قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد الفصل السادس

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد الفصل السادس

((هكذا هي الأيام حرمتني حتى من الأحلام، عشقت الوحدة والعذاب، الأفراح بيني وبينها حجاب، إلى متى يا قلبي إلى متى ستؤلمني الأيام؟ وإلى متى سأكتم الأحزان؟))
شعر بسكاكين تنغرز داخل قلبه مع كل كلمة تنطقها، سيطر على مشاعره بصعوبة، قال بهدوء مفتعل: أيوه لسه مصمم أتجوزك...
أتسعت عينيها بالصدمة ثم قالت: عايز تتجوزني، قابل على نفسك تبقا في ذمتك بنت مغتصبة
هز رأسه بالأيجاب: أيوه يازهرة قابل على نفسي، عشان ده مكنش ذنبك وأنا متأكد من كده..

شردت للحظات في الايام الماضية ومعاناتها، حدثت نفسها قائلة: وافقي يازهرة، وااافقي.. واااافقي، جوازك منه هيحل ليكي كل مشاكلك، أنتي قولتيلو الحقيقة وهو مصمم يتجوزك، لأ يازهرة مقولتيش ليه كل الحقيقة، وسرك التاني، مش لزم يعرفه ده بيقولك الجوازة عبارة عن صفقة، مجرد صفقة، هزت رأسها نافية، وحتى لو صفقة أنتي هتتجوزي على سنة الله ورسوله جواز شرعي.. يعني مينفعش تخبي عليه ولزم يعرف كل حاجة، أنتي مش كده يازهرة، حتى لو جواز مصلحة هو هيكون جوزك ولزم يعرف كل أسرارك...

رجعت قليلا للخلف ثم تنفست بعمق: أنت ليه مصمم أنا بالذات حتى بعد اللي قولته ليك...
لسانه عاجز عن نطق الحقيقة، التزم الصمت للحظات ثم قال بهدوء: جوزاي منك عبارة صفقة
هتفت بحيرة: وليه أنا؟ ليه أنا
حرك كتفيه ثم قال: ماأنا جاوبتك على سؤالك، حجاوبك تاني، عشان أنا واثق فيكي أنك عمرك ماهتقولي حاجة عن الاتفاق اللي بينا، هاا قولتي أيه يازهرة موافقة تتجوزيني...

قالت بلهجة مرتبكة: أنت قولت هنطلق، والطلاق هيبقا أمتى...
عندما نطق كلمة الانفصال، لم يقصدها فعليا، فهو أراد لهذه الزيجة أن تستمر، نظر لها ثم قال بثبات: معرفش الطلاق هيكون أمتى؟
حدثت نفسها بحيرة، هو يقصد أيه بكلامه ده، سألت باضطراب: بس أنت قولت هنطلق...
تحدث بعزم: أه قولت ننفصل وده معرفش هيكون أمتى، جوازنا مش هيكون محدد بوقت معين، جوازنا هيستمر، لحد مايجي الوقت اللي هنطلق فيه، والوقت ده معرفش أمتى...

هزت رأسها بعنف، رافضة منحنى أفكارها والشك الذي أخذ يتسرب بداخل عقلها، سألت بتوتر: هو جواز ولا صفقة ولا أيه بالظبط...
نظرت له باضطراب، فبادلها بنظرة هادئة ثم زينت شفتيه أبتسامة رقيقة: الاتنين، صفقة وفي نفس الوقت جواز طبيعي لأجل غير مسمى...
عندما نطق كلماته، شعرت بأن الأرض تهتز من تحت قدميها وكل القوة التي كانت تدعيها قد ذهبت، ولم يبقى منها سوى الضعف، مر بخيالها صورة غير مرحبة لفتاة مراهقة بشفاه ترتجف وألم مبرح يتملكها، ودماء تنزف بغزارة أسفل قدميها، مغتصبة، منتهكة...

شعر بالخوف عليها، عندما رأى جسدها يرتعش...
قال بلهجة تشف عن القلق: أنتي كويسة يازهرة...
وعندما لما ترد عليه، أعاد سؤاله بذعر: أنتي كويسة يازهرة...
هزت رأسها بعنف نافضة ذكرى غير مرغوبة، ثم قالت بصوت متألم: أيوه كويسة...

ابتلع غصه ألمت بحلقه لرؤيتها هكذا، محدثا نفسه، لقد ندمت على معصيتي، وغيرت حياتي وظللت سنوات أكفر عن ذنبي.. ألم متى سأظل هكذا، ألم يحن وقت المغفرة؟
دون النظر اليها قال، فهو لم يقوى على رؤية عينيها: مسمعتش ردك لحد دلوقتي، قولتي أيه يازهرة...

نشب صراع بداخلها، فالزواج بينهم لن يكون مجرد صفقة ولكن زواج صفقة بالأضافة لعلاقة جسدية شعرت بألم شديد يغزو رأسها، هزت رأسها بأصرار.. فقد أتخذت القرار، حدثت نفسها، فالزواج منه سوف يحل جميع مشاكلها وفي نفس الوقت لا تستطيع أن تخبىء عنه هذا، الشيء، لا تستطيع الكذب، لكن قبل ردها يجب عليها تكون صريحة معه...

ردت بهدوء ظاهري: لزم تعرف كل حاجة عن زهرة قبل ماتسمع موافقتها، يمكن تغير رأيك...
قال بلهجة واثقة: مهمة قولتي مش هغير رأيي
_ أنا عندي ماضي مؤلم ولزم تعرف بيه
_ وأنا مش عايز أسمع حاجة، أنا مسامح على كل اللي فات، وهو ماضي زي ماقولتي وكل اللي حصل فيه أنا مش عايز أعرفه، أنا كل اللي يهمني الحاضر والمستقبل...

نظرت له بذهول: أنت أزاي كده، أنت أزاي موافق تتجوزني بعد اللي قولتهولك ورافض تسمع بقيت كلامي وبتقول الماضي ميفرقش معاك في حاجة، مايمكن اللي هقوله يفرق معاك
أجاب بثقة: وأنا بقولك مهما قولتي مش هسحب عرضي، والاحسن توفري على نفسك الكلام عشان مش عايز أعرف حاجة
ردت بهدوء: وأنا مش هقول حاجة، أنت هتشوف بعينيك...

سأل بفضول: تقصدي أيه
قالت زهرة: مادام أنت رافض تسمعني، أنا عايزاك تيجي معايا مشوار، وبعد المشوار ده هقولك ردي...
_ مشوار أيه
_ هتعرف لما نوصل هناك
بعدة عدة ساعات من قيادة السيارة والصمت كان سيد الموقف بينهم الا من بعض الكلمات القليلة بينهم، أوقف السيارة أمام المكان الذي أخبرته بالتوقف أمامه، عندما رأى اليافطة المكتوب على الفيلا...

نظر له باستغراب وقال: أنتي جبتيني هنا ليه
بلهجة كئيبة: دقايق وتعرف السبب اللي خلاني أجيبك هنا، كلها دقايق وتعرف سري التاني
رد بأصرار: وأنا قولتلك مش عايز أعرف حاجة
قالت زهرة بثبات: لزم تعرف مادام وافقت على الجواز منك
نظر له غير مصدق: أنتي قولتي موافقة
ردت بهدوء مؤلم: أيوه موافقة عشان خاطرهم...

شعر بالحيرة فقال مستفهما: مش فاهم كلامك، خاطر مين؟
قالت بلهجه يشوبها الوجع: تعالا معايا وأنت تعرف، وكويس أني جيت في وقت اللي بيطلعو فيه الجنينة
وعلى بوابة الملجأ، رنت زهرة على جرس البوابة، فقام الحارس بفتح الباب...
مبروك بابتسامة: أزيك يازهرة...

زهرة بابتسامة خفيفة: أزيك ياعم مبروك
أندهش مبروك من رؤية يديها الخالية فقال باستفسار: فين اللعب والحاجات الحلوة بتاعت كل زيارة
ردت زهرة: أنت قولت بنفسك الحاجات الحلوة بتاعت الزيارة
خبط على رأٍسه: أه، ده النهاردة السبت وأنتي طول السينين اللي فاتو بتجي الخميس، صح مش عوايدك، هو في حاجة حصلت...
ردت عليه بابتسامة حزينة: لا مفيش حاجة حصلت.. أصل البيه ناوي يتبرع للملجأ...

حدث نفسه بصمت، هو في أيه بالظبط وأيه الكلام اللي بتقوله...
مبروك بدعاء: ربنا يبارلك يابنتي، أنا طول خدمتي هنا مشوفتش حد زيك ملتزم في زيارته للملجأ وكمان كل أسبوع لزم تجيبي حاجات لأطفال الملجأ...
ثم نظر باتجاه أكنان: يارب كتر من أمثالك، الملجأ محتاج اللي زي حضرتك...

وعندما دلف الى الداخل وأبتعدا، تكلم بنبرة منخفضة: ممكن أفهم ايه اللي بيحصل ويقصد أيه الراجل اللي أسمه مبروك بكلامه...
لم تعي زهرة ماذا يقول فقد أنصب كل تركيزها عليهم وهم يلعبو ويمرحو مع باقية الأطفال...
كرر كلامه بلهجة أمرة: قوليلي أيه اللي بيحصل
عندما لم ترد عليه، لاحظ نظراتها الشاردة باتجاه بقعة معينة.. فوجدها تنظر الى مجموعة من الاطفال يلعبوا سويا...
هتف أحد الاطفال بسعادة عند رؤيتها: أبلة زهرة هنا...

أندفع الجميع باتجاهها عند رؤيتها، متجمعين حوالها
أحد الأطفال بعبوس: فين الحاجة الحلوة بتاعتي
زهرة بابتسامة: معلش يازوزو المرة الجاية عشان مكنتش عاملة حسابي، بس بدل الحاجة الحلوة هلعب معاكم أيه رأيك
هتف أحد الاطفال بمرح: نلعب أستغامية
ردت بابتسامة خفيفة: حاضر، ثم أقترب منها طفلين لهم نفس الملامح
هتفت ثرايا من على بعد في الأطفال: يلا ياحلويين وقت الغدا...

عندما لم يلتفتو الى نادئها وظلو واقفين بجوار زهرة، هتفت ثريا قائلة: الغدا بيتزا النهاردة
وعند سماع كلمة بيتزا، هرول الاطفال باتجاه قاعة الغداء، الا من طفلين
هتفت ثريا: تعالا ياوليد، تعالا ياأياد
هتفت زهرة من مكانها: أنا هجيبهم ليكي ياثريا...

دقق أكنان النظر لهم، لتتسع عينيه من الصدمة، فملامحهم تشبه أخته بيسان عندما كانت في نفس العمر، بصوت متحشرج مهزوز: مين دول
همست بخوف لكي لا يسمعها: دول سري التاني، دول ولادي...
ثم قالت بلهجة معذبة: لسه موافق تتجوزني
شعر بالارض تهتز تحت قدميه، رأي الارض تموج وغشيت الدموع عينيه، رفع رأسه داعيا بهمس: يالله أرحمني..
أستغربت رؤية الدموع في عينيه.. ثم سألت: في أيه؟

لكنه ظل صامتا للحظات ثم قال بنبرة معذبة: يلا نمشي دلوقتي
ردت بتمتمه: بس أحنا لسه جايين
هتف بانفعال: بقولك يلا نمشي، حصليني، ثم تركها وتحرك مبتعدا الى الخارج
نظرة لها زهرة بصدمة من ردت فعله، ثم وجهت نظرها الى الطفلين قائلة بابتسامة: يلا عشان الغدا..

أياد بلهجة طفولية: بس أنا عايز أقعد معاكي شوية
نغزه وليد في جنبه.. قائلا بخفوت: البيتزا هتخلص
ضحكت زهرة: ماشي ياوليد البيتزا أهم مني
رد وليد بأعتذار: أنتي أهم طبعا
زهرة بابتسامة: طب يلا بينا أوديكم، قبل مالبيتزا تخلص وتقولو أنا السبب
وأمسكت بيد كل طفل برقة حتى أوصلتهم الى غرفة الغداء وأطمئنت عليهم...

خرج من الحمام والابتسامة تعلو شفتيه، أخذ يدندن بالغناء.. ناظرا الي بيسان بمرح: بلاش تبوسني في عينيا
وأنتي ياسايقة في دلالك كتر الدلال زاد في جمالك
خطوتك ألحان في قوام سكران
له دلال فتان يخجل الأغصان
بلاش تبوسني عينيا
نظرت له بمكر ثم قالت بدلع: خلاص بلاش أبوسك في عينيك، عايزه البوسة فين؟

غمز لها قائلا: عايز فين دي متتقالش، دي تتفذ عملي، وأقترب منها، ليقرن كلامه عملي...
تقابلت العيون.. وأنحنت الرؤس مقتربة من بعض وقبل التنفيذ، رن هاتفه، هتف بغضب: حبكت دلوقتي...
همست بيسان: شوف مين؟

نهض من فوق الفراش.. وقال بضيق: أنا مش هشوف مين، أنا هقفل التليفون، وقبل أن يقوم بأغلاق الهاتف.. رأى رقم المتصل، كانت سعدة، تملكه القلق فهي لاتتصل بيه سوى للحالات الطارئة
رد زاهر: خير ياسعدة
سعدة بارتباك: الحق صفية هانم يابيه
زاهر بتوتر: مالها الهانم ياسعدة
_ وقعت من طولها مرة، والبيه الكبير مش موجود، هو في البرلمان...

_أنا هتصل بدكتوربكري يروحلها دلوقتي
_ أتصلت يازاهر بيه وهو موجود معاه
_ وقال عندها أيه
_ هو لسه موجود جوا معاها معرفش عندها أيه
قال بقلق: مسافة السكة ياسعدة هكون عندها، خليكي جنبها متتحركيش لحد ماأجي
تملكها القلق وهى تسمعها.. وعندما أقفل الهاتف، سألت متوترة: مالك يازاهر؟
زاهر بانفعال: أمي وقعت من طولها ومعرفش مالها، حضري الشنط بسرعة عشان راجعين أسوان دلوقتي
بيسان بقلق: أن شاء الله خير، ودقايق وهكون جاهزة
_ بسرعة يابيسان.

عندما أغلقت سعدة الهاتف، قالت بابتسامة: البيه قال جي دلوقتي...
زينت شفتي صفية أبتسامة منتصرة: زي ماهي خلته يمشي ويروح بيها الاقصر، عرفت أنا أجيبه على ماله وشه تاني، بقولك ياسعدة أكدت على دكتور بكري أنه ميفتحش بؤه بحاجة وأنه كل اللي يقوله بس أن ضغطها عالي
هزت رأسها بالأيجاب: أيوه ياهانم...

لمعت عينيها بكره: فاكره نفسها هتاخده مني، وعملتي بقيت اللي قولت عليه، رشتي الاوضة بتاعتهم
ردت سعدة: كل اللي قولتلي عليه نفذته بالحرف الواحد...
أشارت له صفيه بالأنصراف: أمشي أنتي دلوقتي، وأول مازاهر يوصل بلغيني
_ حاضر ياهانم..
علت شفتيها أبتسامة منتصرة وهي تشاهد أنصراف سعدة.

بعد فترة طويلة من السهر والتفكير المستمر، قرر كريم أخذ خطوة فارقة في حياته، فأتصل بوالديه، فهو لم يريد الذهاب وطلب يد ضحى للزواج من والدها الا بعد موافقة نيروز وفاضل، فهوأخبرهم بنيته الزواج من فتاة من عائلة ليست غنيه، ومن وقتها والحوارمحتدم بين نيروز وفاضل، مابين مؤيد ومعارض
نيروز بانفعال: وبعدين معاك يافاضل...

فاضل بحدة: ولا أقبلين، أنا مش موافق على الجوازة دي...
هتفت نيروز: ومش موافق ليه
_ عشان متنفعش ليه، مش مناسبة للعيلة، وقوليلي أنتي أزاي موافقة أبنك يتجوز واحدة زي دي
أستعادت هدوئها ثم قالت: عشان فكرت بعقلي شوية، قولت لازم أوافق وأنت كمان لازم توافق
تحدث بضيق: ولازم أوافق ليه؟

ردت عليه بثبات: عشان ميعاندش وتخسره برفضك، عشان هو دلوقتي شايف سعادته معاها، مستحيل تقنعه أنها متنفعوهش، لازم يعيش التجربة عشان لما يجي ينهيها ينهيها بمزاجه هو
تحدث بضيق: وأفرضي بقا عاجبته...
أبتسمت نيروز بمكر: ماهو لما يتجوز ويجيبها تعيش معانا هنا، يجي الدور علينا وأزاي نخليه يطلقها...
لمعت عينيه ببريق الفهم.. هتف قائلا: طول عمري بقول أن دماغك دي الماظ
أبتسمت بهدوء: أتصل بيه وقول ليه موافق، الاصل الممنوع مرغوب، ولما يشبع منها، نتصرف أحنا...

رن هاتف كريم، كان المتصل والده
تحدث فاضل وتصنع الابتسامة: مبرووك ياكريم
لم يستعب للحظات كلام والده فقال: مبروك على أيه
رد فاضل: أنا وافقة على جوازك من ضحى
لم يتوقع موافقة والده الفورية، فقال بعدم تصديق: موافق، موافق.

أخفى ضيقه بصعوبة وقال: طبعا موافق، بس مش هقدر أجي مصر الفترة الجاية في مشاكل جامدة في الشركة هنا..
أستفهم قائلا: مشاكل أيه اللي معرفهاش
رد بنبرة ثابته: ماهو أنت لو كنت موجود كنت عرفت، عشان كده بقولك أتجوز وأعمل الفرح في أقرب وقت عشان محتاجك معايا هنا...

فكر للحظات قبل الرد: هشوف الاول أهل ضحى
هتف فاصل بحدة: تشوف مين، هما كانو يقدرو يحلمو بواحد زيك، قال تسألهم قال، زي مابقولك ياكريم أعمل الفرح في أقرب وقت، بدل ماأسحب موافقتي بجوازك منها
_ طب خلاص متعصبش نفسك، اللي قولت عليه هيتنفذ
بمجرد أغلاق كريم الهاتف مع فاضل، أتصل مباشرة بعبد الفتاح...

_ السلام عليكم
تملك عبد الفتاح الفضول يريد معرفة سبب الاتصال: وعليكم السلام، خير ياكريم بيه
قال كريم بابتسامة: ملهوش دعي كريم بيه
_ ميصحش المقامات محفوظة
_ماهو ميصحش بعد ماأقولك أنا طالب أيد بنتك للجواز، من يوم ورايح قولي ياكريم، ضحك وكمل قائلا، ماهو أنا هكون في حكم أبنك
أمسك عبد الفتاح الهاتف، ونظر للشاشة بصدمة، غير ماصدق ماسمعت أذنه، فقال: أنت طالب أيد ضحى بنتي للجواز
رد بابتسامة: أيوه، أنا جي لحضرتك بكرا أتقدم رسمي...

بعد أمتصاصه لصدمته وأستعاددة هدوئه فكر بالمنطق: طب وأهلك رأيهم أيه في الجوازة دي...
تحدث بهدء والابتسامة تزيين شفتيه: موافقين، لو مكنوش موافقين مكنتش أتصلت بحضرتك، لسه والدي بملغني موافقته، هااا يحج قولت أيه، أجي بكرا أتقدم رسمى
علت أبتسامة الفرحة وجه عبد الفتاح عند سماع كلامه: موافق من دلوقتي، هو أنا أطول نسب زيك...

رد بابتسامة: ميعادنا بكرا أن شاء الله
وعندما أغلق عبد الفتاح هاتفه، صاح بفرح: ياااااأمينه، يااااااضحى
هرولت كلا من أمينه وضحى على هتاف عبد الفتاح
أمينه بخضة: خير ياعبدو بتزعق ليه
سألت ضحى هي الأخرى: في أيه يابابا
عبد الفتاح بلهجة تشوبها الغبطة: في كل خير ياضحى، زرغطي ياأمينة
أمينة بفضول: أزرغط على أيه
رد بابتسامة واسعة: في أن عريس جاي يتقدم لبنتك بكرا...

تغيرت ملامح وجهها الى العبوس، وقالت برفض: عريس أيه يابابا دلوقتي
رد عبد الفتاح: ده مش أي عريس، ده كريم بيه
وفجأة تبدلت ملامح وجهها العابسة الى أبتسامة هادئة
أطلقت أمينة زغرودة عالية، وأحضنت أبنتها قائلة: مبروك ياضحى...

أستغربت من تبدل حاله ومزاجه المضطرب، محدثة نفسها عن سبب تغيره، ماذا حدث هناك جعله شخص هائج...
عندما أًصبحا بداخل الشقة، نظر لها بأسف وعلامات العذاب بادية بوضوح على وجهه، بادلتها نظراته بنظرة ترقب، منتظرة منه الكلام...
وعندما ظل صامتا قالت بخفوت: حصل أيه في الملجأ، متمتمه بلهجة حزينة، طبعا رأيك أتغير، وخلاص عرفت أني منفعش ليك...

انتفض في وقفته عندما سمع كلامها، أغمض عينيه من شدة الألم، ظلت صامته في مكانها لا تقوى على الحراك، فجأة فتح عينيه، رأت الدموع في عينيه...
هذا المشهد قفز أمام عينيه، مافعله بها من أنتهاك لجسدها العفيف، تقلصت ملامح وجهه وأرتعش جانب فمه، ثم هتف فيها والدموع تنساب على وجنتيه: أنا اللي منفعش ليكي، أنا حيوااان...

نظرت له حائرة، فهي لا تفهم كلامه ولكنها شعرت بالشفقة تجاهه، لمست كتفه برقه: أهدى
رأى نظراتها الحنونة، فزاد بكائه، فهو لا يستحق هذه النظرة منها، أزداد الصراع بداخله، فقد حان موعد الاعتراف، لا يستطيع أخفاء جريمته الى الأبد، فهو يمتلك طفلين، طفلاه يعيشون في ملجأ، هتف بوجع: أاااااه.. أااااه
حاولت تهدئته فقالت برقة: أدعى ربنا يمكن ترتاح، أنا لما بكون تعبانة، بصلي وأدعي، أعمل زيي...

نظر لها بألم: أنتي أزاي كده، بعد اللي عملته معاكي، لسه قلبك طيب، أنتي حقك تمسكي سكينة وتغرزيها جوا قلبي وتريحني...
أستغربت كلامه، ودعوتها لقتله، ماذا حدث لكل هذا، نظرت له حائرة لا تفهم: ليه كل ده
هتف بهستريا: عشااااان.. عشااان أنا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة