قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثامن عشر

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثامن عشر

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثامن عشر

تململت جابرييل في جلستها وهي تنتظر جيوفاني، المحامي الشخصي لكريس، رفعت راسها حين سمعت صوت سكرتيرته تطلب منها الدخول: سيدة سنتكلير السيد دوناتيلي مستعد لاستقبالك
جابرييلا سانت كلير. هذا الاسم الذي اعطته الى مديرة مكتبه، رفضت ان تستعمل اسم ماسيني لاي سبب، وعلى كل حال لن يستمر الوقت طويلا قبل ان تعود سانتكلير من جديد
ابتسمت لها وهي تنهض لتقترب من الباب وتطرقه بخفة، قبل ان تقوم بالدخول.

ما ان راها تدخل حتى نهض من على كرسيه الجلدي الفاخر ليستقبلها، كان مكتبه مزيجا من الذوق والفخامة بدون تكلف.
- سيدة ماسيني، لمن ادين بشرف زيارتك لي اليوم
ربما لصديقك الوغد، احتفظت جابرييل بهذا التعليق لنفسها وردت بثقة: سيد دوناتيلي. جئت لغرض محدد، فتحت حقيبتها واخرجت ورقة اعطتها له، هلا شرحت لي ما الذي يعنيه هذا العقد بالظبط.

اخد جيوفاني الورقة من بين يديها وظهر ارتعاش بسيط على فكه سيطر عليه بسرعة، يعرف ما يعنيه العقد جيدا فهو من قام بصياغته
تحولت الابتسامة في عينيه الى نظرة جدية، اشار لها بالجلوس، بينما عاد ليجلس وراء مكتبه، حرك الورقة بخفة بين يديه قبل ان يبدا بالكلام: -سيدة ماسيني
قاطعته جابرييل: افضل ان تدعوني سانت كلير.

- فليكن اذا، سيدة سانت كلير. لا يخفيك علما انني انا من قام بصياغة هذا العقد في ظروف. ، لنقل مختلفة وبوجوبه انت تخليت لكريس عن ان أي حقوق في المطالبة بابنكما بعد الطلاق مما يعني ان كريس له حق الوصاية الفردية على الصبي.

احتدمت مشاعر الالم والحسرة في قلب جابي ثارت فيه دون وعي: -اانت حقا رجل قانون؟ كيف سمحت لنفسك بان تشارك في هذه اللعبة القذرة، كيف سولت لك نفسك بان تحرم اما من ابنها من دون ان يرف لك جفن
حافظ جيوفاني على بروده رغم الهجوم الذي شنته جابرييل، تكلم بهدوء وثقة.
-سيدة ماسيني
-سانت كلير صرخت بعنف.

سيدة سانت كلير، علاقة السرية بين المحامي وموكله تنص على انني لا افشي اسرار موكلي وهذا لا ينطبق علينا نحن الاثنان، انا محامي كريس ولست محاميك اما عن صياغة العقد فهي قانونية لا يشوبها شيء، انت من وقع على المستند دون استشارة قانونية وبالتالي انت وافقت على كل الشروط التي ينص عليها هذا العقد، وفقا لذلك فقدت الحق في المطالبة بابنك.

احست جابي بالمرارة والاسى فهي تعلم انها وقعت على الوثيقة بكامل ارادتها، في الوقت الذي كانت تتق فيه بكريس كان هو يدمرها دون اي رحمة
لم تتخيل ولو في اسوء كوابيسها ان يكون وضيعا الى هذه الدرجة، تبا لك ايه الحقير شتمت من بين اسنانها
ارادت ان تتكلم، لكن جيوفاني قاطعها مستفسرا: - سيدة ماسيني، ارحب بك دائما في مكتبي غير اني لا اجد مبررا لوجودك هنا اليوم لمناقشة عقد تم الغائه.

اخرست المفاجئة جابرييل واحست بالبرودة تسري في اطرافها، كريس الغى العقد، كان صادقا معها.
نظر جيوفاني اليها باستغراب: انت لا تعلمين، قام كريس بالغاء هذا العقد من مدة ليست بقصيرة، الم يخبرك بذلك.

لا ردت جابي اخشى انني لم اعرف بوجود هذا العقد من الاساس.

- اووه، فهمت.

ساد الصمت لفترة، قبل ان يقرر جيوفاني كسره:
هل هناك شيء اخر ترغبين في توضيحه.

انتبهت جابرييل انها قد شردت في التفكير، اجابت بصوت شبه مسموع:
لا، اشكرك،
معرفتها بالحقيقة كانت كصفعة قاسية على خدها، اذا كريس لم يكن يخدعها حين اراد توضيح الامور، كان صادقا وهي لم تحاول حتى ان تنصت، احزنها انها عاملته بنفس الطريقة التي عاملها بها من قبل، لطالما اطلق الاتهامات جزافا دون انتظار تفسير.

تخيلت ما كانت الامور لتكون عليه لو صدقته يومها لو تركته يشرح لها اسبابه. كانا لينعما بالسعادة الان، لكن صوت صغيرا بداخلها بدا يعلو حتى ضجت مسامعها به، هو السبب وراء موت اخيك هو حرمك من جونثان، لا لن تغفر له مهما فعل.
رفعت راسها والتقت عيناها بعيني جيوفاني اللتان كانتا تتأملانها بنظرات اعجاب صريحة.

اخدت نفسا عميقا لتزيل التوتر الذي طغى على اعصابها، قبل ان تقول: شيء اخر سيد دوناتيلي، اريدك، سكتت للحظة قبل ان تقول: اريدك ان تخبره بانني سارفع دعوى طلاق
فتحت حقيبتها واخرجت المغلف الذي اعطاها اياه،.

اريدك ايضا ان تعيد هذه الاشياء اليه، انا لا اريد منه شيئا، اخبره انني استعدت شقتي وسيارتي فقط بقية الاملاك لا تعود إلى، انها لجونثان وابي. ظهر الالم في عينيها وتهدج صوتها وهي تقول، جونثان قد مات، و بالنسبة لابي سكتت للحظة قبل ان تكمل: لنقل كلنا نعرف مشاعر كريس اتجاهه.
نهضت من على كرسيها وتحلت باخر ذرة من القوة وهي تمد يدها لجيوفاني مودعة.
شكرا لوقتك سيد دوناتلي.

ابتسم لها ابتسامة ساحرة وهو يقول: ناديني جيوفاني لا داعي لكل هذه الرسميات
ابتسمت جابرييل وهي تقول: في هذه الحالة يمكنك ان تناديني جابرييل
اذا سعدت بمقابلتك جابرييل
استادنته وخرجت من مكتبه بهدوء.

اندفعت كريستينا من باب القصر لا تلوي على شيء، ولا تعرف لمن يمكنها اللجوء، لم تعد تتذكر كيف كانت حياتها قبل ان تلتقي نافار، لم تكن لديها عائلة لتعود اليها ولا اصدقاء يمكن لهم مساعدتها، اصدقاء، اخدت هاتفها بسرعة واتصلت بجابرييل.

رن هاتف جابي وهي تقود عائدة الى منزلها، حاولت تجاهله لكنه لم يتوقف عن الرنين، فتحت حقيبتها واخرجت الهاتف كان الرقم غريبا، خففت من سرعتها واجابت، جائها صوت كريستينا المتعب
- جابرييل حمدا لله انك اجبت
كريستيا هل هذه انت سالت جابرييل وقد شعرت ان هناك شيئا غير طبيعي
جابي احتاج مساعدتك، من بين شهقاتها ودموعها كل ما استطاعت جابرييل فهمه هو ان كريستينا تحتاج الى بطاقة سفر وهو ما تطوعت جابي للقيام به بسرور.

لا داعي للبكاء كريستينا ساقوم بالحجز في اول رحلة وساتصل بك اتفقنا
اتفقنا قالت كريستينا من بين شهقاتها
اقفلت جابرييل الخط، وغيرت وجهتها، نحو اقرب مكتب حجوزات، لم تستطع ان تستفسر عن السبب وراء بكائها كانت كريستينا منهارة لكي تجيب على اسالتها، ربما ستخبرها بكل شيء حين تصل
بعد ساعة اتصلت جابي واكدت الحجز
- كريستينا سانتظرك في المطار غذا. اتمنى لك رحلة موفقة
- اشكرك جابرييل.

لا داعي للشكر قالت جابرييل بمواساة، تعرف ان كريستينا فتاة صلبة، لهذا توقعت ان يكون الامر خطيرا، لعلها انابيل، فهي من لها هذا الثاتير المماثل على كل المحيطين بها. فكرت جابرييل، وهي تقود بسرعة فائقة، كان يوما مرهقا للاعصاب خصوصا بعد كل ما اكتشفته.

تتمة الفصل الثامن عشر: وصلت جابرييل الى المنزل منهكة، كانت في طريقها الى غرفتها حين لمحت ضوئا خافتا يطل من غرفة كريس، خفق قلبها بجنون ظنت لوهلت انه قد عاد، لا تعرف لماذا شعرت بالسعادة لعودته، ربما لم يسمع بقرارها بعد، ام انه قد عاد ليثور في وجهها ويصرخ ويهدد ككل مرة، اصبحت اعصابها مشدودة متوترة اقتربت من الغرفة، ونظرت بخفة من زاوية الباب المفتوح. لم يكن هناك سوى اماندا تعبث باشياء كريس الخاصة.

دخلت الى الغرفة وهي مستغربة مما تفعله بملابس كريس
- هل لي بمعرفة ماذا تفعلين هنا سالت جابرييل وعلامة الدهشة واضحة على وجهها
انتفضت اماندا من وجود جابرييل الغير متوقع، كانت مشغولة للغاية في تحضير الحقائب وافراغ الادراج من كل ما تحتويه، با غتها حضور جابرييل
وضعت يدها على صدرها وهي تقول بصوت متقطع من الرعب
سيدة جابرييل لقد اخفتني حتى الموت.

احقا فعلت، قالت جابرييل وهي تكبت غضبها، لم تجيبي على سؤالي ماذا كنت تفعلين هنا ومن سمح لك بالدخول الى غرفة كريس دون اذن
نظرت الشابة الى جابي بقلق وهي تقول: مارتا هي من طلبت مني بان اقوم بتجهيز حقائب السيد، اكملت عندما شاهدت نظرة التحفز على وجه جابي، اتصل مساءا وطلب منا توضيب اغراضه وان نبعثها الى شقته.

احست جابرييل بان الهواء يفرغ من رئتيها فجاة اصبحت الرؤيا امامها ضبابية، قدماها لم تعودا قادرتين على حملها
اقتربت من السرير العريض وجلست على حافته قبل تخذلها ساقاها و تسقط على الارض
اقتربت منها اماندا مسرعة
اصبح تنفس جابرييل مظطربا تحس بانها ستصاب بنوبة هلع، اذا لم تتمالك نفسها
سيدتي ما الذي اصابك، هل انت بخير
اشارت لها جابرييل بيدها، لكي تبتعد اخدت نفسا عميقا قبل ان تقول.

انا بخير، لا بد انه التعب والجوع اظن اني نسيت ان اكل اليوم
ساذهب. لاخبر مارتا ان تحضر لك العشاء
ساكون شاكرة لك، قالتها جابرييل دون ان تنظر اليها، لم تكن تريد لاحد ان يرى الدموع التي بدات تتكون من جراء الصدمة الجديدة.
ما الذي كنت تنتظرينه جابي، ان يجثو على ركبتيه ويطلب الصفح منك، تعلمين ان كريس لم ولن يجثو ابدا.

فور خروج اماندا من الغرفة، نزلت دموعها الحبيسة، كانت ترفض البكاء استمرت تضغط على نفسها وتمسح عينيها بباطن كفها لكي تتوقف، لم يساعدها انكارها لمشاعرها في شيء سقطت على ركبتيها وانخرطت في بكاء مرير
سيتركك جابرييل، اخيرا كريس سيرحل الى الابد.

كان يجب لهذا الخبر ان يجعلها سعيدة، بل تطير من الفرح، لكنها لم تكن سعيدة بل اصبح حزنها مضاعفا، اولا كان جونثان والان كريس والله وحده يعلم من سيكون التالي، كل من تحبهم يرحلون
نهضت من على البساط، واقتربت من الحقائب حيث رتبت ملابس كريس بعناية شديدة
انتبهت الى قميص لكريس موضوع فوق السرير باهمال، ومن دون شعور مدت يدها تلتقطه فاجئتها رائحة سجائره و عطره الثمين.

اعادتها الى ذكريات حميمة ترفض تذكرها، اخدت القميص وخرجت من الغرفة
صادفت اماندا في الممر، قالت بصوت طغى عليه الاسى
لم اعد جائعة، ساخلد للنوم
دخلت غرفتها وارتمت على السرير تجهش بالبكاء، كانت تبكي خسارتها، المها وحبها المستحيل
غفت وهي ترتدي قميص كريس المشبع بعطره.

كانت الساعة تشير الى السابعة حين فتحت جابرييل عينيها، احتاجت الى بعض الوقت لتستوعب سبب نومها بقميص رجالي، عادت احداث الامس تضربها بعنف لتضيف الى جروحها المفتوحة املاحا جديدة
كريس قد رحل ومن دون كلمة وداع اخيرة
اصبح الالم والقهر عنوانها هذه الايام، اشتاقت الى الاوقات التي ظنت ان سعادتها كاملة، لم تتصور يوما ان افضل ايامها ستكون تلك الايام التي كان كريس يخدعها فيها من اجل الانتقام.

نفضت عنها الذكريات التي بدات تغزو عقلها من دون رحمة، دخلت الحمام. وضعت جبينها على الرخام البارد وتركت المياه تتدفق غزيرة فوق راسها و اطلقت لشهقاتها ودموعها العنان لعلها تغسل كل الالم الذي يسحق قلبها.

خرجت بعد مدة، اختارت فستان اسود من دون اكمام، فهي ما زالت في حداد، في الغالب دون نهاية على جونثان. وضعت نظارتها الشمسية تخفي بها ذبول وانكسار عينيها الجميليتين اللتان ارهقتهما الدموع. يجب ان تصل الى المطار في وقت مبكر. كريستينا ستصل بين لحظة واخرى.

جالسا وراء مكتبه يدير قلمه الذهبي بين اصابعه، ينتظر وصول محاميه يشعر بان نهاية علاقته بجابي اصبحت وشيكة
دخل جيوفاني يحاول اخفاء ارتباكه، اخر ما يريده هو ان يزيد من الغضب المكبوت الذي يسيطر عليه كريس باستماتة كان متاكدا من ان الانفجار سيحدث اليوم وفي هذه اللحظة بالذات، بعد ان يخبره بقرار جابي، طلب الطلاق سيكون الشرارة التي ستحرق الاخضر واليابس.

وضع المغلف على مكتب كريس، وهو يقول: لقد رفضت جابرييل استعادة املاكها تقول انها ليست لها وستحتفظ فقط بما تملكه.
نظر كريس الى جيوفاني نظرة باردة اخافته، قبل ان يقول: اهذا فقط ما اتيت لتخبرني به جيو ام ان هناك المزيد
تلعثم جيوفاني كان ما سينطق به مدمرا
لقد جائت، تنحنح قبل ان يكمل لتطلب الطلاق.

كان ينتظر ان تطير الاوراق ويكسر كل ما على المكتب ويسمع صوت كريس كالرعد يمزق السكون، فاجئته ردة فعل كريس الباردة والقاسية
والذي لم يحرك أي ساكن كان الامر لا يعنيه بالمرة، كان وجهه غامضا لا يمكن سبر اسراره او معرفة في ما يفكر الان
امسك كريس قلمه الذهبي الذي كان يديره بين اصابعه منذ لحظات وامره بصوت جليدي
اعطني الاوراق، اعرف انها معك
عن أي اوراق تتحدث
كف عن الهراء قال كريس بصوت فولاذي.

جيو نحن معا منذ وقت طويل، هذا يعني ان اعرفك جيدا واعرف انك قد احضرت معك وثيقة الطلاق، غير انك لست قادرا على اظهارها امامي، ارتخى كريس في جلسته وهي ينظر الى محاميه الذي اختفى الدم من وجهه، اومئ له براسه
هاتها انا انتظر، ساوقعها لك الان
لوهلة ظن جيو ان كريس فقد عقله، بعد كل اصراره على الاحتفاظ بجابي ههو الان مستعد ان يتركها ترحل ببساطة
قل لي ماذا تنوي الان، اهي خطة انتقام جديدة.

ظهرت الدهشة والاستغراب على وجه كريس: انتقام؟
لا لم يعد هناك انتقام جيو، فقط رغبة في ان اطوي الصفحة اخيرا
هل انت متاكد من هذا كريس؟
كل التاكيد قال بصوت واثق
اخرج جيوفاني، من ملفه مجموعة اوراق وضعها على المكتب
لم ينظر كريس للاوراق ولم يتردد ولو للحظة، وقع بيد واثقة وهو ينهض من وراء مكتبه ويقترب من جيو الذاهل من كل ما يحدث، تبث الاوراق على صدر جيوفاني بيده القوية، اخد سترته و ارتداها بهدوء.

وقبل ان يغادر المكتب التفت الى محاميه قائلا: ساترك لك اكمال معاملات الطلاق، اعلم انك انسان محترم لا تحاول خداعها...
اه قبل ان انسى، منذ الغد سياتي نافار ليستلم مكاني لبعض الوقت. انا ساغادر
الى اين سال جيوفاني بقلق، لطالما كانا صديقين، ولم يخفي كريس اسرارا عنه
ابتسم كريس بسخرية تشوبها المرارة: لست اعلم بعد، لدي زيارة لامي وبعدها اظن انني ساذهب الى المناطق القطبية، لم يفهم جيو المغزى من كلامه.

اخد المغلف من على مكتب كريس وحاول ان يلحق به ليستفسر لكنه كان قد رحل بالفعل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة