قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد الفصل الخامس عشر

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد الفصل الخامس عشر

بعد مضي فترة من الوقت، أكنان كان في قمة توتره، بمجرد دخول همام، هتف بانفعال: عرفت المكالمة جايه منين...
رد همام بنفي: لأ معرفناش، المكالمة مموهة عن طريق الأقمار الصناعية
أكنان بغضب هائل: أزاي معرفتوش المكان
أجاب همام بارتباك: مستحيل نعرف طريقها، للأسف ياأكنان بيه...
رن هاتف أكنان، معلنا وصول رساله له، فتح الرسالة وجلس...

بسرعة التفت أكنان بمقعده بحدة، ونظر لتسجيل بتركيز، وقد علت ملامح الفتكير العميق على وجهه، وهو يعيد التسجيل مرارا وتكرارا، تاره ينظر الى الفراغ وتاره الى الفيديو، وعندما أنتهى الفيديو، وقف منتفضا في مكانه وأخذ يضرب بكلتا يديه بعنف على سطح المكتب، وأخذ يصيح بغضب هادر: عايز دينا عندي بأي طريقة...

ارتعب الكل وقال أحدهم: حاضر ياأكنان بيه..
بمجرد خروجهم قام بالأتصال بكريم...
أستيقظ كريم من نومه على رنين الهاتف، نظر الى الشاشة، فوجد المتصل أكنان، حدث نفسه، خير ماهي المصايب مش بتوقف...
قال كريم باستفسار: خير ياأكنان
رد عليه بلهجة منفعلة: مفيش خير خالص ياكريم، الواطي شهاب خطف مراتي والولاد...

تلاش النوم من عينيه، ونهض على الفراش جالسا، أستيقظت ضحى هي الأخرى، نظرت له بقلق ثم سألته مستفهمة: في أيه ياكريم
أشار لها بيديه ثم أكمل كلامه: أزاي حصل وأمتى؟
_ بعدين ياكريم، عايزك تجيلي الفيلا دلوقتي وتتصل بكل معارفك في الداخلية، عشان لما نروح المكان اللي خاطفهم فيه، نكون متجهزين من كله...
_ مسافة السكة وهكون عندك...

سألت ضحى بقلق: ماتقولي حصل أيه؟ طمني ياكريم
كريم بملامح عابسة: مرات أكنان وولاده أتخطفو، والخاطف منافس لأكنان...
شعرت ضحى بقدميها لا تستطيع حملها فجلست على الفراش، وقالت بانيهار: زهرة وولادها أتخطفو، أااه يازهرة مش مكتوبلك تفرحي في حياتك
لم يستوعب كلامها، فقال مستفسرا: زهرة اللي هي مين بالظبط
تنهدت بألم وقالت بشرود: زهرة مرات أكنان..

جلس بالقرب منها وسأل: ثواني كده ياضحى أنا مش فاهم ولا كلمة من اللي بتقوليه، خلي كلامك أوضح
قالت برجاء وهي تفرك أصابع يديها بشدة: أوعدني ياكريم أنكم ترجعو زهرة هي والولاد، أوعدني، أنسابت دموعها وهي تتوسله
مرر أصابعه في شعرها وقال: أوعدك ياضحى، أوعدك انها ترجع هي والولاد، قوليلي أيه الحكاية بالظبط
بلهجة خافتة متألمة: هقولك ياكريم، وبدأت تحكي حكاية زهرة مع أكنان حتى وقتنا الحالى...

هتف بصدمة: ياااه كل ده حصل ليها، دي تعبت أوي في حياتها وأزاي أكنان يعمل فيها كده
ردت بلهجة كئيبة: خلاص من مش وقته الكلام ده، المهم دلوقتي أنك تساعده ومش يجرالها حاجة، زهرة أكتر من أخت ليا ووافقت معايا كتير، دموعها أنسالت بغزارة على وجنتيها
مسح بأصابع يديه دموعها وقال برقة: دموعك غاليه عاليه ياغالية، أوعدك زهرة والولاد يكونو في بيتهم النهاردة..

أبتسمت من بين دموعها: بجد هترجع النهاردة
قبلها على وجنتيه: طبعا، همشي وأسيبك دلوقتي
_ متنساش تطمنيني ياكريم
_ أول ترجع، هتصل بيكي علطول
في الفيلا عند أكنان، كانت دينا مقيدة القدمين واليدين على الكرسي
وأمامها أكنان وكريم..

أكنان بغضب هادر: هتقولي العنوان اللي مخبين فيه مراتي وولادي ولا أسيب رجالتي يقومو معاكي بالواجب
كانت تلهث من الخوف: أنا معرفش حاجة، أنا أصلا معرفش أنك متجوز
قال بضحكة شريرة: بلاش لف ودوران يادنيا، قولي المكان اللي خاطفينهم فيه بالذوق، لحد اللحظة دي وبالي طويل معاكي ومستعلمتش العنف...
بدأت دينا في البكاء: معرفش معرفش..

لاحت ابتسامة قاسية على وجهه ثم قال: تعرفي مكانهم فين.. وقام بوضع شاشة الهاتف وعمل زوم على نقطة معينة، وأشار بيديه، مش ده بردو الخاتم اللي كنت مديهولك هدية، بيعمل أيه في الاوضه اللي مخطفوه فيها مراتي وولادي
نظرت بعينيها الى أصبعها فوجدته فارغ، تذكرت عندما ضربتها بالقلم على وجهها، الرعب ملأها خوفا وكاد يقتلها، توسلت له: أناااا، أناااا مليش دعوة
صاح فيها كريم بصوت عالي أرعبها: قولي العنوان، ثم أشار للحارس بأدخال الكلب...

الحارس أدخل الكلب كان أسود اللون ضخم الحجم، أرتعبت دينا من رؤيته ووجها لمع بحبيبات العرق
قال أكنان مكملا: لو مقولتيش العنوان دلوقتي هسيب عليكي الكلب ينهش في لحمك اللي يستاهل يتقطع بسبب اللي عملتيه أنتي وشهاب
أوقف الحارس الكلب أمامها الذي نبح بصوت عالي ومخيف واللعاب أنساب من جانب فمه
بصوت مرتجف: هقول العنوان.. بس أبعدو الكلب ده من وشي..

أشار أكنان للحارس، فقام بأبعاد الكلب وصاح فيها بقوة: قولي
_ حاضر هقوم ثم قامت بأعطائه العنوان وخريطة تفصيلة بالمكان وبعدد الحراس وبالمكان الموجودة فيه زهرة
وقبل خروجهم قال للحارس: خلي الكلب معاها في الأوضة وغمز لها
وبخطوات مسرعة خرج أكنان وكريم من الغرفة، أخرج كريم هاتفه مباشرة وقام بالأتصال باللواء مدير مديرية ألامن، وعندما أغلق هاتفه
بأنفاس متوترة قال أكنان للرجال المتواجدين أمامه: مش عايز أي أخطاء، أحنا هنطلع ومعانا قوات من الداخلية..

أخذ أكنان نفس عميق ليهدىء من خوفه وتوتر، شرد ذهنه في زهرة وأطفاله ومدى خوفهم في الوقت الراهن وهو ليس بيديه حيلة وشعور عارم بالغضب أخذ يتأكله من الداخل لأنه لم يستطع حمايتهم
قطع شروده صوت كريم: يلا يأكنان العربيات جاهزة

داخل غرفة زاهر في المستشفى، بمجرد أعلام صفية باستيقاظ أبنها ذهبت اليه مسرعة...
شعر زاهر بوجود شيء بينهم، فكل منهما يتجنب النظر الى الأخر لكنه لم يعلق، فكل تفكيره مع بيسان التي لم يراها حتى الأن، قلبه أخذ في الأنتفاض كلما يتذكر محادثتها مع كريم
صفية بلهفة وهي تمرر يديها برقة على رأسه: أن شاء الله هتبقا زي الفل، ثم أردفت بحزن، يارتني أنا اللي كنت مكانك..

أمسك يديها وقال: بعد الشر عليكي ياأم زاهر هو أحنا ليكي بركة غيرك
ناصر أخذ ينفخ بغضب وهو واقف، متمتما بضيق ندمانة ياصفية بس بعد أيه
مسحت صفية دمعة نزلت على خدها، لا تدري خوفا من معرفة زاهر بما فعلته أم شعور بالذنب، وقالت هي تحاول أخفاء دموعها: خارجة أجيب حاجة من برا، ونهضت من مكانها..

أستوقفها زاهر قائلا بقلق: بتعيطي ليه دلوقتي
ردت بابتسامة متألمة: مبسوطة أنك فوقت
مرت بالقرب من ناصر.. همست له برجاء: متقوليش على اللي عملته، أنا ممكن أخسره
قال بحدة: خلاص أطمنتي عليه، مش عايزه أشوفك هنا تاني
صفية باستعطاف: عشان خاطر العشرة اللي بينا ياناصر..

_ أمشي ياصفية، على فكرة أخوها سمع كل حاجة ولو مقولتش ليه أنا هو هيقولها، ومتجيش هنا تاني ورحي لأهلك مش خلاص أطمنتي عليه
نكست رأسها بيأس ثم خرجت من الغرفة
أقترب ناصر من أبنه
رفع زاهر أحدى حاجبيه وسأل: هو في أيه بينكم بالظبط
_ مفيش حاجة يازاهر
_طب لما تيجي هسألها أيه اللي بينكم
_أمك روحت البيت..

قال مستنكرا: روحت؟، باين على الموضوع كبير
رد عليه بابتسامة شاحبة: هتعرف كل حاجة بعدين، لما تخرج من المستشفى
أشار زاهر الى السرير: تعالى أقعد جنبي، وقولي في أيه بالظبط، ليه كل ماأسالك على أي حاجة تتهرب مني...
جلس ناصر بجواره وقال: مش بتهرب بس مش وقته
قال بصوت يكسوه الحزن: طب وبيسان كل ماأسالك عليها تقولي بعدين
_ هقولك كل حاجة لما الدكتور يطمنا على صحتك
_ أنا شوفت بيسان
_شفتها أزاي يعني؟

قال بتردد: حلمت بيها وكان شكلها تعبان
رد بقلق: حلمت بيها أزاي
نظر له بشرود: كنت بتستنجد بيا مع أن أخر مرة سمعت منها كلام كسرني نصين سمعتها بتقول كلام صعب أوي، لمعت عينيه بالدموع عندما تذكر، ماتريح قلبي وتقولي هي فين؟

بيسان سبتني صح.. بس أزاي وأنا بحلم بيها وهي بتستنجد بيا، أنا تعبت من كتر التفكير
نظر ناصر الى سقف الغرفة في تفويض: يارب
أمسك زاهر رأسه: أااه
أنتفض ناصر في مكانه: مالك أنادي ليك الدكتور..

أردف بحزن: صداع من التفكير ثم أمسك يد والده لتقبيلها، قال متوسلا، قولي حصل أيه
قال بلهجة مستسلمة: بيسان بتحبك ولو سمعت منها حاجة واحشة يبقا غصب عنها
هتف بانفعال: أومال مشوفتهاش لحد دلوقتي ليه
حاول تهدئته: للأسف بيسان في المستشفى عشان كده مشفتوهاش لحد دلوقتي..

أرتعش قلبه، أنتفض جسده، فحبيبته مريضة، سأل بقلق: حصلها أيه
نظر له بحزن فما حدث سيكون بالنسبة له صدمة قاسية في أمه وفي زوجته عندما يعلم ماحدث لها، أردف بحزن: الغيرة وحشة ممكن تخلي البنأدم يرتكب أي ذنب أي معصية
قال بعدم فهم: تقصد أيه بكلامك..

بلع ريقه بصعوبة ونظر تجاهه بشفقة: أمك كانت غيرانة من بيسان وبسبب الغيرة عملت ليها سحر عشان تفرقكم من بعض وده كان سبب بعد بيسان عنك
لم يصدق أذنيه في بادىء الامر، سأل برفض: أمي عملت سحر لبيسان
هز ناصر رأسه في صمت ثم قال: أيوه
أرتجف جسده من شدة صدمته، هز رأسه برفض ثم صاح بألم: أاااه
سأل بقلق: زاهر
نظر له والدموع محتبسة بداخل عينيه: سيبني الله يخليك دلوقتي، عايز أقعد شوية مع نفسي
قام ناصر من مكانه على مضض بعد توسل زاهر له لكي ينصرف، بمجرد خروج والده هتف بعذاب أاااه

كانت ضحى تشعر بالتوتر في كل لحظة تمر وحتى الأن لم يتصل بها كريم ليطمئنها، سمعت رنين جرس الباب أنتفضت في جلستها فهي لا تتوقع مجيء أحد، نهضت من مكانها متوترة وذهبت لكي تفتح الباب، تفاجئت بأم زوجها أمامها
قالت ضحى مبتسمة: الدنيا نورت بوجودك ومدت ذراعيها لأحتضانها، لكنها تراجعت خطوة للخلف مبتعدة..

شعرت ضحى بالاهانة وساد الصمت بينهم للحظات قاطعته قائلة بابتسامة باهتة: مش معقولة هنفضل وافقين على الباب
قادتها ضحى الى غرفة الأستقبال، لوت نيروز شفتيها بامتعاض وهي تتأمل الأُثاث والستائر والصور المعلقة ثم تأملت ضحى وقالت: أكيد ده ذوقك، مفيش تناسق خالص
أبتلعت أهاناتها للمرة الثانية وقالت بهدوء: تشربي أيه..

جلست نيروز على الكرسي ووضعت ساقا فوق أخرى قبل الرد: مش بشرب من أي حد مش واثقة في نضافته
لم تظهر انزعاجها رغم أنها كانت تستعر غضبا من الداخل فقالت بابتسامة خالية من الود: اللي يريحك ياماما
زمت شفتيها بضيق: بلاش كلمة ماما مش بحبها
جزت على أسنانها وسألت: أومال أقول لحضرتك أيه...

_ نيروز قولي نيروز وبس
_ياترى ممكن أعرف سبب الزيارة السعيدة
_ بصي بصراحة أولا أنا مش جايلك أنا جايه لكريم، فقولت أجي ليه هنا بنفسي
ضحى بهدوء مفتعل: للأسف يانيروز كريم مش هنا
نيروز بستفسار: أومال هو فين؟
هزت رأسها نافية: معرفش؟

قالت بحدة: أزاي متعرفيش؟ بلاش كدب
جزت على أسنانها بحدة: معرفش لما يجي هقوله حضرتك كنتي بتسألي عليه، بعد أذنك دقايق هعمل حاجة وجاية، أعتبري البيت بيتك ثم أنصرفت وبمجرد خروجها أسندت ظهرها على الباب وتنفست بعمق، وحدثت نفسها: يانهار أبيض وأنا هعيش معاها أزاي، ربنا يعدي الأيام الجاية على خير، أنا هغسل وشي أنسى الدش البارد اللي أخدته جوا..

وفي الداخل هبت نيروز من مكانها غاضبة.. متمتة بانفعال: متعرفش عليا بردو الكلام ده، بنت ال___أما وراتك
أنفعلت بشدة لدرجة أحمر وجهها من شدة الغضب وفي خلال شعرت بنهجان، تنفست بصعوبة فأغمضت عينيها في محاولة لأستعادة هدوئها، لكنها فشلت شعرت بانقباض في حلقها والهواء ينفذ، حاولت التحرك ناحية الباب...

بمجرد دخول ضحى الغرفة، أنصدمت من رؤية حماتها على هذا الشكل، فقالت بخوف: مالك يانيروز
وضعت نيروز يديها على رقبتها تحاول التنفس وأشارت باتجاه الخارج وبصوت متقطع: مش عارفة أتنفس

حاوطت قوات الشرطة والعربات المصفحة ورجال أكنان المكان وفي خلال لحظات أقتحمت الشرطة القصر، وتوغل الرجال بالداخل كالطوفان مستغلين عنصر المفاجأة، وتم القاء القنابل المسيلة للدموع والتقط أحد الظباط ميكروفون قائلا بهدير: سلمو نفسكم المكان محاصر..

كان شهاب في مكتبه عندما سمع أصوات أطلاق النيران وصوت يأمره بتسليم نفسه، فهب هاربا من مكتبه باتجاه غرفتها فهي وسيلة خروجه الوحيدة الأن من هذا المكان، أما زهرة فزعت وأنتفضت في مكانها وشددت من أحتضان طفليها، توجهت الى الشرفة فوجدت من يسقط مصاب غارقا في دمه، وضعت يديها على فمها وسالت دموع الخوف على وجنتيها، ومازاد ذعرها صوت الطرق العنيف على باب، أنزوت زهرة هي وأطفالها في الزوية، وحاولت التكلم بهدوء عندما سمعت بكائهم: كل واحد يغمض عينيه ويفتكر حاجة بيحبها وأنا كمان هغمض عينيا...

سمعت فجأة صوت مدوي وأنفتح باب الغرفة على مصرعيه وماأن رأته حتى هبت واقفة في مكانها، أقترب منها أكنان مسرعا...
القت نفسها عليه وبكت، شدد من أحتضانه عليها وعلى أطفاله وفقال مهدئا: بقيتي في أمان أنتي والولاد، يلا بينا نخرج من هنا، وأخذ يحدثهم بلهجة هادئة
وهما في الخارج، حاول شهاب الهروب من قبضة الشرطي وبمجرد رؤيته لأكنان ومع زوجته وأولاده تملكه الجنون، فهو خسر كل شيء وأكنان فاز في النهاية، وفي تلك اللحظة أستطاع فك يديه وفي سرعة جنونية أتنزع المسدس من جراب الشرطي وصرخ في وجهه قائلا: مش هسيبك تفوز عليا، ثم أشهر المسدس وأطلق النار
وأختلطت أصوات الطلقات بأصوات صراخ وهمهمات متألمة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة