قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد الفصل الأول

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد الفصل الأول

داخل عينيكي شعلة من التمرد... تخبرني أن الحياة بيننا لن تكون دائما وردية... لكن ستكون مليئة بالأشواك... فأنتي الفتاة المدللة من الجميع وشاء قدري أن ينبض قلبي لكي أنتي فقط ياحبيبتي المدللة...
أنطلق زاهر بالسيارة بأقصى سرعة للحاق بطائرتهم... تمللت بيسان بعصبية وهي جالسة بجواره... فهو ظل صامتا بمجرد أنطلاقه بالسيارة... وكل ثانية تمر بينهم بدون كلام جعلت أعصابها كشعلة اللهب...

تأففت بصوت مسموع عندما يأست منه... ثم هتفت بحدة: هدي السرعة شوية
تجاهل سؤالها واستمر في قيادة سيارته بنفس السرعة
صاحت بيسان في وجهه عندما ظل صامتا: بقولك هدي السرعة شوية..
نظرت له بغضب فبادلها بنظرة هادئة... سرعان ماتحولت الى ابتسامة ماكرة.. مرة واحدة دون مقدمات ضغط على الفرامل لزيادة السرعة أكثر...

أنتفضت في مكانها مذعورة... خوفها جعل أعصابها تنهار.. هتفت باتجاهه: أقف... أقف
... ألقى عليها نظرة جانبية وزينت شفتيه شبح أبتسامة... عندما رأت أبتسامته وتصميمه على زيادة السرعة...
صاحت بانفعال: أقف يازاهر... ليرتخي جسدها مباشرة مرتطم بظهر الكرسي...
أصابه الهلع عندما رأها تفقد الوعي... فقام بأيقاف السيارة على جانب الطريق... أقترب منها وبأصابع ترتجف ربت بخفة على خدها...

تحدث بنبرة خائفة: فوووقي حبيبتي... سامحيني مكنتش أقصد
حاولت بصعوبة كتم أبتسامتها فهي كنت تتصنع فقدان الوعي... هربت ضحكة من بين شفتيها... ثم قامت بفتح عينيها: أنا كويسة
لم يستعب عقله للحظات ماحدث وأنها كانت تمثل عليه... تنهد براحة قائلا بهدوء: كنت بتضحكي عليا وأنا كنت هموت عليكي من الخوف... حاول الابتعاد عنها ليس غضبا منها ولكن من نفسه بسبب تهوره بزيادة السرعة ولكنها قامت بأمساك كف يديه بحب: بجد بخاف من السرعة العالية وكان ممكن يغمي عليا...

وكنت عايزاك توقف العربية بأي طريقة وملقتش غير الطريقة دي
تأمل ملامح وجهها بعشق فهو عاشق متيم... ظل صامتا مكتفيا بالنظر أليها... ضغط على كف يديها برقة ثم قال:متعمليش كده تاني.. مش متخيلة إحساسي كان عامل ازاي لما شوفتك أغمى عليكي... حسيت أن روحي بتتسحب مني...

هزت رأسها وهمست: عارفة عشان ده هيكون نفس احساسي.. مش هعمل كده تاني
رفع كف يديها بالقرب من شفتيه وقام بتقبيل باطن يديها برقة:اوعديني
ردت بخفوت:أوعدك
تحرك باتجاه مقعده وقبل تحركه بالسيارة قالت بيسان: بلاش تسوق بسرعة
رد عليها بابتسامة:مش هسوق بسرعة... ثم تحرك بالسيارة على نفس سرعتها الأولى.

أردت بيسان أن يقلل من السرعة... فقامت بوضع يديها على قدميه قائلة بدلال:خايفة لسه من السرعة
حركتها البسيطة على قدميه جعلته يفقد التركيز... فهمس بصوت أجش:بس كده أحنا هنتأخر
نظرت له بأغراء:بليززز يازاهر... بليززززز
انهارت حصونه ودكت حتى أصبحت مجرد ذرات من الرمل تحت نظراتها وحركات شفتيها المغرية التي توعده بلذة النعيم... قال باستسلام:حاضر هسوق براحة... بس أدعي الطيارة متفوتناش
زينت شفتيها أبتسامة واسعة... وهي ترد بلهجة رقيقة: مش هنتأخر...

في فندق الفورسيزون... وفي أحدى الغرف
_ مالك ياصفية
_ مليش ياناصر ما أنا كويسة قصادك
تحدث بغير أقتناع: لا مش كويسة وطول الفرح وشك مش بيضحك ولو ضحكتي الضحكة بتطلع منك ميته...
تأففت بضيق: بقولك مفيش
نظر لها بتمعن ثم قال بلهجة هادئة: أحنا مش عشرة يومين يابنت عمي... قولي أيه اللي مضايقك.

شعرت بالضيق فهو مصر على معرفة سبب تغيرها... أخذت نفس عميق ثم أخرجته ببطء شديد: هقولك ياناصر... من الوقت اللي زاهر قال هيتجوز بيسان بنت نجم بيه وأنا مش مرتاحة
_ ومش مرتاحة ليه
_ هيتعب معاها وعدم أرتياحي زاد لما شوفتها في الفرح وشوفت زاهر وحسته أنه مضايق بسبب تصميمها أن الفرح يفضل شغال... بيسان دلوعة وزاهر راجل لو أستحمل دلوقتي بكرا لا وممكن تحصل مشاكل بينهم.

تحدث ناصر بهدوء: متشغليش بالك باللي هيحصل في المستقبل... متعرفيش ممكن يحصل أيه... ممكن اللي شاغل بالك ده ميحصلش أبدا ويفضلو مع بعض طول العمر
مطت شفتيها وتمتمت قائلة: ده أبني الوحيد ومش عايزه في يوم يبقا حزين... أنا معرفش متجوزش ليه واحدة من البلد عندنا من توبنا مش واحدة مولودة في بؤها معلقة من دهب.. واحدة ممكن تقوله شوف أنا بنت مين وأنت أبن مين..

تحدث ناصر بلهجة صارمة: لحد كده وكفاية ياصفية.. أبن أحسن ناس في أسوان... أبن عضو في مجلس الشعب اللي ناس لما يعدي من قصادهم يقومو يقفو أحتراما ليه... اللي الكل بيعمل ليه ألف حساب... مش معنى أني أشتغلت عند نجم كام سنة يبقا أبني مش مناسب... أبنك من أكبر عيلة فيكي يأسوان اللي نجم بيعمل ليها ألف حساب...
شعرت بغضب زوجها وأنها أخطئت... فقالت: حقك عليا
هتف في وجهها: حقك ولا مش حقك.. أقفلي على الكلام في الموضوع ده...
ردت صفية: حاضر...

حاول كريم الاتصال باأكنان ولكن تليفونه غير متاح... فقام بالاتصال بمنزله... لترد عليه كاترينا
تحدث بانفعال: فين أكنان
ردت كاترينا بلهجة هادئة: في المستشفى مع زهرة
تحدث باستفسار: مستشفى ليه ومين زهرة دي
أجابته قائلة: زهرة شغالة عنده وفي المستشفى معاهاعشان مامتها ماتت.

قطب بين حاجبيه بتمعن.. تمتم بخفوت: من أمتى ياأكنان بتقفل تليفونك وكمان
تحدثت كاترينا: بتقول حاجة ياكريم بيه
فاق من شروده: أه... قوليلي أسم المستشفى اللي موجود فيها
أغلق الهاتف مباشرة عندما أعطته العنوان... ثم خرج من المطار بخطى سريعة... فالموضوع الذي يريد التحدث فيه لا يحتمل التأجيل لدرجة أنه قطع رحلته مقررا البقاء حتى يتحدث مع أكنان...

في المستشفى مازالت زهرة موجودة... ظلت بجوار الباب الموجود بداخله والدتها تأبى التحرك من هذا المكان
... منتظرة بزوغ النهار لكي تقوم بدفن والدتها...
تحدث أكنان بلهجة حانية: ملهوش لزمة وجودك في المستشفى... تعالي معايا عشان تروحي وبكرا الصبح أنا هخلص أجراءات الدفن...
رفعت رأسها المنحنية ونظرت له بعيون حمراء منتفخة من كثرة البكاء... ردت عليه بصوت متهدج متألم:أنا مش هتحرك من هنا...

لم يتحمل رؤيتها هكذا فقال بأصرار: تعالي معايا وبكرا الصبح هجيبك هنا بنفسي
تحدثت بألم: وأنا بقولك هفضل هنا مش هتحرك الا وهي معايا لحد لحد ماأدفن... تهدج صوتها فلسانها لم يستطع نطق باقية كلامها
نزعة من الالم توغلت داخل قلبه لرؤيتها هكذا... أقترب منها وقال:هي ماتت... وجودك ملهوش داعي.

سيطرتها الهشة على نفسها أنهارت دفعة واحدة عندما قال ماتت... أخذت الكلمة تتكرر داخل عقلها كصدى الصوت... كلمته كانت القشة التي جعلتها تفقد ماكانت تدعيه من هدوء ظاهري... صاحت في وجهه بهستيرية: لااا أنا هفضل هنا... شعرت بارتخاء في قدميها... فجلست على الارض وأسندت ظهرها على الحائط... أحنت رأسها فوق كلتا ركبتيها وأغمضت عينيها... حدثت نفسها بألم... خلاص بقيتي وحيدة في الدنيا... ليه سبتيني يأمي... ليه... ليه... أرجيعلي تاني
... أنسابت دموعها بغزارة في صمت... ثم هتفت... أنا محتاجاكي أوي..

شعر بالهلع عند رؤيتها هكذا: زهرة... زهرة... حاول جذبها من يديها لكي تقوم
دفعت يده بعنف... هتفت في وجهه بهستيرية ودموعها لم تتوقف عن التساقط: سبني.. أنا هفضل هنا مش هتحرك
... أخذت تبكي بصوت عالي...
حاول أكنان تهدئتها لكنه فشل... فجأة أرتخى جسدها أمام عينيه واقعة الارض... فاقدة الوعي..

أكنان بهلع: زهررررة... جلس بكلتا ركبتيه على الارض... حاول افاقتها لكنها ظلت غائبة في عالمها الخاص.. هتف بحدة... دكتور هنا بسرعة
بعد مرور عدة دقائق... وفي داخل أحدى غرف المستشفى... ظل أكنان واقفا في مكانه يتابع في صمت كل حركة يقوم بيها الطبيب وهو يكشف على زهرة
عندما أنتهى الطبيب قال: أضطريت أديها حقنة مهدئة وكلها كام ساعة وتفوق..

بدون أن تتحرك شفتيه بالكلام... أشار للطبيب بالأنصراف... بمجرد خروجه وأغلاق الباب جذب أقرب كرسي في متناول يديه ووضعه بالقرب من فراشها... جلس عليه ونظر لها بشرود... محدثا نفسه... لحد أمتى هتسأل نفسك ليه هي بالذات بتعمل معاها كده... وليه خوفك وهلعك عليها لما أغمى عليها... معقولة لسه بتسأل... فين ذكائك؟

فاق من شروده على صوت طرقات على الباب... بمجرد ألتفاته لأعطاء الأذن بالدخول... وجد كريم أمامه
شعر كريم بالفضول عند رؤية أكنان جالسا بجوارها وملامح وجهه حزينة..
أندهش أكنان من تواجد كريم هنا... نهض من مكانه قائلا بخفوت: أنت مسافرتش ليه
أشار كريم باتجاه الفراش: هو في أيه بالظبط... أيه اللي بيحصل وأنت مخبيه عن الكل
رد بضيق: تعالى نتكلم برا...

وفي خارج الغرفة
تحدث أكنان بهدوء: مقولتيلش أنت ليه لحد دلوقتي مسافرتش... وأيه اللي خلاك تفوت رحلتك وتيجي ليا هنا
_ أيه أخبار صفقة الشركة الصينية
_ مالها الصفقة وليه السؤال ده دلوقتي
_ ماهو ده السبب اللي خلاني أفوت رحلتي
هز أكنان رأسه بعدم فهم: بلاش كلام الالغاز... أتكلم علطول...

رد كريم: هقول السبب... قبل ماأركب الطيارة سمعت خبر في النشرة أن صاحب الشركة أيلون أتفق مع مجموعة الشهاب في صفقة المنتجع السياحي
أبتسم أكنان قائلا: وأنت بقا ضيعت وقتك ومسافرتش عشان خاطر كده... متصلتش بيا ليها ووفرت على نفسك وقتك اللي ضيعته على الفاضي
أبتسم بتهكم ورد قائلا: ماهو لو تليفونك مفتوح وعرفت أتصل بيك... كان زماني سافرت دلوقتي... بس أعمل أيه في قلبي الطيب... قولت لازم أبلغك باللي سمعته عشان عارف أنك لو خسرت الصفقة دي هتخسر كتير..

أخرج تليفونه من جيبه ووجده مغلق... تحدث بذهول: التليفون مقفول بجد... دي أول مرة تحصل
سأل كريم بلهجة فضولية: وياترى السبب أيه... والسبب ليه علاقة بالبنت اللي جوا
قال بنبرة حازمة: ملكش دعوة بيها... خليك في موضوع الصفقة اللى ضيعت رحلتك عشانها... من الأخر كل اللي سمعته ده شوشرة وايلون مش عبيط عشان يدي الصفقة للي أسمه شهاب
رد كريم بهدوء: طب من غير نرفزة... مش هجيب سيرتها... وعلى العموم مفيش دخان من غير نار وخد حذرك بعد كده
قال بهدوء:هاخد حذري أكتر...

قطع حديثهم أصوات مرتفعة على بعد عدة أمتار
أشارت ضحى لولدتها: الموظف بتاع الاستقبال قال أنها موجودة في الاوضة اللي هناك...
تحدثت أمينة بدعاء: أن شاء الله خير
ضحى بصوت مضطرب: زمانها محتاجنا أوي جنبها ياماما... بقا ملهاش حد غيرنا
وعندما أقتربو من الغرفة تفاجئت بتواجد كريم أمامها
ضحى بلهجة مضطربة: حضرتك
كريم بذهول: أنتي..

سألت أمينه أبنتها: هو مين ده
تمتمت ضحى بخفوت: ده كريم بيه ياماما... كريم اللي كلمتك عنه
هزت رأسها عندما تذكرت: أه أفتكرت... السلام عليكم
رد كلا من أكنان وكريم قائلين: وعليكم السلام
ثم توجهت بحديثها ناحية كريم: شكرا ليك يأبني على كل اللي عملته مع بنتي... ثم قامت بالدعاء له... يارب ياسعدك يابني سعادة دايمه مفهاش حزن... ويرزقك الله كل ماهو جميل ويملىء قلبك بالسعادة..

رد كريم: أنا معملتش حاجة تستاهل... أي حد مكاني كان ممكن يعمل كده
هزت رأسها نافية: لا مش أي حد... ولاد الاصول المتربين هما اللي مش بيسكتو على الغلط وبيساعدو المحتاج وأنت أبن أصول
زينت شفتيه أبتسامة خفيفة: العفو... عشان أنتو ناس طيبين ربنا وقف اللي يساعد ضحى... أنا كنت مجرد وسيلة
ردت أمينة والابتسامة تزين محياها:ونعم الاخلاق... أحنا مش عارفين هنرد جميلك أزاي...

قال ببتسامة: أنا معملتش حاجة تستاهل ولو عايزه ترديلي الجميل يبقا تعزميني في مرة على الاكل عندكم... أصل أنا طول عمري عايش برا وأسمع على حلاوة وجمال الاكل هنا
هتفت بابتسامة: من عينيا هعملك أحلى أكل... بكرا تشرفنا وهتدوق أحلى حاجة
شعرت ضحى بالخجل... همست لأمها: ازاي الكلام ده ومامت زهرة وجنازتها..

ردت بخفوت: يالهوووي أنا نسيت... ثم وجهت كلامها الى كريم... معلش العزومة هتتأخر شوية... عشان عندنا حالة وفاة
ظل أكنان متابع صامت للحوار الدائر بينهم... لاحظ نظرات كريم الخاصة لضحى وأهتمامه الزائد بيها...
سأل كريم: مين اللي مات
تحدث أكنان قائلا: أم زهرة... ثم توجه بكلامه الى ضحى وأمها... أدخلو ليها هي محتاجكم معاها لما تفوق
سألت ضحى بفضول: حضرتك اللى أتصلت بيا..

رد أكنان بهدوء: أيوه... بعد أذنكم وأشار الى كريم بالتحرك معاه
قال كريم: هستئذن دلوقتي وأكيد هنتقابل بعدين... ثم أنصرف مع أكنان
تذكر كريم من تكون زهرة فهتف قائلا: زهرة دي تبقا صاحبة ضحى
أستشعر أكنان الي أين ممكن يؤدي الكلام... فقال بمرواغة: مين ضحى دي وباين حكايتها طويلة... بس باين من نظراتك ليها... أن في حاجة
رد كريم بارتباك: بنت ساعدتها وبس... ومفيش حاجة بينا..

غمز بمكر: وساعدتها أزاي
_ الموضوع طويل هبقا أحكيه ليك بعدين...
_ وأنا هستنى
_ وأنت أيه حكايتك مع زهرة
رد بابتسامة ماكرة: لما تحكيلي الاول هبقا أحيكلك
أبتسم كريم بخفة وقال: ماشي أتفقنا
سأل أكنان: هتسافر أمتي..

سكت لعدة ثواني قبل الرد حتى قرر ماذا يريد: هاا.. أجلت السفر بعدين... لحد مانشوف حل لشهاب
غمز له بأحد حاجبيه: عليا الكلام ده... بس هعديها ليك
قال كريم مستفسرا: أخبار بيسان أيه
ضرب على رأسه بخفه... ليهتف قائلا: ياااه ده نسيت خالص
سأل كريم بفضول: نسيت أيه..

هتف بضيق: بعدين ياكريم... سلااااام دلوقتي... وعندما أنصرف كريم... أخرج هاتفه وقام بتشغيله... وأتصل برقم ببيسان.. فهو أستئذن منها وقال أنه سيعود سريعا... لكن ماحدث بعد ذلك من وفاة والدة زهرة جعلته يخلف وعده بعدم العودة سريعا.. هتف بغضب: زمان بيسان زعلانة منك...

في المطار
أخفى زاهر غضبه بصعوبة.. تحدث بهدوء ولكنه كان يغلي داخليا: سوق براحة يازاهر... بخاف بخااااف... أهو الطيارة فاتتنا
زمت شفتيها بحركة طفولية: وأنا ذنبي أيه
عقد بين حاجبيه بعبوس: طبعا ملكيش ذنب ياحبي
ردت بتوتر: أنت بتتريق عليا
_ لا العفو مش بتريق... أنا السبب
_ طب هنعمل أيه دلوقتي..

فكر زاهر في حل لوضعهم هذا.. وبعد تفكير طرأت على باله فكرة جعلته يبتسم... فهتف قائلا: لقيت حل
سألت بفضول: حل أيه؟
زينت شفتيه أبتسامة ماكرة: هنقضي شهر العسل في الصعيد في بيت العيلة
أتسعت عينيها بصدمة وهي تقول: أنت بتتكلم جد
غمز لها قائلا: طبعا... هروح أشوف أقرب رحلة طالعة أمتى... وتحرك مبتعدا
هتفت بيسان: أستنى يازاهر بس...

تحدث بأصرار: خلاص يابيسان أنا قررت... ثم تركها غير مبالي بمنادتها له
تكلمت بلهجة عالية حتى يسمعها:أنا مش عايزه أسافر... أسمع الجو حر موووت... زاااااهر أستنى
سمعت رن هاتفها المتواصل... قالت بحدة: الووووو دون النظر الى رقم المتصل
_ لدرجة دي زعلانه مني
_ عندما سمعت صوته... شعرت بالهدوء... أخذت عدة لحظات حتى أستوعبت ماقال... وهزعل منك ليه ياكينو
_ عشان وعدتك أجي علطول بعد مأخلص مشواري المهم..

أبتسمت بيسان بخفة: لا مش زعلانة... أنااتلهيت في الفرح واللي حصل بعد كده... ملحقتش أسألك قبل ماتمشي مشوار أيه المهم اللي خلاك تسيب فرحي
تحدث بارتباك: مش لزم تعرفي... هبقا أقولك بعدين
قالت مبتسمة وهي تحك أنفها بخفة: أنفي البوليسية تخبرني بوجود رائحة أنثى في هذا المشوار
زينت ملامح وجه شبه أبتسامة: خليكي دلوقتي في زاهر وشهر العسل وهنبقا نتكلم مع بعض.

زمت شفتيها بضيق عندما تذكرت ماحدث.. قالت بعبوس: شهر عسلي الضرب بعد ماميعاد الطيارة فاتنا وناوي يخلني أقضي شهر العسل في الصعيد.. تخيل ياأكنان أنا شهر عسلي هيكون في الصعيد في بيت أهله
سأل أكنان: ومين السبب ان ميعاد الطيارة يفوت
أجابت بارتباك: أااانا
تحدث أكنان بهدوء: يبقا بلاش تنكدي على نفسك...

تمتمت بضيق: بس
قال بلهجة حازمة: من غير بس يابيسان زاهر بيحبك... بلاش نكد
ردت بضيق: حاضر... سلاااام أنا شايفة زاهر جاي
_ سلاااام يابيسان هبقا أتصل بيكي بعدين

وفي الغرفة الموجودة بداخلها زهرة...
عندما رأتها أمينه بهذا الوضع... نائمة طريحة الفراش لا حول لها ولا قوة... شهقت بحزن: ياعيني عليكي يابنتي
قالت ضحى بخفوت: وطي صوتك ياماما
جلست ضحى وأمها بجوار الفراش
تمتمت ضحى بخفوت: قولتي لبابا يعمل عزا للست هدي.

ردت أمينة بخفوت: من غير ماحد فينا يتكلم... أبوكي بيعرف في الواجب وهو قال من نفسه أنه هيتكفل بكل حاجة... بس تعرفي اللي أسمه كريم محترم أوي... ربنا يبارك في شبابه... لما نفوق من جنازة وعزا الست هدى هعمله أحلى أكل..
قالت ضحى بارتباك: أااه عندك حق ياماما...
قالت أمينة: مش حسه بحاجة غريبة ياضحى... الراجل اللي شغاله عنده زهرة
سألت بفضول: ماله
قالت أمينه بلهجة مترددة: أنه هو اللي أتصل وفضل مع زهرة لحد ماأحنا جينا
_ أنا شايفة واحد مرضاش يسيب واحدة وهي أمها متوفيه

بمجرد أخباره أنها أستيقظت وتريد الانصراف مع جاراتها... ذهب اليها مباشرة... وبمجرد أن دلف الى الداخل وجد ضحى تقوم بأسنادها متجهين ناحية الباب لكي ينصرفو
هتف قائلا: هخلي السواق يوصلكم
قالت زهرة: كفايه تعبك معايا لحد كده... عم عبد الفتاح هيجيب لينا عربية دلوقت
تحدث بحدة: مفهاش تعب... أتصلو بيه وقولي مفيش داعي يتعب نفسه... عربيتي وسواقها موجودين
وبعد شد وجذب وافقت زاهرة على مضض على ركوب سيارة أكنان

ظلت بيسان صامتة طوال الرحلة حتى وصلت الى بيت العائلة...
هتفت سعدة الخادمة عندما رأت زاهر.. وأخذت تزغرط: لوووولي... زاهر بيه وعروسته... أهنه...
ابتسم زاهر: أزيك ياسعدة...
سعدة بفضول عندما رأتهم بمفردهم: أومال فين ناصر بيه والست الحاجة
رد أكنان: لسه في مصر... الاوضة بتاعتي جاهزة..

ردت سعدة: أوضتك ديما متوضبة يازاهر بيه... مش محتاج مني أيتوها حاجة
تحدث بهدوء: شكرا ياسعدة... ثم أمسك بكف بيسان برقة... كلها لحظات وتشوفي أوضتي... هتعجبك أوي
مطت شفتيها بضيق: أنا مضايقة منك ومش هكلمك
أدعى عدم الفهم: مضايقة مني وأنا عاملتك حاجة
نظرة له بعبوس: مضايقة عشان صممت على اللي في دماغك
أبتسم بخفة: أنا متأكده أنك هتتبسطي أوي..

_ أشك
_ وأنا واثق أنك هتقوليلي خلينا هنا شهر فوق شهر العسل
هزت رأسها برفض... وصممت على عدم الرد...
قال بهدوء: هو فينا من كده
وبدون سبق أنذار وجدت نفسها محمولة بين كلتا ذراعيه.. صرخت في وجهه: نزلني... لم يبالي بصراخها.. وصعد بيها حتى باب غرفته... ثم قام بأنزالها..
أبتسم بمكر: نورتي أوضتي ياعروسة... وفتح لها باب الغرفة على مصرعيه..

زمت شفتيها وهي تقول: هدخل طبعا أومال هروح فين دلوقتي... دلفت وهي تدق بحذائها بعنف على أرضية الغرفة...
تحدث بمكر: أنا نازل أجيب الشنط... ياتري فيها أيه
قالت بارتباك: أنت بتحلم مفيش حاجة ماللي في دماغك هتحصل
غمز لها بمكر وابتسامة واسعة تزيين شفتيه: هنشوف...

سمع أحمد خبر وفاة والدة زهرة فذهب اليها مباشرة... لكنه وصل متأخر بعد أنصراف الجميع... دلف الى الداخل فوجد زهرة ورجل أخر في الشقة... تفاجئت زهرة بوجود أحمد أمامها مباشرة
لم يبالي أحمد بهذا الراجل... تجاهل وجوده تماما... نظر لها برقة وتحدث قائلا: البقاء لله
ردت بذهول: الحمد الحمد لله
قال بلهجة أسفة: عايزك تسامحيني على كل اللي عملته معاكي
_ مش وقته الكلام ده يأحمد.

شعر أكنان بالغضب عندما نطقت أحمد فهو تذكر الاسم بمجرد خروجه من بين شفتيها... أراد الفتك بيه... لكنه تحكم في غضبه بصعوبة وظل مستمع للحوار الدائر بينهم
قال أحمد بأسف: أنا عارف أنه مش وقته... بس أنا عايزك تسامحيني على كل غلطة أرتكتبها في حقك... أنا عرفت باللي حصل زمان... عرفت رشا عملت معاكي أيه... عرفت أنها هي اللي لبستك تهمت السرقة وأن والدك مات بسبب اللي عملته رشا فيكي... بسبب غيرتها منك... أنا طلقتها خلاص... سامحيني يازهرة أنا جيت عليكي كتير وظلمتك وبعد كل ده هددتك...

قالت بألم: ملهوش لزمة الكلام ياحمد... أنا مش زعلانة منك... عشان شيلتك من تفكيري تماما
هتف بانفعال: أنتي بتقولي أيه
ردت بفتور: اللي سمعته... أمشي ياحمد وياريت مشوفكش تاني
تحدث أحمد برجاء: أنتي لسه بتحبيني أنا متأكد من كده... أنا عايز أتجوزك يازهرة
شعر أكنان بالغضب عندما علم بكمية الظلم الذي تعرضت له زهرة من المدعو أحمد والمسماة رشا وشعر بالغضب من نفسه أيضا فهو شارك أيضا في ظلمها..

وبمجرد سماعه عرض الزواج صاح بغضب: بتقولك أطلع برا
التفت أحمد له قائلا بضيق: وأنت مين بقا
هتف أكنان: ملكش فيها
وكاد كلاهما يمسك في الاخر... لولا صياح زهرة: عشان خاطري أمشي... لو ليا معزة عندك
رد بعناد: مين ده الاول
قالت برجاء: عشان خاطري
فكر أحمد للحظات مقدرا الموقف.. لو دخل في شجار مع هذا الشخص سيخرج خاسرا فهو ضعف حجمه... رد عليه باستسلام: حاضر عشان خاطرك
ردت زهرة بامنتان: شكراا.

وأنصرف أحمد بعدها مباشرة
لم يتبقى سوى زهرة وأكنان وأصبح كلايهما في مواجهة الاخر
أكنان بأصرار: يلا معايا عشان أوصلك
ردت بتعب: توصلني فين
نظر لها بتمعن: أوصلك فين وأنتي كنتي عايشة فين قبل كده
... مش أنتي شغالة عندي وفي نفس الوقت عايشة هناك..

قالت بلهجة مرهقة: كنت عايشة عندك عشان ظروف مرض أمي وشغلى ومكنتش أقدر أوفق كل ده مع بعض... ودلوقتي السبب اللي كان مخليني مضطرة أعيش عندك خلاص
سألها مستفسرا: تقصدي أيه بكلامك
قالت بفتور: قصدي أن مينفعش أعيش عندك تاني
رد برفض: ومينفعش ليه..

تنهدت بحدة: زمان عشان خاطر أمي الله يرحمها... ودلوقتي مينفعش عشان الناس ممكن تتكلم
تحدث بأصرار: هو أنتي نسيتي شغلك عندك.. المسافة من هنا لشقتي بعيدة... أزاي هتوفقي بينهم
أجابته بتعب: هوفق أن شاء الله.. ممكن تمشي عشان بجد تعبانة أوي وعايزه أنام
يأس أكنان من محاولة أقناعها بالذهاب معاه وقبل خروجه هتف بغضب: أنتي الخسرانة... ومن بكرا تيجي الشغل ثم أغلق الباب خلفه بعنف... وجد السائق بانتظاره في الخارج بالقرب من السيارة
تحدث السائق قائلا: أوصل حضرتك فين..

صاح بغضب: غورمن وشي... ليدلف الي السيارة وجلس في كرسي السائق وأنطلق بأقصى سرعة تاركا خلفه زوبعة من الاتربة... ظل يقود بدون أدارك منه... نظر للمكان الذي توقف فيه بصدمة... حدث نفسه بألم: معقولة يأكنان بعد السينين دي كلها... تجيبك رجلك في المكان ده... لأمتى يازوزو... قوليلي لأمتى هفضل عايش بذنبك... لأمتى هفضل أكنان اللي بيأذي غيره... دبحتك وذليت زهرة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة