قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول للكاتبة سلمى محمد الفصل السابع

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول بقلم سلمى محمد

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل السابع

بعد أن نام أولاده الصغار وزوجته...خرج من غرفة النوم... جلس بمفرده في الشرفة وفي يده كوب من القهوة... مستمتع بنسمات الهواء الرقيقة المداعبه لوجهه وخصلات شعره...نظر للنجوم اللامعة في السماء شاردا مع ذكرياته...تزوج ولكن لم يكن سعيدا مع زوجته... فهي تعامله ببرود ولا تهتم به... اهتمامها بالبيت والأولاد فقط... شعر أنه ارتكب خطأ العمر بالزواج منها...بدأت ذكريات حبه مع زهرة تومض بداخله... همس متمتما بندم: يارتني ما اتخليت عنك وسبتك... أد إيه كنت غبي ومقدرتش الكنز اللي بين أيديا... امسك هاتفه وقام بالاتصال مرة أخرى بشقيق ضحى..

عندما رأى حسام رقم المتصل زفر بضيق.. فهو مصر على معرفة عنوان زهرة...عندما سأل شقيقته عن سبب إصراره في معرفة عنوانها... أخبرته أنهم كانوا في حكم المخطوبين... أصابته الدهشة مما روته له ضحى.. فهو لم يتخيل أبدا أن زهرة الغير جذابة يوجد شخص واقع في حبها وأيضا يتوسل لمعرفة فقط عنوانها..

تحدث أحمد بخفوت: ازيك ياحسام... ياريت المرة دي متكسفنيش
قال حسام بضيق: مش عشان اختي خلتني حلقة الوصل معاك تتصل كل شوية بيا وتدخلها في حوار ملهوش لزمة دلوقتي.... وقول بسرعة أنت عايز إيه عشان مش فاضي وزفته ضحى قربت تطلع
همس أحمد: مبروك لضحى
حسام رد بنفاذ صبر: الله يبارك فيك... قول عايز ايه
تحدث احمد بهدوء: عايز عنوان زهرة...
رد حسام بحدة: وانا قولتلك معرفش عنوانها...

احمد قال بيأس: أنا رحت لبيتها القديم وقالوا في المنطقة انها عزلت وضحى كانت صاحبتها الوحيدة فأكيد تعرف عنوانها...
قال حسام بملل: الكلام ده انت قولته قبل كده وضحى قالت متعرفش عنوانها
احمد قال برجاء: انا متأكد ان ضحى تعرف عنوانها... فلو سمحت يا حسام لو تعرف العنوان قوله... عشان انا محتاج اقابلها... محتاجها في كلام مهم
بعد إلحاح متواصل من أحمد... قرر في النهاية إعطائه العنوان
هتف أحمد: ده عنوانكم
_ايوه ما هي ساكنة في البيت عندنا
_شكرااا ليك على مساعدتك ليا... وأغلق الهاتف وزينت شفتيه ابتسامة.

بعد أنتهاء الزفاف... انطلق الأقارب وأهل المنطقة بالسيارات... وكل قائد سيارة قام باللف والدوران بها وتعالت أصوات الصفارات والزغاريط حتى باب عمارة شقة العريس
بمجرد خروج ضحى من السيارة.. أخذتها أمها بالحضن باكية: خلي بالك من نفسك
_حاضر يا ماما
الاب قال لكمال متأثرا والدموع محتبسه في عينيه: خلي بالك من ضحى... ضحى غلبانة اوي و اغلب من الغلب
كمال بهدوء: ضحى في عيوني ياعمي..

وبعد التهاني.. تحرك العروسان إلى الداخل...و بمجرد دخول ضحى من باب الشقة وإغلاق الباب خلفها... احست بتغير في تصرفات كمال... فقد ظل الصمت سائدا بينهم عدة دقائق دون نطق اي منهم بكلمة واحدة...ظلت ضحى واقفة في مكانها تنظر للأسفل منتظرة
تحدث كمال بهدوء: تعالي معايا ثم قبض على كف يديها.. واتجه ناحية غرفة النوم... مبروووك ياضحى
ضحى بخجل: الله يبارك فيك.

نظر لها بثبات: أنا هطلع برا... لحد ما تغيري هدومك
هزت ضحى رأسها بخجل... واجهت صعوبة في نزع فستانها لكنها خجلت من منادته لكي يساعدها... بعد معاناة استطاعت نزع فستانها... و ارتداء بيجامة حريرية كريمية اللون.. ظلت منتظرة دخوله حتى يأست... لتخرج من غرفة النوم باحثه عنه... رأته ممسك تليفونه يتحدث بخفوت
اقتربت منه ضحى وكحت بخفة للتنبيه بوجودها.

التفت لها وارتسمت على وجهه ملامح جامدة قائلا: أنتي هنا من امتى
ضحى بخجل: لسه دلوقتى
نظر له وهو يشعر بالراحة: معلش يا ضحى هضطر اسيبك دلوقتى
اتسعت عينيها بذهول: أزاي هتمشي وتسيبني...

قال بهدوء: غصب عني اسيبك في ليلة فرحنا... واحد صاحبي لسه متصل بيا وعنده مشكلة جامدة... معلش يا ضحى فأنا مضطر امشي دلوقتي
تركها كمال مباشرة تاركا أيها تنظر له بصدمة وهو يختفي من أمام عينيها... فاقت ضحى من صدمتها على صوت إغلاق باب الشقة
هزت رأسها بذهول غير مصدقة ماحدث لها... ظلت منتظرة بالساعات قدومه حتى تأخر الوقت... شعرت بالتعب وعدم قدرتها على فتح عينيها... توجهت إلى غرفة النوم واستلقت نائمة على السرير وأثار الدموع على وجنتيها فقد تركها عريسها في ليلة زفافها.

انتظر احمد شروق الشمس بفارغ الصبر لرؤية زهرة فقد علم من حسام انها تخرج باكرا للذهاب إلى عملها.. وقرر ان يتوسل اليها ان تسامحه على ما ارتكبه من ذنب في حقها
انتظر بسيارته في مكان قريب من البيت يتيح له رؤيتها بمجرد خروجها...رأى فتاة تخرج من البيت في نفس التوقيت لم يكترث للنظر لها مرة أخرى ثم التفت مرة أخرى موجه نظراته تجاه مدخل البيت... أعار انتباهه سماع صوتها... التفت بحدة ناظرا تجاه الصوت.

هتفت زهرة: نعم يأم محمد...
_معلش يازهرة هتعبك معايا تبقي تعدي على سوسن تستعجليها بالعباية
_وانا جايه من الشغل هعدي عليها تستعجلك العباية بتاعتك
لم يصدق لوهلة ما رآه... فهو اسم حبيبته وصوتها ولكن وجهها ليس هو... شكلها... ملابسها فهو لم يتعرف عليها عندما رأها..
هتف مناديا: زهرة
التفتت له مصدومة: احمد.

هتف محدثا نفسه: إنها هي زهرة... خرج من سيارته
عندما رأت تحركه... هرولت مسرعة فهي لا تريد رؤيته
... اضطرت لإيقاف تاكسي غصب عنها ولكن ماباليد حيلة... هتفت بفزع للسائق... اطلع ياسطى بسرعة
عاد أحمد مسرعا إلى سيارته وانطلق وراء التاكسي للحاق بها
تنهدت زهرة براحة عندما لم ترى سيارته خلفها...طلبت من السائق التوقف بالقرب من بوابة الشركة.

وبمجرد وضع قدمها على الرصيف وانطلاق السائق... وجدت من يجذبها بعنف من ذراعها مجبرا إياها على النظر نحوه... بتهربي ليه مني يا زهرة....تحدث بحيرة شديدة... أنا معرفتكيش في الأول... إيه اللي حصل معاكي عشان تبقي كده
ردت بحدة: ملكش فيه... وقولي ايه اللي فكرك بيا دلوقتي...
_اللي رجعني الحنين... الحنين ليكي... الحنين لحبي الوحيد اللي مقدرتش قيمته إلا بعدين
هتفت بحزن: كان فين الكلام ده زمان... جي تقولي الكلام ده بعد ما اتجوزت وخلفت
تحدث بندم: غلطت لما اتجوزتها ولولا الولاد اللي بينا كان زماني طلقتها.

نظرت له بغضب: امشي يا أحمد الكلام بقى ملوش لزمة
تحدث بألم: بس انا عايزك تسامحينى... عايز نرجع لبعض زي الاول
هتفت بجدية: أنت ايه اللي بتقوله ده... أمشي يا أحمد وسبني في حالي.... خلاص احنا مبقناش ننفع لبعض انت راجل متجوز وانا زي ما انت شايف مبقتش زهرة بتاعت زمان...إنسى يا أحمد.

تحدث بانفعال: وانتي نسيتي اللي بينا يازهرة... نسيتي كل اللي جمع بينا من حب زمان بالبساطة دي
نظرت له بحدة: حب ايه اللي بتتكلم عليه هو مين فينا اللي نسى التاني وسبها
_وأنا جاي اقولك انسي اللي فات وحصل زمان
_انسى ايه يا أحمد وسبب بعدنا لسه موجود
_غلطة عمري يا زهرة
_ الغلطة دى ناوي تصلحها ازاي وانتو بينكم عيال.

نظر له بندم: سامحيني يازهرة... أنا ندمان... أنا كنت غبي اوي لما سبتك تضيعي من ايدي
بادلته نظرة باردة: متعتذرش يا أحمد... أنت كنت زمان مهم ليا... بس دلوقتي خلاص
قال أحمد: أنا مش سعيد في جوازي يا زهرة... انا اكتشفت اني مش لحب ولا هحب حد غيرك... تعالي نرجع لبعض
هتفت زهرة بغضب: هو أنت سمعك تقيل.. أنت ولا حاجة بالنسبة ليا...أمشي من هنا ومش عايزه اشوف وشك بعد كده.

أمسك احمد ذراعها قائلا بانفعال: مش همشى ومش هسيبك
شعرت زهرة بالرعب منه... حاولت الافلات من يديه... قالت بفزع... سيب إيدي
_ مش هسيبك الا لما تسامحيني.

عندما توقف كريم بالسيارة قرب البوابة... لحظ فتاة وشاب يتهجم عليها وهي تحاول الافلات
خرج مسرعا من السيارة... متحدثا بصوت عالي: في حاجة يا أنسة
نظرت له بتوسل: خليه يسبني
هتف كريم: سيبها...

احمد وجه له نظرات نارية: ملكش فيه... دي مشكلة بين حبيبين اش دخلك أنت
بادل كلاهما نظرة ذهول فهما مختلفان.. نقيضان... هو جذاب وهي عكسه تماما: حبيبين...
احمد قال بحدة: متخانقين مع بعض وهي مش قابله الصلح...
همست زهرة: امشي من هنا بلاش فضايح
رد عليها بخفوت: همشي بشرط... توافقي نتقابل
هزت رأسها بالموافقة متمته بخفوت: حاضر.

نظر كريم لزهرة قائلا: كلامه صح هو انتو زي مابيقول
قالت بخفوت وهي تشعر بالغضب: أيوه صح.. أمشي بقا دلوقتي
هز رأسه بانتصار: حاضر... نتقابل بعد ماتخلصي شغل
ردت زهرة: حاضر
تحرك كريم مبتعدا مبتسما... متمتما... الناس فيما
يعشقون مذاهب
شعرت زهرة بالرعب عندما رأت هذا الراجل يتجه ناحية البوابة فتمنت عدم ملاحظتها...

... تفاجئ بمرور الفتاة أمامه... تعبر بوابة الشركة
صاح فيها: أنتي يا أنسة رايحة فين و اسمك ايه
زهرة شعرت بأحراج شديد: انا شغاله هنا واسمي زهرة
تحدث بثبات: وشغالة ايه
ردت زهرة متمته: شغالة في البوفيه
تحدث له أمرا: اللي حصل دلوقتي ميتكررش تاني
هزت رأسها قائلة بخفوت: حاضر يابيه

ذهب كريم مباشرة إلى مكتب بيسان
طرق على الباب ثم دخل مباشرة قائلا بابتسامة: صباح الخير
زمت شفتيها قائلة بضيق: فين الخير ده ياكيمو... انا خلاص جبت اخرى منه
جلس على الكرسي وهو يسأل: مالك مانتي كنتي كويسة امبارح
بيسان بغضب: كنت ياكريم كنت...

_ خير وإيه اللي جد من امبارح النهاردة
زفرت بحدة وهي تتحدث: البيه عمل نفسه ولا كأنه شايفني... عديت من جنبه ولا هان عليه يقولي صباح الخير
حاول كتم ابتسامته فقال بهدوء: والزوبعة دي كلها عشان مقلكيش صباح الخير
ردت بيسان: أه ازاي يشوفني وميقوليش صباح الخير... اتصرف ياكريم.... أنا خلاص تعبت ولو ملقتش ليا حل معاه هموت نفسي
كريم تحدث بانزعاج: إيه العبط اللي بتقوليه ده... احنا مش اتفقنا امبارح وقولنا هنفذ بعدين الفكرة.

حركت يديها في الهواء بانفعال: أفكارك اللي كلها فاشلة ومش بتأثر... لمعت عينيها بالدموع وهي تتحدث... مفيش حد حاسس بيا... أنت متعرفش يعني ايه افضل اربع سنين برا وأقول لنفسي اكيد هنساه لما يبقى بعيد عني... ولا نسيته ولا زفت بالعكس حبه زاد جوا قلبي وهو قلبه حجر... انهمرت دموعها
شعر كريم بالخوف من حدوث مكروه لها... فهي تبدو في حالة يرثى لها... قام من مكانه وجذبها لتنهض واقفة على قدميها... شعر بارتعاش جسدها... حضنها وربت على رأسها بحنيه قائلا برقة: وانا روحت فين... كفاية عليكي انا.

رفعت رأسها تنظر له بعيون دامعة: لا مش كفاية..
دلف زاهر إلى مكتبها مباشرة فالباب كان مفتوح قليلا
... اتسعت عينيه بغضب... من المشهد الماثل أمامه... تشنج وجهه
نظرت له بيسان بصدمة.. وهي تراه أمامهم وعلى وجهه تعبيرات قاتلة... تحدثت بيسان بتوتر: أنت فاهم غلط
كريم همس لها... أهدى يا بيسان انتي معملتيش حاجة غلط ثم بادله بنظرة ثابتة: أنت إزاي تدخل من غير استئذان.

رد زاهر وهو في قمة غضبه: شيء ميخصنيش تعملو ايه مع بعض... ازاي ادخل من غير استئذان فالباب كان مفتوح...وجيت ليه عشان اديكي الملفات اللي طلبتيها ثم وضع الملفات بعنف على سطح المكتب.. وانصرف بخطى غاضبة من خارج المكتب محدثا نفسه بغضب بصمت.... عمرها ماكنت مناسبة ليك ولا هتكون واكتر حاجة صح عملتها في حياتك انك رفضتها...
بيسان دموعها انهمرت على وجهها: خلاص خسرته ياكريم
تحدث لها بحنية: هششش بطلي عياط.. لو مقدرش قيمتك يبقى ميستهلكيش

في أرقى المناطق السكنية....جلست دينا على أريكتها الوثيرة... أخذت تزفر بغضب و تقوم بقضم اظافرها... فهي منتظرة مكالمة هاتفية هامة... وبعد طول انتظار رن تليفونها... امسكتها بسرعة وتحدثت برقة: ألو
رد شهاب بملل( أحد أهم منافسين أكنان وبينهم عداوة شديدة): ايوه يا دينا.. كنتي عايزاني في إيه
دينا بدلع: عايزاك في كل خير طبعا... عارف الصفقة بتاعت الشركة اليابانية اللي نفسك تفوز فيها... انا ممكن اساعدك تكسبها.

انتبهت حواسه لحديثها: دي لعبة عليا... أنا اللي عارفه انك على علاقة بأكنان... هو أكنان مسلطك عليا
ردت دينا برفض: مفيش حاجة من كلامك صح... هو انت موصلكش آخر الأخبار
سأل شهاب: وايه هي آخر الأخبار
قالت دينا بغل: انه قطع علاقته معايا بطريقة مهينة وانا عايزه انتقم منه وأرد ليه القلم اللي اديهولي
شهاب بهدوء: احكي اللي عندك وهشوف إذ كان هيفدني ولا لأ.

تحدثت بحقد عن مادار من حوار بين أكنان في التليفون واحد مسئولي الشركة اليابانية.... كانت معه وقتها وتصنعت عدم الانتباه له
عندما انتهت من الكلام هتف منتصرا: واخيرا... المناقصة دي لو فزت فيها هتخسر المجموعة كتير وهيكون ليكي الحلاوة
ردت بغل: حلاوتي اني اشوفه مهزوم
انتهت المكالمة بينهما على موعد للقاء... تنهدت دينا وارتسمت على ثغرها ابتسامة متشفية.

رن جرس الباب... فقامت من مكانها بضيق... فتحت الباب
روجينا بابتسامة: كده يا ندلة ولا حتى مكالمة تليفون... وارن عليكي مش بتردي
ردت بضجر: مكنتش فاضية
_طبعا لازم متكونيش فاضية... ماهو أكنان شغل كل وقتك... وطبعا نسيتي موضوع زاهر
_ ماهو من أرك ده كله بح
سألت بفضول: يعني أيه.

ردت بضيق: أكنان قطع علاقته معايا... موضوع زاهر بقى في طي النسيان
تحدثت لها بحزن: يا خسارة يا زاهر.... وانتي عاملة ايه دلوقتي
ردت دينا بكآبة: هنتقم منه وهدفعه التمن غالي
نظرت لها بفضول: إزاي بقى
ردت عليها بشرود قائلة إزاي دي هتعرفيها بعدين

استيقظت ضحى من نومها وأخذت تتثاءب.. نهضت من فوق الفراش مصدومة متذكرة ماحدث ليلة البارحة وخروج زوجها وعدم روجعه... خرجت من غرفتها للبحث عنه... فوجدت الشقة فارغة وليس هناك مايدل انه أتى حتى الآن... بعد لحظات سمعت صوت المفتاح في الباب وإغلاق الباب... ذهبت مسرعة تجاه باب الشقة.

اول ما رأها قال كمال بابتسامة: صباح الخير على احلى عروسة
ردت ضحى بلهجة كئيبة: صباح الخير...أنت قولت مش هتتأخر
كمال قال بهدوء: معلش ياحبيبتي... بس المشكلة كبرت واتطورت وقلبت لخناقة جامدة ورحنا القسم ولسه طالع منه دلوقتي
سألت بقلق: وانت كويس
كمال بابتسامة: كويس انها جيت على كده...
_والمشكلة اتحلت...
_لو مكتنش اتحلت كان زماني لسه مشرف في القسم
سألت ضحى بفضول: هو حصل ايه بالظبط.

رد كمال: ححكيلك بعدين... المهم دلوقتي عايزك تحضري شنطة لينا عشان هنسافر مارينا هنقضي في الفيلا بتاعتي هناك اول يومين لينا في شهر العسل فيها... غمز له بأحد حاجبيه... اصل اتشائمت من هنا... اول يوم فرحي هنا وقضته في القسم... فقولت اخدك واهرب في مكان بعيد نكون فيه لوحدنا من غير حتى تليفونات.

ردت بخجل: حاضر... قبل مااحضر الشنط هات تليفونك عشان تليفوني نسيته في البيت عند بابا.. ارن على ماما اطمنها عليا واقولها اننا هنسافر مارينا... عشان ميجوش المشوار هنا ومش يلاقونا
رد بابتسامة: انا اتصلت بيهم وقولتلهم... يلا بينا حضري الشنط عشان منتأخرش
و بعدها بنصف ساعة انطلق كمال بالسيارة وطول الطريق ظل صامتا
كسرت ضحى الصمت قائلة: هو فاضل كتير لحد مانوصل
رد كمال: قربنا نوصل حبيبتي... باين عليكي زهقتي.

اجابته ضحى: مش زهقت من الطريق... زهقت انك مش بتتكلم معايا وطول السكة ساكت وحساك متغير وفي حاجة شغلة بالك... هو في ايه ياكمال بالظبط
نظر له وقال بهدوء: أصل حصلت مشكلة في الشغل خلت بالي مشغول وكمان مشكلة صحبي وترتني اكتر.

بعد فترة وصل كمال إلى الفيلا... نزلا من باب السيارة حتى وصلا أمام الباب وضع كمال المفتاح وفتح الباب... عندما دخلا أضاء كمال الانوار قائلا بابتسامة: نورتي بيتك ياعروسة... تعالي عشان اوريكي أوضة النوم وفي الداخل قال كمال: انا هدخل اخد شاور... و عايزك تغيري هدومك وتلبسيلي قميص نوم حلو وغمز بحاجبيه... وبلاش ابوس ايدك البيجامة اللي شوفتك بيها.

هزت ضحى رأسها بخجل: حاضر
دلف كمال إلى الحمام ليغتسل... وفتحت ضحى الشنطة واختارت قميص نوم مخصص لهذه الليلة...
وانتظرت خروجه وهي جالسة على الفراش سمعت رنين تليفون زوجها فقد نساه على الكمودينو بجوار الفراش...

أمسكت الهاتف... ليعلن الهاتف وصول رسالة أيضا... تملكها الفضول... فقامت بفتح الرسالة من شخص يدعى فريد وقرأتها وكان نصها كالتالى....أخبرني عندما تصبح الفتاة جاهزة... أريدها كما اتفقنا
لم تعلم لماذا شعرت بالقلق من محتوى الرسالة... فقامت بوضع التليفون في نفس موضعه...
خرج كمال من الحمام وارتدى ملابسه واخذ هاتفه..

سألت ضحى بقلق: أنت بتلبس تاني ليه
رد كمال: فتحت التلاجة لقيتها فاضية... فهروح اشتري شوية حاجات من السوبر ماركت
قالت ضحى: متتأخرش... عشان بخاف من القعدة لوحدي
رد كمال بابتسامة: مش هتأخر مسافة السكة حبيبتي
ظلت ضحى واقفة مكانها تشعر بالضيق والقلق فهناك شيء غير طبيعي في سلوك كمال.. ذهبت إلى غرفة النوم لكي تستريح قليلا..

وبعد عدة دقائق من ذهاب كمال... سمعت صوت سيارة أمام بوابة الفيلا...نظرت من النافذة لترى من القادم...فرأت رجل غريب يفتح باب الفيلا ويغلق الباب خلفه... استولى عليها الرعب.. ذهبت إلى الحمام واختبئت... سمعت صوت الأقدام في غرفة النوم ثم اختفت للدقائق.. ثم عادت الأقدام مرة أخرى بداخل الغرفة.

اخرج الراجل هاتفه وتحدث بغضب: فين البنت اللي قولتلي عليها
على الطرف الآخر كمال: انا لسه سايبها وقفلت عليها باب الفيلا... دور عليها كويس
فريد بزعيق: انا دورت عليها كويس ياكمال... أنا دفعت فيها فلوس كتير عشان تجبلي بنت بنوت وفي الاخر اجي وملقيش حد... ده أنا هقتلك فيها
كمال تحدث بقلق: دقايق وهكون عندك يافريد بيه.

فريد بلهجة غاضبة: عارف لو طلعت بتضحك عليا هوديك ورا الشمس... وحمايتي ليك في شغل الدعارة هشيله...
كمال رد بسرعة: البنت موجودة في الفيلا وثواني وهكون عندك يافريد بيه
اغلق فريد الهاتف بعنف... في داخل الحمام وضعت ضحى يديها على فمها تحاول كتم تنفسه... مصدومة مما سمعت... ان زوجها قواد وقام ببيعها لهذا الراجل.. نظرت حولها برعب في محاولة لإيجاد وسيلة للهروب... لم تجد شيئا فشباك الحمام صغير جدا وهي تتحرك بخفة ذراعها ارتطم بحوض الحمام محدثة صوت خافت.

في الخارج قبل أن يهم فريد بالخروج سمع صوت خافت خارج من الحمام... اقترب بخطى بطيئة وقام بفتح الباب
نظرت له ضحى برعب وبادلها بنظرة شهوانية متأملا تفاصيل جسدها... محركا لسانه بتلذذ...
شعرت إنها فريسة وقعت في المصيبة... محاصرة وليس هناك مجال للهروب... دمعت عينيها بقلة حيلة وأخذت في الدعاء بصمت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة