قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية رحم للإيجار الجزء الثاني للكاتبة ريحانة الجنة فصول خاصة بعيد الأم 5

رواية رحم للإيجار الجزء الثاني للكاتبة ريحانة الجنة فصول خاصة بعيد الأم 5

رواية رحم للإيجار الجزء الثاني للكاتبة ريحانة الجنة فصول خاصة بعيد الأم 5

شهاب & تمارا.

مؤمن ومهاب الصغير كانوا اتخلصوا من باقي الحرس اللي تحت وطلعوا فوق وكلهم مع اللواء مهاب ضربوا بكل شراسة علي الطيارة التابعة لحسان واللي ضربت شهاب لحد ما اصابوا اكتر من واحد من اللي كانوا بيضربوا نار فيها وقتلوهم والطيار لف بالطيارة وبعد، وده لأن حسان ماكنش لوحده وفيه وراه ما؟يا كبيرة وكانوا عايزين ينقذوا حسان بأي شكل او يتاكدوا من موته لان القبض عليه حي فيه ضرر كبير ليهم. ولما الطيار اتأكد ان حسان مات بعد ورجع، بس كان شهاب اتصاب اصابة كبيرة ووقع كمان...

تمارا كانت في حالة جنون ورعب، ماكنتش بتبكي دموع ولا من عيونها، احساس يوجع اوي، احساس مافيش ألف كلمة حزن ولا قهر ولا وجع توصفه، مافيش كلمة تساوي قلب حبيب وهو بيتخطف ويقع مع حبيبه وهو شايفه بعيونه بينهار قصاده ويضيع، جريت بسرعة وبصت عليه وشافته وقع فعلا بس وقع جوا تراس جناح حسان بس الاسوء انه وقع واتصدم بازاز كتير وحاوليه ازاز كتير مكسور والدم حاوليه اكنه بحيره...
تمارا فضلت تصرخ وجريت علي تحت...

اللواء مهاب مسكها: اهدي يا تمارا، اهدي. ان شاء الله هيبقي كويس.
تمارا بألم ودموع: شهااااب. شههاب بيموت. عارف يعني ايه بيمووت سبني انزله بسرعة. سيبني، يا بابا ارجوك...
مؤمن ومهاب مكانوش لسة استوعبوا ان شهاب وقع، جريوا علي السور وشافوه مؤمن اتجنن. وقلبه اتوجع
مؤمن صرخ بغضب وصوت جاهوري: شهااااااااااب...
مهاب الصغير شده بقوة: تعالي بسرعة. لازم نتطمن عليه.

كلهم نزلوا بسرعة ودخلوا شافوه شهاب كان بينزف من كل مكان تقريبا. كتفه وصدره وجروح كتييير بسبب الوقعة القوية دي والازاز اللي حرجه في كل مكان. شهاب كان غايب عن الوعي ومابقاش سامع ولا حاسس بحد...
تمارا جريت عليه وبتشده ترفعه لحضنه مؤمن صرخ بصوت يرعب ومنعها...
مؤمن بخوف: لاااااا. تمارا اوعي.
تمارا بصتله بدموع. : شههاب يا مؤمن.
مؤمن قرب منها بدموع: اياكي الوقعة دي اكيد كسرته واي حركة غلط ممكن تأذيه اكتر.

اللواء مهاب طلب رجالته ويتجمعوا علشان ينقلوا شهاب المستشفي...
تمارا قعدت جنبه بتبكي. مش مستوعبة المشهد ولا الوضع انها قاعدة في وسط دمه اللي بيجري وينزف وهي مش عارفة حتى تكتم انهي جرح فيهم، مسكت ايده وضمتها بندم.

تمارا بدموع: اااااااااااااه، ااااااااه. يا شهاااب رد عليا وحياتي، اوعي تموت. اوعي تسيبني، انا اسفة، اسفة اني عاندتك، اسفة، وحياتي ارجعلي، رد عليا وطمني طمن قلبي ابوس ايدك ما تسكتش كدة، فوق ورد عليا، ياشهاااااب، شههاااااب...
مؤمن مش مصدق ان ده شهاب اللي واقع قصاده، مش مستوعب ان شهاااب بقوته وشدته ساكن وهامد قصاد عييونه ومش بيتحرك...

بس مهاب الصغير فوقه وهو حاله مايقلش عنه ولا صدمته تقل عن صدمته بس مؤمن مختلف مؤمن نصه التاني شهاب. يعني جزء منه هو اللي نايم قصاده وبينزف.
مهاب بقوة: مؤمن مش وقت توهان ارجوك كفاية تمارا وحالتها، لازم ننقل شهاب بسرعة المستشفي ده بيتصفي مننا بسرعة يا مؤمن.
اللواء مهاب بحزن: انا كلمت المستشفي هتبعت عربية في اسرع وقت.
مؤمن اخيرا فااق وبغضب: هو انا لسة هستني عربية.

اللواء مهاب بجدية: انت لسة قايل ان اي حركة ليه غلط هتاذيه اكتر. ولازم ننقله بحذر.
مؤمن بتصميم: وماحدش هيخاف عليه اكتر مننا عن اذنك.
اللواء مهاب ومهاب الصغير استغربوا وشافوه بيعمل ايه،!
مؤمن دخل الجناح وكسر ضرفه خشب وخلعها من مكانها وجاب حبل ودخل. وحطها.

مؤمن بقوة ظاهرة وخوف بينهش في قلبه: كلنا عارفين التعليمات واماكن الكسور هننقله بحرص وحذر وننيمه علي الخشب وهنربطوا كويس، شهاب لازم يكون في المستشفي في اسرع وقت...

كلهم فهموا وقربوا من شهاب، وتمارا وقفت عن راسه وضمتها بحنان وخوف وحرص. علشان تفضل مكانها خوفااا من اي كسر فيها. وكل واحد اتملك منه من اتجاه وحذر ونقلوه علي الخشف فعلا وربطوه وباقي الرجالة معاهم ساعدوهم وشالوه ونزلوا بيه بسرعة وودوه المستشفي فعلا من غير ما يستنوا عربية المستشفي...
في المستشفي كلهم قاعدين منتظرين شهاب وهو في العمليات، ومافيش حد منهم ايده ولا حتى هدومه خاليه من دم شهاب.

مؤمن قاعد في الارض بإهمال وساند ظهره وسرحان. مهاب قرب منه وقعد جنبه وبص علي تمارا اللي حالها اسوء واصعب وهي قاعدة بتبكي بنحيب وكمان بتنزف ورافضة حتى تداوي جرحها ولا اصلا هي حاسة بوجعه ولا نزيفه، الالم اللي بجد والنزيف اللي بيسحب روحها كل دقيقة كل ثانية بتمر. هو الم وجرح روحها وقلبها. كيانها وكل ماليها بيفصل بينها وبينه باب وجدران وهو بين ايدين بتداوي وتطيب جرحه بس يا تري هيقدروا ولا لا. الرعب اللي بيسحب روحها ببطئ ويقطع فيها ببرود من انهم يفشلوا او مايقدروش، منتظرة خرج اي حد من الباب ده علشان. يطمنها. وفي نفس الوقت خايفة ومنهارة يصدمها ويدبحها لو كانت النتيجة عكس ما بتتمني...

مهاب خبط علي كتف مؤمن بحزن: ادعيله، انا عارف انك بتحبه اوي اكتر من اي حد فينا. بس اكيد مش اكتر من تمارا. اللي بتموت هي كمان.
مؤمن بملامح هامدة ودمعة واقفة ومتحجرة في عيونه: بيتهيألك، اللي يتخيل ان تمارا بتحبه اكتر مني او اهله او حتى ولاده يبقي واهم، كل دول حبوه غصب عنهم. اهله حبوه لانه ابنهم وده الطبيعي، ابنه حبه لانه ابوه ومااخترهوش، تمارا حبته لانه حبيبها وجوزها. في مليون حاجة بتربطهم ببعض...

وهنا مؤمن بكي غصب عنه وهو بيفتكر كل يوم مر عليه مع شهاب.

مؤمن: مهاب انا كنت طفل ضايع مهزوم خايف، وكبرت بقيت مراهق مهزوز وماعندوش ثقة في نفسه، لحد ماقبلت شهاب وعرفته، شهاب ماكنش مجرد صديق وزميل، شهاب كان ابويا في عز احتياجي لاب، كان اخويا وانا ماليش اخ. كان صاحب وناصح وانا ضايع وماليش اهل، شهاب لكل حد منهم واحد. لكن انا شهاب بالنسبة ليا عيلة واهل وعزوة، شهاب ده كل نصيبي من الدنيا، من غيره كنت هفضل ضايع لحد النهاردة...

وخبط صدره بقوة وغضب: شهاب لو مات هياخد قلبي معاه يا مهاب، شهاب هياخد مؤمن ويموت، اقسملك بالله لو قصاد خروجه من الباب ده افديه بقلبي ما هتأخر، بس هما يطلبوه، شهاااب يامهاب شهاااب...
مهاب غصب عنه بكي وضمه لحضنه: اهدي، اهدي يا مؤمن اكيد شهاب مش سهل يروح مننا بالشكل ده، انا قلبي بيقولي انه هيخرج. شهاب قوي اكتر من اي حد فينا...
مؤمن بخوف: قوي ايوة بس مش اقوي من المووت يا مهاب، مش اقوي منه.

في مصر في قصر الحديدي...
همس بتنازع في نومها وقامت بصريخ ودموع. : شهههاب، ابني.
رعد قام مفزوع: مالك يا همس اهدي خير!؟
همس قامت من سريرها بجنون ودموع: ابني، ابني بيموت، شهاب، شهاب يا رعد، انا شوفته. شوفت شهاب ابني بيموت.
رعد بخوف من حالتها اول مرة تكون بالشكل ده، كل مرة تخاف وتقلق ويبقي فعلا مصاب بس المرة دي مختلفة، همس زي المجنونة مش طبيعية.

رعد. قام وقربها لحضنه بهدوء: طيب اهدي، اهدي علشان خاطري. انتي بس بيتهيألك علشان قلقانة عليه.
همس بتبكي بخوف: لا يا رعد انا قلبي مش بيكدب عليا، ابني فيه حاجة شهاب تعبااان، طمني علي ابني ابوس ايدك، اتصل بأي حد، عايزة اسمع صوته وحياتي يارعد لو بتحبني طمني عليه.

رعد كمان بدأ يقلق واتصل بمهاب وبأكتر من حد من رجالته بس ماحدش بيرد، لحد ما احد. من رجالته رد عليه وبلغه باللي حصل، وقتها رعد غضب واتعصب. وهمس اغمي عليها وهي هتموت من الرعب عليه، ورعد فوقها.
همس ببكاء: انا لازم اسافر لأبني لازم اتطمن عليه، وديني لأبني يارعد فاهم وديني لابني.
رعد بملامح عابثة وقلق: حاضر اتطمني بس واهدي وانا كلمتهم يجهزرزا الطيارة وكل الاجراءات وهنسافر ماتقلقيش...

في تركيا في المستشفي. كلهم حالتهم ماتتوصفش. ومنتظرين خرج اي حد يطمنهم بكلمة. بس فجأة الباب اتفتح ودخل دكاترة جديدة وخرج طقم التمريض ودخل غيره وفيه حالة من الرهبة والتوتر.
كلهم بصوا لبعض بنفس النظرة المرعبة. والخوف اللي دب في قلوبهم كلهم في نفس الوقت...
اللواء مهاب وقف دكتور منهم وسألوا بقلق. : عذراا ايها الطبيب. ما الخطب. كيف حالة شهاب!؟

الدكتور بأسف وتوتر: للأسف اسفناه واخرجنا الرصاص من جسده وعالچنا الكسور. ولكن المريض قلبه توقف، ونحن نحاول انعاشه بالاذن منك...
كلهم انصدموا وكانت لحظة ذهول للجميع بس تمارا هزت راسها بنفي وجنون.
تمارا: لا. لا. لا، شهاب لا، شهاب لا. مستحيل، مستحيل.

وجريت علي العمليات وكلهم حاولوا يمنعوها بس ماحدش قدر عليها ومهاب سابها وخالهم يدخلوها ليه ودخلت فعلا بجنون وشافته هامد وساكت وهما بينعشوه بس هو مش بيستجيب جريت عليه وهزته بعنف ودموع وصوت يحي قلبه.

تمارا بجنون: اصحي وفوق، رد عليا وكلمني بقولك، انت مش هينفع تموت، مش هينفع، انت وعدتني نرجع سوا، وعدت لمار ترجعلها، يبقي انت خاين، انت خااااين لما تخلف وعدك تبقي خاااين، شهههاب قوم ورد عليا. وحياتي عندك. وحياة تمارا ترجع، وفضلت تضغط علي قلبه بكل قوتها وتصرخ، قوم بقي قوم، طب هقولك حاجة لو هتموت ارجع وخدني معااااك، ارجع وخد قلبي مع قلبك، وفضلت تضغط علي قلبه بجنون، والكل مصدوم ومش مستوعب حالتها. حتى مهاب ابوها بكي علشانها...

تمارا بتصرخ وتضرب قلبها: طب لو قلبك وقف، ده بيدق ليه، قولي قلبي بيدق ليه وانت قلبك وقف. مش هصدق، احنا اتعاهدنا قلبنا واحد ويدق في نفس الوقت، واحد منا خان. واحد منا كدااب، يا قلبك بيكدب ومش وقف دق. ياقلبي بيكدب ووقف ومش بيدق، قولي مين فينا الخاين، رد عليا وقوووووم بقي قوم...

تمارا زقتهم واخدت جهاز الصعق وعلت اكبر واعلي معدلاته وبصتله بقوة وتحدي، واحد منا هيكون مع التاني. يا انت تفوق وقلبك يرجع يدق. ويا انا هوقف قلبي واحصلك سااامع، هوقف قلبي واحصلك...
اللواء مهاب بيقرب منها بخوف: تمارا بلاش جنان واياكي تأذي نفسك.
تمارا بدموع وضياع: اذي ايه اللي بتتكلم عنه وانا روحي بتتسحب مني، قلبي بيقف قصادي شهاااااب بيروح مني، ابعد عني وسيبني، لازم نكون سوا يا نعيش يا نموت...

بكل تصميم ورجاء صعقته تاني وشهاب يمكن مش سامع ولا حاسس بس جوارحه معاها وبتتجاوب، الجهاز ظهر نبض ضعيف ورجع وقف، تمارا بغيظ وجنون، مش هسيبك هتفوق يعني هتفوق، وصعقته تاني وثالث. وفي المرة الثالثة قلبه رجع ينبض والجهاز اظهر معدل النبض، وشهاب رجع يتنفس من تاني، تمارا ابتسمت من بين دموعها وقربت منه وضمت وشه وملامحه وبفرحة، سندت جبينها علي جبينه وبكت: بحبك، بحبك، اوعي تعمل كدة تاني اوعي...

الدكاترة كانت مزهولة مش مصدقين اصرارها وتصميمها ويقينها كمان انه هيرجع لاحياه...
خرجوها هي واللواء مهاب ومؤمن ومهاب الصغير. علشان يكملوا اسعافه...
الدكتور لتمارا: عجبت منك حقا. اانتي بشرية مثلنا ام ماذا!؟
تمارا بتعب واجهاد وحنين هزت راسها: نعم بشرية مثلك، ولكن الفرق. ان الذي يرقد بين يديك في الداخل هذا. ليس بشري، هو رجل لن يتكرر في العمر ابداااا. ولهذا لم اكن لأتركه يبتعد عني ويذهب...

الدكتور بإعجاب: هذا ليس حب، هذا عشق.! جنون!؟ انتي عاشقة متيمة مجنونة!؟
تمارا ابتسمت بدموع: انا حقااا متيمة مجنونة، ولك الحق ان تتعجب، فأنت لم تعرفه يوم، لو عرفته ما كنت لتتعجب، ارجوك اخرجه ليه بسرعة، ارجوك.
الدكتور ابتسم: حسناا. بالاذن منك.
تمارا بصت لمهاب بتعب وقبل ما مهاب ينطق كانت فقدت تماسكها. وخارت كل قوتها ووقعت وفقدت وعيها...
اللواء مهاب سندها بخوف: تمارا، تمارا حبيبتي مالك...

الدكتور رجع تاني بسرعة ونده علي التمريض واخدوها علي اوضة تانية ولقوا جرحها اتلوث ونزف. نضفوا ليها الجرح واسعفوها هي كمان وحقنوها بمسكن ومنوم وده كان بطلب من مهاب. كان عايزها تهدي وترتاح اطول وقت ممكن...

مرت الساعااااات تقيلة ومتعبة وكلها خطر، ووصل رعد وهمس وفادي، ورعد جاب معاه كمان اكبر اطباء عنده في المستشفي بتاعته علشان يتابعوا حالة شهاب وينصحوا باللي مطلوب منه علشان يتحسن بسرعة، والكل في حالة ترقب وقلق، مرت ليلة والتانية والثالثة. لحد ما مر اسبوع واكتر. وشهاب مش بيفوق ولا بيستجيب لاي منشطات للوعي. وفي يوم رعد مع الدكتور عزيز.

رعد. بعصبية: انا ابني هيفوق امتي! ابني بقاله اكتر من اسبوع لا بيفوق ولا بيتكلم. انا ابني حصله ايه انطق.

الدكتور عزيز بحيرة: يا رعد باشا ارجوك اهدي، شهاب حالته حاليا تقريبا استقرت وكل يوم وظائف جسمه بترجع تشتغل من تاني بنفس كفائتها بس الغيبوبة دي ممكن يكون ليها اكتر من سبب. واكتر من عرض. يعني حاليا احنا مافيش في ايدينا حاجة نعملها ولا نقدمهاله، كمان حضرتك ماتنساش. ان شهاب قلبه وقف فترة من الوقت دقايق والمخ فيها مش بيوصله اي اكسچين. وده اقرب احتمال وسبب لينا لعدم افاقته دي. ممكن يكون المخ تضرر من نقص الاكسچين.

رعد بغضب مسكه من هدومه وبصوت يرعب: انا ابني هيفوق غصب عنك، تتصرف تعمل المستحيل بس ابني يرجعلي لاحسن اقسم بالله اخد روحكم كلكم انت فاهم...
عزيز بخوف منه وتعجب من عدم استيعابه للموقف: يا رعد باشا اهدي. ده مجرد احتمال مش اكتر، صدقني مافيش في ايدينا حاجة نعملها. شهاب لازم يفوق لوحده.

رعد زقه بقوة وغضب وخرج راح أوضة شهاب وكانت تمارا جنبه وماسكة ايده بحزن وهمس قاعده جنبه وحضناه منتظرة. علي امل يرد فيها الروح ويسمعها صوته من تاني، وفادي واقف بعيد وساكت بيفكر في اخوه الصغير اللي ياما لعبوا سوا، واللي ياما اتخانقوا، واللي ياما اتشاقوا مع بعض، اتمني يقدر يفيديه بأي شئ بس يرجع يفتح عيونه ويرج المكان بصوته وجنونه...

رعد وقف يبص عليه بخوف وبيحبس دموعه ويفكر في كلام الدكتور وبينه وبين نفسه حرب وحنين ورعب: اوعي تخذلني يا ابني، اوعي تكون زي ما بيقولوا، انت شهاب ابن رعد، اوعي تضعف، لو بتحب.

ابوك قاوم وعافر وقوم، شهاب انت عارف ابوك عمره ما ضعف. بس لو انت جرالك حاجة رعد هنكسر منه جزء. انا متجمع بيكم انت وامك واخواتك، لو حد منكم نقص جزء مني هيضيع ويقع. ريح قلب ابوك وفوق يارب، يارب انت ماخذلتنيش زمان، يارب تمم كرمك عليا ورجعهولي، يارب.
نغم دخلت بلمار وقربتها من تمارا بعتاب. : حبيبتي البنت محتاجاكي جعانة اكليها...

تمارا بضياع اخدتها منها واكلتها فعلا بدموع كالعادة وبعد كدة اخدت ايد شهاب وحطتها علي ايد لمار، وبدموع. : عارفة ده مين.!؟ ده بابا، شهاب، هو دلوقتي نايم، عارفة لو طلعتي شاطرة وصحتيه ححبك اكتر، وهو كمان هيلاعبك ويدلعك اوي، صدقيني هتخسري كتيير لو هو ما فاقش وقام من تاني...
لمار بدأت تعيط اكنها بتعترض علي كلام امها. اكنها بتقولها هيفوق ويرجع...

تمارا بدموع: ابكي اكتر، سمعيه. صوتك، فوقيه من ثباته ده، قوليله انا جتلك...

لمار بدأت تبكي اكتر واكتر وصوتها يعلي، وايديها برغم صغرها الا انها اتعلقت بصوباع شهاب بقوة وفضلت متمسكة بيه وتبكي. اكنها بتترجاه يسمعها ويحس بيها، اكنها بتقوله انا ماعرفتكش. انا مالحقتش اشبع منك، منتهي الظلم انك تسيبني لوحدي، وفعلا اكن شهاب سمع وحس. وحواسه وجوارحه تمردت عليه وبدأ هو كمان يحرك ايده ويمسك ايد لمار الصغيرة، وقتها لمار سكتت فجأة وتمارااستغربت وبصت لاإيديها لقت شهاب حرك ايده ومسك ايديها...

تمارا ابتسمت بجنون: شهاااب فاااق...
كلهم بفرحة اتجمعوا حاوليه...
شهاب بدأ. يحرك جفونه بتعب وثقل وابتسم لما حس بلمار وايديها ولمستها.
شهاب ابتسم بوهن: مزعجة زي اللي خلفتك، بطلي صريخ.
همس بفرحة ضمت راسه لحضنها وفضلت تبوسه: حبيبي. حبيبي. حبيبي. قلبي اتردلي يا شهاب قلبي رجعلي، سلامتك يا نور عيني سلامتك...

رعد قعد بتعب وراحة ورفع عنيه للسماء بشكر ومنة لله تعالي: كريم، كريم يارب، كنت متأكد انك مش هتوجعني فيه...
تمارا ابتسمت وقربت منه بحب وباسته من خده: مالها اللي خالفتها بقي، مش كنت هتموووت علشان تتجوزها.!؟
شهاب ابتسم اكتر وبتعب: طيب افهم انتم بتعقبوني مثلا طافين النور ليه، نوروا النور عايز اشوفكم واشوف لمار، وفين چواد!؟
تمارا ابتسامتها راحت وقلبها وقع من تاني وكلهم في حالة زهول وصدمة بصوا لبعض برعب...

همس بدموع: حبيبي النور منور، انت مش شايفنا!؟
شهاب ملامحه غضبت وبعصبية: ايه! ازاي النور منور،!؟ , ااانا، ااانا مش شايف اي حاجة ولا اي حد.!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة