قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول للكاتبة سلمى محمد الفصل السادس

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول بقلم سلمى محمد

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل السادس

دلفت زهرة إلى داخل المكتب لتتفاجئ من الشخص الجالس أمامها... لوهلة بدى مثله ولكن عند اقترابها من المكتب... لم يكن هو بل صورة متقدمة لأكنان في السن
رفع نجم رأسه عن الأوراق... نظر لها باستفهام: نعم...
طلبتي تشوفيني ليه
تحدثت زهرة بتردد: بس أنا كنت عايزه أقابل أكنان بيه
نظر لها نجم بفضول: وكنتي عايزه تقابلي أكنان ليه..

لم تعرف زهرة ماذا تقول له... هل تقول الحقيقة ام الجزء المتعلق بالوظيفة.. فقررت الكلام فقط في الوظيفة فما تريده الان العمل لتلبيه احتياجات معيشتها هي وامها... فقالت: أصله هو قالي لو عايزه اشتغل أجي ليه الشركة هنا
تأملها بتركيز فهي ليست باهرة الجمال لتجذب انتباه إبنه... أكيد شعور بالشفقة تجاهها: مؤهلاتك إيه
رددت بهمس وهي تشعر بالخجل: ثانوية عامة
كرر سؤاله بحدة: مش سمعك
قالت بنبرة أعلى: ثانوية عامة..

عقد بين حاجبيه بعبوس: ثانوية عامة وهتعملي بيها ايه هنا في الشركة...ثم نظر إلى ساعته كاشارة منه لانتهاء وقت المقابله...ليقول.. مفيش شغل ليكي
زهرة برجاء: انا محتاجة الشغل ضروري.. أنا كنت شغاله في كافيه وبعمل قهوة حلوة... أنا ممكن اشتغل اي حاجة... امسح المكاتب.. مستعدة اعمل اي حاجة... توسلت له زهرة وهي بداخلها تموت من الذل... شغلني في الشركة اي حاجة
شعر نجم بالشفقة نحوها... أشار بيديه لتتوقف عن الكلام: خلاص هتشتغلي في بوفيه الشركة...

ردت زهرة بابتسامة حزينة: حضرتك مش هتندم انا بعمل فنجان قهوة بيظبط الدماغ... فنجان القهوة ده كان السبب ان آكنان بيه يديني الكارت عشان اشتغل في الشركة وتمتمت بهمس والسبب في الذل اللي انا في دلوقتي
تحدث نجم أمرا: طب روحي اعمليلي فنجان القهوة السحري... ثم اتصل بسكرتيرته للمجيء... لتعريف زهرة بمكان البوفيه وخرجت زهرة برفقتها
وبعد عدة دقائق دلفت زهرة إلى المكتب حاملة صينينه عليها فنجان تناولت الفنجان ووضعتها على المكتب.

نظر لها بتمعن... حدثه يخبره بوجود شيء غامض بخصوصها... اخذ الفنجان وارتشف عدة رشفات
ظلت زهرة واقفة في مكانها منتظرة الأذن بالذهاب
عندما إنتهى رفع رأسه قائلا بنبرة رزينه: مش بطال فنجان قهوة بيظبط الدماغ زي ماقولتي وعشان انا مبسوط ومتكيف... فأعتبري نفسك شغاله في البوفيه من النهاردة.

ردت زهرة: شكرا لحضرتك...اي طلبات تاني
أشار لها بالنفي: مفيش... تقدري تخرجي دلوقتي ولما احتاجك هبلغك... ثم أشار لها بالانصراف
اتجهت إلى الباب وقبل مسك مقبض الباب لكي تخرج
انفتح الباب فجأة... ليدلف كابوسها
نظرت له برعب فبادلها بنظرة مصدومة وهو يراها في مكتب والده حاملة صينيه عليها فنجان من القهوة الفارغ.. رفضا ماتوصل له عقله... فحدثها بغضب: انتي بتعملي ايه هنا.

ردت زهرة ببرود: زي مانت شايف بشتغل مع نجم بيه
ارتفع صوته قائلا: أنتي ملكيش شغل هنا... إنتي مطرودة
أدارت رأسها باتجاه نجم ونظرت متوسلة له دون أن ينطق لسانها بالكلام
نهض نجم من مكانه ثائرا: انا اللي شغلتها هنا..يبقا ملكش دعوة بيها.. زي مانا بعمل معاك.. مليش دعوة بشغلك
جز أكنان على أسنانه بغضب فهو لا يريد الدخول في مبارزة مع والده: تمام اوي وعندك حق في الكلام... كل واحد فينا ملهوش دعوة بقرارات التاني...

اشار لها نجم بالانصراف... شاهد أكنان انصرافها بغيظ تتبعها بنظرات نارية متوعدا لها
وبعد جلوس كلاهما... تحدث نجم بفضول: ايه حكاية البنت دي
رد أكنان ببرود: مفيش اي حكاية
نظر له بمكر: أومال ليه اول ماعرفت اني شغلتها عندي... كنت هاين عليك ترميها برا الشركة خالص... حصل ايه لكل ده...مع انك اللي قولت ليها تيجي هنا عشان تشتغل.

سأل أكنان بفضول: هي قالت جايه عشان تشتغل
_ومادام انت قولتلها تيجي... ليه كنت عايز تطردها
_ مزاجي كده ودلوقتي مبقتش عايزه هنا في الشركة
نظر له بتمعن: وبس مفيش حاجة تانية.

رد بهدوء ظاهري في محاولة لإخفاء غضبه: ايوه وبس... خلينا في المهم عايزك تفضي وقت ليك عشان هنستقبل الوفد الياباني.. بخصوص الصفقة الجديدة
تحدث بلهجة عملية: تمام بلغ سلوى بالمعياد
نهض آكنان من مكانه قائلا: سلااااام يابوس
وقبل خروجه... هتف نجم قائلا: على فكرة البنت هتشتغل في مكتبي بس وملكش دعوة بيها
هز رأسه ببرود: تمام.. وخرج من المكتب هو يشتعل من شدة غضبها... فهو لم يفعل كل هذه وفي النهاية تنجو من عقابه دون رؤيه تذللها له.

ابتسم نجم بخفة...فهو استمتع برؤية غضب إبنه النادر الظهور... وهذا ماجعله يقول له انها تخص مكتبه فقط... لرؤية المزيد من مشاعره إبنه.... فهو يأس من معاملته الباردة مع الجميع وحتى هو...
ذهب أكنان إلى مكتب زاهر
بمجرد دخوله نظر له زاهر متسائلا من رؤيته وهو على هيئة قنبلةموقوته على وشك الانفجار..
فقال بفضول: مالك هتولع في المكان.

جلس بحدة على الكرسي: البت بتاعت الكافيه اشتغلت هنا
اتسعت عينيه بصدمة: اشتغلت ازاي
_ السكرتيرة الزفته... دخلته ليه بالغلط وكانت عايزه تشوفني انا.... والوالد عشان قلبه طيب شغلها عنده وكمان مخصوص ليه...
حاول إخفاء ابتسامته.. تحدث له قائلا بثبات: البت دي حظها حلو... حظها الحلو خلاها تهرب من عقابك ليها.

ضرب أكنان سطح المكتب ضربات متتالية قائلا بلهجة قاتلة: حظها الحلو ده مش معايا انا...انا هعرف اطردها ازاي من الشركة واخليها تبوس جزمتي عشان اخليها تشتغل اي حاجة
قال زاهر بهدوء: ماتنسى البنت دي وسبها في حالها
نظر له بعنف: اسكت دلوقتي يازاهر... عشان انا مش طايق نفسي دلوقتي... بس أنا مش هسيبها...
سأل زاهر بحب استطلاع: ناوي تعمل ايه معاها
ابتسم أكنان ببرود: بعدين هبقا اقولك بعدين

بيسان لم تذهب الي الشركة اليوم... فهي استيقظت على صداع مؤلم جعلها تقضي بقيت النهار في الفراش... وطول فترة بقائها في الفراش كانت تلعن زاهر باستمرار ولم يتوقف لسانها عن سبه وشتمه
... ماشي يازاااهر... ماشي انا تعمل معايا كده... زفرت بغضب وهي تتحدث مع نفسها... طب اعمل معاه ايه اكتر من كده... اضحك عليه واشربه حاجة اصفرا... ولا اعمل معاه ايه بالظبط.

لم تنتبه للطرقات المتواصلة على باب غرفتها.. بسبب اندماجها في الحديث مع نفسها
دخل كريم إلى الغرفة وظل واقفا في مكانه وهي لم تشعر بوجوده نهائي... ابتسم وهو يسمع جنون كلامها
قرر في النهاية اخرجها من حالة بؤسها...
ضرب بخفة على كتفها
التفتت له بفزع: حرام عليك خضتني... هو مفيش حاجة اسمها خبط على الباب ولا هي تكيه
تحدث لها قائلا بابتسامة ضاحكة: خبطت لحد ماايدي وجعتني بس انتي اللي مكنتيش فاضية... ومين ده اللي ناوية تشربيه حاجة اصفرا
زفرة بيسان بغضب: مين غيره اللي مايتسمى زاهر طبعا...

كريم بابتسامة: بس متوصلش للحاجة الأصفرا....وتغرري بالراجل...مكنش يومك يازاهر الحق اهرب بنفسك بسبوسه ناوية تغرر بيك وتجرجرك للرذيلة
ابتسمت بيسان على خفة دمه: صدق فاكرة..خلاص انا هضحك عليه واخليه يسلملي نفسه بالحاجة الأصفرا وبعدين اتجوزه... وأخيره يالجواز يالفضحية...
اختفت ابتسامته لتحل نظرة ثابته: انا بهزر على فاكرة ياتكوني فاكرني بشجعك على كده.

بيسان ردت: وانا كمان بهزر على فكرة... متوصلش بالتغرير.... زينت شفتيها ابتسامة هادئة.. بس ميمنعش انها فاكرة مجنونة... هو أنا ممكن اعمل كده
_أهدى كده يابيسان وقوليلي حصل ايه عشان كل ده
_ أنا هطق ياكريم.. حسه هيجرلي حاجة من تجاهله ليا وكله بسببه.. امبارح كانت بكلم زيدان ومراته لقيته واقف قريب مني فعليت صوتي وهو افتكرني هقابل راجل غريب في اوضته... قولت اخليه يغير شوية
كريم بفضول: وبعدين.

زمت شفتيها بضيق: ولا قابلين.. دخل الاوضة زي القطر اللي من غير سواق واول ماشافني قاعدة مع تولين ومش لوحدي... شدنا في الخناق مع بعض شوية وكان هيقولي بحبك بس قطع الكلمة البارد الحجر اللي مش بيحس وقال ايه مقولتش حاجة وسابني هولع في نفسي... ما تسبني اغرر بيه ياكيمو...
كريم بابتسامة هادئة: أهدى كده يابيسان وشيلي فكرة التغرير دي من دماغك
لمعت عينيها بنظرة ماكرة: بس ميمنعش انها فاكرة هتجيب من الآخر...

نظر لها بصدمة: بيسان مينفعش اللي بتفكري فيه ده
ردت بيسان: طبعا مينفعش بس اعمل ايه ياكيمو من خنقتي بقول كده
كريم بهدوء: أنا عندي فاكرة حلوة هتخليه يعترفلك بحبه.. مش الجنون اللي بتقولي عليه ثم قال بضحك وحرام عليكي تغرري بالراجل..
سألت بيسان: قولي يادنجوان فكرة ايه دي
تحدث كريم قائلا: انا هقولك الفكرة بس هنخلي التنفيذ بعدين مش دلوقتي.

إنتظرت زهرة وقت الانصراف بفارغ الصبر... طول الوقت كانت تشعر... انها قطة على صفيح ساخن... طريدة... مراقبة احساس بداخلها يخبرها بذلك..عندما حان موعد الخروج...هرولت مسرعة من هذا السجن وقبل خروجها من البوابة... تفاجأت بفتاة تصرخ بهسترية... إنتو ازاي تمنعوني أدخل ليه.... إنتو متعرفوش انا مين... أنا هخليه يطردكم لما يعرف باللي عملتوه.

حارس الأمن: مش احنا اللي مانعين دخولك... دي أوامر مباشرة من أكنان بيه
دينا تحدثت بصراخ: انت بتكذب...انا عايزه أقابل أكنان... صاحت منادية... ياااااكنان... اكنااااااان
خرج أكنان بخطى غاضبة عندما علم بوجود دينا وماتثيره من فضيحة في الشركة.... عندما راتها زهرة أخذت ركن بعيد عن مجال رؤيته...

اشار أكنان للحراس بالابتعاد...رمقها بغضب: نعم يادينا...ايه الموضوع الضروري اللي عايزني فيه
قالت بتوسل: عايز نرجع لبعض زي الاول... حياتي ملهاش طعم وأنت بعيد عني
رد ببرود: وانا قولتلك كل اللي بينا إنتهى
دموع انهمرت من عينيها وهي تترجاه: أنا أسفة لو زعلتك... طب أعمل إيه عشان تسامحيني... أنا مستعدة اعمل اي حاجة تطلبها مني... بس رجعني لحياتك تاني.

زهرة كانت متابعة صامتة من بعيد... شعرت بالشفقة من أجلها..متمته... ملعون أبو الحب اللي يذل من البنأدم
نظر أكنان لها بقرف قائلا ببرود: امشي من هنا يادينا ومش عايز اشوف وشك تاني... خلي عندك شوية كرامة وامشي
أختفت الملامح المتوسلة إلى ملامح شرسة غاضبة: همشي ياأكنان... بس مش هسيبك وهنتقم منك
ضحك أكنان بسخرية: أنتي...نفسي اشوف انتقامك هيكون ازاي... كان غيرك اشطر ياشاطرة... صرخ فيها... برااااا... طلعوها براااا.

إنتظرت زهرة ابتعادها... وخرجت من مكانها وهي تشعر بالغضب...وعندما وصلت إلى منزلها تفاجأت بضحى أمامها على السلم
زهرة بخضة: ايه يابنتي اللي موقفك على السلم في الوقت ده
_اول ما شوفتك طالعة نزلت ليكي جري
_ خير في إيه ياضحى
_ميعاد كتب الكتاب اتأجل فقولت اقولك.

أتنهدت زهرة براحة: حرام عليكي انا كنت بحسب في مصيبة حصلت
زمت ضحى شفتيها بضيق: هو في اكتر من كده مصيبة...
ابتسمت زهرة: وفي ايه اما يتأجل... متتسربعيش اوي كده على الجواز
أتنهدت ضحى بخفة: أااه قصدي مش اتأجل... الميعاد اتقدم
اتسعت عينيها بصدمة: اتقدم اكتر ماهو متقدم... ليه السربعة دي.

قالت ضحى: مش قولت مصيبة...احنا لقينا كمال جاه النهاردة... وقال انه عايز يقدم كتب الكتاب بدل الخميس الجاي... يبقا بكرا.. ومتفرقش من يومين وخير البر عاجله...
نظرة له بصدمة: أزاي بكرا بكرااا... هو ماله مستعجل ليه كده
ردت ضحى: بيقول الفترة اللي جاية مش هيبقا فاضي في المكتب اصل جاله شغل جديد هياخد كل وقته الفترة الجاية وهو قال يستغل الكام اليوم دول قبل مايتزنق في الشغل.... أنا محتاجاكي اوي يازهرة معايا.

ردت زهرة بحنية: وانا هكون معاكي... بس بعد الشغل... اصل اول يوم كان ليا النهاردة وبعد الشغل هتلاقيني عندك علطول
سألت ضحى بحيرة: شغل ايه اللي اول يوم وشغلك في الكافيه
نظرت لها بهدوء: أصل الكافيه اتباع واتفقل واشتغلت النهاردة في شركة قاسي.

قالت ضحى بعدم بذهول: قصدك شركة قاسي قاسي اللي بنسمع عنها... حوت الأعمال في البلد... واووو ده أنا كان نفسي اشتغل فيها... أنا قولتلك قبل كده يازهرة اني قدمت ال CV بتاعي عندهم اول ما تخرجت علطول ورفضوني.... بس خلاص انا بجوازي من كمال مش هتاج اي شغل
هزت رأسها: أه افتكرت دي الشركة اللي كان نفسك تشتغلي فيها
ضحى بضحك: كان نفسي ودلوقتي خلاص كفايه عليا كمال...

تحدثت زهرة بهمس: بلاش الاستعجال ياضحى في الجوازة دي
ردت ضحى: واسيبه ياطير من ايدي... إنتي هتعملي زي يابابا... كان رافض في الأول وهيطير من ايدي العريس... بس أنا مسكتش واتبعت معاه اسلوب الضغط النفسي لحد ماوافق
تحدثت زهرة بحنية: لو بقولك كده يبقا عشان خايفة عليكي... لو احتاجتيني في أي وقت اتصلي بيا علطول.

قامت ضحى بحضنها قائلة: وانتي كمان يازهرة...ثم قالت بابتسامة... ده بقا لو احتاجتك... كمال واعدني انه هيخليني مبسوطة ومش محتاجة حاجة
تصنعت زهرة الحزن: ندلة... بعتيني علطول كده
ضحى بهزار: طبعا ياقلبي ده كمال... سلاااام بقا ومتنسيش تسلميلي على مامتك
ردت زهرة: سلام ياندلة.. بكرا هتلاقيني عندك اول ماجي من الشركة

استيقظت زهرة من نومها وهي تشعر بالضيق...فلابد لها من ارتداء ملابسها الان والذهاب الي الشركة...خلال اول يوم شعرت بأن هناك مايراقبها فلم تشعر بالراحة... عندها احساس داخلي ان الايام القادمة سوف تكون صعبه عليها بسبب رفضه لتواجدها في الشركة... لكن ماذا تفعل... فليس بيدها حيلة ولا تستطيع ترك العمل الان.. فقررت في المستقبل محاولة إيجاد عمل اخر حتى تشعر بالراحة النفسية... قامت زهرة وأعدت الفطار لولدتها ولماشا ثم انصرفت ذاهبة إلى الشركة.

مر اليوم ببطء شديد تشعر بالملل... لم تتعود على الجلوس لفترات طويلة في نفس المكان فهي تحب الحركة... ظلت جالسة في مكانها المخصص منتظرة طلب نجم لفنجان قهوته...
رئيس البوفيه رمزي قال: البيه عايز فنجان قهوته
زفرة براحة متمته بخفوت: اخيرااا الواحد هيحرك جسمها
رمزي بتساؤل: بتقولي ايه
_بقول ثواني والقهوة تكون جاهزة.

عندما انتهت من أعدادها... ذهبت مباشرة إلى مكتب نجم... خرج أكنان من مكتب والده بسرعة وهو يكاد لا يرى أمامه.. حاولت الإبتعاد وتجنب الاصطدام... لكنه مقدر ومكتوب... لتقع الصينية وفنجان القهوة على بدلته
... نظرة له برعب فبادلها بأخرى تنذر بغضبه
صاح أكنان بقسوة: مش تفتحي ياعامية.

زهرة بخوف: انا اسفة... و اقتربت منه في محاولة مسح بقعة القهوة بكم ملابسها
مسكها بعنف من ذراعها لجعلها تتوقف عما تفعل: عامية وكمان غبية ومقرفة ايه اللي بتعمليه ده...كان يتحدث ومازال ممسك بيديها
رفعت رأسها.. تنظر له بعيون لامعة بالدموع... قائلة بخوف: حرام عليك... سيب إيدي
تلاقت عينيه بعيناها وشعر بخوفها.

عندما سمع توسلها الخائف... تركها بسرعة وابتعد خطوة إلى الخلف ناظرا لها بصدمة... فصوتها قد مس مشاعره.. جعلته تشعر بالذنب... لأول مرة منذ عدة سنوات يشعر بنفس الاحساس... الذنب... الذنب في حق أنسان
رسم قناع البرود وتحدث لها أمر: امشي من قصادي دلوقتي
زهرة برعب: حاااضر... هرولت من أمامه مسرعة...فهي كادت تفقد وعيها أمامه من شدة رعبها
وعندما ابتعدت أخذت تتنفس بحدة... غير مصدقه انه تركها دون عقاب على تدمير بدلته الثمينة

في البيت عند ضحى علقت الزينة والانوار معلنة وجود فرح وعروس في هذا البيت... عندما انتهت زهرة من عملها... انصرفت مسرعة لتقف مع ضحى في يوم فرحها
وفي داخل غرفة ضحى كانت تتزيين على يد أشهر ميكب ارتسيت في البلد... فكمال قام بتحمل جميع التكاليف حتى يتم الفرح في الميعاد.. واشترى لها أغلى الاثواب
دخلت زهرة إلى الغرفة جري
التفتت لها ضحى قائلة: اخيرااا.

زهرة بندم: معلش بقا يدوب خلصت الشغل وجيت جري... بس أيه القمر اللي انا شايفها... طالعه زي القمر
قالت ضحى بابتسامة: من غير ماتقولي انا عارفة... أنا جبتلك فستان ليكي هتلبسيه دلوقتي ولو قولتي لا هزعل منك بجد... أنا مش بقولك تتزوقي كل اللي أنا عايزه اشوفك بالفستان وانتي معايا.

هزت رأسها بيأس من توسل ضحى لها: حاضر ياضحى... هو فين الفستان ده
إشارت ضحى باتجاه السرير: حطها هناك
قامت زهرة بتغيير ملابسها ولأول مرة منذ عدة سنوات بعد وفات والدها ترتدي فستان
انتهت ضحى وأيضا زهرة.... لتخرج ضحى ممسكة بذراع زهرة وهي تشعر بتوترها اخذ في التصاعد
زهرة بلهجة مطمئنة: أهدي وخدي نفس عميق... أنا معاكي مش هروح في أي حته...

صدحت الشقة بالتصفيق والغناء بمجرد خروج العروس وأخذت الفتيات يرقصن على أنغام الموسيقى الصاخبة
كمال استئذن من ضحى بخفوت: معلش ياقلبي هسيبك دقيقتين... في مكالمة ضروري لزم أرد عليها
... نهض كمال من مكانه واتجه إلى غرفة ضحى وأغلق الباب خلفه... أخرج التليفون من جيبه...ليرد على المتصل الذي لم يتوقف عن الرن
كمال بخفوت: حاااضر حاضر كلها ساعات والطلب يكون موجود زي ماطلبت...

الطرف الآخر بصياح: أنجز ياكمال... البيه مستعجل على طلبه.. البنت لزم تكون بنت بنوت... مفهوم الكلاااام
كمال: قول للبيه كلها كام ساعة والبنت هتكون موجودة عنده...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة