قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السادس عشر

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السادس عشر

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السادس عشر

علمت جابرييل انه سيقتص منها لجرئتها، وكانت تعيسة لدرجة كبيرة وهي تنظر اليه جالسا امامها ينظر اليها باحتقار. لم ينبس بكلمة واحدة بل استمر في النظر اليها ممارسا الاعيبه النفسية على اعصابها المشدودة. كان صمته اشد ايلاما وإيذاء ا من كلماته السابقة، وكادت ان تبكي من الالم لكل الكلام المشين والنعوت الكاذبة التي قذفها بها منذ قليل.

حاولت مرات عديدة ان تستجمع قواها وتشرح له سبب مقابلتها لجونثان، الا ان الكلمات كانت تموت على شفتيها كلما نظرت الى وجهه المتحجر البارد الذي يتاملها بقسوة.

لم تعد تستطيع الاحتمال وتوجهت نحو الباب تحاول فتحه.
كان كريس اسرع منها، قفز من حيث يجلس وامسك بها بعنف وقسوة وادارها لمواجهته: الى اين تظنين انك ذاهبة ايتها العزيزة؟
رفعت جابرييل عينيها لمواجهته، واجابت بالم
ربما لافكر في خطة جديدة لانتقامي، الست في نظرك مجرد انتهازية تسعى الى الانتقام؟

اود لو ادق عنقك بيدي العاريتين
و وضع يديه القويتن حول عنقها منفذا تهديده.
ثم توقف لينظر في عينيها بتمعن قبل ان يعود ليسالها
لماذا لم تخبريني بانك ستقابلين جونثان، لماذا قررتي ان تتسللي من وراء ظهري كلصة جبانة، اجيبني.

فتحت جابرييل عينيها عندما احست بقبضته تخف حول عنقها
نظرت اليه وترقرقت دموع العذاب من عينيها
-لقد جئت اليوم لاخبر اخي بانني لن اراه مجددا، احنت راسها وبدات تجفف دموعها، والسبب في انني لم اخبرك كريس ببساطة لانك دائما غير موجود هذا هو السبب.

خف غضب كريس، واصبحت ملامحه ارق وهو ينظر الى وجهها المعذب
ايتها الغبية، كان عليك اخباري بما كنت تنوين فعله، لا تعرفين ما الذي دار في ذهني، عندما اتصل بي المشرف على البناية يخبرني ان زوجتي قد وصلت مع رجل غريب، اضطر جيوفاني لامساكي بالقوة لان جل ما كنت افكر فيه هو ان افرغ مسدسي في راسك وراس أي من كان هذا الشخص الذي تقابلين.

- لمعلوماتك سيد ماسيني، لسنا كلنا خونة ومخادعين، لقد فعلت اليوم اصعب شيء يمكن لاي انسان ان يقوم به، لقد تخليت عن عائلتي من اجلك، وانت وبكل بساطة تطلق الاتهامات حتى قبل ان تتاكد من صحتها، كيف تظن ان علاقتنا يمكن لها النجاح، اذا كنا حتى غير قادرين على ان نثق ببعضنا.

مد يديه نحوها حتى كادتا تلامسانها، الا انه اعادهما الى مكانهما في اللحظة الاخيرة، شعرت جابرييل ان غضبه بدا يخف تدريجيا، وتاكد لها ذلك حين امسك بيدها بحنان بالغ قائلا:
- انا اعتذرمنك جابرييل ما كان علي ان اتهمك دون ان اتاكد
فاجئها اعتذاره هل تصدقني.

- بالطبع افعل، لانني اولا رايت جونثان وهو ينزل الدرج، وثانيا لانك لم تقومي يوما بخداعي، اعترف اني تسرعت وقلت كلاما جارحا في حقك، لكني اعرف متى اخطأ وبالتاكيد اعرف متى اعتذر.

ابتعد عنها وفتح الباب، انتظريني هنا
خرج كريس لوقت قصير ثم عاد يحمل بين يديه مغلفا كبيرا
-هذا لك
ظهرت نظرة تعجب على وجه جابرييل وهي تمسك بالمغلف بين يديها
- ما هذا كريس
ابتسم بطريقة ساحرة جعلت انفاس جابي تتلاحق
- انه تنازل مني عن كل ممتلكات عائلتك، انا اعيدها كلها لك جابرييل
تحولت ملامحها الى دهشة ذاهلة وهي تسمع تصريح كريس
- لكن لماذا فعلت هذا
كانت ملامحه تتسم بالود
-اعتبريها عربون صداقة.

اقترب من وجهها بشكل مثير بعث القشعريرة في جسدها، بللت شفتيها بلسانها وهي تنظر الى اللهب الازرق الذي اسرها.

وهمس قريبا من فمها
امنحيني الوقت جابرييل هذا كل ما اطلبه منك دعي شياطين الماضي تختفي، انا احاول جاهدا ان انسى كل شيء، كوني صبورة معي.

كان لكلماته وقع السحر في اذنيها، نسيت كل شيء حتى سبب وجودها في هذه الشقة
- اوه كريس، ما كان عليك ان تفعل
اجابها برقة وهو يحدق في شفتيها
- بلى هذا بالتاكيد ما كان يجب علي فعله
امسك كريس خصر جابرييل وهو يقربها منه
احست جابي بالحرارة تنطلق من موضع يديه وانطلقت الكحمم تلهب جسدها، حاولت الابتعاد عنه لكنه لم يسمح لها، اخد شفتيها في قبلة انستها كل شيء.

طوقت جابرييل خصره بقوة، بينما كانت ذراعاه تضمانها بحنان بالغ
ضمني لفترة اطول اليك
الى الابد اذا كان هذا ما تريدين
تشنجت جابرييل فجاة بين ذراعيه، رفع راسها نحوه ليتمكن من رؤية القلق الظاهر في عينيها
مابك حبيبتي، الا تظنين اننا نحتاج لبعض الخصوصية في علاقتنا الزوجية
توترت اعصابها فجاة وخافت من الكلام بقدر ما خافت من الصمت، كانت تعرف مقدار حبها له.

حملها كريس بين ذراعيه الى غرفتها حيث وضعها على السرير دون أي مقاومة، نظرات كريس كانت كالمخدر تجري في دمها وتبعث فيها نشوة غريبة، ورغبة ملحة في شم عطره والبقاء في دفئ ذراعيه
ضمها الى صدره وفي عينيه نظرات مشتعلة
- جابي، كم تمنيت ان اقوم بهذا منذ زمن طويل
اوه، كريس لا تتركني مرة اخرى.

بادلها الحب بثورة عنيفة، جعلتها مخدرة من السعادة، تلك السعادة الفائقة التي جمعت بينهما تخطت المشاعر العادية لتجمع بين جسديهما وروحيهما فاصبحا شخصا واحدا، تبادلا الحب الى الخيوط الاولى من الفجر قبل ان تسقط منهكة بين ذراعيه من التعب والاثارة.
استيقظ كريس مع اول شعاع شمس، ادار وجهه يتامل جابي النائمة بقربه، كانت رائعة الجمال اعاد الغطاء الحريري الذي سقط عنها فقط لكي لا يوقظها لجولة جديدة من الحب.

كانت بريئة وهشة اقسم انه لن يعود لجرحها مهما كان الثمن، قبلها بهدوء قبل ان ينسل من الاغطية لكي لا يوقظ اميرته النائمة.

فتحت جابي عينيها ببطء حدقت في السقف لثواني قبل ان تعود اليها احداث الليلة السابقة، لقد سلمت نفسها لكريس بكل سهولة بعد كل الذي حصل، وضعت يدها على راسها تحس بصداع قوي
فتح الباب في تلك اللحظة وظهر كريس بكامل وسامته، يحمل في يديه فنجان من القهوة، القترب منها، لم تتمكن جابرييل من اخفاء البريق الساطع الذي غمرها وهي تنظر الى تقاسيم وجهه الجذابة.

فاشاحت وجهها بسرعة، سمعت حفيفا على الطاولة المجاورة للسرير، كانت رائحة القهوة اكثر ما اثارحواسها، التفت جابرييل بملائة السرير فهي بالكاد تذكر اين وقعت ملابسها، كل شيء كان ساحرا ليلة امس لدرجة افقدتها عقلها فجاة انتفضت كان عقرب لدغتها، يا الهي ابني
ابتسم كريس بمرح وهو يضع فنجان القهوة بين يديها، هوني عليك جابي اتصلت باماندا والتي قامت برعايته. انه بخير ولا يحتاج الى أي شيء.

وقف بهدوء قربها، ينظر اليها قبل ان يركع على ركبتيه قرب السرير ويرفع وجهها نحوه
جابرييلا ميا، انت لاتعلمين مدى السيطرة التي مارستها على نفسي طويلا لكي لا اقوم بما قمت به البارحة، حول كريس عينيه عنها قليلا ينتظر جوابا لسؤال لم يوجهه، تنفست جابرييل بعمق قبل ان تقول
ما حصل البارحة كريس كان شيئا اردناه نحن معا، لم تجبرني على شيء لم اكن راغبة فيه.

عادة الى كريس نظرة الغرور وهو يرمقها باعجاب، يا الهي كارتولا مو، كم انتظرت هذه اللحظة
-اوه كريس
صرخت صرخة معذبة قبل ان تخفي وجهها في صدره، لم تكن تخاف من حبه، لكنها تخاف غضبه
لا تقولي شيئا جابرييل واسمعيني، انا احبك، ربما احبتك دائما حتى حين ظننت اني اكرهك احبتتك، احبتك اكثر بكثير مما اتخيل
- لا تقل أي شيءاخر كريس.

-د عيني اكمل كلامي، لاني لن اتحدث عن الماضي مرة اخرى، ما حصل في الماضي كان شيئا مؤلما جدا وسيئا للغاية ونحن دفعنا ثمنه مرغمين، لكن لا داعي لان نفعل هذا بعد الان جابي، فلنعش فقط من اجلنا ومن اجل حبنا.
كان قلب جابرييل يغني بسعادة والم هل من الممكن ان حبهما قوي لدرجة ان يتغلب على كل الاحقاد
نظرت الى كريس كان يصارع الما دفينا وحزنا ادمى قلبها.

هزها برقة بين يديه وكانه يحاول تخفيف الالم الذي يعصر قلبيهما، امنحيني فرصة اخرى جابرييل، لن تندمي على ذلك اعدك
هزت جابرييل راسها موافقة، بينما اخدها كريس في عناق اسطوري.

بعد عودتها الى البيت، ظلت جابرييل في غرفة ابنها رغم اطمئنانها الى نومه، كانت هذه الغرفة ملجاها الامن من غضب كريس طوال الاسبوع الماضي، كانت بحاجة الى مكان هادئ للتفكير دون ان تتشتت بالقلق على ابنها، القرار الذي اخدته كان قاسيا جدا وهي الان من ستتعايش معه.

تنهدت بحسرة، كان قلبها يخفق بالم بين ضلوعها كلما تذكرت نظرات اخيها الحزينة قبل ان يغادر، لطالما كان جونثان هو الصخرة القوية التي تستند عليها، والان لم يعد لها احد سوى كريس.
ايقظها من تفكيرها صوت مدبرة المنزل تخبرها ان هنالك من يريد رؤيتها.

نزلت الدرج ببطء، حاولت السيطرة على مشاعر الغضب التي تنمو داخلها وهي تستعد لمقابلة غريمتها والتي كانت بقدر كبير من الوقاحة لتسمح لنفسها بالمجيء الى منزلها بحثا عن كريس.

تنفست بعمق قبل ان تدخل الصالون الفسيح حيث كانت جوليا جالسة باسترخاء تدخن سيجارتها وعلامات السعادة بادية بوضوح على وجهها، لم ترتبك جابرييل كالمرات السابقة التي التقت فيها بجوليا هي الان واثقة ان حب كريس لها اقوى من أي شيء حتى من الاغراء السافر والوقح اللذان تمارسهما جوليا دون حياء
اقتربت منها بتمهل ورسمت على وجهها ابتسامة مجاملة.

- جوليا، كيف حالك ما الذي تفعلينه هنا؟ ظننت انك قررت البقاء في ايطاليا لبعض الوقت.
نفخت جوليا دخان سيجارتها في وجه جابي وهي تقول: - لنقل مللت بسرعة، كما انني هنا لبضعة ايام فقط
انقبض قلب جابريل واحست بالاختناق من وجود جوليا قربها رغم انها لم تلتقيها سوى منذ لحظات
- هل تبحثين عن كريس جوليا لانه غير موجود
ابتسمت جوليا بخبث، انه لامر مؤسف فقد كنت اتطلع لرؤيته اليوم، لكن لا باس ليس هو سبب زيارتي.

رفعت جابرييل حاجبها علامة استفهام.
- اذا من تريدين تشريفه بهذه الزيارة
ضحكت جوليا بدلال يثير الاشمئزاز
بالتاكيد انت كارا
وصل الغضب بجابرييل الى درجة الغليان، وقالت بسخرية
- انك حقا لحنونة لكي تاتي من ايطاليا الى هنا فقط لرؤيتي، ما سبب الزيارة اذا.
لم تتكلم جوليا لكنها فتحت حقيبة يدها واخرجت وثيقة اعطتها الى جابرييل
- اظن ان هذه لك.

ظهرت مسحة استغراب على وجه جابي وهي تمسك بالوثيقة بين يديها، تفحصتها كانت مكتوبة بالايطالية،
- ما هذا جوليا
- اه نسيت انك لا تجيدين الايطالية، ربما لهذا السبب جعلك كريس توقعين على الورقة بسهولة
- وضحي كلامك
مدت جوليا يدها الى حقيبتها مجددا واخرجت ورقة اخرى وضعتها في يد جابي الذاهلة
لقد سمحت لنفسي ان اقوم بترجمتها لك انها موثقة في حالة لم تصدقيني
-عن أي شيء تثحدتين
- اقرئي الوثيقة فقط.

قرات جابي الوثيقة بسرعة، اصبحت دقات قلبها غير طبيعية مع كل جملة.
شلت الصدمة قدرتها على التكلم، خيل لجوليا انها ستسقط على الارض مغمى عليها
استندت جابرييل الى الجدار تحاول استعادة هدوئها دون جدوى
- من اين لك بهذه الورقة، من اين اتيت بها اخبريني
ليس مهما من اين اتيت بها جابي، المهم ان كل ما في الورقة صحيح
- لا، غير صحيح كريس ماكان ليفعل هذا مستحيل
ضحكت جوليا باستهزاء وهي تقترب من جابرييل.

انظري الى نفسك جابرييلا هل ظننت فعلا ان رجلا ككريس وسيما وثريا يمكن ان يغرم بفتاة مدللة وعديمة الخبرة مثلك، كريس يحتاج الى امراة حقيقية تفهم رغباته وتعرف كيف تلبيها، اعترفي جابي لن تكوني ابدا بجودتي مهما حاولت لست سوى دمية صغيرة بلهاء وباردة
لابد وان مشاعر الشك ظهرت جليا على وجه جابي، لان عيني الشابة السمراء اشعتا ارتياحا وتشفيا.

ارايت جابي انت لم تكوني سوى اداة انتقام في يد كريس، ورقة يضغط بها على عائلتك هذا ما انت عليه فتاة غبية تصدق كل ما يقال لها
وصل الغضب بجابرييل الى درجة الغليان
انهالت جابي بصفعة قوية على وجه جوليا، قبل ان تمسك بشعرها وتقربها منها.

لا تعرفين متى تتوقفين جوليا اليس كذلك، انت كالافعى التي تبث سمومها اينما ذهبت، لكن ليس اليوم لاني لست ابدا في مزاج يسمح لي بتحملك والان اريدك ان تاخذي سمومك وتغربي عن وجهي قبل ان افكر جديا بوضعك بنفسي خارجا.

تحررت جوليا من قبضة جابرييل ذاهلة لم تتصور انها يمكن ان تقدم على مثل هذا التصرف، احست ان جابرييل جادة في تهديدها فامسكت حقيبتها وهمت بالرحيل، الا انها توقفت فجاة وقالت: - ساجعلك تندمين اقسم على هذا جابرييل اقسم لك
- لا تعرفين حقا مقدار ندمي على معرفتكم جميعا.

بعد ذهاب جوليا بأقل من نصف ساعة سمعت جابرييل صوت سيارة في المدخل وبما ان كريس أبلغها أنه سيعود في وقت مبكر فقد تأكد لها أن القادم لابد أن يكون هو بنفسه. أحست برغبة قوية للخروج بسرعة ومواجهته بتلك المعلومات التي حصلت عليها ولكنها ظلت جالسة بهدوء وترقب.

مرت لحظات عديدة قبل أن تسمع الباب يفتح ويغلق رفعت رأسها فرأت كريس يحمل باقة من الورود الرائعة ويتطلع إليها بنظرات ملتهبة لو كانت شاهدت تلك النظرات في ظروف أخرى لاحست بأنها ستذوب تحت سحرها أما الان فهي تعرف أنها نظرات مخادع وكاذب
-باقة ورود لعروسي الجميلة.
انبت جابي نفسها على استسلامها الكلي له في حين انه كان يخدعها طوال الوقت ابتسمت مرغمة وقالت: لم أتوقع عودتك في مثل هذا الوقت المبكر.

. لم استطع البقاء بعيدا عنك لوقت اطول
وقفت جابي والغضب يكاد يخنقها، ولكنها حافظت على هدوئها وقالت بلهجة طبيعية جداً: -اتعلم اتاني اليوم زائرا
-آوه حقا؟ من؟
- جوليا
لاحظت جابي انزعاجا طفيفا على وجهه، ولكنه سألها بصورة عادية: -ما الذي اتى بها، هل كانت تريد مقابلتي؟
-في الحقيقة، لم تأت لرؤيتك أنت، بل جاءت لتبحث عني.
سرت جابي عندما شاهدت العرق النابض في صدغه علامة توثره، سألها عن سبب حضورها.

فقالت: تركت لي هذه الوثيقة ربما تريد ان تلقي عليها نظرةوناولتها له
اخد كريس الورقة منها، وبمجرد نظرة واحدة عرف ما تحتوي، شتم بصوت مسموع وهو يحاول السيطرة على أعصابه وكبح جماح غضبه
كنت انوي اطلاعك على كل شيء جابي. يجب ان تصدقيني.
ابتسمت بسخرية وقالت: -لم تعد بحاجة لإزعاج نفسك لأنني أصبحت مطلعة على الموضوع.
-أنت لا تعرفين إلا ما قالته لك جوليا، ويبدو أنك تبنيت أفكارا خاطئة من جراء ذلك.

لم تعدجابي قادرة علي ضبط أعصابها فصرخت قائلة بحدة: -أوه، لا داعي الإيضاحات والتفسيرات اللاضرورية، أنا متأكدة من أنك قادر على جعل الأمور تبدو وكأنك لم تقم بأي شيء مشين.

-هذا صحيح. لم أقم بأي شيء مما تظنين.
أوه، كم ظهرت مستاء امس حين كنت مع اخي قلت لي انك لا تتحمل أبدا أن اقوم بخداعك
وضحكت بمرارة ثم مضت إلى القول، قبل أن يتمكن من التعليق على كلامها: اخبرني جونثان انك مطلقا لن تنسى ثارك ما حييت لكني لم اخد كلامه على محمل الجد، قبلت كلمة الشرف منك بأنك ستحاول جاهداً مثلي لإنجاح زواجنا. كان علي أن أتذكر كم هي تافهة ولا قيمة لها كلماتك ووعودك.

قفز نحوها كنمر متوحش وقال لها بحدة بالغة، وهو يهزها بعنف: -سوف تستمعين إلى ما سأقوله لك أتفهمين؟

كانت اسرع منه، فحررت نفسها من يديه وصرخت به قائلة
لا لست مستعدة بعد الآن لسماع المزيد من الاكاذيب.

انت تفعلين معي ما فعلته أنا معك سابقاً، تتهمينني وتذلينني قبل ان تفسحي لي أي مجال حتى لتوضيح ما جرى، من المؤكد أن لي الحق بان ادافع عن نفسي امامك.

جلبت خيبة الامل دموعا مريرة إلى عينيها الجملتين، وقالت باسى: -كم أبدو سهلة وغبية أمامك. كم من مرة صدقتك فيها وكم من مرة وثقت بك وفي كل مرة تمكنت من تجعلني ابدو أغبى من السابق. تتوقع مني الآن أن أصدقك ثانية عندما تلفق قصة من نوع ما لنفي ما فعلته بعد ان اوضحت خليلتك العكس دون حياء أو خجل.

فتح كريس فمه كي يرد على اتهامها، ولكنها رفعت يدها لتمنعه من ذلك وأضافت: ، لم يعد يهمني ان اسمع شيئا الآن بعد أن عرفت الحقيقة وفر توضيحاتك لنفسك لا اريدها.
رد عليها بصوت غاضب: ولكنك لا تعرفين الحقيقة، ترفضين الإصغاء لحظة لمعرفتها
أحست جابي أن غضبها اختفى وحل محله شعور بالخذلان، شعرت بأنها ترغب في البكاء كي تساعدها الدموع على التخفيف من الالم الذي يعصر قلبها، وفجأة، سمعت كريس يقول.

جابي دعيني اشرح لك، فقط امنحيني دقيقة، : .
لم ترد عليه ولم تعره أي اهتمام على الإطلاق، بل انطلقت تعدو نحو الدرج فصرخ بها
جابريلا عودي والا اتيت وجررتك بنفسي
استدارت جابي لتواجهه وقالت بصوت حزين
- ما بيننا قد انتهى كريس، انتهى الى الابد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة