رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الختامي ج1
مرت ايام وراها ايام و ليالى على قلوب كلها قلق و خوف و حيره على حاجات جايه ليها و على قلوب تانيه كلها امل و يقين على حاجات بتروح اثرها من جواها و اللى اتجمعت عليه كل القلوب دى شئ اسمه العشق !
عشق خلق يقين جوه القلوب دى ان الفرحه المنتظره جايه جايه و خلق يقين جوه القلوب التانيه ان الوجع رايح..
شهور كلها مشاعر متلغبطه و احاسيس متداخله بتتموّج لحد ما جه يوم حاسم للكل..
مارد مع أبوه ف مكتبه و قدامهم ورق شغل و بيتكلموا..
مراد لاحظ توهانه ف خبطُه بخفه على ضهر إيده: ايه؟
مارد رد بتلقائيه كإنه اتخطف من تفكيره او لسه فيه: وحشونى اوى.
مراد ابتسم بعيون بتلمع: عارف انك بتفكرنر بنفسى اوى يا مراد؟ انا من اول ما شوفتك حسيتك، و الله يمكن اكتر من امك اللى معرفتش انها فاقده الذاكره الا اما سمعت منها مباشرة، و اكتر من ليليان اللى رغم انى قابلتها قبل الكل و رغم حاجات كتير كانت قادره تحطها قدام عقلى زى لون شعرها و مرضها و لدغتها و شكلها و صوباع رجلها الا انى بردوا معرفتهاش الا اما سمعت من الدكتوره، الا انت.
مارد ابتسم بفضول او حب غريزى: انا ازاى؟
مراد اتعدل ف قعدته: انت محتاجتش كل ده عشان اعرفك، انت الوحيد فيهم اللى حسيتك، شوفتك بقلبى، انت لا قولتلى الحقيقه مباشرة زى همسه و لا حتى سمعت عنك زى ليليان، بالعكس، ده انا كنت قابل ما تجيلى البيت بساعات راجع من روسيا و ف إيدى ملف فيه شهادة.
مراد سكت بصوت مخنوق مقدرش ينطق كلمة وفاه و مارد مد إيده طبطب على كف إيده و رفعه باسه بحنيه: ربنا يخليك ليا، يلا ربنا كان كاتبلى تبقى شهاده مزيفه عشان ارجع و اقرفك
مراد ابتسم بلهفه: بعد الشر عليك، ده انا كنت اموت، انا اصلا مكنتش عارف هكمل ازاى، كنت راجع و مش عارف هكمل ازاى و لا هعمل ايه، هبص ف وش امك و اختك ازاى، هضحكلهم و معاهم ازاى، هعرف اكمل حياتى و افرح بيهم ازاى!
مارد ابتسم برضا طفولى و مراد ابتسم معاه: اما جيتلى البيت ف زعابيبك وقتها مجرد ما لمحت غيرتك و غضبك من قربى من ليليان اللى كنت سمعت و اتأكدت انها بنتى، نص قلبى، عرفت انك نصى التانى، حسيتك بس و حسيت كلامك، انا لاخر لحظه معملتش DNA ليك انت رغم انى عملته ل ليليان، معرفتش اعمله ليك، الا بعدها بوقت اما اندمجنا ف حياتنا و احتاجته عشان اوراقك الرسميه بأسمك جنب اسمى.
مارد قام بتلقائيه و حضنه بمنتهى الحب و مراد طبطب على ضهره: و جيت ربنا كرمك من غرام و بالطريقه دى و بتؤم عشان تكمل دايرة المراد جواك، مش بقولك شبههى!
مارد ابتسم بعد ما اتنقل جنبه: طب و هو انا اطول؟
مراد ابتسم بطيبه: ربنا يجعل حظك احسن و احن من حظى و يكتبلك ف كل رزق ف الدنيا نصيب
مارد ابتسم: و انت معانا يارب
مراد: ايه؟ دقت ساعة الصفر و لا ايه؟
مارد ابتسم بغيظ: قربنا نخلص التاسع، تقولش بقره اللى هتولد
غرام برّقت من وراه و هى جايه عليهم: مين دى اللى بقره يا ابو مراد؟
مارد برّق قدامه من غير ما يبصلها: اوعى يكون هى.
مراد هز راسه بإبتسامة استفزاز و مارد لف وشه لها ببطئ و هى بتقرب: لاء تصدق فعلا هى
غرام قعدت بحده: هى مين دى؟
مارد ببلاهه: البقره
غرام اخدت نفس هجومى تتكلم و هو صحح بسرعه: انتى
غرام بصت لمراد بغيظ: شايف إبنك؟
مارد لف دراعها حواليها: ما اعملك ايه يا روحى؟ الناس كلها بتولد ف التاسع و انتى منشنه ع العاشر و انا اسمع ان البقر بس اللى
غرام ضربته بعنف برجلها ف رجله: اللى ايه؟
مارد مسك رجله بغيظ: اللى ربنا يقدر عليهم، البقر اللى ربنا يقدر عليهم
غرام وقفت بغرور بعد ما ضربته و اتفشت و هو بصلها فوقه: هى مش الهرمونات دى كان اخرها لحد شهور الوحم بعد كده بتتظبط؟ امال هرموناتك يا روحى مالها كده قالبه على لحمه عذب؟
غرام بصت لمراد اللى حط إيده على وشه و هو بيميل راسه بضحك..
رجعت بصت لمارد اللى لف وشه له و ضحك معاه، رفعت رجلها و ضربته ف جنبه و هو ضحك اكتر، ضربته مره ورا مره ورا كذا مره لحد ما وقفت بحذر..
مارد ضحكته سكتت مع ملامحها اللى اتبدلت ف ثانيه و صرخت: اااه
مراد وقف بسرعه و مارد مقدرش يتحرك او ينطق..
مراد بخوف: غرام، انتى كويسه؟
غرام صرخت اكتر بتعب و مراد شبه فهم ف زق مارد يفوّقه: قوم بينا ع الدكتوره بتاعتها
مارد بنبره مخطوفه: ليه؟
غرام صرخت بغيظ: هاخد سيلفى مع عيالى، منك لله يا ابن مراد اخلللص
مراد ضحك غصب عنه ع الموقف و بص لمارد على بلاهته و هما خارجين للعربيه بعد ما لبسوا: مش بقولك شبههى، انت متنح كده ليه يالا؟
مازن واقف بتوتر على باب الحمام: طب اعمل ايه؟
ليليان صرخت: اعمل اى حاجه، اعمل اللى كل الناس بتعمله ف موقف زى ده
مازن ببلاهه: اللى هو ايه؟
ليليان صرخت و مازن قرب اكتر من الباب: انتى متغاظه و لا تعبانه؟
ليليان بغيظ: هطق، هطق يا اخى، اتصررررف
مازن: طب افتحى الباب
ليليان: لاء
مازن بغيظ: يا ستى افتحى ده وقت كسوف
ليليان بعِند مكوّره ف ركن الحمام و ماسكه جسمها: لاء.
مازن بغيظ: يا بنت مراد افتحى ده انا، ده انا زى جوزك يعنى
ليليان صرخت: عااايزه باباااا
مازن بغيظ: بردوا؟
ليليان صرخت اوى: يا ماااازن
مازن ببلاهه: طب اخدك مستشفى؟
حلم زقت مالك بغيظ: امال هتاخدنى كوافير؟ يخربيييت اللى طلّعك ظابط
مالك ضحك غصب عنه: انا ايش عرّفنى يا كوكو؟ كنت اتنيلت قبل كده؟
حلم رجعت بهجوم ضربته برجلها بعد ما عدت من جنبه: قولتلك مية مره متقوليش كابوس
مالك رفع إيديه و هو بيرجع لورا: انا مقولتش انتى اللى قولتى، انا قولت كوكو
حلم هتهجم بالكلام هو غمزلها: يعنى ممكن اقصد حاجه تانيه غير كابوس، بدلعك مثلا
حلم عضت بوقها بغيظ و رجعت ضربته ف رجله..
مالك رفع حاجبه: انتى متأكده إنك بتولدى؟
حلم لفّت وشها له و رفعت نفس الحاجب شبهه: استنى ارن على إبنك كده اعرف
مالك ضحك بتوتر و هى بعد ما إدته ضهرها تتحرك رجعت له بهجوم و هى رافعه صوباعها ف وشه: و وحياة ابنك لو جه و عرف ان اسمى كابوس هقلبلك عفريته الغبط كيانك و ابقى كابوس بجد و اشرب
مالك ضحك غصب عنه و هو إيده على وشه و هى بصتله بغيظ: كفايه الكلبه بنتك اول ما نطقت تقولى كوكو.
مالك ببراءه: لا غلطانه، عايزه تتربى
حلم زعقت: مش اما اربيك الاول، هى يعنى سمعتها فين؟
مالك ضحك غصب عنه على إبنه اللى سحف زق الباب و دخل بيغمفم بملاغيه: كو، كوكو
حلم صوتت ف وشه و مشيت: انا عايزه اولد.
فهد مسنّد روفيدا و نازل بالعافيه بيها و هى بتنهج من التعب و ماسكه بطنها..
فهد بتوتر حاول يسيبها و هو بينزل و بيتحرك لشقة مالك: هشوف مالك و
قطع كلامه و مالك بيفتح الباب بحلم بنفس المنظر بس حلم هاديه نوعا ما..
فهد رفع حاجبه لمالك و مالك للحظه إنتبه لروفيدا اللى قربت من فهد من وراه بتعب و بص لحلم جنبه اللى فهد بيبصلها و الاتنين انفجروا ف الضحك ف نفس واحد..
مراد واقف قدام العمليات بتوتر و حركاته حوالين نفسه و الباب زايغه و عصبيه..
مارد ساكن تماما و عينيه ثابته زيه ف نقطه غريبه قدامه..
همسه قربت منه بقلق: حبيبى متقلقش كده، هتبقى كويسه و الله
مراد بص لإبنه بصوت مهزوز: هى بس عشان زى ما بيقولوا كده بكريه، هتاخد وقت
همسه هزتله راسها و مراد لهجته اتغيرت بهزه: بس وقت اد ايه؟ اد ايه ده احنا هنا و هى جوه من اكتر من ساعه، ده شكل كده.
قطع كلمته مع صرخة ليليان اللى هزت الكل..
مراد لف وشه شافها على سرير بيتحرك حواليه الدكتور بتاعها و الدكتوره و كذا ممرضه و مازن وراها و ماسك إيديها الاتنين او هى اللى متعلقه بيه..
مراد بص لمارد اللى قاعد بهدوء غريب و رجع بعينيه لها و بص لهمسه بتعب و حط إيده على قلبه..
همسه وقفت جنبه: روح معاهم و انا هفضل هما جنب م
مراد قاطعها اما شاف إبنه رفع وشه و عينيه إتعلقت بيه بمشاعر طفل صغير: لاااء.
همسه بصتله شويه و سكتت و قبل ما تنطق مراد اتكلم: انا هفضل مع مراد، مش هسيبه كده هو انا محتاج ابقى جنبه مش هو اللى محتاجلى
همسه بصتله بتفهم و هو ابتسم بالعافيه بتعب: انا محتاج اقف من تانى، بس المرادى هقف على رجليه هو، هحس ان القطر رجع من تانى بعد ما عدّانى و سابنى كل العمر ده واقف ع المحطه مكانى بتفرج و بس، انا اللى محتاجله يا همسه، انا.
ليليان قربوا بيها بالسرير منهم و همسه قربت منهم ملّست على وشها بحنيه: حبيبتى اهدى هتبقى كويسه
ليليان عيطت بتعب: همووت يا ماما، و الله هموت
همسه صوتها اترعش: و الله ابدا، هتقومى بالسلامه و هتبقى كويسه، اتشددى انتى بس
اتحركوا بيها عنهم لحد ما زقوا باب العمليات و دخلوا و شاوروا للكل يحجزوهم برا و قفلوا الباب..
مالك وصل للمستشفى و ركن عربيته و لف يفتح لحلم جنبه كانت هى فتحت و نزلت..
مالك بصّلها شويه: حلم، انتى متأكده انك بتولدى بجد؟
حلم بهدوء غريب: هو انا اول مره يا مالك؟ هما عيالك دول تيكاواى؟
مالك ضيّق عينيه: امال ليه حاسك رايحه تتعشى؟
حلم ضحكت غصب عنها و هى بتتسند عليه..
روفيدا ورا فهد فتح و نزل ف عربية مالك و لف بسرعه فتحلها، حاول ينزّلها بس معرفش، حاول مره و اتنين بس صعب، دخل جنبها و لفّها كلها بدراعته و حاول ينزل بصعوبه..
مالك قرب بسرعه معاه ساعده بحذر و بص وراه لحلم اللى واقفه بس بتعب مُحتمَل نوعا ما: رنيتى على إبنك عرفتى جاى و لا الاسبوع الجاى؟
حلم بصت لروفيدا و بصتله بضحكه مرهقه: لا دى ناس كيكه ف نفسها اوى، انا استرونج ومان يابنى.
روفيدا بتصرخ جدا و حركاتها عنيفه و متشنجه و بتعيط: عايزه ماماااا، ماما يا فهد، مكلمتهاش ليه؟
فهد بلغبطه حاول يسندها بإيد و موبايله ف إيده التانيه: حاضر، حاضر و الله بكلمها موبايلها مشغول و ابوكى كمان، وقت محن ده؟
روفيدا صرخت اوى ف وشه و هو اتخض و اخدها و دخل ورا مالك و حلم..
مراد لمحهم من بعيد و قرب منهم..
مالك ضيّق عينيه: انت جاى ليه؟
مراد بص وراه عليهم و بص لمالك و ضحك ضحكه باهته: اللى جابك جابنى
مالك ببلاهه: هى مدام همسه بتولد؟
مراد برّقله و مالك رد بضحكه بسرعه: اصله شكله موسم و لا ايه، اسمع عن موسم تزاوج، انما موسم تكاثر ده لسه بشوف الاوبشن اهو
فهد بغيظ: تقولشى خايفين ننقرض
مراد شاور للدكتور وراه و هو اخدهم للطوارئ..
مراد بص لمالك على حلم بعد ما دخّلهاو وقف يستناها: هى حلم كويسه؟
مالك صوته اتهز بخوف: معرفش، شكلها مريب اوى، مبتصوتش، مبتعيطش، مبتتوجعش، و الغريبه انها متأكده جدا انها بتولد
مراد بصّله شويه: يمكن قدامها وقت؟
مالك هز راسه برفض: هى متأكده، بتقول انها حصلها علامات الولاده زى ساعة ياسين و حلم
مراد ظعرت قدامه فلاش لوقت ولادتها اللى هو الوحيد شافه و بصّله شويه..
مالك نظراته استفهمت بخوف: انا خايف عليها اوى، هى كانت كده الولاده الاولى؟ تفتكر ممكن تكون يعنى فيها حاجه و
مراد: لا مكنتش كده، كانت طبيعيه زى العيال الفافى اللى دخلوا معاها دول، و لا مش ممكن تكون يعنى فيها حاجه، هى الحاجه الوحيده اللى ممكن تكون فيها هى انها اكتسبت قوه من كل حاجه اتخطتها الفتره اللى فاتت
مالك بصوت مهزوز: او لسه موجوعه وجع مغطى على كل ده.
وقفوا كلهم قدام الطوارئ وقت طويل..
فهد همس لمالك جنبه و بص على إبنه و ياسين و حلم: العيال اللى بتجى دى مين اللى هيربيها؟
مالك نكزه ف جنبه بغيظ: اخرس
فهد بغيظ: لا ماهو احنا مش متجوزين عشان نربى
مالك حط إيده على وشه بغُلب..
فهد بمرح ميل على ودنه و عض بوقه: انا عن نفسى عايز اتربى انا الاول
مالك عضله بوقه بغيظ و فهد بصّله و رفع حاجبه بخوف مصطنغ: قصدى يعنى احافظ على حبة التربيه اللى حيلتى قبل ما انحرف.
مالك زقه بغيظ: تربية ايه! ده انت لو شوفت بجنيه و ربع تربيه مكنتش هتبقى هنا
فهد رفع حاجبه: اه يعنى انت قليت ادبك اهو انت كمان يا بوص
مالك لف وشه للحيطه وراه و سند وشه عليها بغلب..
فهد برطم بمرح: خلاص نشوفلنا احنا دار منحرفين
مالك بصّله فجأه و برّق و فهد رفع إيديه بتصحيح بسرعه: مسنيين، دار مسنيين.
مالك شده بغيظ و وقّفه جنب الكل و شاورله على بوقه..
وقفوا شويه لحد ما ابتدت حركه غريبه متوتره تنتشر حواليهم..
الدكتور بيتحرك لجوه بسرعه و مالك وقّفه: فى ايه جوه انطق
الدكتور اتكلم و هو داخل: مدام ليليان فى اجهاد ف القلب و بنحاول ناخد حذرنا
مازن اتنفض عليهم: حذركم لإيه؟
الدكتور سابه و مازن هيجرى لجوه مراد مسكه منعه: اهدى
مازن زعق: اهدى ايه؟ بيقولك بياخدوا حذر! انت مسمعتش قال ايه؟ حذر ليه يا مراد؟
مراد حاول يلبس دوره اللى مفروض بتاعه هو و بس: متقلقش، لو فى حاجه مكنوش دخلولها، كانوا..
صوته اتحبس و مازن بصّله برفض و نظراته مصدومه و تايهه ف الولا حاجه قدامه..
اتحرك بتوهان خبط ف دكتور خارج بصّله بإستفهام..
مراد قرب منهم بالعافيه: لو فى حاجه هى اللى هتخرجلنا مش هما اللى
كلامه بيتحبس ف لحظات عجز صعبه و مازن بص للدكتور اللى اتكلم: مدام ليليان مريضة قلب و انتم عارفين
مازن بصوت مهزوز: انت عامل حسابك.
الدكتور هز راسه: اه، بس فى طوارئ بتجد ف الاوقات دى و احنا بنحاول تبقى تحت السيطره
همسه قربت منهم اتدخلت: حالتها ايه بالظبط؟ و ايه اللى جد؟
الدكتور: حالتها ايه نوعا ما كويسه
مازن زعق: يعنى ايه نوعا ما؟
الدكتور: يعنى واحده بتولد و ف ظروفها الصحيه ف اكيد مش هقولك تمام الحمد لله زى الفل، اكيد تعبانه
همسه قربت من مراد و هو ضمها عليه و طبطب على إيدها اللى مسكته..
الدكتور: اما عن اللى جد ف احنا مرتبين انها مش هتولد طبيعى لان ده اجهاد كبير ع القلب عندها و اللى هو تعبان، مش هتتحمل الطلق
مارد اتدخل برعب: و اللى حصل؟
الدكتور بحيره: الانيميا عندها هبطت كتير ف اقل من ايام بسيطه و كنا خلصنا تحاليلها ف مبانتش، ف اصبحنا خايفين نتدخل بالجراحه يحصل مضاعفات زى نزيف ف الحاله دى هيبقى الوضع
مازن زعق: هيبقى الوضع اييييه؟
مالك قرب و حاول يحتويه بإيديه و يتحرك بيه: اهدى يا مازن
مازن دموعه نزلت بضعف رغم عنف صوته: اهدى ايه؟ اهدى ايه بيقول مضاعفات و خايف، خايف يولّدها طبيعى قلبها ميتحملش الالم و خايف يولّدها قيصرى قلبها ميتحملش النزيف، خااايف
مراد قرب منهم: مازن
مازن زعق بعياط خرج صريح و مباشر: مازن ايه؟ بيقولك خايف، اما هو دكتور و المفروض يطمنا و خايف، خايف، يبقى احنا نعمل ايييه؟
الدكتور اتكلم قبل ما يسيبهم: انا عايز حد نفس فصيلتها معانا ف العمليات جوه يبقى تحت ايدينا نتدخل بيه لحظة خطر
مارد شاورله بسرعه يتحرك وراه من غير ماينطق..
مازن اتحرك وراهم بحركه ملغبطه مسك الدكتور: انا مش عايز ولاد
الدكتور استغرب رده اللى مكنش ف الاختيارات: انا مقولتش ان حياتها ف اختيار مع طفلها، مقولتش ده، للاسف ف حالتها لو حصل اى مضاعفات.
مازن قاطعه برفض يسمع اى حرف متوقع يسمعه: بقولك مش عايز، اعمل اى حاجه، متخاطرش بيها
الدكتور: زى ما قولتلك ف حالة اى خطر ف النقطه دى مبيبقاش قدامنا اختيارات نهائى. لانها كده كده وصلت لمرحلة الولاده ننزّله او نولّده ده مبيفيدهاش
مازن هيتكلم مارد مسك إيده اللى شاور بيها و شدد عليها: اطمن، مش هيحصل حاجه، سيبه يتصرف انت كده ممكن تكون بتأذيها اكتر
مازن رد بضعف: انا مأذيتهاش يا مراد عشان ازيد، مآذتهاش.
مارد هز راسه و هو اتحرك بعشوائيه حوالين نفسه: لا اذيتها، انا مفكرتش ف لحظه زى دى، مفكرتش، فكرت ف نفسى، ف بيتنا، حياتنا مع بعض، ولادنا، علاقتنا، فكرت ف كل حاجه الا هى، فكرت ف كل دول معاهم و مفكرتش فيهممن غيرها، مفكرتش يا مراد مفكرتش
قال اخر جملته و هو ماسك مارد من كتافه بيهزّه..
مهاب سحب مازن لورا و ضمه عليه و هو زل ع الارض بإستسلام، مراد قرب منهم و شده عليه و قبل ما ينطق صوته اتحبس ف شده لحضنه بإستسلام، مازن رفع وشه بالعافيه و عينيه اللى دموعها بتهرب منها بعنف فضلت متابعه الدكتور و مارد لحد ما دخلوا..
بص لمراد بتعب و فجأه اتحدف ف حضنه بكل الضعف اللى جوه كل القلوب المتابعاه حواليه..
مراد طبطب على ضهره: اهدى، رب الخير مبيجيبش شر، مبيحيبش الا الخير للى يقول يارب و احنا مبنقولش غير يارب، بننام و نصحى نقول ياارب، ده احنا ف عز الوجع قولنا ياارب
مازن همس بتعب: ياارب.
ساعات مرت بصعوبه لحد ما الدكتور خرج بإرهاق واضح و انفاسه بتنهج..
الكل اتأهّب ف وقفته و هو ابتسم بعمليه: و الله معرفش مين تبع مين، بس اللى اعرفه ان الاربعه ولدوا بالسلامه و جابوا تلات ولاد و بنتين و مدام غرام فيهم جابت تؤم منهم
مراد اخد نَفس طويل و بص لمارد اللى خارج وراه و دموعه نزلت بضعف..
مازن بصّله و عينيه مفتّحه اوى و مستنيه ينطق، يقولها مباشره..
اتحرك بالعافيه لمارد و مسكه بترقب: اختك فين؟
مارد زقه بغيظ: يا شيخ اتلهى، اعرف ان الواحده بتولد تاكل دراع جوزها، انما تاكل دراع اخوها دى جديده، لا و هى بتفوق كمان مش و هى بتولد، منكم لله
مازن ضحك بهزيان اما لمحهم خارجين بسرايرهم ورا بعض، جرى بلهفه عليهم و بمجرد ما قرب من ليليان حاول ينطق معرفش، ف اتحدف عليها كلبش ف حضنها..
مارد ضحك بغيظ: ارقد جنبها، ارقد جنبها اخلص.
مراد قرب عليهم و مهاب وراه و همسه و قبل ما ينعزلوا بسرير منهم مراد ضم سرير ليليان على سرير غرام منع يبقى في بينهم مسافه و الكل حاوطهم و اتحرك معاهم..
مالك قرب بسرعه ف حركته الملغبطه كان هيقع قبل ما يوصل لسرير حلم اللى بيخرج و يقرب ناحيته..
مد إيده يلحق وقعته يمسك ف السرير و حلم مدت إيدها لحقتها مسكته و هو وقف مع مسكتها له..
ابتسم بضعف و همس و هو مميل عليها: مكتوبلى كل ما اقع اقف بإيدك
حلم ابتسمت بضعف: لا بس المرادى وقعت فيا
مالك ابتسم بعيون دمّعت: انا طول عمرى واقع فيكى يا حلم.
حلم غمضت بإستسلام لروحها اللى سلّمتها بين إيديه و هو اتحرك بيها لجوه..
فهد اتحرك وراهم بسرير روفيدا اللى مش فايقه..
دخلوا غرفه واحده للكل قدام اشارة مراد اللى بص من باب غرفه و شاورلهم ف دخلوا..
الكل بيفوق و كل واحد جنب مراته او ف حضنها تقريبا..