قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الخمسون والأخير

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الخمسون والأخير

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الخمسون والأخير

حلم شدت مالك بتحذير: انا هساعدها اه، هخرّجها بمزاجى، بس عارف لو قربت منك و رحمة ابويا لا ادخّلها تانى سجن مش هتطلع منه الا اما ادخل قبرى
مالك كتم ضحكته: بعد الشر يا روحى
حلم زعقت بهزار: عليا و لا عليها؟
مالك ضحكته طلعت و هو بيلف دراعه حوالين كتفها: عليكى طبعا.

حلم ضحكت بتراجع مع ضحكاته لحد ما بصلها بإعجاب: بس بردوا ليه؟ يعنى لو عايزه تساعدى والدتك ده حقك و مش هلومك و لا هجبرك تكملى القضيه او تساعدى امنيه حتى لو حد تانى هيساعدها او احنا مش هنسيبها، بس ليه فكرتى فيها و عايزه تمدلها ايدك و بالشكل ده، ده انتى تقريبا قدمتيها على حاجات كتير تخصك.

حلم اتنهدت بجديه: عشان ف الاول و الاخر هى غلطت زى ما كلنا بنغلط، عشان لو هنعيش عشان بس نجلد بعض اما نغلط يبقى هنعيش ف غابه و اخرها نتدفن فيها كلنا و ربنا مش هيرحمنا، ربنا مبيرحمش اللى مبيرحموش يا مالك
مالك ابتسملها على التغيير اللى بجد لمسه جواها، حس كإنه بيلمس درس كبير اتعلمته من محنتهم..

هزت راسها برضا: اه اتعلمت من غلطى يا مالك، و مش مكسوفه اقول غلطى، من لا يخطأ لا يتعلم و انا غلطت و ده حقى البشرى و حق ربنا انى اكون اتعلمت
مالك ابتسم: عارفه ان عينيا اللى حبتك من اول مره وقعت عليكى فيها مهما لفت مش هتشوف غيرك؟

حلم ابتسمت: اهى اول مره دى جزء من السبب اللى انت عايزُه اجابه لسؤالك ده دلوقت، عشان انت ف يوم من الايام كنت مكان امنيه دلوقت و لو كانت ايد اتمدتلك كان زمان خيوط الحدوته متكعبلتش ف بعض اوى كده، مش عايزين نموذج جديد يخرج متمرد ع المجتمع بالقوه القهريه اللى جوه امنيه دلوقت دى، انت لسه قايل اهو كده كده هنساعدها تخرج منها ف لو خرجت بقوتها و بإيدها إيدها دى هتهد ف اى حاجه تقابلها، انا مش خايفه منها لكن ف يوم اتكسرت كسره مشابهه لدى اما وقعت معاك و حسيت ان الظروف ىه اللى ظلمتنا و عارفه ان الواحد اما بيخرج من محنته لوحده بيخرج بقوه مضاده، لكن خليها تخرج بإيدنا احنا و ده لوحده قادر يكسر قوتها او ع الاقل يلجّمها.

مالك ابتسم اكتر و هى هزت ملامحها بغيظ ملهوش علاقه بعمق كلامها و لا جديته: و يمكن تهدى بقا و تتهد، على الله تهدى
مالك ضحك جامد و هى ضحكت معاه..
حلم بتحذير: بس بلاش الحكايه تتحدفلها من إيدك انت
مالك ابتسم بفهم لكلامها و هى بصتله: يعنى ع الاقل عشان متفهمش غلط، انك بتمدلها ايدك مثلا و ده هياخدها لسكه تانيه و ابقى زى اللى جات تكحل نفسها عمت نفسها.

مالك ضحك بمرح و هى ابتسمتله بحماس: انا اقولك مين اكتر واحد يقدر يبقى ف الصوره و هيرضى و ما هيصدق
مالك: مين؟

الكل قاعد على ترابيزه الاجتماعات و اللوا صالح قام بتعب من على مكتبه اللى كان قاعد عليه و ورق القضيه مفرود قدامه بعد حرب طويله مع السكوت، بس مقعدش..
وقف قدامهم على راس ترابيزة الاجتماعات و شبك كفوف إيديه ورا ضهره و للحظه ميل راسه بقلة حيله لاول مره مش عارف يعمل ايه، يخالف ضميره و يطاوع قلبه و لا يخالف قلبه و يطاوع ضميره!
مالك اغناه عن الاحراج و وقف بهيبه معتاده و راح عليه..

رفع راسه بحب و ابتسم بإحترام: اوعى تميل راسك ابدا، مش امنيه بس اللى بنتك، احنا هنا كلنا ولادك، كلنا بلا استثناء بنعتبر نفسنا عيالك، اه عيالك اللى كانوا و هيفضلوا قدامك عيال صغيره بتتعلم من ابوهم و هيعيشوا و يموتوا و هما قدامه ناقصهم علم، ف مش هيسمحوا ابدا انك توطى راسك لا بسببهم و لا اى سبب تانى و لا هيسيبوك
اللوا صالح صوته اتهز: بنتى يا مالك!
مالك بثقه: هتخرج.

اللوا صالح بضعف: دى بنتى الوحيده، غلطت، ضعفت، اتهورت، بس ده ميمنعش انها بريئه من جواها، مشاعرها حرّكتها و الله.

مالك هز راسه بتفهم: مش انت اللى هتقولى انا الكلام ده و لا حتى هتقول للناس دى ( شاور على ترابيزة الاجتماع ) دول عاشروها زيك و يمكن اكتر، و انا زيهم، دراسه و شغل و سفر و اد ما فشلنا مية مره نجحنا، عمرنا ما اتخلينا عن بعض و احنا سوا ف مهمه او سفرية شغل مش هنعملها دلوقت و هى لوحدها، انت ناسى الحدوته ابتدت منين؟
اللوا صالح هز راسه بحيره: طب القانون؟ الناس و الشغل و المجتمع و.

مالك سحب إيده قعده ع الكرسى بهدوء: طظ، طظ ف كل دول، من امتى و احنا بنحسبها بالحسابات دى!
اللوا صالح بصّله بإستنجاد: يعنى فى امل؟
مالك ابتدى يطمنه و بص ف ساعته بترقب: صدقنى ف امل
اللوا صالح هينطق الباب خبط..
مالك شاور ع الباب بمرح: اهو امل جه
مصطفى رفع حاجبه لمالك اللى شده و دخل، مارد دخل معاهم و الكل قعدوا على الترابيزه معاهم..

مالك شد وش مصطفى له و همسله: انت ليه محسسنى انى ماشى بيك ف الزفه؟ ما تتعدل ياض لا اغزك
مصطفى ابتسم بخفوت: منك لله، اقولك، انا اللى منى لله، انا ايه اللى دخلنى ف الحوار ده؟
مارد شد وشه له ناحيته و رفعله حاجبه بمكر: و الله؟ ده بجد؟

مصطفى بغيظ: ما كنت تتنيل تتصرف و ابقى اما تخرج احد فهالى زى الكوره ف ملعبى، لازم يعملى زفه و يقولى مش عارف ليه حاسس انى بزفك؟ انا مش عارف ليه مراد التانى مجاش مع اننا عرضنا عليه كل حاجه؟
مارد ضحك ببلاهه: قاضى الغرام!
مصطفى بغيظ: ماهو جه لحد عندى و قلب على على علوكا و اشرف كوخا
مارد ضحك بشكل مكتوم مع مالك اللى اتكلم: لا ماهو بردوا مكمل ف دوره بس انت اللى مش واخد بالك، هو يقدر يستغنى؟ امال بنزفّك ليه؟

مارد بمرح: انا ابويا ده منه لله و الله، انا حل من الاربعه، يا اعمله زار يطلّع الجن العاشق اللى جواه يا اعمله مقام و اللى عنده مشكله عاطفيه يروح يلف حواليه خمناشر مره يا اتبرى منه و اخلص
يونس رفع حاجبه قصادهم عالترابيزه التلاته: طب و الحل الرابع؟
مارد ببلاهه: لا ماعرفهوش.

انتبهوا للوا صالح اللى خلص لم اوراق القضيه من ع المكتب و راح على ترابيزة الاجتماعات معاهم و قعد..
الكل سكت و اما طال سكوتهم مارد نكز مصطفى من جنب، ثوانى و منطقش ف مالك نكزه من تانى جنب، سكت ببلاهه لحد ما الاتنين نكزوه ف وقت واحد..
مصطفى وقف بغيظ: لا ماهو مش طريقه دى، هاتوا شنيور احسن ف جنبى
مارد بغيظ: ما انت اللى حمار، ما تنطق ياض لا اغزك ف جنبك
مصطفى بص للوا صالح ببلاهه: اقول ايه؟

مارد حط إيده على وشه بغلب و مالك ضحك غصب عنه: يابنى و الله الصحه ما بقت مستحمله، اخلص لا اخلّصك انا.

مصطفى بص للوا صالح اللى ضحك غصب عنه ضحكه خفيفه: بس يا عمى
مارد برق و هو بيرفع وشه قدامه: عمى؟
مصطفى بمرح: انا جاى افك الكلابشات من ايد بنتك
مارد ببلاهه: تمام
مصطفى بمرح: عشان اكلبشها انا و اهو كلبشاتى مش هتبقى زى كلبشات الحكومه و بارك الله فيما رزق و السلام عليكم
مارد برق قدامه: منك لله
مالك ضحك و شد مصطفى وقّفه بعد ما قعد: مش ده مش ده، انت فتحت الكتاب من ورا ليه؟ انت احول؟

مصطفى وقف تانى بكوميديا: طب بص يا عمى
مارد رفعله حاجبه: بردوا؟
مصطفى بخفه: انا اخرّج بنتك من الزنزانه المحبوسه فيها عشان احبسها ف بيتى
مالك المرادى هو اللى حط إيده على وشه بغلب و مارد اللى ضحك غصب عنه لمصطفى: منك لله، اقولك انا اللى منى لله
مالك شد ايده قعّده بغيظ: ياريتنى ما جيبتك انا قولت هتسوحنا
اللوا صالح ضحكته عليت شويه اما حس فرحه جايه من بعيد تطمنه: و الله يابنى لو تعرف انا هدهالك بالضمان.

الكل ضحك اما مصطفى مد إيده ببلاهه: طب نقرا الفاتحه بقا
مالك مد إيده بسرعه شد إيد مصطفى و لف ايده التانيه عليه ورا ضهره، و مارد حط إيده على وش مصطفى ببوقه يكتمه و لف دراعه زى مالك وراه..
و مالك اتكلم للوا صالح: احنا قعدنا مع بعض و حطينا حل
مصطفى بيرفس بين إيديهم و مارد كمل بمرح: و ان شاء الله الامور تتصلح و ربنا يسامحنا ع الجريمه اللى هنعملها ف حق المجتمع دى.

مصطفى رفع راسه من بين إيديهم: مش اتفقنا ان الحل بتاعى و انا اللى هتنيل اتلحلح بيه يمكن النحس يتفك
يونس وقف قصاده بمرح: لا ما احنا غيرنا رآينا عشان سمعة الداخليه اللى مش هتسامحك على انك سوحتها.

خرجوا لمكان حبس امنيه و التحقيقات، مالك عدّى على مكتبه اخد حلم معاه و بسهوله قدر يسهل الطريق يدخلولها..
امنيه رفعت وشها بتعب على صوت باب الزنزانه بيتفتح و استغربت..
للحظه استغرابها اتحول ذهول قدام وقفة مصطفى قدامها، مش عارفاه ذهول من وجوده و لا من حاجات كتير مأخدتش بالها منها قبل كده رغم لقاهم الكتير قبل كده!
مصطفى كعمش وشه بغيظ: مش هتقوليلى اتفضل؟

امنيه ميلت راسها بين ايديها بإستسلام مصطفى حسه و اتنهد بإرتياح لكونه مش احباط على حاجه مش جايه..
قدم خطوتين بس و وقف ببلاهه: طب تعالى اشب شاى، قهوه، انتى بخيله اوى مش زى ابوكى.

مارد همس لمالك برا: تفتكر هيسوّحنا؟
مالك بصّله بجنب عينيه و مارد هز صوباعه: لاالا ميعملهاش، هو مش بأف و اهبل ف نفسه بس مش هيسوحنا، صاحبى و انا عارفُه
مالك بسخريه: يا خوفى لا يخبطها بطفاية حريق على دماغها و نخلص
حلم ببلاهه: او مسدس زى واحد هنا، انت اخدت سلاحه؟
مارد برق و مالك حط كفه ف وشه بغيظ و لف دراعه عليها بغيظ و زق مارد لورا..
امنيه جوه رفعت وشها بخزى: ابويا.

مصطفى اتقدم لعندها و قعد جنبها بمرح: مصالح، اه مانا روحتله شربت معاه شاى و الشهاده لله مش بخيل ده وعدنى هيدينى الضمان
امنيه رفعتله حاجبها و هو بصلها ببلاهه: تفتكرى الضمان ده هيبقى كام سنه؟
امنيه هتتكلم هو سبقها بمرح: اصل انا بزهق الصراحه بسرعه
مارد ضحك برا لمالك ببلاهه: مش قولتلك هيسوحنا، صاحبى و انا مش عارفُه
امنيه جوه ضحكت بصوت مبحوح غصب عنها ضحكه خفيفه: و انت روحت لابويا ليه؟

مصطفى بمرح: هو اما واحد يروح لابو واحده يشرّبه شاى بيبقى ليه؟ متسول مثلا؟
مارد بص لمالك بغيظ: اديله مسدسك، اديله مسدسك
امنيه بترقب: انت، انت
مصطفى دندن ببلاهه بصوت بيعلى مع الكلام: انت انت، يا حلو انت، سبب عذابى و هنايا انت
مارد حط إيده على وشه بغلب لمالك اللى ضحك بيآس: لا انا مش هتفاجئ خلاص
امنيه ضحكت بخفه لحد ما خلته يضحك معاها..

مصطفى بلطافه: طبعا لو فاكره انى واطى و جاى اساومك على انى اساعدك مقابل اخدك بضمانك بسلاطاتك ب بابا غنوجك يبقى غلطانه، لا يا مدام
امنيه برّقت: مدام!
مصطفى ببلاهه: بإعتبار ما سيكون يعنى، المهم لست انا الراجل ده، قصدى، اسمها ايه، اه، لست انا هذا الرجل، لست انا هذا الرجل
امنيه ابتسمت و هو كمل ببلاهه: انا الراجل اللى جنبه، ايوه الاوطى بشويه، انا هاخدك من غير لا اساومك و لا اخرّجك، انا هتجوزك هنا.

امنيه برّقت على صراحته اللى فاجئتها: نعمم!
مثطفى ببلاهه: اه و النعمه، اصبرى قبل ماتفتحى بوقك افهمك، انا الصراحه هديكى حاجه نفسى فيها من زمان هتقعدنى جنبك هنا ف الزنزانه قاعده نفسى فيها بردوا من زمان
امنيه بترقب وقفت: حاجة ايه؟
مصطفى شد ايدها قعدها بمرح: وقفتى ليه يا شيخه؟ اقعدى اتخضيتى ليه؟ انتى فاكره ايه؟ ده هى علقه
امنيه برّقت: علقة ايه؟

مصطفى بمرح: علقه افتحلك دماغك و يبقى شروع ف قتل شبه بتاعك كده و نتلم على بعض ف زنزانيه محندكه زى دى و نجيب قتالين قتلى صغننين
امنيه هتندفع ف الرد بغيظ و هى بتقوم شدها قعدها: اترزعى بس، انتى اللى عليكى واقف؟ ماهو انتى شكلك فقر و مش هتخرجى ف ادخلك انا
امنيه هتقوم بهجوم شدها قعدها: انتى عليكى جن واقف يا روحى؟ اتهدى بقا خلينى اكمل
امنيه قعدت بغيظ: اتفضل كمل
مصطفى ببلاهه: لا مانا خلصت، اقفى بقا.

امنيه كوّرت ايديها بغيظ و هو ضم كتافه على بعض بخوف مصطنع و ميل راسه وسطهم..
امنيه بغيظ وقفت ناحية باب الزنزانه المفتوح: اطلع برا، اطلع برا
مارد بص لمالك بغيظ: طفاية الحريق، اديله هو المرادى طفاية الحريق خلينا نخلص
مالك لف وشه له و ضحك بخفه و مارد شده وراه و مسك طفاية الحريق و مد ايده بيها ف خبطت ف امنيه اللى لفت وشها و اتذهلت من الطفايه اللى لقتها ف إيدها و من وجود مارد و مالك و حلم..

مارد ضحك بمرح لمالك اما لقى نفسه اداها هى الطفايه: احييييه
رجع بالطفايه لمالك اللى ضحك و هو بيشدها منه و مارد بص لامنيه بمرح: دى مش ليكى، ده تاكسى معدى من جنبيكى.

امنيه ضحكت غصب عنها على هزارهم اما شدوا مصطفى عليهم و مالك همسله بهزار: عايز تخلف هنا يا فاجر؟
مارد شده ناحيته بهزار: مش قولتلك صاحبى و انا عارفُه؟ على حافة الهويه بس مستنى زقه و يسوّحنا
بونس دخل وسطهم و شده منهم: ما تسيبوه يا جماعه يمكن النحس يتفك و احصّله
مالك وقف بمرح و بص ليونس و رفع حاجبه اليمين: عارف النحاس؟ انت انحس منه.

مارد رفع حاجبه الشمال و بص لمالك و هو رايح على مصطفى: انت كنت سنجل اه بس صامد وسط الاف المتخزوقين حواليك
مالك شد مارد و اتحركوا يخرجوا: يا بنى سيبه محدش بيموت ناقص خوازيق، اللي مكتوبله خازوق هياخده هياخده
مارد رجع بمرح لمصطفى: اضحك اضحك بكره هتضحك احلى ضحكه، عارف الضحكه بتاعة انتى فرحه جات لعندى بعد عمر من التعب؟

مصطفى هز راسه ببلاهه و مارد حرّك ملامحه بإستفزاز: لالا مش دى، اهى الضحكه اللى جنبها، بتاعة خيبتك، ده احلى ضحكه بتطلع اللى بتضحكها على خيبتك
مصطفى زقهم بغيظ لبعيد و هما بيقربوا برخامه كل ما يزق حد فيهم التانى يقرب بإستفزاز..
سابهم بيضحكوا و قرب من امنيه بهدوء مبتسم: بصى بقا يا احلى خازوقى
امنيه بصتله بغيظ و هو مسك صوباعها اللى شاورت بيه ف وشه: احلى خازوق ده و لا ايه!

امنيه اخدت نفس تتكلم هو قاطع نفسها: انتى يا ستى كنتى جزء من خطه اتعملت لحل مشكله.

امنيه بصتله بترقب و مصطفى كمل بهدوء: حلم مكنتش موجوده زى ماهى فعلا مكنتش موجوده و مالك كان بيدور عليها زى ما كان حقيقى بيدور عليها قبل ما يوصلها بس المختلف بقا ان هو ملقهاش ف لجألك، لجألك حبكتوا خطه بسيطه تلقوها بيها خوفاً من ان يكون ثروت اذاها او حتى ابوها حاول يبعتلها حد يأذيها تانى زى ما حاول يآذيها قبل كده و هو بيترحّل، هتعرفوا ده ازاى؟
امنيه: بس، بس مش ده اللى حصل، آآ.

مصطفى كمل كإنه مسمعهاش: مالك طلب منك تروحى لوالدتها البيت تسآليها عنها او بمعنى اصح تستدرجيها، لكن هناك والدتها اتجاهلت كلامك و طلبت منك توفريلها زياره لجوزها او طليقها ده، انتى كلمتى مالك اللى قلق من طلبها و شك ان يكون فعلا لهم يد ف اختفاء حلم، رسم خطه يواجههم يمكن يوصل من مواجهتهم لبعض و حوارهم لحاجه عن مراته اللى مش لاقيها، و اخد اذن نيابه بس من مراد عشان مش هينفع ابوكى، عشان هيستدعوه يسألوه و شهادته هتبقى مجروحه.

امنيه سكتت بتفكير: مفيش اذن، آآ
مصطفى كمل: اتعمل خلاص، المهم واجهتوهم و طبعا مكنش ف حساباتك تعمل ده بس حصل اللى حصل اثناء تتبع الموقف من بعيد اللى ملحقتيش تلحقيه
امنيه بقلق: و سلاحها اللى كان معاها؟
مصطفى بإستفزاز: لا دى هتشيليها
امنيه بصدمه: نعم؟
مالك اتدخل يتكلم مصطفى حجز على كلامه: هتشيليهاا
امنيه بصت لمارد بمحاولة فهم و مارد حاول يقرب منهم و يتكلم مصطفى منعه: هتشيليها.

بص لمالك و مارد وراه بهدوء نسبى ببراءه مصطنعه: هو انا مليش نفس احط التاتش بتاعى زيكم و لا ايه؟ ما انتوا من الصبح عمالين تعيدوا و ترتبوا ف الحوار من اساسه، انا بقا الحته دى مش عجبانى، مش هنشيّل حد حتة دخولها بالسلاح غيرها
مالك برفض: انت هتتحكم من دلوقت؟ يبقى عملنا ايه بقا؟

مارد بص لحلم اللى غيرتها غيّرت ملامحها و نطقت بلهجه مريبه لمالك: و انت محموق ليه بقا كده؟ واحد و مش عايز مراته تشتغل؟
مالك اتوتر من لهجتها و هدى و هو بيضمها عليه بتفهم: حبيبتى مش قصدى، انا بس وعدت صالح نقفل الحوار من غير خساير، بعدها يعملوا اللى عايزينه
حلم هزت راسها بتفهم لكن ملامحها بتزعقله بصمت و هو ابتسم لجنون غيرتها اللى واحشاه..

امنيه بصت لمصطفى كتير على جملة حلم اللى غريبه على ودنها نوعا ما مراته! و مش هتشتغل!
مصطفى بص لأمنيه بهدوء: مش هيحصل حاجه غير انهم
امنيه بقلق: انهم ايه؟
مصطفى ببساطه: هيعتبروه اهمال من سيادتك، اهمال مهنى و طبعا انتى عارفه ان الاهمال ف شغلنا ده غلطاته بفوره، عشان كده مبيتعداش
امينه بحذر: هيحصل ايه؟
مصطفى ببرود: و لا حاجه، هيحولوكى للشئون الاداريه بس
امنيه زعقت: نعممم؟

مصطفى شد مالك وراه بخفه: يلا يا عم انا قولت كده بردوا.

امنيه بغيظ: ماهو انا مبحبش اسلوب لوى الدراع ده
مصطفى لف وشه لها بمرح: و الله و لا انا، بس اعملك ايه و انا اول حاجه عرفتها عنك ان مخك صرمه
امنيه ضربته بضهر إيدها على صدره: ماتغلطش
مصطفى مسك إيدها بحده: ايدك لو اتمدت تانى عليا
امنيه كعمشت ملامحها: اييه؟
مصطفى ببلاهه: هبوسها
باس ايدها و نزّلها بمرح: امال فاكرانى غشيم هقطعهالك و اخليكى ام ايد مسلوخه؟
امنيه ضحكت بغلب و هو ابتسم بمشاعر غريبه لضحكتها..

امنيه بترجى: طب ممكن
مصطفى بهدوء: لاء، لو الموضوع مفتوح عقلك مش هيرحمك و انا عارفُه جزمه، هيقعد يقولك بيتحكم فيكى و بيبيع و يشترى فيكى و يساومك و عايز يعمل طُب عليكى ف شغلك اللى هو اصلا شغلى انا كمان و هينقح عليكى عرق الست المصريه الاصيله و حقوق المرأه و و و.

امنيه مكنتش مستنيه من نفسها تقتنع بسهوله و لا بسرعه كده، بتحاول تقنع نفسها انها مجرد بس عايزه تخلص من الورطه اللى هى فيها و ده مجرد جزء من عقابها على غلطه كبيره هى معترفه بيها، لكن من جواها عارفه ان لا عايزه تخلص من الورطه و لا عقاب بتتقبله!
هزت راسها بقبول لمصطفى اللى عدل ياقة قميصه لمارد وراه اللى غمزله..
خرجوا كلهم من عندها و قبل ما يختفوا امنيه نادت بصوت متردد: حلم.

حلم غمضت عيونها و هى ضهرها لها و طبّقت قبضات إيديها بعنف..
رغم انها كانت ف حضن مالك الا انه اداها كافة حريتها ف رد فعلها..
حلم لفت وشها لها بهدوء غريب على ملامح ثايره: متطمعيش ف اكتر من اللى اخدتيه دلوقت و على فكره ده عشان نفسى مش عشانك، مالك كان محتاجلى اكتر و انا كنت عايز اشبعه اكتر ف وصّلتله بيكى احساس انى كنت و مازلت واثقه فيه قدام اى حد و اى حاجه.

مصطفى وشه اتضايق بس معلقش و امنيه فركت إيديها بتوتر و هى بتقرب منها: انا لو طمعانه ف حاجه ف هى انك تسامحينى، حقيقى اسفه مش كفايه على كل اللى حصل لكن، لكن فى حاجات مبنعرفش نعمل قدامها حاجه غير الاعتذار
حلم اخدت نفس ورا نفس بشكل سريع و عالى و مالك اتدخل يقفل الحوار: سيبيها للظروف يا امنيه، المهم سلامتك من هنا
حلم تمتمت ورا كلامه و هى بتتحرك بيه لبرا: سيبيها على الله.

امنيه بعد ما مشيوا بصت وراها لمصطفى اللى حاطط ايده ف جيوبه و بيحرك رجله ع الارض..
قربت بحذر: انا، انا بس كان لازم اعتذرلها، و، يعنى اصل
مصطفى رد بهدوء: مش عيب نغلط، العيب اللى بجد لو مكنتيش خدتى خطوه لورا حتى لو كانت اعتذار صامت او لنفسك، اوعى تغلطى ف حق نفسك تانى، انتى غاليه اوى
امنيه بتوتر: بلاش، بلاش يا مصطفى
مصطفى ابتسم: متقلقيش، هاتى ايدك و اتحركى معايا و انا كفيل بأى حاجه.

امنيه بتردد: مش شايف ان قرارك ده مستعجل؟ او قصدى مفاجئ؟
مصطفى ابتسم و شرد ف اول مره اتقابلوا ف قضية مالك: مش يمكن متآخر؟
امنيه حاولت تفهم اللى مصدقتهوش ف بصتله بصدمه: آآ.

مصطفى طبطب على ايدها اللى بين إيديه: انا سيبت كل حاجه لوقتها وانا واثق لو ليا نصيب فيها هخدها حتى لو بينى و بينها الف حيطه و حيطه، و عايزك تعملى زيى، سيبى كل حاجه لوقتها، جرحك، مشاعرك، قلبك، حبك!

امنيه بتوتر: بس، بس انا هبوظلك مستقبلك
مصطفى ابتسم بمرح و هو ماشى: احياة ابوكى يا شيخه لو لقتيه ابقى ورينى ملامحه قبل ما تبوظيه.

ابتدت التحقيقات من تانى و اللى مكنتش تشمل اكتر من امنيه و ده اللى كان مسهّل طريقها، ثروت كان شايل القضيه بكل التسجيلات و الادله اللى ضده، هامر و اتقتل و هند و اتحولت على مستشفى الامراض العقليه..
المحقق بص لامنيه بتفحّص: بس انتى مقولتيش الكلام ده قبل كده رغم التحقيقات الكتير معاكى؟

امنيه نقلت عينيها بتوتر بينه و بين هيئة التحقيق قدامها بصوت مهزوز: آآ، انا بس كنت متاخده، متوتره من الحاجات اللى وقعت ورا بعضها بسرعه، زى ما قولت لحضرتك مكنتش عامله حسابى ان كل ده هيحصل، انا قولت هدخّلها لطليقها و اكيد هنوصل لحاجه من مواجهتهم لكن، لكن اللى حصل صدمنى ف عقلى وقف.

المحقق بهدوء: طب و السلاح اللى كان معاها؟ احنا لقينا معاها سلاح و المعمل الجنائى اثبت انه تبع جوزها و انه كان ف شنطتها من قبل ما تدخل
امنيه اتوترت جدا و صوت مصطفى رن ف ودنها، مكتوب عليها خساره و لازم تختارها، الكل ف النهايه اخد الا هى بتخسر!
عينيها اللى شردت ف تفكيرها ده و هى بتلف حواليها بزوغان وقعت على مصطفى من ورا القزاز برا و اللى كان متابع الحوار معاها من حركة شفايفهم..

حط إيده على وشه بمجرد ما نطقت بخواء..

مارد قاعد بتوتر ع الكرسى قصد غرام اللى رغم انها مش جانبه و قصاده الا انها بتطمنه بإيدها اللى مداها ماسكه ايده و بتضغط عليها كل ما تتهز كإنها بتشحنه طاقه..
الدكتوره بصتلهم بإبتسامه عمليه: تحاليلك كويسه يا مدام غرام
مارد بتوتر: ليه كل التحاليل دى؟ كتير اوى!

الدكتوره بهدوء: عشان ده حمل مش طبيعى، زى ما بنسميه بالمصطلح الطبى كده صناعى او مزروع، يعنى محسوس، بنحتاج كل شويه نبص على الوضع كله من جوه و نتطمن ان كل حاجه ماشيه زى ما اترتبلها
مارد هز راسه برضا نوعا ما و هى كملت بتآنى: و بصراحه انا كنت محتاجه، محتاجه اشوف حاجه و
مارد بإندفاع: حاجة ايه و تشوفى ايه! فى حاجه و لا ايه؟

غرام ضغطت على إيده بقوه و مع وقفته وقفت هى كمان للدكتوره اللى اتحركت شدت الستاره لسرير الكشف: طب خلينا نشوف بالسونار الاول بعدين نتكلم.

غرام اتعدلت على سرير الكشف بعد ما مارد ساعدها و الدكتوره كملت فحصها بهدوء لحد ما بصتلهم بإبتسامه مريحه: ليه القلق ده كله؟ انا مقولتش ان فى حاجه مقلقه للدرجه دى، ع العموم هو بس كان الكيس منتفخ او نقول اكبر من الحجم الطبيعى و برغم اننا كنا زارعين اكتر من بويضه لكن كنت محتاجه اتآكد لان مش ف كل حالات الزرع بيتخصب العدد كله لكن الحمد لله.

غرام ابتسامتها وسعت جدا جدا و صوت انفاسها بقى عالى قدام مارد اللى بيبصلهم ببلاهه كإنه مش فاهم او هو اللى خايف يفهم!
الدكتوره لفت الشاشه بالكرسى وجهته و إبتسمت: ده الجنين الاول و ده شكل دماغه، دى دراعاته و ده عموده الفقرى و
مارد تمتم بهمس: الاول!
الدكتوره ضحكت بهدوء: انت لسه مستوعبتش كلامى و لا ايه! تؤم..

مارد ابتسامته وسعت جدا جدا اما خطف الكلمه صريحه و مباشره، طول عمره تعب من اللف ورا كل حاجه ف حياته، محبش اد المباشره..

اتحرك من جنب سرير غرام لتانى ناحيه جنبها بردوا بس جنب الدكتوره و عينيه اتعلقت بالشاشه، محسش بنفسه و اصابعه بتتحرك برعشه عليها و بتمشى عليهم تفصيله تفصيله، غمض عينيه و اخد اطول نَفس ممكن يتاخد، النفس اللى دايما بناخده لحظة الوصول اما بيكون المشوار صعب و طويل، النفس اللى بيتخطف لحظة ما بنلف دراعنا ننزّل الشيله من على ضهرنا و نحطها..

جسمه اتهز بعنف و هو لسه مغمض عينيه على صوت النبض اللى الدكتوره شغّلته، إبتسم بجنون ابتسامه بتوسع ببلاهه و بتزيد لحد ما بقالها اصوات ملخبطه مش معروفه اصوات انفاسه و لا قلبه..
محسش بيها و لا حس بنفسه و هو بيميل للارض يسجد برضا، رضا محسهوش من كتير، حتى اما رجع لاهله، لبيته، اما اخد غرام، رضا من نوع غريزى!

امنيه عينيها اللى شردت ف تفكيرها ده و هى بتلف حواليها بزوغان وقعت على مصطفى من ورا القزاز برا و اللى كان متابع الحوار معاها من حركة شفايفهم..
حط إيده على وشه بمجرد ما عيونها دمعت و حس للحظات انه بيضغط عليها قبل ما يرفع إيده ابتسم براحه اما نطقت..

امنيه بضعف: انا، انا الصراحه متخيلتش انها معاها حاجه زى دى، فتشتها اه لكن بشكل عشوائى، حتى، حتى هى عشان عارفه كانت ناويه على ايه و مرتبه لأيه عرفت تستغل وجودى
المحقق: ازاى؟
امنيه بتوتر: ادتنى شنطتها و حاجتها و احنا داخلين ف لحظه سريعه و بان عليها التعب و انها هتقع، و انا رجّحت ده من الموقف اللى قولت اكيد صعب عليها، بين جوزها و طليقها و متخيلتش اللى وراه
المحقق نوعا ما اقتنع: طب مدخلتيش معاها ليه؟

امنيه: مكنتش هتقول حاجه قدامى و انا، انا زى ما مالك قالى كنت موجوده عشان اسيبهم يتكلموا عشان افهم انه له علاقه بإختفاء حلم او لاء
المحقق: مالك كان فين؟
امنيه بتوتر: كنا متفقين اروحله المكتب بعد ما تقابله او اكلمه
المحقق: و طبعا بعد اللى حصل الموقف خلص
امنيه: و عرفت انه وصل لمراته.

المحقق سجل اقوالها و قدمها لهيئة المحاكمه اللى اخدت ايام تتحقق من اقوالها، الحوار كان عشان متفصّل كان متظبّط جدا..
بعد الكشف الجنائى انعقدت محاكمه للكل..
مالك بص لحلم بترقب و هى بتتحرك قدامه ف الاوضه بعد ما صحيوا من النوم..
مش عارف ينطق، يخطى بيها و لا يمنعها تحضر!
حلم عافته من الحيره دى بمجرد ما ملامح حركتها بتوضح شويه شويه بعد ما ادت حلم و ياسين حمام و خرّجتهم غيرتلهم و سابتهم ع السرير..

ابتسمت لمالك بهدوء مهزوز: خد بالك منهم لحد ما اخد حمام بسرعه و البس
مالك ابتسم بتوتر و قرّب جنبهم و هى دخلت اخدت حمام و لبست و ساعدته يلبس و خرجوا..

مصطفى و مارد و مالك و حلم و يونس و اللوا صالح و مراد و الكل منتظر بترقب..
امنيه دخلت وسط حراسه محاوطاها، عينيها لفّت ع الكل ببطئ غريب كإنها بتمتن او بتعتذر!
لاول مره من سنين طويله عيونها تعدى من على مالك و تتخطى بهدوء بدون اهتمام او حتى تجاهل! كإنها يا كانت مغمضه و فتّحت شافت غيره، يا كانت مفتّحه و غمضت على غيره جواها!

مالك ابتسم براحه، هو عاشق و عارف شكل الاحاسيس دى، رفعلها صوباعه لفوق و غمزلها لاول مره و هو مش خايف و هى عملت زيه، حلم شدت إيده نزّلتها بغيظ و هو بصّلها بعشق على غيرتها ف رفعت هى إيديها لامنيه و رفعت صوباعها و ابتسمت، مالك لف دراعه حواليها و ضمها بإبتسامه مشرقه و باس راسها بعشق..

امنيه لاول مره بعيونها اللى شافتهم تبتسم و تهز راسها برضا، اتخطتهم و شافت جنبهم يونس اللى غمزلها و ضم كفوف إيديه لبعض و ضغط كإنه بيسلم على نفسه و هى فهمت انه بيشددها ف هزت راسها بإمتنان..
عيونها راحت ع ابوها و اعتذرت بصمت و هو قرب بلهفة اب ضمها ف لحظه غريبه من وسط الكل، حطت وشها على كتفه براحه و بترفع عينيها اتعلقت بمصطفى اللى غمزلها بإطمئنان كإنه بيديها طاقه..

ابتسمت بتوتر من جواها مالهوش علاقه بالموقف براها..
مارد نكزه ف جنبه و هما بيتحركوا لجوه يقعدوا: ما خلاص يا عم النحنوح، قولنا حبة نيله و البت هتدوب، لكن انت كده طيرت ف سماء المحن و البت هتسيح، و ده خطر ف الحر اللى احنا فيه ده
مراد حط إيده على وشه و ضحك بغُلب: ما تخليك ف حالك.

مارد رفع حاجبه لمصطفى اللى قعد يمينه و نزّل حاجبه و رفع التانى لمراد شماله و ميل على ودنه: عارف انا روشتاتك دى، طب و الله لا اكون عاملك زار ف اخر ام الروايه دى
مراد بسرعه لف دراعه على كتفه و وصل بكف إيده لوشه كتمه بيه بغيظ على الاصوات اللى ابتدت تهدى على دب هيئة المحكمه..
اتعرضت تفاصيل التحقيق و اتطلب شهادة مالك..
مالك وقف بهدوء و حكى كلام امنيه اللى كان مترتب معاها عن سابق..

المحقق: ليه متصلتش بآمنيه وقت ما وصلت لمدام حلم مدام وصلتلها من غير ابوها و امها؟
مالك: عشان كان ف نفس التوقيا تقريبا، نفس اليوم يعنى، فمهتمتش بحاجه غير مراتى و ولادى اللى مكنتش عارف هما فين و كنت هتجنن، ف نسيت اى حاجه غيرهم، ده غير انى يومها اخدتها ف لحظتها للدكتوره بتاعتها اتطمن انها كويسه و عقبال ما خلصت و رجعت ع البيت جالى الخبر.

المحقق: سبق و مدام هند والدة مراتك اتعرّضتلكم بالعنف
مالك: عنف؟ احنا مكنش بينا علاقه تفصيليه اصلا عشان نوصل لكده
المحقق: يعنى هددتك او هددت بنتها مثلا؟ حاولت التعرض لحد منكم؟ هددت المدام بوالدها او عبرت بكلام يفصح عن نيتها له بالقتل او العنف!
مالك بص لحلم اللى عيونها متعلقه بيه بضعف و حس انه وجوده جنبها ف لحظات زى دى اقل ما يمكن ان يتقدم لواحده مسبتهوش ف محناته لحظه..

بص للمحقق و اخد نفس طويل كإنه بيدى فرصه لعقله يرتب كلامه: لا، مدام هند زى ما قولتلك علاقتنا بيها كانت خفيفه جدا، خاصة ف الفتره الاخيره اما المدام تعبت و انا انشغلت معاها ما بين المستشفى و البيت و مبقناش نخرج
المحقق هز راسه بتفهم و مالك كمل برزانه: و على ما اعتقد ان اللى حصل ده كله مكنش مترتب له و لافى سابق نيه
المحقق بإستفهام: و عرفت ازاى؟

مالك بهدوء: لإنها لو عايزه تقتله اعتقد مش هيبقى بالشكل ده و لا ف المكان ده، يعنى مش بسلاح هتاخده معاها بالعشوائيه دى و ف مكان زى ده و هى عارفه انها احتمال تتكشف حتى لو واحد ف الميه، مش هتخاطر و على حسب سابق معرفتى لها هى من النوع اللى مبتحبش المخاطره، دى رفضت جوازى من بنتها ف يوم من الايام لمجرد شافت بنتها بتخاطر بمستقبلها ف مش هتخاطر هى بحياتها
المحقق سكت لحظات: طب تفتكر ايه اللى حصل؟
مالك: صدمه.

المحقق رفع وشه له و مالك هز راسه بهدوء..

مارد ميل على مراد آبوه و همس: ايه ده؟ هى التانيه اول مره تحب و يخونها الاحساس؟
مراد ضربها برجله بغيظ ف رجله: اخرس
مارد رفع راسه بوشه من جنب ودنه ببلاهه و اتكلم و هو باصص قدامه: حرام عليك الراجل اتبرمج، هيمشى يلف وشه يمين و شمال يقول صدمه صدمه صدمه
مراد ضحك غصب عنه مع مارد والاتنين سكتوا على مالك اللى بص وراه عليهم بغيظ و مارد كتم ضحكته و شاور بصوباعه لفوق..

مالك بص للمحقق: هى واحده كانت فاكره جوزها ميت و ف لحظه ظهر كده، ظهر بعد ما باعها و طلقها مقابل حريته و تأمين حياته، ظهر و اخد ف وشه كل حاجه، جوزها اللى شغال معاه و ثروتهم و ابن جوزها اللى هى مربياه و بتعتبره ابنها و حتى بنتها اللى كانت هتتورط و تقع بسببه، كل حاجه وقعت و اتهدت ف لحظه من حواليها و حست انها زى ما اخدت كل حاجه خسرت كل حاجه، اتحركت بدون تفكير تفش صدمتها، لو ف نيتها القتل كانت قتلته يوم ما اتنقل للحبس قبل كده وقت ما اتعرّض لحلم يأذيها، او حتى بعتتله حد يخلّص عليه، مش هتروح بنفسها ابدا.

المحقق سكت بتفكير: حالتها مش سامحه نستفهم منها او ناخد اقوالها نستدل على حاجه، قتل او دفاع عن النفس مثلا او فى حاجه سبقت اللحظه دى، الموقف ورا اللحظه مكنش متشاف كويس
مالك هز راسه بتأكيد: و ده يثبت اللى قولته، انها كانت ف حالة صدمه دفعتها لده بدون وعى، حالتها دى كانت من قبل ما تيجى بوقت حتى لو مش ملحوظه بس عشان كانت لوحدها محدش لاحظ
المحقق شاور لمالك بهدوء يمشى و بص لباقى هيئة المحكمه يتشاوروا..

مالك رجع مكانه و مارد بص وراه و همسله: ها؟ تسكتونى و لا افضحكم؟
مالك ضحك بغيظ و همس لمراد اللى بص معاه وراه: لم إبنك يا و ربنا اخليك تلمه زى الشيبسى المبعتر
مراد هّزله راسه بغُلب و حاول يشد مارد يبص قدام و مارد رجع براسه لورا بضحكه صفرا بإستفزاز: و ربنا افضحكم و انا هموت و اعملها من زمان و انتوا عارفين و عارفينى مبسترش ف حته ابدا.

مراد شده بغيظ لقدام و همسله: يا بنى اتلم يا بنى، اتلم يا بنى، احترم الاسم اللى انت شايلُه حتى
صوت دبه هزت المحكمه و انتشر صمت من بعدها..
القاضى: حكمت المحكمه حضوريا بحضور جميع المتهمين بتحويل اوراق ثروث الدينارى لفضيلة المفتى، و تحويل اوراق هند الدينارى لمستشفى الامراض العقليه للعلاج نظرا لحالتها العقليه و النفسيه..

اما عن المقدم امنيه صالح ف بعد الاطلاع على التقارير الجنائيه و سماع شهادة الشهود حكمت المحكمه ببراءتها من جريمة قتل ابراهيم الدينارى او التحريض لها نظرا لتواجدها ف الحادث ضمن خطة العمل، اما للخطأ الذى تم عن اهمالها لشغلها و دقة التفتيش الكافى ف حكمت المحكمه بوقفها عن المهام المدنيه و العسكريه و تحويلها للشئون الاداريه و كفاله مليون جنيه..

امنيه غمضت عيونها بإبتسامه مريحه عكس توقع احساسها او خوفها منه، مكنتش متخيله هتتقبل الوضع بإرياحيه كده!
الكل وقف و اتحرك مع حركتهم من القفص..
امنيه خرجت بعد تخليص اوراقها و دفع الكفاله، هند اتحوّلت للمستشفى اللى قررت علاجها بعد تدهور حالتها..

مالك وقف بشرود ف بهو المحكمه، حط إيديه ف جيوبه و عينيه لفّت المكان حواليه بإبتسامه شارده إبتدت باهته و فضلت تلمع و تلمع و هى بتلف حواليها و كل ما تلف من ركن لركن تترسم معاها لقطه لحظيه لذكرى بتترسم و تختفى بسرعه..
هز راسه برضا على اول الحدوته اما داق نهايتها: فعلا، لو تعلمون الغيب لا اخترتم الواقع، ف الحمد لله اوى اوى
يونس خبط على كتفه من وراه بخفه: كنت بتتمنى تبقى زيها؟

مالك لف وشه له بإبتسامه هاديه: لاء
يونس اتصدم: لاء! يعنى متمنتش لو ايد زى ايدك اتمدتلك من اول يوم دخلت زيها هنا و رفعتك قبل ما تقع؟
مالك برضا: لاء
يونس بذهول: حتى لو مكنش هيحصل و لا حاجه من كل حاجه حصلت؟

مالك هز راسه بتقبّل: عشان كده بقولك لاء، لاء متمنتش اتلحق من الاول و تتمدلى الايد اللى اتمدت لامنيه دلوقت، عشان الايد دى كانت هتلحقنى بمساعده لحظيه لكن مش عمريه، يعنى كانت هتساعدنى اقف من وقعتى لكن مكنتش هتعلمنى امشى، مكنتش هتعلمنى اسوق السكه مش هى اللى تسوقنى، اسوق عقلى و قلبى بنفسى و كانت الايد دى هستناها ف كل وقعه تسوقنى، تتمدلى، زى ما بيقولوا كده لا تعطينى سمكه و لكن علمنى كيف اصطاد و انا الايد دى كانت هتدينى السمكه اه لكن مكنتش هتعلمنى اصطاد، مكنتش هتخلق جوايا اصرار، عزيمه، قوه، طاقه، حب، مكنتش هتقابلنى بحلم، مكنتش هتورينى حقيقة احلام اللى كان مسيرى ف يوم هشوفها ف محنه تانيه بس بعد ما تستنزف طاقتى و وقتى و حته من مشوارى، مكنتش هتحبب اخويا فيا و تعززنى ف نظره عن يقين اوى كده مش مجرد غريزه انى اخوه و بس، مكنتش هتدينى حلم و ياسين، الايد دى مكنتش هتخلينى اغلط ف كانت هتحرمنى اتعلم.

يونس ابتسم اوى و كوّر إيده و مدها لمالك اللى كوّر إيده زيه و مدها و مجرد ما ضربوها ف بعض مالك شده لحضنه..

مصطفى ابتسم ف حضن مارد اللى ضمه اكتر قبل ما يرفع وشه من حضنه و يرفعله حاجبه: انت مالك ياض بقيت دوبل محن ليه كده؟
مصطفى ضحك ببلاهه: مش عارف، اوفر صح؟
مارد زقه بغيظ: اووى
مصطفى رجعله بمرح: منك نتعلم يا مارد الحب، اهو بنقلدك
مارد شاور على نفسه ببلاهه: انا؟ فشششر
مصطفى رفع حاجبه و مارد ابتسم بغيظ: مش اوى يعنى
مصطفى ضحك ببلاهه: انا مبسوط جدا
مارد: و انا كمان
مصطفى غمزله: انا هتجوز
مارد ببلاهه: و انا كمان.

مصطفى رفع حاجبه و ضربه براسه: طب انا عملك الاسود
مارد عمل نفس ريأكشن وشه و ضربه براسه هو كمان: و انا كمان.

مراد قاعد وسطهم بس روحه طايره و محلّقه فوقهم كإن الفرحه مالياها..
همسه سقفت بحماس: ولد و بنت؟ يعنى هى بجد اكدت ده؟
مارد ابتسم بفرحه و هز راسه..
همسه بفرحه: انا هسمّى الواد
غرام ابتسمت: طب قولى البنت، حتى عشان تضمنى الاسم بتاعك
همسه هزت راسها متحمسه بنفى..
ليليان: لا انتوا هتسموها ليليان، ماهو مش هبقى عمتو الحربايه انا و كمان مش هتسموا اسمى.

مارد هزلها راسه بنفى: كان على عين اخوكى، بس الاوبشن هنّج، هى بت واحده و اتحجزت
غرام غمزت لهمسه: هاا هتسميها و تضمنى الاسم و لا انتى ضامنه لوحدك؟
همسه برفض: لا طبعا، احنا مش ف ملعب هنا و هنعوز نترقّم عشان نعرف بعض
مراد ضحك غصب عنه بغًلب و ضربها بخفه على خدها: بردوا؟
همسه بصتله بغيظ: لا يا مراد اوعى تقول اننا هنسمّى همسه.

ليليان بصت لمارد بغيظ: يعنى انت تبقى لإبنى الخال والد و انا ابقى لعيالك عمتو الحربايه؟ يرضيك؟
مارد هز راسه اه بضحكه و هى بصتله بغيظ: حربايه تاكل دراعك يا شيخ
غرام بحب لهمسه اللى بصالهم بغيظ: ليه يا ماما طب و الله الاسم قمر و صحابه هيبقوا قمرين
همسه حدفتها بخداديه قصدت تجى ف مارد جنبها: بس يا بكاشه
غرام بصت لمارد: طب مش بذمتك الاسم حلو؟
مارد غمزلها و مراد هيتكلم ليليان غمزتله: لاء انت رأيك معروف.

همسه بحماس: طب ايه رأيكم ف اسامى الكابلز المتشابهه، يعنى مثلا كريم و كارما
مارد هز راسه بنفى و همسه ضمت بوقها برفض: طب ريم و كريم
مراد ضربها بخفه بدراعه اللى على كتفها: انتى ايه حكايتك مع كريم يا ام مراد؟
همسه خبطته بكتفها: الله كريم و بعتلنا كريم، و لا ايه؟
مراد رفع حاجبه و هى بصت لمارد بغيظ و بصت لغرام: يابت هتبقى ام كريم
مارد هز راسه برفض..

همسه: طب بلاش، ايه رأيك ف الاسامى القديمه و اتجددت، حتى لو مش كابل، يعنى حمزه مثلا، يونس، ياسين، او مثلا فريده، مريم، الاسامى اللى اتجددت تانى.

مارد هز راسه برفض و هو مبتسم و همسه شالت خداديه و رفعتها تحدفها مارد لقفها و ضحك..
مراد ضحك معاهم و بص لمارد كتير بمشاعر غريبه: طب و هتسموا حبيبى ايه؟
مارد بص لعيونه كتير و حدفله بوسه..
مازن اندفع برفض: لا انا اللى هسمى مراد متهزروش
ليليان سقفت بفرحه: انا اصلا كنت ام مراد سابقا و هبقى ام مراد لاحقا، شكلى كده معرفتش اخليكوا تسمونى همسه فهبقى فعلا همسه مش اسماً
همسه بسرعه: بعد الشر عليكى.

مراد ضم همسه على قبضتها و مازن كشر بغيره لمجرد جات سيرة حياتها قبله و هى بمجرد ما إنتبهت عضت اضافرها بندم..
مازن انتبه لملامحها ف لف دراعه عليها ضمها عليه و باس راسها بحب: احنا عارفين حملنا الاول و مقررين الاول و اللى مش عاجبُه يشد ف حواجبه
غرام كشرت: احنا سوا سوا يا روحى شهر بشهر
همسه بصت لمارد بغيظ: ما تنطق انت فيبريشن انهارده ليه؟ شاركنا و لا مش ولادك دول؟ هتسمى ايه؟

مارد ببراءه: و اشارككم ليه و انا سايبكم تروحوا و تجوا و الاخر ده بتاعى انا
همسه بترقب: يعنى ايه؟
مارد رفع كف إيده لفوق بعيون بتلمع مبتسمه: يعنى سميته و حُسِم الامر
همسه: اللى هو؟
مارد ابتسم بمراد اللى رد معاه كإنه بيقاطعه و ميعرفش انه بيرد معاه ف نفس واحد: مراد
الاتنين ضحكوا مجرد ما نطقوا و همسه وقفت بإعتراض: لا لا انتوا بتهزروا اكيد، قولوا انكم بتهزروا.

مراد غمز لمارد بفرحه، مكنش عايز يحجز عليه و ف نفس الوقت كان عايز يسبقه عشان يدبسه او ميعترضش، بس مجرد ما نطق قلبه نطق معاه فرحه..
همسه بصت لمارد بغيظ: انت موافق على الكلام ده؟
مارد هز راسه اه و هى اتحركت قدامه بغيظ: انت موافق تبقى مراد ابو مراد؟
مارد هز راسه اه و هى ضربته برجلها بغيظ: لاء انت مش هتبقى مراد ابو مراد و لو انت راضى انا مش راضيه، مش هبقى ام مراد و جدة مراد و مرات مراد انا.

الكل ضحك على لهجتها اللى نطقت بيها اكتر من الكلام و مراد ضحك اكتر على حاجه تانيه بتاعته هو..
مارد ضحك معاه عشان مراد حكاله: الحق دى ابتدت تتلغبط من دلوقت، لاء انا مش مراد هجيب ورا
مراد قام عليها اخدها ف حضنه و قعّدها جنبه: تااانى؟ تعالى يا روحى ربنا يهديكى
همسه ضيّقت عينيها لمارد و ميلت على ودن مراد همست بغيظ: ايه تانى دى؟ انا قولت كده قبل كده؟
مراد هز راسه اه بضحكه خفيفه..

همسه كعمشت ملامحها بغيظ: و قال يعنى انت سمعتلى؟
مراد ابتسامته رايقه بحب: هو انا كنت بسمع لغيرك؟
همسه بغيظ: مكنتش هتبقى مراد ابو مراد
مراد: لا ماهو مراد كان اقتراحك انتى، انما ليليان كانت هتبقى همسه و قولتى لا مش هبقى همسه ام همسه انا و لا كإنى بشتمك
همسه بصتلهم بغيظ: يعنى ابنك عايز مراد عشان إبنك و مازن عايز مراد عشان تربيتك و حتى مالك عايز مراد هو كمان عشان وقفتك جنبه، ده ايه ده ان شاء الله؟

مراد ابتسم بفرحه ابتسامه بعيده: ده ال #ربع دستة ظباط الجداد
مارد رفع حاجبه: لا احنا هنقفلها و جبرت على كده
مراد ابتسم: بس هنسيبهم بعدنا ذكرى.

في فصل ختامي إن شاء الله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة