قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل التاسع عشر

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل التاسع عشر

رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل التاسع عشر

طوال طريق العودة من المطار، ظلت كريستينا صامتة، تحدق من النافذة الى المناظر الطبيعية دون أي بهجة، احترمت جابرييل صمتها ولم تحاول ان تسالها في الحال، تعرف ان مجيئ كريستنيا اليها طلبا للمساعدة ينذر بوجود مشاكل وسط العائلة المجنونة
- اتينا انا ونفار الى الهامبتنز مرات عديدة، لكنني لم انتبه يوما الى كل هذا الجمال الطبيعي.

ابتسمت جابرييل وهي تقول: بالفعل افضل شيء هنا هو الابتعاد عن ضجيج نيويورك، يحتاج الانسان الى بعض الهدوء من وقت لاخر
كان هذا هو الحديث الوحيد الذي تبادلته جابي وكريستينا منذ لقائهما وحتى دخولهما المنزل.

وسط ضباب ينذر بعاصفة وشيكة، اقلعت طائرة كريس متجهة الى توسكاني، زفر كريس بضيق وهو يفتح ازرار قميصه يحس بانه يعجز عن التنفس، اصبح وجهه اشد نحولا بسبب السهروكثرة التفكير ملامحه اصبحت اقسى، وظهرت هالات التعب داكنة تحت جفونه فبذا اكبر سنا ممما هو عليه، كانت لحيته نامية، تركها دون اهتمام، بدل ملابسه الرسمية بقميص ابيض وسروال جينز، الا انه كان لا يزال وسيما بشكل لا يصدق، اخد كاس الشراب من الطاولة امامه وافرغ محتواه في حلقة جرعة واحدة، كلمات جوشوا ترن في اذنيه دون توقف: استمتع بانتقامك، فحلاوة الانتقام تتلاشى بسرعة ولا يبقى بعدها الا المرارة. والان هو يتجرع مرارة ما اقترفت يداه في السابق، نفذت جابيرييل ومن دون ان تشعر وعدها له وانتقمت منه بقسوة، ضرب على الطاولة بعنف وهو يلعن اليوم الذي قرر فيه الانتقام.

لم يكن لديه حق الاختيار يوما، في الماضي اجبر على كرههم الى الابد، وعد والدته بان ينتقم لها دون رحمة، والان اجبر مرة اخرى ان يفي بوعد قطعه لجابرييل في لحظة ضعف ويعطيها حريتها، كان اتفاقهما واضحا، يمنحان زواجهما بضع شهور لكي ينجح قبل يقررا الانفصال وهاهي جابي اتت لتطالبه بالوفاء بوعد قطعه على نفسه، لكم هو مؤلم ان نكون اوفياء لوعودنا لكم يتمنى ان يحنث بكل وعد قطعه في الماضي وحتى اليوم.

يحبها يعشقها لا يتصور حياته من دونها، لكنه لن يجبرها على حبه، يكفي ما سببه لها من الم فلتنعم بالسعادة ولو حتى على حساب المه وجرحه.

في قصر عائلة ماسيني، كانت انابيل تطير من السعادة، كريس سيعود اليها مجددا، ولوحده، كان هذا يعني شيئا واحدا لانابيل هو ان خطتها قد نجحت وان جوليا تمكنت اخيرا مما عجزت هي عن فعله، اتجهت نحو غرفة جوليا لكي تزف لها الخبر السعيد وليستعدا معا لاستقبال كريس الذي سيصل في المساء.

وصلت جابرييل اخيرا الى المنزل، فتحت الباب لكريستينا التي كانت ما تزال تعاني من الدوار، تعابيرها مبهمة كانها لازالت تعاني صدمة طرد نفار لها، لم تعد جابي تستطيع الصبر، امسكت كريستينا الذاهلة من يدها وادخلتها الى الصالة
هل يمكننك الان ان تخبريني ما سبب كل هذا، ما الذي يحدث لك كريستينا اخبريني
نظرت كريستينا الى جابرييل بياس وهي تقول: اردت ان اقوم بالاجهاض، فطردني نافار من القصر.

ماذا؟ انت، حامل سالت جابي وستقومين بالاجهاض، يا الهي كريستينا؟، ادارت راسها غير مصدقة قبل ان تنتبه لردة فعلها: حسنا، لماذا لم تخبريني من قبل؟
نظرت اليها كريستينا نظرة مليئة بالاسى: - كنت مشغولة للغاية، كانت تتكلم عن وفاة جونثان دون ان تفتح جروح جابي التي لم تندمل بعد.
طيب قالت جابرييل وهي تدفع كريستينا نحو الدرج. تعالي معي، سنذهب للاطمئنان على كريس الصغير، وبعدها ستخبرينني كل شيء.

لا. لا يمكنني ردت كريستينا بصوت خافت، احتاج فقط الى حمام و الى التمدد، احس بالتعب الشديد
اووه، بالتاكيد، اسفة نسيت انك مرهقة الان. اذا سارافقك الى غرفتك، اظن ان اماندا قد انتهت من تجهيزها.
امسكت جابرييل بكتف كريستينا تساعدها، كانت تحس بالمها لفقدان نافار فكريس ومن دون وداع، كان قد طردها من حياته والى الابد.

بعد مرور شهرين على مغادرة كريس.

كان نافار غارقا في الاعمال يعوض الفراغ الذي تركه كريس برحيله، يشعر بانه عاجز امام كل المسؤولية التي القيت على عاتقه، فهو لم يقترب من الاعمال الى هذه الدرجة يوما كان كريس هو الرئيس الفعلي لمجموعة ماسيني ولطالما كان قادرا على تطويع المستحيل. مشاكل العمل اضافة الى الالم والحسرة اللذان ينهشان قلبه اظهر طبعه الناري الذي جاهد دائما لاخفائه وراء مزاج مرح. في هذا اليوم فقط كان عليه ان يتراس اجتماعين، ان يعطي قراره بتفكيك شركة جديده وان يباشر بنفسه مفاوضات حول عقد جديد لوزارة الدفاع. مما ورطه في دعوة لحفل عشاء لم يستطع التملص منها.

اللعنة، كريس اين انت، صرخ نافار بغيض
امسك الهاتف واتصل بكريس، لكن ككل مرة كان الخط خارج نطاق الخدمة وصل الغضب بنافار الى اللاعودة، رمى بالهاتف الى الحائط ليتكسر ويتناثر قطع صغيرة فوق الاثات الفاخر.

عاد ينظر الى الملفات امامه، ينفس فيها عن غضبه واحباطه، علا الطرق على الباب، كان قد فصل مجيبه الالي. تعليماته كانت واضحة لا ازعاج لاي سبب كان.
فتحت السكرتيرة الباب بتردد، وقد ظهر الرعب على ملامحها
قالت بصوت خافت: سيد نافار هل لديك دقيقة
رفع نافار راسه بتمهل كنمر متحفز يستعد للانقضاض على ضحيته ورمقها بنظرة قاسية: وهل يبدو لك ان لدي دقيقة.

ترددت السكرتيرة وهي تقول: الامر مهم سيدي، السيدة كريستينا تريد مقابلتك.

رفع حاجبه مستفسرا وبصوت جليدي اثار الرعب في نفسها: وهل اخبرتها انني موجود
تلعثمت من الخوف وهو تحرك راسها ايجابا.

القى نافار الملف الذي كان يتصفحه في وجهها قبل ان يصرخ، غادري مكتبي على الفور قبل ان ارتكب شيئا قد اندم عليه، اخبريها انني مشغول، هيا ارحلي من امامي
كانت تعتقد طوال سنوات عملها مع كريس، ان لااحد يشبهه في قسوته وطبعه الناري، لكن بعد يوم واحد مع نافار وطبعه الكريه اصبحت تفكر جديا في الاستقالة.

عادت الى مكانها تنفست بعمق لتزيل اظطرابها قبل ان تنظر الى كريستينا المتوثرة في جلستها والتي لم تكف عن العبث بحقيبة يدها منذ ذخولها المكتب طلبا لرؤية نافار
احست بالشفقة على هذه المسكينة التي يرفض زوجها مقابلتها، حاولت ان تجعل صوتها محايدا قدر الامكان وهي تقول
سيدتي اخشى ان السيد نافار لن يستطيع مقابلتك اليوم، ربما اذا اخدت...
لم تتركها تكمل قفزت نحو الباب الفاصل وفتحته بقوة.

من تظن نفسك ايها السافل لترفض مقابلتي
كان يجلس وراء مكتبه، يسيطر على رغبته في خنقها باستماته
نظر اليها ثم الى مديرة مكتبه، اشار الى هذه الاخيرة بالانصراف، ما ان اقفل الباب حتى قفز من كرسيه واقترب منها بسرعة اثارت الخوف الشديد في نفسها
ما الذي تفعلينه هنا كريستينا الا يكفي ما فعلته. ما الذي تريدين فعله بعد، كفي عن ملاحقتي انا لم اعد ارغب في رؤيتك.

شلت كلمات نافار القاسية قدرة كريستينا على الرد: نظرت الى وجهه واخافتها نظراته.
حاولت ان تتملص من بين يديه اللتان غرسهما عميقا في كتفيها،
صرخت فيه بقوة: ليس لديك ادنى فكرة عما يحصل هنا، اليس كذلك؟
لدي فكرة جيدة جدا رد نافار وهو ينفضها عنه باشمئزاز
تركتني في الشارع دون ان تهتم لمصيري او لكوني حاملا، كان عليك ان تعتذر الان بدل هذا التصرف الوقح، هل تفهمني؟ يجب ان تعتذر الى اخر يوم في حياتك.

نظر نافار اليها غير مصدق لما تقوله: تعلمين انه كان وضعا مستحيلا، كان عليك الرحيل لم اكن لاسيطر على نفسي، كنت لاقتلك بيدي العاريتين لو بقيتي قربي.
احقا؟ قالت كريستينا، اذا كان قرارك نافار انت من قررت طردي، اردت ان تكون الرجل القوي اذا تحمل العواقب
ضحك باستخفاف، لا تحدثيني عن العواقب كريستينا، لا يمكنك حتى تقبل عقاب بسيط على ما فعلته.

ليس لديك الحق في ان تعاقبني صرخت كريستينا، انه ليس خطئي. لا تحاول ان تخرج احساسك بالذنب علي.

ذنب؟ سال نافاربدهشة، انا ليس لدي أي شيئا لاشعر بالذنب اتجاهه. الذنب كله ذنبك انت
هذا كله عنك، انه دائما عنك، عما تريدينه، هذا هو موقفك الدائم، نعيش كما تريدين وبالطريقة التي تناسبك، تحصلين على كل ما تريدين في الوقت الذي تتجاهلين فيه اي شيء اريده. سكت للحظة ليستعيد انفاسه قبل ان يضيف بمرارة كانني غير موجود، تفعلين فقط ما يتماشى مع اهوائك ولا تهتمين بمن تسحقين في طريقك.

ادهشتها طريقة تحليله للوضع. كانها كانت المذنبة الوحيدة في ما حصل، اقتربت منه وهي تقول: لقد كان خطئا، اقترفت خطئا واحدا فقط الا نستطيع ان ننسى ما حصل
لم يكن خطئا صرخ نافار بجنون، لم يكن خطئا اتسمعينني، كان كل خيار اتخدناه خلال علاقتنا، كانت. كانت حياة تصورتها لنفسي
نظرت اليه غير مصدقة، هل كل هذا كل ما تفكر فيه. كل ما يهمك هو الطفل ماذا عني؟ سالت كريستينا بصدمة.

اجل، انه جنون اليس كذلك وسوف اذكر هذا كل مرة.

يا الهي الن تنتسى يوما، مع انك حقير لكنني...
لم يتركها تكمل جملتها، صرخ فيها حتى ارتعدت فرائصها
لقد قتلت طفلنا، اياكي ان تحاولي نسيان هذا ابدا
احست كريستينا فجاة بان صوت نفار اصبح بعيدا، كان هناك ضباب يلفها. ثم لم يعد هناك شيء سوى الظلام، سقطت بين يدي نافارمغمى عليها،.

اختفىالدم من وجه نافار وهو يرى كرييستينا تفقد وعيها بين يديه. كانت هذه هي المرةالاولى التي يراها على هذه الحالة ضعيفة ومستسلمة. صرخ بكل قوته في سكرتيرتهوالتي حظرت وهي ترتعد من ردة فعله العصبية
اتصلي حالا بالاسعاف وقبل ان تصل الى الهاتف صرخ نافارمجددا وهو يحمل كريستينا بين ذراعيه، ليس هناك وقت ساخدها بنفسي، الغي كلاجتماعتي لليوم. فانا لن اعود.

خرج من المكتب كالسهم حاملا كريستينا التي كانت غائبة عنالوعي.
في طريقه الى المستشفى، اتصل نفار بجابي ليخبرها، والتيما ان سمعت بالخبر حتى انطلقت الى المستشفى لكي تعرف سبب انهيار صديقتها اليوم،
نافارايها الغبي، تبا لك صرخت جابي من القهر ما كان عليان اشجعها على الذهاب، صورة اخرى عن اخيك تبا لكم ايها العائلة مجنونة، كانتجابرييل تصرخ وهي تقود بسرعة جنونية.

كانت هي من شجعت كريستينا للمحافظة على الحمل رغماقتناعها ان كريستينا غير راغبة فيه بالمرة
تتذكر محاذتتهما في اليوم الذي اخبرتها فيه انها قد حجزتموعدا لانهاء الحمل: كانتا تشاهدان فيلما رومانسيا اصرت كريستينا على تشاهدهجابي، رغم رفضها الشديد
كانت كريستينا هي من بدات بالحديث وهي تسال جابرييل: -هل تحدث معه؟
غصت جابي بالعصير الذي كانت ترتشفه
- من؟
- ومن يا ترى برايك، كريس بالتاكيد.

- لا، حتى اني لا اعرف اين هو،
-هل فكرت بسؤال صديقه
-لا احد يعرف مكانه، لقد اختفى بكل بساطة
حسنا جابي لنكن صريحتين، لقد ضغطت عليه بشدة، تعرفين انهلم يكن مسؤولا...
ابتلعت اخر جملة كانت ستتفوه بها، لكن جابرييل اكملتها، اعلم انه لم يكن السبب وراء وفاة جونثان. وانني كنت ابحث وقتها عن أي شخص لالومهعلى موت اخي.

- وبعدها طلبت الطلاق. والان هو من يظن ان ما فعلته امرلا يغتفر قالت كريستينا وهي تمط شفتيها كطفل صغير
حاولت جابي ان تبرر موقفها، لكن كريستينا لم تسمح لها
لا يجب ان تدافعي عن نفسك امامي جابرييل، انا الى حد مالا اغفر لنفسي تعلمين،
ولكنك لست كذلك، على الاقل ليس بعد ردت جابرييل وهيتسالها بتوجس
هل اخبرته؟
حسنا، لقد اتصلت به مرات عديدة ولم يرد.

ذهبت امس الى شقته، لم يفتح لي الباب، حسنا لن اصرخبانني لم اقم بالاجهاض في الرواق
-اذا، هل سنمضي في هذا الامر حتى نهايته،؟
-اليوم الساعة 9 قالت كريستينا بحزم، سوف اقوم به اليومو اريدك بجانبي.

-هل انت جادة، هل انت واثقة مما ستفعلينه، هذا امر جديكريستينا، فكري جيد لربما كان تعرضك للطرد شيئا جيدا، ماذا يقول الاشخاص المبتهجونعند حدوث امر سيء وهم لا يرغبون برؤيته على انه امر سيء كانت تفكر كانها تبحث عنالكلمة المناسبة
-رب ضارة نافعة؟
-نعم، ربما هذا هو ما حصل، والان يمكنك ان تفكري جيداوربما يمكنك ان تحضي بهذا الطفل، ستحبينه مع الوقت صديقيني.

اتمنى لو كنت اريد طفلا جابي، اتمنى لو كنت اريد طفلابشدة لانه حينها لكان الامر سهلا
كنت لاكون سعيدة، كنت ساحضى بنافار. وحياتي ما كانتلتصبح في حالة فوضى.
تنفست بعمق قبل ان تقول: لكنني لا اريد. انا لا اريد طفلا، حقا انا لا اريد اناصبح اما جابي. من فضلك افهميني، احتاج شخصا ليفهمني، وكنت اتمنى لوكان ذلكالشخص هو زوجي، اتمنى انه في أي لحظة سيتفهم وياتي إلى، ولكن هذا لن يحصل.

وانت، انت اقرب شخص لي الان، اريدك ان تكوني معي عند9 لتمسكي بيدي لانني خائفة وحزينة.

نظرت اليها جابرييل بعطف وهي تحضنها، لا باس ساكون بقربكلا داعي للخوف.

وصلت جابرييل الى المستشفى، ركنت سيارتها بطريقةعشوائية وركضت الى الطوارئ لتسال عن كريستينا، كانت هي من دفعها الى اخباره بحملهاوهاهي الان نادمة كل الندم على هذه النصيحة والتي على الاغلب لم تكن في محلها
وصلت الى مكتب الاستقبال الذين اخبروها في أي غرفة هي، كان نافار واقف هناك وظهره للحائط، وجهه اصبح اكثر تجهما وهو ينظر الى جابرييلالقادمة من اخر الرواق.

اقتربت جابرييل تساله عن صديقتها، لم يجبها بشيء فهوالاخر كان ينتظر الطبيب ليعرف منه سبب فقدانها لوعيها بتلك الطريقة
ما الذي حصل قالت جابرييل متحفزة ما الذي فعلته بهانافار
نظر نافار الى جابرييل والقهر باد على وجهه
لقد صرخت فيها جابي، طلبت منها ان تتركني بسلام، الايكفيني ما انا فيه لتعذبني بظهورها في حياتي من جديد.
كان يعلم ان جابرييل تعرف بكل شيئ.

نظرت جابرييل اليه نظرة باردة قبل ان تقول: هل كنت تعلم ان كريستينا لم تقم بالاجهاض؟
تغيرت ملامح نافار الى دهشة كبيرة ثم تحولت الى صدمةاتسعت عيناه على اثرها غير مصدق لما يسمعه: لقد ارادت ذلك لكنها لم تستطع بسببك، لانها تحبك، وبدلان تحبها، انت تعاقبها
على ماذا نافار؟ على انها المراة التي وقعت في حبها؟
اقترب نافار منها وهويقول: - هذا ليس من شانك جابي، اهتمي فقط بشؤونك.

استمرت جابرييل في الحديث غير عابئة بنبرة التهديد فيصوته: هل تعلم ماذا سيحدث لكريستينا، اذا حصلت على طفل لاتريده؟ هذا سيقتلها محاولة ادعاء انها تحب طفلا لم ترغب بوجوده هذا سيقتل طفلك فيالغالب
هل تعلم ما هو شعور ان تتم تربيتك بواسطة شخص لا يريدك؟
انا اعلم، معرفة انك طفل غير مرغوب فيه انا اعرف هذاالاحساس، لقد تمت تربيتي من قبل ام ككريستينا، امي كانت كريستينا.

وبصفتي الطفل الذي لم تكن تريده، انا اقول لك الا تفعلهذا بها لانها لطيفة وتهتم ولن تنجو.
شعورها بالذنب لاستيائها من طفلها سياكلها حية.

فتح الباب في هذه اللحظة وخرج الطبيب، ترك نافار جابرييلواقترب منه يساله عن حالتها الصحية.
اغتنمت جابرييل الفرصة ودخلت الغرفة غير عابئة بتحذيراتالطبيب.

قبل شهرين: اوقف كريس سيارته امام باب القصر، ترجل من السيارة دونان يغلق بابها، كانت انابيل واقفة في انتظاره
بني اخيرا عدت اقتربت منه تحتضنه بقوة، قبل ان تنتبه الىمظهره الرث
قطبت حاجبيها وهي تساله: ما بك كريس ما سبب كل هذا حبا بالله اخبرني ما سبب كلهذا الحزن
وقف كريس واجما، لم يقم حتى باحتضان والدته، بل ازاحذراعيها بهدوء وهو يقول
ليس الان امي الوقت غير مناسب.

تركها في صدمة، ودخل القصر متجها نحو غرفة جابرييل. هذهالغرفة بالذات تعيده الى ذكرياتهما، اول ليلة لهما في القصر، مولد كريس الصغير، استلقى على السرير حيث كانت تنام ووضع يده على راسه محاولا ايقاف زخم الذكريات دونجدوى اغمض عينيه لعله يتمكن من تصورها امامه، لم يعرف كم مر من الوقت عليه وهونائم، احس بانه لم يعد وحيدا.

فتح عينيه كان الظلام قد ارخى سدوله بالكاد تمكن منمشاهدة الطيف الذي كان يقف امامه، انار الضوء بقربه،
كانت جوليا، برداء اقل ما يقال عليه انه غير لائق، نهضبسرعة من على السرير وهو ينظر اليها غير مصدق جوليا قال بصوت خشن ما الذي تفعلينههنا
اقتربت جوليا منه حتى التصقت بصدره يداها تداعب وجههوعنقه وبصوت مبحوح مثير قالت
كريس حبيبي كنت اعرف انك ستعود إلى، كنت متاكدة انكستحتاجني في الاخير.

حاول كريس التملص من عناقها لكنها رفضت الابتعاد، اقتربتمنه اكثر وهي تمارس اغرائها الرخيص
امسك كريس يديها بحزم ونفضها عنه بقرف، ما الذي تفعلينهاخبرتك الف مرة ان ما كان بيننا قد انتهى الى تفهمين صرخ فيها بجنون
استحالت ابتسامتها الى تكشيرة بشعة وهي تقول: اكل هذا من اجل تلك ساقطة اللعينة، تنبدني اولا من اجلانتقامك والان من اجلها، ما الذي تملكه تلك الحقيرة لتغرم بها الى هذه الدرجة.

لم يجب كريس بل فتح باب الغرفة وهو يقول: جوليا غادري
تمسكت جوليا بموقفها رافضة الخروج، ظهر الضيق على وجههاوهي تقول لن اخرج، كريس انت ملكي، انت لي، لي وحدي
حرك راسه وهو يقول، انت حقا مجنونة
اقتربت منه مرة اخرى تحاول لمسه مجنونة بك حبيبي، انااحبك، احبك كثيرا.

اقترب كريس من وجهها، حتى لم يعد يفصلهما شيء، اغمضتعينيها تنتظر فمه ليغمرها بقبلاته، لكنه توقف وهمس بصوت بارد كالصقيع وانا احبجابرييل، اتمنى ان تفهمي هذا ضغط على اسنانه بعنف قبل ان يمسك يدها ويلقي بها خارجغرفته صافقا الباب في وجهها
ايها الحقير صرخت جوليا من وراء الباب سوف تندم، سوفاجعلك تندم.

غرس كريس اصابعه في شعره غير مصدق ما حصل للتو، هو يعرفان كل هذا التخطيط وراءه امه، شعور بالضيق يتملكه يحس ان ثلوج العالم كلها غيركافية لاخماد الحرائق التي تشتعل بداخله، يريد ان يصرخ يبكي يكسر كل شيء امامه.
اخد سترته ونزل الدرج بسرعة قبل ان تطبق هذه الجدران علىصدره يحتاج ان يبتعد لكي يعيد حساباته.

قبل ان يفتح الباب، ظهر خيال من وراءه، وبصوت مهزوز جاءصوتها هل ستتركني بني، هل هذا ما ستفعله كريس، هل تلومني لان جابرييل رحلت، انها اخيرا فعلت الصواب بتركها لك، ليس ذنبي ان علاقتكما ليست سوى ضرب من الجنون
ادار كريس وجهه لينظر الى والدته غير مصدق لما يسمعه.

خنق كريس الكلمات الغاضبة التي كان على وشك قولها واقتربمن حيث تقف: - ليس ذنبك قال بسخرية لاذعة، انه ذنبي انا، تزوجت بفتاةاقل ما يقال عنها انها رائعة، بريئة واحبتني بكل قواها وانا كسرتها مرة بعد مرة، لذا فالذنب ذنبي ومن واجبي ان احزن على ذلك
وانت؟ انت عليك ان تاسفي لانه في الوقت الذي كنت احاولجاهدا اصلاح ما افسدته بسبب الانتقام، ارسلت جوليا مع ورقة لتدمر حياتي
- بورلامور دي ديو لما فعلت هذا؟ لماذا.

وقفت جابرييل واجمة لا تجد كلمات مناسبة لقولها: قالتبصوت مظطرب
- كنت احاول المساعدة، كنت احاول ابعادك عن خطر تلكالعائلة
اووه امي يكفي صرخ كريس بعنف. لم تكوني تحاولين مساعدتيبل كنت تساعدين نفسك بمحاولة وضع جوليا في طريقي كل مرة. ، كنت تساعدين نفسك هذا كلما كنت تفعلينه
لقد طلقت جابرييل. لقد طلقتها ضغط على الكلمات بمرارة، لقد دمرتني، دمرتموني جميعا.

اتجه نحو الباب محاولا الخروج، قبل ان يوقفه صوت جوشواالهادئ
-الى اين بني؟
اتركني ابي، اريد الخروج
لا لن تخرج، قبل ان تسمع ما ساقوله: نحن دمرنا حيات بعضنا في السابق، ريتشارد دمرني وانارددت بالمثل، اذا انت دمرت حياتك مع جابرييل وافسدت الامور حتى وبعد ان سامحتك علىانتقامك. فهذا ذنبك.

ولا اقبل ان تلومنا على ذلك، انت مهزوز، ومخمور ولا تعرفأي طريق تسلك، طلقت جابرييل وتركت نافار يتخبط و يتشبث لكي لايسقط على وجهه، والانتريد الرحيل والله وحده يعلم الى اين
لن اقبل هذا صرخ جوشوا بقسوة في وجه كريس، لانني اكبرمنك.

ومررت بما تمر به الان، كان صوته يشوبه الحزن وهو يقول: - قضيت اياما وانت مخمور، انا قضيت سنوات واعلم انكستحتاج الى شخص واحد على الاقل حين تقرر الخروج من هذه الحفرة التي تدفن نفسك فيها
فرت دمعة من عين كريس رغما عنه وهو يسمع خطاب جوشوا
امل ان تخرج من هذه الحفرة قريبا، وساكون هنا من اجلكبني قالها جوشوا بحنان
لا اظن انني بامكاني استعادتها ابي حرك راسه بالم بالغ.

اقترب منه جوشوا بحزن وهو ينظر الى انابيل والتي اصبحتشاحبة شحوب الاموات وهي ترى كريس منهارا امامها
تامل انابيل قبل ان يقول
هل اتصلت بها؟
ماذا ساقول؟
صمت للحظة، لا تقل شيء فقط انصت، طريق العودة يمكن انيصنع من اي شيء اذا كنت تحبها
نظر كريس الى والدته وجوشوا بياس قبل ان يفتح الباب، ليسهناك طريق للعودة، افسدت كل شيء ابي لا اظنها ستسامحني يوما
خرج كريس من القصر تاركا شياطينه تعبث بمشاعره المتضاربة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة