قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زوجة القيصر الجزء الثاني للكاتبة رهف سيد الفصل الثالث عشر

رواية زوجة القيصر الجزء الثاني للكاتبة رهف سيد الفصل الثالث عشر

رواية زوجة القيصر الجزء الثاني للكاتبة رهف سيد الفصل الثالث عشر

بينما بقيت روما تفتش بين الموجودين عنه ولكنها فشلت في إيجاده ذهبت لتبحث عنه حتى وجدته أخيراً في الحديقه الخلفيه.
اقتربت روما لتجلس بجانبه بخفه على الارجوحه بينما بقي هو شارداً غير منتبه لها.
حمحمت قليلاً وهي تسند بظهرها على الأرجوحه
إياد!
بقى إياد على حالة الجمود نفسها بينما اطلقت هي زفيراً حبسته لثواني كادت ان تتكلم ولكن خرجت عينيها من مكانها بصدمه عندما مال إياد برأسه ليستند على كتفها.

شعرت بدقات قلبها المتسارعه. واقسمت انه بالتأكيد يسمعها. ولكن قررت الصمت عندما شعرت بضعفة الشديد
بدون وعي منها حاوطت كفيه بين خاصتها. أمالت رأسها لتستند على رأسه وبدأت الارجوحة بالحركه وكان الاثنان ب عالم آخر كل شخص منهم داخله إعصار من التفكير.

اوشك إيهاب على النوم ليتجة إلى الستائر حتى يغلقها ولكن سقطت عينيه على حديقتهم ليراهم بذلك الوضع.
صدمة أحجبت لسانه عن الحكي لينظر فقط بصدمه شعر بألم اجتاح صدره وهو يراهم هكذا لم يشعر بتلك المشاعر من قبل.

اغمض إياد عينيه بتعب وهو يشعر بالألم النفسي الشديد وبدأ يفكر هل حقاً والدته ستتركه؟! ام هذه لعبة جديده من القدر؟!
اراح باقي جسده على الأرجوحه ليعدل رأسه على فخذيها تفاجأت هي من فعلته!
ولكنها استقبلته ب قلب ام عاشقه وبدأت تربت على خصلاته بحنان.
يكفي هذا الألم ماذا كان يتوقع تنهد بحرارة وهو يشعر انه على وشك البكاء الفعلي ليغلق النافذه واغلق معه احد أبواب قلبه التي كانت على وشك الفتح كُلياً.

بقولك ايه متعرفش عز الدين فين؟
قالها سيف وهو يتسائل مع مروان عقب ان اتمت جلستهم العائليه وهم يحاولون تخفيف الوضع عن روما قليلاً ليجيبه مروان باستغراب.

هو انت متعرفش انو قدم طلب نقل لفرع الشركه ف مدريد؟ ودلوقت اكيد سافر
سافر ازاي يا مروان ده لسه امبارح كان هنا
قالها سيف باستغراب وحنق شديد لحدوث هذا سريعاً ليردف مروان وهو يرفع منكبيه بعدم اهتمام جزئي.

اصلو الصبح اتصل بيا وطلب يتنقل والفرع كان محتاج صراحة وعشان كده مترددتش ف اني اوافق.

تنهد سيف بضيق وهو يمرر بصره على روما التي كانت تجلس بصحبة فريدة و شهد ابتسامه تلقائية ظهرت على محياه وهو يراها تبتسم وتقوم بإعادة حجابها الذي ينزلق إلى الأمام كم يحبها.
انه متيم بها شغوف بملامحها لم يخجل قط من ان يظهر حبة لها أمام الآخرين يهيم بها و بقوه.
شعرت ب أعينه تلحقها لتبتسم بخجل وهي تحاول ان لا تلفت. انتباه احد.
بحث بعينيه عنها ليسئله وهو مستغرب عدم وجودها.

هي نور فين يا سيف؟ مش شايفها خالص وكمان نسيت اسألك عملت ايه مع عز وافقت ولا ايه اللي حصل.

تنهج سيف بثقل وهو يتذكر ما حدث ليردف بإختصار شديد
مفيش رفضت عز و روما عرفت ب أن نرمين ظهرت تاني وقالت لنوران وبس
هتعمل ايه
بفكر لسه
شردت عينيه وهو يبحث عن نجله لم يراه عقب ان أذاع خبر مرض والدته دبت بذرة رعب في قلبه خوفاً من ان يصيبه مكروه استأذن من مروان واتجه يبحث عن طفله
صعد إلى غرفته ليتفاجئ بخلوها هبط إلى المطبخ ليجده فارغ هو الآخر.

خرج إلى الحديقه الخلفيه ليجده ممداً على الأرجوحة غافياً والدموع تتجمع في أهدابه بينما روما ترجع رأسها للخلف غافيه هي الأخره
تعلق بصره بهم ليتذكر عندما كان ينام هكذا بين أحضان حبيبته وتغفو هي الأخره
ابتسم ب ود كآنه علم ببذور العاشقين قد نبتت
حمحم قليلاً وهو يستعيد صوته ليدنو من ابنه مردداً
إياد. إياد
انتبهت روما إلى ذلك الصوت لتعدل رأسها لترى سيف يقف أمامها لتتنحنح بحرج وهي تردف.

سوري يا أونك...
اهدي يا حبيبتي
قالها سيف عندما لاحظ تخبط وجنتها باللون الاحمر ليعيد النظر إلى إياد وهو يردف
كويس انك عرفتي تحتوي إياد
قالها بإطراء واضح لتبتسم بخفوت ليبدأ سيف بهزه برفق ليفتح عينيه بتعب وهو يشعر بألم
بدأ بفرك عينيه بهدوء حتى يزيح القطرات التي تجمدت مكانها ليردف سيف وهو يربت على ظهره محاولاً جعله يستقيم.

قوم يا إياد نام فوق يلا
سانده سيف لتأتي روما من الجهة الآخرة وهي تمسك بكفة لتساعد سيف في إصعاد إياد.

سقط الهاتف فجاءه من يدها وقد علمت ما حدث ل شقيقتها أغرقت عينيها بالدموع وهي ترى من ربتها في هذا الوضع لطالما كانت روما هي والدته هي من اهتمت بها وبتربيتها
نهض جاسم من الفراش ليتقدم وهو يتسائل بقلق عقب ان رأى حالة زوجته
مالك يا روحي بتعيطي ليه ايه اللي حصل
رو روما هتروح مني يا جاسم
جذبها إلى أحضانه وهو يحاول تهدأتها حتى يعرف ما بها.

مدده سيف على الفراش لتدثره روما فوراً انتبه سيف لأهتمامها الواضح بأبنه
مد يده يحيط كتفها وهما ليخرجا من الغرفه ليردف سيف بابتسامه
عايزك جنب إياد يا روما هو تعبان اوي بسبب تعب مامتو
متخافش يا أونكل سيف انا معاه
لحقت نبرتها وهي تعدل حديثها بتردد
قصدي يعني معاكو
ابتسم سيف وهو يقبل رأسها بهدوء مصحوب بابتسامه
عارفك يا حبيبة قلبي يلا روحي نامي الوقت أتاخر.

اومأت روما لتغادر بينما وضع سيف يده في جيبة وبدأ يحرك جسده مثل الأمواج وأطلق صفيراً هادئاً وهو يردد.

بوادر العشق بدأت تنبت
اتجه إلى غرفته ليجد حبيبته تجلس على الفراش وهي تنتظرة لتردف بتساؤل مليء بالحزن.

كنت فين يا سيف
تمدد جانبها وهو يردف بحنان مغدق ويده تداعب شعيراتها ببراعه
انا جنبك هنا يا روحي بس كنت بشوف إياد
اعتدل في جلسته عقب ان انهي جملته ليساعدها على النوم وهو يردد
ارتاحي انتي بقى دلوقت عشان تنامي عشان بكره المستشفى هتبعت حد يركبلك الكيماوي.

اومأت وهي تضم خصره بحزن ظهر على وجهها لتردف بخفوت
خليك جنبي يا سيف
شدد من قبضته حولها ليردف بابتسامه
طول عمري جنبك.

في الصباح الباكر نهضت روما وهي تشعر ب عدم الراحه اتجهت لتأخذ حماماً بارداً لعله يحرك عضلاتها اليابسه لتعاود ارتداء ثيابها من جديد.
امسكت هاتفها لترى الساعه تفاجأت انها قد استيقظت باكراً وبالتأكيد ان الجميع نائماً.
هبطت إلى الاسفل وهي تتصفح هاتفها لتخرج إلى الحديقه وهي ترسل إلى صديقتها رحمه مقطع صوتي ب موجز ما حدث بالأمس ثم ارسلته وهي تنتظر الرد.

جلست على الأرجوحة بابتسامة هادئه خجله وهي تتذكر ما حدث بالأمس.
كانت مندمجه في تفحص الهاتف لتجد من يحجب الضوء عليها رفعت عينيها بإستغرب لتنهض فوراً.

استيقظ هو الآخر او بمعني أصح عجز عن النوم عقب ان رأى إياد ينام على فخذها
نهض بضجر عقب ان تكرر المشهد أمام عينيه عدة مرات اتجه إلى الحمام ليأخذ حماماً يهدأ اعصابه
خرج وهو يكمل لف المنشفه على خصره شعر بالكتمه في غرفته ليتجه إلى النافذة ليقوم بفتحها بهدوء حتى وقعت عينيه عليها وهي تجلس على الارجوحه بخفه
اتجه سريعاً ليسحب ثيابه بإهمال ثم ارتداها وهبط إليها من الباب المشترك للحديقتين معاً.

صباح الخير يا إيهاب ازيك عامل ايه
كأن غضبه تبخر ل ثوان عقب ان سمع صوتها ارتسمت ابتسامه على شفتيه بهدوء مردداً بهمس.

صباح النور انا كويس الحمد لله وانتي!
ابتسمت وهي تجيبه بهدوء مماثل
يا رب دايما انا تمام الحمد لله
تتمشي شوية
فكرت في الأمر قليلاً ف مازال الوقت باكراً لأستيقاظ احداً من اهلها وهي حقاً قد بدأت تضجر من جلستها وحيده لتوافق وبدأ الاثنان يسيران امام منازلهم.

استيقظ سيف باكراً ليجدها تحتضنه بخوف ابتعد عنها بابتسامه متريثه وهو يستعد لإجرائات اليوم في منزله خرج من الغرفه ليقابل إياد الذي استيقظ لتوه كان يظهر على وجهه الحزن الشديد أشار إليه سيف بالآقتراب عقب ان أغلق باب غرفة نومه ليتقدم إياد وهو يجر قدميه يشعر انه على وشك الإنهيار.

امك هتبقي كويسه يا إياد طول ما احنا جنبها لازم تعرف ده ولازم تبقي قوي عشان احنا اللي نشيلها ونسندها.

تجمعت دموعه في أهدابه ليردف بصوت مبحوح جزئياً
بحبها اوي يا بابا مش هقدر اتخيل اي حاجه تحصلها
سحبه سيف إلى أحضانه وهو يحاول التخفيف عنه بينما يحتاج هو من يهون عليه بذاته
بابا
قالها إياد عقب ان استكان قليلاً بين أحضان والده ليهمهم سيف بهدوء ليجيبه هو بتريث.

هو في ايه بينك وبين ماما وبين نوران.

هبطت الطائرة إلى مطار مدريد ليبدأ الركاب بالخروج واحد تلو الاخر حتى جاء دوره هو
كان شارداً وهو يتابع سماء مدريد الغائمه وهي على وشك انت تمطر ليشد من معطفه وهو يردف بجمود اكتسبه قلبه عقب ما حدث.

اتعلمت من اللي فات ودلوقت هستعد لل جاي ومش هخلي تجربه تأثر فيا!

انهي سيف قص ما حدث ل نجله ارتسمت الصدمه على وجه إياد ليردف ببلاهه
يعني نور مش شقيقتنا طب حتى لو ديه ديه ماما كانت بتعاملها احسن مننا كلنا وتزعقلي لما اضايقها ازاي تنسى هي ده.

نوران مش هتهدا يا إياد عرق مامتها ظهر وامها قدرت تطبع عليها جامد ف الفتره القليله ديه.

متخافش يا بابا انا مع ماما ومش هسمحلها تضايقها حتى ف الكلام
ابتسم سيف له وهو يشعر ان طفله يملك عقل اكبر من عمره بكثير ليردف بابتسامه مصحوبه ب فخر.

طب يلا اطلع عشان شوية وفي ناس جايين من المستشفى ل مامتك
رفع إياد ساعده وهو ينظر إلى ساعته مردداً باستغراب
بدري كده!
اخرج سيف انفاسه محلمه بأثقاله وهو يردف بحزن بسيط
ايوة عشان نلحق نعملها العمليه
اومأ إياد ليخرج من المكتب متجهاً إلى الأعلى ليبدل ثيابه
أثناء هبوطه مرة أخرى وجد غرفة روما مفتوحه قليلاً حك مؤخرة رأسه بحرج ف هو يريد ان يعتذر لها عما فعله امس.

طرق الباب عدة مرات ليقابله الصمت التام توقع ان تكون هبطت وتركت الباب مفتوحاً نسبياً
هبط هو الاخر وبدأ بالبحث عنها ليختمها وهو يبحث في الحديقه الخلفيه عقب ان علم بعدم وجودها في اي ركن من أركان منزله سمع صوت اشبه بصوتها مع صوت قدر على الفور معرفة صاحبه اثمرت عنه اسوداد حدقتيه بغضب ليتجه إلى مكان الصوت.

ياه اتمشينا كتير ومحسناش.
قالهل إيهاب بابتسامه لتردف روما بابتسامه مجامله
فعلا احنا لفينا على الكمباوند كلو ومحسناش انا هروح دلوقت عشان اشوف حد صحي ولا لا.

طيب لو ملقتيش حد وزهقتي كلميني طيب؟
ان شاء الله
قالتها وهي تعود للخلف بظهرها لتضغط قدمها على الرباط الذي انفك منذ لحظات ليلحق بها إيهاب قبل أن تسقط محيطها بكفيه ليرفعها
فتحت عينيها بخوف وهي تتشبث بكفه بعنف خوفاً من السقوط ليردف إيهاب محاولاً اطمئنانها.

متخافيش موقعتيش
فتحت عينيها واحده تلو الآخرة لتقابل عينيه اللتان افصحتا بمكنونه من مشاعر قبل ان تبعد يديه المحيطتان به
كانت يدي إياد هي من تقوم بالمهمه مصحوبه بلكمه عنيفه ناولها ل إيهاب شهقت روما بخوف لم تتمكن من الرد ليسحبها إياد من عضدها بعنف.

سمع سيف صوت عبث خلفه التف بالكرسي ينظر إلى الحديقه الخلفيه بتفحص هو يعلم انه بالتأكيد ليس سارق فكيف سينجوا من الحرس
قطب حاجبيه باستغراب عندما وجد إياد يدلف بعصبيه شديده وهو يمسك بكف روما نهض عن مكتبه باستغراب وقرر التوجه لهم لمعرفه ماذا حدث.

آه إياد ايدي سيبني
قالتها روما وهي تحاول سحب كفها من إياد الذي اطبق بعنف عليه ليزداد هو تمسكاً بها
حاولت تثبيت قدمها على الأرض اكثر من مرة إلى ان نجحت لتقف قائله بقوه مزيفه
انت اتجننت ازاي تسحبني كده وازاي تضرب إيهاب مين اداك الحق ده!
كأن بحديثها قاصده ان تغضبه اكثر وقد ارتفعت نبرة صوتها قليلاً ليقف حسام في شرفه المنزل يراقب الوضع الذي ظهر انهم على اشتباك واضح.

في ثانيه كانت يده تُرفع صافعه لها بعنف وعينه تخرج ألسنه ناريه
وضعت يدها على وجنتها وصدغها بألم تجمعت قطرات الدموع في عينها ف لم تتوقع حتى في اسوء أحلامه ان يقوم ب صفعها حتى ابيها وشقيقها لم يقوموا بهذا ابدا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة