قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول للكاتبة سلمى محمد الفصل الثالث عشر

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول بقلم سلمى محمد

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الثالث عشر

زهرة
كانت صبية بقلب أخضر... زهرة في وسط الشوك بتكبر
شايفة الحياة صافية وبريئة... وما تعرفشي ايه المقدّر
قابلت ولد حبت كلامه... شدها أوي باهتمامه
صدقت ما كانتش عارفه مخبي ايه... فيه ناس كتير الشر فيها... والمظاهر بتداريها.

وزهرة مش شايفة الوش الحقيقي... الطيبة دي ما تغرّكيش
حسّت إنه خلاص ما فيش خير في البشر... صدمة صعبة جت في ثانية... حوّلتها لواحدة تانية
أصل أول جرح سهل يسيب أثر... إوعي تبكي مهما شوفتي
في الحياة مكتوب يا بنتي... ننجرح علشان نشوف
عيشي أحلامك زي مانتي... قومي تاني لو وقعتي... ((حمزة نمرة))

خرجت زهرة ودخلت البوكس تحت أنظار اهل المنطقة.. نظرت على أول الشارع رأت احمد ناظرا لها بصدمة... ظلت زهرة في الحبس على ذمة التحقيق عدة أيام... حتى أتى اليوم الذي كسرها...
قابيل المحامي الذي كلفه فؤاد للدفاع عن أبنته
قال قابيل: للأسف ياعم فؤاد... بنتك وضعها صعب ولو الموضوع مش أتحل ودي مع صاحبة البلاغ... بنتك هتتحبس فيها.

رد فؤاد بلهجة حزينة: أنا روحت لبيت الهانم أم رشا ورفضت أنها تتنازل عن البلاغ.... كمل حديثه برجاء... قولي طب أعمل أيه تاني ياستاذ قابيل...
تحدث قابيل بلهجة شابها اليأس: روحلهم تاني ياعم فؤاد... تنازلهم عن المحضر هو الحل الوحيد... لو مش أتنازلو زهرة هتاخد حكم فيها حتى لو حكم مدته قصيرة... لو أتسجنت ممكن مستقبلها يضيع.

رد بقلة حيلة: هروح تاني للهانم ويارب قلبها يحن
قال قابيل بأمل: أن شاء الله توافق وتسحب البلاغ...
تحدث فؤاد برجاء: خليني أشوف زهرة ياأستاذ فؤاد
رد قابيل: هاخد ليك أذن أنك تشوفها على النهاردة أن شاء الله
ترك فؤاد المحامي وذهب للمرة الثانية... لكي ياتوسل الهانم أم معتز بالتنازل عن البلاغ.

رن الجرس وفتحت له الخادمة
فؤاد برجاء: ممكن أكلم الهانم
الخادمة: ثواني هبلغ المدام
خرجت رشا من غرفتها وأمرت الخادمة بالانصراف وأنها ستبلغ والدتها
تحدثت رشا بغضب: أيه اللي جابك هنا تاني... يلا أمشي من هنا ومتجيش هنا تاني.

فؤاد بتوسل: الله يخليكي يابنتي خليني أكلم والدتك... بنتي هتضيع مني لو البلاغ مش أتسحب
ردت رشا بغل: متضيع ولا تروح في داهية أحنا مالنا
أنصدم فؤاد من الكراهية المنبعثة من صوتها وملامح وجهها: أنت أزاي تقولي كده على زهرة... ده أنتو كنتو أكتر من الاخوات
الحقد عمى قلبها... فقالت بصياح: كنا فعل ماضي ودلوقتي خلاص بح... وأمشي من هنا بالذوق بدل مانادي الامن يطلعك بالعافية..
لمعت عينيه بالدموع: حسبي الله ونعم الوكيل...

رشا بزعيق: أنت بتحسبن عليا... ياراجل ياخرفان... أمشي من هنا ومش عايزين نشوف وشك هنا تاني
أنصرف فؤاد مطأطىء الرأس ودموع تنهمر من عينيه قهرا وحزنا على أبنته الوحيدة... رن هاتفه
رد بألم: نعم يأستاذ
تحدث قابيل بهدوء: أنا عرفت أخد ليك أذن من الظابط تشوف زهرة... أنت ممكن تشوفها دلوقتي... عملت أيه مع الست هانم
رد فؤاد بألم: بنتها طردتني... بنتي خلاص ضاعت كده يأستاذ.

رد قابيل بلهجة غير واثقة: مش هيحصل ولو لا أقدر الله أخدت حكم هخليه مخفف..
أغلق فؤاد الهاتف عندما أنتهى من الكلام مع قابيل... أنهمرت دموعه بصمت دون توقف
خرجت أبتسام على صوت أبنتها العالي... قالت بسؤال: كنتي بتزعقي مع مين يارشا
رشا حاولت السيطرة على أنفعالها... قائلة بهدوء: الراجل أبو زهرة جاه تاني يتحايل عشان تسحبي البلاغ عن بنته الحرامية.

تحدثت ابتسام: ومين قالك تتصرفي كده من نفسك
ردت رشا بحدة: يعني انتي كنتي عايزني أدخله ليكي
أبتسام بضيق من ردود أبنتها: أتكلمي كويس يارشا... وأه كنت عايزكي تدخليه عشان هسحب البلاغ اللي قدمته
رشا بتوسل: ارجوكي ياماما... بلاش تتنازلي عن المحضر.

ابتسام نظرت لها بتمعن: وبعدين معاكي يارشا.. أنا هسحب البلاغ
رشا بغل: أزاي هتسحبي البلاغ... دي واحدة حرامية ولزم تتسجن
هتفت أبتسام بغضب: عشان أنا عرفت الحقيقية
رشا بلجلجلة: عرفتي أيه
نظرة الى أبنتها بقسوة: هيام صاحبتك لسه قافلة معايا دلوقتي وقالتلي على كل اللي عملتيه
هتفت بانفعال: ياجزمة... ده أنا حلفتك.

قالت ابتسام بغضب: دي الجزمة أنتي... أصل أنا معرفتش أربي... ليه يارشا عملتي كده مع صحبتك... ليه تسرقي وتحطي اللي سرقتيه في شنطته
هتفت رشا بحقد دفن لعدة سنوات: عشان هي مش أحلى ولا أذكى مني... مش تدخل طب وانا مش هعرف أدخل حاجة... مش تتجوز دكتور وأنا لا.. رددت بانفعال... هي مش أحسن مني.... مش أحسن مني.

انصدمت ابتسام من ابنتها... هزت رأسها برفض: أنتي يارشا... أزاي أنا مش حسيت بكرهك ليها... أنتي أزاي قدرتي تخبي عني كل ده... اه من صدمتي فيكي يابنتي... ثم هتفت فيها بصياح... أدخلى على أوضتك ومش عايزه أشوفك قصادي... والبلاغ هسحبها يارشا...
تغيرت ملامح رشا من الغل الى التوسل: عشان خاطري ياماما
هتفت ابتسام: على أوضتك يارشا... بدل مااقول لأبوكي وأخوكي على اللي عملتيه في بنت بريئة
_ بس ياماما
_ أقفلي بؤك ده وأدخلى على أوضتك ومشوفش وشك قصادي خالص

طوال الطريق الى القسم... شعر فؤاد بنغز حاد داخل قلبه...
في داخل الغرفة... عندما دلفت زهرة.. ورأت والدها ألقت نفسها بين أحضانه
نظرة له بدموع: خرجني من هنا يابابا... أنا تعبانة أوي... أنهمرت دموعها بدون توقف... بادلها فؤاد بنظرة قهر ويأس... فتلمع عينيه بالدموع: متعطيش يازهرتي... أنا هخرجك من هنا.

مسحت زهرة دموعها بكم يديها قائلة: بجد يابابا... هتخرجني من هنا...
فؤاد بابتسامة ولكن حزينة: طبعا هتخرجي... الالم تمكن منه... حاول رسم ملامح هادئة على وجهه... حاول بصعوبة الوقوف بثبات... وفي لحظة خر فؤاد ساقطا على الأرض
نظرت لوقوعه بصدمة... والدها هذا الراجل الشامخ... سقط واقعا أمام عينيها بدون تحذير... بدون أنذار..

نهض الظابط من مكانه مسرعا... جلس على الارض وقام بجس نبضه... عندما لم يجد نبض هتف في الشاويش... بلغ الاسعاف... الراجل باين عليه بيطلع في الروح...
زهرة تسمرت في مكانها.. قدميها أصابها الشلل... لم تقدر على التحرك ولكن عند سماع كلام الظابط دخلت في نكران ماتسمع... جلست على الأرض وأبتسمت بألم: عارفه أنك بتمثل عليا النوم... عشان أغنيلك صح... تقوم بالغناء له.

امورتى الحلوة بقت طمعة بقت طعمة ولها سحر جديد
لــــــها خـــفة روح لــــما بتـــضحك بـــتروح لبعيد... دموعها أخذت في الانيهار مع كلمه تغنيها لوالدها
معذورة يا ناس لو خبيتها م العـــــيد للعيد
لو شفتوا جمالها حتحتاروا.... تحتاروا تحتاروا...... ضحكت زهرة بدموع قائلة: كل ده عشان صوتي حلو... تخليني أغنيلك كل شوية.

سمعت ضحكت والدها قائلا: ومين قال أن صوتك حلو أصلا.... ههههه... صوتك أجدع من أي منبه... من كتر ماهو مزعج بيصحيني من عز نومي
نغزته بأبهامها في صدره متصنعة زعل: ونعم الابوة ياعم الحج... أنا صوتي مزعج بردو
قال بابتسامة: صوتك مزعج بس على قلبي زي العسل وفعال بيصحيني علطول
تمتم الظابط: لا حول ولا قوة الا بالله... بنته بتكلم نفسها
في نفس اليوم... ابتسام تنازلت عن المحضر... وخرجت زهرة من القسم في سرعة قياسية حتى تستطيع حضور جنازة والدها...
حضر أحمد العزاء...

أخفض رأسه قائلا بخفوت: البقاء لله
رفعت رأسها عندما ميزت صوته... تحدثت العيون في صمت... كنت فين الفترة اللي فاتت... مسألتش عليا ليه ولا مرة... كانت تشعر بالألم... لسانها غير قادر على الرد وأكتفت بهزة رأسها..
أتجه أحمد الى والدتها وقام بتعزيتها... وأنصرف مباشرة لم ينتظر...

زهرة لم تبكي وظلت صامدة من أجل والداتها التي أنهارت واقعة على الارض في يوم العزاء وعندما كشف الدكتور عليها قال راحة تامة... الحزن غير مسموح لها... البكاء ممنوع.. والدتها تحتاجها... فأذا ذهبت والدتها ستصبح وحيدة تماما...
ظلت شهرين ترعى أمها... تحاول مواساتها والتخفيف من ألم فقدان زوجها... هدى كانت تبكي ليل نهار... وتناست أن أبنتها تحتاج من يخفف عنها الألم هي الأخرى...

أحمد أنقطعت أخباره... لم ترها منذ العزاء لم تسمع صوته... كل يوم يمر.. كانت تنتظر مكالمته لها... كانت تحتاج تواجده بالقرب منها... كانت تحتاجه بشدة... تحتاج سماع صوته ليخفف عنها ألمها... عذرته بينها وبين نفسها... بررت له العديد من الأعذار تبرر أختفائه من يوم حادثة السرقة... رافضة مايخبرها أيها عقلها... فقلبها الاخضر غير قادر على تحمل صدمات أخرى...

أشتاقت زهرة الى والدها... ذهبت ألى غرفتها... وأخرجت من دولابها الفستان الذي قام بشرائه لها... تلمست قماش الفستان بخفة زينت شفتيها أبتسامة خفيفة عندما رجعت بذكراتها الى هذا اليوم... أرتدت الفستان... ثم وقفت أمام المرأة تتأمل نفسها بحزن شعرها البني الحريري الذي يتخللها شعيرات ذهبية اللون... وعيونها الزرقاء... محدثة نفسها أن جمالها هو السبب فيما جدث لها.... فهي لو لم تكن جميلة... لم تكن ستلفت أنتباه أحمد وتتعلق بيه وتحبه وبالتالي لن تكون السبب في غيرة رشا... وبالتالي لن تكون السبب في موت والدها.... بعد مرور أيام بعد وفات والدها... هيام جاءت لها... طالبه منها أن تسامحها لأنها ظلت صامتة ولم تقول الحقيقة بسرعة عندما عرفت... وهي شاردة... رن هاتفها وعندما أمسكتها وجدت رقم غريب...

قالت زهرة: نعم... مين معايا
سمعت صوت ليس غريب.. ضحكات ساخرة شامتة: مش هتباركي ليا... خطوبتي على أحمد النهاردة
هتفت زهرة: أنتي كدابة... كداااابة
تحدثت رشا بسخرية: طبعا مش مصدقة نفسك من الفرحة... الخطوبة عملاها في قاعة الحرملك... ثم أغلقت الهاتف
نظرة زهرة بصدمة للهاتف، غير مصدقة نفسها، دموع الغضب لمعت في عينيها، نزعت الشال الموجود بجوارها، خرجت من بيتها مسرعة لتتأكد من كذب رشا كما أعتقدت...

لم تعي زهرة كيف وصلت الى الفندق... دلفت ناحية القاعة... رأت صورة كبيرة الحجم تجمع كلايهما بين أحضان بعض... طفرت الدموع من عينيها وهي تقرأ الكلام المكتوب.... عبرت باب القاعة المزيين على كلا الجانبين بالورود الحمراء والبيضاء... تسمرت مكانها عند رؤيته... رؤية كلاهما يرقصان على أغنية هادئة... رأت ابتسامته لها... من تسببت في حبسها... وموت والدها.

خرجت من القاعة مهرولة بسرعة... مصدومة... تائهة لدرجة أن الشال أنزلق من فوق كتفيها... أخذت تجري وتجري تكاد لا ترى أمامها... ظهرت أمامها فجأة سيارة... تسقط فاقدة الوعي... لتستيقظ بعد فترة في منطقة نائية ملابسها ممزقه... نهضت بصعوبة من على الأرض وعندما نظرت الى أسفل قدميها أتسعت عينيها برعب... أنفرج فمها عن صرخة عاتية... مزقت سكون الليل...

مات حلمها في الفستان الأبيض والطرحة، أنتهت حياة زهرة الطفلة البريئة التى تجاوزت السادسة عشر بأيام قليلة، لتصبح بعد ذلك اليوم زهرة القبيحة...

فاقت زهرة من ماضيها المؤلم على صوت كاترينا... زفرت بحدة ثم أخذت نفس عميق والتفتت ناظرة الى كاترينا
هتفت كاترينا: أنتي يازهرة... أكنان بيه طلب تعملي ليه فنجان قهوة
تمتمت زهرة بضيق: تاني هو مش بيشبع ولا عايز يذل فيا وخلاص
سألت كاترينا: بتقولي أيه.

ردت زهرة ببرود: مش بقول حاجة... دقايق والفنجان يكون عنده في الاوضة
أعدت زهرة فنجان القهوة بسرعة... عندما أنتهت أتجهت الى غرفته... طرقت على الباب وعندما لم يأذن لها بالدخول... لم ترد الدخول... رجعت الى المطبخ مرة أخرى... قابلت كوكو أمام وجهها
سألت كاترينا: رجعتي تاني ليه بفنجان القهوة.

ردت زهرة: مش رد عليا.. قولت يمكن مش موجود
كاترينا بحدة: هو موجود في الاوضة وهو اللي طلب مني... مش رد عليكي... تنفذي الاوامر وتحطي فنجان القهوة عنده
زهرة زفرت بحدة: حاضر.

عندما دلفت زهرة... رأت أكنان جالس على الكرسي مغمض العينين... ظلت واقفة في مكانها لعدة ثواني منتظره أمره لها بوضع فنجان القهوة... الصمت طال وعينيه مازالت مغلقة... أقتربت زهرة من الطاولة ووضعت عليها فنجان القهوة.. وأتجهت ناحية الباب للخروج... لكنها توقفت في مكانها وألتفتت ناظرة لها... متمته بخفوت: لو مشيت دلوقتي وصحي... هيزعق ليا عشان القهوة بقت باردة وأنا مش حمل زعيق وحرق دم... طب أًصحيه وقوله فنجان قهوته جاهز... طب أصحيه أزاي... فكرت بهزه في كتفه لكنها هزت رأسها بالرفض... فهي تخشى لمسه...

تذكرت والدها وطريقتها الخاصة في ايقاذه عن طريق الغناء... طب أغنيله أيه... ده أغنيله أيه... شردت زهرة متذكرة ابتسامة والدها وضاحكته المجلجلة عندما يستيقظ من نومه على هذه الاغنية وجدت نفسها تبتسم مردده بتلقائية: وجع قلبي واحب واموت وانا وقلبي مشعلقة فيه.. ضربني الحلو بالشلوت في راس قلبي وقال اخيه اخيه اخيه اخيه.. يا عيني اخيه.. يا روحي اخيه.. يا سيدي اخيه... وجع قلبي...

بناااااااااااام للصبح وبشخر عشان في النوم اشوف طيفه مفيش فايدة.... قالتلي امه أتبخر بعين عفريت ماسك سيفه ونار قايدة... بشبشبله ما بيفكر وغلبي يطول...
أخذت زهرة تبتسم وهي تغني... غير مدركة لنظرات أكنان المتسعة بصدمة مايسمعها من تلوث سمعي في كل شيء من صوت نشاز وكلمات أنشز من صوتها.

هتف أكنان بحدة: كفاااية.... بالرغم من هتافه ظلت تغني شاردة مع نفسها
وبكتبله بقلم باركر يرد يقول... أخيه اخيه اخيه... يا عيني أخيه.. يا روحي أخيه... يا سيدي أخيه... وجع قلبي
قام من مكانه وأقترب منها وصاح في وجهها بغيظ: أيه كمية الاخيه دي كلها... طرشتي وداني
شهقت زهرة بخجل على فعلتها... همست بلجلجة: أنا أسفة مكنتش أقصد... أصلي أندمجت شوية
عبس بين حاجبيه: كل ده وأندمجتي شوية... وقوليلي ايه اللي خلاكي تعملي كده
همست بأحراج: كنت عايزه أصحيك... عشان اقولك جبت فنجان القهوة
هتف أكنان: هو أنا قولتلك تصحيني.

هزت رأسها بالنفي: أنا خوفت لما تصحى تزعلقي لو لقيت فنجان القهوة بارد فقولت أصحيك
سأل أكنان بحدة: ومفيش غير الطريقة... ده أنتي صوتك مزعج في الغنى بطريقة تجيب الصداع... وأيه بقا اللي خلاكي تصحيني بالطريقة دي
تمتمت زهرة: أنا كنت متعودة مع بابا الله أصحيه بالطريقة دي... أصله كان نومه تقيل... لمعت عينيها بالدموع وهي تتكلم
خفت حدة صوته: بعد كده لما تلاقيني نايم متقربيش ناحيتي ولا تسمعيني صوتك ده.

هزت رأسها بالايجاب: حاضر
أشار لها أكنان بالانصراف وبمجرد خروجها.. أرتسمت على شفتيه أبتسامة طال كبتها... مرددا ياعيني أخيه ياروحي ضرب قلبي... هز رأسه بعنف مدركا مانطق لسانه من كلمات... قائلا أعقل ياأكنان
خلف الباب همست زهرة لنفسها بانفعال: أنتي هبلة... أيه اللي خلاكي تغني ليه... زمانه بيقول عليكي واحدة مجنونة ولسه خارجة من السرايا الصفرا... هزت رأسها بعصبية... لو قال كده هيبقا عنده حقه في كلامه.

ضحك بابتسامة صفراء: ههههه اسيب مين... اقترب منها في خطوتين.. وصفعها على وجهها العديد من الصفعات المتتالية... ثم قام جذبها بعنف تجاه الفراش... حاولت المقاومة... لكنها استطاع بسهولة دفعها على الفراش ساقطة عليه بعنف.. امالت رأسها قليلا... فرأت سلسلة حديدية... تناولها فريد ناظرا لها بتلذذ.. حاولت ضحى مقاومته فقام بربطها في الفراش بالسلسلة الحديدية وانهال عليها بالضرب... ناظرا لها بمتعة وهى تكاد تفقد الوعي..

قام نزع ملابسه ببط شديد ملتهما أيها بنظراته الشهوانية... وهي لا حول لها ولا قوة... وفجأة خر فريد كالشاه واقعا على الارض فاقد الوعي...
أتسعت عينيها وهى ترى ناريمان تضربه على رأسه بماسورة حديدية...
أقتربت منها ناريمان بسرعة ونزعت القيود الحديدية من يديها
ناريمان بهمس: قومي بسرعة...

تمالكت ضحى جسدها بصعوبة ونهضت من على الفراش
ناولتها ناريمان ملابس: البسي دول بسرعة... وتعالي عشان أهربك قبل مافريد يفوق
أرتدت ضحى الملابس بسرعة.. وهما في أتجاهم للخارج
سألت ضحى: وأنتي هتعملي أيه... لو عرفو أنك اللي هربتيني
ناريمان ردت: ده لو عرفو مين اللي عمل كده...
نظرة لها ضحى بامتنان: أنا مش عارفة من غيرك كان هيجرالي أيه... ماتيجي تهربي معايا
ردت ناريمان بحزن: أنا مليش مكان غير هنا...

بمجرد أنصراف عبد الفتاح...
محسن قال بعطف: أنا هستأذن... قبل أنصرافه
أنحنى محسن لألتقاط الهاتف من على الارض... وقبل وضعه على الطاولة... لفت أنتباهه... رساله مكتوب من خارجها كلمة ألحقووونى... أنقبض قلبه... فتح الهاتف بأصابع... قرأ المكتوب في الرسالة وكان نصها كالتالي... الحقني يابابا
هتف محسن: ياحاج عبد الفتاح... بنتك أتصلت.

الموجودين في الداخل بمجرد سماعهم ماقال... خرجو مسرعين
عبد القتاح وأمينة وحسام جميعهم في نفس واحد: فين
أشار محسن الى الهاتف الذي في يديه قائلا: بعتت رسالة
تحدث حسام بانفعال: انا هروح أقول للظابط بسرعة
محسن قال: وأنا هتصل بالبيه عندي.

أحد الظباط التابعين للمنظمة... بمجرد معرفته أنهم أستطاعو الوصول الى مكان االبيت المسجونة فيه ضحى... قام الاتصال بمنير
نبيل في ركن بعيد عن القسم تحدث قائلا: الو يامنير بيه
منير بلهجة غليظة: خير يانبيل
رد نبيل بخفوت: مفيش خير خالص يامنير بيه... البوليس عرف مكان ضحى وطلع أذن من النيابة بالهجوم على الفيلا.

نهض من مكانه مفزوع: أنت بتقول أيه وأزاي ده حصل
نبيل قال: حد بعت برسالة وحاول يتصل بتليفون أبو البنت
بمجرد أغلاق الهاتف.. قام نبيل برن جرس موجود أسفل للحالات الطوارىء وهجمات رجال الشرطة على المكان... معلنا لجميع الموجودين بضرورة اخلاء المكان والانتقال الى المكان الاخر.

خرج نبيل مسرعا من مكتبه وتفاجىء... بضحى ومعاها ناريمان خارجين من الغرفة الحمراء متسللين... هتف نبيل بغضب مناديا: برعي برعي
التفتت كلا ضحى وناريمان على صوت منير.. ناظرين له برعب
هتفت ناريمان: أهررربي ياضحى من الباب ده... أنفدي بروحك..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة