قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية رهان ربحه الأسد للكاتبة منال سالم الفصل الثاني

رواية رهان ربحه الأسد للكاتبة منال سالم الفصل الثاني

رواية رهان ربحه الأسد للكاتبة منال سالم الفصل الثاني

في غرفة الاجتماعات بإدارة العمليات الخاصة
اللواء سامي: وطبعاً الجرايم دي لحد الوقتي محدش عارف ازاي بيتم ادارتها!
وليد: بس يا فندم، البنك اكتشف الحكاية دي ازاي؟
اللواء سامي: وهما بيراجعوا الكشوفات النهائية لاقوا في فرق كبير بين الموجود في الحسابات وبين المتسجل ع الورق، ده غير كشوفات السحب والايداع في حسابات وهمية.

حسام: بس ده مش تخصصنا، يعني ده يخص الجهاز المركزي للمحاسبات أو حتى مباحث الانترنت، لكن مش العمليات الخاصة
اللواء سامي: لأ يخصنا، لما نعرف ان ورا الموضوع ده ايهاب الملاح!
معتز: مين؟
اللواء سامي: زي ما سمعتوا المجرم ايهاب الملاح
زياد وقد دخل إلى غرفة الاجتماعات: سوري يا باشا
اللواء سامي: شفاكم الله وعفاكم يا زياد
زياد: نعم
اللواء سامي: يعني اما تكون عاوز تخش الحمام متبقاش تروح بيتكم.

معتز مقاطعاً: يمكن بيرتاح هناك أكتر
زياد هامساً: اخرس يا زفت، حسابك معايا بعدين
ثم أضاف زياد: سوري يا باشا، مش هتكرر تاني
اللواء سامي: اقعد يا زياد، كنا بنقول ايه؟ آه، بنتكلم عن ايهاب الملاح وجرايمه الالكترونية
زياد مستفسراً: مش ايهاب الملاح ده تاجر السلاح اللي مدوخنا وراه
اللواء سامي: ايوه هو
زياد: طيب وايه علاقته باللي حضرتك بتقوله؟

اللواء سامي: ماهو لو سيادتك كنت جيت من بدري شوية كنت عرفت ان ايهاب الملاح بيدير شبكة تهريب و غسيل اموال وعن طريق الشبكة دي بيجيب السلاح للبلد
زياد متعجباً: تهريب وغسيل أموال!
وليد: كل اللي حضرتك قولته جميل، احنا ايه دورنا؟
اللواء سامي: دوركم تولي القضية دي بالذات
معتز: يعني مش هنضرب نار ولا نشتبك.

اللواء سامي: لأ، ده بعدين، لكن حالياً هيتم تشكيل مجموعة عمليات دورها التحري الدقيق والسري عن الشبكة اللي بيديرها ايهاب الملاح
زياد: بس ده شغل روتيني يعني مالوش علاقة بينا أوي، أي حد يقدر يقوم بيه!
اللواء سامي بحدة: ولما هو شغل روتيني كنت بكلف نفسي واجتمع معاكو ليه من الأول؟ كان ممكن اكلف أي حد تاني بالقضية، لكن أنا عاوز الأكفأ والأمهر.
حسام: زياد مايقصدش يا باشا.

اللواء سامي: يا زياد يا بني متحكمش ع الحاجة من أولها عشان مجتش على هواك، أعداء البلد مش لازم يواجهونا بالسلاح بس، لأ ممكن يواجهونا بحاجات أخطر محدش يحس بيها، وهنا يجي دورنا!
معتز: احنا جاهزين يا فندم، متقلقش، هما يومين وهنخلص الليلة كلها
اللواء سامي: القضية مش بالبساطة دي
وليد: طيب حضرتك ادينا التعليمات واحنا ننفذها
اللواء سامي: الملف ده في كل المطلوب منكم عن القضية، انتو الجزء العملي فيه.

معتز مستفسراً: طب ومين النظري؟
زياد مقاطعاً: مع احترامي لسيادتك، بس احنا مالناش في شغل الحسابات والنت، أقصد احنا مش متخصصين فيه زي تخصصنا في الاشتباك المباشر مع المجرمين
اللواء سامي: ودي هتفوتني يعني...
حسام: قصد حضرتك ايه؟
اللواء سامي: من بكرة ان شاء الله هينضم ليكم زميل جديد
زياد معترضاً: زميل جديد؟ ليه يا باشا، احنا نقدر نقوم بالعملية لوحدنا مش ناقصين حد دخيل بينا.

اللواء سامي: اطمن يا زياد، ده حد ثقة وكفؤ وتخصصه الكشف عن الجرائم الالكترونية، ولعلمكم هو اللي بلغنا بالقضية دي
زياد: مش فاهم سعاتك
اللواء سامي: زميلكم الجديد معاه ماجستير في قرصنة الانترنت والكشف عن الجرائم الالكترونية
معتز: هو مش ظابط زينا؟
اللواء سامي: لأ، هو تخصص حاسبات ومعلومات وبعدها التحق بالدراسات العليا في كلية الشرطة واتخصص في قرصنة الانترنت
معتز بصوت هامس: ماهي بقت كوسة، الشرطة بتقبل أي حد.

اللواء سامي: بتقول حاجة يا معتز
معتز: أنا، لأ، ده أنا بكح..!
اللواء سامي: اتفضلوا الوقتي ع مكاتبكم، ادرسوا القضية، ومن بكرة هتبدأوا فيها مع زميلكم، ومتنسوش مطلوب التعاون التام والتنسيق بينكم، عاوز القضية تخلص في أسرع وقت
الجميع: تمام يا فندم
خرج الجميع من غرفة الاجتماعات وتوجهوا نحو مكتبهم الخاص الكائن بالطابق الخامس في مبنى الإدارة
حسام: ايه رأيكم في اللي قاله اللوا سامي؟
معتز: مش بطال.

وليد: هي بدلة بتقيسها
معتز: لأ يعني هنريح شوية هنقضيها نت وحركات، ودوس انتر
وليد: دي معلوماتك عن النت والقرصنة
حسام: ياعم متخدتش ع كلامه ده واحد عقله فاضي
معتز: ليه بس كده آحس ده انت حبيبي
وليد: ها يا زياد؟ ناوي على ايه؟
زياد: ولا حاجة.
معتز: احنا هنذاكر هنا ولا في الوكر بتاعنا
حسام: وكر! اللي يسمعك كده ميقولش عليك ظابط
معتز: هاتجي أزيزو معانا
زياد: لأ انا ماشي
وليد: ايه مش هتراجع معانا ملف القضية.

زياد: هراجعه بس في البيت ع رواقة
وليد: طب هنعمل ايه مع البأف الجديد
حسام: بأف مين؟
معتز: زميل الكفاح
وليد: أصل المشرحة ناقصة قتلى
زياد: كبروا مخكم، هنكلم بعدين، سلام آرجالة!
الجميع: سلام يا باشا.

في منزل طاهر السويفي
طاهر: بتعملي ايه عندك يا رباب؟
رباب وهي تقف خلف النافذة: ببص ع زياد م الشباك.
طاهر: ماهو أكيد جاي
رباب: ايوه، بس برضوه عاوزة أبص عليه، أهوو جه، لازم تشد عليه شوية يا طاهر
طاهر: يعني هو الجواز بالغصب
رباب: لأ مش غصب، بس برضوه ميحرجنيش مع الناس وهما منتظرينا!
طاهر: ربنا يسهل، وبعدين مش انتي اللي صممتي وكلمتي هدى واكدتي عليها تيجي
رباب: الله بقى يا طاهر.

زياد بعد أن دخل المنزل: السلام عليكم يا أهل الدار
طاهر: وعليكم السلام يا زياد
رباب وهي تدعي الحزن: هه...
زياد: ايه يا أمي، لسه مأموصة مني؟
رباب: ايه مأموصة دي، اسمها زعلانة
زياد: لا عاش ولا كان اللي يزعلك
رباب بحزن: يعني انت مش عارف ايه اللي مزعلني؟
زياد: برضوه الموضوع اياه
رباب: ياحبيبي الناس منتظرينا من بدري، عيب نتأخر عليهم
زياد بعصبية: يوووه يا ماما
طاهر: اتكلم كويس مع مامتك
رباب: هو قاصد يزعل الناس مني.

زياد: يعني انتي اللي هيريحك اني أقابل الزفتة دي
رباب: ما اسمهاش زفتة، اسمها...!
زياد: مش عاوز أعرف، ماشي أنا هاروح أتنيل أشوفها، بس اعملي حسابك أنا هفركشها من قبل ما تبدأ
رباب: المهم تروح وبعد كده نبقى نشوف أي حجة
زياد: بس متزعليش م اللي هعمله
رباب: أنا غلبت معاك
طاهر: خلاص يا بني، دي زي شكة الدبوس، اعتبرها مهمة قوية انت مكلف بيها.

زياد: ياريتها كانت مهمة ولا عملية، لكن دي جوازة ومن واحدة أكييييد شبه فرغلي الغفير
رباب بحماس: لأ من الناحية دي اطمن، دي تقول للقمر قوم وأنا أقعد مكانك
زياد: أمر بالستر يا أمي، الجملة دي سمعتها كام مرة قبل كده
طاهر بسخرية: متعدش يا زيزوو
رباب: يالا يا حبيبي مضيعش وقت، اجهز بسرعة
زياد: يعني مش هاكل؟
رباب: هتاكل مع العروسة في النادي
زياد: انتي ناوية تسدي نفسي يا أمي.

رباب وهي تتجه لغرفتها: بلاش دلع بقى، يالا يا حبيبي، وأنا 5 دقايق وهاكون جاهزة
طاهر: كُل يابني براحتك، أمك قدامها بتاع ساعتين عقبال ما تجهز
رباب من الداخل: سمعاك يا طاهر.

السيدة هدى الحديدي هي زوجة اللواء الراحل عبد الرحمن فوزي والذي استشهد في إحدى العمليات الارهابية منذ فترة طويلة، ولديها من الأبناء ثلاثة (نايا نور نائل)، قامت بتربيتهم تربية حسنة وتعليمهم أفضل تعليم حتى أنها رفضت الزواج من بعده لتتفرغ لهم، وعلى الرغم من أنهم أسرة ميسورة الحال إلا أنهم يتميزون كباقي الأسر المصرية بالبساطة والتواضع
هدى: يا نائل سيب البلاي استشن والتفت لمذاكرتك شوية.

نائل: ده انا لسه أعد عليه يا ماما
هدى: بقالك ساعتين، وتقولي لسه أعد
نايا من الداخل: مش هاتخدي منه عقاد نافع يا مامي
نائل بسخرية: مش عيب واحدة في سنك ده ولسه بتقول مامي
نايا: بس يا لمض، أومال فين نور؟
هدى: أعدة وماسكة البتاع اللي واكل عينيها ده
نائل: اسمه الأيباد
هدى: أهو كل يوم يخترعوا حاجة ويسموها أسامي عجيبة
نايا بصوت مرتفع: نوووور، يااااااا نووور، أنانووووووو، ياااااااا نانووو.

نور هي الابنة الوسطى للسيدة هدى، تمتاز بملامحها الهادئة والرقيقة، وبالبشرة البيضاء والشعر الناعم المائل للون البني، عيناها عسليتان، تفضل ارتداء الملابس الكلاسيكية الأنيقة، والكعوب العالية الرفيعة، ودائماً ما تضع نظارة طبية لتعطيها مظهر الجدية...
نور: اييييه يا نايا في ايه؟ بتنادي ع واحدة في الشارع
نايا: انتي لسه مجهزتيش؟
نور: ليه؟
نايا: مامي انتي مش قولتليها
هدى: لا والله يا بنتي لسه
نور: في ايه.

نايا: جايلك عريس يا بطبوطة
نور: نعم؟ وده جه ازاي؟
هدى متدخلة في الحوار: ابن واحدة صاحبتي بس ماشاء الله مركز وذكاء وشخصية
نور: أها، قولتيلي يا مامي
نايا: أنا لو كان ينفع كنت خدته بدالك، بس خلاص بقى اتشبكنا واللي كان كان
نور: مسمعكيش أشرف كان فرمك
نايا: هههههههههه ربنا يرجعه بس بالسلامة
نور: هو مقالش نازل امتى من السعودية؟
نايا: هانت، فاضل شهر وينزل ونكتب الكتاب وندخل بقى، ده انا تعبت سنتين خطوبة.

نور: مش كان عاجبك؟
نايا: ايوه عاجبني، وبعدين مش كان بيجهز نفسه، هو يعني كان لاقى شغل هنا وقال لأ
هدى: بس بقى يا بنات، يالا يا نور اجهزي، وانتي يا نايا لمي الغسيل
نايا: الله، هو أنامش هاجي معاكو؟
هدى: هتيجي ياختي بس خلصي الأول المطلوب منك، ويالا بقى يا نانوو اجهزي، وبلاش النضارة كعب الكوباية اللي انتي لابساها دي
نور: ليه يا مامي
نايا: هههههههههههههه لأحسن يطفش العريس.

نور وهي تتمسك بنظارتها: هو ده شكلي وان كان عاجبه
نائل وهو يلعب: الله يكون في عونه
نور: بس يا نؤنؤ بدل ما أجي أفرمتلك الجهاز
نائل: ده أنا بدعيلك
نور: أيوه كده اتعدل.

استعدت كلتا العائلتين للذهاب إلى النادي، وفي الميعاد المحدد تقابلت العائلتين حيث...
رباب: هدى حبيبتي، ازيك يا قلبي
هدى: أنا بخير يا رباب، أنتي عاملة ايه؟
رباب بغمزة: أنا الحمدلله كويسة، زياد بس بيركن العربية وهيحصلني
هدى بابتسامة: وماله يا حبيبتي
رباب: ازيك يا نور، ازيك يا نايا
نور: هاي أنطي
نايا: هاي أنطي رباب
رباب: ماشاء الله يا بنات زي القمر
نور: ميرسي
نايا: شكراً يا أنطي ده بس من ذوقك.

جاء زياد من بعيد وهو يرتدي نظارة سوادء تخفي ملامح وجهه الذي يبدو عليه الضيق الشديد من الموقف الذي وضعته في والدته
زياد: السلام عليكم
رباب: وعليكم السلام، تعالى يا حبيبي، ده زياد ابني يا جماعة ودول...
زياد مقاطعاً: أها، أهلاً
رباب باحراج: أصل زياد جد ومش بيحب يضيع وقت
هدى: أهلا بيك يا بني
زياد وهو ينفخ: أهلا
رباب: خد عروستك يا زياد واقعدوا كده جبنا اتكلموا سوا
زياد: أوام عملتيها عروستي، ده احنا لسه بنعرف!

هدى: ايه الحكاية يا رباب هانم؟
رباب باحراج شديد: هه، مافيش حاجة، بس زياد لسه راجع م الشغل فتلاقيه عصبي
هدى: أها، طيب
زياد بدون أن ينظر للعروسة: اتفضلي نقعد هناك
نور لنفسها: ماله قرفان من نفسه كده ليه؟ زي ما يكون عاصر طن لمون على نفسه قبل ما يجي!
جلس زياد في الجهة المقابلة لنور ولكن دون أن ينظر لها، ظل صامتاً لفترة، ويهز قدمه بتوتر
نور بصوت مبحوح: آآآ، ازيك
زياد وهو ينظر في ساعته: هه، بتقولي حاجة.

نور: آآآآآ، ب...
زياد مقاطعاً: بصي وم الأخر كده عشان أنا مش ناقص خانقة ومش عاوز أضيع وقتي في حاجات تافهة، أنا مش بتاع جواز، والحوارات اللي بتتعمل دي عشان خاطر بس أمي متزعلش
نور بدهشة شديدة: ايييه؟
زياد: اللي سمعتيه، ولا انتي لا مؤاخذة طرشة...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة