قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية رحم للإيجار الجزء الثاني للكاتبة ريحانة الجنة فصول خاصة بعيد الأم 6

رواية رحم للإيجار الجزء الثاني للكاتبة ريحانة الجنة فصول خاصة بعيد الأم 6

رواية رحم للإيجار الجزء الثاني للكاتبة ريحانة الجنة فصول خاصة بعيد الأم 6

الصدمة ملجمة الكل. رعد الجبل، اتهز والقلق والدهشة عصبت ملامحه...
فادي اللي عيونه فتحت بصدمة وجنون، مش مستوعب كلام اخوه.
. همس الموجوعة بزيادة، و اللي دمعتها نزلت في اقل من ثانية اول ما شهاب نطق وقال كلمته الصدمة دي. كانت كبيرة علي الكل.
بس. حقيقي اللي وضعها مختلف، تمارا اللي لسة بتستوعب الكارثة وبتستفهم...
شهاب بيزعق بجنون: ماحدش منكم بيرد ليه افهم.! انا ليه مش شايف حاجة ماحد ينطق.

تمارا حاست ان رجليها بتنهار كل ذرة فيها بتتألم وتصرخ عايزة تصرخ بأعلي وتقول الأيام بكفاااية، بكفاااية اللي شافته لسة فيها وجع من تاني...
رعد قرب منه بغضب وخوف: اهدي يا شهاب. اهدي حبيبي هنطلب الدكتور دلوقتي ويطمنها اكيد انت بس عنيك مزغللة بسبب الغيبوبة.
فادي قعد جنبه ومسك راسه وبص في عنيه بقوة: انت متأكد مش شايف اي نور ولا اي خيال حتى!؟

شهاب بعصبية: قولتلك مش شايف. مش شايف افهم يا فادي. بقولك مش شايف حاجة خالص.
وحاول يزق فادي وبيحاول يقوم من سريره بعنف وعصبية، بس اتألم للكسور اللي في ضلوعه...
فادي منعه يقوم ويتحرك وهو في الحالة دي: اهدي. اهدي بس يا شهاب لو سامحت اصبر بس الدكتور يجي ويفهمنا...
شهاب زقه بقوة وقام وشد معاه الاسلاك والابر اللي متواصلة بيه، وبقوة وعنف وقف و رأسه انصدمت في الحيطة، واتألم لكسوره اللي لسة بتلتأم.

تمارا بدموع قربت منه ومسكته: شهاب ارجوك اهدي انت كدة ممكن تقع او تأذي نفسك اهدي وحياتي، اكيد فيه حاجة مؤقته بلاش عصبيتك دي.
شهاب شد ايده منها بقوة وغضب: قولتلك اوعي ماحدش يسندني ولا يقرب مني. فاهمة
تمارا بتبكي: حاضر بس اهدي واقعد والدكتور هيجي يفهمنا.

همس حست ان الكلام والحروف واقفة ثابتة حتى الدموع جامدة في عيونها بتسأل نفسها هو ده حقيقي ولا هي غفلت وهي جنبه ووخداه في حضنها ومن قلقها عليه شافت كابوس مزعج...
رعد شافها خاف عليها قرب منها بخوف: همس انتي كويسة!؟

همس عنيها علي شهاب وجنونه ودمعتها اكنها جبل واقف علي جفونها. وبتيه وعدم وعي: هو اللي بيحصل واللي بيتقال ده حقيقي! وبصت لرعد بوجع و هنا دموعها جريت بحور، رعد انا صاحية ولا نايمة ابني بيقول مش شايف، شهاب بيقول مش شايفني انت سمعت اللي سمعته، قولي يارعد اني في كابوس. صحيني. صحيني يارعد ابوس ايدك...

رعد ضمها لحضنه بشفقة وعنيه علي شهاب اللي كلام امه وجعه اكتر وخبط راسه في الحيط بقوة وجنون بغضب: انا حصلي ايه، حصلي ايه، ازاي مش شايف حاجة ازاي.؟!؟!..
تمارا مش قادرة تتحمل خرجت تجري تجيب الدكتور بأسرع وقت...
فادي قرب منه بقوة وشده بغلظة: فوق بقي وبطل غباء انت عندك جرح في دماغك ممكن ينزف ولسة قايم غيبوبة وعندك كسر ايه انت من امتي مجنون كدة اعقل شوية بقي.

شهاب بيحبس دموعه وبقوة: انت اصلك مش حاسس بإحساسي ولا فاهم انا جوايا ايه دلوقتي، انا لا شايفكم ولا لامح حتى ضوء انت فاهم! مستوعب!؟
دخل الدكتور ومعاه تمارا مؤمن ومهاب.
الدكتور بقلق من اللي سمعه دخل بهدوء بيخفي بيه توتره: خير يا شهاب اهدي قولي حاسس بإيه.!؟
شهاب بعصبية: انت مين اصلا!؟

رعد بهدوء: ده الدكتور عزيز من اكبر دكاترة عندنا وانا جبته معايا لما جتلك ومعاه اكتر من دكتور علشان يتابعوا حالتك مع المستشفي هنا.
عزيز قرب من شهاب ولقي مقدمه رأسه بتنزف وقف قصاده وبلوم: هو انت لما فوقت ما حدش قالك حالتك ايه! ازاي تخبط دماغك وتأذي نفسك بالشكل ده!؟

شهاب زقه بعيد عنه بغضب: انت مالك انا حر. هي دماغي ولا دماغك، انت مهمتك تقولي عنيا فيها ايه وبس. ولو مش هتقدر يبقي تطلع برا حالا، انا شياطين الدنيا قصادي وممكن اصورك قتيل حتى وانا مش شايف انت فاهم،!
عزيز اتنهد وبص لرعد وبهدوء: طب ممكن تفهمني بهدوء انت حاسس بإيه ودكتور العيون جاي ورايا انا بعتله بس فهمني انت مش شايف ولا مزغلل ولا اي بالظبط.!؟

شهاب ضغط علي اسنانه بغضب وخنقة: ماقولت مش شايف قصادي ظلام، انا اكني في اوضة ضلمة مش شايف حد ولا لامح اي نور نهائي.
عزيز بدأ يقلق ويتوتر ودخل دكتور تركي اخصائي عيون وطلب ان شهاب يتنقل لغرفة الكشف علشان يكشف عليه بتمعن ويتعمله كل المطلوب من إشاعات.
وبعد كل الفحوصات ما تمت، شهاب رجع اوضته وهو علي نفس حالة الضيق والخنقة والجنون. وهما حاوليه ماحدش عارف يهديه ولا يكلمه كلمة واحدة.

الدكتور التركي شرح كل حاجة للدكتور عزيز وعزيز كان مجبر يروحلهم ويفهمهم كل حاجة...
عزيز دخل يتردد وخوف: بصراحة يا جماعة الوضع مش مطمئن بس ارجوا منكم الهدوء والفهم.
كلهم اتوتروا زيادة وشهاب كان لسة هينطق بعصبية بس
همس ضمته بحنان وبرجاء: وحياتي حبيبي اهدي نفهم بس اهدي يا نور عيني.

شهاب بقلق وخوف سكت وفضل في حضنها. وتمارا عنيها عليه بتتآلم عايزة تخطفه من حضن همس وتخبيه في حضنها هي، هي احق بيه، هي اللي لازم تضمه وتطمنه، بس معرفتها الاكيدة بعلاقة شهاب وهمس وارتباطهم ببعض. ولأنها أم وعارفة حرقة قلب همس وجنونها عليه اختارت تفضل سيباه ليها وفي حضنها وهي جنبه من بعيد...
رعد بضيق: اتكلم يا عزيز ايه النتيجة.!؟

عزيز اخد نفسه بهدوء: الحقيقية الدكتور بعد ما كشف علي شهاب واتحقق من شكه وانه فعلا في ضرر كبير في العين، لانه كان متخيل انه ممكن يكون زغلله وعدم رؤية بوضوح نتيجة الغيبوبة اللي اتعرضلها شهاب
لكن. اتضح بعد الكشوفات والفحوصات اللي اتعملت لشهاب انه اللي حصل لشهاب هو أصابة في العصب البصري حصلة نتيجة ارتطام دماغ شهاب بقوة بسبب الوقعه الشديدة اللي وقعها.

وبدون تفاصيل تتوهكم، العصب البصري دايما بيتعرض للاصابة البالغة خصوصا لما يكون فيه اصابة. في الحبل الشوكي
والحقيقة في بعض الحالات بيكون النتيجة هي الاصابة، بفقدان جزئي او كلي في بعض الاحيان ودا. بيكون علي حسب حالة المريض مش كل الحالات بتكون نفس التشخيص...

والتعرض ليه بيؤدي إلى ضعف الوظيفة البصرية وعلاجه بيكون انه احيانا بيحتاج لتدخل دوائي او تدخل جراحي عشان يتم تخفيف الضغط علي العصب البصري باقصي الطرق الممكنه لمساعده المريض علي الرؤية
وفي حالة شهاب كان المفروض انه لو فاق من الغيبوبة اللي حصلتلة بدري كان هيتم علاجه دوائي وكانت الفرص هتبقي افضل وهيقدروا يسعفوة ويعالجوة بالادوية.

لكن نتيجة الغيبوبة اللي اتعرض ليها وطول فيها سببت ليه فقدان كلي للبصر نتيجة الضغط الزايد علي العصب البصري عنده
وللأسف مش هينفع في حالتة دي دلوقتي اي تدخل دوائي ومفيش حل لحالة شهاب غير التدخل الجراحي
لكن كمان للأسف مش هينفع التدخل الجراحي يتم دلوقتي لأنه شهاب عنده أصابة في دماغة ومش هينفع يتم، اي تدخل جراحي في العين حاليا الا اما يلتئم الجرح اللي في راسه اولا...

وللأسف كمان مش بس كدا شهاب اتعرض كسر في عظم حجرة العين
والتشخيص دا معرفناش نشخصة لانه كان في غيبوبة وظهر بعد الفحوصات والكشوفات اللي اتعملتلة بعد ما فاق من الغيبوبة
وان شاء الله شهاب بعد الجراحة اللي هتعمله و دي اللي هتكون بعد التئام جرحة هتخلي نسبة رجوع بصره مرة تانية50%، بس المهم هو نجاح العملية من الاساس...

شهاب هنا ما قدرش يتحمل اي كلمة زيادة قام بغضب ووجع وغيظ واهانة جرحته غصب عنه وفضل يلف في الاوضة زي المجنون بيزعق ويخبط اي شئ قصاده، صوته وجنونه ده واللي برغم عدم رؤيته كان صعب علي فادي ومهاب ومؤمن يتحكموا فيه، بيحاولوا يهدوه ويكتفوه بس مش قادرين...
شهاب بصوت عالي وغاضب: انتم مجانين. مجانين، انا عايز افتح دلوقتي، لازم تتصرفوا انا عايز اشوف دلوقتي، انتم سامعين لازم اشوف...

مؤمن بيحبس دموعه: شهاب علشان خاطرنا كلنا اهدي، والله ما هنسكت الا لما يرجعلك نظرك بس انت اهدي...
فادي بقوة: انت اللي مجنون لازم تهدي علشان تخف بسرعة وتقدر تعمل العملية انت كدة بتأخر نفسك افهم بقا.
شهاب بغضب وشراسة: انتم مش حاسين بيا. ماحدش فاهم انا جوايا ايه، انا جوايا ناااار عارفين يعني ايه ناار!؟

ااانا عايز اشوف بنتي اللي ماشوفتهاش الا يوم ولادتها، عايش اشوف ابني اللي كنت هموت علشانه، عايز اشوف مراتي اللي اخر مرة عنيا شافتها كانت غارقانة في دمها، انا موجوع وانتم بتقولولي اهدي.! اهدي ازاي، حطوا نفسكم مكاني وقولولي اهدي ازاي،!

الدكتور عزيز شاور للممرضة وجابت حقنة مهدئة ورعد شاور لفادي ومؤمن ومهاب يكتفوا شهاب بإحكام، ومع ان الحكاية دي صعبة لانه في حالة مش طبيعية ده غير ان شهاب قوته البدنية عالية وقوي البنية بشكل شديد، لكن قدروا يتملكوا منه لحد ما الدكتور حقنه بالمهدئ. وبعدها عزيز سحب الابرة بسرعة وخوف، وهو بيبص للحقنة بدهشة من شكلها لانها انكسرت في ايده قبل ما يخرجها وده لان شهاب كل اعصابه وعرقه وعضلاته مشدوده بعصبية وقوة...

بعد وقت من الانهيار اللي بيعم المكان كله. شهاب بدأ يهمد ويأن ويغفل بمفعول المهدئ...
وقتها تمارا كانت خلاص مابقتش قادرة تتحمل ولا تقف علي رجلها الوجع والآلم كان فوق الاحتمال آلم اصعب من اي آلم في الكون، آلم اللوم، والعتاب والكسرة، عقلها بيقتلها تفكير وحيرة، قلبها بيمزعها لوم وطعن، عقلها بيفكر بجنون وبيتمني يلاقي إجابة لسؤاله، ياتري شهاب هيعمل ايه! ياتري هشوف تاني بجد! يا تري هيتأقلم ازاي وانتي!؟

قلبها بيبكي ملام وعتاب، انتي اللي ضيعتيه، انتي اللي صممتي، انتي اللي خالتيه يخاطر. بحياته، انتي قتلتيني عليه حزن وقهرة وانا شايفه قصادي بيضيع، قلبها اكنه انقلب عليها لا هو قلبها ولا منها اكنه حته منه هو بيتألم علشانه هو بيتوجع بداله هو، ثار واتمرد عليها كأنه بيتمني يخرج من جسمها ويقرب منه ويفضل معاه، قعدت علي الارض بضياع ودموع ونحيب، اللواء. مهاب قرب منها و نزل جنبها بشفقة عليها وضمها بحنان، وهي زي ما تكون مستنية حضن يضمها وتبكي فيه، صرخت بقوة وبكل صوتها بوجع...

تمارا بدموع وصريح: شهاااااب يا بابا شهااااب، انا السبب انا السبب، يارتني موت ولا انه يحصله كدة يارتني، انا هموت عليه هموووت...
مهاب ضمها بحنان وعتاب: انتي ليه بتلومي نفسك بس، ده قضاء ربنا ونافذ علينا كلنا، اهدي وادعيله يا تمارا...

تمارا بضياع: ااااااه يا قلبي اااااه، قولي يا بابا انا ليه بيحصلي كدة اتحمل ايه ولا ايه ولا ايه، كل اللي بيحصلي ده سببه مين، قولي اقول لولادي ايه، ابوكم سندكم وحماكم مش قادر يشوفكم ولا يلمحكم، قولي افكر في مين واطبطب علي مين واضم مين، بنتي اللي لسة بتفتح ولا ابني اللي غاب عن حضني وكان هيروح ولا حبيبي، ااااه الا ده الا شهاب، اضم مين وانا، قولي مين يحس بيا، مين يحن عليا مين يفهم اللي وجعي والنار في قلبي قولي مين، انا تعبت مش قادرة والله ما قادرة...

مهاب خرجها من حضنه بقوة وبص في عنيها الدامعة الحزينة وبثبات: مش انتي، مش تمارا بنتي ابداااا اللي تكون بالضعف ده، تمارا اللي كانت بتتقل وسط الخطر وضرب النار زي الغزال بكل خفة ورشاقة. المحاربة الشرسة الواثقة دايما، تمارا اللي اتحدت الآلم والوجع اللي بيقطع في جسمها، والاشتياق والبعد عن ولادها وحتة منها، تمارا اللي اجبرت حبيبها قلبه يدق من جديد بعد ما وقف وسلم النسيان، هي رجعته للحياة من تاني، اللي تعمل كل ده مش هي ابداااا اللي قصادي ضعيفة وتايهة، تمارا افهميني كويس مهما حبيبتي شهاب وكان محتاجالك معاه دايما، النهاردة ودلوقتي شهاب محتاجلك من اكتر من اي وقت فااات، اعتبري هو ده اختاركم الحقيقي واللي بيثبت ملكيتكم لبعض. استقوي، استقوي يا تمارا، انتي دلوقتي السند، انتي لازم تسندي الكل شهاب وولادك. انتي اللي هتعدي بيهم الازمة دي، انتي المركب اللي هتخدهم لبر الآمان ويلاقوا الراحة، لو المركب دي شراعها اتقطع ودفتها انكسىرت هتغرقوا كلكم، عايزة مركبك تغرق!؟

تمارا بصتله بضعف وهزت راسها بنفي: لا. لا مستحيل نغرق مستحيل.
مهاب ابتسم وضمها بحب: يبقي تقفي علي رجلك وتخليكي في ظهر جوزك وولادك، اللي انتي فيه ده اختيار القدر أمر ربنا، تحدي من الزمن والظروف والخطر. ولازم تكوني قد التحدي، انتي مش اي ست. انتي تمارا، تمارا مهاب عز الدين، فاهمة!

تمارا حاست انها كانت محتاجة الدفعة دي محتاجة حد يقويها ويوقفها علي رجلها والاكيد الحد ده واحد من اتنين شهاب او مهاب، وبما ان شهاب هو اللي محتاجلها فكان مهاب هو الدفعة والسند في الوقت ده، هو الصوت اللي خرجها وسحبها من دوامة ضياع ويأس لأرض صلبة تقف عليها وتبدأ مشوار جديد وتحدي جديد في حياتها.

تمارا قامت وقربت من شهاب وقعدت جنبه وكلهم متابعين كل اللي دار بينها وبين مهاب والكل حزين علي شهاب وقلبهم موجوع وفي نفس الوقت بيشفقوا علي تمارا وحملها والضغط اللي هيبقي عليها...
تمارا قربت منه اكتر وهي بتبكي وبتمرر ايدها علي ملامحه وضمت ايده بحنان وباستها بقوة وقربت من عيونه وباستها بوجع.

تمارا بأسف: انا اسفة، اسفة، اوعدك حبيبي مش هسيبك لحظة لنفسك اوعدك كل الكابوس ده هينتهي ونخلص منه اوعدك، بس انت تهدي وتسمع لقلبي، انت قوي طول عمرك، مش انت اللي تنهار كدة ابدااا.
همس كانت قاعدة مكانها بتبكي بصمت، ضايعة في فكر. وظنون عنيها علي حتة منها وقلبها مقهور عليه، ذكري طفولته وشبابه وكبره بتمر قصاد عنيها، دموعها نزلت اكتر وهي بتلومه...

كدة يا شهاب. تضيع عيونك! كدة يجي الوقت اللي ابقي انا شايفة وانت مش شايف، طب مين ياخد باله مني مش انت واخوك، قولي ازاي هتحمل اشوفك قصادي وانت مش شايفني، قولي ازاي هقدر اغمض عيوني وانام وانا عارفة انك موجوع. معقول خلاص مش هتشلني تاني وانا تعبانة! معقول مش هتفضل تتخانق مع ابوك عليا مين يشلني وانت تفضل تعانده وتغيظه.! فاكر شقاوتك، فاكر جنانك، ازي ده حصل قولي يا نور عيني ازاي ده حصل، قولي ياشهاب اني بحلم بكابوس ودمن قلقي وخوفي عليك زي كل مرة، قولي اني حصحي والقيك بتكلمني وتقولي انا بخير وراجعلك، قولي راجع املي عيوني منك يا همستي...

رعد قرب من همس وهو حاسس بكل اللي بتمر بيه مع انها ساكتة وكلامها مع شهاب بينها وبين نفسها بس هو حاسس وفاهم، ضمها بحنان، وهمس في اللحظة دي اكنها فاقت، فاقت ولقت نفسها في علم وحقيقة، مش كابوس زي ماكنت بتتمني، صرخت بوجع وجنون.
همس: اااااااااااه يارعد، طلعت صاحية مش بحلم، مش بحلم، ااااااه شهاااب. ابني يارعد ابني، ابني عيونه راحت، ابني مش هيشوفني تاني، انت مصدق! مصدق اللي حصل...

وخرجت من حضنه وهزته بضعف: فوقني، فوقني يا رعد وقولي اصحي، مش عايزة تصدق اني صاحية، مش عايزة اصدق، قولي اني في كابوس، اللي بيحصل ده كابوس. كابوس...
رعد بيتزلزل من جواه، بس كالعادة متماسك وصامد زي الجبل لانه في الوقت الصعب لازم يكون هو كالعادة سند الكل، ماينفعش السند يميل وينخ، ضمها بقوة وهداها...

رعد: اهدي يا همس، انا حاسس باللي جواكي وعارف فيكي ايه، بس اللي بتعمليه ده مش هيغير حاجة، فوقي علشان خاطري، انا مستحيل اسيب ابني كدة، هيروح اي مكان ويعمل العملية يارب تكون في كوكب تاني هسفره بس ابني يرجع يشوف تاني...

همس بصتله بضعف وقلب ام موجوع: لو ينفع ياخد عنيا والله لو ينفع خدوها مش عايزاها، انا ياما شوفت وعيشت، خلااااااص، خلاااااص مش عايزاهم بس هو اهم. هو محتاجلهم اكتر، وحياتي قول للدكتور، قوله ياخد عنيا ويديهمله قوله يارعد...
فادي مش متحمل حالة امه شدها من ابوه وضمها بقوة وعيونه بتدمع: كفااااية يا امي كفااااية، علشان خاطري كفاية.

همس اتعلقت بيه: اخوك يا فادي، اخوك، مش قادرة، ده حته مني مش قادرة اشوفه كدة، صعب عليا اوي...
فادي غمض عنيه بقوة وغيظ من اللي بيحصل لو بإيده ماكنش يخلي دمعه تنزل منها ولا شهاب يعيش يوم واحد من غير نور عيونه، : لو حد مستعد يفديه بعيونه يبقي انا يا أمي انا، انا مستعد اديله عنيا صدقيني، ده اخويا، اخويا...

رعدغمض عنيه بقوة وتحمل وبتماسك قرب من مهاب وبهدوء: متشكر علي اللي قولته لتمارا، انت الوحيد اللي كان ممكن تفوقها وتهديها، شهاب فعلا لو محتاج لحد دلوقتي فا اكيد الحد ده هي.

مهاب بص علي تمارا وشهاب وبحزن: اوعي تفتكر ان شهاب ابنك لوحدك، اكيد ابنك ومن صلبك، بس ابني انا كمان من قبل مايتجوز تمارا، شهاب انا حبيته من اول مرة شوفته فيها وبعد ما اشتغل معايا وقرب مني حسيته ابني اللي اتمنيته يبقي زيه، يشبهني كتير وفاهمني، شهاب لما اتجوز تمارا انا كنت غيران ايوة بس عمري ما كرهته، صدقني لو اقدر اعمل اي حاجة بس يرجع من تاني زي ما كان هعملها بدون تردد...

رعد اتنهد بقوة، وخرج يروح للدكتور في مكتبه واخد معاه الدكتور عزيز علشان يترجم وفادي كمان خرج هو ومهاب معاه.
برا الاوضة مهاب الصغير كان قاعد جنب مؤمن مش عارف يواسي نفسه ولا يواسيه، سامعين صوت بكاء تمارا وهمس، والوضع محزن.
ويوجع القلب. بس مؤمن كان في دنيا تانية تايه مشلول مش قادر يصدق ولا يفكر ولا ينطق، مهاب هزه برفق.

مهاب: مؤمن رعد باشا دخل للدكتور ومعاه اللواء مهاب وفادي. مش هتيجي نروح نعرف هيحصل ايه!
مؤمن بصله بتوهان وهز راسه بخفة وقام ومشي معاه، كانت ملامحه جامدة، الصدمة لسة مثبته كل حواسه حتى دموعه واقفة في عيونه مش عايزة تنزل، خطواته كانت تقيلة ومهمومة، ومشي مع مهاب لمكتب الدكتور.
في مكتب الدكتور...

فادي في حالة هيجان وثورة من اللي بيسمعه ولحد دلوقتي مش مستوعبه ازاي اخوه شهاب مش هيشوف تاني بسهولة. والنتيجة مش مضمونة كمان
فادي بعصبية: انا عاوز اعرف دلوقتي بعد الكلام اللي انت قولته وشرحته وكل اللي شهاب اتعرض ليه انا عايز اعرف العصب البصري دا حله ايه وازاي نعالج شهاب منه. ما اكيد فيه حل مستحيل كل التقدم ده والعالم ده كله مافيش حل سريع ومضمون!؟

الدكتور شرح تاني والدكتور عزيز ترجم ليهم: هو بيقول ان العصب البصري دا عبارة عن مجموعة الياف بصريه بتنقل المعلومات النظرية من العين للدماغ
و العصب البصري دا بيكون متغلف بمادة دهنيه بتعرف باسم مادة ال Myelin المادة دي بتساعد النبضات الكربائية في الانتقال بشكل سريع من العين للدماغ للانتقال علشان يتم ترجمتها.

في حالة الالتهاب اللي حصل مع شهاب اخوك ان مادة ال Myelin حصلها ضرر فمبقتش قادرة ولا عندها القدرة علي نقل المعلومات والنبضات الكهربائية للعين عشان يكون في رؤية ويشوف بسهولة
لو كان شهاب اخوك فاق بدري شوية وماطولش في الغيبوبة كان الموضوع بالنسباله حالته هيكون زغلله في الالوان وعدم رؤية واضحة وكان التدخل هيكون علاج دوائي وسريع.

وكنا هنقدر نسعفه بالادوية ونفك التجمعات الدموية بالادوية لكن نتيجة الغيبوبة اللي كان فيها ابتدا الموضوع يكتر وكمان الكسر اللي كان عنده في حجرة العين
فا الحالة عنده متضررة لأقصي حد ممكن تخيلوه...
رعد بغضب: انت بتقول ايه! يعني انا ابني مش هيشوف تاني! ولو شاف هيبقي نظره ضعيف! لا لا ده انا اعميكم كلكم انتم فاهمين.

الدكتور عزيز بيحاول يهديه: من فضلك يا رعد باشا الكلام محتاج هدوء اكتر من كدة، والاكيد اننا مش هنسيب شهاب، والعملية هتتعمل بس الموضوع محتاج وقت...
شهاب بدأ يفوق واول ما استعاد وعيه كان هادي وساكت، واول كلمة نطقها.
شهاب بهدوء وجمود: انا عايز ارجع مصر.
تمارا بتماسك: حبيبي بس انت تعبان لسة ومحتاج رعاية، لما حتى الدكتور يسمح بسفرك.

شهاب بتجاهل لكلامها عاد كلامه بنفس الهدوء: انا عايز ارجع مصر، بسرعة وفي اقرب وقت.
فادي بضيق: شهاب افهم بس الوضع هيتصلح صدقني انت بس خاليك متماسك.
شهاب بقوة: هو علشان عميت هتتحكموا فيا وتحددولي اعمل ايه وامتي. لو ما رجعتش مصر معاكم هرجع لوحدي بأي شكل والف حد هيساعدني.
رعد اتنهد: حاضر يا شهاب هرجعك مصر.

رعد فعلا طلب من عزيز والدكاترة انهم يجهزوا شهاب لرجوعه وانه يكمل علاج في مصر ورجعوا كلهم مصر من تاني. بس شهاب بتصميم رفض يدخل المستشفي عند والده. وصمم يرجع البيت. وفعلا نفذوا كلامه ورجعوه البيت.
في بيت شهاب & تمارا
في اوضه شهاب...

شهاب قاعد في اوضتة لوحده. سرحان. وحزين. وموجوع. موجوع علي حاله واللي وصل ليه. والف فكرة خاطفة عقله وشاردة ذهنه، افكاره ما بين خوف، وامل، ومحاولة، ورعب، من مجهول مش عارف ايه اخره، وهيوصله لفين!

بس كل اللي عارفه انه مش لوحده. لا دا كمان معاه عيلته. وكل اللي بيحبوه واهمهم تمارا، اللي هي مش مجرد زوجة دي روحه، نصه التاني، واولاده، بس حس بغصة ووجعه علي بنته. بنته اللي اتحرم انه يفرح بيها كا أب، ابنه چواد اللي مالحقش يفرح برحوعه وانقاذه، وامه همس، اللي هتموت من حزنها عليه، وهو عارف انه همسة قلبه مش هتحمل وجعه دا قدامها. وكل ده غير شغلة اللي انتهي خلاص بعد الحادثه دي، حياته اتوقفت بعد اللي حصله.

شهاب. حس فجأة بدخول تمارا. وسمعها وهي بتفتح االباب. وعرف تلقائيا انها جايباله الاكل. ودا كان واضحله من ريحة الأكل اللي كانت واصلة ليه...
شهاب بعصبية ونرفزة. : . انتي جايبة الاكل الاوضة ليه. ايه عايزة تعزليني عنكم. ولا ايه،!؟
تمارا بوجع والدموع اتجمعت فعينيها. وبتحاول تبين ثباتها. وتحسسه بيه، وبخوف. ووجع علي شهاب. من احساسه. اللي بيوجعه كل دقيقه. وثانيه...

. تمارا بنفي: ابدا. ابدا. والله اانا اانا ماقصدتش يا حبيبي كدا. انا كنت عاوزاك تقعد مرتاح. والله ماقصدت يا حبيبي. انا اسفه...
شهاب. حس بيها. واد ايه اتوجعت من كلامه. دي روحه. اللي بتتوجع بكلامه. بس غصب عنه. مش عارف يتصرف ازاي ومش عارف يتعامل مع الوضع الجديد اللي بقي فيه، وبيفقد اعصابه كل دقيقة بدون مايحس.
وبينه وبين نفسه. سامحيني يا روحي. غصب عني. سامحيني...

شهاب بجمود: . احمم احم. طيب خلاص. خدي الاكل برا. وانا جاي هاكل معاكم. اتفضلي انتي. وانا جاي وراكي.
تمارا: . حاضر، طيب ثواني اجيلك تخرج معايا.
شهاب بغضب: لا انا هخرج لوحدي مش عايزة مساعدة من حد ايه مش هعرف اتحرك في بيتي،!؟
تمارا غمضت عنيها بتحبس دموعها بقوة وقهرة: صدقني يا حبيبي مش كدة، بس انا خايفة عليك.
شهاب بضيق: اخرجي يا تمارا وانا هاجي لوحدي.

مشيت تمارا تنفذ كلام شهاب. بس اول ما بعدت عنه دموعها نزلت، لانها ما قدرتش تتحمل تفضل جوا عيونها. اكتر من كدة. ونزلت، نزلت تحكي عن وجع مش عارفة تدارية...
تمارا، وهي خارجة قابلت ابنها چواد. وحاولت تداري وشها عنه. وجريت علي المطبخ. بس ماقدرتش لان چواد مش بس ابن لا دا سندها. وامانها. وصاحبها.

چواد. راح المطبخ وراها. ووقف قدامها. وبص في عنيها. ومقدرش يتكلم معاها. ولا يسألها لان عيونها كانت بتحكي من غير ما تتكلم...
بس مهما كان هو لسه طفل. قرب منها. واترمي في حضنها.
چواد: . متخافيش يا ماما. بابا قوي. وهيخف. ومش هيتعمي. صدقيني انا واثق...
ايه يا تمارا.! انتي مش عارفةانتي متجوزة مين! انتي نسيتي شهاب الحديدي يا ماما ولا ايه؟!..
تمارا ضمته لحضنها بقوة وقعدت تعيط بقوة.

تمارا: عارفه. عارفه يا حبيب ماما مين هو شهاب الحديدي. وعلشان كدا مش قادرة اتحمل اللي هو فيه...
شهاب، في الوقت دا خرج ورا تمارا. وسمع كل الكلام بين تمارا وابنه چواد، ووجعه اوي. وزاد من الوجع اللي فيه. اد ايه هو مش قادر يتحمل. وابنه ثابت. وقوي. وبيثبت وبيقوي مامته...
بس حاول يتماسك. ومايظهرش انه سمعهم. وراح علي الصفرة. ونادي عليهم.
شهاب: . تمارا. چواد. انتم فين؟هو مفيش غدا و لا ايه؟!

تمارا وجواد سمعوا صوت شهاب...
تمارا: . يلا يا حبيب ماما. خد الاطباق دي. وحطها علي الصفرة. وانا هجيب الاكل. وجاية حبيبي. يلا روح بسرعه عشان بابا. مايزهقش لوحده...
وفعلا. خرج چواد بالاطباق ونفذ كلام مامته.
وراح عند شهاب. وحط الاطباق زي ما تمارا طلبت. لكن في هدوء من غير ما يتكلم.
ودا اللي خلي شهاب يحس بالاستغراب اكتر...
شهاب: . چواد ايه مالك. ساكت ليه؟
چواد: . لا. مفيش حاجة.

شهاب: . تمام. انت بقي اخبارك ايه؟
چواد بحزن. : . الحمدلله.
وجات تمارا بالاكل. وحطته قدام شهاب. وچواد. وبدأوا ياكلوا. وكان الهدوء هو المسيطر علي المكان...
تمارا. قامت عشان تأكل شهاب. زي ما متعودة تأكله. لكن شهاب زق ايدها. بعصبية. ونرفزة.
شهاب: . انا لسه ما عجزتش! عشان اقولك تأكليني! انا لسه زي ما انا، انتي فاكرة اني مش هعرف أأكل نفسي؟!..

تمارا بتعب من جنونه: . ااا اااسفه. ااسفه، والله ما اقصد يا حبيبي. ما انا بأكلك دايما. بأيدي. ولا نسيت. وبدموع. ايه اللي حصل دلوقتي؟!
شهاب بعصبية: . لا. دلوقتي لا. انتي بتاكليني دلوقتي. علشان. علشان، وبوجع ظاهر في صوته. علشان حاسة اني انا عاجز. ومش هعرف أأكل نفسي. لا يا تمارا. لا. انا هعرف أكل لوحدي، ابعدي.

تمارا: . بتحاول تخليه ما ينفعلش اكتر. وبدموع مكتومة. حاضر. حاضر. يا حبيبي براحتك. زي ما انت عايز...
ورجعت. قعدت مكانها. وبتراقب شهاب. وچواد بيراقبهم في صمت. غريب منه...
شهاب. بيحاول يأكل نفسه. وبيقاوم. بس مش عارف. و الاكل وقع منه من اول مره. غمض عنية بقوة. وحاول يتماسك. عشان مايظهرش ضعفه قدام تمارا. وچواد. وحاول تاني. وثالث. انه ياكل بشكل طبيعي بس وقع منه. زي كل محاولة...

تمارا. قلبها مش مطاوعها تتحمل اللي بيعمله فنفسه. قامت ليه بسرعه. عشان تمسح الاكل اللي وقع عليه...
بس شهاب كان خلاص. فقد اعصابه. وسيطرتة. وفجاة. رمي الاكل اللي ايده طالته. قدامه. ودخل في حاله هيجان. عصبي شديدة. وبزعيق. وصريخ.
شهاب بجنون: . شايفة. شايفه. يا تمارا شايفة. شايف. يا جواد شايفين. شهاب الحديدي بقي ازاي بقي؟!..

وبنبره. كلها وجع. والم. وانكسار. شهاب الحديدي بقي عاجز. عاجز. مش بيشوف. مش عارف يخدم نفسه بنفسه. ولا حتى يأكل نفسه بحته معلقه...
وبنبرة. كلها جبروت، تمارا. من انهرده احنا مش هنكمل مع بعض! انا خلاص! خلاص! فاهمه. بقيت عاجز، يعني مش صالح لاي حاجة فاهمة، يا تمارا. انا ما انفعش ابقي زوج. ولا حتى اب...

احنا. هنطلق!، عارفة ايه هنطلق! يا تمارا. انتي ما ينفعش تعيشي مع واحد عاجز. كفاية عليكي تربية اولادك. مش هتتحملي تخدمي معاهم راجل عاجز...
تمارا انتي. انت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة