رواية زوجة القيصر الجزء الثاني للكاتبة رهف سيد الفصل الثامن
حبيبتي، روما
فتحت عينها بتعب وهي تشعر بثقل في جفونها بدأت تغلقها وتفتحها بهدؤ لتجد سيف ينظر لها بابتسامه لتضع يدها أعلى رأسها مردفه.
انت جيت بدري يا سيف؟
ضحك وهو يرجع خصلاتها للخلف ويتمعن في عينها اكثر ليردف
العشا على اذان يا حبيبي انتي نمتي كتير اوي!
صدمت من عدد ساعات نومها الكثيره لتردد وهي تنتصب جالسه
انا نمت كتير اوي بجد
انتي تعبانه يا روحي؟
سألها عندما رأي الإرهاق يتأكل في ملامحها لتردف بنفي
لا انا كويسه يا حبيبي ما تقلقش
نهضت فوراً من على الفراش وهي تتجه إلى المرحاض.
ثوان وخرجت لتهبط إلى الاسفل مسرعه حتى تباشر أطفالها التي شعرت انها اهملتهم.
حبيبي تليفونك بيرن
طيب استني
قالها مروان وهو يتقدم ليأخذ هاتفه من يد زوجته ما ان وقعت عينيه على الرقم حتى تقلص وجهه بضيق ليغلق الهاتف ثم ألقاه على الفراش لتردف شهد بتساؤل.
في ايه مين اللي كان بيتصل
عميل يا شهد
وطالما عميل قفلت ليه مردتش عليه ليه؟
قالتها بغيرة تسببت بها فطرتها الانثويه وهي تحاول استكشاف ما به ليردف بحده
في انو عميل رخم وغلس وفضينا التعاقد معاه خلاص
انت بتزعق ليه دلوقت انا بسألك؟
قالتها بحده مماثله وهي ترى غضبة الزائد عن الحد مما زاد من شكوكها
انتي شيفاني بزعق ولا عماله تقولي شكل للبيع
انا بردو؟
قالتها شهد وهي تشير لنفسها باستنكار ليكمل متابعه بحده.
هي ليله زي الزفت
قالها ثم اتجه إلى المرحاض صافكاً الباب بقوة لتضع يدها في خصرها بعنف
ماشي يا مروان اما اشوف اخرتها ايه.
يا أميره الزفت!
قالها حسام بغضب وهو يبحث عن شقيقته التي تكاد ان تهلكه بمقالبها
لينظر معاذ إلى طفلته التي تجلس بجانبه تحاول كبح ضحكتها ليمسك بها كالأرنبه
مش ناويه تهدي مع اخوكي يا بنت!
عنك يا حج انت كده عشان جابت اخرها
قالها حسام وهو يسحبها من والده لتنظر إلى والدها بنظراتها البريئه مردده
الحقني يا بابي
اضربها يا بابا بالله عليك انت بتدلعها زياده والله.
قالها يوسف البالغ من العمر اربعة عشر عاماً وهو يخرج من الغرفه لاحقاً بشقيقه الأكبر.
عجبك كده جيبالي الكلام
قالها معاذ بنظرات عتاب لطفلته لينظر إلى ابنائه مردداً
اتفضلو يا شباب اتصرفوا
صدمت أميره من رد والدها ليميل حسام وهو يحملها على ظهره مثل كيس البطاط وهو يتوعد لها بالحساب.
يوسف
قالها معاذ وهو ينادي على طفله الذي كان يتبع حسام وهو يفرك كفيه ب شر ليلتفت إلى والده الذي همس له بهدؤ.
براحه عليها ديه مهما كانت البنت الوحيده واصغر واحده زعقو بس
نظر إلى والدها وهو يضيق عينيه بشده مردفاً
لا ده انت تجهز الصدقه على روح بنتك من دلوقت يا حج
كاد ان يرد ولكن ركوض يوسف السريع لم يسعفه ليصرخ منادياً زوجته
يا فريدة
خرجت من المطبخ وهي تجفف يدها ضاحكه
متقوليش شوفي ولادك انا مليش دعوة هي تستاهل
ثوان وسمع صرخات طفلته مستغيثه ليركض إلى الباب مسرعاً ليجدها تجلس على خزانه الملابس ليردف حسام بعنف.
وحياة امك مانا منزلك يا اميره لحد ما اشوفلك صاحب
ولد
قالتها فريده بحده ليلتفت لها لترد بحده خفيفه
إيه وحياة امك ديه
يا ماما انتي مش شايفه بنتك شيطانه متنكره على هيأة بشر والله صدقيني
كلام حسام مظبوط ميه ف المية بنتك مش بشر
نزلو اختكوا بدل ما اطردكم انتو الاتنين برا البيت يلاا
عض حسام على شفتيه بضيق ليعتلي الكرسي من جديد وهم بحملها ليجدها تبتسم بخبث من اسفل دموعها وهي تردد بخفوت.
قولتلك هتنزلني غصب عنك احسن احسن
غضب بشده ليهبط مره اخرى وهو يردد بعصبيه
طب وديني مانا منزلك عشان طوله لسانك ديه ولو على الطرد انا رايح عند عمتي اهو يلا يا يوسف.
ثوان وصفك الاثنان الباب بقوة وغادرو ليردف معاذ بغضب
ماشي يا قُولالات الادب انا معرفتش اربيكم اصلا
صعد معاذ ليحضر طفلته لتردف فريده بصوت مرتفع
استني يا حسام انت ويوسف
سبيهم في داهيه
قالها وهو يتجه إلى غرفه نومه هو الآخر لتنظر إلى طفلتهم المذنبه لتردف بحنق
عاجبك كده يا أميره
يا ماما انا بهزر والله هما خدو الموضوع جد واتعصبوا
هو انتي اللي بتعمليه فيهم قليل
سوري يا مامي.
روحي اعتذري لبابي وانا هكلم اخواتك يرجعو
حاضر.
عرفتي اللي حصل يا مامي
ايه يا حبيبي
قالتها روما وهي تملس على شعيرات حمزة وهو يتناول طعامه ليردف مكملاً
البيت اللي جنبنا في ناس جم قعدو فيه وكمان الولد اللي عندهم قعد يلعب معايا وانبسطنا.
انت تعرفهم يا حبيبي
قالتها روما وتسأل زوجها ليهز رأسه بالموافقه
ايوة يا حبيبتي والدهم داخل شريك معايا ف مشروع كوي...
قاطع حديثه صوت طرقات الباب ليردف سيف باستغراب إلى إياد
روح افتح شوف الباب
نهض إياد وما ان فُتِح الباب حتى دلف يوسف وتبعه حسام وهو يتحدث في الهاتف بعصبيه
يا ماما انا مش عيل معاها عشان كل شوية تعمل مقالب وتجري تستخبى ف حضن بابا وبابا يفضل يدافع عنها واحنا نسكت.
صمت قليلاً ليردف متابع بغيظ
يا ماما انتو لو فضلتو تعملو معاها كده والله ما هتعمل اعتبار لحد لازم تشدو شوية.
تنهد بضيق وهو يردف
حاضر يا ماما بكره هاجي من المدرسه عندكم طيب سلام
جلس على الكرسي وهو يتنهد بضيق لتردف روما متسائله
اتخانقت مع معاذ تاني
يا عمتو هو سايب اميره تعمل كل حاجه بمزاجها
قالها يوسف بحنق ليردف سيف بابتسامه
مهما حصل البنت حبيبة ابوها معلش استحملوا ويلا من غير مطرود روحو بيتكو وصالحوا ابوكو يلا انت وهو.
اسمع كلام سيف يا حسام وانا لما اشوف معاذ هقولو
تنهد حسام لينهض وهو يردف
حاضر يا عمتو.
في اليوم الثاني سحب إياد حقيبته مسرع وهو يهبط من على الدرج بسرعه اكبر
يلا مع السلامه يا ماما
مع السلامه يا روحي ربنا يوفقك
اتجه إياد إلى الحافله ليصعد وهو يتنهد بتعب ثم بدأ يعيد ترتيب خصلات شعره ليردد باستغراب.
هو حضرتك مش ناوي تمشي ولا ايه
مستني جيرانك يا إياد
قطب حاجبيه باستغراب إذن جيرانهم الحديثين لديهم أحد معه في المدرسه انقطعت حبل افكاره وهو يجد إيهاب يركب الباص معتذراً عن التأخير
صدمه شُلت حواسه إذن ايهاب هو جارهم الجديد
مش هتباركلي على الله الجديده يا جاري العزيز
قالها إيهاب وهو يمد يديه بابتسامة عاديه ليردها إياد بمجامله
الف مبروك يا جاري العزيز.
ابتسم إيهاب بسخريه وهو يستنبط الاستهزاء من طريقة حديثه اتجه إلى الجانب الاخر من الباص وجلس وهو شارد قليلاً
بعد دقائق صعد حسام إلى الباص لينظر إلى إيهاب الذي تفاجأ من وجوده قبله ليجلس بجانب إياد بتساؤل.
هو الباص غير الروتين ولا ايه مش انا كنت باجي قبل إيهاب
ابتسم إياد بسخريه وهو يردد
لا ياخويا إيهاب بقى جاري الجديد
رفع حسام حاجبيه باستغراب ليردف إياد ضاحكاً
لا وكمان بابا داخل شريك مع باباه ف مشروع اللي هو احيه بجد!
ده انت هتشوف ايام عنب يا إياد
يا عم اياكش يولع انا مالي
يا رب اليوم ده يعدي على خير مش مطمن.
وقفت روما علة قدم وساق بالمطبخ وهي تجهز انواع عديده من الطعام ف اليوم سوف يتقدم احدهم لطلب ابنتها بدأت تعد كل الأصناف الذي يحبها عز الدين و نوران فهما في نظرها ضيفان الحفله المهمه الليله
ما ان وصلت إلى الساعه الثامنه حتى بدلت ملابسها واتجهت إلى المشفى حتى تعود باكراً.
عقب ان انتهت من درس التانجو لتتجه مسرعه كي تبدل ملابسها كانت رفيقتها تتفحص هاتفها بملل لتردف روما وهي تقذف المنشفه عليها.
خلي عينك في التليفون اللي معاكي ده حتى مقولتليش ايه رايك ف الحركات الجديده
رفعت رحمه عينها من الهاتف بملل كادت ان ترد ولكن منعها رامي وهو يردف مردداً
اقولك انا اذا كان يسمح
نظرت الفتاتان إلى بعض باستغراب ليردف رامي بابتسامه وهو يمد يده
رامي زميلكم ف المدرسه
التقطت روما كفه بعدم مبلاه واردفت
اهلا
لفت وجهها إلى رحمه التي كانت تنظر له باستنكار لتردف بتملل
مش يلا يا رحمه.
ما ان تخطته روما حتى امسك بكفها مردداً
الله مش هبدي اعجابي برقصتك!
اكمل وهو يتفحصها من اعلي رأسها حتى اخمص قدميها مكملاً بجراءة
ولا بيكي
سحبت يدها ولكنه اطبق عليها اكثر ل تنظر له ب قرف من نظراته الوقحه لتردف بحده.
احترم نفسك والزم حدودك احسنلك
سحب يدها لترتطم بصدره واردف وهو ينظر إلى عينيها
واذا محترمتش نفسي ولا التزمت بحدودي هتعملي ايه
هتعمل كده
قالها إيهاب وهو يفاجأه ب لكمه ارجعته بضع خطوات للخلف بينما فزعت روما لتمسك بكتف إيهاب تمنعه من التشابك معه ليردف رامي بسخريه.
هي بقت كده؟
قولتلك ابعد عنها يا رامي.
بقولك يا ايدو
التفت إياد الذي كان يتحدث مع حسام بشأن ما فعله في الأمس ليحرك رأسه مستفهما لتردف مكمله.
انا عرفت ان البنت الجديده ديه اللي خبطتني ف كتفي اسمها ايه يا ربي
روما
قالها إياد بتأفأف لتردف بابتسامه
ايوة هي ديه تخيل طلعت بترقص تانجو حلو اوي حتى رامي راح يشوف بنفسو ما تيج...
ايه رامي راح عندها؟
قالها إياد بغضب ممزوج بحده لينهض مسرعاً فهو ليس ب غبي ف هو على معرفه بقذرات رامي وحركاته الجريئه.
لحق به حسام ف هم يصبحون أقاربه ايضاً
بينما تابعتهم مايا بخبث ولحقت بهم.
ماهي مقضياها شويه معاك وشوية مع حسام وشويه مع إياد جت عندي وقالت رامي كخه؟
قالها رامي بسخريه وهو يعدل وقفته
وانا بقولك ملكش دعوة بيها يا رامي وحافظ على الصحوبيه اللي بينا احسنلك
تؤ تؤ انا مش عايز الصحوبيه ديه خليها ليك انا عايز اتعرف على القمر اللي قدامي ديه؟
في تلك اللحظه وصل إياد ليقوم بسحب روما التي كانت تنظر لهم ببلاهه من يدها بقوة مردفاً بابتسامه صفراء.
عن اذنكم
سحبها من يدها خلفه بينما اشار حسام إلى رحمه لتتبعهم ما ان وصل إلى الباب حتى اردف رامي بخبث.
اومال اشمعنا انا اللي مرضتش تخليني امسك ايديها ولا هي مباحه ليك ول إيهاب وانا لا.
عصر قبضتها في يده لتمسك ب سترته مردفه بهمس
إياد مش عايزين مشاكل لو سمحت
ولكن كان كالبركان لم يستمع لها بل ذهب إلى رامي ليلكمه ثم ردها له رامي لتشتعل مضاربه جديده ليتدخل كل من حسام وإيهاب سريعاً لحل هذا العراك ولكن تأزم الوضع بسبب تجمهر العديد من الطلاب وبكاء روما وخوفها على إياد ليتقدم احد معلمين المدرسه وهو يفصل بينهم بغضب حتى نجح ليقوم باصطحابهم إلى مكتبه مسرعاً.
انتو ف مدرسه ولا ف شارع ايه مدخلين مدرستنا همج!
قالها وهو يرمقهم بغضب ليردف إلى إياد بعنف
وانت يا إياد ده المدرسه كلها بتحبك تقوم تعمل خناقه بالشكل ده احمد ربنا المدير مش هنا ولا كان فصلك فورا انت وهما.
قالها وهو يشير إلى روما ورحمه وحسام وإيهاب و رامي
ليردف بسخريه مكملاً
وانتي يا روما ده انتي لسه جديده ف المدرسه وكل الاساتذة بيشكرو ف ادبك
صمت وتابع بحزم وهو يردف
انا هتصل بوالدك يا إياد انت ورامي فورا.
كان يجلس يتابع أعماله على جهاز الحاسب الخاص به ثوان وبدأ هاتفه بالإتصال قطب حاجبيه باستغراب ليمسك هاتفه وهو يجيب باستفهام.
ايوة؟
استاذ سيف معاك مستر سامح المرشد الطلابي ل ابن حضرتك إياد
اعاد جسده وتأهبت ملامحه بخوف وهو يردف
ايوة يا مستر في حاجه؟ إياد كويس؟
اتمني حضرتك تشرفنا ف مدرسة ابنك وهو كويس متقلقش
نهض سريعاً وهو يجمع اشيائه بعبث مردداً
مسافه السكه هبقي عندك.