قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العاشر

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العاشر

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العاشر

كان كريس يقف امام جونثان بنظرته القاسية التي ارهقت خصومه في الكثير من المرات كان يدرس التغيرات الواضحة على ملامح جونثان من فعل كلامه
اذا انت لاتعرف كل الحقيقة ام تراك تشك فيها جونثان؟ اذا دعني اقل لك كل شيء واعتبرها مساعدة مني، رغم ان أي شخص من عائلتك لا يستحق سوى الاحتقار.

والدك كان صديقا عمي منذ 30 سنة مضت، عامله كاخ له لكنه كان حقيرا وسرق منه حب حياته، كانت الصدمة كبيرة على عمي لم يحتملها وعاد الى الوطن، لكنه لم ينسى كاترين كان يراسلها ويطلب منها العودة في كل مرة
بعد سنتين لم يعد يطيق صبرا على فراقها فعاد، لكنه لم يعد لوحده رافقه ابي ليضمن سلامته كان يعرف أي نوع من الرجال يكون والدك.

حاول جونثان ان يتكلم ان يدافع عن والده لكن رغبته في معرفة الوجه الاخر لرواية والده الجمته
كان كريس يضغط على نفسه بعصبية لكي يبقى هادئا مع ان العرق النابض في عنقه كان يفضحه
انا اعرف هذه الرواية، ذهب والدي لرؤية عمك في فندقه فحاول والدك قتله، كان دفاعا عن النفس. والدك من اشهر مسدسه في وجه ابي
ظهرت علامات التعجب على وجه كريس قبل ان ينفجر بضحكة هستيرية
احقا هذا ما حكاه والدك لك، اعترف ان له مخيلة واسعة.

والدك كان يريد قتل عمي باي ثمن، ترك والدتك تنصب له فخا في مطعمه
كان الغرض ان ياتي الى امريكا مرة اخرى لكي يقضيا على تهديده والى الابد
لم تكن خطتهما تشمل ابي الذي رغم تحذيرات عمي له، لحقه الى المطعم
كانت الذكرى محفورة في عقل كريس سمعها من والده ومن عمه لمرات عديدة يكفي ان يغلق عينيه ليحكي كل شيء كانه كان موجودا يومها.

يومها جونثان اعترفت والدتك بكذبتها لعمي لم تكن تحبه، كان ريتشارد هو حبها. منذ اول يوم كانا يخدعان عمي ببرود
ظهر بعدها ريتشارد من العدم مع والدي الذي كان مكبل اليدين، عمي رفض ان يترك صراح كاترين رغم كل ما قالته له، كان يحبها بجنون
كان المقايضة ان يترك كاترين بمقابل الحفاظ على حياة اخيه
لكنه كان هستيريا رفض ان يتركها لاي سبب، رفض ان يسلمها لريتشارد لم يتخيل ان يقتل اخاه بالفعل.

لكن والدك كان قاسي القلب لا يعرف الرحمة، كانت الصفقة موت اخيه من اجل حبيبته وعمي اختار كاترين بدلا من ابي
ووالدك نفد ما وعد به، وقتل والدي او ظن انه فعل، المشوق في الامر ان كاترين حين وجدت الفرصة مواتية طعنت عمي
وترك والداك السفحان الاخوين في المطعم قبل ان يلوذا بالفرار
اتعرف كم مضى عليهما وهما في تلك الحالة قبل ان ياتي احد لانقادهما؟ ساعات جونثان اتفهم صرخ كريس وهو يهز غريمه بقوة.

كانت عينا جونثان زائغتين صرخ بقوة في وجه كريس
انت كاذب، كاذب...
زفر كريس بقوة ليستعيد هدوء اعصابه قبل ان يقول بهدوء
هناك تقارير المستشفى التي تؤكد كلامي، للاسف لا والدي ولا عمي قاما بدعوى ضد والديك فنحن ناخد ثأرنا بايدينا قال كريس وهو يضغط عل قبضته بعنف
لم يعد جونثان يعرف بماذا يجيب انخرس لسانه وعجز عن الكلام كيف يصدق ان والديه ليسا سوى مجرمين كان هذا اسوء كوابيس جونثان ماثلة امام عينيه.

خرج من مكتب كريس كالسهم لا ينوي على شيء
بعد خروجه تحولت ملامح كريس الباردة الى غضب جامح يهدد بحرق كل شيء، رمى بكل ما على مكتبه وهو يصرخ بجنون.

في مكان اخر من العالم، تحديدا في قصر ماسيني كان هناك من يجلس وراء مكتبه يتجرع ذكرياته الحزينة ببطء لا يعرف لما واليوم تعود اليه ذكرى تلك الليلة المشؤومة في المطعم الصغير
كانت كاترين من دعته للحضور، وعدته بالسعادة الابدية الى جوارها وهو صدقها، ضربت له موعدا في مطعمه، لم يكن سوى فخ للايقاع به.

كان كارلوس قد رفض ذهابه لوحده اراد ان يرافقه ان يكون الى جانبه، يومها كان جوشوا سعيدا جدا ولم يكن ليستمع لاي تحذير
ذهب الى المطعم قبل موعده بساعة، كان ينتظرها بشوق وسط الحلبة الصغيرة
اقتربت منه وهي تبتسم له بحنان كلماتها مازالت تطن في اذنيه الى اليوم
انا اخترتك من اول يوم، انا اعشقك بكل جوارحي
كل هذا كان كذبا صدقه بغبائه.

تحولت ابتسامتها الى شيء اخر بمجرد رؤيتها لريتشارد وهو يجر كارلوس مكبل اليدين امامه
قبل ان تقول: لم نكن يوما لبعضنا جوشوا كان ريتشارد دائما
كاذبة قال جوشوا وهو يدفعها عنه لتسقط امام قدميه قبل ان يندفع ليجلس على ركبتيه امامها وهو يحضنها بقوة
لن اتركك مهما حصل كاترينا انت ملك لي
اتركها قال ريتشارد بقسوة وهو يدفع بكارلوس ليجلس على ركبتيه
لا صرخ جوشوا بقوة كاترينا لي، لي انا مستحيل ان اعطيها لك مهما فعلت.

انتبه متاخرا للمنظر المفجع امامه كارلوس مكبل بالاصفاد بينما ينزل الدم غزيرا من على جبينه
استمر في احتضانه لكاترين بتملك وهو يصرخ اخي
اخرج ريتشارد نصلا من سترته
اثار رعب جوشوا
كانت ملامح وجه كارلوس غائمة مما تعرض له
اقترب ريتشارد من كارلوس
صرخ جوشوا فيه وهو يقول هل ستقتل اخي ريتشارد، اصبحت سافلا الى هذه الدرجة
لكي تتركنا بسلام سافعل
اتركها قال ريتشارد بجنون.

لا لن اتركها رد جوشوا بعناد وهو يزيد من احتضانه لها
جوشوا قال كارلوس بتوسل وهو ينظر الى اخيه
لن اتركها ابدا
اذا يمكنك ان تاخدها مقابل حياة اخيك قال ريتشارد ببرود
لا لن تفعلها ريتشارد قال جوشوا بتوسل
بل سافعل، لاني بالفعل قمت بكل شيء خطئ من اجل الحب
اذا كنت تحب كاترينا الى هذه الدرجة خدها وارحل ووعد مني اني لن الحقكما، لكن حياة اخيك ستكون الثمن.

او بالعكس خد اخاك وانسى وجودها ولا تعد مرة اخرى الى هنا ونحن سنسى وجودك الى الابد
جوشوا اخي لا تفعل هذا بنا، دعنا نذهب من هنا هذان ليسا سوى مجنونين كانت هذه توسلات كارلوس لاخيه
هل تحب كاترينا الى درجة ان تترك اخاك يموت سال ريتشارد بحدة
اخرس صرخ كارلوس في وجه ريتشارد بقوة
هل اصبحتم مجانين
جوشوا مخاطبا اخاه للمرة الثانية يدعوه فيها للرحيل.

كانت نظرات جوشوا زائغة نزلت دموع مريرة من عينيه قبل ان يترك كاترينا ليقترب من اخيه ويجلس على ركبتيه امامه
عانقه بحب معتذرا لما سببه له
لا باس قال كارلوس بحنان كبير، لا تبكي لم يحصل شيء
انا اريدك ان تسامحني على ما سافعله قال جوشوا بهمس قبل ان يبتعد عن اخيه
توترت عضلات وجه كارلوس من هول ما فهمه جوشوا سيضحي به من اجل الحب.

كان يصرخ في اخيه الذي ابتعد عنه ليقترب من جديد من حبيبته وهو يقول: لقد غلبته كاترينا انت الان لي لن يفرق بيننا احد
كانت الصدمة بادية على وجه هذه الاخيرة تنظر الى جوشوا بذهول
ادار ظهره لاخيه مديرا كاترين معه
اقترب ريتشارد من كارلوس المكبل، صرخ في جوشوا ان يعيد التفكير في ما قرره لكن هذا الاخير صم اذنيه عن توسلات اخيه
غرس ريتشارد نصله عميقا بين ضلوعه.

كان يظن انه ربح كاترينا بتلك الطريقة لم يتصور ان تغرس دبوسها الحاد في قلبه وتلوذ بالفرار
علا طرق على الباب، اخرج جوشوا من ذكرياته
كانت انابيل من اتت تخبره ان العشاء اصبح جاهزا.

كان لحن حزين يصدح بين جنبابت القصر الصامت، ليقطع بذلك صمت هذه الجدران الباردة كاصحابها، كانت جابي تعزف على كمانها الجديد المعزوفة 8 لتشوبان، لم تكن يوما ممن يفضلون الحزن كانت كل المقطوعات التي تعزفها سعيدة ومليئة بالفرح، لكن منذ ان سجنها كريس لم تعد هي نفسها، سرق القصر الحزين روحها المرحة واضفى عليها الحزن الذي يخيم عليه.

- يقال ان الحزن يحب الرفقة قال جوشوا من ورائها قبل ان يقترب ليقبلها على وجنتها بحنان
ابتسمت جابي ابتسامة حزينة لزائرها الوحيد وهي تضع الكمان من يدها لترد
اظن ذلك فعلا، لكن من منا حزين جوشوا -
نحن الاثنان قال جوشوا بحنان قبل ان يكمل
لكنني عجوز ويحق لي الحزن اما انت فما زلت في مقتبل عمرك ولا يجب ان تدعي الحزن يسرق بسمتك
لكنك لا تعرف سبب حزني سيد جوشوا
الحب قال جوشوا وهي يتفرس ملامحها.

الحب هو الذي يسرق الروح، هو الذي يجعلك حزينا بهذا الشكل حين تفقده
اتعرفين شيئا جابرييل، بعد سنوات من التفكير وجدت ان اسهل طريقة للتعايش مع الحب هو تقبله
حين تصلين مرحلة التقبل ستحسين اخيرا بالسلام
زفرت جابي زفرة استودعتها كل المها وهي تقول: ليس الحب هو اسوء مشاكلي اليوم جوشوا
احقا قال بنبرة غير مصدقة.

صدقني لم يعد الحب يعني لي الكثير اقتربت من الاريكة حيت يجلس لتجلس قربه بهدوء، نظرت الى بطنها البارز بحنان وهي تقول
لا اريد لابني ان يعاني من قسوة كريس كما اعاني، نزلت دموع غزيرة على وجنتيها وهي تقول: ابني ليس له ذنب في اخطاء الماضي، ليتني كنت اعرف الحقيقة قالت بحسرة، ابدا ما كنت اقتربت من كريس
وضع جوشوا ذراعيه على كتفي جابي يحضنها بحنان وهو يقول.

لا يمكننا ان نغير من الماضي جابرييلا هذا شيء مستحيل، لكن يمكننا ان نجعل المستقبل افضل
رفعت جابرييلا عينيها المليئتين بالدموع تنظر الى عم زوجها من دون فهم
لكن كيف؟ ردت جابي بحزن
زفر جوشوا بقوة وهو يقول، بداخل كريس لا يزال يوجد ذلك الطفل الذي حرم من الحنان وعاش في جو مليء بالانتقام، اعترف انني كنت سببا في ما عاشه ذلك الطفل الصغير
ما حصل مع اخي كريستفر انا كنت الملام عليه بالدرجة الاولى.

كيف قالت جابرييلا بدهشة
ليس الان عزيزتي قال جوشوا بحزن، لم اعد ارغب في تجرع الم الماضي من جديد ربما في يوم اخر قد اقص عليك ما حدث ربما يومها ستفهمين اسباب كريس وربما تسامحين قسوته
انخرطت جابي في بكاء مرير، كانت تبكي حبها، ظلم كريس لها، وماضي لا تعرف عنه الا القليل.

مر شهر اخر قبل ان يعود كريس الى القصر، كانت بداخله لهفة شديدة لرؤية زوجته، كل الالم الذي عاشه طوال حياته لم يكن ليقارن بالالم الذي تجرعه بعيدا عن احضانها، كانت ملاكه، نصفه الاخر الذي يجعله كاملا
لم يعد يريد شيئا سوى ان يحبها وينسى كل شيء
جاء وعده لوالده على فراش الموت لينغص عليه حياته مرة اخرى، كيف ينسى انها تكون ابنة من طعن والده بدم بارد، ليست سوى ابنة كاترين التي نغصت حياة عائلته لعقود.

لكنها لم تكن تشبه تلك العائلة في شيء كانت مزيجا من الرقة والعطف
منحته كل ما حرم منه طوال سنين حياته لم يكن حضنها سافرا كاحضان من سبقها لم تكن الرغبة فقط من تحركه نحوها كانت مشاعره اعمق واسمى، كانت ببساطة المراة المناسبة له.

كان اللحن الحزين يصدح مرة اخرى في كل جنبات القصر، اقترب كريس يبحث عن مصدر اللحن ليفاجئ بجابي تعزف على الكمان في نفس القاعة التي عقد فيها زواجهما منذ 3 شهور
اقترب منها بهدوء كانت غائبة في عالمها الخاص لم تنتبه الى الشخص الذي اتكى بقامته المديدة على اطار الباب الكبير ينظر اليها باعجاب
كانت فريدة في فستانها الازرق بلون السماء بينما ظهر حملها جليا من وراء فستانها،.

كان هذا ابنه الذي تحمله جابي بجانب قلبها، جرفته مشاعر الابوة بطريقة غريبة ليقترب منها ويحضنها من الخلف بحنان وهو يهمس في اذنها بصوت مبحوح
اشتقت اليك كثيرا جابرييلا ميا
سقط الكمان من يد جابرييل، لم تستطع ان تكتم صرختها
كان هو، كريس حبيبها والشخص نفسه الذي احتقرها و اهانها قبل 3 شهور قبل ان يتركها سجينة ويرحل
غزت رائحته انفها وملئ دفئه جسدها،.

ادارها كريس اليه دون أي عناء، كانت جابرييلا تحت وقع الصدمة، لم تصدق بعد انه قد عاد
استغل كريس الفرصة ليقربها منه ويقبلها بحب
كان بطنها البارز يلمسه بحنان، احس بحركة طفيفة على يده
كان هذا طفله يعبر عن وجوده في الحياة، اتسعت عينا كريس من الدهشة وهو يضع يده مرة اخرى ليستمتع بهذا الاحساس الجديد
تنبهت جابرييلا اخيرا الى الجو الحميمي الذي كان يلفهما، اخرجت نفسها منه ودفعت كريس عنها بعنف.

ماذا تظن انك تفعل قالت وهي تصرخ
اختفت نظرة الحنان سريعا من وجه كريس لتظهر ملامحه الساخرة وبريق عينيه القاسي
اهكذا تقابلين زوجك بعد 3 شهور الم تشتاقي إلى جابي، اثار المعنى المبطن في كلام كريس غضب عنيفا بداخل جابرييل، كان يشعرها انها ليست سوى لعبة للتسلية يستعملها في الوقت الذي يحلو له
ظهرت نظرة كره واحتقار على وجهها وهي تقول.

لم تتغير على الاطلاق، لست سوى حقير يظن انه يملك العالم. انت حقا انسان مريض وانا اشفق عليك
استفزت كلماتها المسمومة مشاعر كريس الدفينة، وسمحت للوجه القبيح من شخصيته بالظهور
امسك يدها بقسوة وهو يغرس اصابعه في معصمها: ايتها الحقيرة، من انت لتحكمي علي. لست سوى فتاة غبية، صادف انها تحمل ابني
ولماذا كل هذه الثقة، ربما لم يكن ابنك قالت جابرييل باستفزاز
كانت كلماتها المستفزة كافية لتخرج شياطينه من سباتها.

امسك شعرها بعنف ليقربها منه، حاولت التملص دون جدوى، كان يضغط بقوة اكبر حتى شعرت انه سيقتلعه من جذوره، اعيدي على مسمعي ما قلته للتو ايتها الحقيرة
حاولت ان تعيد كلماتها، قبل ان تحس بصفعة مؤلمة، على وجهها سالت على اثرها دموع الم من عينيها.

قربها لتنظر اليه كانت نظراته مرعبة، خرج
صوته كالفحيح وهو يقول هذه المرة سأتغاضى عن كلامك لكنها ستكون المرة الاخيرة، في المرة المقبلة ساقتلع لسانك المسموم هذا أفهمتي!

بقيت صامتة، من هول الصدمة
انا لا اكلم خرساء اجيبيني
حين استمرت على عنادها شد كريس شعرها بشكل اقوى
حتى صرخت من الالم وسالت دموع القهر على وجهها الجميل
فهمت قالت من بين شهقاتها
نفضها عنه بقرف وهو يقول، اريدك ان تختفي من امامي فورا قبل ان افكر فعلا في تنفيذ وعيدي، ما الذي تنظرين اليه هيا ارحلي صرخ كريس بصوت مرعب.

امسكت جابرييل ببطنها. تحس بتشنج مؤلم قبل ان تركض نحو غرفتها باكية.
فور خروجها احس كريس برغبة في تكسير كل ما حوله، كان مشتاقا اليها لكنها وبكلماتها المسمومة جعلته يتصرف بحقارة، ضغط على يديه حتى ابيضت مفاصلهما لا يتخيل انه عاملها بمثل تلك القسوة متجاهلا وضعها.

لعن من بين اسنانه، تبا لك كريس، الى أي وغد تحولت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة