قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول للكاتبة سلمى محمد الفصل الثاني عشر

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول بقلم سلمى محمد

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الثاني عشر

أغلقت زهرة هاتفها بعصبية... حدثت نفسها بغضب: ليه مصمم أنك تفكرني بالماضي... أنا قفلت صفحتك من حياتي.. ليه عايز تفكرني بأتعس أيام حياتي...
التفتت زهرة خلفها... لتتفاجىء بوجود أكنان خلفها مباشرة.. لتصطدم بيه دون أرادة منها
نظرة له بخوف عندما رأت نظراته الغاضبة... أمسك ذراعها بقسوة قائلا: مين اللي كنتي بتكلميه
همست برعب: ده أحمد
هتف بحدة: مين أحمد.

عصر معصم يديها بقسوة... كتمت صوت تألمها.. قائلة بصوت متقطع: ده ااااااحمد... الل... حبيبي
عندما سمع أجابتها... أحكم قبضته أكثر على معصمها... فتأوهت ألما... أاااه.. فكان صوتها المتألم ألة تنبيه ليفوق من غضبه.. ترك معصمها فجأة غير مستوعب فعلته... خرج من الغرفة بخطى مسرعة..
دمعت عينيها من الالم وبمجرد خروجه... أرتفع صوتها بالبكاء..

دخل غرفته ثم أغلق الباب خلفه بصوت مدوي... سار ذهابا وأيابا في الغرفة... محدثا نفسه بغضب: أنت ايه اللي رجعك البيت دلوقتي... أول مرة تعملها... رجعت طبعا عشان كنت مصدع وعايز أشرب فنجان قهوة... على أساس أن الشركة مفهاش قهوة هناك... أومال رجعت ليه.. هز رأسه بغضب قائلا: معرفش أنا معرفش رجعت ليه وعملت معاها كده ليه... فاق من شرودها على صوت طرقات الباب.

هتف بحدة: أدخل
تحدثت كوكو بهدوء: زهرة مش مبطلة عياط في المطبخ ولما شوفت دراعها لقيته أزرق
تحدث له أمرا: خليها تجيلي هنا
ردت كوكو: حاضر... ثم أنصرفت...
في المطبخ... قالت كوكو: أكنان بيه عايز يشوفك
نظرت له بعينين دامعتين: عايز يشوفني أنا
_ طبعا أنتي... روحي بسرعة شوفي عايز أيه... أكنان بيه مش بيحب الانتظار.

قامت زهرة من مكانها.. أتجهت ناحية الحوض وغسلت وجهها باليد السليمة بالماء البارد... لمسح أثار دموعها واخذت تتنفس بحدة وهى متجهة الى غرفته... طرقت على الباب ثم دخلت عندما سمعت صوته سامحا لها بالدخول
تحدث له بأمر: تعالي هنا قصادي
حبست زهرة دموع ألمها بمجهود كبير... شعرت بذعرها يزداد في كل خطوة... حتى وقفت أمامه مباشرة
هتف أكنان: وريني دراعك...

حاول أمساك يدها عندما ظلت واقفة في مكانها رافضة أطاعة كلامه... فقامت بدفع يديه بحدة قائلة: أبعد ملكش دعوة بيا.. تمتمت بخفوت... منك لله يابعيد حسبي الله... ياكش تتكسر رقبتك ولا تتشل في دراعك
ميز بوضوح دعوتها عليه بالأذى... قال بغيظ: بتقولي حاجة
ردت بخوف: لا مش بقول.

هتف أكنان: كنت بحسب وبدل مايبقى دراع يبقو أتنين
فقدت سيطرتها على كبت دموعها... أنتحبت بالبكاء بطريقة هسترية
شعرأكنان بالضيق عند رؤيتها تنتحب بهذه الطريقة: مالك
زهرة ببكاء: مش قادرة أستحمل خلاص أيدي بتوجعني جامد
أخرج هاتفه بسرعة... وأتصل بطبيبه الخاص أمرا أيه بالمجيء بسرعة.

همست زهرة بألم: ملهوش لزوم الدكتور... أنا هشتري كريم للكدمات وأنا مروحة من أي صيدليه على سكتي... أتجهت ناحية الباب للخروج
هتف أكنان: خليكي هنا... الدكتور دقايق وهيكون هنا
وكما قال أكنان خلال دقائق... كان الدكتور معاهم في داخل الغرفة... يكشف على معصم زهرة
تحدث زاهر بقلق: دراعها في أيه.

الطبيب بنبرة عملية: شرخ بسيط في معصم أيدها الشمال..... فتح حقيبته... ثم أخرج أنبوبة مرهم ووضع على معصمها القليل منها ودلك ببطء... وعندما أنتهى قام بلف رباط ضغط على المكان المصاب...
شعر أكنان بغضب غير مبرر.. لرؤيته الطبيب ماسكا معصمها.. هتف أكنان بغيظ: ماتخلص ساعة بتلف في رباط
أندهش الطبيب من رد فعله فقال: خلاص خلصت...

الرباط ده هيفضل أسبوع مربوط... واخرج علبة مسكن من شنطته... هتاخدي من الدوا ده تلات مرات في اليوم
عندما أنتهى الطبيب شعرت بالالم أصبح أخف: حاضر... أنصرف الدكتور مباشرة..
هتف أكنان فيها: أنتي واقفة ليه... روحي أعمليلي فنجان قهوة بأيدك السليمة.

نظرت له بذهول من تحوله المفاجىء في كل لحظة: حاضر... عندما خرجت من غرفته همست بخفوت... ماله ده... دي مش تصرفات حد طبيعي... وأيه اللي عصبه عليا أول مرة في المطبخ وخلها مرعب بالطريقة دي... وأيه اللي حوله لبنأدم عنده شوية مشاعر... هزت رأسها فاقدة الأمل في فهم شخصيته... داعيه في سرها... بأن تمتلك القدرة على تحمل طباعه التي تشبه أمواج البحر التي تكون هادئة وفي خلال ثانية تتلاطم بعنف وقوة...

كثير من الفوضى... أقدام تتحرك في كل مكان... سيارات الشرطة متوقفه على أول الشارع وأخره مغلقه الجانبين... مانعين الناس من العبور...
نظر محسن للمنظر بفضول.. حاول العبور بسيارته الى داخل الشارع... لكن الضابط أشار له بالتوقف
قال الظابط بلهجة غليظة: لف وأرجع تاني
حاول محسن الكلام.. لكن الظابط قاطعه مرددا: ممنوع
محسن بأصرار: أنا عايز أقابل الحاج عبد الفتاح أبو الأنسة ضحى ساكن هنا في الشارع...

ردد الظابط: أبو البنت اللي أتخطفت
سأل محسن غير مصدق ماسمعت أذنه: ضحى... الله يكرمك ممكن تخليني أدخل أشوفه... أحنا نعرف بعض كويس
سمح له الظابط بالدخول...
في داخل شقة ضحى
محسن بحزن: وكل ده حصل في عز النهار
عبدالفتاح تحدث بانكسار: بنتي أتخطفت قصاد الكل ومحدش قادر يمنعهم ويقف قصادهم

لم تتوقف ضحى عن البكاء وهى ترى... دخول الفتيات وخروجهم... منهم الباكية ومنهم من يبدو عليها أثار التعذيب... أقتربت من ضحى طفلة في هيئة ملابس أمرأة
قالت الفتاة بشفقة: أنتي جيتي هنا ليه
ضحى ببكاء: فريد خطفني بالغصب من وسط أهلي... أنا اللي جبت كل ده لنفسي... لما استعجلت أجوز واحد معرفوهش عشان عنده شقة وفيلا عربية أتخدعت في المنظر... وقولت عريس لقطة وحرام أضيعه من أيدي... ضحكت بدموع.. واتجوزت كمال اللي باعني لفريد... حكت لها ضحى ماحدث لها...

ناريمان بعطف: أنا هساعدك... ثم أخرجت من تحت ملابسها هاتف... قائلة بخفوت... أتصلي باحد من أهلك خليه ينقذك قبل ماتضيعي خالص... ده تليفون جوزي منير
أتسعت عينيها بصدمة: أنتي متجوزة...
ردت بصوت شجي: أه متجوزة مدير المكان هنا
_ بس أنتي صغيرة أوي... عندك كام سنة.

_ خمستاشر سنة... وجيت المكان هنا وأنا عندي تلاتشر سنة... تنهدت بسخرية مريرة وهي تقول... أبويا بعد مامات... مراته باعتني لعصابة منير...
هتفت ضحى بذهول: يالهوووي... مرات أبوكي هي اللي باعتك... معقوله في نفوس شريرة كده
ضحكت ناريمان بمرارة: هههههه، باين عليكي خيبة أوي... متعرفيش أن الدنيا بقيت عاملة زي الغابة، أشارت بيديها على بعض الفتيات، شايفة البنت اللي واقفه جنب الشباك هنا...

نظرت ضحى الى المكان التي أشارت له: أيوه شايفها
_ أسمها نونا وجيت هنا بأرداته بس بعد ماأخوها المدمن أعتدى عليها وبعد اللي حصل طبعا هربت من البيت وأشتغلت هنا... وأشارت باتجاه فتاة أخري... سوسو ودي بنت ناس مبسوطة ضحك عليها زميلها في الجامعة صور ليها فيلم وهو نايم معاها على كام صورة... وهددهم بيها ياتشتغل مع منير.. ياتتفضح بيهم... وأخذت ناريمان تتحدث عن جميع الفتيات الموجودين في الغرفة... فمنهم من جاءت بأردتها... ومن تم بيعها...

كملت ناريمان كلامها بألم: واللي جات مخطوفة زيك... ده أنتي طلعتي طيبة أوي... الدنيا فيها بلاوي بس أحنا اللي بنعمل نفسنا مش شايفين... عشان نقول لنفسنا أن الدنيا حلوة.... نظرت ناريمان حولها ودققت النظر جيدا وعندما تأكدت أنهم ليسو مراقبين... خدي التليفون وأتكلمي بسرعة... أنا هقف قصادك هداري عليكي لحد ماتخلصي.

رن هاتف بعد الفتاح برقم غريب... حدث نفسه بغضب مين ده اللي بيتصل... فقام بالقاء الهاتف على الارض بعنف
محسن بنبرة مهدئة: أهدى ياحاج وأن شاء الله ترجع ضحى
رد بلهجة مقهورة: هترجع قبل ولا بعد الفضحية...
محسن بشفقة: فضيحة أيه بس... هي ضاعت ولا هربت دي أتخطفت... أنا هتصل بالبيه اللي بشتغل عنه... كريم بيه راجل واصل هيقدر يعرف مكانها ويجيبها ليك.

ردد عبد الفتاح: يارب يارب يامحسن
أخرج محسن هاتفه واتصل بكريم
تحدث كريم: عملت اللي قولتلك عليه يامحسن
رد محسن قائلا: روحت ليها زي ماحضرتك قولت
_ وبعدين
_ لقيت الدنيا مقلوبة... العصابة اللي بيشتغل فيها جوزها خطفوها وسط الناس في عز النهار.

هتف كريم بحدة: أنت بتقول أيه... مين اللي بيتخطف في عز النهار
رد محسن: اللي حصل ياكريم بيه... باين عليها عصابة ليها نفوذها
كريم بعصبية: والبوليس عامل أيه... عرفو مكانها ولا لسه
تحدث محسن بحزن: مفيش جديد من ساعة الخطف... والبوليس واقف في الشارع... زي قلتهم
هتف كريم: أنا هتصرف.... ثم أنهى الاتصال مع محسن وقام بالعديد من الاتصالات...

خرجت بيسان من المستشفى بعد أعتراف كل منهم للأخر بالحب.... ركبت بيسان سيارة زاهر... ثم جلست بجواره والابتسامة لاتفارق شفتيها...
لمعت عينيها ببريق الحب وهي تتكلم معاه: رايحين على فين دلوقتي
زاهر بابتسامة: هروحك على الفيلا... وبعدين هطلع على الشركة... أبلغ أكنان أني موافق أتجوز أخته... هو كان مكلمني في الموضوع ده من يومين وبعدين هطلبك من الوالد... وهتصل بالوالد والوالدة في الصعيد... ( والد زاهر عندما كبر في السن أخد زوجته للعيش في مسقط رأسه بين أهله ).

شعرت بالحيرة من كلامه: أنا مش فاهمة حاجة
زاهر رد: أكنان عارف أني بحبك وأنتي كمان وأتبع مبدأ الخط المستقيم أقصر الطرق وقال مادام أنتو بتحبو بعض... هو مش يلاقي طبعا أحسن مني زوج لأخته المصونة بيسان... فقالهلي وش في وش أنه موافق على جوازي منك
أتسعت عينيها بالصدمة: أكنان أاااكنان أخويا قالك كده
رد زاهر بابتسامة: أيوه طلع بيفهم عني وعنك
قالت بيسان: أتكلم عن نفسك... تعاللي هنا..

قال بابتسامة متلاعبة: مانا عندك أهو... عايزه أقرب عن كده مستعجلة اوي على قربي منك... وحاول التحرك ليكون بقربها
هتفت بتحذير: خليك مكانك... ده مش قصدي... مادام أكنان كلمك من يومين مجتش تقولي ليه.

عندما أسترجع ماحدث شعر بالغضب: هو أنا حاولت أكلمك واعترفلك بحبي ليكي... بس لما روحت مكتبك شوفتك في حضن كريم وبتعترفي ليه بالحب... في اللحظة دي قولت أني خسرتك وأنك بتحبي كريم... عشان كده سكت ومش أتكلمت... وبعدين لما عرفت أنك حاولتي تنتحري.. شوفت الجواب وفهمت ان الجواب تقصدي بيه كريم... ولما روحت المستشفي قابلته هناك وضربته... زينت شفتيه أبتسامة عندما تذكر ماحدث بعد اللكمة من أعترافات... وبعدين عرفت منه أنه الموضوع الانتحار ده كله لعبة وأنكم أخوات في الرضاعة.

ضربتها بكف يديها بعنف في صدره: كل ده فاكرني بحب كريم... البعيد طلع مش بيفهم
هتف زاهر: لمي لسانك مين اللي مش بيفهم
ردت بيسان ببرائة: أنا بقول البعيد... مش أنت طبعا خالص مالص
رد زاهر: كنت بحسب
سمع زاهر صفير أعجاب من سيارة تمر بالقرب منه...

هتف السائق لصديقه: شوفتي الموزة دي
التفت زاهر... نظر له بعينين تطاير منها الشرر... جعلت السائق ولى بالسيارة مسرعا خوفا...
شعر بالغضب... قام بملاحقته بالسيارة يريد تلقينه درسا قاسيا...

نظرت بيسان بقلق لملامح زاهر المرعبة... قاد السيارة بسرعة
هتفت بخوف: خلاص يازاهر هو ماشي بعربيته... عايز تلحقه ليه
صاح بغضب: هو أنا قرطاس جوافة جمبك عشان تتعاكسي وأنتي معايا... لازم أعلمه الادب عشان يحرم يعاكس بنات الناس... ثم أنطلق خلفه بسرعة..
هتفت بيسان بذعر: هدي السرعة يازاهر... أنا خايفة أوي.

لم يهتم بتوسلاتها وصمم على تنفيذ أنتقامه... عندما شاهدت مايحدث وضعت يديها على عينيها صارخة: كفااااية وقف العربية
قاد سيارته حتى أًصحبت السيارتين متقاربتين... دفع زاهر سيارته الرباعية الدفع السيارة الاخرى... لتصطدم بالجدار الحجري محطما نصفها الامامي
نزعت يديها عندما شعرت بعودة السيارة الى سرعتها الطبيعية... نظرت للخلف ترى ماحدث... فوجدت السيارة في داخل الجدار وخروج منها السائق وصديقه بدون أصابات.

زفرت براحة... قائلة بعدها بانفعال: أيه اللي أنت عملته ده
رد بابتسامة منتصرة: عملت اللي تستحقو الاشكال دي
قالت بانفعال: وأنا مفرقتش معاك أموت من الرعب... وصلني البيت بسرعة يازاهر...
قال زاهر بهدوء: حاضر يابيسان.... طب والخطوبة والجواز لسه هما ولا بقو في خبر كان
ردت بيسان بسرعة: لا في جواز طبعا... صمت مباشرة وأحمرت خدودها من الخجل بسبب ردها المتسرع
زينت شفتيه أبتسامة خفيفة: طلباتك أوامر

أنتهت زهرة من أعداد فنجان القهوة ووضعتها في المكان الذي أشار اليه... ثم خرجت مباشرة دون أن تنطق كلمة واحدة... نظر أكنان لخروجها بهدوء عكس مشاعره الثائرة كلما تتواجد أمامه... أقترب من الطاولة... مد يديه وتناول فنجان القهوة.. وأتجه ناحية الشرفة متأمل العالم الخارجي بشرود... أخذ رشفة تلو الأخرى... شعر بالاختناق... سعل بشدة مخرجا شيء من فمه... أمسكه بأصابع يديه... عينيه لمعت بالغضب... عندما رأى قرط نسائي... شعر بالغيظ... أن تكون حركتها مقصودة لتنتقم منه... خرج من غرفته مسرعة.. مقررا رد لها الصاع صاعين...

دخل الى المطبخ بخطى ثائرة... لكنها لم تنتبه لقدومه... صوت بكائها المرتفع كاد يصم أذنيه... فجأة تحول غيظه ألى عطف بمجرد سماع نحيبها
هتف أكنان: حصل أيه تاني
زهرة ببكاء: فردة الحلق بتاعتي وقعت من السلسة اللي لبسها في رقبتي... قفل السلسة أتفتح وفردة الحلق وقعت ومش لقيه الفردة.. أزاداد بكائها وهي تتحدث
أثاره بكائها فتهف فيها: أسكتي شوية.

صمتت على صوت صياحه... مسحت دموعها وأنفها بكم يديها
تحدث لها أمرا: كفاااية قرف... أنا هجبلك بدل الحلق حلقين... بس بطلي القرف اللي بتعمليه
زهرة بصوت متقطع من البكاء: أناا مش عايزة غير فردة الحلق بتعتي... الحلق ده ذكرى من بابا الله...
أراد أكنان التلاعب بمشاعرها قليلا... وعدم الاعتراف لها بأن فردة القرط الضائعة معاه.. فقال بابتسامة ماكرة: أنتي دورتي هنا كويس
هزت رأسها بالايجاب: أيوه.

قال أكنان بهدء: تعالي دوري في أوضتي... يمكن يكون وقع منك هناك
نظرت له بأمل: بجد ممكن يكون واقع أوضتك
رد أكنان: دوري يمكن تلاقيه هناك
تمتمت زهرة: يارب القيه... أنا ممكن يجرالي حاجة لو مش لقيت الفردة.

ذهبت زهرة خلفه... في داخل الغرفة... أخذت زهرة تبحث في كل ركن فيها... كان أكنان خلفها في كل حركة... شعرت بالتوتر من قربه الشديد منها... ركزت بكلتا ركبتيها على الارض... نظرت تحت الفراش... نظر لها بابتسامة متلاعبة... توترت وهي تبحث وهي تشعر بنظراته المسلطة عليها... لم تتحمل فقامت مرة واحدة... لتصدم بيه.... فقام باسنادها حتى لا تقع.

نظر لها بابتسامة ماكرة... فبادلته بنظرة حائرة من ابتسامته وسلوكه الغير مفهوم... قالت بارتباك: سبني
تحدث أكنان بهدوء: عايزه فردة الحلق ولا لأ
استغربت من سؤاله: ايوه.. طبعا عايزها
زينت شفتيه ابتسامة ماكرة: خلاص لو عايزه الحلق بتاعك.... أتحايلي عليا شوية
نظرة له بذهول: نعم.

_ اللي سمعته أتحايلي... لو سمحت شوية كلام من ده كتير لحد ماقولك فردة الحلق فين
_ هي فردة الحق معاك
رد أكنان: أيوه معايا..
زهرة برجاء: لو سمحت ممكن تديهالي
قال أكنان بهدوء وأشار لها بالاستمرار: كمان... أتحايلي كمان
شعرت زهرة بالغيظ لكنها في نفس الوقت تريد قرطها ذكرى والدها... فأخذت تتوسل له كثيرا.

هتف أكنان: كفاااية... خلاص زهقت... فردة الحلق هتلاقيها في فنجان القهوة كان واقع فيه
تناولت فنجان القهوة ووجدت القرط بداخله... تنفست براحة.. أخرجته بسرعة ووضعته في جيبها... أتجهت ناحية الباب للخروج دون النظر لها... لانها في هذه اللحظة تريد الفتك بيه لقيامه بأذلالها.

ذهبت زهرة الى المطبخ وجلست على كرسيها المفضل... وأخرجت الحلق من جيبها والسلسة ووضعتها فيه... وأرتدت السلسلة حول عنقها... بأصابع ترتجف تلمست القرط المصنوع من الذهب بأصابع ترتعش.. لمعت عينيها بالدموع وهي تتذكر هذا اليوم
دلف والدها من الباب مناديا عليها بصوت مبتهج: زهرة يااازهرة
خرجت مسرعة من غرفتها وهي تنظر بفضول الى الشنطة المدلاه في يده.

سألت زهرة بفضول: هاا ايه اللي فيها
تصنع الغضب قائلا: هو ده بردو الترحيب... مفيش واحشتيني يابابا... اول ماطلعتي عينيكي على الشنطة اللي ماسكه
زهرة بدلع: واحشتيني ياسي بابا... حلو كده... قولي بقا ايه اللي جوا الشنطة
جلس فؤاد على الكرسي ووضع الشنطة بجواره: مش هقول الأ لما أخد المقابل الأول.

ابتسمت زهرة بمرح: حاضر ياسي بابا... أقتربت منه وأخذت تقبل كلتا وجنتيه بحب... قائلة بمرح.. كفاية كده ولا عايز كمان
رد بابتسامة مرحة: كفاية... أشار باتجاه الشنطة لفتحها
أمسكت زهرة الشنطة وفتحتها.. عندما رأت ماالبداخل... أتسعت عينيها بالسعادة... مدت يديها واخرجت الفستان... لتنهمر على وجه والدها بالقبلات... مسكت الفستان مبهورة بجماله... وضعته على جسدها ثم دارت بيه حول نفسها.

فؤاد بابتسامة: هتدوخي كده... كفاية لف حوالين نفسك
هتفت زهرة بمرح: فرحانة أوي أووووي يابابا أنك جبتلي الفستان اللي نفسي فيه
تحدث فؤاد بهدوء: الفستان ده يتلبس جوا البيت مش برا
زمت شفتيها بضيق: هو أنا منفعش البسه في فرح صحبتي اللي كمان شهرين
فؤاد برفض: لأ مينفعش يازهرة... أحنا أتفقنا أني هجبلك الفستان وهتلبسيه فى الشقة
قالت زهرة بتحايل: طب هو مينفعش البس فوقه شال ويبقا الشال مغطي دراعتي.

فؤاد تصنع التفكير: لا بردو في البيت بس
_ وأنا موافقة ومبسوطة أنك جبته ليا... ربنا يخليك ليا يأطيب أب
_ ويخليكي ليا يازهرة... ثم أخرج من جيبه علبة صغيرة... خدي يازهرة
مسكت زهرة العلبة.. فتحتها وأخرجت القرط الموجود بداخلها... أبتسمت بسعادة ثم زمت شفتيها بعبوس: بس الحلق ده غالي أوي يابابا
رد فؤاد بابتسامة: وأنا مقدرش أِشوفك نفسك في حاجة ومش أجيبها ليكي
رمت زهرة بين أحضان والدها قائلة بابتسامة: حبيبي يافؤش.

قال فؤاد: هتجيبي النتيجة أمتى
ردت زهرة: على العصر كده... هروح المدرسة وهشوفها
قال فؤاد: خير أن شاء الله
زهرة بابتسامة: كل خير ياحج وهجيب مجموع يدخلني الطب كمان
رد فؤاد بدعاء: يارب.

وبعد عدة ساعات أستئذنت زهرة من والدها للذهاب الى منزل رشا زميلتها أولا لكي يذهبو سويا الى المدرسة... عند خروجها دعى لها والدها ووالدتها بالنجاح وتحقيق أمنيتها بالحصول على مجموع كلية الطب..
أجتمعت جميع زميلاتها... خارج بوابة المدرسة في انتظار فتحها... ورؤية النتيجة
أنتظر أحمد ظهور زهرة بفارغ الصبر حتى رائها اتيه من بعيد مع رشا... ذهب مسرعا لملاقاتها.

أحمد مناديا: زهرة
عندما وصلت بالقرب منه قالت بخجل: نعم
رشا قالت بغل حاولت أخفائه: هسيبك يازهرة دلوقتي ومبرووك مقدما
بعد أنصرافها سأل أحمد: هي تقصد أيه
ردت زهرة بخجل: أصل هي وأنا... لما سألتني عليك قولت أنك هتيجي تخطبني من بابا بعد ماالنتيجة تطلع
أحمد بابتسامة: وأنا أنتظرت اليوم ده كتير... يلا بينا الفراش فتح البوابة.

وأتجه كلاهما الى الداخل... دخلت زهرة الى غرفة الوكيلة المسئولة عن توزيع الشهادات... استلمت زهرة نتيجتها وابتسامة واسعة زينت وجهها
سأل أحمد بقلق: خير طمنيني...
زهرة بسعادة: تسعة وتسعين في المية وقفزت من السعادة قائلة وهدخل كلية الطب
وقفت هيام بجوار رشا.. قائلة: وأنتي جيبتي كام ياخيبة.

نظرت رشا الي زهرة بحقد: المعفنة بنت سواق الترام جابت مجموع هيدخلها الطب وأنا أجيب ستين في المية.. وكمان هتتجوز دكتور
ابتسمت هيام: مين دي اللي معفنة... هو أنتي خيبة وكمان أحولتي... دي زهرة قمر المدرسة... كفاية عينيها اللي عاملة زي عيون القطط... البت جمال وذكاء
قالت بكره: وأبوها سواق ترام وهتتجوز أحمد.

قالت هيام بلهجة ملطفة: الجواز ده نصيب وأنسيه يارشا باين عليهم الاتنين بيحبو بعض ومتفقين على الجواز
ردت بغل: أنسى مين... مفيش حد هيتجوز أحمد غيري... أنا مش أفضل الكام سنة اللي فاتو أظبط العلاقات وأخلي أمه وأمي أصحاب... وزيارات وفي الاخر بنت سواق الترام هي اللي تتجوزه... بس أنا هتصرف وهيبقا من نصيبي أنا... أبتسمت بخبث وهى تختتم كلامها
سألت هيام بفضول: البصة دي والكلام اللي بتقوليه مش مريحني... أنتي ناوية على أيه ياشر.

ردت رشا: هتعرفي بعدين وفي أقرب وقت... أنا مروحة البيت تيجي معايا
_ خليها مرة تانية
أنصرف أحمد وزهرة
أحمد بابتسامة: تعالي أعزمك على ايس كريم بمناسبة نجاحك
ترددت زهرة في الاجابة: بس أنا مقولتش لبابا أني هتأخر وكمان مينفعش.

قال أحمد بثبات: مينفعش ليه... أحنا دلوقتي في حكم المخطوبين وكلها يومين وهطلب أيدك من الوالد.... تعالي بس
بعد شرائه الايس كريم له ولها... تمشى كلاهما على البحر
قالت زهرة بقلق: أنا كده أتأخرت أوي ياحمد... يلا بينا نرجع
أحمد بابتسامة: هو الاوقات الحلوة علطول بتعدي بسرعة... يلا بينا أوصلك ومتنسيش تبلغي الوالد أني جاي أنا وماما نخطبك
ردت زهرة بخجل: حاضر...

وعلى أول الشارع الذي يوجد فيه بيت زهرة... كانت عربية الشرطة واقفة أمام منزلها
زهرة بقلق: خير
أحمد بلهجة مطمئنة: خير وأن شاء الله مفيش حاجة... روحي أنتي وأنا هفضل واقف أطمن عليكي لحد ماتدخلي.

بمجرد ماخطت بقدميها داخل الشقة... قام أحد الظباط بايقافها... وقام بمناداه الشخص الجالس على الكرسي... جرى فؤاد وقلبه ينتفض من شدة خوفه على أبنته وبجواره هدى والاثنين في صوت واحد بنتا مستحيل تعمل كده
معتز بلهجة قاسية: فين الدهب اللي سرقتيه
زهرة باستغراب: دهب أيه يامعتز
قال بحدة: معتز بيه.

زهرة هزت رأسها برفض: أنا زهرة يامعتز صاحبت رشا أختك
رد معتز: زهرة الحرامية تقصدي
تحدث فؤاد بغضب: أحترم نفسك... بنتي متربية كويس وعمرها مامدت أيدها على حاجة مش ليها
تحدث بحدة: هنشوف دلوقتي لما نفتش شنطتها... وأشار للشاويش لكي يأخذ حقيبتها.

نزع الشاويش الحقيبة بعنف من يدها... ثم فتحها وافرغ محتوياتها فوق الطاولة... بعثر معتز المحتويات حتى وجد لفة صغيرة محكمة الإغلاق... فقام بفتحها قال بغضب محركا المصوغات الذهبية الخاصة بوالدته في الهواء أمام الكل: أومال دول دخلو شنطتك ازاي... ثم هتف... خدوها على البوكس
انصدم الكل من رؤية المصوغات...

هتفت زهرة برفض: والله معرف دول جوم في شنتطي إزاي
ضحك بسخرية: جوم لوحدهم... خدوها على البوكس
تحدث فؤاد: مستحيل بنتي تعمل كده
هدى لطمت على صدرها: استرها من عندك
نظرت زهرة بدموع إلى والدها: أنا مش سرقت حاجة يابابا
هتف فؤاد: مصدق يازهرة.

الشاويش جذب زهرة من يدها بعنف للخارج
هتفت زهرة بتوسل: متسبنيش يابابا
_مش هسيبك خالص أنا جاي معاكي
خرجت زهرة ودخلت البوكس تحت أنظار اهل المنطقة.. نظرت على أول الشارع رأت احمد ناظرا لها بصدمة... ظلت زهرة في الحبس على ذمة التحقيق عدة أيام... حتى أتى اليوم الذي كسرها... أول صدمة... الصدمه التي جعلتها مشوهة.

عند ضحى... بعد فترة جاءت فتاة قامت بأخذها بالغصب... ذهبت بيها إلى غرفة... بيها عدة فتيات.. رغم توسلها قامو بنزع ملابسها دون إرادتها... و ألبسها ثوب شبه عاري... وبعد فترة قصيرة دخل فريد ملتهما ايها بنظراته
توسلت له ضحى برجاء: أبوس إيدك سيبني أمشي.

ضحك بابتسامة صفراء: ههههه اسيب مين... اقترب منها في خطوتين.. وصفعها على وجهها العديد من الصفعات المتتالية... ثم قام جذبها بعنف تجاه الفراش... حاولت المقاومة... لكنها استطاع بسهولة دفعها على الفراش ساقطة عليه بعنف.. امالت رأسها قليلا... فرأت سلسلة حديدية... تناولها فريد ناظرا لها بتلذذ.. حاولت ضحى مقاومته فقام بربطها في الفراش بالسلسلة الحديدية وانهال عليها بالضرب... ناظرا لها بمتعة وهى تكاد تفقد الوعي..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة