رواية زوجة القيصر الجزء الثاني للكاتبة رهف سيد الفصل التاسع والعشرون
بدأت الأنوار بالأشتعال معلنه عن وجود حفلٍ في هذا المنزل
ثم بدأت تدلى خيوط الأنوار من أعلى الشجيرات والطاولات المزينه
كان سيف يراقب ما يحدث بابتسامه خفيفه ف اليوم هو زيجة ابنته الكبيرة وعقد قرآن ابنه الأخر.
مبروك يا سيف
قالها مروان وهو يقوم بالتربيت على كتفه ليردف سيف بسخريه
بقينا نسايب مرة تانيه انت طالعلي ف البخت ولا ايه؟
يا عم ولا تزعل نفسك انا هروح اخد بنتي و اخد اختي معززين مكرمين ف بيتي
انت تاخد بنتك وجوز بنتك وكل اللي ف الحفله وامضيلك عنهم تنازل إلا روما متتحركش بعيد عني.
مامي شكلي حلو؟
قالتها نوران بتساؤل لتدير روما وجهها لتتفاجأ ب فستانها الطويل والتي لا يوجد به حمالات ليظهر عظمتي الترقوه بوضوح وأدوات التجميل التي زادت جمالها قليلاً وخصلاتها التي رفعت لتدلي بطريقه مثيرة.
ماشاءالله يا عمري ايه القمر ده
حملت نوران الفستان وهي تردف بتوتر
مامي انا خايفه اوي
وانا يا عمتو
قالتها روما وهي تدلف هي الأخره لتنظر روما إلى شهد التي كانت تطالعهم باستغراب لتردف شهد بثبات وقوه.
مشوفتونيش يوم فرحي مكنتش خايفه ولا حاجه وانتي يا موكوسه
قالتها وهي تنظر لأبنتها لتردف مكمله
ده كتب كتاب يا حبيبتي انا لما كان فرحي مكنتش خايفه خالص
نظرت لها روما بسخريه وهي تردف
على يدي
نكزتها شهد في كتفها وهي تغمز لها
افضحينا بقى افضحينا.
كانت تشعر أنها طائرة ب فستانها الذي فاجأها به والدها كان باللون القرمزي ثم يبدأ بالنزول ليختلط باللون البنفسجي ليسقتر بعد قدميها بقليل باللون الأبيض
ثم قامت بنشر خصلاتها أعلى ظهرها وزينت رأسها ب تاج بسيط بدت ك فتاه في منتصف العشرون وهي حتى لم تقبل على الثامنة عشر.
كانت تهوس كما قال حازم عندما رأها لم تغب عينيه عنها منذ بداية الحفل بينما هي لم تبخل ب عدم حركتها بل كانت ك الفراشه في حركتها.
تقوس وجهه بالضيق وهو يرى العديد من الرجال ف الحفله يتبعونها ب نظراتهم تقلب وجهه ب نسبه مئه وثمانون درجه وهو يسمعهم يتهامسون على جمالها
لثوان أراد طرحهم أرضاً على أقاويلهم السخيفه ولكن بأي يحق يمتلكه
حازم
قاطع تفكيره صوتها الخلاب الذي جذبه من تفكيره الدموي قليلاً سحرته ب طلتها البهيه حاول السيطره على نفسه ما ان تقدمت حتى اردف بسخريه.
ايه أخيراً افتكرتي اني هنا
تنحنحت بضيق وهي تردف
اصل مامي فوق مع نور و روما وانا لازم اشوف الضي...
لم يستمع ل حديثها بل كان كل تركيزه على وجهها المشرأب ب حمرة خفيفه وإضاءه جعلتها ك القمر ف تمامه ليقاطعها بسخط وهو يردف.
ايه كل المكياج ده
مش حلو يعني؟
سألته بحزن ف هي قد حضرت إليه لكي تخبره بطريقه غير مباشرة انها أيقونة جمال متحركه مثل الفتيات التي أعتاد على رؤيتهم ف الخارج ليردف وهو يشير إلى الضيوف بأعين حاده.
الناس مشالتش عينها من عليكي
ابتسمت ف يبدو أنها وعن غير قصد قد أشعلت نيران غيرته وما بها إن استثارته قليلاً لتردف بغنج.
ماهو عشان انا حلوة وكلهم عمالين يقولو اني زي القمر ومش مصدقين ان انا لسه سبعتاشر سنه كلهم فاكرني ف العشرينات وفي ناس كانو بيسألو على مامي عشان يخطبوني وي...
قاطع ثرثرتها وهو يسُب نفسه ف هو قد أعطاها الفرصه لتتحدث عن نفسها
خلاص عرفنا روحي ألحقي بقى فرح اخواتك قبل الخرجه و الجنازة بتاعتك
آونكل حازم أونكل حازم
قالها حمزة وهو يركض لهم ليشير إليه حازم باستفهام ليردف حمزة بتريث
خالو مروان بيقولك تعالا أقف معانا عشان الزفة دلوقت وبعدها علطول كتب الكتاب
مال بنصف جسده العلوي ليحمل حمزة بين كفيه مردفاً
يلا يا عم ده الستات طلعوا رغايين فعلاً.
شهقت ريم بقوة ثم مدت يدها لتعيد شعرها للخلف بقوة
أساساً أساساً هو ميستهلش هه.
انطفأت جميع الأنوار ف الحفل لينير هذا الممر الزجاجي الموصل من الباب الخلفي للحديقه ل كوشه العروس وقفت نوران عند الباب وهي تضع رأسها ف الأسفل وبجانبها سيف لتبدأ موسيقى هادئه ب زفها إلى زوجها
تجمع أغلب الموجودين حول طاوله كبيره كان يترأسها رجل يرتدي عمامه ويرتدي نظارته الطبيه ليردف عز الدين بابتسامه محمسه.
أبدأ يا شيخنا العروسه جت
وبالفعل بدأ المأذون بألقاء خطبته والتي كان يرددها كل من ف الحفل حتى تُمم زواج الفتاتان لترتفع صيحات الجميع مع زغاريد روما و شهد وأضافتهم فريده ك نوع من المجامله.
بدأ الجميع يتقدم ليهنأ الجميع
مبروك يا رومي
قالها حازم ليسحبها إلى أحضانه ب عفويه ف هي ك شقيقته الصغيرة التي افتقدها لتردف روما بفرح.
ربنا يخليك ليا يا زومي يا رب
ملس على شعرها بحنان وهو يبتعد سامحاً للأخرين بالمباركه لها بينما جز إياد على أسنانه عندما وجدها تحتضنه ولكن تنفس مزيلاً هذا الغضب عنه مؤجلاً إياه لفتره مؤقته فقط مؤقته.
طلب منظم الحفل من كل الكابلز الصعود ليشاركوا العروسين ف الرقص كان أول من صعد إياد وهو يضم خصر روما له بتملك ثم لحق به والده وخاله
كان الحفل كلاسيكياً نوعً ما ف كانت الموسيقي هادئه ومرتفعه قليلاً
على الجهة الأخره كان يتابع كل ما يحدث بابتسامه وهو يطوي ذراعيه معاً
شعر ب هزه خفيفه في جيبه ليرفع هاتفه مستعلماً عن المتصل
أشرقت ابتسامته وهو يجد الأتصال قادم من والده.
ابتعد عن مكان الحفل قليلاً ليرد بأريحية مغيراً لكنته
مرحباً أبي لقد اشتقت إليك كثيراً.
تهجمت ملامحه وهو يستمع للجهة الأخرى ليسقط الهاتف من يده بصدمه
يا بابي سيب مامي شوية وارقص معايا عشان معيطش
قالتها ريم بترجي ليردف سيف بغرور
اسيب القمر اللي معايا ده واجي معاكي انتي
اهو ده اخرة اللي يفضل سنجل ماشي يا عيله خاينه
بنت
قالها سيف بنبره جاده ولكن ضحك بعدها عندما وجدها تقوس وجهها بضيق لتنظر ل حسام بترجي.
طب انت يا حس ارقص معايا
نظر لها حسام من الأعلي للأسفل وهو يردف
على اخر الزمن ارقص مع واحده من دور عيالي
دفعته ريم حتى كاد ان يسقط ولكن أسند نفسه ب رحمه التي ضحكت ليردف باستفزاز
وحياة امك اخلص اللحظه الرومانسيه اللي مش بتتعمل كتير ديه وشوفي هعمل فيكي ايه يا ريم.
نظرت حولها بسخط وهي تردف بضيق
فينك يا حازم يا حبيبي؟
انتهت حفلة الزفاف بمغادرة نوران وعز عقب أن أنتهت جميع أعراف الزفاف في صالون المنزل تجمعت العائلة وهم يقفون على شكل دائرة كبيره لتردف روما بابتسامه.
اليوم كان لطيف جدا انبسطت اوي
طبعاً ماهو يومك يا عسل
قالتها ريم وهي تنكزها لتضحك الأخره بخجل
أخيراً خلصت منكوا انتو الاتنين!
قالتها رحمه بهمس لتنكزها روما وهي تردف
افضحينا يا ناقصه
قطع حديث الجميع رنين هاتف مروان ليردف باستغراب
ديه من امريكا؟
على تلك السيره نظرت روما حولها مره أخرى لتردف باستغراب
حازم فين؟
أشتعلت عيني إياد من سؤالها عليه هي ملكه فقط ف لما تطر لإغاظته بهذا الذي يسمي حازم.
انا شوفتو وانتو بترقصوا مع بعض كان طالع أوضتو
أنزل مروان الهاتف وعينيه جاحظتان بقوة ف لم يتوقع حدوث هذا أبداً وخاصة في تلك المناسبه السعيده بدأ تنفسه بالازدياد ليردف سيف بتوتر.
في ايه يا مروان
ابتلع ريقه بتوتر وهو يردف
ابو حازم اتوفى!
شهق الجميع بصدمه بينما أردفت روما بصدمه
اتوفي ازاي و...
قاطع حديثها وهي تنظر للأعلى بصدمه
حازم
رفعت روما فستانها من على الأرض لتركض إلى الأعلي بينما صعد الباقين خلفها
فتحت روما الباب لتجده موصد من الداخل بدأت تصفع الباب بقوة وهي تردف
حازم افتح الباب عشان خاطري
وقف الجميع حولها ينظرون وهم غير واعيين لما حدث ف لقد تقلبت فرحتهم حزناً الآن.
ثوان وانفتح الباب ليظهر أمامهم حازم بأنفه المحمر وشعره المبعثر بشده وقميصه الذي كان مفتوح اول زرين عينيه التي كانت تشبه كوؤس الدماء
تفاجأ الجميع من هيئته الرثه نظر ل روما بأعين مدمعه وهو يردف
مات يا روما
عقب ان قالها اندفع إلى احضانها ك طفل صغير فقد أمه ووجدها بينما لم تبخل هي عليه وهي تضمه إليها بدموع
في تلك اللحظه نظر سيف إلى أبنه الذي كور يده بغضب ف هو يعلم أن أبنه قد ورث طباعه الغيورة ليردف بهمس.
متعلق فيها هي أقرب واحده ليه مينفعش اللي هتعملوا ده.
بدأ الموضوع فيه ضرراً كبيراً على علاقه كل من إياد، وروما ف لقد صبت روما كامل اهتمامها على حازم لم يتحدث معها إياد منذ عقد قرانهم سوا بعض الكلمات الخفيفه لقد يأس إياد من ما يحدث كان يجلس بجانب والده على طاولة السفره و وجهه المكفهر لتردف روما وهي تضع الطعام على الطاولة.
روح يا إياد نادي روما و حازم من الحديقه
روحي يا ريم
قالها إياد وهو يشير إليها لتردف وهي تتناول طعامها مكمله
مامي قالتلك انت يبقي قوم
نهض بضيق وتأفأف وهو يدحج شقيقته بضيق اتجه إلى الخارج ليجد الأثنان يجلسون على الأرجوحه وهو يضع رأسه على كتفها و يبدو انهم يتحدثان ليردف بجمود وهو يراقبهم.
الأكل انحط يلا
ربتت روما على رجل حازم وهو يردف
يلا يا حازم
نهض الأثنان ليتوجها إلى الداخل بينما بقي إياد ينظر لهم بغضب ف لقد نفذ صبره
أونكل انا عايز أسافر لوس أنجلوس
قالها حازم بهدوء لتردف روما باستغراب
هتروح تعمل ايه هناك يا حازم خليك معايا
محتاج اظبط حاجتي هناك يا روما لازم اسافر انا كنت معتمد على. على بابا.
كلام روما صح يا حازم مينفعش تسافر خصوصاً بعد موضوع قتل والدك ده لسه الشرطه ممسكتش اللي عملوا.
وانا لازم اسافر يا أونكل بعد اذنك
خلاص براحتك قولي هتسافر امتى وانا هجهزلك الحرس وكل حاجه
وانا هاجي معاك
قالتها روما باندفاع ليقابلها إياد بحده من الجهة الأخرى عقب ان فاض كيله مما تفعله.
تروحي فين اتهدي واقعدي على جنب
انت بتكلمني كده ليه
قالتها روما بحده معترضه على أسلوب حديثه ليردف هو واضعاً طعامه جانباً
انا اتكلم زي ما انا عايز مش هتيجي تعلميني اتكلم ازاي
على نفسك مش عليا انت ازاي تتجرأ اساسا تكلمني كده
نهض واتجه إليها ليردف بعنف وحده لتظهر نبرات السخريه
شكل الهانم نسيت انها متجوزة بس ومالوا نفكرها
قالها وهو يسحب كفها للأعلى لتردف روما بحده
إياد انت بتعمل ايه انت اتجننت.
معلش يا ماما انا ومراتي محدش ليه الحق يتدخل ما بينا
إياد لو عملتلها حاجه ساعتها انا اللي هتصرف معاك
قالها سيف بحده لا تقبل النقاش لينهض حازم مكملاً
لو سمحت سيبها
نظر له إياد بسخريه قبل ان يسحبها مردفاً
معلش مراتي وانا حر فيها وانتي انجري معايا.
يا عز قوم بقى انا زهقت من القاعده لوحدي
قالتها نوران بحزن وملل لينتصب عز بخوف من ان يكون أصابها شئ
انتي كويسه حصلك حاجه؟
لا اهدى انا بس زهقت من القعده قوم اقعد معايا شوية
حاضر يا حبيبتي يسير خير
قالها وهو يعود ليتمدد على فراشه ليغطي جسده مكملاً
سبيني انام بقى
بدأت تتأمل ملامحه لقد عشقتها لا تعلم اين ومتي ولكن لا تقدر على البعد عنه ولو للحظات.
تذكرت عندما انتهو من حفل زفافهم وعودتهم إلى الفندق ف لم يجعلها تبذل أي مجهود ف شئ مردفاً. بكره هنسافر مدريد ف هيبقي تعب السفر كفايه وحتى لم يقم بأخذ حقوقه الزوجيه حتى عند سفرتهم لم تكن ذات التعب المبالغ.
ابتسمت وهي تتفحص ملامحه أكثر عابثه ب خصلاته الطويله لتردف
طب قوم اقعد معايا
بلاش يا روحي عشان الشيطان بيلعب ف دماغي ولو قومت هعمل حاجات هموت واعملها
طب ما تقولي الشيطان بيلعب ازاي؟
قالتها بخجل وهي تميل إليه ليسحبها أسفله بقوة لتردف هي بفزع
ما براحه يا عز انا حامل
مد يده ليطفأ المصباح الجانبي بخفوت وهو يردف
ومالو بردو مش عيب
اقترب منها وهو ينظر ل شفتيها الورديتان
بأحبك يا نور حياتي.
دفعها داخل غرفته ليصك الباب بالمفتاح جيداً حتى يمنع تدخل احد والديه لتردف هي بخوف أخبته.
انت بتقفل الاوضه ليه ابعد انا عايزة اخرج
قالتها وهي تحاول دفه عن الباب ليردف هو بابتسامه ساخره وهو يقبض على عضديها
مش لما نتكلم عن المسخره اللي حصلت واللي بتحصل تحت يا زوجي المصون ولا انتي ايه رايك؟