رواية رهان ربحه الأسد للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والعشرون
في تلك الأثناء كان زياد جالساً في سيارته يتفقد الساعة في هاتفه المحمول، فلمح من داخل سيارته نور بصحبة رجل غريب يبدو من ملامحه أنه ليس من أهل المدينة..
زياد لنفسه: ايييه ده، نوووور! ماشية مع مين، مالها لزقاله كده ليييييه؟، مممم، الظاهر انه مش مكفيها رجالة القاهرة فاشتغلت ع بتوع الأرياف كمان! فينك يا معتز، خلينا أغور من هنا بدل ما أنا أعد يتحرق دمي ع الفاضية وع المليانة...!
نور بصريخ: سيبني يا سامح، انا مش جاية معاك، انت ايييه، آآآآآآآآه!
سامح وهو ممسكاً بها: أني مش هرد عليكي دلوجيت، لينا دوار نتحاسب فيه ع الجديم والجديد
نور متآلمة: ااااااه دراعي، حد يلحقني يا نااااااااااااس
سامح: انتي هتاجي معايا بالجوة، وقسماً عظماً محدش هينجدك مني يا بت عمي
نور: هي مش سايبة
سامح: محدش هيمنعني عنك
نور: انت أكيييييييد مجنووون، الحقوووووووووووني، الراجل ده خاطفني، آآآآآآآآآآآآآآه.
قام سامح بصفع نور على وجهها بقوة شديدة فنزفت من أنفها على آثر الضربة...
سامح وهو يصفعها: اخرررررررررسي
نور بصريخ: آآآآآآآآآه
كان زياد يراقب المشهد بعينيه، ورفض أن يتدخل لأنه كان يتذكر كلام نور السابق الذي طلبت منه ألا يتدخل في شئونها مهما حدث حتى لو رأها تقتل أمامه رغم شعوره بالحنق والغضب الشديدين.
ولكنه لم يتحمل رؤيتها تصفع من قبل هذا الرجل الضخم بالاضافة إلى استغاثتها به، فشعر بالدماء تغلي في عروقه فانتفض مسرعاً ن مكانه...
سامح: أني ممكن أدفنك حية هنا، بس مش هسيبك برضوه يا نور
نور وقد لمحت زياد في سيارته: زياااااااااااااااااد الحقني، زياااااااااااد!
ترجل زياد من سيارته وجرى مسرعاً ناحية سامح وأمسك به ولكمه في وجهه، وسحب نور منه وجعلها تختبيء خلفه
نور برعب: زياااااااااااد، الحقني.
زياد وهو يلكم سامح: انت اتجننت في عقلك، ازاي تعمل فيها كده! بووووم
سامح وهو يرد الضربة: آآآآآآآآآآه، انت مين انت عشان تدخل بيني وبين بت عمي، طرررررررراااااااخ
زياد وهو يكيل له اللكمات: بووووووووووم، حتى لو كنت مين مش هسمحلك تمد ايدك عليها يا حيوان، بوووووم!
نور متوسلة: الحقني يا زياد، متخليهوش ياخدني معاه، عشان خاطري، ده واخدني غصب ومن ورا أهلي.
سامح: باعد عنها يا جدع انت بدل ما ادفنك مطرح ما انت واجف!
زياد: لأ مش هابعد، وإياك بس تفكر تقرب منها
سامح: دي هتبجى مراتي وأني بربيها
زياد: نعم؟
نور متدخلة: انت كداااااااب، أنا ولا مراتك ولا غيره، هي عافية
سامح: علي صوتك كمان، بس والله ما أني سايبك
نور لزياد بتوسل شديد: اقسم بالله ما ليا علاقة بيه، صدقني يا زياد، طب حتى كلم اختي واسألها وهي هتقولك الحقيقة، اقسم بالله ما بكدب.
في نفس الوقت في غرفة نور بالمستشفى
نايا: الله! أومال نور فين؟ دي كان المفروض تستناني هنا
خرجت نايا من الغرفة لتسأل أحد الممرضات عن مكان نور و..
نايا: لو سمحتي، المريضة اللي كانت في الأوضة دي راحت فين؟
الممرضة: معرفش والله
نايا: انا مش لاقياها، طب أسأل مين طيب؟
الممرضة: اسألي عند البوابة يمكن حد شافها
نايا: شكراً
نايا لنفسها: راحت فين دي بس؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.
معتز من خلف نايا: مالك بتدوري على حاجة!
نايا بفزع: اوووه، خضتني
معتز: سلامتك من الخضة يا جميييل
نايا: من فضلك
معتز: أنا حابب أساعد
نايا: انت مش كنت ماشي، ايه اللي مخليك هنا لسه؟
معتز: قولت يمكن تحبوا حد يشيلكم الشنط ولا حاجة، أو محتاجين عربية توصلكم البيت
نايا: شكراً
معتز: والله ما عزومة مركبية
نايا وهي تنظر بعينيها في ارجاء المستشفى: أها
معتز: في ايه، بتدوري على ايه يمكن أساعدك.
نايا: بدور على نور، مش لاقياها
معتز: يمكن سبقتك
نايا: لأ، هي المفروض كانت هتستناني في الأوضة عشان نمشي سوا، وبعدين انت حاشر نفسك معانا كده ليه
معتز: يا ستي أنا عاوز أساعد وأعمل خير، ليه عاوزة تحرميني من الثواب
نايا: لا والله
معتز وهو يرفع يده بالدعاء: طبعاً، انتي مش شايفة التقوى والسماحة اللي هتنط من وشي، اللهم زدني تواضع ياااا رب
نايا: لأ واضح فعلاً.
وصلت نايا لمدخل المستشفى وسألت احد موظفي الاستقبال عن نور، ولكنه لم يراها...
ثم رن هاتف معتز برقم...
معتز هاتفياً: جاي، والله جاي يا زياد
نور: شوفلي اختي نايا بسرعة يا معتز الله يكرمك
معتز: ايه ده انتي نور؟
زياد وقد أخذ منها الهاتف: الآنسة نايا معاك
معتز: هه، لأ، أه!
زياد بنرفزة: معاك ولا لأ؟
معتز: معايا ومش معايا
زياد بصرامة: معتز، هات نايا وتعلالي ع الجراج حالاً!
معتز: حاضر.
معتز لنايا: تعالي معايا بسرعة
نايا: ليه ان شاء الله
معتز: زياد عاوزنا
نايا: عاوزنا، مقالكش ليه؟
معتز: لأ، بس الظاهر ان الموضوع يخص نور
نايا: نور!
معتز مكملاً: اصلها ردت عليا من موبايل زياد و...
نايا مقاطعة: انت لسه هتحكي، بسررررعة بدل ما تحصل كارثة
معتز: دايماً جايبلي الكلام يا زياد، حتى مع المزة.
توجه معتز ونايا إلى الجراج الخاص بالمستشفى، وبالفعل وجدوا زياد يقف في مواجهة سامح، ونور تختبيء خلف زياد وممسكة به، جرت نايا ناحية أختها وأحتضنتها ثم...
نايا: نوووووووور
نور: نايا الحقيني
نايا وهي تحتضن نور: في ايه اللي حصل، ايييه ده ساااااااااامح! انت ايه اللي جابك هنا؟ مامي كويسة ونائل، انت عرفت أصلاً مكانا ازاي؟
زياد: مش وقته الكلام ده يا آنسة نايا، شوفي الأول الأخ ده عمل ايه في اختك.
نايا بقلق: في ايه؟
نور ببكاء: سامح ضربني وعاوز ياخدني غصب معاه
سامح مقاطعاً: وهموتك م الضرب كمان طالما معوجة عليا
نايا: قطع ايدك قبل ما تلمس شعرة منها
سامح: لأ هلمسها وأكسر ضلوعها كلها
معتز متدخلاً في الحوار: ايه يا عم انت مالك داخل حامي كده ليه، مش عاجبك الرجالة اللي واقفة
سامح بتحدي: امشي ياض انت بدل ما أعمل الصوح معاك
معتز: انت أد كلامك ده؟
نايا: انا هبلغ مامي باللي حصل و..
سامح: بلغي الجن الأزرق حتى، أني هاخد نور يعني هاخدها!
قام سامح بجذب نور من بين أحضان أختها بالقوة، فتدخل زياد ومعتز ومنعاه من الاقتراب منها..
زياد بعصبية: فكر بس تقرب منها وانا قسماً بالله أفرمك
معتز: لأ، كله إلا كده!
سامح: دي هتبجى مراتي، ليه ياخوانا بتحشوني عنها
نايا: انت مجنون، مراتك ايه وزفت ايه؟ أنت مافيش بينك وبينها حاجة
سامح: أني هاتجوزها!
زياد وقد نفذ صبره: انت اتجننت، ازاي هتجوز خطيبتي؟
الجميع: ايييييييييييييه...!