قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الأول

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الأول

رواية زوجتي الشرقية الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الأول

حفل زفاف لم تكن تتوقع فى يوم من الأيام أن تحضره!، قاعة فخمة تدل على مدى ثراء العائلة الفاحش، لم تكن تتوقع ان صديقتها الاجنبية التى تعرفت عليها عندما زارت مصر للمرة الأولى ان تكون من عائلة ثرية جداً لذلك الحد!، عامان فقط بعد أن أصبحتا مقربتين بعثت لها بطاقة دعوة زفاف المقيم فى شرم الشيخ وتصبح وصيفة للعروس..

وصيفة عروس بعيدة عن الصخب، بعيدة عن العروس، خرجت من القاعة وهى تلتقط هاتفها لتطمئن والدها كل خمسه عشر دقيقه كما أخبرها، لم تعد طفلة بعد الآن، إنها فى الرابعة والعشرون وما زال والدها يعاملها مثل الطفلة ذات الخمسة أعوام..
انتبهت على صوت أختها التى هتفت بمرح
- هييييح بجد انا مبهورة جدا بالفرح ده مكنتش متخيلة انى احضر فرح زى ما بنشوفهم فى الافلام.

ابتسمت فى خفوت وهى تتطلع الى هاتفها لتنظر الى الساعة التى تجاوزت العاشرة مساءا، إلتفت إلى أختها الصغرى ذات الثامنة عشر من العمر
- كفايه كده يا سارة هنروح نطلع ننام علشان ورانا سفر الصبح
تعلقت سارة على ذراع ليان كالطفلة التى تتشبث مطالبة والدتها بالحلوى.

- لا بلييز بقى ده الفرح احلو جداً، بليز بقى نص ساعة بس وهنمشى..

عده دقائق استمرت سارة فى إقناع أختها لتزفر ليان بضيق
- نص ساعه وبعدها هنطلع
طبعت قبلة على وجنتيها قائلة بسعادة
- ميرسى يا لى لى
عادا الاختان مرة اخرى الى القاعة لتنتبه الى العروس وهي تدعوها للاقتراب..
تقدمت نحوها فى خطوات هادئة وابتسمت بسعادة
- مبارك لكى يا عزيزتى، اتمنى لك السعادة من اعماق قلبي
ضحكت العروس
- كفى ليان لقد قلتيها عشرين مرة هيا ابحثي عن عبارات جديدة
ثم بضيق زائف.

- بربك يا فتاة هل يصح ل وصيفة عروس ان تترك العروس وحدها هكذا! لولا فقط تلك العدسات اللعينة لوجدتيني قمت من مجلسى وشددتك من حجابك
قالت ليان بهدوء
- عزيزتي اهدئي لقد كنت اتحدث مع والدى انتِ تعلمين انها اول مرة أسافر بمفردي أنا وشقيقتي...
ثم امسكت وجنتيها
- هيا يا ليلى ابتسمى وزيلى ذلك العبوس والا سيأتى زوجك وسيحقق معى.

ليلى، فتاة غربية من الدرجة الاولى تزوجت من حبيبها بعد خمس سنوات منذ لقائهم الاول، تعرفت عليها عندما استضافتها الى منزلها بعد أن سرق الملثمين حقيبتها الشخصية من المطار، قامت باستضافتها إلى بيتها وهى لأول مرة تستضيف شخص غريب..
رغم ضيق والدها باصطحاب شخص غريب وايضا اجنبية ولكنه اطمأن عندما علم انها فتاة ذو طابع حسن ويمكن الوثوق به وايضاً مرحة...

بل أصبحت تنافس في لعبة الشطرنج المفضلة لديه مما توطدت العلاقة بين ليلى ووالدها، حتى أنها تتعجب بعض الاحيان كيف اصبحت صديقتها بتلك السرعة وايضا لا يوجد اى نقطة مشتركة بينهم!

فهى شرقية والاخرى غربية، طباعهم مختلفة، كأن القطب الشمالي للمغناطيس انجذب للقطب الجنوبى!

انتبهت لصوت شقيقتها وهى تهتف بصراخ
- يالهههوى ايه المز ده!

حمدت ليان ربها كثيرا انه لا يوجد احد فى تلك القاعة يتحدث بالعربية، كلهم اجانب، دائما تشعر ان قلبها سوف يتوقف عن النبض بسبب صراخ شقيقتها وهى تحدثها عن الشباب الوسيمين فى الزفاف، بملامحهم الغربية الوسيمة والجذابة تجعل شقيقتها ستفقد سيطرتها ان لم تتعرف على أحدهم..

- يالهههوى انا كده قلبى هيقف ايه العيون الملونة ديه ولا الشعر الاشقر انا بعد الفرح ده شكلي هعنس بعد ما شفت المزز دي
ضحكت ليان رغماً عنها بصوت عالى لتسألها ليلى بعدم فهم
- ماذا تقول شقيقتك؟ اريد ان اتشارك معكم فى الضحك!

وقبل أن تتفوه ليان اندفعت شقيقتها بتهور وهى تعيد ما قالته بالانجليزية، لتتسع إبتسامة ليلى وهي تغمز لها
- سأقوم بتعريفك على احد الاشخاص لا تقلقي، قبل خروجك من الزفاف سيكون لديكى صديق أجنبي
- سارة!
هتفت بها ليان بحده، قالت ليلى بمراوغة وخبث
- ولا تقلقى يا سارة وايضا شقيقتك سيكون لها نصيب هي الأخرى
اشتعلت وجنتى ليان بغضب وهى تنظر الى صديقتها وزوجها الذي تقدم نحو تجمعهم وشارك فى الضحك مع الفتاتان بمرح.

- انت ايضا يا آدم!
التفت اليها آدم متحدثا بمرح
- حقا شقيقتك مرحة جداً
كزت على اسنانها بغيظ شديد، صاحت ليلى وكأنها تذكرت شيئا ما
- بالمناسبة غدا انتِ وشقيقتك اريدكما ان تكونا فى العاشرة صباحا في ذلك المطعم الذي ذهبنا إليه من قبل!
اعترضت ليان بابتسامة هادئة
- اسفة جدا لا نقدر ان تحدثت مع والدى وطلبت منه أن نبقى للغد سوف تطير رقابنا
هتفت سارة بنبرة طفولية
- بليييز بقى يا ليان مترفضيش وانا هقنع بابا
- لأ.

ردت ليلى بجدية
- يا فتاة انا لا اخذ منك رأيا انا طلبت منك وانتي ستنفذين، اما عن والدك فأنا سأجعل سيدتى الجميلة سعاد تتدلل الى السيد ابراهيم ليوافق
-تأدبي يا فتاة أنك تتحدثين عن والداى
اجابت ليلى بلا مبالاة
- غدا اراكِ انتى وشيقتك ولا تقلقى سأقنع السيد إبراهيم كما جعلته يوافق ان تأتى الى هنا بمفردك دون ذلك الشاب الملتصق شهاب المدعو بأبن عمك.

تذكرت عندما بعثت ليلى بطاقة الدعوة واخبرتها انها لن تأتي بسبب المسافة البعيدة بين القاهرة وشرم الشيخ، لتأتي إليها بعد يومين تدق باب شقتها وهى لثانى مرة تزور منزلها.

تعلم جيدا ان ليلى عنيدة لن تتزحزح عن قرارها، لتهتف بيأس بعد أن حاصرتها ليلى بكل اتجاه من عدم الفرار
- حسنا على العاشرة سنأتي!

واستأذنت هي وأختها ليصعدان الى غرفتهما لترتمي ليان على الفراش بأرهاق
- رجلى مش حاسة بيها..

شهقت بقوة عندما ارتمت اختها هى الاخرى على الفراش وهى تهتف بسعادة
- الفرح كان حلو جدا بجد ال٣ ايام دوول احلى من حياتى.

ثلاثة أيام قبل موعد الزفاف كانت هى وليلى وشقيقتها يخرجان من الفندق السابعة صباحا ويعودان إلى العاشرة ليلاً، قضوا الثلاثة أيام إما فى التبضع، او السفارى.

هتفت سارة بحالميه
- تعرفى نفسى كده انك تتجوزى واحد اجنبي.

ردت ليان باستنكار
- إشمعنا!

هزت كتفيها بمعنى أنها لا تعلم..
- مش عارفه بس نوع من تحسين السلالة مثلا!

شهقت بألم عندما وكزتها ليان على ذراعها
- ايدك بقت تقيلة يا لى لى.

ثم تابعت بخبث
- يلا بقى احكيلى مفيش حد منهم عجبك كده ولا كده اصل كل اللى شفتهم قمامير، وشكلى كده هعنس بعد الحلويات اللى شفتها ديه
شهقت بألم أكبر للمرة الثانية عندما رمت ليان بوسادة على وجهها لتهتف بحنق.

- انا بقى هخليكى تحلمى بالحلويات ديه!
ارتعدت سارة وهى تزحف بجسدها للخلف ونظرات ليان لا تبشر بالخير إطلاقاً لتهتف بنبرة متوسلة ضعيفة
- استهدى بالله كده يا ليان كنت بهزر يا رمضان ايه مبتهزرش؟!

خلعت ليان حجابها وهي تهتف بتوعد
- لا يختي بهزر، وهوريكى كمان.

اخذت ليان تدغدغها فى جميع انحاء جسدها، تصاعدت ضحكات سارة بصخب ودموعها تهطل من كثرة الضحك وهى تهتف بتوسل
- خلاص حرمت كفاية كده!
ابتعدت ليان وهي تتنهد بقوة وكأنها للتو انجزت عمل شاق
- ناس مبتجيش الا بالعين الحمرا!

فى صباح اليوم التالى،
دلفت الشقيقتان إلى المطعم المطل على بحر الساحر لتتوجه نحو الطاولة المستديرة يوجد بها ليلى وآدم فقط وليلى التي تحتضنها بحبور شديد كأنها لم تراها منذ القدم البعيد، جلست على الطاولة لتجد ان هناك مقعدان شاغران فى مقابلتها..
قالت ليلى بابتسامة رائعة.

- يجب ان اعرفك عن شخص هاام جدا، رغم انه ليس من عائلتى إلا إنه يعتبر بمثابة أخ لى، لم يستطيع حضور حفل الزفاف لأعرفك عليه لكنه جاء متأخراً بسبب بعض الأعمال المتراكمة.

اومأت برأسها فى تفهم وأخذت تلقى نظرة الى اخرى الى شقيقتها وهى تلتقط صور السيلفى بمفردها بأوضاع مختلفة، وايضا مع آدم وليلى ثم اخذت تنظر الى الصور التى التقطتها معهم تنتقي أفضل صورة وهى تضع الصورة على تطبيق انستجرام والفيس بوك معلقة مع احلى عروسين
صاحت سارة بضجر بعد بضعة دقائق من الصمت
- هو إحنا لسه هنستنى كتير، انا جعت!

جزت ليان على اسنانها وهى تهتف بين اسنانها
- اهدى كده والا وانتى عارفه انا ممكن اعملك ايه ومش هيهمنى حد!

كادت تنطق سارة لتبتر حديثها عندما صاحت ليلى بسعادة وهى تقفز من مقعدها
- زياد
توجهت نحو ذلك الزياد وهى تتعلق بعنقه غير عابئة بالفتاه التى بجواره.

قال زياد بمرح وهو يحتضنها بحنان
- لقد اصبحتى الان زوجة، مبارك لكى يا عزيزتى.

إلتفت الشقيقتان تنظران الى ذلك الزياد لم تستطع ليان رؤية وجهه بسبب ليلى التى متعلقه بعنقه كالطفلة لتشيح بوجهها عنهم وهى تنظر الى الطبق امامها بشرود، اما اتسعت عينا سارة بصدمة وهى تقوم من مجلسها تهتف بصوت عالى
- يخربيت حلاوتك.

لاحظت ليان السكون الذى عم المكان بعد ما تفوهت به سارة، لتغلق عيناها وقد وصلت لاخر ذرة من الصبر، التفت الى الجميع وهى تقوم من مجلسها الاخرى تهتف بهدوء وعيناها غير قادرة على النظر الى ذلك الزياد ولا ايضا للباقى..
- اسفه حقا شقيقتى لها طريقة غريبة للترحيب بالأشخاص الجدد.

- حقاً وهل انتى لديك طريقة خاصة ايضاً؟

بللت شفتيها وهى ترفع عيناها لتصطدم به، اتسعت حدقتى عينيها وهي تراه عيناه مثبته عليها، عيناه كادت ان تشعر بالغرق، زرقاء صافية بها لمعة غريبة لم تراها من قبل!، رغم أن حدقتي ليلى زرقاء ايضا، لكن ذلك الزياد زرقاويه تختلف عن ليلى
اشاحت بوجهها عندما شعرت انها سوف تغرق بعينيه الزرقاء، عيناه تشبهان السماء في صفائها، صوته الرجولي اقشعر بدنها همست بتلعثم
- كلا.

ما زالت تشعر ان عيناه تخترق جسدها وكأنها تقف عارية امامه، توردت وجنتيها بخجل مصحوب بحنق شديد، ينظر إليها غير عابىء بأحد، هتفت بهدوء وهي تلكز اختها معاتبة
- لقد قلت لكي الا تفعلى ذلك؟!
- ولما لا، ان كانت تلك طريقتها لترحيب الاشخاص لا توجد مشكلة!

لا توجد مشكلة!، حقا إنه يمزح، ولما يتدخل هو فى الحديث مع شقيقتها، وليلى التي اتخذت موضع الصمت لا تتفوه بأي شىء، أخيرا نطق آدم بعد صمود دام لدقائق
- مرحبا بك يا صديقى
احتضنا بعضهم بأخوية ثم دار آدم بعينه الى الشقراء ليهتف بخبث
- صديقه جديده أليس كذلك!
ابتسم زياد بهدوء وهو يمسك كفها
- اعرفك نتالي، نتالي آدم
رحبت به بحبور
- مبارك لك اتمنى لكم السعادة
هز رأسه وهو يحتضن ليلى من خصرها بحب..

هتفت ليلى بابتسامة
- زياد، هذه هى ليان التي اخبرتك عنها من قبل
رد بهدوء وهو يتطلع اليها مجدداً
- هذه هى إذا؟
يكفى ذلك نظراته تحرقها، لتهتف سارة بهمس
- الجدع ده مشلش عينه من عليكى من اول ما شافك.

ستحدث مشكلة بالتأكيد، تعلم جيدا ان اختها مندفعة بالحديث، ستحدث كارثة لا محالة! عندما يعودان الى المنزل
هدأت نفسها قليلا وهى تستعيد رباطة جأشها وتقابل عينه بجمود
- نعم إنها أنا..
ثم استدارت الى ليلى بابتسامة طفيفة
- ارجوا ان ليلى قد جاءت بالحديث الحسن؟
أجاب بنبرة جعلتها تتذبذب من نبرته الهادئة
- نعم لم تتوقف عن الحديث عنك ولو لمرة
هتفت ليلى بحماس
- هيا لنجلس سويا ونتناول.

جلستا الشقيقتان بمجلسهما وجدته يجلس بمقابلتها وعيناه لا تتوقف عن اطلاعها، الن يرحم ولو قليلا، ألا يرى تورد وجنتيها ونظرات الجميع المصوبة عليهم وهما فى حالة صموت، وماذا عن تلك الشقراء بجانبه؟، الن يراعي مشاعرها ايضاً
لتميل ليلى هامسه في أذن زياد
- أرحم الفتاة قليلا، لا تستطيع رفع عيناها بسبب نظراتك تلك!
لم يهتم بما تفوهت به هتف بهمس مماثل
- دعينى امتع عيناي قليلا للفتيات الشرقيات.

زفرت ليلى بيأس، لتجد النادل يضع الطعام فى صمت ويستأذن فى خفوت، ليشرع الجميع فى تناول الطعام فى صمت اما سارة فكانت تلتقط بهاتفها عده صور بزوايا مختلفة للطبق امامها ثم شرعت فى تناول الطعام فى صمت هى الاخرى...
لا تعلم لما شقيقتها اتخذت وضع الصمت اليوم!.

- هل تعلم يا زياد ان ليان تود أن تجرى لقاءاً صحفيا عن ذلك رجل الأعمال المدعو بزين الحديدى!
هتفت بها ليلى بحماس..
ليجيب زياد بدهشه
- اووه حقا لما؟
تعلم ان سؤاله موجهة إليها قالت بجمود وهي تعبث بالطعام بشوكتها.

- لا اعلم عنه الكثير، وايضا لم يقوم بعمل لقاءات صحفية كثيرة ربما اثنين او ثلاثه ولا يضعون أي صورة له فى اى لقاء، لا اعلم لما لا يضعون صورة له بل يكتفون بأنه رجل اعمال شاب، لقد علمت بالمصادفة وأنا اقرأ احدى مقالات، ان والده مصريا ووالدته بريطانية، لذا لما لا يعلم الجميع عن انجازات رجل أعمال مصري، حقق نجاحات عظيمة رغم صغر سنه!
رد بنبرته الهادئة.

- اى إنه لم يضع اى صوره له، تريدين ان تقومين بعمل لقاء معه!

ترك جميع حديثها وركز فقط انه لا يضع أي صورة له؟
صاحت بحنق وقد استنفذت اخر ذرة من صبرها
- بربك ما هذا الذي تقوله؟ هل بعد ما قلته لم يجذب إنتباهك اى شيء سوى انه لا يضع اى صورة لعينة خاصة به!، انا اريد لقاء فقط لانه ابن بلدى يستطيع ان يستثمر فى بلده بدل من أي يضع امواله في الخارج! لقد تعجبت حقا أنه لم يقوم بعمل اى مشروعات هنا فى بلده!
هتف زياد بهدوء
- على رسلك يا فتاة، إننى كنت أمزح معك.

ثم استطرد بجدية
- استطيع ان اجعلك تقابليه
رمشت عينيها وأذنيها لا تصدق ما سمعته
- حقا؟
أومأ رأسه بنعم ليهتف بزرانه
- اننى اعمل فى احدى شركاته، استطيع ان اتدبر لكى بضع الوقت لكي تقابليه
هتفت بهدوء
- ولكن أ..
ليقطعها مبتسماً
- يبدو أنه لم تصلك أخر الاخبار، إفتتح فرع لشركته هنا فى القاهرة منذ حوالي شهرين! وهو ايضا هنا فى مصر.

شهران افتتح شركة هنا ولا يعلم احد، وايضا فى مصر!
هزت برأسها وهى تغير الحديث
- إذا يا ليلى أين ستسافرين لقضاء شهر العسل
هتف آدم وهو يقبل كف ليلى
- سنقضي شهر العسل للسفر فى حول العالم أسبوع سنقضيه هنا فى مختلف المدن الساحرة ثم سنذهب مباشرة الى تركيا وباريس وإيطاليا والمالديف
ابتسمت سارة بسعادة وهى تهتف بحالميه
- اوعدنا يا رب.

ابتسمت ليان فى خفوت، وقد بدأت تهدأ عندما اشاح اخيرا ذلك الزياد بنظراته المتعلقه عليها وهو يتحدث مع تلك الشقراء الفاتنة او ليلى وآدم...
...
وضعت ليان الحقائب فى حقيبة السيارة وهى تهتف بتوعد
- اصبرى عليا بس لما نوصل البيت واوريكى.

استلقت سارة السيارة غير مباليه لتهديدات ليان، لتجلس ليان خلف المقود وهى تنطلق بسيارتها الى القاهرة..
كانت تضع سارة سماعات حول اذنها وهي تدندن فى خفوت وليان نظراتها مثبتة على الطريق..
قالت سارة بصياح وكأنها تذكرت شيئا ما
- شوفتى المز بتاع الصبح ده، بس ده القنبلة بين اللى شفتهم..
ثم تابعت بتساؤل
- رغم كده نظراته مش مريحانى عمال بيسبلك قدام الناس كده ولا هامه حد؟ تفتكرى ليه؟
صمتت قليلا ثم تابعت بخبث.

- ايه رأيك نقول عليه معجب مثلا؟، زى بتوع الروايات كده اول ما يشوف البطلة يفضل مبحلق فيها؟!
- مبحلق!
هتفت بها ليان باستنكار لتتابع بضيق مصطنع
- الله يخربيت الروايات اللى لحست دماغك دى، خليكى عارفه كده مفيش اى حاجه فى الروايات بتحصل فى الحقيقة
زفرت سارة بحنق
- بت انتى انتِ اصلا فقرية، خليكى كده يارب اللى يتجوزك كده يطلع عينك كده وتحبيه وهو ميعبركيش
- لا والله طيب لما نشوف.

هتفت بها ليان بلا مبالاة وهى تعود تنظر للطريق، لم تنتبه الى حديث سارة بل كان عقلها مشغولا بذلك الزياد!..

لم ترتاح ابدا من نظرات ذلك الوقح لتجد بعد أن قاما من الطاولة تسرع الى الفندق وتذهب الى غرفتهم وتلملم ملابسهم وينطلقا إلى القاهرة، كانت نظرات ليلى المعاتبة وهى تودعها تحزنها، كانا سيسافران في الغد لكن الغت كل ذلك بسبب ذلك الوقح، السافل، عديم التربية!

تريد ان تبتعد عنه لا تعلم لماذا؟ ولكن عقلها نبهها ان تظل بعيدة عنه ذلك افضل، وكأنها ستراه مرة أخرى، هل حقا سيجعلها تقابل ذلك الدعو بزين وهى حتى لم تعطيه رقمها!.

- انتى يا بت ياللى سرحانه
فاقت من شرودها على صوت أختها لتهتف بنفاذ صبر
- يا آخره اصبرى، نعم!
غمزت سارة بوقاحة
- شكلك كده سرحانه فى الواد الحليوة ابو عيون زرقا
- سارة
نطقتها بحده و وجنتيها تشتعلان بالحمرة لتهتف سارة محدقة بدهشه
- اوعى تقوليلى انك حبيتيه بجد!

حب! تلك الغبيه لا تعلم اى شىء، انها فقط تخشاه لا تعلم لماذا؟، عيناه كفيلتان بأنقلاع حصون ثباتك امامه، كانت ستغرق فى صفاء عيناه وستعلن راية الاستسلام لقلبها، لا يصح لرجل ان تكون عيناه جميلتان لحد اللعنة!
- يبقى حبيتيه والله
فاقت على حديث شقيقتها لتتحدث بحزم وهى تغلق تلك الصفحة
- مسمعش صوتك لحد لما نوصل للبيت
وهذا ما حدث، عده ساعات حتى وصلا بأمان الى منزلهما.

ترجلت سارة من السيارة وهى تجر حقيبتها و تمسك بحقيبة شقيقتها..
هتفت ليان وهي تتفحص النقود
- انا هروح الصيدليه اجيب دوا وهاجى اطلعى بالشنط و هحصلك...

هرولت ليان وهي تضرب جبهتها، كيف تنسى دواء والدها، دلفت الى الصيدلية القابعة فى آخر الشارع وهى تطلب الدواء للصيدلي جارهم فى الشقة العلوية، اخذت الدواء وهى تعطيه المال و تخرج من الصيدلية تلعن غبائها، ثلاثة أيام لم تتذكر ان علبة الدواء فارغة ووالدتها لم تخبرها ايضا بذلك، تنهدت بحزن وهى تتذكر حالة والدها المتأخرة فى العلاج ورفض أشقائه للمساعدة ويمدوا يد العون، وذلك شهاب ابن عمها الذى لا يتوقف عن ملاحقتها فى اى مكان ذهبت إليه..

دلفت إلى العقار الذى تقطنه وهى مازالت تبحث عن حل لمساعدة والدها، ان باعت السيارة والأرض الخاصة بوالدها ومصوغات امها لن يصل المبلغ حتى لنصف العلاج!

وقبل أن تصعد الدرج شعرت بيد غليظه تمسك عضدها وقبل اى محاولة للصراخ قد اغلق فمها بيده الاخرى وهو يسحبها الى مكان مظلم فى مدخل العمارة لا يقترب منه أحد من الجيران بعيدا الشقق..
تعلقت ببصرها إلى ذلك الذي كمم فمها، لتتسع حدقتي عينيها وكأنه مكتوب عليها الشقاء للأبد
وهى تبتلع ريقها بتوتر من القادم!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة