاً من الثبات إرتدت للخلف، كل خطوة يخطوها نحوها ترجع للخلف بخطوات متعثرة حتى اصطدم جسدها بالخزانة وقبل اي محاولة للأبتعاد وجدته حاصرها وهو يسند بكلتا ذراعيه علي جانبي جسدها.
لاحظت ابتسامة هادئة تعتلي ثغرة وعيناه قد انزاح لونها الداكن لتعود إلي حالتها الطبيعية،.

إصدم بجسده عن تعمد نحو جسدها، المسافة تلاشت كلياً يوجد إنشات قصيرة تفصل بين رؤسهما، تسلل دفء جسده إلي جسدها صاحبها تلك الارتعاشة اللذيذة، تعلم حالتها التي يرثي عليها في كل مرة يقترب منها بحميمة
- ماذا؟
حمدت ربها عندما أخرجت من جوفها عده حروف متشابكة
- جسدك
رد بهدوء وهو يشدد علي كل حرف، باتت تتنفس انفاسه الهادرة علي صفحات وجهها
- نعم؟
- جسدك يحجب عني فتح الخزانة.

توقفت تلك المعزوفة الهادئة التي تتطرب أذنها ويرقص قلبها بأستمتاع ونشوة، ليخرج صوت نشاز حاد، امتعضت ملامحها وهتفت بأبتسامة صفراء تزين ثغرها
- آسفه
جسده لم يتحرك مقدار إنش، إنتظرته أن يبتعد لكنه أبى ورفض الانصياع
رفعت حاجبها بتعجب وقررت إستعمال نفس كلمته
- جسدك
- ما به؟
- أظن أنك ملتصق بي بعض الشيء
نفخت وجنتيها بضيق زائف، لتتسع أعينها دهشة من رده
- بل كلياً عزيزتي.

كانت مخطئة إنه لم يكن يوجد مساحة فاصلة بينهم، بل كان يوجد إنشات بينهم
شفاههم على وشك أن تتحد معاً لكنه قرر التمنع عن فعلها، لمس بأنامله على وجنتيها ثم إلي كفها العاري نهاية إلي خصرها،
أغمضت جفنيها وهي تشعر بقشعريرة تدب كامل جسدها، يلعب علي أوتار أعصابها جيداً، خبير جداً في جعلها أن تنسي من هي؟ وأين؟ وما الذي كانت ستفعله؟، تشعر بفقد ذاكرة مؤقتة نعم هذا هو الذي يفعله لها.

غمغم بخشونة وهو يداعب بأنامله علي عنقها
- ما الذي تحاولين إرساله لي بذلك الثوب
ما زالت غالقة جفنيها وهي ترد بتلعثم
- كنت أجربه فقط
رفع بصره من عنقها إلي جفنيها المغلقين، لاحت ابتسامة صغيرة على شفتيه ليتمتم بمكر
- والمنامة الزرقاء هل كانت تعتبر دعوة لي
فتحت حدقتي عينيها بتوسع وزمجرت بعنف
- كف عن وقاحتك
- لم أحصل على جوابي بعد.

رده كان هادئاً عكس الثورات الداخلية التي تحدث له، بمجرد أن تذكر تلك المنامة الزرقاء وعندما تدلت إحدي حمالات علي كتفها، أغمض جفنيه بقوة وهو يحاول أن يظل هادئاً، بارداً
- زين
سمع همسها المُلح والمصر عليه، فتح جفنيه ليقابل بندقيتها اللامعتين إنحدر بنظره نحو عنقها ثم إلي جزء ليس بالهين الذي يكشف حنايا صدرها، راقب صعود وهبوط صدرها بدون ملل، أشاح عيناه سريعاً عندما ألح جسده بشيء يود فعله.

جسده يوافق ومنتظر إشاره من عقله لكن عقله رافض، من المفترض أن يكون غاضباً منها، كلا إنه غاضب بالفعل!
- توقفي
صاح ببعض العنف وهو يسمع همسها بأسمه كان ضعيف وناعم مثل بنيتها الضعيفة وبشرتها الناعمة، ما الذي تفعله تلك المرأه به؟!
رمشت بأهدابها الطويلة عدة مرات وهي تلاحظ تشنجات جسده وشفتيه التي كانت تودان أن تقول شيئاً لكنه بتر عباراته
- ماذا؟

- لا تنطقي إسمي بتلك النبرة أبداً، وإلا صدقيني سأفعل أشياء أتوق لفعلها الآن
هتف بها بحنق شديد ليهرب منها قبل أن يخونه جسده علي فعل أشياء لن يندم عليها سوي لاحقاً،
نظرت إلي شبح طيفه وهي تجده يتمتم ببعض الكلمات الحانقة لتبتسم بخجل وهي تتوجه إلي المرحاض،.

كان يجلس على الطاولة ويرتشف قهوته بتلذذ، وضع جريدة الصباح على الطاولة عندما وجدها تقدمت نحوه وهي تفرك عيناها بنعاس
- صباح الفل يا عروسة
ابتسمت بعشق له، سبت نفسها وهي تتذكر كل كلمة حمقاء تفوهت بها أمامه وهي في أشد حالات غضبها
- بابا
نطقتها بأسف شديد وهي تطرق برأسها للأسفل، ليبتسم أيمن بحنو
- ارفعي وشك كده خليني أشوفك
التمعت عيناها بالدموع لتهمس بأسف ورأسها ما زال مطرق للأسفل.

- انا آسفه على اللي قولته
قام أيمن من مقعده ليتقدم نحوها وهو يربت على ظهرها بحنو شديد
- نمتي كويس؟
هزت رأسها إيجاباً
- تمام الحمدلله
رفعت بوجهها لتقابل عيناه الحانية همت بالحديث عن شيء لكنها وأدتها، لم يغيب أيمن عن نظرتها المترددة وهتف
- عينيكي بتسأل قولي
جالت بعيناها يميناً ويساراً وهي لا تعلم كيف ستسأله، نظفت حلقها وهي تهتف بعبارات ليس لها صلة
- احم، احم، بابا، يعني انت عارف.

تحدث بجدية وهو يحثها على الجلوس
- اقعدي يا ندي
أذعنت لطلبه وهي تجلس بأعين متلهفة ومترقبة، تريد أن تعلم كل شيء، هل كانت تلك لعبة من والدها أم ماذا؟
ضيق أيمن عيناه وهو يتفحص تلك المرتبكة أمامه
- انتي كنتي فاكرة اني ممكن اجوزك لشخص مش متقبلاه اصلا، بس ده برده مش معناه الموضوع كان لعبة، فعلا جدك طلب ايدك من مروان لما سافرت أول مرة، بس أنا وقتها رفضت وقولتله ان في عريس اتقدملك.

سارعت بمعانقته وهي تخبأ وجهها في تجويف عنقه، كيف كانت غبية هي لتتوقع أن والدها سيجبرها على فعل شيء لا تتقبله، إشتدت من معانقة أبيها بقوة ليربت والدها علي ظهرها بحنو
إبتعدت عنه وهتفت بشقاوة
- يا حبيبي يا بابا علشان كده امه مكنتش طيقاني لما جيت
عبس ملامح أيمن ليزمجر بغضب
- بنت
نفخت وجنتيها بضيق لتصحح كلمة أمه مع إبتسامة عريضة مزيفة
- والدته اسف يا سيادة اللواء.

رنين هاتفها يصدر من غرفتها جعلها تقوم من مجلسها وتتوجه نحو غرفتها لتعود بعد ثوانٍ الي والدها الذي هتف بعبارة واحدة
- هو؟
هزت رأسها إيجاباً
- اه هو
أنتهي رنين الهاتف قبل محاولتها لرد اتصاله، عقد أيمن ذراعيه علي صدره وصاح بجمود وخشونة وكأن أمامه ضابط وليست إبنته
- قوليله الكلام ليه وقته مش معني انه بقى جوزك يبقي تنسي ابوكي، لسه ملوش اي حكم عليكي طول ما انتي قاعدة معايا
أدت التحية العسكرية بأحترام.

- علم وسينفذ يا سيادة اللواء
ضحك أيمن علي تلك الشقية ليلتقط مفاتيحه من على الطاولة
- طيب أنا هنزل الشغل، خدي بالك من نفسك
- حاضر يا بابا
توجهت معه نحو الباب لتحتضنه بامتنان وما زالت تشعر بالحرج والخجل منه، ودعته بأبتسامة ناعمة لتغلق الباب خلفها وهي تتنهد براحة،
صوت هاتفها الذي أعلن عن وجود رسالة إسترعي إهتمامها
فتحت الرسالة لتتوقف أنفاسها لمدة ثواني.

لو أنّ الحب كلمات تكتب لانتهت أقلامي، لكنّ الحبّ أرواح توهب، فهل تكفيك روحي؟
تلتها رسالة قصيرة معرفتش اكتب كلام شاعري فسرقتها
بعد ثانيتين تلاها رسالة آخري بحبك ليختتم بوضع قلب أحمر نابض
اتسعت ابتسامتها ليتراقص قلبها فرحاً من مجرد كلماته، تنهدت براحة والطمأنينة تغلف روحها لتتوجه نحو غرفتها،
لا تصدق أنها أصبحت زوجته، يوجد بينهما رابط مقدس و متين ارتسمت ابتسامة عاشقة وهي تمتم
- مجنون.

لا تعلم كيف أصابها سلطان النوم بمجرد أن وضعت رأسها علي الوسادة، كأنها تختبر هل هذا مجرد مجلم أم أنه حقيقة؟

لاحظت الجدة الأوضاع الهادئة بينهما، رغم كونهم صامتين لكن تحسنت الأوضاع عن الأيام السابقة، سيتخطان المصاعب لأنهما قطعا جولة طويلة ولكن تبقى القليل فقط، انتهى عملها لذلك ستعود بأدراجها للقرية
ارتشفت العصير بتلذذ وهي تستند علي سور الشرفة
- سأعود غداً إلي القرية
سألتها ليان بتوجس
- لما جدتي؟
ردت الجدة بأشتياق وما زالت رائحة عبق منزلها عالقة في أنفها
- لقد إشتقت إلي منزلي.

عبست ليان بحزن وهي تتمسك بكف الجدة
- سأكون بمفردي يا جدتي
لا تريد رحيل الجدة في الوقت الحالي، تحتاج إليها برغم تلك الأشياء الصبيانية التي تفعلها معها لكن الوحدة ستقتلها زين يذهب في الصباح الباكر ويعود في وقت متأخر، حتى برغم ذهابها إلي المقهي لكنها تجلس عدة ساعات قليلة لتعود وتجلس مع جدتها أو تتحدث مع عائلتها أو ندى
غمزت الجده بخبث
- زوجك معك أظنه سيجعلك تنسيني لفتره
- جدتي.

صاحت بها بيأس وهي تنفخ وجنتيها بسأم، لن تتوقف الجدة أبداً عن الحديث بذلك الأمر المخجل، لانت نبرتها وهي تهمس بعذوبة
- سأشتاق إليكِ جدتي
- وأنا ايضا عزيزتي
احتضنتها ليان بقوة وحنان لتربت الجدة على ظهرها بحنو
- ضعي زوجك أمام نصب عيناك يا ليان
تمتمت بهدوء
- حاضر جدتي.

إبتعدت ليان قليلاً وهي تطالع الجده باشتياق، لاحظت الجدة وجود شيء يتحرك تعلقت أنظارها نحو الداخل لتجد زين قد عاد وعلي بعد خطوات منهم، إبتسمت بمكر وهي تغمز بعيناها ل ليان
- وأريد أن أرى حفيدا لي قريباً
- جدتي
ردت بإصرار يائس وهي تشدد علي كل حرف يخرج من جوفها، لتلتمع أعين الجدة بمرح وهي تلاحظ تورد وجنتي ليان
- ماذا إنني لا أطلب شيئا مستحيلاً.

تمتمت بصوت خفيض، ستلقي اللوم عليه أيضا وليست هي بمفردها، هل تظن الجدة أنها رافضة؟!
- زين غاضب مني بعض الشيء
- أعلم لكنه لا يقدر على أن يشيح بعينيه عنكِ ولو للحظة
تعلقت أعين ليان نحو الداخل لتجده محتفظ بمسافة لخلوتهم وشفتيه ترتسم إبتسامة دافئة
- أرأيتي.

لكزتها الجدة على مفرقها بشدة، لتمنع حديث لغة الأعين بينهما، هزأت ليان رأسها إيجاباً لتتنهد الجدة براحة وهي تشعر أن مهمتها قد إنتهت بنجاح برغم أنها كانت ستشد شعرها منذ عدة أيام، ربما وجود علياء سهل الأمر عليها!
- أتمنى لك حياة سعيدة مع زوجك، ولا تنسي أريد زيارة كل آخر شهر هل هذا واضح
تعجبت ليان من تغير نبرة الجدة من لينة إلي حازمة في ثوانٍ، ردت بإيماءة
- نعم جدتي واضح.

نسيم هواء بارد لفحهما، لتقشعر بدن الجدة
- هيا لندخل لقد شعرت بالبرد
- هيا جدتي
أمسكت ليان مرفق الجدة بهدوء وهما متوجهان نحو الداخل، هزت رأسها بإيماءة بسيطة نحو الواقف في مكانه ولم يبرح إنشاً واحداً وكأنها تحية ليرد الإيماءة بأبتسامة هادئة، هل يبتسم؟!.
نعم إنه يبتسم ليست إبتسامة مزيفة ولكنها إبتسامة تخبرها أشكرك على حسن معاملتك لجدتي ..

تقلصت عضلات وجهها بضيق واختفت إبتسامتها، وهل هي خادمة أو جليسة حتي يشكرها، إنها زوجته
نفضت رأسها بيأس وتلك الأفكار الحمقاء تراودها، لتخرس عقلها قائلة إنه لم يتفوه بشىء، مجرد إبتسامة، هل ستحلل إبتسامته على هواها؟

جالسة علي الأريكة بضجر، أمسكت بهاتفها لعدة دقائق وهي تحاول أن تجد شي يسليها حتي قدوم زوجها لكنها للأسف لم تجد، انتقلت إلي التلفاز إتكئت بذراعها على مسند الأريكة ويديها الأخري تقلب القنوات بسرعة فائقة،
انتبهت على صوت آدم وهو يحتضنها من الخلف
- ليلي
واستدارت حتى تصبح في مواجهته، جلست على ركبتيها حتى تصبح مقاربة لطوله، همست بصوت مغري
- حبيبي لقد اشتقت لك.

إزدر آدم ريقه بتوتر وهي ينظر إلى عينيها الناعستين ثم إلى ثوبها الفاضح الذي أبرز منحنيات جسدها بسخاء، سأل ببلاهه
- هل أنتِ بخير
انكمشت ملامح ليلي للعبوس، ضربته بقوه على صدره وهي تزمجر بغضب
- لا وقت للمزاح يا آدم
ضحك باستمتاع وهو يراها تضربه بخفة في أنحاء متفرقه في جسده، كبل يداها الأثنين وأرجعهم خلف ظهرها وهو يتمتم بهدوء
- لقد مر أسبوع ولم أسمع منك اي شىء يتعلق ب ليان أو زياد.

حاولت أن تنفلت من قبضته لتصيح بيأس من محاولاتها الفاشلة من التحرر منه
- إنني مخطئة حقا إبتعد
رغم محاولاتها اليائسة لتحرر، حرر يدها وسحبها من خصرها وغمغم في خفوت
- لقد كنت أمزح
مطت شفتيها بعبوس
- مزاحك ثقيل
همس بجانب أذنها بنبرة دغدغتها
- لقد إشتقت لك حبيبتي
- وأنا أيضا
لفت ذراعيها حول عنقه لتدفن بوجهها بين ثنايا عنقه، إبتسم بعشق نحو مجنونته، يعترف أنه أصبح مجنون ليلى.

وزع بقبلات متناثرة على عنقها، يعلن أنه يريدها كانت ستنساق خلفه لولا أنها صاحت بضيق
- إنني قلقة من تيم لقد تغير كثيراً لا أعلم ما به
تنهد بيأس، لقد حطمت تلك المعزوفة الهادئة إبتعد عنها وهو يخلل أصابعه على شعره بجزع
- حقا هذا كثير يا ليلي منذ متى تعينتي مسؤولة لحل مشكلات الجميع، يا ترى من بعد تيم لكي إستعد نفسياً؟!

راقبت إنفاعلاته الثائرة بعدم فهم وهو يذرع الأرض مجيئاً وذهاباً يسب ويلعن نفسه ومن حظه العثر
عقدت ذراعيها على صدرها وهمست بحنق زائف
- غليظ حقاً، قلبي الحنون والطيب هي مشكلتي
هدأت ثوارته وانفعاله، سحب نفساً عميقاً وزفره على مهل، ليعود ببصره إلى منامتها الحمراء الصارخة التمعت عيناه برغبة وهتف بخشونة
- يجب عليكِ أن تدفعي غرامة الآن
ردت بتعجب وهي تعلم ما الذي يدور في عقله
- ماذا؟ غرامة!، هل نسيت ليلة أمس!

توجه نحوها ليحملها بين ذراعيه دون أدني معارضة منها و هتف بنبرة ذات معني
- لقد قلتيها بنفسك ليلة أمس، وليس الآن
سار عدة خطوات متوجه نحو غرفتهم، لتستمع ليلي إلي صوت هاتفها لتهمس
- آدم إنتظر الهاتف
هز برأسه نافياً وهو يركل بقدمه ليغلق باب غرفتهم متوجهاً نحو الفراش
- كلا لن أدعك.

رمت جاسمين بهاتفها علي الطاولة وصاحت بحنق
- اللعنة ليلي لا ترد علي هاتفها منذ الأمس، كانت تعلم أننا سنذهب للمتجر اليوم
تمتمت ليان ببساطة وهي ترتشف العصير المنعش برغم الأجواء الباردة
- يبدو أنها مشغولة
امتعضت ملامح جاسمين باستياء
- كيف سأفعل ذلك بمفردي الآن كيف سأرتب البضائع
تساءلت ليان وهي تتابع ارتشاف عصيرها بلا مبالاة
- أين سلمي؟

- إنها الآن في دوامها لن تنتهي إلا مساءاً وأنا أخذت الأذن لمده ساعتان من المدير البغيض
صمتت قليلا لتلمع عيناها بحماس
- لما لا تأتي وتساعديني
توقفت عن ارتشاف العصير، لتسعل بقوة وهي تأخذ نفسا عميقا
- انا!، لا لا
غمزت جاسمين إحدى عينيها وهي تلح بأصرار
- مجرد ساعتين فقط سنرتب البضائع وسنذهب
تلعثمت في الرد، إن علم زين أنها ما زالت تذهب إليه سيقتلها بالتأكيد، ستقام الحرب العالمية الثالثة
- لكن!

علمت جاسمين الموضوع الشائك بين تيم وزوج ليان من ليلي لتهتف بهدوء وثقة
- أنا وأنتِ فقط تيم أعطاني المفتاح وقال أنه لن يأتي اليوم
توسلاتها بنبرة طفولية جعلت ليان تبتسم
- هيا أول مره أطلب منك طلب صغير
وافقت علي مضض وهي تدعو في سرها أن يمر اليوم علي خير، لكنها لا تعلم أنها حفرت القبر بيديها!

توجه نحو المشفي بخطوات هادئة، قلبه يطرب فرحاً لما أصبح عليه الآن، لقد حدد معاد زواجه، يجب أن تكون أول من تعلم بذلك الخبر المفرح
فتح باب غرفتها وعلى وجهه إبتسامة ناعمة سرعان ما إختفت وانقبض قلبه وهو يرى الغرفة هادئة لا يوجد بها أحد والفراش منظم، ابتلع ريقه بتوتر وأسوء السيناريوهات تقتحم عقله،.

هدأ من روعه وهو يقول إنها بخير، ربما أخطأ في عنوان الغرفة، عاد ببصره نحو اللوحة المعلقة على الغرفة ليجد أنها الغرفة الصحيحة،
إستند علي الحائط ومعدل نبضات قلبه تتسارع، استوقف ممرضة وهتف بلهفة
- لو سمحتي هي فين الممرضة اللي في اوضه ٤٠٧؟
غمغمت الممرضة في خفوت
- تقصد مريضة السرطان
قاطعها بلهفة وعيناه تجوبان تعبير وجهها الجامد
- ايوه هي فين؟
مطت الممرضة شفتيها وأجابت بعملية بحته.

- البقاء لله يا أستاذ، اتوفت الصبح
غادرت وهي تتوجه نحو موقعها، ليهوي شهاب علي الأرض أرجله لم تتحمل الصدمة، لسانه شل عن الحركة بل عقله كلياً رفض تلك الفكرة، كيف رحلت، لم لا لم تنتظر قليلاً ليأتيها بالخبر الذي إنتظرته، لمعت عيناه بألم وهو يقوم من علي الأرض متوجهاً نحو منزلها
رحيلك يا ورد علمني أنّ كل شهقة فرح يتبعها صوت صامت يقول لو كنتي معي لاكتمل الفرح رحمك الله يا أختي.

- ها قد أوشكنا على الانتهاء، علي كل الأحوال شكرا لكِ
هتفت بها جاسمين وهي تضع الصندوق الثقيل على الأرض، تهدجت أنفاسها من فرط المجهود الذي بذلته اليوم
تمتمت ليان بابتسامة بسيطة
- لا مشكلة، أخبريني اراكِ مهتمه بتيم كثيرا ما الأمر يا فتاة
اشتعلت وجنتي جاسمين من غمزة ليان الماكرة لترد بتلعثم
- نحن أصدقاء
رفعت ليان حاجبها بعدم تصديق
- فقط
- نعم أصدقاء فقط.

ارتسمت إبتسامة ماكرة علي شفتي ليان وهي تراقب نظرات جاسمين الزائغة
- سأحاول أن أصدق
صوت ذكوري ذو بحة مميزة ينتشلهم
- مساء الخير يا فتيات لقد أحضرت عصير طازج لكم
اعتدلت جاسمين في جلستها وهتفت بتلعثم
- تيم هل أتيت؟
حك تيم خصلات شعره وتمتم ببساطة
- نعم شعرت أنها إهانه لي وأنا أترك إمرأتان هنا وأنا جالس بمفردي قلت لأتي ونساعد بعضنا قبل إفتتاح المتجر
علق ببصره القابعة خلف جاسمين ليحمحم بجدية
- مرحبا ليان
- أهلا.

خرج صوتها خافت، يجب عليها الرحيل الآن قبل أن تحدث كوارث في المنزل،
صوت رنين هاتف جاسمين الذي أعلن على وصول رسالة قطع الصمت المغلف حولهم
صاحت جاسمين بحنق وهي تضع هاتفها مرة أخرى في جيب بنطالها
- اللعنة ذلك المدير البغيض سأقتله يخبرني إن لم آتي خلال عشر دقائق سيخصم مرتبي
رد تيم بأبتسامة هادئة
- لا مشكلة إذهبي
- ولكن يوجد خمس صناديق
قالتها وهي تشير إلي الصناديق خلفها، ضحك تيم وهتف.

- سأفعلها أنا إذهبي قبل أن يخصم مرتبك وتخبريني أنا السبب في ذلك
احتضنته بقوة وتمتمت بامتنان
- شكرا يا رجل
ابتعدت فجأة عنه، اللعنة ما الذي فعلته!، في حياتها لم تقترب منه ولم تحتضنه، خرجت من المتجر مسرعة وهي تذهب من أجل إنقاذ مرتبها الذي سيتعرض للخصم وستفكر لاحقاً بما فعلته معه،
راقبتها ليان بابتسامة هادئة لتتقابل عيناها مع تيم
- أشكرك حقا يا ليان على مساعدتك.

هتف بها بامتنان وهو يقدم لها عصير من الليمون المنعش، شكرته فى هدوء ثم أخذت تدقق إلى المتجر وعينيها تلمع بسعادة
- المتجر رائع يا تيم مبارك لك
- شكرا لكى يا ليان خذى راحتك سأقوم بغلق المصابيح حتى أعود لكِ لنغادر والصناديق سأرتبها في الغد
اومأت برأسها له لتجده يبتعد عنها ذاهبا الى الباب الخلفى، ظلت ترتشف العصير بتلذذ حتى قامت بشرب آخر قطرة،.

وضعت الكوب على إحدى الجوانب وبعد عده ثوانى أصبح المكان معتماً لا يوجد سوى ضوء خافت على باب المتجر،
انتظرت عدة ثوانى لمجيئه لكى يأتى لكنه لم يظهر حتى الآن!
ظلت تنادى عليه ليقابلها عدم الرد من الآخر،
لا تعلم لما أصبح رأسها ثقيل بعض الشيء أغمضت جفنيها لعدة لحظات وبدأ رأسها يصبح أثقل رفعت يدها تضغط بخفه على رأسها فى محاولة يائسة لتخفيف ذلك الألم الحاد.

فتحت جفنيها عندما شعرت بأنفاس تلفح أمامها، أصبحت رؤيتها مشوشة لتهتف بضعف
- أهذا أنت يا تيم؟
-نعم
ارتدت للخلف بحركه لا اراديه عندما شعرت بيديه تعانق ذراعها لتهتف بضيق وهى تفرك جبهتها
- توقف يا تيم انت تعلم اننى لا احب ذلك
ثم تابعت بضعف وهى تشعر ان رأسها سوف ينفجر من الألم
-رأسي سوف ينفجر
إبتسم بخبث وظفر وهتف بنبرة لم تعهدها من قبل
- لا تقلقى دقيقتان فقط ولن تشعرى بأى الم.

لم تستوعب حديثه بسبب ذلك الالم ولكن شعرت بالرعب يدق قلبها لتهتف بتوجس وهى ترتد إلى الوراء حتى تصل للباب
- ماذا وضعت في العصير؟
ابتسم باتساع وهو يراها تتراجع إلى الخلف ليتقدم نحوها ببطء
- مجرد مخدر يا عزيزتى
أخذت ترجع للوراء حتى شعرت بالباب خلف ظهرها لتمسك بالمقبض وتحاول فتح ذلك الباب اللعين، لتجده مغلق!
معدل ضربات قلبها يزداد عندما شعرت يديه تتحسس جسدها بشهوانية، يداها شلت عن الحركة وبدأ جسدها يسترخى،.

نظرت له بذعر عندما دنا نحوها وقام بفك حجابها ليتساقط شعرها بأنسيايبه على ظهرها نظر إلى شعرها بأعجاب شديد وبدأت ملامحه تزداد رغبة، ط.
زفر براحة وما زالت يديه تتحسس منحنيات جسدها بشهوة ورغبة عارمة، وهى كالمسكنية تبكي بقهر وبدأت تعلو أصوات شهقاتها، قام تيم بمسح دموعها بأنامله ليهتف بتلذذ بعد أن تذوق طعم دموعها بين شفتيه
- إنها لذيذة مثلك.

اخذ يتحسس وجهها بنعومة شديده يستشعر بشرتها الناعمه الدافئة حتى وصل الى شفتيها، اخذ يتحسس شفتيها وقد نفذ اخر صبره
- لا تعلمين كم أتوق لتذوق تلك الشفتين!

جسدها أصبح رخو ليشدها من خصرها نحو صدره، اغلقت جفنيها بعد مصارعة رهيبة بينها وبين ذلك المخدر، أسقطت دمعه حارة قبل ان يغشى عليها وهى تعلم أنها ستخسر اهم شىء تحافظ عليه المرأة الشرقية، ستخسر عذريتها بين يدى ثعلب وثقت به منذ البداية، وقلبها يصرخ منادياً زوجها، زين!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة