قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية رهان ربحه الأسد للكاتبة منال سالم الفصل الثالث

رواية رهان ربحه الأسد للكاتبة منال سالم الفصل الثالث

رواية رهان ربحه الأسد للكاتبة منال سالم الفصل الثالث

جلس زياد في الجهة المقابلة لنور ولكن دون أن ينظر لها، ظل صامتاً لفترة، ويهز قدمه بتوتر
نور بصوت مبحوح: آآآ، ازيك
زياد وهو ينظر في ساعته: هه، بتقولي حاجة
نور: آآآآآ، ب...
زياد مقاطعاً: بصي وم الأخر كده عشان أنا مش ناقص خانقة ومش عاوز أضيع وقتي في حاجات تافهة، أنا مش بتاع جواز، والحوارات اللي بتتعمل دي عشان خاطر بس أمي متزعلش
نور بدهشة شديدة: ايييه؟
زياد: اللي سمعتيه، ولا انتي لا مؤاخذة طرشة؟

نور: أفندم؟
زياد وهو ينظر لها: شوفي يا آنسة، انتي تروحي تعملي الشويتين بتوعك دول على أي حد تاني غيري، انا مايكلش معايا جوازات الصالونات دي
نور: نعم؟
زياد بقسوة: لأ ماتعمليليش فيها عبيطة، انتي فهماني كويس، حوار انك تلفي على أمي وتبيني نفسك قصادها عشان تدخلي مزاجها وبعد كده تحدفك عليا، كل الهجص ده مايدخلش عليا.

نور بعصبية: انت اتجننت؟ ازاي تكلمني كده وتتهمني بحاجات زي كده؟ هو أنت تعرفني أصلاً منين عشان تقول عني كده؟
زياد متأملاً اياها بنظرات قاسية وحادة: الصنف بتاعك ده أنا عارفه كويس وياما دقت ع الراس طبول، والأشكال اللي زيك أنا حافظهم صم
نور بصوت مرتفع: احترم نفسك يا حضرت، انت اكيد مش طبيعي
زياد: صوتك مايعلاش انتي فاهمة، وتتكلمي معايا عدل
نور: اما تتعلم تتكلم كويس الأول مع الناس وتحترمهم.

ثم تركته نور بدون أن تنتظر من أي رد...
رباب: في ايه يا ولاد؟
نور بضيق: يالا يا ماما نمشي من هنا
هدى: ايه اللي حصل؟
رباب: عملت ايه يا زياد؟
زياد وهو يحتسي المشروب: ولا حاجة
هدى: نوووور، يا نووووور، استني يا بنتي
نايا: أنا هحصل نانووو يا مامي
رباب: في ايه اللي حصل؟
زياد ببرود: مافيش قولتلها الحقيقة
هدى بعدم فهم: حقيقة ايه؟
زياد: اني مش بتاع جواز وكلام فاضي من ده
هدى بعدم تصديق: ايييه؟

لم تتحمل هدى ما قاله زياد بكل وقاحة وكأنه لم يفعل شيئاً يجرح به غيره عن عمد فرحلت على الفور، وحاولت رباب اللحاق بها...
رباب: أنا أسفة يا هدى ع اللي حصل
هدى: مكنش العشم يا رباب يحصل كده
رباب: والله ما أعرف انه هيقولها الكلام البايخ ده.

هدى بضيق: يا رباب أنا مطلبتش منك حاجة، انتي اللي عرضتي عليا اننا نفاتح الأولاد ونجس نبضهم ولو حصل يبقى نتوكل على الله ونكمل، لو لأ يبقى عادي أحنا أصحاب بدون اهانة او اساءة لأي حد، لكن لو كنت اتخيل ان بنتي هتنجرح بالشكل المهين ده كنت رفضت الموضوع من الأول، بنتي مش بايرة وألف مين يتمناها عشان يتعمل فيها كده...!
رباب: أنا أسفة يا هدى، معلش يا حبيبتي اعذريه هو اسلوبه كده.

هدى: أنا كنت مفكرة أنه عاوز يتجوز فعلاً مش جاي مغصوب، أنا قلبي كان حاسس من أول ما شوفته ان في حاجة غلط
رباب: معلش يا هدى والله ما...
هدى مقاطعة: خلاص يا رباب مافيش داعي لأي تبريرات، الجواب باين من عنوانه، بس انتي صاحبتي وعارفة اد ايه نور حساسة و..
رباب مكملة: لو تحبي أندهله يعتذرلها عن اللي عمله.

هدى: لألألألأ مش عاوزين، كفاية أوي لحد كده، ده لسه بيتعرفوا على بعض وبهدلها، اومال لو قولتيله اعتذرلها يمكن يقتلها، بناقص، أما أروح أشوف بنتي، عن اذنك
رباب: طيب ابقي طمنيني عليها، وانا هكلمك تاني
هدى: ان شاء الله
رباب لزياد: ينفع اللي عملته ده؟
زياد: عملت ايه يا أمي؟
رباب: تحرج البنت وأمها بالشكل المهين ده
زياد: أنا قولتلك من الأول بلاش وانتي اللي صممتي
رباب: تقوم تعمل فيهم كده، يقولوا عني ايه الوقتي.

زياد ببرود: عادي، يومين وهيتنسى الموضوع، فين بقى الغدى، أنا واقع من الجوع!
رباب: خلاص نفسك بقت مفتوحة
زياد براحة بادية على وجهه: ياااااااه، ده انا حاسس اني عاوز أكل خروف، كان هم وانزاح
رباب: ماشي يا زياد، ماشي!

في داخل سيارة هدى
نايا: خلاص يا نانووو متعيطيش يا حبيبتي
نور وهي تمسح دموعها: أنا بعيط ع نفسي اني سمحت لواحد زي ده يتطاول عليا من غير ما أرد عليه كويس.
نايا: هو انسان قليل الذوق
نور: ده حيوان معندهوش دم ولا أخلاق، هو خدني ع خوانة
نايا: الحمدلله انها جت ع أد كده
نور: الحمدلله
هدى وقد ركبت السيارة: حبيبتي يا نانووو، عاملة ايه الوقتي
نور: أنا كويسة يا مامي
هدى: والله يا بنتي ماكنت أعرف ان ده هيحصل.

نور: خلاص يا مامي، انتي ملكيش ذنب
هدى: أنا كلمت رباب جامد، ومش هعدي الموضوع بالساهل
نور: كبري مخك يا مامي، ده واحد مايستهلش اننا نديله أهمية
نايا: يا واد يا عاقل
نور: سيبتلك انتي الجنان
هدى: ربنا يباركلي فيكو يا بنات
نايا: ويخليكي لينا يا أحلى مامي
نور: حبيبتي يا مامي
هدى: تحبوا نتغدى بره
نايا: طبعاااااا
نور: لأ يا ماما عشان نائل أفندي
هدى: اهو ده اللي مغلبني، مش عارفة أعمل معاه ايه
نايا: بكرة يكبر.

هدى: ربنا يهديه، ها يا نانووو هتكملي أجازتك؟
نور: لأ يا مامي، عندي شغل جديد مطلوب مني اخلصه
نايا: شغل ايه ده يا نانووو
نور: حاجة انتي متفهميش فيها
نايا: بقى كده، أنا غلطانة اني بعبرك أصلاً
هدى: بس يا بنات، شوفوا هتطلبوا ايه عشان نجيبه قبل ما نروح البيت
نور: بيتزا
نايا: ماك
هدى: حتى في دي مش هتتفقوا
نور: خلاص خليها ماك
نايا: وعلى ايه نخليها بيتزا
هدى: ريحوا نفسكم خلاص، أنا هاجيب الاتنين.

نور ونايا: ايوووه هو ده الكلام.

في منزل طاهر السويفي
طاهر: مالك يا رباب وشك مقلوب ليه؟
رباب بحنق: شوفت ابنك وعمايله السودة
طاهر: ايه عمل ايه؟
رباب: احرجني قصاد هدى وبناتها
طاهر: مش أنا نصحتك من الأول وقولتلك فضيها سيرة وبلاش منها الحكاية دي وانتي اللي صممتي
رباب: وهو أنا كنت أعرف انه هينيل الدنيا كده، أوري وشي لهدى ازاي بعد كده، ده خلى رقبتي أد السمسمة من عملته المهببة دي
طاهر: هدى قلبها كبير، وان شاء الله تنسى اللي حصل.

رباب: والله بنتها خسارة فيه
طاهر: ههههههههههههه ده انتي قلبتي ع زياد خالص
رباب: مش طايقاه بعد اللي عملوه.

في فيلا معتز، وتحديداً في ال Roof الخاص بالفيلا حيث قام معتز باعداده ليصبح مقراً له ولأصحابه، يقضون معظم أوقاتهم فيه، يتدارسون القضايا فيه سوياً ويضعون مخططاتهم فيه، والأهم يتناقشون في مسائل حياتهم الشخصية سوياً فيه بعيداً عن فضول الآخرين...
معتز: لأ مش ممكن، زياد باشا بنفسه منورنا
زياد: قولت أجي أقضيها معاكو
وليد: مش بعوايدك يعني
زياد: أصل أمي مش طايقاني حالياً
معتز: عملت في الحاجة ايه؟

حسام: أعملك نسكافيه معايا
زياد: لأ خليها كوباية شاي
معتز: اعملي أحس واحد كاباشتينو
حسام: اسمه كابتشينو
معتز: مش فارقة كلها رغاوي
حسام: أهوو ده اللي باخده منك هيافة ع الفاضية والمليانة!
معتز: طب ماتنساش تملى المج ع الاخر
وليد لزياد: احكي يابني عملت ايه
زياد: مافيش حاجة مستاهلة، أمي كانت جيبالي عروسة، وأنا بووووم، فرقعتها!
معتز: يخرب عقلك، عملت فيها ايه؟

زياد: ولا حاجة، المواجهة المباشرة، وهووب تِك دوست ع الزناد!
وليد: يا جُرأتك يا أخي
حسام: والبت كان رد فعلها ايه
زياد: لو كان قصادها جرينوف كانت فرغته فيا
معتز: ده أقل واجب، في حد يقول للأعور انت أعور في وشه
زياد: أنا، هو ده طبعي
وليد: خلاص يا عم زيزوو، خلونا نشوف القضية الجديدة هنعمل فيها ايه
حسام: مش عارف ليه حاسس ان اللوا سامي مدينا حاجة أقل من قدرتنا
وليد: لأ وجايبلنا حد جديد يشاركنا فيها.

حسام: مش فاهم دماغه
معتز: دي واضحة زي الشمس، حد من قرايبه مكلمه ع الواد الجديد يشغله فاللوا اسماعيل قالك أحدفه على مين يا ترى ملاقاش إلا أحنا
زياد: سيبكم م الواد ده، خلونا نشوف ملف القضية وندرسه، حتى لو كان مش تخصصنا، فده مايمنعش اننا نستعد طالما فيها اللي مايتسمى ايهاب
معتز: البلوى ده دوخنا وراه، كل ما نقول هانت هنمسك عليه حاجة، نلاقيه فص ملح وداب وكأنه زي الملاك البريء معملش حاجة
حسام: نهايته قربت.

وليد: طول ما أحنا وراه أكيييد هيقع
زياد: طب شوية تركيز بقى عشان نشوف هنبدأ ازاي ومنين!
وطرق عليهم الباب...
ابراهيم: منورين آشباب
معتز: تعالى يا حاج، مافيش حد غريب
زياد: ازيك يا حاج ابراهيم
حسام: مساءك فل يا حاج
وليد: اتفضل معانا يا حاج
ابراهيم: كتر خيركم يا ولاد، انا قولت أطلع اطمن عليكم قبل ما أروح أنام، مش عاوزين حاجة؟
معتز: عشت يا بابا
زياد: تسلملنا يارب
حسام: حضرتك ارتاح ولو عوزنا حاجة هنخلي معتز يعملها.

معتز: بقى كده
وليد مكملاً: ايوه
ابراهيم ضاحكاً: هههههههههههههههه ده أنا وأنا في سنكم كنت...
معتز مقاطعاً: خاربها
ابراهيم: بس يا ولد، عارفين في ايام حرب أكتوبر
معتز: أبوس أيدك يا بابا، مش لازم الحكاية دي كل شوية، والله حافظناها، تحب أسمعهالك
ابراهيم: بقى كده، خلاص يا معتز هتوكل انا على الله، تصبحوا ع خير
الجميع: وانت من اهله
زياد: كنت سيبوه يحكي
معتز: ياعم مكوناش هنخلص.

حسام: طب يالا، الأعدة جاهزة خلونا نشوف هنعمل ايه
وليد: تمام
زياد: اوك.

في صباح اليوم التالي، وتحديداً في منزل عبد الرحمن فوزي
هدى: صباح الفل يا نانوو، ع فين يا حبيبتي كده من بدري
نور: عندي شغل يا مامي مهم، هخلصه وأرجع ع طول
هدى: طيب يا حبيبتي، طب أقولك ع حاجة استني أما ألبس وأنزل أوصلك بالعربية بدل ما تتبهدلي في المواصلات، أنا كده كده هنزل مركز التصوير أشوف الدنيا ماشية هناك ازاي
نور: ماتتعبيش نفسك يا مامي، أنا هاخد تاكسي، خليكي انتي مرتاحة.

هدى: طب افطري قبل ما تنزلي
نور: هابقى أجيب أي حاجة وانا في الشغل، أدعيلي يا هدهودة، باي
هدى: ربنا يفتحها في وشك يا نانووو
وبالفعل استقلت نور سيارة الأجرة وتوجهت نحو عملها الجديد..
السائق: على فين يا هانم؟
نور: على إدارة العمليات الخاصة من فضلك...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة