قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الرابع والأربعون

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الرابع والأربعون

مهاب بص لمراد جنبه اللى إبتسم غصب عنه و عينيه مدمعه : ابوسها انا كمان ؟
مراد برّق و بصّله : نعمم ؟
مهاب بصّله على روسيليا : هى الحريم مالها كل ما بتكبر بتهبل ليه ؟
مراد بص يشوفه بيبص على ايه و شافه باصص على روسيليا ف بصّله و رفع حاحبه : زى ما انت كل ما بتكبر بتتهبل
مهاب عض شفايفه : النبى عايزه تتباس من بوقها الحلو ده اللى اتكلم .. مينفعش ابوسها كرد للجميل اللى لسه عاملاه ؟

مراد ضربه بخفه على راسه : اعقل بقا
مهاب بغلاسه : و لا حتى عشان البوقين دول ؟
مراد رفع إيديه الاتنين بغيظ و كوّرهم كإنه هيضريه و مهاب ضم راسه بخوف مصطنع بين إيديه الاتنين ..
مراد بغيظ زقه : قدامى
مهاب بص على مازن و ليليان : انام معاهم
مراد برّق و مهاب ضحك اوى : ابوس معاهم.

مراد لف وشه شافهم بغيظ دخلوا الاسانصير بس على وضعهم واقفين قصد بعض محدش فيهم بيرمش حتى ..
مراد هيتحرك مهاب مسكه بغيظ : و حياة أمك ما ينفع
مراد بيحاوره يتحرك و مهاب بيشده و الاتنين بيغلسوا على بعض ..
مراد شاورله يسكت و مهاب راح وراه بس لسه ماسك دراعه من ورا .. مراد وصل و ضغط قفل الاسانصير عليهم و كمان ضغطه علّقه لوقت معين و شاور لمهاب مشيوا ..

مهاب برّق و هو بيبص عليهم وراه و بص على مراد اللى مشى ببرود قدامه : يخربيييتك يا مراد
مراد ببرود : احسن عشان ابنك يتربى .. انا اصلا معرفتش اربى
مهاب لسه مبرّق : بنتك هتختنق
مراد ضحك غصب عنه بثقه : ميبقاش إبنك لو متصرفش .. هيعملها تنفس صناعى متقلقش
مهاب ضحك بصوت عالى اوى و مشى و مهاب هنا بس قدّم خطواته معاه مشيوا سوا بيضحكوا ..

فهد نزل وراهم بعد ما اخدوا حلم ع القسم بس ملحقش .. طلع موبايله و اتكلم فيه و هو راجع و قفل ..
اتفاجئ بروفيدا قاعده ع السلم و دموعها نازله ..
راح عليها يلهفه مسك إيديها تقف : متخافيش ...صدقينى متقلقيش هى كويسه
روفيدا عيطت بصمت و هو ضمها عليه على صدره باس راسها : انا متطمن ان الموضوع بسيط ان مكنش فى موضوع اصلا
روفيدا : انت كنت بتكلم مالك ؟

فهد : لاء ده مراد و هو اللى طمنى.. ان الامور ماشيه على ما يرام
روفيدا مفهمتش : يعنى ايه ؟
فهد شدها عليه بغيظ : ما تخليكى ف حالك احسن .. شاغله نفسك بيهم ليه ؟
روفيدا : لا انا عايزه افهم .. يعنى ايه ده ؟

فهد اخد نَفس بغيظ : يعنى مالك كان عايز يتصافى بقا .. تقدرى تسميها معاهده سلام .. حلم كانت هتسافر .. بعد ما كانت هتموت عشان ترجعه دلوقت كانت عايزه تسيبله الدنيا باللى فيها بما فيهم عيالها و تمشى .. بغض النظر عن اللى حصل بس مالك لحد و هنا حس ان الامور مهما فلت منها كتير من إيديهم بس الباقى منها لو فلت مش هيرجع
روفيدا بذهول : و بعدين ؟

فهد إبتسم على ملامحها المذهوله : و لا قبلين .. زى ما قولتلك كان عايز قاعدة عرب
رةفيدا بصدمه : يعنى مالك هو اللى بعت ياخدها بالطريقه دى ؟
فهد ضحك : مش بالظبط
روفيدا : طب عاملها مفاجأه مثلا ؟
فهد بغلاسه : مش بالظبط
روفيدا ضربته بغيظ : ما تنطق يالا
فهد ضحك و هو بيمشى بيها على شقة مالك و حكالها اللى حصل ..

روفيدا برّقت : يخربيييتك يا فهد
فهد بصعبانيه : حرام عليكى انا بيتى ناقص خراب ؟
روفيدا ضحكت : اخوك لو عرف هيعمل منك المرادى بطاطس محمره
فهد ضحك معاها و هما بيدخلوا شقة مالك : ان عرف بقا
روفيدا مبتسمه و هى بتشقلب كلامه ف دماغها كإنها بتتخيله مثلا ..

فهد ضربها بخفه على قورتها كإنه بيفوّقها : متفكريش كتير .. واحد عايز يراضى حبيبته .. مش عايز اكتر من انه يتكلم و انا ساعدته غلطت بقا ؟ ذنبى يعنى ؟
روفيدا ضحكت و هى بتهز راسها ..
فهد بعتاب : على الله بس هى تخلى عندها دم و تقدّر
روفيدا ربعت إيديها و هى بتتعدل تقف قصاده : تقصد ايه بقا ؟
فهد كشر بطفوله : و انتى مالك انتى ؟ انا بقول حبييته ! انتى حبييتى ؟ هو احنا زيهم ؟

روفيدا كشرت بنفس ريأكشن وشه : و الله ؟
فهد هز راسه و هى فضلت تتلفت حواليها على حاجه تضربه بيها ..
فهد بص معاها و بيتلفت معاها و ضحك : لا هنا هتلاقى كتير .. فى بوفيه اهو و فى غاز و بلكونه و يمكن فى مسدس جوه
روفيدا برقت و فهد ضحك بصوت عالى اوى و راح عليها ضمها عليه باس راسها ..

روفيدا بصتله بغيظ و هو بيضحك اكتر : عايزه تجربى ؟ دول بالذات عندهم كتير من خيرات الله و نعيد السيناريو بقا انا راضى
روفيدا زقته بغيظ : تعالى معايا ناخد حلم و ياسين الاول مع مالك تحت و نبقى نشوف بعدها حكاية السيناريو دى
فهد فجأه وقف بضحكته و برّق : احنا هناخد حلم و ياسين مع الباشا اللى عامل دماغ تحت ده ؟

روفيدا هزت راسها اه برخامه و هى بتدخل الاوضه تاخدهم ..
فهد راح وراها بغيظ : احيييه ده انا كنت عايز اسرّبه زى القطط
روفيدا ضحكت جامد اوى و فهد بصّلها بغيظ : هو اللى يعمل خير ف البلد دى يجى على دماغه و لا ايه ؟ لا مش لاعب
روفيدا شالتهم و خرجوا : احسن احسن
عدّوا على باب غرفة النوم و لمحوها مواربه .. فهد بصّلها بفضول و راح عليها و من غير ما يفتحها قدر يشوفها من بعيد و اتسمر مكانه ..

روفيدا رايحه بإستغراب على وقفته و قبل ما تتكلم وقفت جنبه بذهول ..
الاتنين بصوا لبعض بصدمه و فهد بصّلها قوى : هو انتى قولتى ممكن مالك لو عرف هيعمل فيا ايه ؟
روفيدا اتكت على كلامها بضحكه مكتومه : بطاطس محمره
فهد قلب شفايفه : لا كده تقريبا هتبقى بطاطس مهروسه
روفيدا ضحكت اوى و اخدته يخرجه ..

فهد بيشد نفسه منها برخامه : ما تيجى نقضى الليله بدالهم
روفيدا رفعت حاجبها بغيظ و هو بيشدها : طب شويه صغننه
روفيدا بغُلب : عشان لا تحصل محمره و لا مهروسه و تتنفخ
فهد ضحك اوى و هى اخدته بالولاد و نزلوا شقتهم المقفوله من كتيير ..
مراد دخل عندهم مع مهاب بيضحكوا ..

همسه راحت عليه بتوتر و مراد فتح دراعه اخدها ف حضنه و باس ملامحها المكشره فكها : سبيها على الله
همسه بحب : يارب .. غرام مش هتعديها يا مراد و بصراحه حقها .. ابنك لازم يتربى
مراد إبتسم : و هى لسه هتربيه ؟ ما ربته و الصراحه عجبتنى رغم زعلى منك
همسه بزعل : حقك عليا .. بس حسيت انك انت اللى كنت محتاج ده مش هو.

مراد بغيظ : هى كانت عايزه توريله ان فى حاجات اغلى من الخلفه .. فى خساره اكبر و انه لسه مخسرش كل حاجه رغم انها كانت عارفه انها ممكن تخلف .. حقهل مقولناش حاجه .. و إبنك اتربى و لو مكنش فى عمليه كان هيرجع بيها ف حضنه بردوا .. السؤال هنا بقا انا مال امى ؟

همسه ضحكت بخفه على لهجته و سكتت بتوتر : كنت محتاجه انك انت اللى تلاقيها .. تدور عليها معاه و توصلها.. تلحقها .. انت طول الوقت خايف .. شايف نفسك جوه حكاويهم .. طول الوقت حاسس انك مش هتعرف تعملهم حاجه .. مش هتعرف تعمل لنفسك حاجه لو لا قدر الله خسرت حد مننا و ده اللى راعبك .. مكنش عندك ثقه ف نفسك .. كنت دايما حاسس انمك السبب .. انك فشلت و كل ده مجرد محصله لفشلك ..

كنت محتاجه اوريك جزء تانى من نفسك انت متعرفش عنه حاجه .. ان انت مش فاشل .. ان الواحد و هو تحت تأثير صدمه او ضغط مبيبقاش بطبيعته ف مينفعش يصدر على نفسه احكام معممه انه لمجرد غلط وقت ضغط يبقى هو غلط او فشل تحت ظروف يبقى دايما هيفشل .. وريتك نفسك من برا الحكايه و سيبتك و انا واثقه انك هتتصرف و هتلاقيها و هتوصلها عشان انت مش مضغوط زيه زى ما انت مش مضغوط زى ما كنت وقتها زمان
مراد بحب : و لو مكنش ده حصل ؟

همسه إبتسمتله بمنتهى الحب : كان هيحصل .. دلوقت او بعدين او بالطريقه دى او غيرها كان هيحصل
مراد : للدرجادى واثقه فيا ؟
همسه بحب : ف نفسى
مراد إبتسم : واثقه ف نفسك إنك هتقوينى و تسندينى اوصلها و بكده اوصل لثقتى بنفسى ؟
همسه بعشق : واثقه ف نفسى إنك هتتصرف من نفسك و بالصح ده .. انت ايه و نفسى ايه غير واحد ؟
مراد ضمها عليه بحب و باس راسها و اخدها و دخل الغرفه عندهم ..

غرام بتكمل لبسها و بتلف طرحتها و بتغيب و تخطف نظره سريعه لمارد من المرايه، شايفاه قدامها عيل صغير وقّع حاجته مثلا و واقف قدام أمه مستنى العقاب.. شويه صعبان عليها و شويه صعبان عليها نفسها..
أمها بتبصله بحب و بتبصلها و جواها دعوات صامته ليهم ..

مهاب جنبهم وقف : يلا يا ام مراد لو خلّصنا .. انتوا حبيتوا قاعدة المستشفى و لا ايه ؟
همسه كانت داخله مع مراد ف ردت ف نفس اللحظه اللى غرام ردت فيها : لا خلاص يلا
مهاب إبتسم لهم : لا احنا كده نرقّمكم بقا عشان كده حالتكوا بقت صعبه و الله
مراد إبتسم و بص لمارد اللى إبتسامته باهته و عينيه متعلقه بغرام اللى هاربه بعينيها بعيد..

مراد بص لغرام : يلا انتى ف عربيتى .. الواد ده سواقته هابله زيه و الدكتور محذر حتى من حركة المشى مش المواصلات .. ف
غرام قاطعته بإحترام : معلش يا بابا انا همشى مع بابا
مارد غمض عينيه بسرعه زى اللى كان مرفوع على راسه مسدس من بدرى و منتظر الطلقه ..
مراد راح عليها بحب : حبييتى.

مهاب شاورله : خلاص يا مراد هخدها هى و مامتها معايا و انتوا تعالوا ورانا
خرجوا و مهاب اخدهم فعلا ف عربيته و مراد اخد مارد بالعافيه و اتحركوا ..
ركبوا عربيته و همسه معاهم و روسيليا مشيت معاهم بإحراج بالعافيه و اتحركوا..
مارد عينيه عليهم لحد ما لاحظ مهاب بيمشى طريق تانى غير طريقهم ..
مارد بص لأبوه و زعق : رايح فين ده هاا ؟

ف عربية مهاب بص لغرام اللى ماسكه إيديه و متبته فيها كإنها بتستقوى بيه ..
مهاب إبتسملها بحب : حبييتى متقلقيش انا ماشى براحه
غرام بصوت مهزوز : بابا اذا هعملك مشاكل بينك و بين مراد و انا عارفه انكم صحاب ف انا ممكن.

مهاب قاطعها : انتى هبله و لا ايه ؟ مراد ه صاحبى و عمرنا ما زعلنا سوا لكن انتى بنتى حبيبتى و عمرى ما هزعلك عشان حاجه او حد .. خليكى متأكده من ده و خليكى متأكده انى جنبك .. انا من الاول لو مرضيتش اتدخل ف ده كان عشانك .. كنت عارف انك هتحلى امورك بسياسه زى ما دايما بتنجحى تعملى ده.. كنت خايف اى تدخّل منى و خاصة ف امور زى دى يعقدها اكتر ما يحلها و ساعتها انتى اللى تدفعى التمن.

غرام هزت راسها بإبتسامه خفيفه و رفعت إيده اللى ماسكاها باستها : ربنا ما يحرمنى منك
مهاب إبتسم و باس إيدها و ضمها عليها : متزعليش منه يا غرام .. الراجل مننا بيبقى عنده نقط كده معينه ممنوع الاقتراب منها .. و مارد زياده حبه بحكم الظروف اللى مر بيها و عاشها و ساعدت ف تشكيلته
غرام هربت بعينيها بعيد و سكتت ..

مارد فهم من الطريق انهم رايحين عند مهاب ف بص لابوه بغضب مهزوز ..
مراد : ممكن تهدى ؟ اهدى و كل حاجه هتتحل
مارد بصّله بنظره رغم حدة غضبها الا انها مهزوزه .. مشى وراهم لحد ما فعلا دخلوا بيت مهاب و ركنوا ..
 مارد قدّم يعربيته حلّق عليهم و نزل بغضب راح عليها : انتى رايحه فين هاا ؟
مراد نزل وراه بسرعه حاول يمسكه : براحه يابنى مش كده
فصلهم و مسك إيد غرام بحب : حبييتى.

غرام سحبت إيديها و إتكلمت بصوت مهزوز : معلش يا بابا خلينى براحتى .. انت عارف انا بحبك و بحترمك اد ايه .. بس ارجوك متضغطش عليا .. انا هكون مرتاحه اكتر هنا
مراد بص لمهاب كإنه بيستنجد بيه و مهاب إتدخل : حبييتى انتى تنورى بيت أبوكى ف اى وقت انتى و إبنك.

غرام صوتها خنقها بالعياط : ارجوك يا بابا .. لو سمحت انا هفضل يومين لحد ما ماما توضب الشقه اللى اخدتهالها من زمان و بعدها هتنقل معاها
أمها راحت عليها و حاولت تضمها بقلق : طيب ممكن تهدى .. الدكتور يا حبييتى قايل كل ده غلط عليكى .. الزعل و العصبيه و شدة الاعصاب دى .. احنا ما صدقنا ربنا بمعجزه كرمك.

غرام زعقت : ربنا كرمنى بفضله و فضلى .. انا اللى وقفت جنب نفسى محدش وقف جنبى ف لو سمحتوا متجوش دلوقت و تحاولوا تبقوا موجودين و تحسسونى ان انا اللى برفس النعمه
مارد لمس نقطة ضعفها و اللى هى وحدتها اللى ياما كشفتها قدامه و اتعشمت فيه يقويها ..
قرب منها بعشق و هى للحظه محستش بمحاوطته لها و محاولة ضمته ..

سحبت نفسها منه و اما حاول يقرب هى بعدت ..
مارد بمحايله : انا
غرام بغضب : انت زيهم .. كنت فاكراك هتطلع غيرهم .. كنت فاكره ربنا هينصفنى فيك
مارد بضعف : انا اسف يا غرام.. انا
غرام بوجع : انا اللى اسفه.. اسفه إنى ف يوم شوفتك مختلف !

همسه راحت عليها و غرام بعدت عن الكل بخنقه : انا عايزه ابقى لوحدى .. لو سمحتوا
بصت لأمها : اذا مبقتيش عايزانى زيهم ف انا ممكن اتصرف و متقلقيش عليا انا كويسه
أمها دمعت بعتاب : اخسس عليكى
مارد راح عليها : طب تعالى على بيتك و وعد منى مش هضغط عليكى و لا هضايقك و هتاخدى وقتك اللى عايزاه لحد ما نتصافى
غرام دوّرت وشها بعيد : لاء.

مارد بصوت مبحوح : طب انا اللى هسيب البيت لو محتاجه ده.. لو محتاجه ترتاحى زى ما بتقولى و راحتك دى بعيد عنى ف انا همشى يا غرام .. بس عايز اقولك إنى همشى و اسيببلك انا البيت اه بس مش هسيبك .. و عشان انا اكتر حد حاسك زى ما علمتينى ازاى احس بيكى من غير ما بتتكلمى زى ما عودتينى تعملى ده معايا هقولهالك .. ان البعد مش بيريح .. انا اما بعدت كنت عارف انى مش هرتاح بس متخيلتش ان الوجع هيبقى غير محتمل كده.. و اذا بعدت ف يوم ف ده كان عشان احميكى من الوجع حتى لو على حساب وجعى ف مش هجى دلوقت و اسيبك تبعدى و تدوقى الوجع !

غرام لحقت نفسها قبل ما تضعف و بصت لأبوها بإستنجاد : انا اول مره احتاجلك ف حاجه .. لو سمحت
مهاب حس انها صعبان عليها نفسها و محتاجه منه اكتر.. من محايلته اللى هتبرد قلبها .. من ابوها حنيته ..
قرب منها بحب و ضمها عليه : طب يلا .. بس خدى بالك انتى ف بيت أبوكى لحد ما تستكفى منه مش لحد ما تمشى مع آمك
غرام رفعت وشها من حضنه و إبتسمت اوى بعيون بتلمع .. شافت نظرة حب ف عيون أبوها محتاجالها..
مراد بصّله بغيظ : ده اللى ربنا قدّرك عليه ؟

مهاب بهدوء : خليها يا مراد اما ترتاح و نفسيتها و اعصابها يهدوا و ف الاول و الاخر ده بيت أبوها و عندك بيت أبوها
مراد بعتاب : و اما انت عارف انها عندى ف بيت أبوها مطاوعها ليه ؟ بعدين ده اسمه بيتها مش بيت أبوها
مهاب : معلش هى هتكون مرتاحه كده و انا ميهمنيش اد راحتها
مارد عينيه متعلقه بيها .. بتحايلها .. دمعه مكتومه جواها .. قرب منها و هى سحبت نفسها بعيد لحضن أبوها ..

مارد شد إيدها و زعق و هو بيضغط عليها : انتى مش هتمشى فااهمه ؟ انتى موعدتنيش بكده .. مش ده اللى اتعاهدنا عليا يا غرام .. انا غلطت ماشى .. غلطت و ابن ستين كلب بس مش دى النتيجه يا غرام .. مش دى ابدا .. انك تبعدى .. خلينا نعمل اى حاجه .. نتعاتب نتخانق نتحاسب ..اى حاجه غير انك تختارى نفسك و تبعدى كده
غرام زعقت بوجع : و انت اللى عملته ايه ؟ مش بُعد ! مبعدتش ؟ اللى بتعمله كل مره و كل خلاف ايه ! مش بُعد ! مش بتختار نفسك ؟

مارد زعق لمجرد شافها مقدرتش انه بيوجع نفسه عشانها : انا اختارتك انتى مش انا .. انتى.. لو بعدت ف ده عشانك انتى و لو اختارت اختارت راحتك انتى و اللى اتوجع انا .. يمكن انتى كان مريحك انك فاهمانى و حسانى لكن انا مكنتش مرتاح .. مكنتش مرتاح ابدا.

غرام عيطت : ده لو مره ..اتنين .. عشره .. لكن ده طبعك يا مراد .. انت كل ما بتقف قدامنا مشكله بتسيبنى قدامها و تهرب .. بتتخلى عنى.. بس عارف الحق مش على حد غير عليا انا .. انا اللى كنت عارفه طبعك ده و مجرباه و عشمت نفسى هغيّره يبقى استاهل.. كنت فاكره نفسى هقدر و مترعفتش .. بس انا قولتهالك قبل كده انك اما تلاقى نفسك كل مره بتعاتب نفس الشخص على نفس الغلطه اعرف ان ده طبع مش غلطه و الطبع مبيتغيرش .. انا اللى كان لازم اعرف ده .. انا اللى غلطت .. بس ملحوقه.

مارد زعق بصوت مهزوز اوى و هو بيشدها : ايه دى اللى ملحوقه ! هاا ! تصليح غلطتك ! دلوقت بقيت غلطه يا غرام ؟
مهاب قرب فصلهم من بعض و اما لقى مارد مصمم يشدها زعقله : كفايه بقا .. انت بتضغط كده على اعصابها .. انت ليه بتيجى عليها كده ؟ عملت ايه عشانها يا مراد تشيلهولك للحظات زى دى ! رصيدك عندها ايه هاا !

مارد بصّلها بعتاب و صوته اترعش : انا عريت نفسى قدامك من الاول .. قولتلك اللى لحد دلوقت بتكسف اواجه بيه نفسى .. وريتك ضعفى و ثغراتى و الحتت المرقعه من روحى .. قولتلك عيشت عمرى كله مفارق و مش محتاج اكتر من حد يتبت فيا .. كل ايد مسكتها سابتنى و مش محتاج غير ايد متسيبش ايدى و لا مره ف زحمة الظروف.. قولتلك مش عايز منك غيرك .. قوتك و ضعفك .. قولتلك محتاج تشيلينى و تشيلى مسئوليتى اللى عمر ما حد شالها عنى .. قولتلك .. قولتلك ..

صوتها اتخنق اوى و اتحاش و هى للحظه دموعها نزلت ..
بصّلها بحزن : قولتلك كتير بس كان واضح انك اخدتيه كلام .. مجرد كلام بيتقال بين اتنين حبيّبه فرحانين بخروجه و سهره و لا كلمتين بيتقالوا ف السرير
غرام قعدت و عيطت و هو بصّلها و بينهج .. كإنه بذل مجهود للكلام .. بيتنفس بشكل عالى اوى ..
مهاب بص لمراد اللى مش عارف يتكلم ..
غرام سحبت نفسها قدام دموعه دخلت جوه كإنها بتهرب ..

مارد شد كرسى من الجنينه و قعد عليه : و انا مش همشى يا غرام .. مش همشى ...خلينى بقا كده للصبح
مراد إبتسم و بص لمهاب اللى رايح عليه و مسك ايده وقّفه : تعالى
مهاب بصّلهم و بص لمارد و رد على مراد بقلق : بس غرام
مراد : انت خايف عليها منه ؟ انت بجد خايف عليها و على إبنه منه ؟

مهاب بتراجع : لاء بس
مراد اخد همسه ضمها عليه و شاور لروسيليا و ام غرام يجوا وراه ..
خرج من البوابه مع مهاب و اخدهم و مشيوا ..
مارد فضل مكانه كتير بعد ما مشيوا و الاخر قام راح ع باب البيت و لسه هيخط سمع صوت انفاسها مكتومه ..

سند ضهره ع الباب مكان ما سانده و رفع وشه لفوق و همس : و الله بحبك .. و الله انا عمرى ما عرفت انا بحبك اد ايه .. يمكن اكون مبعرفش احب .. يمكن اكون فاشل .. يمكن اكون متعودتش يبقى عندى حاجه املكها و اخاف عليها .. يمكن اكون غبى .. يمكن اكون انانى ف حبى ليكى .. يمكن اكون ظالم ليكى .. او مظلوم من الظروف.. مش عارف
غرام جوه كانت دخلت و نزلت برجلها ع الارض و سندت ع الباب ..

مارد من برا نزل ع الارض قعد بإرهاق : مش عارف.. بس اللى انا عارفُه كويس و متأكد منه إنك بالنسبالى وطن و علمونا ان الـوطن لازم تحميـه .. و لو معرفتش تحميـه مابتستحقـش تعيـش فيه
مراد اخد الكل و مشى ع البيت ..

ام غرام بإحراج : انا همشى بقا و
مراد إبتسم : متقلقيش على غرام .. هى كويسه و كده هتبقى كويسه اكتر .. انا واثق فيها
ام غرام بقلق : ربنا يهديهم
مراد إبتسم : مقدرش اقولك متشغليش بالك .. احنا حقيقى مبنعرفش نعمل ده .. لو مشغلناش نفسنا بيهم هنشغل نفسنا بمين بس ! بس حقيقى انا لو شاكك ان مراد هيزعلها او حتى مش هيعرف يراضيها كان لا يمكن اسيبها معاه
سكتوا و مراد موبايله رن اخده و قام بعيد رد لحد ما خلّص و رجع ..
همسه راحت عليه : فى حاجه و لا ايه ؟

مراد بزعل : مفيش .. قولى يارب
همسه سكتت شويه : مالك بردوا و حلم ؟
مراد بحيره : اخر شوطه ف الوقت الضايع .. ان صابت هتفرق و ان خابت هتطلع من الملعب و تطلّعهم
همسه بزعل : حرام عليهم نفسهم .. مراد كنت قولتلهم يمكن تساعدهم باللى هما مش عارفين يساعدوا بيه نفسهم .. جايز يكون غبائهم هو السبب مش فشلهم او غلطهم..

مراد : لازم يعرفوا الاول هما عايزين ايه يا همسه .. يعرفوا الاول بعدها حتة يقدروا او لاء دى اللى يتساعدوا فيها مش هتبقى مشكله يعنى
همسه بزعل : ده كانوا بيحبوا بعض كتير ..
مراد اتنهد بأمل : كانوا بيحبوا بعض كتير .. و مازالوا بيحبوا بعض اكتر من الكتير بكتيير .. بس كبرياء مع شوية غباء مع حبة عند ممكن يبقى نتيجتهم كارثه .. ساعات بتيجى مشكله من فجأتها بتبقى زى الكشاف اللى بينضرب مره واحده ف عين الواحد مثلا و هو بيسوق ف يعميه خالص ! بيغطى على كل حاجه قدامه و ميخلهوش يشوف ! فبيخبّط ! بيدوس على اى حد ف وشه !

كل حاجه بتتغطى قدامه مره واحده .. بيتشوش عليها ... من غير اي مقدمات .. هل بيبقى قاصد يخبّط ؟ او مثلا مبيعرفش يسوق ؟ لاء ، بس كل الحكايه الرؤيه بتنحجب قدامه ف بيتعامل و بمجرد ما الكشاف اللى انضرب ف وشه نوره ينطفى او حتى يهدى و يرجع يشوف بيتذهل من النتيجه اللى غالبا بتبقى من اللاوعى او بقوة دفع الموقف !

همسه بزعل : معرفش ليه بيحصل معاهم كده ؟ ايه الحكمه من كل ده ! ربنا اللى حطهم ف كل ده كان قادر ينفر قلوبهم من بعض و يساعدهم يبعدوا .. لكن دول حتى بيتوجعوا مع بعض و مش قادرين يبعدوا .. عاملين زى اللى ماسك بإيده حاجه مولعه و بتحرقه لدرجة مسكت ف إيده و لزقت في اللحم الحى .. ف بقى لا عارف يسيبها و لا قادر يستحملها..

مراد : عارفه يا همسه .. في حياتنا هنقابل مواقف كتير.. لحظات انكسار و لحظات قوه , أشخاص كتير , فرح و حزن , نجاح و فشل وتحديات و غيره كتير ..لكن اللي لازم نتأكد منه ان مفيش  مواقف او لقاءات عبثيه في الحياه ..كل موقف وكل شخص  ربنا حطه ف حياتنا لسبب ما في علم الغيب وممكن يكون هديه او عقاب او ربنا بيعلم الواحد شيء معين .. خليكى مؤمنه جدا بفكره ان ربنا بيختار الخير دايما حتي لو معجبناش..

مالك مع الرائد محمد ف المكتب شال الورق و حدفه بعيد : انا مش هصدق التخاريف دى
الرائد محمد رايح عليه و مالك زقه و هو خارج و زعق : ابعد عن وشى و الا متلومش غير نفسك .. انا متأكد ان الموضوع فيه ان غير حلم .. ان و هعرفها و ساعتها هيبقى حسابك معايا بعدين انا هتصرف
حلم جوه مع يونس وقفت بغضب تخرج..

يونس وقف معاها راح عليها حاول يوقفها : حلم ممكن
حلم زقته بحده و زعقت : ابعد عنى قسما بالله لا تتحاسب عن الهبل ده.. انا متأكده ان الليله دى فيها هبل تانى غير مالك و ساعتها هتعرف شغلك
بتخرج و بترزع الباب و يونس وراها اتفاجأت بمالك خارج بيزعق و الرائد محمد وراه ..
الاتنين وقفوا بالكلام فجأه و بصوا لبعض ف نظره زى البحر اللى ممكن يكون جواه خير و يكون جواه شر و زى ما بيدى خير بياخد غدر ..
مالك قرب منها بخطوات بطيئه و باصصلها قوى و دماغه ف حاجه واحده هى هنا ليه !!

مسك إيديها و شدها عليه و زعق : انتى هنا ليه ؟
حلم اتهزت بين إيديه و صوتها اتهز معاها : انت .. انت بتعمل ايه هنا !
مراد رد من وراهم و هو داخل : عشان انتوا الاتنين لازم تكونوا هنا
مالك إلتفت ع الصوت و اتكلم ف نفس الوقت اللى ردت فيه حلم : انت !
الاتنين اتنفسوا جامد اوى انفاس عاليه و بتلقائيه التفتوا لبعض بإبتسامه غريبه ..
مراد شاور للرائد محمد : كمل اجرائتك يلا .. انت هتتفرج عليهم ؟

مالك بتلقائيه مسك إيد حلم و راح عليه : انا متنازل عن حقى و انت عارف يا مراد
مراد بهدوء : بس ده مش حقك انت
حلم صوتها اتهز : انا مبلغتش .. مبلغتش
مراد : و لا حقك بردوا
حلم انكمشت بخوف تلقائى اول ما مالك حاول يسيب إيدها و رايح على مراد ..

مراد بهدوء : ده حق ربنا .. او طالما هنا اعتبروه حق القانون
شاور لمحمد اللى اخد مالك من وسط ذهوله و يونس بيقرب من حلم مالك فلت من محمد و زقه و هو باصصله بحده : ابعد إيدك يا يونس .. انت اتهبلت و لا ايه ؟

يونس بص لمراد اللى شاورله يمشى بيها..
مالك بص ليونس : ابعد عشان متخسرنيش
مراد شاور لمحمد اللى شد مالك و بيتحرك بيه لتحت و بص ليونس شو شاورله و حلم بتتحرك وراه بصدمه..
مالك محمد زقه ف الزنزانه و مالك زعق : انت اتجننت و لا ايه ؟ لو حد قربلها و رحمة ابويا ما هسكتله
مراد حطها ف الزنزانه اللى جنبه و شاور لمحمد قفل و شاورلهم هو و يونس يمشوا ..

مراد وقف قدام الاتنين : إحنا موجودين ف حياه بعض عشان نقف مع بعض مش نقف لبعض ! تفرق كتيير على فكره .. ف لما تقفوا لبعض كده يبقى كفايه لحد كده !
حلم بصت لمالك اللى ميل راسه بندم ..

مراد بهدوء : انا عارف ان اﻷخلاص فى حد ذاته محتااج طاقة احناا كبشرر مش هنقدر نوصلها بسهوله لكن خليكوا عارفين ان ربنا مبيحطش حد ف مواقف ميقدرش يتغلب عليها .. الله عارف انه عاطيك القدره على تجاوزها وتحملها .. الله لا يكلف نفسا الا وسعها ..
حلم صوت دموعها عِلى شويه شويه و مالك عينيه متعلقه بيها و كل ما دموعها تعلى و تزيد يضغط بإيده ع الحديد ضغطه من شدتها كإنه هيكسره ..

مراد متابع عيونهم كإنه بيقرا اللى جواهم : بطلوا كلبشه بقا .. اللى عايز يبقى هيبقى من غير كلبشه ! طالما عندكم طاقه حب حبوا نفسكوا اولى ! فى اللى بيموتوا من وجع قلوبهم .. من كتر القاسيه .. لكن محدش بيموت عشان جعان حب .. احنا محليتناش غير قلب لو إتبهدل يبقي عليه العوض و منه العوض
الاتنين بصوا لبعض كتير و مراد تمتم و هو ماشى : اجبر بخاطر اللي الظروف و الدنيا و الناس معنداهم يــارب ..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة