رواية زوجة القيصر الجزء الأول للكاتبة رهف سيد الفصل السادس والعشرون
نزل إلى الشوارع وبدا بالبحث عنها كالمجنون اتجه إلى فلته لم يجدها اتجه إلى فلة والدته
مريم، سيف انتو فين من الصبح
سيف، ماما متعرفيش روما فين!
فيروز، فين ازاي هي مش معاك
سيف، لا هربت مني
مريم، هربت منك ازاي اختي فين يا سيف
سيف، اختك هربت مع ابن عمك حبيبها القديم هربت
وقعت مريم على الكرسي خلفها بصدمة
فيروز، مستحيل روما متعملهاش
اخرج سيف الهاتف من جيبة وارهم الصور
سيف، هي ديه اللي بتدافعو عنها.
ضحى، الصور ديه فوتوشوب
سيف، لا مش فوتوشوب
مريم، روما!
سيف، شوفتي اختك
مريم بجمود، خلاص مبقتش اختي!
فيروز، يعني إيه
مريم، يعني ديه واحدة رخيصة متستهلش ان هي تبقى اختي
صفعة مدوية نزلت على وجهها من مروان الذي قرر الحضور مفاجاة لهم امسكته شهد من يده
شهد، اهدى يا مروان.
مروان، اياكي يا مريم فاهمه اياكي حسك عينك تقولي كده على روما فاهمه ولا افهمك بطريقة تانية الرخيصة اللي مش عجباكي ديه هي كانت بتشتغل 24 ساعة وتدرس عشانك كانت مش بتنام 4 ساعات على بعض كانت بتطلع وتروح وتيجي وتشتغل عشانك عشان متحسسكيش بالفرق بينك وبين الناس دخلتك مدرسة انترناشونال وجابتلك تلفون عشان متكونيش اقل من صحابك عشان متزعليش عشان متعشيش اللي عاشتو كنتي بتسافري وتتفسحي وتروحي وتيجي وهي من الشغل للبيت عشان تلحق يدوب ياتنام ياتذاكر خلاص بقت رخيصة فعلا انتي طلعتي فيكي من عرق ابوكي الوطينة وقلة الاصل.
مريم، شوف اللي انا شوفتو وبعدين اتكلم يا مروان
سحبت الهاتف من يد سيف وجعلتة ينظر لكل الصور
مروان، روما مستحيل تعمل حاجة زي كده
سيف. انا شايف بعيني الواد وهو خارج من الشقة وهي جوة
مروان، طب روما فين واحنا نعرف منها
سيف. مش عارف.
صوت صفير مدوي يدل على توقف القطار نزلت روما وهي تنظر حولها بتوتر وخوف خرجت بخطوات اشبه بالركض واوقفت سيارة اجرة واعطته الاجرة نزلت امام هذه العمارة وصعدت راكضة واصبحت تطرق الباب بقوة
صفاء، خير الله اماجعلو خير ميين
روما ببكاء، انا ياخالتو افتحي
صفاء، روما!
فتحت الباب مسرعة لتدخل روما وتلقي نفسها بحضنه
صفاء، بسم الله الرحمن الرحيم مالك يابت حد من اخواتك جرالو حاجة
هزت براسها نافية.
صفاء وهي تخرج وجهها من حضنها، اومال. لم تكمل جملتها وشهقت بقوة، إيه يابت اللي حصل لوشك مين اللي ضربك كده
عاودت البكاء بقوة
صفاء، بس يا حبيبتي بس يا عمري بس ياعيني عليكي خلاص بس
نهضت صفاء واحضرت ثلج وبدات بالمرور على وجهها بهدؤ كانت روما تحكي لها كل شئ من البداية حتى جائت لها
صفاء، ابن الاية ازاي يعمل فيكي كده على العموم ادخلي ارتاحي في الاوضة بتاعت الضيوف
بعد مرور اسبوع.
تجلس خلف النافذة تراقب قطرات المطر بدموعها تذكرت مقطع من اغنية (بس المطر قدام دموعها كان اقل )
صفاء، لسة بتعيطي كفياكي يا بنتي عياط تعالي كولي ده انتي بقيتي زي خلة السنان
روما، مش قادرة يا...
لم تكمل الا وهي تركض إلى الحمام وتخرح مافي جوفها وقفت خالتها على باب الحمام تنظر لها بحسرة
خرجت روما وهي تجفف وجهها
صفاء وهي تعيد شعرها للخلف، مالك يا بت
روما، مش عارفة ياخالتو
صفاء، هي بقالها قد إيه مجتش.
روما، مش عارفة احتمال شهرين
صفاء، تبقي حامل!
روما، حاامل؟! حامل ازاي مينفعش لا لا مينفعش اني ابقى حامل مستحيل
صفاء، روحي البسي ننزل نكشف
روما، ماشي بس لا
ارتدت ثيابها وضعت يدها على بطنها وهي خائفة
نزلت مع خالتها إلى احد العيادات القريبة
الدكتورة، إيه يا بنتي انتي ضعيفة جدا ودة مش يصح للبيبي
روما، حامل!
الدكتورة، ايوة في شهرين ونص كمان البيبي حالتو ضعيفة اووي وانتي كمان لازم تهتمي باكلك.
صفاء بفرح، مبروك يا رورو
الدكتورة، اهم حاجة نهتم بصحتنا ومفيش حركة كتير
صفاء، متخافيش يا دكتورة انا هشيلها في عنيا
الدكتورة، مبروك يا حبيبتي
خرج الاثنان من العيادة كانت روما مشتته خائفة
صفاء، مبروك يا روما
روما بكسرة، مبروك على أية بس يا خالتو انا زمان كان نفسي في بيبي بس دلوقت لا
صفاء، ليه يا بنتي
روما، يعني لما يجي اقولو بابا فين ولا...
سمعت صوت خلفها يناديها
رومااا
لفت وجهها باستغراب لتجده معاذ.
روما، معاذ!
معاذ. ازيك يا روما عاملة إيه
روما. الحمد لله انتا عامل إيه
معاذ، تمام الحمد لله احب اقدملك فريدة مراتي
روما، مبروك الف مبروك انتا تستاهل كل خير يا معاذ الف مبروك يا مدام فريدة
فريدة بابتسامة، الله يبارك فيكي
معاذ، انتي بتعملي إيه هنا
روما، انا انا
صفاء، جاية تقعد معايا يابني
روما، وانتا بتعمل إيه هنا يا معاذ
معاذ، انا بشتغل هنا واتعرفت على فريدة واتجوزنا اومال انتي جوزك فين
روما، احنا انفصلنا.
معاذ بحرج، انا اسف مكنتش اقصد
روما، لا ولايهمك
معاذ، خلاص خدي رقمي اهو ولو احتجتيني في حاجة احنا اخوات
روما، ان شاء الله.
جاسم، اهدي يا مروان مش كده
مروان، بقالي اسبوع بدور عليها ملقتهاش ومعندناش حد تروحلو
عمار، طب اهدى واحنا بلغنا البوليس
كان هو يجلس ببرود وهو يدخن سجارته ثم نهض وغادر
مروان، عجبك اللي بيعملو ده
جاسم، اعذرو يا مروان هو كمان مصدوم
مروان، خليني بس الاقي اختي وساعتها يحلها الف حلال.
صفاء، بصي انا هنزل القاهره كاني رايحة ازوركم فجاءة واعرف اذا كان طلقك ولا لا
روما، بس اوعي يا خالتو تقولي ان انتي تعرفي حاجة عني
صفاء، متخافيش بس خدي بالك انتي من نفسك ومن ابنك
وضعت روما يدها على بطنها واومات لها
حملت صفاء حقيبتها وغادرت
جلست روما على الكنبة وهي تدمع وتتذكر كلماته عايزة تخلفي مني عشان تورثيني
وضعت يدها على اذنها كي تكتم كلماته التي دائما ما ترن في اذنها وصرخت.
روما، اعااا بس بقا خلاص كفاية
مسحت دموعها لتردف، الولد ده مش هيقدر يجي
في صباح يوم جديد عند اذان المغرب خرجت روما من المنزل متجه إلى احد العيادات
الدكتورة، ازيك يا حبيبتي خير
روما، انا انا كنت عايزة اسقط!
الدكتورة، ليه بس يا حبيبتي غيرك بيتمني عيل
روما، باباه مش عايزو عشان خاطري خلصيني لو سمحتي
الدكتورة، في عيادة في متخصصة بالحاجات ديه انا مش بتحمل ذنب وجريمة زي ديه
روما، شكرا يا دكتورة.
خرجت روما من العيادة واتجهت إلى العيادة الاخرى.
مروان، زي ما قولتلك كده يا خالتو
فيروز، وعمالين ندور عليها مش لايقنها
صفاء، اوف كل ده حصل
شهد، اه والله يا طنط ومش عارفين نوصلها حتى من الاتصال ولا الفيس ولا الواتس
صفاء، طب وسيف طلقها ولا لسة
جائها صوته من الخلف
سيف، لا ومش هطلقها الا لما نلقيها
صفاء. ربنا يردها سالمة غانمة يا رب.
دخلت إلى العيادة بخوف
الدكتورة. ها يا حبيبتي انتي في الشهر الكام
روما، انا انا في التالت
الدكتورة، لا يا حبيبتي انتي جيتي متاخرة اووي لو عملنا العملية هيبقى في خطر على حياتك جامد
روما، انا عندي استعداد اني امضي ان انا متحمله المسؤولية
الدكتورة، طيب اطلعي على السرير
صعدت روما على هذا الفراش الابيض التي اعتبرته كفن لها ولحياتها ولوليدها كانت الدموع رفيقتها.
اغمضت عينها لتهطل دمعه أخرى اخذت الطبيبة يدها كي تضع الابرة شعرت روما باثر المخدر يجري في دمها اغمضت عينها مستسلمة.