قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة في مستنقع الرذيلة للكاتبة جيهان عيد الفصل السادس والعشرون

رواية زهرة في مستنقع الرذيلة للكاتبة جيهان عيد الفصل السادس والعشرون

رواية زهرة في مستنقع الرذيلة للكاتبة جيهان عيد الفصل السادس والعشرون

وعلى الفور اتصلت زهرة بدكتور خالد ليبرر لها ما سمعت.
د. خالد: شوف الرجل الحمار، هو عشان طلبت أكل مرة واحدة وأنا في المقطم يبقى عندى شقة هناك، أنا كنت عند واحد معرفة، صمم يعزمنى على أكل، قولت له لو مصمم يبقى الأكل لازم يكون من مطعم كذا، ولأن أنا زبون عنده طلبت الأكل وأديته عنوان صاحبى، بس ده كان مرة واحدة، معقولة لسة فاكر؟
زهرة: كنت هأتجنن يا خالد، دماغي راحت في حتة تانية.

د. خالد: أنا أفكر أبص لحد غيرك يا حبيبتي؟!

غاب شهاب المسؤول عن تصميم الرسومات الخاصة بالمشكلات التي تقوم زهرة بالرد عليها والمقال الأسبوعى الخاص بها، وكذلك بعض الحوادث التي تحتاج إلى رسم كاركاتيرى يوضح الحادثة، ولأول مرة تنشر زهرة مقالها بدون صورة، مما ضايقها كثيرا.
بعد انتهاء إجراءات طلاق حسام وهيلانا، استقل حسام بابنه بعيدا عنها.

فكر في العودة لمصر لكنه تراجع نظرا لسوء الأحوال المعيشية بها وعدم وجود فرص عمل مناسبة حتى لحملة الدكتوراة.

تكرر غياب شهاب، وتكرر نزول مقالات زهرة والمشكلات التي تعرضها بدون رسوم، حتى فوجئت زهرة بمسئول التنسيق والكتابة يعرض عليها أن ترسل لشهاب المشلكة كل يوم بالواتس أو البريد الإلكتروني، وكذلك المقال وسيرسل هو الرسمة بنفس الطريقة له حتى يعرضها مع المشكلة أو المقال.
زهرة: هو عارف إنى لازم أشوف الرسمة حية قدامي، عشان لو ما عجبتنيش أخليه يغيرها.

مسؤول التنسيق: معلش يا مدام زهرة، هو عنده ظروف، وكل الأقسام اللى بتحتاج رسومات عملت كدة، جربى تبعتى له شغلك ولو ما عجبتكيش الرسمة اتصلى عليه وقولى له يغيرها.
زهرة: هي دى طريقة شغل؟ وبعدين مش معنى دلوقتي لما الأستاذ محسن ما بقاش يجى، مش كفايه إنه بقى بيجى يومين بس في الأسبوع، يحلل قرشه عشان ربنا يبارك له.
مسؤول التنسيق: هو بيقول إنه استأذن من أستاذ محسن عشان عنده ظروف.

زهرة: ظروف وإلا شغله في جرايد تانية؟

حاولت صافى الابتعاد عن دكتور خالد، هي لم تعتاد على الاستمرار مع رجل واحد وقتا طويلا، ووجود دكتور خالد يحرمها من أى علاقة أخرى، حاولت الابتعاد عنه لكنه لم يتركها، لم يعتاد هو أن تتركه عشيقته وشريكته في الرذيلة، هو فقط من يملك حق بدء العلاقة وهو من يملك إنهائها، الغريب أن صافى بدأت تشعر بالملل، لقد جربت أنواع عدة من الرجال، من يدللها ومن يهينها، من يجعلها ملكة ومن يجعلها حشرة، لكنها لم تشعر بالسعادة أبدا، متعة وقتية يعقبها شعور بالخزى والدونية، شعور قاتل لمن تمتلك عزة نفس وكرامة، لكن من اعتادت على الرذيلة فهو لا يتعدى لحظات معها وسرعان ما تتغلب عليه، وتستمر في طريق الرذيلة الذي لا تعرف غيره، هكذا أصبحت صافى، لحظات من الصحوة تعقبها ساعات طويلة من الغفلة، ولا أحد يعلم ما يحمله الغد لها، فربما تنتصر لحظة من هذه اللحظات الفارقة، كل العصاة والغافلين وحتى المجرمين التائبين كانت هذه اللحظة سبب في تغيير مصيرهم.

عاد الاستاذ محسن خيرى إلى الجريدة، لكنه كان شارد الذهن، قليل الكلام، يدخن بشراهة، من يراه يظن أنه مدمن أو مريض في مرحلة النقاهة، فشل الجميع في تفسير حالته، أما الأغرب وجوده لوقت متأخر بالجريدة وكأنه يهرب من شئ ما.

اجتمعت زهرة وصافى وفتنة ونانا.
جلست نانا معهن ربع ساعة واستأذنت في الخروج تاركة حقيبتها.
زهرة: أموت وأعرف بتروحى فين.
نانا: بعدين هأقول لك.
وبعد قليل استأذنت صافى.
زهرة: أنتوا إيه حكايتكوا؟ لما أنتوا مش فاضيين جيبتونى ليه؟
فتنة: ما أنا معاكى أهو.
صافى: وخالتى ميمى كمان زمانها جاية.

زهرة: اوعى يا صافى تكونى رايحة تعملى حاجة غلط، مش معنى إن جوزك ساكت وقابل تسوقى فيها، عشان نفسك يا حبيبتي، ربنا بيستر مرة واتنين ولما بيلاقى عبده مصر على المعصية بيفضحه بعد ما يكون خلص رصيده من الستر.
صافى: ما تقلقيش يا زهرة، أنا كنت فين وبقيت فين، وقريب أن شاء الله هتشوفى صافى جديدة.
زهرة: مش عارفة ليه مش مطمنة لك.
صافى: قولت لك اطمنى، أنا مش هأتأخر، لو خالتى جات خليها تستنانى.

خرجت صافى وزهرة لا تعلم أنها ذهبت للقاء زوجها، وفي فراشها، لا يمكن أن يكون هؤلاء بشر، لقد فاق فجرهم الشياطين.

فتنة: الفيلم الجديد بتاعى ما فيهوش مناظر زى ما وعدتك، ادعي ربنا بقى ينجح.
زهرة: هينجح إن شاء الله.
زهرة: عقبال ما ابارك لك على الجواز، يا بت ما فيش واد ابن حلال كدة في اللى حواليكى؟
فتنة بمرارة: لا، جواز إيه؟
حضرت ميمى واشتعل الفضول عند زهرة لمعرفة حكايتها، ظلت تتحين الفرص حتى تصل لما تريد.
زهرة: عاملة إيه يا مدام ميمى؟
ميمى: في نعمة.
زهرة: مش ناوية تغيرى رأيك وتفكرى في موضوع الجواز؟

فتنة: إيه حكايتك يا زهرة؟ أنتى عايزة تجوزينا كلنا؟ هو الجواز حلو قوى كدة؟
زهرة: طبعا، وخصوصا لو اتجوزتى واحد بتحبيه وبيحبك زى خالد.
ميمى: أنا عن نفسي مش هأتجوز تانى.
زهرة: ليه بس؟
ميمي: كدة رضا قوى، مش قادرة أوصف لك أنا مرتاحة نفسيا قد إيه.
زهرة: كل ده عشان بعدتى عن الرجالة؟ هو عقدك قوى كدة؟
ميمى: لا والله، هو ما كانش وحش قوى، العيب فيا.
زهرة: يعنى الطلاق كان بسببك؟
ميمى: أيوه.
زهرة: أقدر أعرف السبب؟

ميمى: ما بأحبش الرجالة.
زهرة: ده لغز بقى؟ إزاى ما بتحبيش الرجالة وأنتى كل شغلك معاهم؟
ميمى: أيوه علاقتى بيهم ما تتعداش الشغل والكلام في أى موضوع حتى لو كان تافه، كل حاجة إلا الحب والجواز.
زهرة: وليه بتكرهيهم؟
ميمى: أنتى مش فاهمانى، أنا ما بأكرهش الرجل، لكن ما بأحبش علاقتى بيه تكون علاقة جواز.
زهرة: أمال تحبى تكون إيه؟
ميمى: برضو مش فهمانى، أنا مش عايزة علاقتى بالرجل تكون علاقة جواز ولا غير جواز.

زهرة: ده أنتى معقدة بقى أو مريضة؟
ميمى: لا أنا ما بأكرهش الرجل كراهية تعقيد زى ما أنتى متصورة.
زهرة: بتكرهى القيود اللى بيفرضها عليكى الرجل مثلا؟ ومش عايزة حد يتحكم فيكى، في ستات كدة.
ميمى: ولا دى، بصى يا زهرة أنا هاحكى لك حكايتي عشان تفهمى، أنا كنت متفوقة جدا في دراستى، كان نفسى أكمل وأعمل دراسات عليا بعد الجامعة، لكن أهلى رفضوا وطلعونى من المدرسة، جوزونى وأنا عندى 16سنة.

زهرة: ياه صغيرة قوى، ده أنتى كنتى طفلة.

ميمي: فعلا، ماكنتش فاهمة حاجة، ما كنتش بأطيق جوزى يقرب منى، أعمل كل حاجة في البيت وأفضل كويسة طول النهار، أتكلم وأضحك وأهزر وأول ما يتقفل علينا الباب أبقى مش طايقاه، عمل كل حاجة عشان أتغير، جاب لى شيوخ تقرى عليا، قالوا إن ما مش معمول لى حاجة وحشة، حاول هو كتير يقرب منى ويحتوينى لكن أنا ما اديتهوش فرصة، صبر عليا كتير، وأول ما مات أبويا اتطلقت وأنا عندى 17 سنة ومن يومها وأنا رافضة الجواز، مش عايزة أكرر الفشل.

زهرة: مين اللى قالك إنك هتفشلى؟ مش يمكن تكونى فشلتى عشان كنت صغيرة، يعنى مش ناضجة.
ميمى: صدقينى يا زهرة ما عنديش أى رغبة في أى راجل، تصدقى إن من يوم طلاقى ما أشتقتش لراجل زى أى ست؟ حتى الحب عمرى ما عشت قصة حب مع أى جار أو زميل في المدرسة وأنا صغيرة ولا مع أى راجل من اللى شفتهم طول حياتى.
زهرة: علاقة والدك ووالدتك كانت إزاى؟

ميمى: لا اطمنى ووالدى ووالدتى كانت علاقتهم سوية جدا، كان بيدلعها لآخر يوم في عمره، وكانت بتحبه بجنون وكانت مسخرة كل وقتها وحياتها ليه لدرجة إنها كانت بتهملنا عشانه.
زهرة: يمكن ده اللى عمل لك المشكلة، أقصد إن انطبعت جواكى صورة غير سليمة للست، انحصر دورها عندك في إمتاع الراجل عشان كدة أنتى رفضتى الدور ده.

ميمى: لا يا زهرة أنا زى ما قولت لك اتربيت وسط أم وأب بيعشقوا بعض، وكتير كنت بأتمنى إنى ألاقى راجل زى أبويا يعشقنى وأعشقه وأخلف منه أولاد يسندونى لما أكبر، حتى لما أتجوزت جواز تقليدى رضيت بعيشتى وقلت الحب يمكن يجى بعد الجواز، لكن ما حبتهوش.
زهرة: ليه؟ كان وحش؟

ميمى: بالعكس، كان في منتهى الحنية معايا، عمره ما زعلنى أو قال لى كلمة تضايقنى، لكن أنا كنت بأحس بالاختناق كل ما يقرب منى، كنت بأصرخ وأثور عليه، ولما طلبت الطلاق لحد آخر لحظة كان متمسك بيا ورافض يطلقنى، لكن طلقنى لما لاقانى مصرة على الطلاق، كان فاكر إنى بأحب غيره، قلت له الأيام هتثبت لك عكس الكلام ده.
زهرة: ليه ما عرضتيش نفسك على طبيب نفسى؟ يمكن في سبب غامض للمشكة دى.

ميمى: لا يا زهرة أنا مريضة بمرض عضوى مش نفسى.
زهرة: ده مرض إيه اللى يخليكى تكرهى الرجالة.
ميمى: عارفة يا زهرة زمان أهالينا زى ما كانوا حريصين على أنهم يجوزنا صغرين، كانوا حريصين على عمل حاجة تانية قاسية قوى، حاجة بتقتل أى رغبة في البنت بحجة حمايتها من الانحراف.
زهرة: الختان؟
ميمى: أيوه الختان، البعبع اللى بيحرم البنت من أى رغبة في الرجل.

زهرة: أهالينا عملوا زى اللى كسر جناح عصفوره عشان ما يطيرش بعيد ويتوه.

طلب الأستاذ محسن خيرى زهرة، فذهبت إليه
محسن: اقفلى الباب واقعدى يا مدام زهرة عايزك.
جلست زهرة.
زهرة: حمد لله على السلامة يا استاذ محسن.
محسن بانكسار: الله يسلمك.
قررت زهرة أن تشكو له من شهاب لكنها تراجعت عندما رأت حاله، فقد كان شاحب الوجه، مهموما، متوترا.
صمت محسن تماما، وظل يتظاهر بالبحث عن شئ في أدراج المكتب، شعرت زهرة بالقلق لكنها تغلبت عليه، تاريخ محسن معها ومع غيرها يشهد له بحسن الخلق.

وعندما طال صمته قالت زهرة: خير؟
محسن: وهيجى منين الخير؟
زهرة: في إيه يا أستاذ محسن قلقتنى.
لحظة صمت أخرى قبل أن يستجمع محسن شجاعته ويقول: بصي يا مدام زهرة أنا هنا دلوقتي مش بصفته مالك الجريدة، أنا هنا شخص عنده مشكلة وعايز حلها.
زهرة: أنا تحت أمرك يا أستاذ محسن، شرف كبير ليا ثقتك فيا.
أ/محسن: الأول مشكلتى محرجة شوية، عندك استعداد تسمعيها؟
زهرة بتردد: محرجة إزاي يعنى؟

أ/محسن: حاجة خاصة بالعلاقة بينى وبين زوجتى، أنا هأحاول أوصلهالك من غير ما أقول كلمة خارجة، وعلى العموم هي مشكلة بقت عامة وناس كتير بتشتكى منها.
زهرة: اتفضل احكى.

أ/محسن: هأحكى لك الحكاية من أول ما أتجوزت عشان تقدرى تحكمى وتشورى عليا أعمل إيه، أنا كنت وحيد والدى، جوزنى بعد ما خلصت جامعة على طول، أتجوزت بنت خالي، كانت أصغر منى بسنتين، كانت اختيار أهلى لكن حبيتها، أنا بصراحة ما كانش ليا أى تجارب عاطفيّة قبلها، وما كنتش من النوع الاجتماعى اللى بيحب الخروج والسهر على الكافيهات، كنت من شغلى للبيت، ومن البيت لشغلى، وأى خروجة ليا كانت بتبقى مع زوجتى، هي ما بتشتغلش ومع ذلك جيبت لها واحدة تساعدها في شغل البيت، عملت كل حاجة تساعدها وتريحها وتخليها تتفرغ لى، وبحكم وجودنا طول الوقت مع بعض كانت علاقتنا تقريبا كل يوم، بدون ضغط منى، ولو حسيت في أى يوم متضايقة أو تعبانة كنت بأبعد، عدى سبع سنين من غير خلفة كانوا أسعد سبع سنين في حياتى، ورغم إن تأخر الحمل كان بسببها لكن عمري ما ضايقتها بكلمة، ولا سمحت لحد يضايقها بكلمة، بعدها ربنا كرمنا وخلفت، وكأنها ما صدقت أو خايفة ما تعرفش تخلف تانى، وفي خلال خمس سنين خلفت تلات أولاد.

زهرة: ربنا يبارك.
أ/محسن: وصبحت مشغولة بيهم على طول وأهملتنى تماما، كنت بألتمس لها العذر وما أضغطش عليها، مع إن ده كان بيضايقنى، كبروا الأولاد وقدروا يعتمدوا على نفسهم وما بقيتش مشغولة زى الأول، والطبيعى إن علاقتنا ترجع زى ما كنا، لكنها كانت طول الوقت بتتهرب منى بحجج مختلفة وبترفض تدينى حقى، كرهتنى في الموضوع ده وهزت ثقتى في نفسى.
زهرة: ما سألتهاش إيه السبب؟

أ/محسن: قعدت معاها وقولت لها كلمينى بصراحة في حاجة مضايقاكى منى، قالت لأ، طب في إيه، قالت كبرنا على الكلام ده، لما قالت الكلمة افتكرت نفسي عندى ستين سنة مش أربعين، وطول العشر سنين اللى فاتوا وأنا جربت معاها كل حاجة عشان تغير الفكرة دى ما فيش فايدة، وكل مرة أخد حقى لإما بالمحايلة لدرجة الذل لإما بالخناق، وفي الوقت اللي الحلال بيتصعب قدامى في ألف سكة للحرام مفتوحة، كنت بأقاوم وأصبر وأرضى باللى بتتعطف عليا بيه، ابتدت من سنة ترفّض تماما إنى أقرب لها، وماسكة لى كلمة ابنك بقى طولك، أنا زهقت، ولو متضايق روح اتجوز، قالتها مرة واتنين وعشرة، سنة كاملة ما بتدنيش حقى، وأنا مش من النوع اللي ممكن يعمل كدة بالغصب زى ما في ناس بتعمل.

زهرة: أشتكيت لحد من أهلها؟ والدها أو والدتها.
أ/محسن: والدها متوفى، وبصراحة أنا أنكسف أكلم والدتها في الموضوع ده.
زهرة: طب هأسأل حضرتك سؤال محرج، هي كانت طبيعية معاك قبل كدة؟ عشان ممكن
يكون الختان عامل لها مشكلة.
أ/محسن: كانت طبيعية جدا والأمور ماشية، ما ابتدتش تتغير إلا لما عدينا الأربعين.
زهرة: في ستات لما بتعدى السن ده الهرمونات عندها بتتغير وتعمل لها نفور من العلاقة الزوجية.

أ/ محسن: لما فقدت الأمل فيها وبعد ما هي بنفسها قالت اتجوز، فكرت في الموضوع ده، اتعرفت على ست مطلقة، واتفقنا على الجواز في السر، احتراما لمشاعر زوجتى، اشترطت عليها إنى مش هأبات معاها، وما تتصلش أبداً وأنا في بيتى والتزمت بكل شروطى، ما كانش ليها أى طلبات غير الستر، عشت معاها تسع شهور في الجنة، لحد ما زوجتى اكتشفت جوازى، ومن يومها وأنا في جحيم، مشيت هي وأولادى عند أهلها، حرمتنى إنى أشوفهم، عملت البدع عشان أصالحها رافضة تماما رغم إنى طلقت التانية، حاولت أكلم أولادى لقيتهم كلهم عملوا لى بلوك، كلهم شايفين إنى الرجل اللى راح دور على متعته على حساب بيته وومراته، ودلوقتى هي رافعة عليا قضية طلاق ومش عارف أعمل إيه.

زهرة: هي بس مجروحة منك شوية وأكيد هتروق.
أ/محسن: أنا غلطت لما دورت على حقى بالحلال يا مدام زهرة؟ أنا مش حقى في الحالة دى إنى أتجوز؟ حليهالى أنتى، يعمل إيه اللى وصل للأربعين أو حتى الخمسين ولسة عنده رغبة في حقه الشرعى؟ ودى مش رفاهية دى احتياج طبيعى وفطرة ربنا خلقها فينا.

زهرة: مش عارفة أقول لحضرتك إيه، طلقها ودور على حقك وأنت بتقول حارماك من الأولاد وأكيد لو حصل طلاق الوضع هيسوء، وإلا رجعها وارجع لنفس اللى كنت فيه؟
أ/محسن: ما تقوليش حاجة واعتبريها فضفضة.
زهرة: إن شاء الله قريب تتراضى وترجع، وأكيد هتتعلم من الدرس وتتغير.
أ/محسن: يارب يا مدام زهرة.

وفى أحد الأيام وأثناء وجود زهرة مكتبها شعرت بالدوار، استأذنت في الانصراف، عادت إلى البيت مبكرا، دخلت الشقة، سمعت صوت دكتور خالد ومعه امرأة في حجرة نومها، كان صوت ضحكات المرأة التي معه عاليا ويصل إلى باب الشقة، حيث سمعته فور دخولها، خرجت زهرة مرة أخرى بهدوء وهي لا تصدق ما سمعت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة