رواية زوجة دون امتيازات للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السابع
انهت جابي شرب قهوتها بسرعة قبل ان تصلح من هندامها، كانت تريد لكريس ان ينظر اليها بنظرة
مختلفة عن المراة الحامل التي اصبحت عليها
ارتدت من اجل ذلك فستان ابيض مقلم بلون ازرق باهت زادها جمالا
قبل ان تنزل لتكتشف القصر الكبير بحثا عن كريس
كانت الممرات متشابهة ظلت جابرييل طريقها اكثر من مرة قبل ان تجد السلم المفضي الى الردهة، كانت السلالم مغطاة بسجاد ازرق مخملي اضفى على المكان طابعا ملكيا.
كانت مبهورة باللوحات التي تزين الردهة والتي لم تنتبه اليها بالامس.
كانت مندهشة من كل هذا الجمال وسرحت بعيدا مع فرشاة الرسام المبدعة
فاجئها صوت نسائي من ورائها
هل تبحثين عن السيد كريستوفر سيدتي
انتفضت جابي وادارت راسها باتجاه الصوت
كانت امراة مسنة بزي محافظ استنتجت جابي من الطريقة التي خاطبتها بها انها ماجدا مربية
كريس التي طالما حكا لها عنها
انا ادعى جابي.
ردت السيدة باحترام
اعرف هذا سيدتي نحن على علم بوصولك، السيد كريس اتصل بالسيدة واخبرها وهي اخبرتني بدورها
عذرا سيدتي لقد نسيت ان اعرفك بنفسي ادعى ماجدا مدبرة هذا المنزل
ابتسمت جابي ابتسامة من القلب للسيدة المسنة قبل ان تطلب منها
ارشادها الى مكان المكتب
ساخذك بنفسي سيدة جابرييلا
ناديني جابي
حسنا جابي قالت المدبرة بلطف قبل ان تدعوها للحاق بها.
وصلا اخيرا امام باب كبير من خشب الصندل رسم عليه شعار عائلة ماسيني.
طرقت ماجدا الباب وانتظرت قليلا، قبل ان يعلو صوت كريس من وراء الباب يسمح بالدخول
يمكنك ان تدخلي الان جابي واذا احتجتني يمكنك استعمال الهاتف لطلبي
شكرت جابرييل ماجدا على لطفها وتركتها لتفتح باب المكتب
في الغرفة الفسيحة كان كريس جالسا وراء مكتبه يقلب ملفات بين يديه
انتبه لدخول جابي، نهض من وراء مكتبه لاستقبالها
كانت جابرييل مبهورة بالخزانة الكبيرة التي احتلت مكانا هاما من الغرفة.
كان جو المكتب يوحي بالثراء و الذوق، اريكة من الجلد الاسود وضعت قرب المدفئة الكبيرة
رفعت راسها الى الصورة المعلقة بعناية فوق حائط المدفئة، واصيبت بالدهشة
كانت الصورة تضم شخصين تعرفت على احدهما بسرعة
كانا والدها بجانب شخص يضحك بمرح
لكن كيف قالت جابي غير مصدقة
هل كنتم تعرفون والدي
بالاصح والدي هو من عرفه منذ وقت طويل
لكن كيف ابي لم يخبرني ابدا عن أي صداقة جمعته بعائلتك.
احقا؟ قال كريس بسخرية واضحة قبل ان يعود الى مكتبه ليمسك بحزمة اوراق بين يديه.
ليس مهما كارميا ربما يوما ما سيخبرك عن علاقته بنا
ظهر الحزن جليا على وجه جابي وهي تقول ابي لن يسامحني يوما على ما فعلته
وضع كريس الاوراق جانبا واقترب من جابي يحضنها بحب، سيسامحك حبيبتي ساجعله يفعل اعدك
لكن كيف قالت جابي متسائلة
لا اعرف الان رد كريس بصدق لكنني ساتوصل الى حل
والان دعينا من كل هذا هناك اوراق تحتاج الى توقيعك
وضع كريس كومة اوراق امام جابي كلها كانت بالانجليزية.
قرات الصفحتين الاوليتين كانتا عن عدم التربح من الزواج وهي لم تكن تريد أي شيء من كريس
وضعت امضائها على باقي الاوراق الى ان وصلت الصفحات المكتوبة بلغة لم تفهمها
استفسرت عنها، كان رد كريس انها ليست سوى ترجمة لما سبقها
وقعت جابي على الصفحات قبل ان تعيدها الى كريس
الذي ظهرت على وجهه ابتسامة غريبة سرعان ما اختفت
الان حبيبتي لم يبقى الى التوقيع على عقد الزواج
قال كريس بسعادة.
في مكان اخر من الفيلا كان هناك من وصل للتو، صرخت انابيلا من الفرحة وهي تعانق ابنتها.
بحنان ميلا ايتها المشاكسة لما لم تخبريني عن موعد عودتك كنا بعثنا من ينتظرك
لهذا السبب لم ارد اخبارك امي تعرفين انني لا احب القيود
عبست انابيلا في وجه ابنتها متسائلة اصبحنا سجانين اذا ميلا
لا امي قالت بمرح انا فقط امزح
عانقت ميلا والدتها بحب وهما تدخلان من البوابة الكبيرة
في هذه اللحظة كان كريس يمر هو وجابي من الردهة ليفاجئ بميلا تدخل، قفزت ميلا من.
الفرحة فور رؤيتها لكريس كان اخاها الاكبر والمفضل ايضا
ايتها الشقية قال كريس بمرح
من سمح لك بالذهاب لبرشلونة وحيدة.
اوه كريس حبا بالله انا لم اعد صغيرة ردت ميلا على تعليق اخيها
لقد اصبحت راشدة بما يكفي للسفر وحيدة
سنرى ذلك قال كريس وهو يحاول ان يصبغ على كلامه طابع الجدية
كانت جابي تراقب المشهد بحزن ذكرها بجونثان وعلاقتهما المميزة
اشتاقت الى اخيها، في خضم السفر السريع الذي خطط له كريس من دون الرجوع اليها، كانت
قد نسيت الاتصال به كما وعدت قررت ان تقوم بذلك فور عودتها الى غرفة نومها.
تنبهت ميلا الى الغريبة اخيرا اقتربت منها تمد لها يدها
اسفة لم انتبه ادعى ميلا
صافحت جابرييل اليد الممتدة نوحها وهمست بصوت شبه مسموع
انا جابرييل، تشرفت بمعرفتك
اقترب كريس ليوضح لميلا نوع العلاقة التي ستربطه بجابرييل
جابي هي خطيبتي ميلا وقريبا جدا ستصبح السيدة ماسيني.
انتبهت ميلا متاخرة الى البروز الصغير في بطن جابي
صرخت من الدهشة
يا الهي انت حامل
امي قالت ميلا وهي تلتفت الى والدتها واخيرا سياتي شخص جديد الى العائلة انها اخبار رائعة
ابتسمت الام ابتسامة باردة وهي تقول هذا صحيح
كريس وجابرييلا سيرزقان بطفل وهذا خبر سعيد
كانت كلماتها باردة من دون حياة جعلت جابي تقشعر، كانت تحس بعداوة
غير واضحة من والدة كريس لم تفهم سببا لها.
اسرار كثيرة لا تعرف كيف تحل لغزها اولها علاقة ابيها بهذه العائلة.
والسبب وراء انتقام كريس منهم
حل المساء بسرعة لم تتمكن جابي من الاتصال بجونثان
قررت ميلا مساعدة جابرييل في ارتداء فستان مناسب لعقد القران
انا لست سعيدة بهذا الزواج قالت ميلا بانزعاج
ولما سالت جابرييل مستفسرة
كان عليكما التجهيز مسبقا لكل شيء كان يجب ان نقيم حفل زفاف كبير.
ابتسمت جابرييل لميلا وهي تقول اظن ان حفل زفاف بسيط يكفي
مع وضعي ما كنت لا تحمل كل المراسيم
كانت جابرييل تعاند دموعها التي كانت على وشك الانهمار لطلما حلمت بحفل زواجها هي وكريس
اخر ما تخيلته هو حفل مدني بعيدا عن اسرتها
مسحت دموعها المنهمرة بسرعة قبل ان تكمل زينتها
اظنني اصبحت جاهزة قالت جابرييل تحاول الابتسام
في قاعة الاستقبال كان كريس واقفا الى جانبه محاميه.
بينما بقيت انابيلا بعيدة عن المراسيم نسبيا
لم يكن هناك شخص اسعد بهذا الزواج من ميلا التي عانقت اخاها وزوجته بسعادة، بعد
التقاطها لاول صورة لهما
عادت جابرييل الى غرفتها متحججة بالصداع، لم يحاول كريس مرافقتها.
بقي برفقة صديقه جيوفاني الذي كان شاهدا على زواجهما
اول شيء قامت به جابرييل بعد التخلص من حذائها هو الاتصال بحونثان
جاء صوت جونثان من الجهة الاخرى عصبيا
اين انت جابرييل هل جننت لقد بحث عنك في كل مكان من دون جدوى، كنت سابلغ
الشرطة عن اختفائك اين انت
اسفة جونثان لقد سافرت خارج البلاد، انا الان مع كريس
يا الهي اسمعيني جابرييل يجب عليك ان تعودي وتحث أي ظرف لا يجب ان تتزوجيه
لكن لماذا سالت جابرييل بخوف.
كريس ينتقم منا لاجل والده، والدنا قد قتل اباه منذ سنوات طويلة
كل ما سيفعله كريس هو تدميرك كما دمر ابي، لا تتزوجيه جابرييل لا تفعلي هذا بنفسك
كانت جابرييل مصدومة لما تسمعه سقطت سماعة الهاتف من يدها
لتنظر بذهول الى الباب حيث كان كريس مستندا على حافته ينظر اليها بغرور.