قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد الفصل الخامس

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد الفصل الخامس

((صغيرة كنت أستعجل الأيام كي أكبر، والان أتوسل الأيام أن تعيدني حيث طفولتي وتنساني هناك))
أتى كريم الى شقة أكنان، وفي داخل غرفته
كريم باستفسار: قولي بقا عملت أيه في الصفقة بتاعت أيلون
أجاب بلامبالاة: معملتش حاجة، بتفرج وبضحك في سري على اللي بيعمله شهاب
كريم بضيق: ماهو لو كانت وصلتك أخر الأخبار مكنتش قولت كده
تحدث بهدوء: وأيه أخر الأخبار
_ فرح شهاب ودينا كان النهاردة وعزم أيلون ومراته على الفرح، وسمعت شوية كلام أن موضوع الصفقة بينهم بقا جدي، ماتعمل زيه لو حتى تمثيل وروح أتجوز وبعد ماتاخد الصفقة طلقها...

فجأة لمعت فكرة داخل عقله، نهض من مكانه بحدة، ناظرا الى كريم بابتسامة خافتة: صدق فكرة
نهض كريم هو الاخر مستفهما: فكرة أيه؟
رد بابتسامة متلاعبة: هتجوز
نظر له فاغر الفاه: أنت بتقول أيه؟ اللي سمعته ده صح.. أنت بجد ناوي تتجوز...
تحدث بهدوء: أيوه
كريم مستفهما: ومين بقا سعيدة الحظ اللي وقع عليها الأختيار..

ظل صامتا لعدة ثواني، ونظر الى كريم بثبات قبل النطق بكلماته: زهرة.. هتجوز زهرة
أنتفض في مكانه من صدمة ماسمع، قال برفض: ده بجد ولا هزار
_ ومن أمتى أنا بهزر.. أنا قررت وأنت السبب أن فكرة الجواز تطق في دماغي دلوقتي
_ وملقتش غير زهرة، في رجال أعمال كتير يتمنو يناسبو أكنان نجم، مفيش غير زهرة الخدامة، زهرة الوحشة
هتف في وجهه بحدة: أول مرة وأخر مرة تغلط فيها ياكريم، نظر له بتهديد، فاهم ياكريم أخر مرة، زهرة هتكون مراتي...

أندهش من رد فعله الحاد وقال بلوم: أنت بتزعقلي عشان بقولك أنها مش مناسبة ليك...
أكنان بلهجة قاسية: بلاش ياكريم، زهرة خط أحمر...
تنفس كريم بعمق وحاول التكلم بالمنطق: اللي شايفة من أنفعالك عليها، أن الموضوع ملهوش علاقة بالصفقة، وكأنك مصدقت أفتح الكلام في الجواز عشان تقول هتجوزها، أحنا أكتر من الاخوات يأكنان وعايز مصلحتك، ليه زهرة بالذات، مع أنها، من غير ما تتنرفز عليا تاني، مع أنها مش حلوة وأنت قصادك بنات ولا ملكات الجمال، ده غير المستوى الاجتماعي، أيه الحكاية بالظبط؟ وليه زهرة بالذات...

أجابه بذهن شارد: أول مرة شوفتها أول مرة أسمع صوتها، تنهد بعنف، أه من صوتها لمس كياني من جوا ومكنتش أعرف ليه، حسيت بأحساس خفي بيشدني ليها، بالرغم أن شكلها كان تحت العادي ومفهوش شيء ملفت، حسيت برباط وهمي بيشدني ناحيتها، معرفتش في الاول أحدد ليه هي بالذات دون عن كل البنات اللي شوفتهم هي بالذات جذبت أنتباهي، عملت كل حاجة عشان تفضل تحت عيني، ولما رفضت تشتغل عندي، اشتريت الكافيه اللي شغاله فيه وقفلته عشان تبقا من غير شغل.. ولما كانت بتدور على شغل وتتعين فيه...

كنت بخلي صاحب الشغل يرفض ويمشيها، وفي يوم ماكنتش عامل حسابه نجم شغالها في الشركة وفي مكتبه وده كان مش بأمري أنا، وبعدين تهمتها بسرقة ملف مهم وبسبب كده اترفدت وأنا ههددتها لو مقبلتش تشتغل عندي في البيت هسجنها، قال كلامه وهو مستغرق في التفكير.. غير واعي لنظرات كريم المذهولة، أعقب كلماته بالعديد من التنهيدات، وبعدين موضوع مرض والدتها حسيت بحزنها كأننا شخص واحد مقدرتش أسيبها وكل اللي كنت بعمله معاها مكنتش أعرف سبب ليه، لحد ماأخيرا عرفت أني مقدرش أعيش من غيرها ممكن أقول أحب أو أحساس بالذنب أو الاتنين مع بعض، بس اللي متأكد منه دلوقتي أني قررت أتجوزها، قال له معظم ماحدث وظل صامتا عن السبب الرئيسي.. فهي ستكون زوجته...

هز رأسه بصدمة: يااااه يأكنان كل ده عملته فيها، أول مرة أشوف كده، وهي ردها هيكون أيه؟
وأحساسها ناحيتك نفس أحساسك بردو...
توقف فترة قصيرة مسترجع حديثه معاها عن الحب وأجابتها أنها لا تريد الحب ولكن شخص يحترمها ويقدرها كما هي...

أجاب كريم على نفسه دون أنتظار رد أكنان: هو ده سؤال بردو، طبعا بتحبك وكل اللي عملته معاها زمانها نسيته عشان خاطر سواد عيونك وضحك بخفة أنا مشوفتش واحدة لحد دلوقتي مش بتحبك دول بيترمو عليك زي النمل، مركز ومال وجمال، دي طاقة القدر أتفتحت ليها، أكيد ماهتصدق وهتوافق علطول، وهتكلمها أمتى..

حدث نفسه قائلا: يبقا متعرفهاش، هسألها ومن أجابتها هعرف أذ كانت تعرفني ومخبية ولا لأ، وحتى لو تعرفني وقالت لأ أو حتى قالت أه، أنا مستحيل أسيبها بعد ماحبيتها وعرفت أنها زوزو، مستحيل أسيبها تضيع من أيدي، أنا فضلت سينين أدور عليها عشان أكفر عن ذنبي في حقها، عشت سينين بتعذب على اللي عملته فيه وجاه اليوم اللي لزم أصلح جريمتي في حقها...

تحرك باتجاه الشرفة ونظر الى السماء طالبا من الله أن يغفر له معصيته...
هتف مكررا سؤاله عندما ظل أكنان صامتا: أكناااان
التفت له ورد عليه بنظرات شاردة: نعم ياكريم، كنت بتقول أيه
_بقولك هتكلمها أمتى
_ مش دلوقتي بعد مايمر كام يوم على الاقل عشان وفاة ولدتها
_ أنا عايز مصلحتك ياأكنان، وعايز كل خير ليك، وبتمنى ليك كل السعادة، ثم أحتضن أكنان حضن أخوي...

أتصلت أبتسام بأحمد عدة مرات تتوسل له الحضور ولكنه كان في كل مرة يرفض...
وخلال هذا ألاتصال قررت التوسل له للمجيء...
تجهم وجه أحمد لرؤية رقم المتصل، تحدث بضيق: نعم يامدام أبتسام...
قالت له برجاء: لو سمحت ياأحمد، حاول تسامح وخلي قلبك كبير، أنا مش بقولك عشان خاطرها أرجع بس أرجع عشان خاطر بناتك، حرام يتربو بعيد عن أمهم وأبوهم...

رد بانفعال: كده أحسن ليهم، بدل مايكبرو وسط المشاكل وشايفين أبوهم بيكره أمهم، أنا مبقتش طايق أسمع أسمها..
قالت بتوسل: عشان خاطر العشرة اللي كانت بينكم، تعالى شوفها، رشا تعبانة أوي وجالها أنهيار عصبي وحاولت تموت نفسها، لو في عندك شوية شفقة ناحيتها، تعالى شوفها وجودك هيفرق معاها وهيخففها
تركزت حواسه على أخر كلمات أبتسام، مرددا في نفسه، أنهيار عصبي ومحاولة قتل نفسها، زينت شفتيه ماكرة ثم قال: رشا جالها أنهيار عصبي..

_ أيوه، مستحملتش تبعد عنك
_ وحاولت تموت نفسها
_ أيوه
_ يبقا معندهاش الاهلية أنها تربي البنات
_ تقصد أيه بكلامك ياحمد
تحدث بمكر: قصدي مكالمتك ليا جات بفايدة كبيرة ليا، عشان بعد ماأقفل معاكي، هكلم المحامي بتاعي يرفع قضية يثبت فيها أن رشا غير جديرة بحضانة البنات
هتفت برعب: حرام عليك، دي ممكن رشا تروح فيها
أغلق أحمد الهاتف دون الرد عليها، لتزيين شفتيه أبتسامة منتصرة، محدثا نفسه، هجبلك حقك يازهرة حتى لو كان متأخر، وأكيد هيجي يوم وتسامحني...

خرج كريم من عند أكنان وهو شارد الذهن، فأكنان سوف يتزوج من خادمة عنده ليست ذات جمال أو مال، سيتزوجها لأنه واقع في غرامه ولم يبالي بأي فروقات أجتماعية بينهم، وهو كريم خائف، حاول الابتعاد وقتل مشاعره الوليدة بسبب أنها لا تناسبه، حدث نفسه، الى متى ستقاوم مشاعرك، فأنت قضيت العديد من الليالي تفكر بها، لا أعرف كيف ومتى حدث ذلك، ولكن الذي أعرفه الأن، أنا لا أستطيع الاستمرار هكذا، هز رأسه بتصميم وتمتم بخفوت: أكنان كان شجاع بقراره، خليك زيه، خليك شجاع...

أخرج هاتفه وأتصل بمحسن
تحدث بثبات: بقولك يامحسن
_ نعم يابيه
_ معاك نمرة تليفون عبد الفتاح والد ضحى
_ أيوه، هو حاول يتصل بيك كتيرعشان يشكرك على اللي عملته مه بنته.

_ طب أديه نمرة تليفوني وخليه يتصل بيا
سأل بفضول: حضرتك كنت رافض في الاول، ليه وافقت دلوقتي
هتف كريم: ملكش فيه يامحسن.. وأعمل اللي أقولك عليه من غير كلام، أتصل بيه دلوقتي
أبتلع ريقه صعوبة ثم قال: حاضريابيه
بمجرد أغلاقه مع كريم قام بالاتصال بعبد الفتاح، وقال له أن كريم قال أن رقمه متاح له في أي وقت..

ظل زاهر وبيسان طول النهار في غرفتهم، وفي الخارج كانت صفية تشعر بالغيرة، فقررت قطع لحظات سعادتهم، وأمسكت فتحي بين يديها، ثم طرقت على الباب، فتح لها زاهر والابتسامة تزيين شفتيه: مساء الخير ياست الكل مطت شفتيها ثم قالت: مساء الخير...

تغيرت ملامح زاهر وأختفت أبتسامته عند رؤية فتحي
لحظت صفية نظراته، لكنها أدعت عدم رؤية أنزعاجه ف
نظر زاهر الى داخل الغرفة يتأكد من عدم وجود بيسان في الغرفة وأنها لازالت في الحمام، التفت الى والدته: الجميل أخباره أيه
هزت رأسها ولوت شفتيها قائلة: زعلانة منك.

لازالت عينيه على الداخل.. تحدث مستفسرا: وأنا أقدر أزعلك بردو.. طب أنا عملت أيه زعلك
مطت شفتيها قائلة: عشان منزلتش على العشا أنت ومراتك، كان نفسي أقعد معاك
ضحك زاهر: ياااه وزعلانة مني عشان كده، قبل رأس والدتها، متزعليش مني ياست الكل، والجايات أكتر...
صفية بضيق: بردو زعلانة
أحتضنها زاهر بحب، ثم تحدث برقه: عريس سماح المرة دي عشان خاطر أبنك العريس.. وأخذ ينثر على وجهها العديد من القبلات.. قائلا برجاء، سماح المرة دي..

أبتسمت صفية غصب عنها: خلاص مش زعلانة، هي فين مراتك، مطلعتش تسلم عليا
_ في الحمام
_ خلاص هدخلها عشان أسلم عليها
حدث زاهر نفسه، فكر في حل للمشكلة دي، دي لو بيسان شافت فتحي مش هقدر أسكتها كفاية أمبارح، رسم على وجهه أبتسامة هادئة: بيسان لسه داخلة وبتتأخر على الاقل بتقعد جو ربع ساعة، لما تطلع هوصلها السلام...

صفية في سرها، ياخسارة كنت عايزها تسلم على فتحي، تحدثت قائلة: خلاص هخليها وقت تاني، وخلي بالك على صحتك
زاهربابتسامة: حاضر ياست الكل، وبمجرد أنصرافها أغلق الباب.. وأسند ظهره عليه متنفسا براحة...
خرجت بيسان من الحمام، سألته باستغراب: مالك ساند على الباب كده ليه، هو في حاجة؟

زاهر بابتسامة: دي كانت ماما بتطمن وبتسلم عليكي
هزت رأسها: أااه، الله يسلمها
أقترب زاهر منها ثم أحتنضنها برقة، وقال: البسي عشان هنخرج
أبتسمت بحب: هنخرج فين؟
أبتسم بنعومة: خليها مفاجأة
وبعد ذلك بفترة، أخذ زاهر وبيسان يتجولان في جزيرة الفنتين...

سألت بيسان بفضول: أيه التمثال ده
قال زاهر: كبش خنوم أله الجزيرة، كان أهل الجزيرة بيعبدوه...
هزت بيسان رأسها: أااه، يعني راس الخروف ده الناس في الفترة دي كانو بيعبدوه
أبتسم بخفة: أيوه
أمسك يديها بحب وتجولا في أنحاء الجزيرة، نظرات بيسان كانت كلها أنبهار وأعجاب...

قال زاهر برقة: لما تتعبي من المشي قوليلي عشان نرتاح شوية...
ردت بضحكة مرحة: قول أنت اللي تعبت
رد عليها هو الاخر ضاحكا: مين ده اللي تعب، يلا بينا
رأت بيسان درجات سلم شبه متهدمة تؤدي الى الاسفل، فقالت: عايزه أشوف ايه اللي تحت وأشارت الى السلالم
نظر الى حركة يديها، عبس للحظات: في يافطة مكتوب عليها ممنوع الاقتراب، ده غير السياج اللي حواليه، والسلالم مش سليمة...
نظرت له برجاء: بليزززز يازاهر، عايزه أشوف اللي تحت...

أستجاب زاهر لنظراتها فقال مستسلما: يلا بينا، قبل ماحد يشوفنا ونتمسك فيها
اخترق كلاهما السياج وعندما وصلا الى الاسفل وجدا نفسهم في أرض خلاء تكسوها الاعشاب البرية...
همست وهي تقترب بلاعي منه: المكان هنا كئيب
قال موافقا وهو يلف ذراعيها حوالها: عندك حق هو كئيب عشان ضوء الشمس مش بيوصل ليه...

همست بيسان: يلا بينا نمشي من هنا، أصطدم حذائها بشيء صلب، أنحنت وبدأت تنبش لرؤية ماهية هذا الشيء، شهقت وهي تمسكه بين يديها شيء على شكل أناء: وواو
، لزم نقول للسلطات أننا لقينا قطعة أثرية
أبتسم قائلا: أكيد هما عارفين بوجودها هنا، والمكان شكله تحت التنقيب، يلا بينا نمشي قبل ما حد يشوفنا من الحرس.

وفي الاعلى هتف الحارس صائحا مناديا زميله: الحق ياخليل حرامية آثار
أقتربت تحتمي فيه، قالت بخوف: بيقول علينا حرامية
أحكم ذراعيه حوالها أكثر لبث الطمأنينه: متخافيش مش هيحصل حاجة...

فار منها فنجان القهوة مرتين بسبب بكائها فقامت بأعداد فنجان القهوة له للمرة الثالثة وهي تبكي، ناعية ظروفها القاسية، فهي أتيت العمل بعد يومين من وفات والدتها، مكتوب عليها عدم الراحة، عدم البكاء، ومازاد الطين بلة ماحدث هنا منذ قليل، واكتشافه تنكرها وتهديده لها بالسجن لو لم تقل الحقيقة، هزت رأسها بألم وازدادت دموعها انسيابا، فهي تشعر بالقهر وقلة الحيلة، عندما قالت له مليش شغل تاني هنا، دعت في سرها ان تظل في العمل هنا ولا يطردها، بسبب ماحدث لها ليلة البارحة جعلها في أشد الاحتياج الي كل جنيه معاها هذه الفترة، فكالمة مادام ليلى في منتصف الليل قلبت موازين حياتها، هتفت بخفوت متألمة: أااااه...

ذهب إلى المطبخ للاطمئنان عليها عندما تآخرت على إعداد فنجان قهوته...
انتفض في وقفته عندما سمع صوتها المشبع بالألم، شعر بوخز حاد فهو شارك في عذابها وبدون أرداة منه وأفعاله معاها حتى هذه اللحظة تزيد في عذابها...

أقترب منها، وقال بلهجة رقيقة: زهرة
أول ماسمعت صوته بجوارها، مسحت دموعها ودون الإلتفات له، ردت: نعم
تحدث بلطف: روحي شقتك ومتجيش بكرا ولا بعده، وخدي الاجازة اللي أنتي عايزها، أنا جيت عليكي لما جبتك هنا النهاردة، حدث نفسه، غصب عني...

تنفست بعمق قبل الالتفاف له، ردت عليه بصوت حزين: أنا مش محتاجة أجازة، أنا اللي محتاجها دلوقتي الشغل، وزي ماقلت ليا خدي بقيت اليوم اجازة، الكام ساعة دول أنا محتاجهم وبكرا هكون موجودة في ميعاد الشغل
تحدث بنبرة أسف: متزعليش مني عشان هددتك بالسجن وعشان زعقتلك امبارح وجبتك الشغل وكنت قاسي في معاملتي معاكي...

نظرت له غير مصدقة، أكنان بيه يعتذر لها هي الفتاة الفقيرة، همست متمتمه: اللي عملته معايا في مرض ماما يخليني أسامح ومقدرش أزعل، ثم وضعت القهوة في الفنجان وقالت: قهوتك جاهزة، ممكن أمشي...
رد برقة: أمشي...
بمجرد خروجها من المبنى، أنطلقت مسرعة للحاق بالقطار...

أقتاد زاهر وبيسان الى القسم بتهمة السرقة، لم يلبثو في القسم كثيرا، بمجرد معرفته بمن يكون وهو أبن من، خرجا في الحال...
بيسان بأسف: متزعلش مني...
تمالك أعصابه ورد بهدوء: مش زعلان وهزعل ليه، ودي حاجة تزعل بردو، أنه يتقبض عليا أنا ومراتي بتهمة السرقة
شعرت بالسخرية في صوته فقالت بحدة: طب أنا غلطانة وأنتي مش غلطان، ليه سمعت كلامي مادام عارف أن الموضوع فيه ضرر
_ عشان مقدرتش أرفض.. مقدرتش منفذش أي حاجة نفسك فيها...

_ خلاص بقا، فك التكشيرة دي، وأبتسمت ضاحكة، نحن نختلف عن الاخرين واتفحسنا في القسم في شهر عسلنا
ضحك على عفويتها ونسى ضيقه: نحن نتميز على الأخرين...
بيسان بدلع: أسوان طلعت حلوة أوي، عايزه أشوفها كلها، وكمان عايزه أروح الأقصر...
رد بابتسامة: كل اللي نفسك فيه هعمله...
_ ونفسي في حاجة كمان بس ياريت متفهمنيش غلط
_ حاجة أيه يابيسان..

شبكت أصابع يديها بتوتر.. ثم قالت: أنا مش عايزه، مش مرتاحة في البيت عندكم، من ساعة ماشوفت فتحي وعرفت أن فيه منه كتير، بليزززز يازاهر، خلينا نقعد في أي فندق هنا بلاش البيت...

شرد للحظات مفكرا في صعوبة تنفيذ طلبها، وتذكر ماحدث منذ ساعات وتصميم والداته على أحضار فتحي معاها الى غرفته بالرغم ماحدث أمامها من خوف بيسان منه، وشعر بأن حركتها مقصودة، ولو أستمر في المبيت في البيت، فلن تتوانى أمه عن أرعاب بيسان، وسوف تحدث العديد من المشاكل بينهم، هو بغنى عنها، وليس أمامه سوى قضاء شهر العسل والمبيت في مكان أخر، فكر حتى توصل الى حل لمشكلته.

كررت بيسان قائلة: قولت أيه يازاهر
بابتسامة هادئة: حاضر يابيسان، والنهاردة هنسافر الاقصر، بس اللي هقولك عليه يتنفذ
بيسان بفضول: اللي هو أيه
تحدث بجدية: أنا هقول أن جالي شغل في الاقصر ولزم أروح هناك، وكده همشي من غير ماحد يزعل، أتقفنا هنقول أيه
بيسان بابتسامة: طبعا...

بمجرد أعطاء محسن رقم الهاتف الى عبد الفتاح، قام بالاتصال مباشرة بكريم، وشكره على مافعله، وقام بعزومته على العشاء عندهم في المنزل، وفي داخل الشقة كانت في حالة التأهب القصوى من تنضيف وأعداد الطعام للضيف...
وعند الانتهاء من تناول الطعام وهما جالسين في غرفة الجلوس
كريم بابستامة: أول مرة أكل أكل بالطعامة والحلاوة دي
ردت أمينة: صحة وهنا، ثم نظرت باتجاه أبنتها، مش أنا لوحدي اللي عملت الاكل ده كله، ضحى ساعدتني فيه..

نظر الى ضحى وقال: تسلم أيدك ويابخت اللي هتتجوزيه
أحمرت خدودها من الخجل ونهضت واقفة: أنا هستئذن، وخرجت مسرعة
نظرت أمينة الى كلاهما بتركيز ولحظت بنبرة الاعجاب في صوته، وخجل أبنتها، ودعت في سرها، بالخير لأبنتها وتعويضها، همست بخفوت، يارب
تحدث عبد الفتاح: مادام الاكل عاجبك أوي، يبقا تشرفنا علطول، دي أبسط حاجة ممكن أرد جمايلك اللي هفضل أشيله فوق راسي طول العمر...

كريم بابتسامة: ملهوش داعي الكلام في الموضوع ده...
رد عبد الفتاح: عندك حق يابني، هتكمل حلاوة القعدة بلعب الشطرنج، ليك في الشطرنج
رد كريم: طبعا ليا دي لعبتي المفضلة
هتف عبد الفتاح لزوجته: هاتي علبة الشطرنج
ذهبت أمينة الى المكتبة مسرعة وأحضرت لهم الشطرنج..
كان الجو مشبع بأصوات ضحكاتهم، ولأول مرة منذ فترة طويلة يشعر بالسعادة والجو الاسري الحقيقي...

وبعد فترة طويلة، نظر كريم في ساعته فوجدها قاربت على منتصف الليل.. هتف بذهول: ياااه الوقت فات بسرعة من غير ماحس
رد عبد الفتاح بابتسامه: وأنا زيك
_ هستئذن الوقت أتاخر ونهض من مكانه
_ ماهو لسه بدري
_ ولا بدري ولا حاجة ياراجل ياطيب..

قام عبد الفتاح بتوصيله حتى باب الشقة
قال مودعا: السلام عليكم.. وبيتنا منور ليك في أي وقت
رد بابتسامة هادئة: وعليكم السلام...
قاد كريم سيارته وهو يشعر براحة بهدوء نفسي وسعادة غارمة...
وفي شقة عبد الفتاح وداخل غرفة نومهم
أمينة بابتسامه: أنا مشفوتش حد بأخلاق كريم، أنسان في قمة التواضع.. وهو معانا محسسناش أنه أحسن منه..

عبد الفتاح بهدوء: عندك حق كريم ده أبن أصول
دعت أمينة: يارب يكون من نصيبك يابنتي
نظر له بدهشة: أيه اللي بتقوليه ده
_ بقول اللي حسيت بيه
_ وحسيتي بأيه
ردت بثقة: أنه أن شاء الله هيكون عوض بنتي
تمتم عبد الفتاح: يسمع من بؤك يأمينة...

وبعد مرور أسبوع
في أحدى الفنادق الفاخرة وبداخل أحد الغرف
بيسان بدلع: أنا مبسوطة أوي معاك ومكنتش متخيلة الصعيد هتكون بالجمال ده، الجو هنا حلو أوي
أحاطها بكلتا ذراعيه هامسا بحب: هو أنتي لسه شوفتي حاجة، صدقتني لما قولتلك هتكوني مبسوطة أوي
أسندت رأسها على صدره وقالت بابتسامة: أيوه...

زهرة كانت تبكي وحدثت نفسها: يارب حلها من عندك يارب...
هتفت كاترينا: زهرة ياااازهرة
فاقت زهرة من شرودها ردت عليها بحزن: نعم ياكوكو
كوكو بعطف: مالك يازهرة
_ مليش أنا كويسة ياكوكو، كنت بتنادي ليه
_ أكنان بيه عايزك في أوضته
_ ثواني وهعمله فنجان قهوته
_ هو قال مش عايزه قهوة، هو قال عايز يقابلك
سألت زهرة بفضول: متعرفيش عايزني ليه؟

ردت كاترينا نافية: لأ معرفش...
وبمجرد دخول زهرة الى داخل غرفته، أشار لها بالجلوس: أقعدي يازهرة، عايزه أكلمك في موضوع مهم
بعد ماجلست سألت متوترة: خير يأكنان بيه
قال أكنان بحسم: بلاش أكنان بيه، قوليلي من يوم ورايح أكنان وبس
زهرة بلجلجة: ميصحش ياأكنان بيه
تحدث بأصرار: ماهو بعد الكلام اللي هقوله ليكي وبعد موافقتك، مينفعش تقوليلي أكنان..

شعرت بالفضول فسألته قائلة: موضوع أيه
نظر لها بتركيز قبل نطق كلماته: تتجوزيني يازهرة...
أتسعت عينيها بصدمة: بتقول أيه
كرر كلماته: تتجوزيني
سألت مصدومة: أنت عايز تتجوزني أنا، طب ليه؟

تحدث بهدوء: في صفقة داخل فيها وعشان تبقا في جيبي لزم أكون متجوز، صاحب الصفقة راجل تقليدي والمشروع عبارة عن منتجع سياحي أسري، فلزم اللي هيفوز بالصفقة يبقا مؤمن بالعلاقات الاسرية، وأنا للاسف سمعتي مش حلوة في السوق
سألت باستفسار: وليه أنا بالذات، البنات كتير
عينيه لم تزحزح قيد أنملة من على وجهها.. تابع تعبيرات وجهها بدقة بالغة، ردها كان طبيعي...

تحدث بهدوء: عشان أنتي وقت لما أقول هننفصل مش هتتكلمي مش هتعملي فضيحة، ليه أنتي بالذات؟ عشان واثق فيكي...
قالت بتوتر: بس مينفعش تتجوزني
نظر لها بأًصرار: فاكرة لما قولتي نفسك تردي ليا جزء من جمايلي عليكي، أهو أنا بقولك ردي عن طريق تقبلي أنك تتجوزيني
ردت برفض: بس أنا مينفعش أتجوزك
سأل بعناد: وليه مينفعش..

بلهجة يشوبها الألم: عشان أنا منفعش للجواز ليك أو لغيرك، مينفعش أتجوز ومكنش صريحة مع الشخص اللي هتجوزه.. مينفعش أكذب وأخبي، وعشان مينفعش أقول الحقيقية لأي أن كان، فعشان كده بقولك أنا منفعش للجواز، أنا لا أنفعك ولا أنفع غيرك، أفهم بقا
هتف أكنان: أيه السبب؟

هتفت بألم: عشان أنا مغتصبة، عرفت ليه؟ عرفت ليه رافضة الجواز، عرفت ليه عملت في نفسي كده، عرفت ليه مخبية شكلي الحقيقي، عشان كرهت نفسي، كرهت نظرات الطمع ليا، نظرت له والدموع في عينيها، لسه بردو عايز تتجوزني
شعر بسكاكين تنغرز داخل قلبه مع كل كلمة تنطقها، سيطر على مشاعره بصعوبة، قال بهدوء مفتعل: أيوه لسه مصمم أتجوزك...
أتسعت عينيها بالصدمة ثم قالت: عايز تتجوزني، قابل على نفسك تبقا في ذمتك بنت مغتصبة
هز رأسه بالأيجاب: أيوه يازهرة قابل على نفسي، عشان ده مكنش ذنبك وأنا متأكد من كده..

شردت للحظات في الايام الماضية ومعاناتها وأحتياجها للمال، حدثت نفسها قائلة: وافقي يازهرة، وااافقي.. واااافقي، جوازك منه هيحل ليكي كل مشاكلك، أنتي قولتلو الحقيقة وهو مصمم يتجوزك، لأ يازهرة مقولتيش ليه كل الحقيقة، وسرك التاني، مش لزم يعرفه ده بيقولك الجوازة عبارة عن صفقة، مجرد صفقة، هزت رأسها نافية، وحتى لو صفقة أنتي هتتجوزي على سنة الله ورسوله جواز شرعي.. يعني مينفعش تخبي عليه ولزم يعرف كل حاجة، أنتي مش كده يازهرة، حتى لو جواز مصلحة هو هيكون جوزك ولزم يعرف كل أسرارك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة