قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية رحم للإيجار الجزء الثاني للكاتبة ريحانة الجنة الفصل الختامي الثاني

رواية رحم للإيجار الجزء الثاني للكاتبة ريحانة الجنة الفصل الختامي الثاني

رواية رحم للإيجار الجزء الثاني للكاتبة ريحانة الجنة الفصل الختامي الثاني

بعد مرور شهرين علي كل الاحداث سواء السعيدة او الحزينة.
في فيلا أكمل التهامي.

في اوضة چنا تسنيم كانت قاعدة كالعادة من وقت موت چنا وخروج تسنيم من المستشفي. وهي مقيمة في اوضة چنا وسط حاجاتها وذكرياتها اللي جمعتهم مع بعض، تسنيم كانت في حالة صدمة وضياع. مش عارفة هي ليه دايما الحزن مصاحبها والقدر بيسرق فرحتها ويخطف احلي حاجة في حياتها، من صغرها بتتألم وتتعذب. بس موت چنا ما كنش مجرد حزن ده انكسار ليها ولأكمل، أكمل! اكنل اللي لامها وعاتبها واتهامها انها كانت السبب في موتها! اكمل اللي بعد كل الاهتمام والحنان اللي حاوطة بيه چنا بيقولها انها مش امها! طيب مين امها لو مش تسنيم! مين اللي ربت وحبت وسهرت واتوجعت واتألمت علشانها!؟ اتهام اكمل ماقلش جرح وكسرة ليها عن موت چنا...

تسنيم كانت بتبكي. وهي بتبص لصورة چنا وحاضنه فستان چنا اللي كانت لابساه وهي صغيرة في فرح تسنيم وأكمل. مش مستوعبة انها خلاص مابقتش موجودة ولا هتشوفها ولا تسمع صوتها ولا تبص في عنيها
كدة، كدة يا قلبي يا كل حاجة حلوة فيا...
كدة! كدة هتمشي وتسيبني وحدي في الحياة والدنيا ديا!..

تسنيم بكت بحرقة. چنا مش بس بنتها كانت صاحبتها بتحكي وتفضفض معاها كانت حتة منها وجزء من حياتها. معقول خلاص هتبقي مجرد ذكري! مجرد صورة علي الحيطة! مجرد اسم وبس!
يعني ايه! يعني خلاص انا مش هشوفك تاني. مش هلمسك. مش هحكي ليك عن حاجة تعباااني...

تسنيم باست صورتها، وبدموع. : كدة تعملي فيا كدة، بتتأسفيلي انك هتوجعيني بموتك!، وجع!، هو اللي انا فيه مجرد وجع!؟ انتي اخدتي قلبي معاكي. اخدتي عمري وسنيني، اخدتي اول احساس بالامومة، اخدتي اول لهفة واحساس. اول دمعة عين نزلت عليكي لما كنتي بتتعبي...

انتي كنتي بنتي واختي وصاحبتي. كنتي دنيتي، انا ماليش حد ولا اهل ولا اصحاب بجد. اكتفيت بيكي انتي، ااااااه يا قلبي، قلبي بيوجعني يا چنا، بيوجعني اوي، علشان بفتكر تعبك ووجعك واللي تخيلته كان مجرد ارهاق او دلع بنات، معقول فعلا انا محستش بيكي لاني محبتكيش حقيقي وانك مش بنتي زي ما أكمل قال!؟
تفتكري الام هي اللي حملت وولدت بس!
طيب وسهر اليالي كان ايه!
دموعي ولهفتي عليكي لما بس تقولي ااااه كان ايه!

حضني اللي ضمك وعوضك وحماكي كان ايه!
طيب انا ليه مافهمتش وجعك ومرضك!
ليه انتي خبيتي عليا! ليه. ليه بس...

تفتكري أكمل ابنك هيعوضني عنك! هيملي فراغك اللي سبتيه! هقدر انسي شكلك وانتي بتدفني في التراب يا چنا انا لحظتها الدنيا لفت بيا ماقدرتش اكمل ولا اشوفهم بيحطوكي تحت التراب ماقدرتش، وحشتييني يا قلبي، وحشتيني يا بنتي، ايه بنتي، غصب عنك بنتي، غصب عن أكمل بنتي، غصب عن الدنيا كلها بنتي، بنتي وماخلفتش بنات غيرك، ربنا يرحمك ويغفرلك ويسامحك...
كنت روحي لما كان جوايا روح.
عمري ما اتخيلت انك يوم تروح...

مش فاضلي مني غير حبة جروووح.
مع السلامة يا حبيبي وفي آمان.
عمري ماهقول يوم عليك ماضي وكان.
عمري ماهنسي مهما طااااال بيا الزماااان.
أكمل كان واقف علي باب الاوضة وسامع كل حاجة سامع وجعها ودموعها وحزنها. بقاله شهرين بيحاول يخفف عنها وعن نفسه بس هي رافضة وقافلة علي نفسها ومش مبطلة حزن ولا دموع، دخلها بدموعه سبقاه. وقعد جنبها وهي حاضنه فستان چنا اخدها في حضنه.

أكمل بدموع: تسنيم ارجوكي كفاية انا محتاج اللي يسندني ويهون عليا. انتي كدة بتحمليني فوق طاقتي. انا تعبااان. وماحدش حاسس بيا...
تسنيم خرجت من حضنه بدموع وصريخ، : وانا مين يحس بيا! مين يفهم اللي جوايا! دي كانت بنتي ايوة بنتي. غضب عنك بنتي، فاهم غصب عنك بنتي وانا اللي ربتها انا.

أكمل غمض عنيه بقوة وتأنيب. هو عارف انه جرحها وقتها بكلامه بس هو كان غصب عنه لا يلام عليه. ده اب سمع خبر موت بنته مش عارف ولا فاهم هو بيقول ايه. ولا كان يقصد الكلام اللي قاله.
مسح دموعها وبهدوء. : طبعا بنتك. وانتي امها، اسف. حقيقي اسف اني قولتلك كلمة وجعتك. بس انا معذور انا كنت بمووت يا تسنيم بموووت...

تسنيم بتبكي: فاكر الفستان ده؟ده فستانها اللي لبسته يوم فرحنا، وابتسمت بوجع. كانت وقتها مصممة تلبس فستاني وانا عملتلها فستان مقاسها زيه تمام، وقتها كنت بتبصلي وتقولي احنا كدة بقينا واحد شبه بعض ولابسين فستان واحد، هي قالت اننا واحد، هي كانت حاسة وعارفة انها بنتي وانا امها، الام بتخلف وتحب ابنها بفطرتها مش بمزاجها ولا ارادتها...

لكن چنا حبها كان زرعة اتغرست في قلبي لحظة ما شيلتها بإيديا وضمتها لحضني، والزرعة دي كبرت وكبرت كل يوم لحد مابقت بستان حب وحنان، چنا حبها في قلبي مش مجرد بنت وبس لا دي كانت كل كلمة حلوة كل لحظة جميلة. وحشتني اوي يا أكمل اوي...
أكمل بدموع حضنها وضمها بقوة: ووحشتني انا كمان، وحشتني، بس هقول ايه، ده عمرها ونصيبها ونصيبنا معاها كمان.
تسنيم بدموع: أكمل تفتكر ربنا بيعاقبنا علي غلطتنا زمان واخد مننا چنا.

أكمل عقد حاجبه بنفي وخرجها من حضنه: لا لا اياكي تقولي كدة، احنا غلطتنا ايوة واذنبنا بس توبنا وان شاء الله ربنا يكون سامحنا، ثم حبيبتي ربنا اسمه العدل ولايمكن ياخد چنا بذنبنا، ولا تذر واذرة وذر اخري، ماحدش بيشيل ذنب حد ويتحاسب مكانه...
تسنيم بحزن: طيب ليييه كل ده. ليه بيحصلنا كدة! ليييه بس؟

أكمل اتنهد بحزن: احنا من سنين والقدر بيحدد مصيرنا. ربنا كتب علينا كل ده لسبب وحكمة، هي ايه ربك يعلمها. بس في النهاية حياتنا عبارة عن اقدار، ورا اقدار، كلها مفروضة علينا ولازم نعيشها ونرضي بيها...

تسنيم مسحت دموعها: بس انا اتفاجأت برجوعك عن قرارك وسبت أكمل الصغير لمروان وريما. ليه عملت كدة! احنا احق بيه منهم. ده ابننا احنا علي الاقل. يبقي وسطينا وعنينا عليه. ويفكرنا طول الوقت بامه. مش كفاية خسرناها هي هنخسره هو كمان!

أكمل اتنهد وابتسم بحنين لروحه اللي اتسحبت منه: عملت كدة علشانها. لما سمعت كلامها في ال؟يديو. قلبي ماطوعنيش اضيع كل اللي هي عملته برضاها وعلشان حبها. چنا حبت مروان بجنون والكام شهر اللي عاشتهم معاه كانوا هما اقصي طموحاتها فرحت بيهم واعتبرت انهم حقها وحقه هو الطفل ده. چنا كانت بتوصي ريما علي ابنها ماوصتنيش انا ولا اناي. وده مش حب ليهم زيادة عننا لا. بس هي عايزة ابنها يقضل قصاد مروان طول الوقت يفكره بيها. يبقي ازاي انا اخده واخليه مع الوقت ينساها، لا ابنه وابنها هيفضل معاه. كل لما يشوفه هيفتكرها. لما يبص في عيونه يفتكر عنيها. لما يسمع عياطه يفتكر انها السبب في وجوده، بس ده ما يمنعش اني فهمت مروان انه كل اسبوع هيبقي معانا يومين. ماتقلقيش هيبقي بينا وبينهم.

تسنيم ابتسمت بحزن: بس تعرف أكمل الصغير شبهك اوي.
أكمل غمض عنيه بآلم: اااااااه يا سمسمة. لو كان بإيده كنت اختارها هي احب ليا من 1000 حفيد كلهم شبهي وحته مني. من غيرها ما لوش لزوم كل ده. هي كانت الفرحة اللي بجد. ربنا يرحمها ويحسن اليها. بدعيلها من قلبي وانا راضي عنها والله راضي ولا عمري زعلت منها.
تسنيم باين عليها التعب والارهاق وقلة النوم.

أكمل بشفقة علي حالها ضمها لحضنه ونام ونيمها جنبها وغطاها معاه: حبيبتي انتي مابتناميش خالص الفترة دي. ايه رئيك ننام سوا هنا في اوضتها وسريرها. وسط ريحتها وصورها...
تسنيم اتنهدت وحضنته بإحتياج لحضنه اللي يا ما هون عليها احزان كتيير: انا مش هرجع اوضتي تاني. انا هنقل كل حاجاتي هنا.

أكمل بص لصورة چنا اللي قصاده وابتسم: وانا كمان هننقل حاجاتنا كلها مع بعض وتبقي دي اوضتنا من هنا ورايح، خالي ذكرياتها تونسنا. نامي يا حبيبتي نامي وارتاحي...
في أوضة فتون وحمزة...
حمزة شايل چنا الصغيرة واللي بتشبه امه واخته جداااا و بيتنهد بحزن علي فراق اخته الوحيدة...

فتون قربت منه وقعدت جنبه وباسته من خده: حبيبي ربك كريم. بعتلنا چنا الصغيرة تعوضنا عن چنا الكبيرة. ادعياها يا حمزة ادعيلها ربنا يرحمها. هي محتاجة الدعاء اكتر من الحزن.
حمزة بدموع: چنا ماكتش مجرد اخت يا فتون، چنا كانت امي التانية، چنا كانت نسمة تقرب منك ما تحسيش بيها بس تحسي بنسيمها وعطرها. چنا لما ماتت اخدت من كل واحد فينا جزءمنه معاها. والجزء ده مش ممكن هيرجع. زي ماهي مش ممكن هترجع تاني.

فتون اخدت منه چنا ونيمتها في سريرها واخدته في حضنها وهي بتطبطب عليه بحنان: اللي راح مش بيرجع يا حبيبي. بس ربنا جعلنا النسيان دواء وفرج، هو لو النسان مش نعمة من ربنا كان حد مننا عاش يوم واحد بعد ما يبجيله حزن يهده. انا لو ماكناش انتي جنبي وربنا انعم عليا بالنسان كنت عديت ازمتي. لا كان زماني موت من الحزن والقهرة.

حبيبي كل شئ في الدنيا دي بيتولد صغير ويكبر. الا الحزن الوحيد اللي بيتولد كبييير زي غول كبيير وحش مرعب. وبعد مرور الوقت بيصغر ويقل ويضعف. ويبقي مجرد ذكري في حياتنا.

حمزة نام في حضنها بضعف: فتون انا وقت ضعفك واحتياجك ليا كنت جنبك ومستعد اموت علشانك. ارجوكي انا دلوقتي اللي محتاجلك. هاليكي جنبي قويني. انا تعباان. مدبوح علي اختي اللي ضاعت مني وعلي امي اوبويا اللي الحزن والقهر بياكل فيهم، انا تعبانة اوي اوي.

فتون ضمته بحنان وقوة: حبيبي انا جنبك ومش هسيبك ابداااا. زي ماكنت سندي وظهري وآماني هكون ليك الحضن اللي يهون عليك وينسيك حزنك ووجعك، ده وقتي انا ارمي حمولك عليا انا هشيل عنك واخفف عليك الحزن.
حمزة دفن راسه في حضنها: بحبك. بحبك اوي، اوي.

فتون ابتسمت وباسته من خصلات شعره برقة: وانا يا روحي. بحبك اوي اوي. وهفضل احبك لحد اخر نفس جوايا. معاك وجنبك. ومش هسيبك. وزي ما انت قولت انت عملت معايا كل حاجة حلوة. انا كمان هعمل معاك علي اللي هقدر عليه. المهم تعدي الفترة علي خير. وترجع ابتسامتك تنور ملامحك من تاني.

في شقة چودي ومهاب. مهاب راجع من برا بسرعة قلقان علي چودي ونغم الصغيرة. بسبب عياط چودي في الفون صريخ نغم. ساب شغلة رجع بسرعة. دخل الاوضة لقي چودي شايلة نغم. هما الاتنين بيعيطوا.
مهاب بخوف: ايه في ايه مالكم! انتي بتعيطي ليه. نغم مالها؟

چودي بتعيط حقيقي: مش عارفة انا بجد تعبت دي من امبارح مش مبطلة عياط وصريخ. عملتلها كل حاجة ومافيش فايدة. بجد انا مش عارفة اعملها ايه. مش ممكن كل الاطفال كدة. انا مانمتش بقالي يومين.
مهاب ابتسم علي ضعفها وطفولتها في دموعها هو فاهم ومقدر انها اول تجربة ليها للأمومة. وخصوصا مع حد برقة ونعومة چودي. قرب منها واخد نغم منها بهدوء.

مهاب شال نغم وهي لسة بتعيط وبحنان: طيب حبيبتي ممكن تهدي تبطلي عياط. هي عمرها ما هتسكت وهي شايفاكي بتعيطي كدة.
چودي بتهدي وتمسح دموعها: وهي هتفهم اني بعيط!
مهاب بيحاول يسكت نغم: ايوة حبيبتي. الطفل بيتأثر بصوتك وملامح وشك. حاولي دايما تكوني هادية. قوليلي هي اخدت حمام طيب يمكن زهقانة.
چودي بتعب: دي اخدت حمام وحفاضتها نضيفة واكلت ولعبتها وبردا مافيش فايدة.

مهاب لقي نغم متعصبة جدااا ومتضايقة: چودي انتي ادتيها دواء المغص ولا لا شكلها بطنها وجعاها.
چودي خبطت راسها بعنف: اوفففف. نسيته خالص. وراحت جابته من علي الكمود.
مهاب ابتسم: طيب حبيبتي هاتيه. انا هديهولها. قوليلي هو كام نقطة.
چودي: نقطتيتين. طيب هات انا اديهولها.
مهاب غمزها وابتسم: لا ياقلبي ريحي انتي شوية انا هعرف اتعامل.

مهاب فعلا نقط لنغم النقط وبدأ يلف بيها في الاوضة ويهدهدها بحنان وهي بعد شوية وقت. فعلا بدأت تهدي وتغمض عنيها.
چودي ابتسمت وهي شايفة مهاب وهدوئه معاها ومع بنتهم وقد ايه هو حنين. مهاب بهدوء نيم نغم في سريرها وغطاها وراح لچودي واخدها وقعدها في حضنه.
مهاب مبتسم وبيظبطلها خصلات شعرها الملخبطة وشكلها الملخبط من
تعبها مع نغم.
مهاب: حبيبتي شكلها تعبااان خالص.

چودي: اوي اوي هموووت وانام. انا حقيقي اسفة اني عطلتك عن شغلك وجبتك علشان حاجة تافهة بس والله. ااان.
مهاب سكتها وضمها وباسها بهدوء وهو بيهمس: شششش. قلبي دي مش حاجة تافهة انتي وهي اغلي ماعندي وتعبكم مش سهل ولا تافه ابدااا.
چودي اتنهدت وابتسمت: بس انت عندك شغل. بس والله كنت ناسية الدواء. انا بجد متلخبطة. الامومة دي صعبة اوي. مامي دي علي كدة بطلة ربتنا 3 وتوأم. كانت بتعمل ايه بس!

مهاب اخد راسها ونيمها علي صدره وهو بيلعب في شعرها: حبيبتي ماحدش بيتولد يعرف يعمل كل حاجة. زي ما امي وخالته نغم اتعلموا يربونا انتي كمان هتتعملي كل حاجة مع الوقت. حياتي دي اول طفلة. لسة هتجربي معاها كل حاجة. بس انا جنبك هنتعلم سوا كل شئ. وعمري ماهسيبك لوحدك.
چودي غمضت عنيها بآمان وراحة. وحضنته بقوة: انا بحبك اوي يا هوبا اوي.

مهاب ضمها وابتسم: وهوبا بيموووت فيكي يا قلبي. طمنيني يا روحي انتي اكلتي حاجة من الصبح!
چودي بعدم اهتمام: تؤترتؤ. مش جعانة. انا عايزة اناااااااااام. انام وبس.
مهاب صعبت عليه: بس كدة ماينفعش لازم حبيبتي تاكلي كويس انتي كدة هتضعفي ونغم كمان. اورجوكي خدي بالك من صحتك. انا هقوم احضرلك أكل بسرعة.
چودي متمسكة بحضنه ومغمضة: تؤتؤ. وحياتي ماعايزة اكل، انا بجد عايزة انام تعباانة اوي يا هوبا. ابقي آكل بعدين.

مهاب اتنهد بقلة حيلة هي فعلا في الحالة دي محتاجة النوم اكتر. قام بيها وهي في حضنه وشالها ونيمها في السرير فضلت في حضنه.
چودي: خاليك جنبي شوية عايزة انام في حضنك. بنتك مسهراني معاها طول الليل وبعداني عنك. وانا مش واخدة علي كدة.

مهاب خباها في حضنه اكتر وغطاها وابتسم علي حبيبته اللي مش هتكبر بقت ام ولسة في حضنه طفلة بريئة: نامي حبيبتي نامي وارتاحي خالص. ولما تصحي هبقي اكلك. ومالكيش دعوة بنغم. لو صحيت انا هقعد معاها. المهم انتي ارتاحي علشان تقدري تكملي.
چودي من التعب كانت بتنام وتقريبا ما سمعتش كلامه كله. هو لقاها راحت في النوم ونفسها انتظم. باسها من شعرها بحنان. وبص علي سرير نغم بنته.

مهاب بعتاب: كدة! كدة يا ست نغم تمرمطي بسكوتي معاكي. دي حمل اللي بتعمليه فيها ده! دي كانت ممكن تعيط لو ضفرها انكسر. عايزها تتحمل بلاويكي وعياطك وصريخك لا وكمان البيبي اللي قرفانا بيه. بس وحياة ابوكي الغالي اللي هو انا هربيكي ووريني بقي هتعملي معايا ايه انا اللي هقفلك.

نغم كانت بتتقلب وافتكر انها هتصحي كتم صوته خالص وسكت. وبص لقاها كملت نوم. ضحك وهو بيحاول يكتم ضحكته: ااااه يا بنت الكلب هتربينا كلنا. بقي وحش زي يقعد خايف بس يهمس لنملة زيك تصحي. لا وكمان واخد موزتي في حضني بمنتهي الادب وساكت. وده بسبب سيادتك. مطلعة عنيها. ومخليتها بتنهار. وتنام متبنجة كدة. لا المصيبة الكبيرة اني شايفها قصادي ومتكتف ولا عارف ادلع نفسي. ماهي يا قلب امها هتلاحق علي مين فينا انا ولا انتي.

بس هقول ايه انتي محلية حياتنا حتى بغلاستك وتعبك. وابتسم اكتر وضم چودي اكتر وغمض عنيه.
بس كل ده مش مهم. المهم انها جنبي وفي حضني وانتي قصاد عيوني، ربنا يديمكم نعمة في حياتي. ده كان حلم بعيد واتحقق خلاص هحتاج ايه تاني.
في بيت مؤمن & شيري.

مؤمن راجع من شغله ودخل بهدوء كالعادة من وقت ولادة نجمة. لان البيت بقي فيه حظر تجول بصوت عالي زي زمان. تحسبا ان الهانم تكون نايمة. دخل بهدوء لقي شيري في المطبخ بتجهز الاكل اتسحب وراها وحضنها وشالها.
شيري بفزع: مؤمن بجد حرااام عليك خضتني والله.
مؤمن: هههههههه. حقك عليا يا سمارتي. بس بصراحة شكلك مغري اوي ماقدرتش اقاوم.

شيري لفتله واتعلقت في رقبته وقرصته من ودنه: تاني مرة تخضني كدة هتنام انت مع مامتك وانا مع بنتي فاهم.
مؤمن بيمثل البرائة: لا لا لا وحياة ابوكي الغالي هبقي مؤدب بس بلاش العقاب ده. وقربها اكتر من حضنه واتنهد. ثم احنا يعني لسة يادوب بنشم نفسنا من بعد الولادة. ده انا كنت متربي واخيراااا الطريق بقي خالي من غير موانع. تيجي انتي عايزة تنفيني لوحدي. اخس عليكي مش بصعب عليكي خالص.

شيري ابتسمت: اعمل ايه في قلبي الحنين ده. مش بقدر اعاقبك. بس اوعدني ما تخضنيش كدة تاني.
مؤمن غمزها: اوعدك. كل ما الاقيكي مش واخدة بالك هخضك علشان تتكعبلي والقفك في حضني.
شيري ضىبته في صدره بغيظ: غلس غلس. طب ابقي كررها تاني.
مؤمن: ههههههه. قوليلي فين باقي العشيرة. هي امي اخدت البت وطفشت ولا ايه! مش سامعلهم صوت.
شيري بصوت واطي: مامي ابتسام كانت بتحمي نجمة وبتنيمها. ششششش. خاليها تنام وترتاح.

مؤمن بصوت واطي اخد شيري من ايديها ومشي بهدوء لأوضتهم: حاضر مش هطلع صوت خاليها تاني نوم الظالم راحة للغلابة.
شيري بتكم ضحكتها: طيب انت واخدني و رايح فين كدة بقي افهم!
مؤمن غمزها: مش قولتي بلاش صوت عالي. هندخل اوضتنا علشان ماحدش يسمعنا.
ودخل الاوضة وقفل الباب.
شيري ربعت ايديها وبتمثل عدم الفهم: اتفضل قول بقي عايز ايه. عندي غداء لازم يجهز. بسرعة.

مؤمن بيقرب منها بخطوات ماكرة وهو بيفك قميصة: بسرعة ايه بس يا سمارة عيب عليكي كدة. ينفع لا علي الهادي يا زبادي علشان انا مستوي علي الاخر.
شيري جريت وهي بتضحك ووقفت فوق السرير: لا لا بقولك ايه مامي ابتسام صاحية ونجمة ممكن تحتاج تاكل والغداء لسة بيجهز علي النار بلاش تهور.

مؤمن شدها ووقعت في حضنه: احلي حاجة انك جيتي لارض المعركة بسرعة. بتجري مني للسرير. وعاملة مش عايزة. اومال لو عايزة هتروحي فين الحمام...
شيري: ههههههههه. انت فهمتني غلط والله. سيبني بقي ورايا بلاوي.
مؤمن باسها من خدها برقة: تؤتؤتؤ. مش هسيبك. انا من وقت ولادة البت دي وانا بلاقيكي رايقة كدة بصعوبة.
شيري بتحاول تبعد بس هو فعلا وحشها: ايوة بببس. اااصل.

مؤمن ضمها اكتر بشوق: ولا اصل ولا فصل. نجمة ومع ماما مش هتسيبها والاكل يتحرق انا جعااانك انتي. مش عايز اكل، اسكتي بقي وبطلي مناهدة، علشان انا اللي
فاضلي دقيقة واتحرق مش الاكل.
شيري حضنته بحنان: وحشتني اوي علي فكرة.
مؤمن اتجنن اكتر: ااااااااه. ايوة كدة، دلعيني وسيبك من الهري ده هو ده المفيد. انتي اللي وحشتيييني موووت يا سمارتي.
بعد وقت كبييير. مؤمن نايم علي رجل شيري وهي بتلمس شعره بحنان وهو مغمض عنيه.

مؤمن: اااااه يا سمارتي.
شيري ابتسمت: ايه يا روحي سمارتك. كل دي اااه. دي جاية من الهند.

مؤمن: ههههههه. انتي بتقولي فيها، شيري انا مش مصدق ان كل ده حصلي، وحياتي تتغير بالشكل ده. بعد ما كنت وحيد مهموم بالماضي وذكرياته وآلمه اللي ماحدش يعرفه غيري ولا حاسس بيه الا انا. ومافيش في حياتي غير الشغل والضياع سواء سهر او العلاقات اياها، اقوم اقابلك وانا كل اللي كنت بفكر فيه اني اقضي معاكي ليلة ولما لقيت السكة صعبة قولت اهو وقت ويعدي واجرب حاجة جديدة. لقيتني حبيتك وبقيتي كل حايتي ماقدرتش اعيش من غيرك، سيبت كل حاجة وربنا بعتك ليا تفوقيني واعرف اني عالجت الغلط بغلط. كنت بعاني وموجوع من غلط امي زمان روحت بدل ما ابعد عنه غلطته انا وبقوة وتصميم. هي كانت بتتجوز وتقنع نفسها انه حلال لكن في الحقيقة كان جواز متعة مش حلال. وانا كنت بقضيها في الحرام وانا عارف وفاهم. يوم يا حبيتك قرفت من نفسي حسيتك كتيرة عليا تستاهلي واحد احسن مني بس حبي ليكي ماخلنيش اقدر افرط فيكي، حسيت بكرم ربنا عليا اوي لما اتجوزتك، وياريت لحد كدة. دي امي تجيني ندمانة وتايبة وضعيفة. وانا قلبي يحنلها واعيش معاها اللي حرمتني منه زمان، وابتسم، وربنا يرزقنا بنجمة، تفتكري بعد كل ده وكل النعم دي وكل الكرم ده من ربنا ما قولش ااااااه، وانا مرتاااااح وقلبي بيرقص.

شيري ابتسمت: حبيبي كل شئ في حياتنا بقدر من ربنا، وانت من جواك طيب ونضيف، مافيش حد ما بيذنبش ومافيش حد مابيغلطتش. بس المهم لما تجلنا الفرصة للتوبة نمسك فيها بقوة علشان مش ضامنين تجلنا تاني ولا لا. وانت ربنا بيحبك. ومش راضي ليك حياة الضياع دي. وعوضك. عوضك كتييير اوي. بس انا كمان مش مصدقة ان الشاب اللي شوفته وسرق عنيا بنظرة. وخطف قلبي بكلمة وضحكة شقية. واللي استبعدت انه ممكن يكون ليا ومن نصيبي بسبب انه عمره ما كان جد ولا ليه في الارتباط ولا الجواز. يقوم يحبني انا من وسط كل البنات دي ويتجوزني، انا بحبك اوي يا مؤمن اوي...

مؤمن قام من علي رجلها وباس ايديها بقوة: وانا والله ماحبيت غيرك يا سمارتي. ربنا يخليكي ليا منورة دنيتي وحياتي انتي ونجمتنا الصغيرة.
شيري باسته من خده: ومامي ابتسام ماتنساش. انها منورة حياتنا كمان ولا ايه.
مؤمن ابتسم اكتر وباسها من جبينها: مش بقولك نعمة وهدية وكتيرة كمان عليا.
شيري ابتسمت بحب: طيب مش ياللا بينا بقي نخرج نشفهم اكيد مامي ابتسام جاعت ونجمة كمان. وانت مش جعان.

مؤمن باسها من خدها: جعان ايه! وانت لسة مفترس غزالة حالااااااا. بس عندك حق تعالي نشوفهم.
مؤمن وشيري خرجوا برا لقوا ابتسام قاعدة بتتفرج علي Tv. وبتأكل نجمة بالبيبرونة.
مؤمن قعد جنبها وباسها من خدها: وحشتيني يا ست الكل
. ايه هي لسة مغلباكي.

ابتسام بتضحك برضي: دي حبيبة تيتة ولا مغلباني ولا حاجة. دي اخدت حمام ونامت زي الشاطرة. وجزت علي سنانها وتيتة كملت الاكل. اللي مامي سابته وكان هيتحرق. ورجعت تاني ليها لقتها صحيت جبتها بقي وقاعدين نتفرج علي الكرتون. وبتسلي نفسها في رضعة صغننة كدة لحد ما مامي تاخد افراج من بابي الشقي.
مؤمن وشيري بيضحكوا
شيري: ههههههههه. حقك عليا يا مامي والله. اسفة. بس ابنك بقي شوفيلك حل معاه.

مؤمن: ههههههه. ندلة بعتيني بسرعة كدة، دلوقتي بقي ابنها وانتي ايه مجبرة ياقلب امك صح.
ابتسام: هههههههه. يا حبايبي والله بهزر. براحتكم خالص. وهو انا عندي اغلي منكم ولا من نجمتي العسلة دي. دي هي اللي محلية ايامي لحد ما موت.
مؤمن بخوف من انه يتحرم منها تاني ماصدق رجعتله: من فضلك يا امي بلاش تقولي كدة تاني. ده انا ماصدقت ترجعيلي.

ابتسام ابتسمت: يا حبيبي العمر ده بتاع ربنا، المهم اني بعيش معاكم اجمل ايامي والله لو موت دلوقتي هبقي راضية ومبسوطة اوي.
شيري بزعل قربت منها واخدت نجمة منها بهدوء. وبعتاب: كدة يا مامي ده كلام تقوليه، هو احنا نقدر نعيش من غيرك، والله حضرتك مالية علينا البيت. ونجمة برغم صغر سنها الا انها مجرد ما تسمع صوتك وتشيليها بتبسم. دي بتحبك اوي. ارجوكي بلاش كلام عن الموت.

ابتسام اتنهدت براحة. هي عمرها ما تخيلت انها تعيش الحياة دي. وتنعم بقرب ابنها ومراته وبنته. ابنها اللي تخيلت انه عمره ماهيسامحها ويغفرلها. بس ده ربنا سبحانه بيغفر ويسامح. يبقي احنا كبشر مش هنسامح. ربنا انعم عليها وعليه هو كمان بالكتيير اوي.

ابتسام: ربنا مايحرمني منك يا شيري. والله لو ليا بنت ماهتحبني ولا تخاف عليا زيك. بجد مؤمن محظوظ بيكي اوي. وانا كمان. وبصت لنجمة وابتسمت. وكلنا محظوظين بنجمة حياتنا دي.
مؤمن بص عليهم وغمض عنيه وهو بيحمد ربنا علي كل اللي حصله ومر بيه. واتمني ربنا مايحرموش من جمعته مع عيلته الصغيرة اللي بقت هي دنيته وحياته.

في مرسي علم في الاوتيل اللي كان سبب وجمع بينه وبين چنا. مروان قاعد قصاد البحر في نفس المكان اللي كانوا دايما يقعدوا فيه سوا. مروان كان مهموم وحزين بيفكر في حاله واللي وصله. هو ازاي فجأة بقي كدة، حاسس ان الحزن والحرمان مصاحبه. مش عايز يسيبه. بقت كل حاجة شبه بعضها حكاية وجعه وحرمانه بتتكرر بس بشكل مختلف. بيحاول يبعد عن الناس علشان ماحدش يشوف انهزامه وانكساره وخصوصا ريما. مش عايز يجرحها اكتر بحزنه وانعزاله عنها وعن الناس. كفاية عليه تأنيبه لنفسه من اللي اتسبب فيه لچنا وعيلتها.

(داري ياقلبيحمزة نمرة )
مالك مش باين ليه! قلبك تااايه من مدة كبييرة!
خايف تتكلم ليه!
في عيونك حيرة وحكاوي كتييرة.
مروان دموعه في عيونه بيحاول يترجاها ترحمه. تعب بكي وحزن. بس هي رفضت رجائه ونزلت. بيفتكر لما حب ريما وعاش معاها ورضي.

بحاله. بس القدر غير كل شئ وقابل چنا وحبها وعاش معاها. وفي نص الطريق سابته. حاسس ان كل خطوة في حياته بيخطيها بيقع مش بيكمل. كل حاجة بيتخيل انها حلوة وهتحلي ايامه فجأة تتغير وتبقي شوك بيشوكه كل لما يخطي خطوة. احساسه بيموت يوم ورا يوم. دايما اللي حاوليه بيعاتبه ويلومه. دايما ماحدش حاسس بيه وباللي جواه. في البداية كان لوم وعتاب ريما ورعد. وبعد كدة بقي عتاب الكل بسبب علاقته بچنا. دايما في موضع اتهام.

متغير ياااما عن زمااان. قافل علي قلبك البيبان. حبيت وفارقت كام مكان عايش جواااك.
احساسك كل يوم يقل وتخطي وخطوتك تزل.
من كتر ما احبطوك تمل. فين تلقي دواء.

بكي اكتر حاسس انه مكتوب عليه الحزن والحرمان، اتحرم من قرب ريما وهي مراته وعايشة معاه. ببعدها عنه وانشغالها بحلمها. وكمان لما بعدت عنه وسافرت وحرمته منها، وچنا. چنا اللي بعد ماحبها راحت منه اتحرم منها، وبقي خلاص لاقادر يرجع لريما زي زمان خالص ليها لوحدها من غي شريك. ولا قدر يكمل مع چنا وريما. لان خلاص چنا ماتت ومش هترجع. بقي مكتوب عليه كل مايحب حد ويتعلق بيه يودعه ويتحرم منه.

بتودع حلم كل يوم. تستفرض بيك المهموم. وكله كوم والغربة كوم والجرح كبيير. مابتديش حاجة اهتمام. اهلا اهلا سلام سلام. بقي طبعك قلة الكلام. ومافيش تفسير.
دااااري. دااااري ياقلبي مهما تداااري. قصااااد الناااس حزننا مكشوف.
واهو عاااادي. ععااااادي ماحدش في الدنيا دي بيتعلق بشئ الا وفراقه يشوف.

مروان فجأة لقي نفسه خسر كل اللي حاوليه واللي معاه من سنين. اهله اصلا هو وحيد من سنين. ريما ورعد خسرهم. خسر رعد اللي اتحول من مجرد واحد بيشتغل معاه. لأخو مراته وصاحبه وموضع ثقته وكاتم اسراره. خسره وخسر ثقته فيه. حتى ريما خسر جزء كبيير من حبها وقلبها. حتى لو هي لسة مكملة معاه بس الاكيد انها مش زي زمان...

خسر أكمل واللي بقي صاحبه من سنيين وعمر بحاله بحكم علاقته برعد. بقي صديق مقرب ليه. خسره بسبب چنا وعلاقته بيها...
خسر چنا نفسها وماتت بسبب انها حبته وعشقته. لقي نفسه عادا الكل وخسر الكل وفي النهاية بقي وحيد جواااه وجع وجرح يكفي بلاااد.
كل اللي معاك في الصورة غاب وطنك والاهل والصحاب. كام واحد ودع وساااب من غير اسباب.

غمض عنيه بقوة وآلم. بيتمني يرجع بيه الزمن لورا سنة واحدة. ماكنتش عارف هو عايز يغير ايه بالظبط. ولا بيحن لمين بالظبط. كان هيكمل مع ريما زي ماهما ومش هيسمح بدخول چنا حياته! كان هيسبها تشوف حياتها مع واحد غيره! حزين علي اصحاب عمره اللي خسرهم وخسر وقفتهم جنبه في وقت زي ده. وهو محتاجلهم...

بقي محتار مش عارف هو حزين علي ايه ولا علي مين وبيحن لمين ولا مين. اتنهد بوجع، هي الدنيا كدة ادوار بتتبدل وناس تدخل حياتنا وناس تخرج منها ناس بتسيب جرح ووجع. يعلم فينا وجوانا. ونااس بتسيب ضحكة وفرحة. تعلم جوانا وتبان علي ملامحنا. بس الاكيد اننا هنعدي وكل اللي مرينا بيه سواء جرح او ضحكة هتتحول لذكري وتنضم لالبوم ذكرياتنا.

شااايف في عنيك نظرة حنين بتحن لمين ولا مين! طول عمرها ماشية السنين والناس ركاااب.
مع دقة عرب الساعاات. بتموت جوانا ذكرياات. عشمنا قلوبنا باللي فاااات. ونسينا نعيييش.
اتنهد وهو ماسك صورة چنا وبيبصلها بحزن. ودموعه بتعتزلها علي اللي اتسبب فيه وحرمان ابنها منها. بس اقتنع ان كل ده قدر. كل اللي مر بيه مكتوب عليه. وعلي كل اللي حاوليه. سواء ريما او چنا.
كاان مكتوب نمشي الطريق. نفارق كل مادا شئ.

اتسرق العمر بالبطئ. ورسي علي مافيش.
دااري. دااااىري. قصاد الناس حزننا مكشوف.

ريما كانت واقفة في بلكونة اوضتها شايفة مروان ومتابعة حزنه ووجعه من يوم موت چنا. هي برغم حزنها علي چنا هي كمان وحزنها علي اللي حصلها واللي عرفته بعد موتها. لكن كانت زي اي ست في مكانها جواها غيرة من حالته وحزنه علي غيرها. خصوصا انها من يوم ما رجعتله وهي حاسه في نظراته ليها بتأنيب اكنه بيحملها معاه مسؤلية اللي حصل لچنا. كانت بتتألم ومستغربة ليه! هي عملت ايه! خصوصا بعد ماعرفت انهم كانوا بيحبوا بعض. يعني بطلبها للجواز من مروان او لا كانوا اصلا هيتجوزوا. يبقي ليه بيعاتبها!؟

حتى لو مش بكلام صريح بس نظراته وتصرفاته بتقول كدة.
سألت نفسها هي دلوقتي في المكان الصح!
يعني الانسب انها رجعتله ومعاه برغم حبه چنا اللي وضح وظهر بشكل اكبر بعد موتها. وحزنه اللي لسة كبيير ما قلش ولا صغر. حتى ابنه وابن چنا رافض يقرب منه مش فرحان بيه. كأن الدنيا وقفت بموت چنا.

ولا كان الافضل ليها انها كانت تبعد وتخليه مع ذكرياته لچنا ويبربي ابنه بطريقته. او يبعته لاكمل وتسنيم يربوه. وهي ترجع المانيا لآسر هو كمان محتاجلها.
بكت بحزن عليه. وحب ليه. وجرح منه. وقلبها وعقلها جاوبوها انها صح. اختيارها ده صح. هو حبيب عمرها. يمكن غلط في حقها. يمكن بعد عنها، يمكن حب غيرها.

لكن عمره ابدااا ماكرها. هو بيحبها. كمان محتاجلها، وهي مستحيل تبعد عنه ولا تتخلي عنه في وقت حاجته ليها، وكانت مسمحاه من قلبها، عمرها ماقدرت تكره برغم كل اللي فااات...
https: //youtu. be/0vqAOeErU6o
(اليسا روحتله)(مش كل اغنية هكتبها لان الخاتمة كبيرة ده لينك الاغنية ياريت تسمعوها. )
ريما اخدت أكمل الصغير ونزلت لمروان وراحت وقعدت جنبه وشافت صورة چنا في ايده ودموعه مغرقاها.

مروان حس بيها مسح دموعه وكان بيشيل صورة چنا.
ريما ابتسمت ومسكت ايده واخدت الصورة.
ريما: مش محتاج تخبيها. چنا مش بس في الصورة. چنا هنا كمان يا مروان.
وشاورت علي قلبه.
مروان بصلها بإستغراب عايز يفهم. هي زعلانة ولا متقبلة الموقف.
ريما شافت حيرته في عيونه. وفهمتها. ابتسمت ورجعتله الصورة في ايده.
ريما بهدوء: ليه مستغرب! انا كنت راضية وقابلة بوجودها في حياتك وهي عايشة ولحم ودم.

يبقي هرفض وجودها في قلبك وهي ميتة وفي عالم تاني.!
واتنهدت. عارف انت لو كنت نسيتها بسهولة. ومافرقش معاك موتها. انا كنت خوفت منك.
مروان عقد حاجبه بإستغراب: تخافي مني! ليه؟
ريما اتنهدت: علشان اللي تحبك الحب ده كله. وتتجوزك وتحمل منك وهي عارفة ان ده في ولو نسبة خطر بسيطة مش هلاك زي حالتها. علشان تخلفلك طفل وتسيبلك حتة منها.
واللي تتحمل لوم وعتاب كل اللي حاوليها واولهم اهلها وتتحمل كمان زعلهم منها.

واللي ترضي انها تتجوزك من غير فرح زي كل البنات.
واللي ترضي وتسكت انك تنام عندي ليلة فرحها.
واللي وصت ان ابنها يتربي في حضني وحضنك.
اللي تعمل كل ده وانت تنساها بسهولة ويبقي موتها شئ مش مؤثر عندك. تبقي انسان جاحد. قاسي. مش مروان حبيبي وجوزي ابداااا اللي انا عارفاه وعارفة حنيته وقلبه الكبير.
كنت هخاف منك ان انا كمان مهما عملت معاك ممكن تنساني بسهولة لما اموت.

مروان غمض عنيه بآلم واتنهد: اااااااه يا ريما. ابوس ايدك بلاش سيرة الموت دي. بكفاية بقي اللي جنيته منه. انتي كمان عايزة تسبيني دي تبقي نهايتي. ياريما.
ريما طبطبت عليه بحنية: بعد الشر عليك حبيبي. مروان احزن حبيبي. احزن وابكي واتألم لفراق چنا. بس لازم تحاول تتاقلم مع الوضع ده. مش هقولك انسي بسهولة لا انا عارفة انه مستحيل. بس علي الاقل حاول تخرج من وحدتك دي.

وبصت لأكمل الصغير. طيب حتى اهتم بأكمل شوية. ده آمانة منها سابته ليك وليا علشان نهتم بيه. وانت من يوم اللي حصل وانت حتى مش بتفكر تشيله. معقول مش نفسك تضمه لحضنك. ده انت كنت بتتمني طفل. يوم ما يبقي بين ايديك وربنا يبعتهولك. تنفر منه كدة.

مروان بقي مش عارف هي ريما دي. انسانة ولا ملاك. هي جنبه وبتواسيه عن موت واحدة تانية زوجته اللي اتجوزها عليها واللي عارفة انه كمان بيحبها. لا دي كمان بتستعطفه يهتم بإبنه. غمض عنيه. وهو مش عارف. يحزن علي حاله بعد موت چنا! ولا يحسد نفسه ويحمد ربنا علي وجود ريما في حياته وجنبه. تقويه وتساعده!

قربها لحضنه وضمها وباسها من جبينها: انتي مستحيل تكوني بشر زينا كدة. انتي بتواسيني عن موت چنا وحاملة هم الراجل اللي اتجوز عليكي وكمان بتحني علي ابني اكتر مني. وبتوصيني عليه. اااااه يا ريما ااااه. انا اناني اوي انسان متعب. عذبتك وعذبت چنا وعذبت ابني كمان. عذب رعد علشانك. وعذبت أكمل علي چنا، انا وحش وحش اوي ياريما اوي، وبكي بحزن شديد.

ريما اخدته في حضنها وبكت: لا حبيبي انت مش اناني ولا وحش. انت انسان عنده مشاعر واحاسيس. انت حبيت. يمكن نتيجة الحب ده كان مؤلم ليك ولغيرك. بس في الاول والاخر. كان قضاء ربنا. ربنا ليه حكمة من كل ده. ربنا بيعلمنا كلنا دروس وحكم من كل اللي حصل. انا وانت واكمل حتى چنا الله يرحمها. قول الحمد لله. كل شئ بيحصل نحمد ربنا عليه ونرضي. انا من بعد اللي حصل مستحيل اعترض علي قضاء ربنا مهما كان في وجع او حزن ليا. وانت كمان احمد ربنا وارضي بقضاءه وفوق لنفسك وابنك. ابنك اللي محتاجك ومحتاج اهتمامك ورعايتك. خالي چنا يوم ما نقابلها لما ربنا ياذن تعرف انك حافظت علي هديتها اللي سابتهالك.

مروان بكي في حضنها وضمها بقوة: خاليكي جنبي ياريما اوعي تسبيني ارجوكي. انتي اللي بتقويني. انا محتاجك محتاجك اوي.
ريما ابتسمت لان دي اول مرة من يوم موت چنا تحس انه رجع مروان حبيبها وزوجها من تاني. رجع يحتاجلها. واتمحت من عيونه نظرة اللوم والعتاب. وحلت محلها نظرة العرفان والشكر. نظرة الاحتياج والحنين.

ريما ضمته اكتر بحب: انت في قلبي يا حبيبي عمري ما سيبك ولا تبعد عنك. هفضل جنبك انا وانت وأكمل هنعيش سوا ونكمل حياتنا. بس أكيد عمرنا ما هننسي چنا. هتفضل معانا بذكرياتها.
مروان خرج من حضنها وبص لأكمل الصغير بحزن.
ريما ابتسمت وقربته منه: شيله بقي ده زعلان منك.

مروان ابتسم وشاله وقربه منه وباسه وضمه بحنان وقرب للبحر بيه: عارف. المكان ده مامتك كانت دايما تقعد فيه. كانت بتحبه اوي. كانت مالهاش اصحاب غيري انا وهو. وابتسم بحنين. امك كانت شبه حوريات البحر في جمالها وسحرها. وانت فيك منها ملامحك تشبها. وبحزن بس يا خسارة انت مش هتشوفها ولا هتفتكرها اصلا.

ريما قربت منه وابتسمت: مين قال كدة. صور چنا هتكون دايما قصاد أكمل واحنا دايما هنكلمه عنها. ولازم يعرف ان في ام تعبت اوي وعانت طول فترة حملها علشان تخرجه للدنيا. أكمل لازم يعرف ان ليه ام ولدته اسمها چنا. انا هربيه وربنا يعلم هديلها كل الحنان اللي جوايا. بس مستحيل امحي امه من حياته.

مروان ابتسم وقربها لحضنه: تعرف يا أكمل انت وابوك اكبر اتنين محظوظين في الدنيا علشان كان في حياتنا وحبنا اجمل ستات او بمعني اصح اجمل ملكات الحنان. سواء امك چنا اللي ولدتك او امك ريما اللي هتربيك.
ريما حوتطه بحنان: بحبك.
مروان ابتسم: بحبك يا ملاكي الحارس.
ريما: هههههههههه. ربنا ما يحرمني من ابتسامتك اللي بتنور ايامي.

مروان باسها من خدها: ولا يحرمني من ضحكتك وملامحك اللي بتريحني وتطمني. انتي اجمل هدية ربنا هداني بيها انتي ام وحبيبة وصديقة وزوجة.
ريما اتنهدت براحة: علي فكرة رعد كان مأجل حفلة عيد جوازه هو وهمس. علشان اللي حصل. ومنتظر الامور تستقر علشان يجمعنا كلنا زي زمان.
مروان هز راسه: ان شاء الله هنكون معاهم. ربنا يخليكم لبعض ويخليكي ليا.
ريما ابتسمت وحاست ان الازمة بدأت تعدي وان اكيد بكرة هيكون اجمل.

في قصر رعد الحديدي.
في اوضة رعد همس كانت واقفة قصاد المرايا ورعد قرب منها وحضنها وابتسم.
رعد: ليكي حق تقفي تحسدي نفسك. ماهو ربنا ماخلقش من جمالك اتنين.
همس ضمت ايده اللي محوطاها وحضنتها وابتسمت: طيب هتصدقني لو قولتلك اني كنت بحسد نفسي بس عليك انت.
رعد باسها من خدها: بتحدي نفسك عليا انا. لييه وهو مين فينا اللي يستاهل الحسد.

همس لفتله وبصت في عنيه بحب: انت اللي تتحسد. انت رعد اجمل واحن وارجل راجل ممكن تقابله ست. وانا الوحيدة اللي الراجل الاسطورة ده حبها لا ده كمان عشقها واتجوزها. وياريت لحد كدة. ده بعد مرور سنين طويلة هو زي ماهو حبيب وعاشق مجنون. بيعاملني اكني بنت في العشرين. رعد انا وانا معاك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة