قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول للكاتبة سلمى محمد الفصل الرابع عشر

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول بقلم سلمى محمد

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الرابع عشر

بمجرد رؤيته لمحاولة هروبهم
هتف نبيل بغضب مناديا: برعي برعي
التفتت كلا ضحى وناريمان على صوت منير.. ناظرين له برعب
هتفت ناريمان: أهررربي ياضحى من الباب ده... أنفدي بروحك
قامت ضحى بالعدو بأقصى سرعة... وعندما عبرت الباب... قام شخص ما بأمساكها... اخذت تقاوم محركة يديها وقدميها بعنف في محاولة عقيمة منها للأفلات...

اقتربت ناريمان وحاولت مساعدة ضحى... ضربت الراجل وعضت يديه الممسكه بضحى.. أتى برعي وأمسك ناريمان هي الأخرى
تحدث منير بغضب: بقا انتي يابت ال__السبب أن البوليس عرف المكان... ده انتي هتشوفي إيام ملهاش ملامح... ثم أمر رجاله... خدوهم على الوكر التاني بسرعة...
قام الرجلين بضرب ناريمان وضحى على رؤسهم حتى فقدو الوعي...

وبعد فترة استيقظت ضحى وناريمان... في مكان غريب... قبو فيلا في كل ركن فيها توجد كاميرا..
ضحى عندما فتحت عينيها هتفت بفزع: ايه اللي حصل
ناريمان باضطراب: منير لما شافني بهربك عرف أني السبب في كل اللي حصل
هتفت ضحى: حياتي إنتهت.. مش هرجع لأهلي مش هشوفهم تاني
فتح الباب فجأة... دخل منير وبرفقته أربع رجال... تحدث له أمرا: أربطوها وخلي التانية تقف تتفرج.

ناريمان بتوسل: أبوس إيدك يامنير بلاش السلسلة... تهون عليك نونه حبيبتك... كانت تتحدث والرجال ممسكين بيها... قامو بربط كلا المعصمين بقيد حديدي... وربطو جسدها بسلسلة حديدية معلقة في السقف حتى أصبح جسدها معلق في الهواء كما في المعتقلات... لم تتوقف ناريمان عن التوسل ثانية واحدة.. تسمرت ضحى في مكانها من شدة الرعب وهى ترى ما يحدث لها.

عندما انتهو الرجال من تقيدها... اقترب منها منير ناظر لها بعيون حمراء غاضبة... رفع كف يده وانهال على وجهها بالصفعات المتتالية... بقا انتي السبب أن البوليس يعرف مكان الوكر بتاعي...
قالت ناريمان ببكاء: سامحني يامنير..
تحدث منير بلهجة مرعبة: ماأنا هتأكد من ده كويس
نظرت له بفزع: أنت هتعمل إيه فيا
ضحك منير بجلجلة: هتعرفي بعدين...

دلف شخص أخر من خلال الباب المفتوح... بمجرد رؤيته... هتفت ضحى: كمال
ترك منير ناريمان... عندما رأى كمال... تحدث له أمرا: خليها تمضي على الورقة زيها زي كل البنات اللي بيشتغلو عندي ياشادي
شادي بابتسامة قبيحة: حاضر يامنير...
رددت ضحى بذهول: كمال.. شادي.. أنت مين بالظبط
شادي بابتسامة صفراء: اسمي الحقيقي شادي وانا المحامي المسئول عن كل حاجة هنا، أنا اللي بعمل شرعية لعلاقة البنات اللي بيشتغلو هنا، أنا اللي بظبط العلاقات مع البوليس.

تحدث منير قاطعا كلام شادي: البت خليها تمضي على العقد بسرعة وبرضاها... ثم نظر إلى ناريمان بشر وانتي حسابك معايا عسير... إنتي لسه مشوفتيش حاجة خالص... أشار بيديه الي رجاله بالوقوف في أماكنهم... وانصرف بعدها مباشرة...
اخرج شادي ورقة وقلم من الشنطة التي في يديه: أمضي هنا
ردت ضحى بخوف: أمضي على إيه
قال بابتسامة متلاعبة: على ورقة جوازك
هتفت ضحى بدون تفكير: وجوازي منك.

رد بضحكة ساخرة: الجوازة كانت كلها نصب في نصب اسم مزور ومأذون مزور... أما الورقة دي مش مزورة... كل البنات اللي هنا متجوزين عرفي
... عشان لو بنت هربت او فكرت تتكلم عننا... نقدر نثبت بالورقة دي ان الموضوع برضاها ومش غصب قصاد الحكومة... ونبقا احنا ماشين في السليم...
ضحى بانفعال: انتو خاطفني قصاد الناس.

رد بابتسامة صفراء: مفهاش اي مشكلة نحط حد من رجالتنا في الشارع ونقول ان كل ده تمثيليه مع الراجل اللي بتحبيه وعايزه تهربي معاه... الراجل اللي طلعتي متجوزاه عرفي
ضحى بلهجة قهر: أنت إزاي كده... إزاي في نفوس فيها كمية الشر ده... ازاي تقبل على نفسك تعمل كده في بنات الناس.

رد شادي ببرود: ده شغل... بزسنس... تجارة زي أي تجارة
نظرت له بكره: هو شرف البنات عندك تجارة... ربنا ينتقم منك ومن أمثالك
تحدث شادي بهدوء: أيوه تجارة وتجارة مربحة اوي... ويلا أمضي
هزت رأسها بالرفض: لآ مش همضي على حاجة.

نظر له بخبث: هنشوف هتمضي ولا مش هتمضي بعد اللي هيتعمل فيكي هتتحايل عليا عشان تمضي... ثم أشار لأحد الرجال... طلعها الاوضة اللي فوق واقفل عليها ولما فريد يجي طلعه ليها... التفت لها قائلا غامز بأحدى حاجبيه... مش عارف عملتيله ايه... الراجل هيتجنن عليكي... ثم قال للرجل.. وبعد مايخلص معاها... نزلها هنا وأربطها جنب صاحبتها.

جذبها الراجل بقسوة جرا ايها بالغصب خلفه
وبعد خروج ضحى... قال شادي: وانتي بقا يانونه... هتطلبي الموت بعد اللي هيتعمل معاكي...

في الفيلا عند بيسان وفي غرفة جدتها جيلان
بيسان بابتسامة: باركلي ياجوجو...
جيلان قالت بابتسامة: ايه الخير الحلو اللي مخلي وشك منور
عينيها لمعت بالسعادة وهي تقول: زاهر طلب أيدي للجواز
زمت جيلان شفتيها بضيق: زاهر ابن ناصر الحارس.

ابتسامة بيسان زالت عند سماع رد جدتها: زاهر يبقا أيد أكنان اليمين في كل شغله... مش ابن الحارس ياجوجو
جيلان بعبوس: وأكنان ونجم رأيهم إيه في الجوازة دي
ردت بيسان: موافقين عليه مادام أنا موافقة
مطت جيلان شفتيها قائلة: خلاص مادام هما موافقين وانتي موافقة... رأيي ملهوش لزمة.

بيسان وضعت قبلة فوق رأس جدتها قائلة بهدوء: طبعا رأيك فوق الكل ياجوجو... أنتي عارفة ان زعلك ميهونش عليا... وأنتي كمان ميهونش عليكي تزعلني... أنا بحب زاهر أوي ومبسوطة وفرحتي هتكمل لما ترضي على الجوازة دي... استعملت بيسان جميع حيلها من توسل ودموع
هتفت جيلان: افصلي صدعتي دماغي
بيسان اخفت ابتسامتها: نقول مبروك
ارتسمت على ثغر جيلان ملامح ابتسامة: مبروووك
أخذت بيسان جيلان بين احضانها وانهمرت عليها بالقبلات: كده فرحتي كملت خلاص... سلاااام ياجوجو...

خرجت من الغرفة... عاقدة النيه على إبلاغ زاهر بتقديم ميعاد الفرح وعدم الانتظار... وهي في أعلى الدرج سمعت أصوات دربكة صادرة من الأسفل وصوت يشبه صوت زاهر... حدثت نفسها قائلة: معقولة زاهر تحت من غير مايقول... هو كان قايلي إنه هيروح الشركة... اقتربت من الدرج لتتأكد... اتسعت عينيها بالغضب وهي ترى روزا الخادمة بين أحضانه...

هبطت الدرج مسرعة.. روز ابتعدت مذعورة وهي ترى نظرات بيسان الغاضبة
تحدثت بيسان بانفعال: بتبعدي ليه... ماتكملو اللي كنتو بتعملوه... اعتبروني مش موجودة
سأل زاهر: مالك في ايه
ردت بغضب: هو لما اشوف روزا في حضنك شيء عادي.

ضحك زاهر على سوء الفهم... أشار إلى روزا بالانصراف: مين دي اللي كانت في حضني... إنتي فهمتي غلط... روزا كانت شايلة الصينية وانا داخل خبطت فيا من غير قصد والعصير وقع على بدلتي وهي من خضتها حاولت تمسح البدلة بالمريلة بتاعتها
وانتي شوفتي المنظر من فوق انها كانت في حضني مع ان دي مش الحقيقة
بيسان برفض: أنت فاكرني عيلة عشان تضحك عليا بالكلمتين دول.

أشار زاهر على الزجاج المكسور على الأرض قائلا: والازاز المكسور ده مش حقيقي... اهدي يابيسان ومفيش حاجة اصلا حصلت تستاهل الغيرة اللي ملهاش لزمة
هتفت بيسان: مش هتعرف تضحك عليا بردو... أنا شايفها في حضنك
زاهر بهدوء: شيلي الأوهام من دماغك ومين روزا دي اللي ابص ليها... مفيش غيرك انتي اللي في قلبي
بيسان بغيرة: لا بردو مش مصدقاك.

حاول زاهر اقناعها بسوء فهمها للمنظر الذي شاهدته... لكنها استمرت على عنادها وإصرارها على عدم الثقة في كلامه... زاهر فقد اعصابها فهتف قائلا: خلاص يابيسان انتي حرة ومادام مش واثقة فيا واحنا لسه في إلاول... يبقا بلاها... اعطها ظهره وخطى ناحية الخارج...
بيسان شاهدت انصرافه في صمت لعدة ثواتي... شعرت إنها ستفقده... جرت باتجاهه مسرعة.

بيسان بهتاف: زاهر
التفت لها زاهر ببطء: نعم يابيسان
بيسان بنبرة اعتذار: أنا أسفة... غصب عني يازاهر... أنا بغير عليك أوي
رد زاهر: وانا كمان بغير عليكي... بس لزم يبقا في ثقة بينا احنا الاتنين... من غير ثقة العلاقة اللي بينا ممكن تدمر بالرغم من الحب الكبير بينا
كررت بيسان اعتذارها: سماح المرة دي وححاول اتحكم في غيرتي شوية..

_تتحكمي في غيرتك شوية
_ ايوه شوية.. مش هقدر اوعدك اوي إني مش هغير خالص بس ححاول... لسه زعلان مني
عندما رأى تعبيرات وجهها الطفولية وطريقتها في الكلام... ابتسم بخفة: مش زعلان
_مادام مش زعلان... يبقا اقولك الكلام اللي كانت عايزاك فيه
زاهر بتساؤل: كنتي عايزه تقوليلي ايه
قالت بيسان بفضول: قبل مااتكلم... قولي الأول كنت جاي ليه
رد زاهر بهدوء: كنت عايز ملف أكنان عايزه من المكتب هنا بتاع الصفقة الجديدة
سألت بيسان: ملف إيه.

_ملف المنتجع السياحي بتاع الشركة اليابانية
_هي لسه المناقصة مش رست على الشركة بتاعتنا
هز زاهر رأسه بالرفض: لسه... فيها شوية مشاكل ومتصدر في الصفقة شهاب منافس لينا... عرفتي انا كنت جاي ليه... قوليلي كنتي عايزه تقوليلي إيه
قالت بتردد خجول: كنت عايزه اخد رأيك اننا نخلي الفرح علطول من غير خطوبة.. هااا أيه رأيك
زاهر بابتسامة خفيفة: قولي بقا إنك مستعجلة ومش قادرة تبعدي عني.

نغزته بأبهامها في صدره بضيق: بلاش تغظني...
كتم ضحكته: فين الخجل اللي كان على وشك مرة واحدة تتحولي... الله يكون في عوني
نظرت له بضيق: وبعدين معاك
رد زاهر بابتسامة: ولا قابلين طبعا موافق... نتجوز النهاردة قبل بكرا... هاتي حضن عشان نوثق بيه الكلام.

بيسان بابتسامة: حضن مرة واحدة... أيه رأيك في بوسة
اتسعت عينيه بالفرحة.. قال سريعا: طبعا موافق
لمعت عينيها بابتسامة ماكرة: ممكن ترجع للورا شوية
نظر لها بدهشة: بوسة ايه اللي الواحد هيبعد فيها
قالت بيسان بإصرار: ابعد بس
رد زاهر باستسلام: حاضر... ابتعد عدة خطوات.

بيسان بضحك: افتح ايديك يلا... طبعت قبلة على باطن يديها... افتح ايديك عشان تستلم البوسة... وقامت بالنفخ في باطن يديها.. هوووف
اتسعت عينيه بالابتسامة: هي البوسة عندك في القاموس بتاعك كده... أنا مستعد اوريكي البوسة في قاموسي عاملة إزاي
بيسان بضحك: هههه ده اخرك معايا... ويلا سلااااام عشان متتأخرش... و هرولت من أمامها صاعده الدرج
حدث نفسه بابتسامه: لسه طفلة من جواها متغيرتش
باينلي هتعب معاكي...

كريم تحكم في اعصابه بصعوبة وهو جالس في غرفة مدير الأمن حدث نفسه بغضب: أزاي قدرو يهربو والتحرك قوة البوليس كان في سرية تامة... وبسبب نفوذه الواسعة لجأ إلى مدير الأمن
.. وفي الغرفة كان يوجد العديد من الرتب مابين ظابط إلى لواء
مدير الأمن بصياح: أزاي تروحو تلاقو المكان فاضي.

اللواء بتوتر: أصل أصل حضرتك... المنظمة عرفت ان في قوة من الشرطة هتجم عليه
تحدث مدير الآمن بغضب: أنا عايز اللي بلغهم خلال ساعة قصادي... مفهوم كلامي... لو مجاش اعتبرو نفسكم الرتب بتاعتكم اتشالت ده غير السجن...
لمعت حبيبات العرق فوق جبين اللواء: حاضر وفي خلال أقل من ساعة الشخص الخاين هيكون في مكتب حضرتك... أنهى كلامه ثم قام بتأدية السلام العسكري وانصرف وخلفه باقي الظباط...

خارج المكتب
هتف اللواء: سمعتو الكلام اللي اتقال جوا... تجيبو الشخص اللي بينقل الاخبار حالا
الجميع في نفس واحد: حاضر يافندم.

في الشركة
أكنان شرد تفكيره في زهرة... ومشاعره المتناقضة تجاهها... عندما رأها أول شعر بمشاعر لم يستطع تحديد ماهيتها... لكن الآن أصبح يريد رؤيتها باستمرار... تحجج اليوم بفنجان القهوة حتى يراها... بالرغم من عدم جمالها إلا إنها استطاعت كسر البرودة الساكنة بداخله...

تعالت الطرقات على الباب... اذن أكنان الطارق بالدخول
قال زاهر بمجرد دخوله: اتفضل ملف المنتجع السياحي
سأل أكنان: أخبار شركة شهاب إيه
تردد زاهر قليلا في الإجابة: شهاب خطب دينا
تحدث أكنان بلامبلاة: مبرووك ليهم هما الاتنين... ليقين على بعض اوي... المهم عندي دلوقتي المناقصة.

رد زاهر بهدوء: مالك الشركة بيماطل في كلمته النهائية... المنتجع قايم على فكرة الفيلات العائلية... وكان كلامه في بعض المناسبات ان الشركة اللي هيتفق معاها لزم يكون مالكها بيقدر العلاقات الأسرية... وباين على شهاب بيلعب على الجزئية دي... وأنت ممكن تخسر الصفقة بسبب كده
ضرب أكنان على سطح المكتب بعنف: ده تفكير عقيم.. ازاي عقلية زي عقلية أيلون يفكر بالطريقة القديمة دي.

رد زاهر بهدوء: أنت عارف الكلام ده من زمان
قال أكنان بغضب: أه عارف.. بس متخيلتش انه يسيب عرض شركتي اللي مفيش زيه... عشان شوية معتقدات شخصية بالية
تحدث زاهر: معتقدات أيلون الشخصية ممكن تخسرنا مشروع المنتجع العائلي السياحي... حاول تلاقي حل ياأكنان
رد أكنان بغضب: أروح اخطب ولا اتجوز زي ماعمل شهاب
قال زاهر: وفيها أيه لما تخطب
تحدث أكنان بانفعال: مستحيل أعمل كده بعد اللي حصل زمان.

رد زاهر بهدوء: الموضوع ده فات بقاله سينين... وهي سافرت واختفت نهائيآ بعد مع نجم طلقها لما اكتشف كذبها وحقيقتها... وكويس إنك مش اتجوزتها وبان طمعها... إنسها وأنسى اللي حصل زمان.

تحدث أكنان بلهجة متألمة بسبب الذكريات: لو نسيت... الكوابيس تجيلي وتفكرني... بكل اللي حصل زمان... أنسى إيه ولا أيه... أنسى انها سابتني وراحت اتجوزت ابويا عشان الفلوس مكنتش تعرف إني الشريك الرئيسي وان الشركة في الأساس ملك أمي... أنسى انها السبب في الفراق بيني وبين نجم وأني اطرد من بيت العايلة... هتف بعنف مختتم كلامه... أنا مستحيل أخطب ولا اتجوز.

حرك زاهر يديه في الهواء بيأس: اللي يريحك... مش هتكلم تاني في الموضوع ده
قال أكنان ببرود: ياريت ماتفتحش سيرة الكلام ده تاني
رد زاهر: حاضر... ثم خرج من المكتب وأغلق الباب خلفه
تاركا أكنان مع ذكرياته الكئيبة بخصوص ديمه أول حب في حياته وخيانتها لحبه بالزواج من والده.

استغلت زهرة وقت الراحة لدى الموظفين وانصرفت مسرعة... حتى تستطيع الوصول إلى المنزل لتلبية احتياجات والدتها المريضة والرجوع في وقت العمل... بمجرد وصولها... رأت سيارات الشرطة.. انقبض قلبها بعنف... في كل خطوة تخطوها بالقرب من المنزل... عندما رأت بعض رجال الشرطة وافقين أمام مدخل البيت... دقات قلبها تزايدت بعنف... حاولت الدخول... لكن تم منعها.

الظابط: ممنوع الدخول
زهرة بخوف: انا ساكنة هنا وماما
أشار لها الظابط بالدخول... دلفت زهرة مسرعة للاطمئنان على والداتها...
هتفت زهرة بفزع: ماما ماااما
اتها صوت والداتها من داخل غرفتها
دخلت إلى الغرفة مسرعة
سألت بقلق: أنتي كويسة ياماما.

أجابت هدى بنبرة متألمة حزينة: أه كويسة
خفت نبرة الخوف في صوتها: أومال البوليس واقف برا ليه؟... هو حصل ايه؟
ردت هدى بحزن: ضحى انخطفت من جوا شقتها
نظرت لها بصدمة غير مصدقة: أزاي... ازاي ياماما تتخطف من جوا شقتها.

ضربت هدى كف على كف: هو ده اللي حصل... أمينه كانت قعدة معايا لما سمعت صوت ضحى بتصرخ.. طلعت لقيتها متشالة على كتف رجل ومعاه اكتر من واحد وحطوها جوا عربية كانت واقفة قصاد البيت... خطفوها قصاد الكل وفضلو يضربو نار في الهوا ولا حد قدر يقرب منهم
زهرة تحدثت بألم: كل ده حصل معاكي ياضحى... انا طالعه ليهم فوق ياماما اطمن... واشوف عرفو يوصلو ل ضحى ولا لسه...

هتفت هدى: لو عرفتي اي حاجة بخصوص ضحى انزلي طمنيني
ردت زهرة: حاضر ياماما
أتى الليل ومازالت زهرة جالسة مع أم ضحى تتابع أخر التطورات
عندما رجع أكنان إلى المنزل وسأل عن زهرة وعلم إنها لم تأتي حتى الآن... تملكه غضب شديد... ركب سيارته بدون تفكير وأمر السائق بالوصول إلى العنوان الذي أخذه من مسئول الأمن لديه.

عندما وصل إلى العنوان وجد العديد من سيارات الشرطة... شعر بخوف غير مبرر... وعندما عرف سائقه عن هوية أكنان... سمح للسيارة بالدخول مباشرة... توقف السائق أمام البيت.. خرج أكنان من السيارة... نظر باشمئزاز الي البيت من الخارج... وعندما خطى إلى الداخل.. رأى زهرة تهبط السلالم مسرعة... تدخل الشقة التى على يمين السلم وهي تهتف: عرفو المكان التاني ياماما اللي نقلو ضحى فيه...

بدون استئذان دلف أكنان داخل الشقة... سمع زهرة تقول: أدعيلها ياماما انها ترجع
هدى بدعاء: يارب يازهرة... المرة دي يلاقوها قبل مايهربو تاني
ظل أكنان في مكانه ونظر الي كل ركن في الشقة بضيق.. محدثا نفسه: ايه اللي خلاك تيجي بنفسك ليها... كنت ممكن تبعت أي حد غيرك... شعر أكنان بشيء ممسك بقدميه... أحنى رأسه فرأى قطة تحاول غرز مخالبها في قدميه... قام بدفعها بخفة لتبتعد عنه... أخذت ماشا تمؤ بصوت عالي وهي مصرة على الدفاع عن منطقتها من تطفل هذا الغريب.

سمعت زهرة صوت مواء ماشا العالي
_ هطلع اشوف ماشا بتصوت ليه
_أطلعي سكتيها مش ناقصة صداع
بمجرد خروجها... اتسعت عينيها بصدمة... فقامت بفرك عينيها بأصابع يديها بشدة... محدثه نفسها: معقوله اللي شوفته دلوقتي... ثم قامت بفتح عينيها لتتأكد إنها كانت تحلم.

... لكنها لم تكن تحلم فهو واقف أمامها بشحمه ولحمه... وماشا تحاول عضه... وعندما رأت نظراته الغاضبة إلى ماشا خافت عليها... تحركت مسرعة ورفعت ماشا المصممة على عدم ترك أسفل بنطلونه.. جذبتها بشدة أكثر.. سمعت زهرة صوت تمزق... نظرت إلى ماشا بصدمة وفي فمها جزء من قماش بنطلونه...
رفعت عينيها برعب له... بادلها هي وقطتها بنظرة غاضبة...

تسمرت في مكانها... انعقد لسانها من الخوف
هتف أكنان بغضب: أنتي عارفة البنطلون اللي قطتك المتوحشة قطعتها... بنطلون سينيه
عندما سمعت اهانت ماشا ووصفها بالمتوحشة تناست زهرة خوفه... قالت بغضب: أسمها ماشا... ماااشا... ماشا طيبة وعمرها ماكانت عدوانية مع حد إلا معاك أنت.

تحدث أكنان بقسوة: خلي قطتك تسدد تمن البنطلون بقا
ردت زهرة بعزة نفس: اخصم تمنه من مرتبي
ضحك أكنان بسخرية: قبل ماتقولي اخصمه من مرتبي... أعرفي تمنه كام
سألت زهرة: هيكون تمنه كام
قال أكنان بابتسامة ساخرة: تمنه ميجيش مرتبك لمدة سنة عندي... لسه بردو مصممة تدفعه تمني.

ردت زهرة: طبعا هدفع تمنه... بس تخصم من كل شهر جزء من مرتبي
تحدث أكنان بثبات: وانا موافق
قبل أن تنطق زهرة... سمعت صوت والدتها تنادي عليها بصوت متألم... تركته ودخلت إلى أمها
_مالك ياماما
_ ناوليني دوا القلب بسرعة.

أحضرت دوا القلب من فوق الكمودينو... وامسكت الابريق وصبت كأس من الماء... وناولت امها الدواء والماء... وبعد أن وضعت الحبة داخل فمها... وقبل ارتشاف الماء.. سقطت رأسها فوق المخدة ووقع كوب الماء المسكة بيه على الأرض محدثه دوي عالي...
صرخت زهرة: مااااما
دلف أكنان بقلق إلى الداخل: مالك يازهرة
زهرة برعب: ماما اول ما خدت دوا اغمى عليها.

أكنان بدون كلام... اقترب من السرير.. جس نبضها وجده ضعيف... صب من الابريق الذي بجواره القليل من الماء على كف يده ونثره على وجهها... ثم ربت بخفة على وجنتيها وعندما لم يجد أدنى استجابة... قام بحملها على ذراعيه
هتفت زهرة: أنت هتعمل إيه.

رد أكنان: هنقلها المستشفى... لو اتصلت بالدكتور هياخد وقت... يلا بينا
تحركت زهرة خلف أكنان... قبل خروجها وجدت ماشا ملتصقة حول قدميها لا تريد تركها... فقامت بحملها وخرجت مسرعة... فتح أكنان الباب الخلفي ووضعها براحة... دلفت زهرة بجوار والدتها... ركب أكنان بجوار السائق...

أكنان بلهجة أمره: إطلع بسرعة على المستشفى
وقفت سيارة أكنان أمام بوابة المستشفى... رأت زهرة من خلف الزجاج.. استعداد طقم طبي مخصوص لأستقبالهم... فتحت ممرضة باب السيارة وتم نقل والدتها على سرير مخصوص... انطلقت زهرة خلف والداتها وهي غير مدركة انها لازالت تحمل ماشا بين أحضانه...

هتف الطبيب عند رؤيته القطة: ممنوع القطط هنا
أشار أكنان بصمت لأحد الممرضين بأخد القطة من زهرة
نظرت زهرة للمرض برعب...
تحدث لها أكنان برقة: خليه ياخده... هتكون في امان معاه
تركت زهرة ماشا بصعوبة... فهي كانت تستمد منها بعض الطمأنينه والراحة النفسية... عندما نزع ماشا منها وابتعد... انهمرت الدموع من عينيها بدون مقدمات...

أقترب أكنان منها... قائلا بلهجة حنونة: متخافيش يازهرة... مامتك هتقوم ليكي بالسلامة وازمة وهتعدي
زهرة بدموع: انا مليش غيرها... مش عايزها تسيبني زي بابا
اخرج أكنان منديل... مسح بحنية الدموع المنسابة على وجنتيها... تحدث برقة: أنا هفضل معاكي لحد ماالدكتور يقولك انها بقت كويسة.

تم القبض على نبيل... ولما تم استجوابه أعترف على مكان الوكر الثاني... هذه المرة انطلقت قوة الشرطة في سرية تامة... وكان خلفهم بالسيارة مباشرة كريم.. يريد الاطمئنان عليها والتأكد أنها لازالت بخير...

في داخل الفيلا...
منير أخذ يعذب في ناريمان.. أشار إلى أحد الرجال... باعطائه السيخ الحديدي الموضوع على النار...
ناريمان بصوت مبحوح متألم: كفاااية يامنير... ابوس ايدك كفاية
منير بضحكة شريرة: أنا هشوهك وهخليكي عبرة لأي واحدة تحاول تخون منير... وضع السيخ المشتعل... على جسدها العاري...
صرخت ناريمان بدون... حتى فقدت الوعي... هتف منير... صحوها
سكب أحد الرجال جردل من الماء البارد فوق رأسها.. شهقت ناريمان بعنف.. ثم تأوهت... أااااه
تحدث منير بقسوة: أنا هشوهك يانونه.

وفي داخل الغرفة المسجونة بيها ضحى... جلست على الأرض... جسدها لم يتوقف للحظة واحدة عن الارتعاش... أخذت ضحى تدعي في صمت بأن تموت... ولا تفقد شرفها... سمعت أصوات ضحكات مجلجلة أتية من خلف الباب... وصوت يقول: بعد ماتخلص تبقا تنادينا نقوم احنا كمان بالواجب...
نظرت ضحى برعب إلى تحرك مقبض الباب ببطء... و الضحكات والنكات البذيئة تعلو وتعلو... لدرجة أنها وضعت يديها على كلتا أذنيها... ضغطت بعنف واخدت تصرخ بهسترية...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة