قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السابع عشر

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السابع عشر

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السابع عشر

رن الهاتف مرات عديدة حاول كريس ان يتجاهله
استغلت جابرييل الفرصة وركضت الى غرفتها
امسك كريس سماعة الهاتف بغضب واجاب، كانت المعلومات التي تلقاها سريعة وصعبة حتى على شخص بارد وقاس مثله،
زفر بعنف، قبل ان يصعد الدرج صوب غرفة جابرييل، ليس لديه ادنى فكرة كيف سيخبرها بما حدث
طرق غرفتها مرارا لكنها لم تجب، اقترب من الباب حاول ان يجعل صوته هادئا وهو يقول
- جابرييل هناك ما يجب ان اخبرك به.

صمت للحظة قبل ان يقول: جونثان قد تعرض لحادث لقد...
لم يتمكن من اكمال جملته، لانه و في نفس اللحظة فتحت جابرييل الباب ونظرت اليه غير مصدقة
يا الهي جونثان، ما الذي حدث، في أي مستشفى هو الان اخبرني
حاولت التملص من يديه اللتان امسكتا بها بقوة، بينما كانت تحاول التحرر منه و الاسراع بالنزول
اسمعيني جابرييل، خرج صوته متالما مما جعل جابرييل ترفع راسها لتواجه نظراته.

احست بان قلبها يهوي بين ضلوعها، لوهلة شعرت انه يمكن لكريس ان يسمع دقات قلبها من حيث يقف
نظرت اليه بتوسل: هو بخير اليس كذلك؟ قل لي ارجوك انه بخير
اشاح كريس بوجهه عن نظرات جابرييل المتوسلة، لم يستطع ان ينظر الى تقاسيم وجهها وهو يخبرها
انا اسف جابرييل
- لا صرخت بالم مستحيل لا، لا اصدقك، انت تكذب انت تريد ان تعذبني فقط
توقفت فجاة وبذهول ادارته ليواجهها
- ما الذي تحاول اخباري به كريس، هل تقول ان اخي قد مات.

نظر اليها بالم حقيقي: نعم جابرييل
تطلعت جابرييل الى وجه كريس بدون تصديق
- قلها كريس اريد ان اسمعها، اتوسل اليك يجب ان تقولها لكي اعلم ان الامر حقيقي وانني لا اتوهم
تنفست بعمق تبحث عن صوتها: كريس اريدك ان تقولها
كانت عينا كريس حزينتين وهو يقول: جونثان قد توفي
اشكرك
كانت هذه هي الكلمة الوحيدة التي نطقت بها جابي قبل ان تسقط على الارض مغمى عليها،.

مر شهر على وفاة جونثان وجابرييل حبيسة غرفتها، لا تخرج لاي سبب حتى لرؤية كريس الصغير، كان المها هائلا لدرجة لا تطاق، رغم كل ما فعله كريس بها، كل الالم الذي جعلها تتجرعه ما كان ليقارن بما تشعر به الان من الم. تحس بان روحها تحترق في الجحيم.

مراسيم الدفن بقيت معلقة، رغم كل الجهود التي بذلت لم يستطيعوا ان يعثروا على جثة جونثان، فسرت الشرطة ذلك بان التيارات القوية قد تكون سحبتها الى المحيط، مما جعل الم جابرييل اشد وطأة وحدة. فهي حتى لم تستطع دفن اخيها بشكل لائق.
طرق كريس الباب لمدة طويلة قبل ان يفتحه
كانت جابرييل تقف عند النافذة تتطلع الى البعيد
- هل يمكننا ان نتحدث قليلا جابرييل.

ادارت جابي راسها لتواجه كريس، كان وجهها شاحبا كالاموات، شعرها الطويل معقوص على شكل ذيل حصان، بينما توشحت بالسواد.

كانت رائعة الجمال رغم منظرها الهش
تاملها كريس للحظات قبل ان ان يبدا بالكلام لاول مرة في حياته لا يجد كلمات مناسبة لقولها
جابي اعلم انك تعيشين جحيما لا يطاق بسبب موت جونثان، واعلم انني كنت جزئيا مذنبا في ما حصل.

سكت للحظة ووضع يده على رقبته علامة على توتره قبل ان يكمل: اعرف انها فترة حداد بالنسبة لك وليس هناك من حل سحري لكي يختفي كل هذا، لكنك يجب ان تقاومي كوني قوية من اجلك، من اجل كريس الصغير، ومن اجلي
استفزت هذه الكلمة جابرييل بعنف، نظرت اليه بعينين يملئهما الحقد قبل ان تقترب لتواجه اللهيب الازرق في عينيه: هل فرغت، هل هناك شيء تريد ان تقوله بعد
ظهرت الدهشة على وجه كريس من طريقة معاملتها له
اجل.

تاملته لوهلة قبل ان تقول: اكرهك، منذ اللحظة التي قررت فيها وضع احتياجاتك الخاصة وانتقام عائلتك الكريه على حسابي وحساب اخي كرهتك
استلقي في سريري كل ليلة وافكر في ما فعلته به بسببك وان اخر كلماتي له كانت انني لن اراه مجددا، وبكل خلية من خلايا جسدي اكرهك، اتمنى لو كنت انت من مات بدلا عنه
ما انا فيه الان ليس حدادا ولن ينتهي ابدا، انا اكرهك هل تسمعني صرخت فيه بقوة اكرهك من كل قلبي
كريس.

خرجت من الغرفة وتركت كريس في صدمة مما حدث، ثارت اعصابه فجأة، سدد على اثرها ضربة قوية الى الجدار.

تتمةالفصل السابع عشر:
فور خروجها الى الرواق اتجهت جابرييل لا شعوريا الى غرفةابنها، تبحث عن السكينة لقلبها المعذب. دخلت بهدوء ظنا منها انه نائم، لكن فاجئتهاتلك الملامح الصغيرة العذبة وهي تبتسم لها بكل براءة، احست ان روحها تستكين وهيتنظر اليه، شعور الامومة غزا مشاعرها بعنف، حملته بين ذراعيها تشتم رائحته المسكرةوتقبل وجنتيه المحمرتين بشوق.

ضحك لها وامسك بوجنتها كانه يعاتبها على تركها له كل تلكالمدة، قبلته بحنان فائق وهي تهدهده بين ذراعيها، لا تتخيل كيف انها سمحت للحزنان ينسيها ابنها
استرخى الصغير بين ذراعي والدته، شعوره بالامان جعلهينام بسرعة فائقة، انتبهت جابي الى انه غفى بين ذراعيها اقتربت من مهده ووضعتهبحنان كبير وغطته بملائته الصغيرة، كان كالملاك.

اقتربت من احد المقاعد وجلست بهدوء اسندت راسها الىالمقعد، واغمضت عينيها وقلبها يان من الالم، نزلت دمعتان على خديها، لكنهامسحتهما بسرعة رافضة بقوة الاستسلام للحزن:
لا جابي، لن تبكي بعد الان لا مزيد من الدموع، ستبكينبعد ان تاخدي بثارك ممن دمروا حياتك وحياة جونثان
يا الهي اخي كيف سمحت له بابعادي عنك، لن اسامح نفسيابدا لما فعلته.
ضمت قبضتيها بقوة، اللعنة عليك كريس، ساجعلك تندم على كلمافعلته اقسم على ذلك.

نهضت من على الكرسي وقد تحول حزنها الى غضب اسود يصعباحتوائه
كان عليها القيام بشيء اجلته لوقت طويل، اتجهت جابي الىغرفتها كانت خالية، توقعت ان كريس بعد المشاحنة التي دارت بينهما قد غادر المنزل
اخدت معطفها ووضعت المغلف الذي منحها كريس في حقيبةيدها، نزلت تبحث عن مدبرة المنزل لتعتني بكريس الصغير، كانت لديها زيارة يجب انتقوم بها.

في قصر ماسيني:
وضعت كريستينا راسها بين يديها بينما اجتاحتها موجةجديدة من الغثيان تاكدت للمراة الخامسة من المجسم الصغير بين يديها العلامةايجابية
يا الهي مستحيل
سمعت صوت نافار الذي كان يطرق الباب طالبا منها الخروج
كريستينا حبيبتي هل انت بخير
ارتجفت كريستينا من الخوف، وزاد فزعها حين اقترب نافارمن الباب محاولا فتحه حاولت ان تجعل صوتها طبيعيا وهي تقول
انا بخير حبيبي لا تقلق، ساخرج حالا.

نهضت من على الارضية الرخامية حيث كانت تجلس ضامةركبتيها الى صدرها، تشدهما اليها بقوة
وضعت يدها على قبضة الباب لتفتحه
كانت تعرف انه ما ان يفتح الباب حتى تجد نافار امامها
فتحته بيد متخاذلة. تبلدت مشاعرها لرؤية ملامحه القلقةوهو يمسك بيدها ويلمس وجهها الشاحب
كريستينا هل انت مريضة، بماذا تشعرين اخبرييني
خرجت الكلمات من فمها بدون شعور
- انا حامل.

ظهرت الدهشة على وجه نافار لوهلة ثم اشرق وجهه من السعادةوهو يقترب منها
كريستينا...
- لا يمكنني تصديق ان هذا يحدث، خبات وجهها بين يديها
اقترب منها مبتسما
اعرف ان الامر معقد. واعرف انه لم يكن شيئا قد خططنا له، لكن هذا يمكن ان يكون شيء مهما
حاول ان يضع يده على بطن كريستينا المسطح
لكنه ابتعدت عنه وهي ترمقه بنظرات غير مصدقة
- ماذا، لا، ليس هناك سبيل ان نفعل هذا هل تسمعني، مستحيل ان الد هذا الطفل
- كريستينا،.

- لا نفار، انا لست ذلك الوعاء الجميل، انا لا احملاحلامك وامالك انا لا اريده
ضغط نفار على فكه بقوة محاولا امتصاص غضبه: اليس من حقي التحدث، انا هنا نحن زوجان هذه تسمى شراكة، هل يمكننا فقط ان نفكر سويا، هل هذا مناسب؟
احنت كريستينا راسها محاولة تفادي نظراته
تنفس بصعوبة وهو يقول: اعرف من انت، واعرف ما تريدين واحبك، لا احب ما سيفرزهرحمك احبك انت.

لماذا برايك سارغب في فعل شيء يجعلك تعيسة، تظنني اننياحبك اكثر وانت تعيسة، ا
لكن اعتقد انه شيء جميل ان نحظى بطفل، اضاف مبتسما
لا صرخت كرستينا بعنف
انا لا اريد طفلا
تحولت تقاسيم وجه نفار الى عنف شديد ورمقها بنظرة قاسيةلم تعتد عليها
حسنا لديك واحد الان، تعاملي مع الامر
نزلت الدموع من عيني كريستينا وهي تقول: لا اصدق انك تفعل هذا بي
في أي مرحلة من الحمل انت الان سالها بحدة
وهل هذا مهم
بالطبع مهم.

ماذا تفعل بي نفار هل تحاول ان ترمي بهذا علي؟، انا لاارغب بطفل، لا اكره الاطفال احترمهم
واعتقد بصدق انه يجب ان يكونو عند اباء يريدونهم
وانتابتها موجة من البكاء الهستيري، خاف نفار من حتميةهذا البكاء على صحة كريستينا، حاول ان يتمالك نفسه
وهو يقربها منه لياخدها بين ذراعيه وهو يقول: انا اريده، انا اريده وربما يمكنك انت ايضا.

وضع راسها على صدره وهو يربث على كتفيها بحنان: - لا تحاولي ان تفكري الان فقط استرخي، انا متاكد ان كلشيء سيكون على مايرام، كلانا مثوثر الان وقد نقول اشياء لا نعنيها
دعينا نؤجل هذا الحديث لوقت اخر ما رايك
اومات كريستيا براسها دون ان ترفع عينيها، كانت تعرف فياعماقها ان قرارها لا رجعة عنه.
خرج نفارمن الغرفة ليترك لزوجته مساحة للتفكير، بينماانهارت على السرير تبكي بحرقة.

في مكتبه الفخم، كان كريس غارقا في تفكيره، كلماتجابرييل ترن بقوة في اذنيه اكرهك، اتمنى لو كنت انت من مات بدلا منه احس بالمرارة الشديدة من قسوة كلماتها، بدا يفكر مليا في ما اذا كانت علاقته بجابرييل لن تنجح يوما مهما فعل
رن الهاتف الداخلي، مرات عديدة قبل ان ينتبه كريس، فتحالمجيب وجاء صوت سكرتيرته تخبره عن وصول محاميه.

حل المساء بسرعة، عادت كريستينا الى القصر بعد ان تجولتلساعات، حتى رغبتها في الشراء اختفت، لم تعد راغبة في أي شيء سوى الخروج من المازقالذي وضعت نفسها فيه.

كان نافار في غرفة المكتب يباشر بعض الاعمال من القصر، فور معرفته بحمل كريستينا قرر ان لا يغادر في حال احتاجت اليه، وجد نفسه يفكرويخطط لمستقبل هذا الطفل، يتخيل من سيشبه ماذا سيحب، احساسه بانه سيصبح ابا جعلهيضحك من نفسه ببلاهة، لم يظن يوما انه سيشعر بمثل هذه البهجة فقط لانه قريبا سيصبحابا.
طرقت كريستينا الباب بتردد، جائها صوته يامرها بالدخول
- اه، هذه انت حبيبتي ظننت انها مارتا.

- انا اسفة، يمكنني الرجوع في وقت اخر اذا كنت مشغولا
نهض نافار من على كرسيه وهو ينظر اليها باستغراب
ومنذ متى شغلتني الاعمال عنك ميامور
نظرت كريستينا الى عيني نافار، تحاول ان تقرا ما يدوربخلده
- اخبرني كم تحبني
ضحك نفار وهو يضمها اليه: - احبك كثيرا جدا، وفي الغالب انا متيم بك الى ابعدالحدود اضاف وهو يبتسم لها
- كثيرا؟ سالت كريستينا. انت تحبني كثيرا اريدك انتتذكر هذا.

سلخت نفسها من بين ذراعيه، عيناها على الارض غير قادرةعلى مواجهته
وبدون مقدمات: - نافار، انا حددت موعدا لانهاء الحمل
اخرسته المفاجئة كان ينظر اليها غير مصدق
- اسفة لو ازعجك هذا، اسفة لو كان هذا ليس ما تريده، لكن لا يمكنني التحدث عن الامر بعد الان
وضعت اصابعها على جبينها وضغطت بقوة لكي تخفف من الالم
انا. احتاج الى الاستلقاء، احس بانني مرهقة للغاية
كانت تهم بالخروج، حين سمعت صوت نافار الفولاذي.

- هذا زواج، لقد ربطت مصيري بمصيرك، لا يمكنك اتخاد قراربهذه الاهمية بدوني
كانت واقفة وظهرها له، لم تستطع مواجهة غضبه
هل ترينني اقف هنا، اديري وجهك إلى، امرها نافار بقسوة
راسي يقتلني تمتمت كريستينا من بين شفتيها من فضلك اريدان اذهب.

لم يهتم لتوسلاتها، اضاف قائلا: - في الزواج نعطي، نقوم بالتضحيات، ويشهد القدير اننيقمت بتضحيات لا تحصى من اجلك، الان انا من يسالك ان تقومي بتضحية صغيرة، هل يمكنكببساطه ان تفكري في القيام بشيء من اجلي
التفتت كريستينا اليه غير مصدقة لما يطلبه منها
- الحصول على طفل؟ تعلم ان هذا ليس كالاختيار بين عطلةفي البهاماس و اخرى.

في باريس انه طفل، انت لا تعطي القليل في طفل
اوقفها بحركة من يده: - كريستينا انا اطلب منك...
لم تتركه يكمل جملته، صرخت بعنف
- وانا اقول لا، وانتهى الموضوع
اقترب نافار من مكتبه معطيا لكريستينا ظهره، زفر بشدةلينفس عن غضبه قبل ان يقول: - اخرجيييييي
لم تصدق كريستينا ما تسمعه، نافار قام بطردها: - هل انت، لاني ارفض ان امنحك طفلا تريد طردي؟

ادار وجهه وصرخ فيها بقوة: لانك ترفضين ان تمنحيني جزء من القرار. لانك ترفضيناعطائي الحق كاي زوج
- اوه. كيف تجرؤ
- اخرجي من منزلي الا تفهمين. اقول لك ارحلي
اصابتها كلمات نافار بصدمة عنيفة جعلت الدموع تنزل منعينيها دون نحيب
اخدت حقيبة يدها وفتحت باب المكتب وركضت نحو البابالرئيسي لا تنوي على شيء.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة